ماذا يحدث إذا توقفت أدمغتنا عن هذا العمل وأصبح كل صوت حولك واضحًا ومزعجًا؟، هل واجهتك من قبل مواقف تعاني فيها من العصبية والاضطرابات فقط بسبب أصوات بسيطة حولك، مثل أن يحرك زميل لك القلم بشكل مستمر، أو يمضع التفاح مثلاً بجانبك؟ ربما تكون هذه الأعراض دليل على إصابتك بمرض الميزوفونيا.
في حياتنا اليومية نتعرض لكثير من المؤثرات الصوتية التي قد لا يستحملها دماغنا مجتمعة، فيقوم بطريقة ذكية بتنظيم هذه المؤثرات عن طريق أعصاب معينة تتوقف عن العمل عندما يصبح الصوت متكررًا أو عندما لا يكون له أهمية، وتعود إلى العمل عندما يتغير هذا الصوت في نغمته أو درجته.
ويصاب بعض الناس بعصبية زائدة واضطرابات عند سماع بعض الأصوات، خاصة الأصوات الصادرة من الفم، كالمضغ أو النفس أو السعال، أو أصوات أخرى كصوت الكتابة على لوحة المفاتيح وصرير القلم. يبدأ ظهور هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة، وكثيراً ما يستمر مدى الحياة، وتزيد مع الإجهاد والتعب والجوع. هذه الأعراض كلها تعد مظاهر لمرض الميزوفونيا المعروف أيضا بمتلازمة حساسية الصوت الانتقائية. ويرجع الاسم لليونانية، ويعني "كراهية الضوضاء".
إذ يعاني الأشخاص المصابين الميزوفونيا من حساسية مفرطة تجاه سماع بعض الأصوات التي تنطوي على الأصوات الهامسة؛ كالمضغ، والنفس، والسعال، وغيرها من الأصوات الخفية؛ كصوت الكتابة على لوحة المفاتيح، وصرير القلم.
يبدأ ظهور هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة وأحياناً بعد البلوغ، ثم تستمر مدى العمر في معظم الحالات، وتزيد أعراضه مع الشعور بالإجهاد والتعب والجوع، وحتى الآن لم تحدد بعد أسبابه الحقيقية تماماً ولكن تم وضع مجموعة من النظريات التي تؤدي إلى السبب.
من الأسباب المحتملة لمتلازمة ميزوفونيا وجود خلل في النظام السمعي في الدماغ، وأكثر النظريات تشير إلى وجود عامل وراثي. ومن غير المعروف حتى الآن عدد الأشخاص الذين يعانون من الميزوفونيا ولكن مجموعات من الناس مع تحديد حالاتهم تشير إلى أنه أكثر شيوعاً مما كان معروفاً من قبل.
ثمَّة طرق وأساليب يمكن اتباعها للتعامل مع المشكلة وليس علاجها، مثل: استعمال صمامات الأذنين؛ لحجب الأصوات الخفيَّة، استعمال السماعات الطبية الخاصة بعلاج طنين الأذنين، تحت إشراف مختصص في علاج مشكلات السمع، استعمال بعض طرق العلاج الطبيعي، تحت إشراف مختصة في العلاج الطبيعيِ، العلاج السلوكي المعرفي؛ للتعامل مع مشاعر الغضب والتوتر المصاحبة لهذا الاضطراب، تحت إشراف مختصص نفسي.
الميزوفونيا: عندما تثير الأصوات العادية الأعصاب
يعاني هؤلاء الأشخاص من حالة من التوتر والاضطراب فقط عند الاستماع لأحد هذه الأصوات، وكثيراً ما يصبح رد فعلهم عنيفاً عند الاستماع لبعض الأصوات العادية، ولا يتوقف الأمر على مدى حدة الصوت. ويفرق العلماء في هذا السياق بين مرض الفونوفوبيا، أو الخوف المرضي من الأصوات المرتفعة ومن مرض الميزوفونيا.
وهناك عدد كبير من البشر الذين يعانون من هذه المشكلة، وأول من وصف هذا الشعور "بالاشمئزاز والغضب" تجاه أصوات ما هما عالما الأعصاب الأمريكيين باول ومارغرت جاستربوف، حسبما جاء في موقع في.دي.ار الألماني، حيث قام الزوجان ببحث حول هذه الظاهرة في مطلع التسعينات، وأطلقا عليه هذا الاسم. وأوضح الباحثان أن هذا المرض لا يتوقف على حدة الصوت أو تردده، وأنه متعلق فقط بتجارب شخصية مرتبطة بصوت ما، سببت للمرء هذه الحالة من الإحباط والاشمئزاز والغضب.
وحسب نظريتهما، فإن هذه المشاعر السلبية تتولد عند الاستماع لهذه الأصوات مرة أخرى. ويرجع بعض الباحثون في مركز أمستردام الطبي هذا الاضطراب للنزاعات بين الآباء والأبناء، والتي عادة ما تكثر أثناء الوجبات، وهو ما قد يربط المشاعر السلبية بأصوات طبيعية مثل أصوات مضغ الأكل.
ونقل موقع في. دي . ار أن لدى مرضى الميزوفونيا عدة استراتيجيات لتفادي التعامل مع هذه المواقف السلبية، ومن بينها مثلاً القيام بضوضاء أخرى لتفادي الاستماع لهذه الضوضاء، أو الاستماع مثلاً للموسيقى لتحويل التركيز عن هذه الأصوات المستفزة. بينما في بعض الأحيان لا يساعد إلا تجنب هذه الأصوات والابتعاد عن مصدرها والانعزال. وحتى الآن لا توجد طريقة واضحة لعلاج المرض، ومازال هناك عدة مراكز أبحاث للاضطرابات النفسية تقوم بدراسات حول هذا المرض.
كره الأصوات
الميزوفونيا (Misophonia): هي حرفيًا كره الأصوات، وهي حالة نادرة التشخيص، بحيث تصبح بعض الأصوات تحفّز مشاعر سلبية كالغضب، والخوف، والكره، والقرف. والأصوات لا تكون بالضرورة أصوات عالية أو مزعجة لمعظم الأشخاص. تمت تسمية هذا المصطلح من قبل عالم الأعصاب PawelJastreboff و Margaret Jastreboff ويطلق عليه في بعض الأحيان متلازمة حساسية الصوت الانتقائية(selective sound sensitivity syndrome) .
عند دراسة هذه الحالة عن طريق صورة الرنين المغناطيسي الوظيفية (fMRI) للدماغ وجدوا خللًا في الإشارات العصبية في منطقةanterior cingulate cortex و insular cortex، وهي المناطق المسؤولة عن المشاعر في الدماغ. هذه المناطق هي مسؤولة عن مرض التوريت( مرض تكرار الأصوات(Tourette disorder))، ومسؤولة أيضًا عن توليد مشاعر الغضب، والألم، والمعلومات الحسيّة.
تشير بعض الدراسات أن هذه الحالة لها علاقة بالوسواس القهري أو القلق العام، وأن المصابين بالميزوفونيا عرضة للاكتئاب والقلق بشكل أكبر.
قد يكون المعنى الحرفي للميزوفونيا كره جميع الأصوات، ولكن هذا غير صحيح، هنالك فقط بعض الأصوات المعينة التي يتحسّس منها الأشخاص المصابون، وفي بعض الأحيان قد يكون المحفّز مادةً مرئية! كل شخص مصاب يختلف بالأصوات التي تحفّزه، وكيف يتصرف عندما تحدث، ومع الوقت قد تزداد المحفزات أو تقل حسب المصاب.
عندما يتعرض المصاب لصوت معين سوف يقوم مباشرة بردود فعل عاطفية سلبية. تتراوح ردة الفعل بين انزعاج خفيف إلى الغضب الكامل والهلع، وأحيانًا تفاعل المحاربة أو الفرار(fight or flight reaction). خلال تعرض المصاب للمحفّز، سوف يصبح متوترًا وغاضبًا و دفاعيًّا وهجوميًّا وقد يلجأ إلى الابتعاد عن المكان، أو يتصرف بغضب شديد تجاه مصدر الصوت.
لكي تتخيل مدى انزعاج أو غضب الشخص المصاب، تخيل ردة فعلك تجاه صوت خدش الأظافر على لوح الطباشير، معظمنا قد ينزعج كثيرًا من الصوت، وسوف يطلب من الشخص التوقف، هذا الانزعاج لا يساوي ربع انزعاج المصابين بالميزوفونيا، إضافة إلى الشعور السلبي الذي يحدث.
كيف يعمل دماغ الانسان أثناء الضجيج؟
كشفت تسجيلات مباشرة عن النشاط الذي يدور في دماغ الإنسان، عندما نحاول فهم جملة أو إدراك كلمات نسمعها في مكان ملئ بالضجيج والضوضاء، ويسمى التركيز على محادثة واحدة فقط في بيئة صاخبة وبها تشتيت للتفكير "تأثير حفل استقبال"، والتي تمثل حدثا احتفاليا مشتركا وهاما للباحثين الساعين لتحسين تقنيات التعرف على الكلام. بحسب البي بي سي.
وسجل علماء الأعصاب ما يحدث في أدمغة البشر أثناء اختبار جرى خلاله إعادة تهئية لحظة يتحول فيها كلام غير مفهوم بصورة مفاجئة إلى حديث مفهوم وله معنى، وقاس الفريق نشاط أدمغة البشر حين أصبحت كلمات الحديث غير المفهوم واضحة على نحو مفاجئ، عند إخبارهم بمعني ما جاء في "الخطاب المشوش"، ونُشرت نتائج الدراسة في دورية "ناتشر كومينكاشنز".
كيف تتعامل مع الأصوات الصاخبة في بيئة العمل؟
تشكّل مكاتب العمل المفتوحة بيئة خصبة للشعور بالضيق والانزعاج. فما الذي ينبغي عليك عمله إذا كنت تعاني من تشتت الأفكار في مكان العمل بسبب كثرة الأصوات من حولك، تعمل تانيا باركر في وكالة للابتكارات في لندن، وهو مكان يثير حفيظة بعض العاملين فيه أحيانا، فبيئة العمل في هذا المكان بيئة مفتوحة تضم ما يقرب من 60 موظفا، وتعلو فيها الأصوات المتداخلة، وذلك لعدم وجود حواجز تفصل كل مكتب عن الآخر لتمنع الأصوات الصادرة من أحاديث الزملاء في المطبخ مثلا، أو أصوات ضحكاتهم وهم جالسون أمام مكاتبهم، تحتاج باركر، وهي محرّرة تبلغ 26 عاماً، إلى الهدوء لكي تركّز في عملها. لكنها تجلس في مكان يشاركها فيه خمسة زملاء آخرون، ويقع بالقرب من مصعد الشركة، وتفصل مساحة ضيقة جدا بين ذراعها وهاتف زميلها المجاور لها. بحسب البي بي سي.
ورغم تعدد مصادر الإزعاج المحتملة في بيئة عمل كهذه، فإن الأمر الذي يمكنه تدمير أعصابها حقاً هو صوت نقر النعال على أرض المكتب، تقول باركر: "إنه مكتب عمل كبير، ولذا فإن صدى الأصوات يتردد فيه بقوة . وعندما يتوجب على أصحاب الأحذية ذات الكعوب العالية أن يمرّوا بجوار مكتبي، فإني أصاب بالانزعاج".
لكن حتى عندما يصل مدى انزعاجها إلى ذروته، "لن يكون بمقدورك عمل شيء في أجواء مهنية كهذه"، كما تقول، وتضيف باركر أنها بدلا من التصرف بشكل غير لائق، فإنها تترك المكان وتذهب إلى مقهى مفضل لها، أو حتى إلى دورة المياه لتحصل على بضع دقائق من الخلوة.
ويدرك كل من عمل في بيئة مفتوحة كهذه، أو شارك زملاءه في أماكن عمل ضيقة، أن الأصوات المحيطة تمثل مصدرا للتوتر. لكن هناك أسبابا حيوية في بعض الأحيان تجعل من أماكن العمل المفتوحة مصدراً للإزعاج بصورة كبيرة.
وقد أظهرت دراسة أجريت بجامعة كورنيل، شملت 40 من موظفي المكاتب الذين تعرضوا للضوضاء في أجواء عمل مفتوحة، أن الأصوات قد زادت من مستويات هرمون الأدرينالين الذي يستثير الجسم لاستجابات الكرّ أو الفرّ، ويمكن لأصوات مثل مضغ تفاحة، أو قهقهة، أو شهيق، أو سعال أن تثير مشاعر السخط أو الغضب لدى العاملين، مما يدمر الإنتاجية ويولّد الاستياء.
ونتيجة للضوضاء المتواصلة، ووجود الزملاء على مقربة من بعضهم في بيئات العمل المفتوحة، يزداد الحال سوءاً في بعض الظروف الخاصة أيضاً. ومن أمثلة ذلك وجود موظف أو أكثر ممن يعانون مما يعرف بـ "متلازمة حساسية الصوت الانتقائية" (الميزوفونيا)، التي تؤدي إلى توتر غير معتاد بسبب أصوات بعينها.
وهذه الحالة تتجاوز مجرد النفور من الضوضاء غير المرغوبة، فالذين يعانون من هذه الحالة تصدر منهم ردود فعل غير اعتيادية تجاه أصوات معينة تثير حفيظتهم، وتشمل هذه الأصوات صوت التنفس، أو مضغ الطعام، أو حتى احتكاك بعض الملابس ببعضها.
وقد أدت ضوضاء أماكن العمل جزئياً إلى الإحساس بالانفصال لدى ما يقرب من ثلث العاملين في بيئات العمل المفتوحة، بحسب دراسة أجرتها مؤسسة "ستيلكيس" في عام 2016، في 17 بلداً. لكن نظراً لتطبيق العديد من الشركات في العالم فكرة مكاتب العمل المفتوحة أو المكاتب المشتركة، فليس سهلاً على المؤسسات تغيير ما يُقلق العاملين في هذا الشأن، أو الاستجابة لمتطلباتهم. وبدلاً من ذلك، يقع عبء ذلك على العاملين ليجدوا حلولاً لصخب المكاتب، ليس سراً أن العاملين عموماً يكرهون المكاتب المفتوحة. فقد توصلت دراسة أجراها مستشارون اقتصاديون بمؤسسة "أوكسفورد إيكونوميكس" في عام 2016، إلى أن العاملين أرادوا أجواء عمل تخلو من تشتيت الانتباه، أكثر من أي شيء آخر، إلا أن من بين جميع الاعتبارات التي حسبت الإدارة حسابها، عند تصميم المكاتب، جاءت الضوضاء في مؤخرة تلك الاعتبارات، وربما سبقتها أمور أخرى مثل سلبيات العزلة، وحفظ الخصوصية فقط، حسبما أظهرت تلك الدراسة.
والأسوأ من ذلك، ظنّ ثلثا المديرين التنفيذيين الذين جرى استطلاع آرائهم أن العاملين مزودون بما يحتاجونه للتصرف حيال ما يربكهم في مكاتب العمل، مع أن أقل من نصف العاملين يتفقون مع ذلك الرأي.
في الواقع، غالباً ما يكون العاملون على حق. لا يستطيع المديرون في مستويات الإدارة الوسطى أو مسؤولو قسم الموارد البشرية تغيير نسق وترتيب مكاتب العمل في مؤسسة ما، دون أن تطلب منهم الشركة. وبدلاً من ذلك، "يعتمد الأمر عليك وعلى زملائك" للحدّ من مستويات الصخب، والعمل سوية لتقليل أسباب تشتيت الانتباه، حسب قول الخبيرة بالموارد البشرية، لوري رويتمان، المقيمة بمدينة رالي في ولاية نورث كارولينا الأمريكية، لذلك، غالباً ما يكمن الحل في التغلب على مصادر الصخب من خلال استخدام سماعات الأذن التي تحد من وصول الصوت المرتفع إليك، إذ أنها تشكل حلاً وقتياً لمصادر الإزعاج السمعية.
لكن حتى في تلك الأثناء، فإن المثيرات المرئية، التي ربما تتمثل في رؤية الفوضى المتراكمة على مكتبك الصغير، أو مشاهدة شخص من قسم الحسابات وهو يمشي متثاقلاً على أرضية الغرفة بجوارك ستجعل التركيز ومعالجة البيانات أمراً أكثر صعوبة، وذلك وفقا لدراسة أجريت عام 2011 من قبل معهد علوم الأعصاب بجامعة برنستون.
وبالنسبة لمن يعانون من حالات أكثر صخبا، فلا داعي للخشية من طلب المساعدة. إذ يوصي شادي هاردي، خبير المعالجة في بيئة العمل، من بورتلاند بولاية أوريغون، بالحصول على مذكرة من طبيب، مثل اختصاصي السمع. فبإمكان تلك المذكرة أن تجبر الشركة على تخصيص ركن أكثر هدوءاً لك، أو تخصيص أيام للعمل من البيت.
وتعد هذه المسألة من الأمور الشائعة، وكلما أدرك أناس أكثر تأثير الأصوات التي تزعج الآخرين، ازدادت فرص تغييرهم لعاداتهم، انتقلت ماريا نوكّينين، وهي مواطنة فنلندنية تبلغ 35 عاماً، للعيش في ألمانيا في العام الماضي لتعمل في شركة للوازم الرياضية، وهي تعيش حاليا في منزل مشترك مع ثلاثة عاملين آخرين، وقد أدركت مؤخراً أنها غالباً ما تطلق زفيرها بصوت عالٍ جداً. ويعود ذلك إلى تمارين التنفس التي تعلمتها من ممارسة اليوغا. ومع أنها غير متأكدة مما إذا كان زملاؤها في العمل ينزعجون من هذه الحركة غير الإرادية، تقول إنها تنوي أن تسألهم، وتقول نوكينين: "إنها الأمور الصغيرة والبسيطة التي غالباً ما تجعل الآخرين يصابون بالضيق".
تأخر تعلم الكلام عند الأطفال
الأصوات التي تصدر من أجهزة التلفزيون أو الراديو تجعل الأطفال يجدون صعوبة في تعلم كلمات جديدة، وفقا لدراسة أجريت لفهم تأثير الضوضاء على تطور اللغة عند الأطفال. وقدمت الدراسة بعض النصائح تجنب الأطفال ذلك.
أشارت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الصغار الذين يقضون وقتا طويلا في بيئة صاخبة ربما يجدون صعوبة في تعلم الكلام. وقالت بريانا مكميلان، التي شاركت في إعداد الدراسة وهي من جامعة ويسكونسن-مايسون، إنه بسبب الضجيج خاصة الأصوات التي تصدر من أجهزة التلفزيون أو الراديو قد يجد الصغار صعوبة في تعلم كلمات جديدة.
وتابعت مكميلان في رسالة بالبريد الإلكتروني "إغلاق التلفزيون والراديو أو خفض الصوت قد يساعد في تطور اللغة. علاوة على ذلك، شجع التعرف على مدى الضوضاء الآباء على الاستفادة من أي وقت هادئ لديهم. فاللحظات الهادئة قد تكون فرصة عظيمة للحديث مع الأطفال وتشجيعهم على الاكتشاف والتعلم".
ولفهم كيف يمكن أن تؤثر الضوضاء على تطور اللغة عند الأطفال أجرت مكميلان وزملاؤها ثلاث تجارب على 106 أطفال تتراوح أعمارهم بين 22 و30 شهرا. وفي التجارب الثلاثة استمع الصغار إلى جمل تضم كلمتين جديدتين. ثم عرضت عليهم الأشياء التي تصفها الكلمات. وبعدها أجرى الباحثون اختبارا للأطفال لمعرفة إن كانوا يتذكرون الكلمات الجديدة، وفي التجربة الأولى استمع 40 طفلا تتراوح أعمارهم بين 22 و24 شهرا إلى الكلمات الجديدة وسط ضوضاء عالية أو منخفضة. وذكرت الدراسة التي نشرت على موقع دورية (تشايلد ديفلوبمنت) الصادرة في (21 تموز/ يوليو 2016) أن الأطفال الذين تعرضوا لأقل قدر من الضوضاء هم من تمكنوا من تعلم الكلمات الجديدة.
وكرر الباحثون التجربة مع مجموعة أخرى من 40 طفلا أكبر قليلا إذ تراوحت أعمارهم بين 28 و30 شهرا. ومرة أخرى نجح الأطفال في استيعاب الكلمات الجديدة عندما قل الضجيج. وفي التجربة الثالثة استمع الأطفال إلى كلمتين جديدتين في أجواء هادئة. ثم تعلموا معناهما فضلا عن كلمتين إضافيتين استمعوا إليهما وسط ضوضاء من نفس المستوى الذي تعرضت له المجموعتان الأولى والثانية. بحسب رويترز.
ولم يتعلم الأطفال في هذه المجموعة إلا الكلمات التي استمعوا إليها في أجواء هادئة. وهو ما يعني أن الاستماع إلى الكلمات في جو هادئ دون تشتت بسبب الضجيج قد يساعد الأطفال على التعلم. وقال الباحثون إن أحد عيوب الدراسة إنهم عرضوا الأطفال لنوع واحد من الضجيج مما يعني أن النتائج قد تختلف في بيئات أخرى.
لكن مع ذلك قالت ريناتا فيليبي الباحثة في جامعة ساو باولو بالبرازيل، التي لم تشارك في البحث، إن النتائج تتفق مع أبحاث أخرى عن تطور اللغة التي توصلت إلى أن الضوضاء يمكن أن تحول دون تطور اللغة.
خطر الإصابة بأمراض القلب
خلصت دراسة أمريكية إلى أن الأشخاص الذين يتعرضون للضوضاء لفترة طويلة في مكان العمل أو أثناء الأنشطة الترفيهية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، قال باحثون إن التعرض للضوضاء لفترة طويلة قد يزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب، ووجدوا الدليل الأقوى على ذلك بين من هم في سن العمل ويعانون من فقدان سمع التردد العالي وهو نتيجة طبيعية للتعرض للضوضاء لفترة طويلة. وقال الأستاذ وين كي جان من كلية الصحة العامة بجامعة كنتاكي في لكسينجتون: "مقارنة بالسمع الطبيعي للتردد العالي فإن الأشخاص الذين يعانون من فقدان سمع التردد العالي في الأذنين هم تقريبا أكثر عرضة مرتين للإصابة بمرض القلب التاجي".
ويقول الباحثون إن فقدان سمع التردد العالي مؤشر أفضل على التعرض للضوضاء لفترة طويلة. وقال جان وزملاؤه في مجلة الطب المهني والبيئي إن أبحاثا سابقة كانت قد ربطت بالفعل بين التعرض للضوضاء خاصة في أماكن العمل والإصابة بمرض القلب التاجي وضغط الدم المرتفع وغيرهما من الأمراض. بحسب رويترز.
من منا لا يحب زيارة المدن الكبرى مثل باريس وبرلين ونيويورك؟ رغم جمال المدن العالمية والرفاهية التي يتمتع بها سكانها، إلا أن دراسات كثيرة تؤكد أن العيش فيها له عواقب وخيمة، فكيف نحمي أنفسنا من عواقب صخب المدن الكبيرة؟ (25.09.2015).
لكن الكثير من هذه الدراسات افتقرت إلى معلومات فردية عن التعرض الفعلي للضوضاء واعتمدت بدلا من ذلك على متوسط مستويات الديسيبل في محيط الشخص. لكن هذه الدراسة مبنية على تحليل بيانات 5223 شخصا شاركوا في أبحاث صحة وطنية بين عامي 1999 و2004. وتراوحت أعمار المشاركين حينئذ بين 20 و69 عاما.
ووجدت الدراسة أن المصابين بفقدان سمع التردد العالي في الأذنين أكثر عرضة مرتين تقريبا للإصابة بأمراض القلب مقارنة بالأشخاص الطبيعيين. وأضافت أن خطر الإصابة بمرض القلب يزيد أربعة أمثاله بين من يبلغون من العمر 50 عاما أو أقل ويتعرضون على الأرجح للضوضاء في مكان العمل. ويوصي جان بوقف التعرض الزائد للضوضاء أو الحد منه في المنزل ومكان العمل، حيث قال لرويترز هيلث عن طريق البريد الالكتروني "استخدام سدادات وواقيات الأذن يمكن أن يحد من تعرض الشخص للضوضاء."
تطبيق ذكي لحماية الأذنين من الضوضاء
يجد المرء راحته أحياناً في الاستماع إلى الموسيقى. لكن في النهاية يبقى الضجيج خطراً على حاسة السمع. لكن تطبيقاً جديداً لأجهزة الهاتف الذكي يقيس يحسب مستوى الضجيج لحماية الأذنين.
الاستماع إلى الموسيقى من الأشياء المبهجة التي تحسن مزاج الإنسان. لذلك فلا عجب أن نرى الكثيرين ممن تلازمهم الموسيقى أينما كانوا، سواءً أثناء المشي في الشارع أو قيادة السيارة. وهناك من يستمتع بالذهاب إلى النوادي الليلية للرقص على أنغام الموسيقى. ولكن من جهة أخرى، فإن الموسيقى مرتفعة الصوت تؤثر على حاسة السمع إذا زادت عن حد معين.
الاستماع إلى الموسيقى من خلال مشغل ملفات MP3 الصوتية، مثلاً، يمكن أن تصل حدوده إلى 95 ديسيبل (وحدة لقياس مستوى ارتفاع الصوت)، إلا أن سمع الإنسان يبدأ بالتأثر عند 85 ديسيبل. كما أن صوت الموسيقى عادة ما يكون أعلى بكثير من ذلك في الحفلات الموسيقية والأماكن الصاخبة والمراقص.
البشرى السارة أنه يوجد حالياً تطبيق مجاني يمكن تحميله على الهواتف الذكية لقياس درجة الضوضاء، ويمكنه التحذير عبر جرس عندما يصبح الصوت صاخباً. هذا التطبيق يمكنه إرسال تنبيهات تشير، مثلاً، إلى أن الصوت صاخب لدرجة تشبه ضجيج آلة قص الحشائش عند تشغليها أو صخب محرك الطائرة. بحسب d.w.
وفي هذا السياق، يوضح الدكتور باسم أبو لبدة، أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة في برلين، أن صوت الطائرات والمطارات، على سبيل المثال، من الأصوات التي تعد مؤذية للأذن حتى لو تعرض لها الشخص مرة واحدة.
أما عندما يستعمل المرء هذا التطبيق ويذهب إلى مرقص، مثلاً، ستصل الضوضاء إلى مستوى يفوق المائة ديسيبل، وهو مستوى يؤثر سلباً على الأذنين. وهنا يوضح الدكتور أبو لبدة أن الصوت الذي يفوق المائة ديسيبل لا يجب التعرض إليه لفترة تفوق الأربعين دقيقة على أقصى تقدير، لأنه قد يؤدي إلى خلل في السمع.
ويأمل الأطباء أن يساعد هذا التطبيق وتطبيقات جديدة أخرى الشباب وممن يتعرضون إلى أنواع مختلفة من الضجيج على قياس مستوى الضوضاء المحيطة بهم. فعندما يصبح المستوى مرتفعاً يجب القيام بإجراء يريح الأذنين.
هذا ويقوم الكثيرون بمراجعة الطبيب فقط عندما ينتبهون إلى مشكلة في سمعهم. لذلك، لم يعد وجود شباب لديهم قدرات سمعية مشابهة لمن هم في سن السبعين يثير استغراب الأطباء، لأن الكثيرين يتأخرون في مراجعة الطبيب. هذا ويحدث تدهور القدرات السمعية بطريقة لا يمكن ملاحظتها، وهذا المخيف في الأمر. فالمرء يلاحظ تدهور سمعه عندما يفقد عشرين أو ثلاثين ديسيبل من قدراته السمعية.
اضف تعليق