لطالما اتسم عالم الحيوان بالإثارة والغموض لما يحتويه من اسرار وغرائب تفوق مستوى الدهشة، فتارة نكتشف انواع جديدة من الحيوانات من خلال الدراسات الاستكشافية والبحثة، وتارة نرى ان لها سلوكيات ومهارات تشبه ما يمتلكه البشر، فمثلا ان إنسان الغاب يتسم بالذكاء المتوقد بالنسبة إلى بني جنسه وبلونه البني المائل للحمرة ويميل للعيش عمرا أطول في حياة الأسر نظرا للرعاية الطبية التي يتلقاها في حدائق الحيوان، وتقول هيئات الحفاظ على إنسان الغاب إنه من حيث شجرة العائلة البيولوجية ينتمي إنسان الغاب لأنواع الغوريلا والشمبانزي الأفريقية المهددة بخطر الانقراض بسبب الصيد الجائر وغير المشروع وسرعة تدمير بيئات الغابات اللازمة لمعيشته.
على الصعيد نفسه قال باحثون إن دراسة حديثة أوضحت أن الأضواء المبهرة التي تسلطها وسائل الإعلام على حيوانات الكنغر والكوالا التي يعشقها الأستراليون تطغى على كائنات مغمورة تشتهر بها البلاد أيضا من الخفافيش إلى القوارض ما يبعدها عن أعين البحث العلمي.
من جانب لآخر، توصل باحثون إلى أن السناجب الرمادية تَجِدُّ في البحث عن غذائها بمزيج من المرونة والمثابرة. ويقول الباحثون إن السناجب تبدي سمات شخصية غريزية نادرة خلال سلوكها لجمع الغذاء.
في حين ظل العلماء لأكثر من نصف قرن يقدحون زناد أفكارهم ليتوصلوا إلى حقيقة كائن في غاية الغرابة يعرف باسم (وحش تالي) الفقري الرخو الذي عاش منذ نحو 307 ملايين عام في منطقة ساحلية عند مصب نهر هي الآن في شمال شرق ولاية إيلينوي الأمريكية.
بينما عثر عمال بناء في ماليزيا في موقع إنشاءات بمنطقة بايا تيروبونج على ما يمكن أن يكون أكبر ثعبان يقع في الأسر وهو أصلة طولها ثمانية أمتار تقريبا، الى ذلك أشارت دراسة في مختبر ألماني شملت خمس سحالي من فصيلة "التنين الملتحي" إلى أن هذا النوع من الزواحف قد يحلم مما قد يؤدي إلى إعادة تقييم شاملة لتطور النوم، ولكن ما الذي تحلم به؟.
على صعيد مرتبط بالبشر، اثبتت سمكة غريبة قدرة لافتة على التعرف الى الوجوه على رغم صغر دماغها، في ظاهرة تسجل للمرة الاولى وفق تأكيد باحثين في دراسة علمية حديثة، بينما تميل ذكور الدببة الى قتل صغارها ما يدفع بعض اناث هذه الحيوانات في السويد الى الاقامة قرب البشر لانقاذ صغارها، في استراتيجية تبدو ناجعة على ما جاء في دراسة نشرت في مجلة "بروسيدينغز بي" الصادرة عن جمعية "رويال سوسايتي" البريطانية.
كما كشفت دراسة علمية حديثة ان صغار البط لديها منذ ولادتها القدرة على تمييز المفاهيم المجردة مثل "التشابه" و"الاختلاف"، فيما كان العلماء يظنون حتى الآن ان هذه المفاهيم حكر على الجنس البشري وبعض الحيوانات الذكية مثل القردة، فيما يلي ادناه ابرز الاخبار ودراسات عن اسرار عالم حيوانات.
نفوق أحد توأمين لإنسان الغاب في حديقة سياتل
عن عمر 48 عاما نفق بحديقة حيوان سياتل أحد أول توأمين لإنسان الغاب (أورانج أوتان) يولدان في حياة الأسر بعد أن عاش فترة أطول بعقدين عن متوسط العمر المتوقع لهذه الحيوانات الآسيوية المنشأ.
قالت جيجي اليانيك المتحدثة باسم الحديقة إن ذكر إنسان الغاب النافق ويدعى (توان) وشقيقته (تشينتا) ولدا بحديقة حيوان وودلاند بارك في سياتل عام 1968 من خلال عملية تهجين بين نوعين من الأورانج أوتان يستوطنان جزيرتي سومطرة وبورنيو.
وأضافت أن التزاوج الداخلي أو تزاوج الأقارب تم بين نوعي الأورانج أوتان في جزيرتي سومطرة وبورنيو –وهما النوعان الأصليان الوحيدان بقارة آسيا- بعد أن تأكد علماء الحيوان من وجود فارق بعيد نوعا ما في سلسلة نسب النوعين.
وأضافت أنه بعد نفوق شقيقها أصبحت (تشينتا) الآن أقدم حيوان هجين من نوعه في أمريكا الشمالية، وقالت الحديقة إن متوسط السن المتوقع للأورانج أوتان يبلغ 28 عاما على الرغم من أن البعض منها نفق في سن 59 عاما.
وأضافت أن إنسان الغاب يتسم بالذكاء المتوقد بالنسبة إلى بني جنسه وبلونه البني المائل للحمرة ويميل للعيش عمرا أطول في حياة الأسر نظرا للرعاية الطبية التي يتلقاها في حدائق الحيوان، تقول هيئات الحفاظ على إنسان الغاب إنه من حيث شجرة العائلة البيولوجية ينتمي إنسان الغاب لأنواع الغوريلا والشمبانزي الأفريقية المهددة بخطر الانقراض بسبب الصيد الجائر وغير المشروع وسرعة تدمير بيئات الغابات اللازمة لمعيشته.
وتؤيد هذه الهيئات إعادة توطين إنسان الغاب في مراكز بجزيرتي سومطرة وبورنيو ومواقع أخرى بديلة وتقول في موقعها الإلكتروني إن 40 ألفا منها يعيش في حياة البرية بانخفاض عن عددها قبل عقد والذي سجل 60 ألفا.
وتتبع جزيرة سومطرة إندونيسيا فيما تتقاسم إندونيسيا وماليزيا وسلطنة بروناي جزيرة بورنيو، نفق (توان) -الذي يعني اسمه السيد بلغة الملايو- خلال قيام الأطباء البيطريين بفحصه بعد معاناته من مشاكل في التنفس لكن الحديقة لم تحدد سبب النفوق بالضبط وسيعلن السبب عقب التشريح البيطري النهائي للحيوان الذي يزن 116 كيلوجراما، قالت الحديقة إن (توان) هو الملهم لشخصية (موريس) في سلسلة أفلام (كوكب القرود) الشهيرة.
الحيوانات "القبيحة" في استراليا
اظهرت دراسة حديثة أن حيوانات الكوالا والكنغر هي موضع دراسات علمية اكثر من القوارض والخفافيش في استراليا، في مؤشر الى ان الحيوانات "القبيحة" تجذب تمويلا وبحوثا بنسب اقل، وبينت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "مامال ريفيو" في عددها الاخير ان الانحياز للحيوانات الاكثر جاذبية يؤدي الى نقص كبير في البحوث العلمية المتعلقة بالحيوانات "القبيحة" رغم أن هذه الاخيرة تشكل 45 % من الثروة الحيوانية في استراليا.
وقالت الباحثة تريش فليمينغ إن الثدييات كانت تصنف ضمن ثلاث فئات هي "الجيدة" (بينها الكنغر والكوالا) و"السيئة" (بينها القطط والأرانب) و"القبيحة" (الخفافيش والقوارض)، مشيرة الى ان هذه الفئة الاخيرة هي التي تحظى بالعدد الادنى من الدراسات في شأنها، واضافت فليمينغ في تصريحات لوكالة فرانس برس "الاستراليون يفاجأون على الارجح بعدد الاجناس من الخفافيش والقوارض الموجودة لدينا"، وتابعت "نعرف القليل عنها ونميل الى تجاهلها بالكامل. لكن الجميع يعلم ما هو شكل حيوانات الكوالا والكنغر". بحسب فرانس برس.
ولفتت فليمينغ وهي اختصاصية في علم الاحياء للحياة البرية في جامعة موردوك الاسترالية، الى ان هذا الانحياز له اثر محتمل على وسائل الحفظ مع فهم منقوص لأهمية هذه الحيوانات الصغيرة التي تظهر حصرا خلال الليل في كثير من الاحيان على الانظمة البيئية ما يجعلها اكثر هشاشة، وقالت "المشكلة الكبرى تكمن في عدم معرفة اي امر عن تركيبتها الطبيعية ما يعني أن ادارة بيئتها قد تحصل بطريقة مضرة لها".
السناجب أكثر مرونة ومثابرة أثناء البحث عن الغذاء
توصل باحثون بجامعة إكستر البريطانية إلى أن السناجب الرمادية تَجِدُّ في البحث عن غذائها بمزيج من المرونة والمثابرة، وأوضحت الدراسة أن هذه القوارض المتوسطة الحجم تبدي قدرا كبيرا من الرشاقة والاجتهاد بحثا عن طعامها في حين تلجأ إلى أعلى سلوك انتقائي فعال لمواجهة أي مشاكل تواجهها.
وأشارت الباحثة ليزا ليفر لرويترز إلى أن غزو السناجب الرمادية لشتى أنحاء القارة الأوروبية جعل منها مادة خصبة ومثيرة لدراسة ومتابعة سلوك الحيوان، وقالت "إنها كائنات مسلية بالنسبة إلينا لتخصصها المتميز في اقتناص غذائها. ونجحت بالفعل في غزو المملكة المتحدة وبقية أوروبا نظرا لقدراتها على مجابهة المشاكل وحلها مع اكتساب مهارات التعلم على نحو مختلف ... لأننا نعرف أن الكائنات التي تلجأ إلى الغزو تتصف بالمهارة والذكاء وهي سمات يمكن قياسها. وتتميز هذه الكائنات بكبر حجم المخ بالنسبة إلى حجم الجسم".
وقام الباحثون تحت إشراف ليفر وكا يي تشاو والأستاذ المتفرغ ستيفن لي بمركز بحوث سلوك الحيوان بجامعة إكستر بصنع صناديق خاصة مع سهولة توفير البندق من خارج الصندوق ولوحظ سلوك السناجب ومدى نجاحها في الوصول إلى غذائها مع مراقبة الأدوات التي قد تدفعها أو تجذبها لتجعل حبات البندق تسقط على الأرض.
وتمكنت السناجب من حل هذه الألغاز بسرعة وزادت كفاءتها بمرور الوقت، وقالت ليفر إن هذه الأبحاث تطرح مؤشرا جليا على دور المرونة والمثابرة الثابت في حل المشاكل التي تواجه السناجب الرمادية، واعتبرت ليفر أن ذلك يؤكد أنها قدرات فطرية وليست مهارات تكتسب من خلال التعلم بدليل تغيّر أساليبها حسب الموقف، وقالت في الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية (سلوك الحيوان) إن ذلك يمثل إطلالة لتفسير سلوك السناجب الحمراء وهي من أبناء عمومة السناجب الرمادية.
علماء يحلون لغز (وحش تالي) الفقري الرخو
ظل العلماء لأكثر من نصف قرن يقدحون زناد أفكارهم ليتوصلوا إلى حقيقة كائن في غاية الغرابة يعرف باسم (وحش تالي) الفقري الرخو الذي عاش منذ نحو 307 ملايين عام في منطقة ساحلية عند مصب نهر هي الآن في شمال شرق ولاية إيلينوي الأمريكية.
وأعلن العلماء أنهم حلوا اللغز أخيرا، وحلل الباحثون العديد من حفريات هذا الكائن واسمه العلمي (تاليمونستروم جريجاريوم) وخلصوا إلى أنه لا ينتمي إلى عالم الديدان كما أنه ليس بزاقا أو حلزونا بلا قوقعة يسبح بحرية كما تصور العلماء من قبل لكنه نوع من الأسماك التي لا فك لها تسمى لامبري وهي من الحيوانات الفقرية المائية اللافكية مستديرة الفم.
وقالت فيكتوريا مكوي عالمة البليونتولوجي الذي يبحث في أشكال الحياة في العصور الجيولوجية السالفة من جامعة ليكستر البريطانية التي أشرفت على الدراسة أثناء وجودها في جامعة ييل "سأضع هذا الوحش في قمة مقياس الغرائب"، جسمه يشبه الطوربيد وله خرطوم ينتهي بشيء يشبه المخلب به صفان من الأسنان المخروطية وتوجد عيناه في نهاية ما يشبه القضيب الممتد على جانبي الرأس ولا يتعدى طوله 35 سنتيمترا وله في الذيل زعنفة رأسية وأخرى طويلة وضيقة في الظهر، وبعد دراسة متأنية لإعادة تقييم الحفريات خلص العلماء إلى أن هذا الكائن من الفقريات الرخوة الجسم وله خياشيم وسلسلة ظهر متيبسة كانت تقوم بشكل بدائي بوظيفة العمود الفقري الذي يدعم الجسم. وكان العلماء قد اعتقدوا في بادئ الأمر أن هذه السلسلة هي القناة الهضمية. بحسب رويترز.
وقال عالم البليونتولوجي جيمس لامسديل من المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك "أحببت دوما عمل المخبرين وفي البليونتولوجي لا يختلف الأمر كثيرا. أعدنا دراسة العينات مما أظهر أنه نوع غريب جدا من سمك اللامبري وهي مجموعة من الفقريات الشبيهة بالثعابين المائية (الأنقليس) التي تعيش الآن في الأنهار والبحار"، وأضافت مكوي "إنه يتغذى بالقبض على الأشياء بخرطومه ثم يستخدم لسانه في انتزاع قطعة صغيرة تلو الأخرى. ولا نعرف ماذا كان يأكل وما إذا كان حيوانا مفترسا أم كان حيوانا كاسحا (يقتات على القمامة)"، وأطلق على هذا الكائن اسم (وحش تالي) تكريما لجامع الحفريات الهاوي فرانسيس تالي الذي عثر على الحفرية في مناجم للفحم في إيلينوي عام 1958 وسلمها إلى الخبراء في متحف فيلد بشيكاجو، وقال سكوت ليدجارد عالم البليونتولوجي في متحف فيلد "هذا اللغز ظل يعذب العلماء. كنت مبهورا حين بدأت النتائج تتكشف"، ويحوي متحف فيلد 1800 عينة من هذا الكائن الذي حير وضلل العلماء طويلا.
الثعبان الأطول في العالم
عثر عمال بناء في ماليزيا في موقع إنشاءات بمنطقة بايا تيروبونج على ما يمكن أن يكون أكبر ثعبان يقع في الأسر وهو أصلة طولها ثمانية أمتار تقريبا، واستدعى العمال أفراد الدفاع المدني الذين تمكنوا من الإمساك بالأصلة الضخمة التي كانت تستريح تحت أحد الأشجار، وقالت صحيفة الجارديان اللندنية إن الأصلة نفقت بعد أن وضعت بيضها، وتقول مؤسسة جينيس للأرقام القياسية أن أطول أصلة في الأسر طولها 7.67 متر وتعيش في متحف (إدج أوف هيل هونتيد هاوس) في كانساس سيتي بولاية ميزوري. بحسب رويترز.
الزواحف تشبه البشر في نومها وقد تحلم
أشارت دراسة في مختبر ألماني شملت خمس سحالي من فصيلة "التنين الملتحي" إلى أن هذا النوع من الزواحف قد يحلم مما قد يؤدي إلى إعادة تقييم شاملة لتطور النوم، وقال العلماء إنهم وثقوا ولأول مرة أن الزواحف مثل البشر تمر بمرحلة حركة أعين سريعة أو ما يطلق عليها "نوم حركة العين السريعة" وكذلك النوم العادي ومرحلة أخرى يطلق عليها اسم "نوم الموجة البطيئة"، وحتى الآن كان من المعروف أن الثدييات والطيور وحسب هي التي تمر بهذه المراحل، ولأن الأحلام عند البشر تحدث أثناء نوم حركة العين السريعة تشير الدراسة إلى أن السحالي تحلم هي الأخرى ولكن ما الذي تحلم به؟.
قال جيل لورن المتخصص في الأمراض العصبية ومدير معهد ماكس بلانك لأبحاث المخ في ألمانيا "اذا أجبرتني على التخمين واستخدام تعريف فضفاض لعملية الحلم فأعتقد أن هذه الأحلام تكون عن أحداث مهمة جرت مؤخرا... حشرات أو ربما مكان به حشرات طيبة إلى آخره."
ويشير اكتشاف اشتراك الزواحف في هذه المراحل المهمة من النوم مع الثدييات والطيور إلى أن سمات النوم ظهرت في فترة سابقة بكثير على ما كان يعتقد في السابق لدى أسلاف المجموعات الثلاث.
وفي حالة نوم حركة العين السريعة بين البشر تتحرك العينان بسرعة ويزيد معدل خفقان القلب ويرتفع ضغط الدم وتسترخي عضلات الأطراف وتكثر الاحلام ويطلق على نوم الموجة البطيئة النوم العميق وهي أكثر الفترات راحة خلال النوم وتتسم ببطء الموجات الدماغية وقلة الأحلام.
سمكة قادرة على التعرف الى الوجوه
اثبتت سمكة غريبة قدرة لافتة على التعرف الى الوجوه على رغم صغر دماغها، في ظاهرة تسجل للمرة الاولى وفق تأكيد باحثين في دراسة علمية حديثة، السمكة صاحبة هذا الانجاز تعرف باسمها العلمي "توسوتيس تساتاريوس" او "السمكة الرامية" وتتميز بقوتها في رشق المياه عند البصق على فرائسها خارج المياه.
وأشارت جامعة اكسفورد المشاركة في هذه الدراسة التي نشرت نتائجها حديثا مجلة "ساينتيفيك ريبورتس" الى "انها المرة الاولى التي نثبت فيها قدرة سمكة على التعرف الى وجوه بشرية"، وهذا ما يدفع الى النظر بعين مختلفة الى هذه السمكة الاستوائية ذات الجسم المخطط بأشرطة سوداء والتي في الامكان تربيتها في حوض للاسماك.
وقالت كايتلين نيوبورت من قسم علم الحيوانات في هذه الجامعة لوكالة فرانس برس "اعتقد ان الرأي العام سيفاجأ لدى معرفة مدى ذكاء هذه الاسماك"، وأضافت "القدرة على التمييز بين عدد كبير من الوجوه مهمة قد تثير الدهشة بصعوبتها".
من هنا، لطالما اعتبر العلماء أن هذه المهمة لا يمكن انجازها الا من جانب حيوانات لديها قشرة مخية حديثة، وهو الجزء الاكثر تطورا واتساعا وحداثة في الدماغ والمسؤول خصوصا عن التعاطي مع المعلومات المتعلقة بالحواس.
هذه القشرة المخية الحديثة الموجودة لدى الثدييات متطورة بشكل خاص لدى القردة. أما لدى الانسان فهي تمثل 80 % من وزن الدماغ، وأراد الباحثون من جامعتي اكسفورد البريطانية وكوينزلاند الاسترالية اجراء اختبارات على قدرات السمكة التي لا تملك قشرة مخية حديثة، واختار العلماء "السمكة الرامية" التي تعيش في غابات المنغروف في اسيا وتعرف بقوة حاسة النظر لديها. وهي تبصق على الحشرات المتمركزة على الاوراق او الجذوع مع دقة عالية في اصابة اهدافها ما يسبب اضطرابا كبيرا لدى طرائدها ويسقطها في فمها المفتوح.
اناث الدببة تحمي صغارها من ذكورها من خلال التقرب من البشر
تميل ذكور الدببة الى قتل صغارها ما يدفع بعض اناث هذه الحيوانات في السويد الى الاقامة قرب البشر لانقاذ صغارها، في استراتيجية تبدو ناجعة على ما جاء في دراسة نشرت في مجلة "بروسيدينغز بي" الصادرة عن جمعية "رويال سوسايتي" البريطانية، وقتل الصغار منتشر كثيرا لدى الثدييات. فالقوارض مثل الفئران والحيوانات اللاحمة مثل الاسود والدببة او الرئيسات مثل الشمبانزي والغوريلا تقتل صغار مثيلاتها. بحسب فرانس برس.
وقال سام ستييرت من جامعة اوس لعلوم الحياة واحد معدي الدراسة "قتل الصغار له تأثير سلبي على نمو الاعداد"، وبشكل عام يقتل الذكور صغار دببة اخرى لكي تصبح الامهات جاهزة للتزاوج، واوضح ستييرت ان "قتل صغار الدببة يحفز لدى الاناث الخصوبة".
واضاف "فبدلا من الانتظار 18 الى 30 شهرا (فترة العناية بالصغار بعد وضعها) يمكن للذكور ان تتزاوج مع الاناث في غضون ايام قليلة"، ودرس الباحثون في اطار بحثهم تصرف 26 دبة لها صغار. ومن هذه العينة نجحت 16 في انقاذ صغارها وفشلت البقية.
وتبين ان الدببة الاناث التي نجحت في ذلك هي تلك التي عاشت على مسافة 780 مترا من الوجود البشري في مقابل 1210 امتار للاناث التي خسرت صغارها، واستنتج الباحثون ان الاناث تستخدم الانسان كـ"درع" لانقاذ صغارها من الهلاك مشيرين الى انه "بعد مرحلة العناية بالصغار حيث نسبة القتل عالية، تعود الاناث لتجنب البشر".
صغار البط لديها مقدرات ذهنية اكبر مما كان يعتقد بكثير
كشفت دراسة علمية حديثة ان صغار البط لديها منذ ولادتها القدرة على تمييز المفاهيم المجردة مثل "التشابه" و"الاختلاف"، فيما كان العلماء يظنون حتى الآن ان هذه المفاهيم حكر على الجنس البشري وبعض الحيوانات الذكية مثل القردة.
ولكن بخلاف الحيوانات التي تعد ذكية، لا يكتسب صغير البط هذه المقدرات اكتسابا، بل انها تتكون لديه فطريا، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس" الاميركية، وقال اليكس كاكلنيك الباحث في جامعة اوكسفورد "بحسب علمنا، انها المرة الاولى التي يثبت فيها وجود خاصية التمييز في المفاهيم المجردة، فطريا ومن دون تدريب، لدى غير البشر".
وبموجب هذه الخاصية، يستطيع صغير البط التعرف على امه في الدقائق الخمس عشرة التالية لولادته، وعرض العلماء لعدد من صغار البط ازواجا من الاشياء المتشابهة او المختلفة من حيث اللون والحجم، بعد ذلك، عرضوا لها ازواجا اخرى منها ما يشبه ما شاهدته ومنها ما يختلف عنها، وفي 70 % من الحالات اختارت الصغار الازواج المشابهة لما شاهدته اثر ولادتها، وتظهر هذه الدراسة، بحسب ادوارد فاسرمان الباحث في جامعة ايوا والذي لم يشارك فيها ، ان "الحيوانات التي لا تعد ذكية بشكل عام، ربما تكون لديها القدرة على التحليل المجرد، حتى في اعمار مبكرة".
اضف تعليق