q

من بين الألغاز التي لا يزال يكتنفها الغموض في علوم الأحياء القديمة انقراض الدينصورات ومجموعات الكائنات الحية مثل الزواحف البحرية الشبيهة بالدلافين المسماة (اكتيوصورات) التي ازدهرت في البحار على كوكب الأرض طيلة أكثر من 150 مليون سنة، وأرجع العلماء انقراضها قبل 94 مليون سنة إلى توليفة من ارتفاع درجة الحرارة في العالم وعجزها عن التطور والارتقاء بسرعة كافية.

ويثور جدل بين العلماء عما إذا كان البشر هم المسؤولون عن فناء هذه الكائنات وقال بوينار إنه يعتقد أن البشر لعبوا دورا في ذلك مشيرا إلى أن معظم الكائنات الثديية الضخمة في ذلك الوقت تعرضت لظروف قاسية منها تغير المناخ مع انتهاء العصر الجليدي فضلا عن قيام الإنسان بصيدها.

في حين بدأ العلماء عمليات حفر وتنقيب بحثا عن عينات مهمة -على عمق نحو خمسة آلاف قدم تحت قاع البحر- قد تقدم قرائن على حدوث حفرة في حقبة ما قبل التاريخ سببها ارتطام كويكب كبير بالأرض ما أدى إلى انقراض الديناصورات، ويرى العلماء أن اصطدام هذا الكويكب وربما عناصر أخرى أسهمت في اندثار الديناصورات قبل 66 مليون عام وهي النظرية التي أعلنت للمرة الأولى عام 1980، ومن بين أكبر الشواهد على ذلك حفرة طولها 180 كيلومترا قرب منطقة تشيكسولوب بالمكسيك، وخلال مهمة التنقيب هذه التي يشارك فيها فريق دولي من العلماء وتستغرق شهرين يركز البحث على أي خيوط قد تقود إلى كيف استمرت الحياة بعد هذا الارتطام وما إذا كانت هذه الحفرة تحتضن حياة ميكروبية، وقد كان الرأي العلمي في هذا السياق قد انقسم على ما إذا كان هذا الاندثار حدث بفعل سقوط نيزك أم بسبب نشاط بركاني في منطقة هي الهند حاليا حيث وقعت سلسلة من الانفجارات البركانية الكبيرة استمرت نحو 1.5 مليون سنة.

اليوم تمثل أتاحت اكتشاف عالم الدينصورات مثل اكتشاف جمجمة محفوظة بشكل كامل في الأرجنتين فرصة لم يسبق لها مثيل للعلماء للتعرف على القدرات الحسية وسلوكيات مجموعة من الديناصورات التي كانت أكبر حيوانات برية في تاريخ الأرض.

وهذا الجمجمة لديناصور سارمينتوسوروس الذي كان يتراوح طوله بين 12 و15 مترا ووزنه بين 8 و12 طنا إلى فصيلة تسمى تيتانوصور النباتية المعروفة بأعناقها وأذيالها الطويلة وأجسامها الضخمة، وكان سارمينتوسوروس من الأنواع متوسطة الحجم، وتجاوز طول الأنواع الأكبر حجما 30 مترا وبلغ وزنها 50 طنا. ومن بين أنواع التيتانوصور المعروفة لم يتم العثور إلا على جماجم كاملة لأربعة منها فقط بينها سارمينتوسوروس.

على الصعيد نفسه أعلن علماء اكتشاف حفريات لنوعين من الديناصورات تقدم رؤى جديدة بشأن مجموعة مهمة من الديناصورات ذات القرون التي يصل حجمها إلى حجم الشاحنة وتسير على أربع وتقتات على النباتات وعاشت في أواخر العصر الطباشيري، وينتمي كلا الديناصورين إلى مجموعة تسمى كيراتوبسيا تضم الديناصور المعروف ترايسيراتوبس والذي يملك منقارا مثل الببغاء لاقتطاف الأعشاب والشجيرات التي تنمو في مناطق منخفضة وهدبا وقرونا في الوجه مدببة للأمام، وعثر على حفريات لديناصور ماتشيروكيراتوبس كرونوسي والذي عاش قبل 77 مليون عام في نصب جراند ستيركيس إيسكالانتي الوطني بولاية يوتا، واكتشفت حفريات ديناصور سبيكليباس شيبوروم الذي عاش قبل نحو 76 مليون عام قرب بلدة وينيفريد بولاية مونتانا.

على صعيد ذي صلة عاش (رابيتوصور) منذ نحو 67 مليون عام أي ليس قبل وقت طويل من انقراض الديناصورات وكان أضخم الكائنات على جزيرة مدغشقر وقتئذ، وتم التعرف على صغار (رابيتوصور) من خلال الهيكل العظمي الجزئي وبه عظام الأطراف ومنطقة الحوض وأصابع اليد والقدم ومجموعة من الفقرات الظهرية وكان طوله نحو 1.2 متر من الرأس حتى الذيل ويتراوح وزنه بين 23 و40 كيلوجراما عند نفوقه.

وكان (رابيتوصور) عضو متوسط الحجم بالنسبة إلى مجموعة من الديناصورات العملاقة تسمى (تايتانوصور) وهي أضخم مخلوقات عاشت على وجه الأرض ذات عنق طويل وذيل طويل وكانت ذات شهية كبيرة للنباتات.

الى ذلك تؤكد الحفريات التي اكتشفت في صحراء (كيزيلكوم) النائية في شمال أوزبكستان لأحد أبناء عمومة الديناصور (تيرانوصور ركس) الأصغر حجما والأقدم عمرا أن الأسلاف المتواضعة لهذا الوحش الكاسر الشهير كان لديها بالفعل مخ وحواس متطورة ساعدتها كي تصير من المفترسات المرهوبة الجانب.

الديناصورات الضخمة طويلة العنق كان لها صغار قوية

أعلن علماء أن صغار الديناصور (رابيتوصور) الضخم الطويل العنق التي عاشت على جزيرة مدغشقر لم تكن وديعة مأمونة الجانب بل ولدت موفورة النشاط قادرة على العمل، وأعلن الباحثون عن اكتشاف حفريات لصغير ديناصور (رابيتوصور) في حجم الكلب الكبير يبدو أنه نفق جوعا خلال موجة جفاف بعد بضعة أسابيع من مولده عقب فقس بيضة في حجم كرة القدم، وعلى خلاف الكثير من صغار المملكة الحيوانية -لاسيما البشر- كان لصغار ديناصور (رابيتوصور) أعضاء يافعة ما يعني احتمال أنه لم يكن في حاجة إلى دعم قوي من الأبوين إذ كان يبحث بنفسه عن طعامه من النباتات بدلا من أن ينتظر أن تجلب له الأم الغذاء، وقالت كريستي كوري روجرز عالمة الأحياء القديمة بكلية مانشستر إن مثل هذا النوع من الصغار يعرف بأنه يختلف تماما عن النسل الذي يتسم بأبعاد جسم وأعضاء مختلفة عن الطور اليافع والذي يعجز عن الحركة بنفسه ويحتاج إلى إعالة كبيرة من الآباء للحصول على الغذاء وتوفير الحماية.

وقال مايكل ديميك أستاذ الأحياء القديمة بجامعة اديلفي "الخلاصة الوحيدة هي أنها المؤشر الأول على وجود هذا النوع من الديناصورات وهو النوع الذي يبلغ طور البلوغ بسرعة دون رعاية من الأبوين". بحسب رويترز.

وقالت كوري روجرز إن الديناصور (رابيتوصور) البالغ ربما كان طوله 12 مترا أي أطول قليلا من الحافلة المدرسية وكان يزن 16 طنا وهو يعادل حجم الفيل مرتين ونصف المرة، وقال ديميك -في الدراسة التي وردت بدورية (ساينس)- إن الباحثين فحصوا التركيب الدقيق لعظام صغار (رابيتوصور) للتعرف على التجاويف التي كانت تحفل بالخلايا والأوعية الدموية والأعصاب، وقال إن كثافة هذه الأعضاء وترتيبها أوضح وجود فرد سريع النمو مع القدرة على إصلاح التلف في العظام ما يشير إلى نمط حياة مفعم بالنشاط وتمثيل غذائي سريع، ومن بين النماذج الحالية لمثل هذه الحيوانات السحالي والثعابين والزواحف وبعض الطيور والثدييات الكبيرة ومنها حيوانات متوحشة. ومثل صغار ديناصورات (رابيتوصور) قادرة على تفادي افتراسها.

جمجمة محفوظة بشكل كامل تكشف معلومات عن ديناصورات ضخمة طويلة العنق

وأعلن العلماء اكتشاف الجمجمة وعظام الرقبة لديناصور تم التعرف عليه حديثا واطلق عليه سارمينتوسوروس كان يجوب منطقة باتاجونيا قبل 95 مليون عام، وأظهرت الصور المقطعية للجمجمة شكل المخ وقدمت فهما دقيقا عن حواس السمع والنظر والسلوك الغذائيـ وقال عالم الحفريات مات لامانا من متحف كارنيجي للتاريخ الطبيعي في مدينة بيتسبرج الأمريكية "الرأس هو مفتاح فهم علم الأحياء لدى الحيوانات. إنه يضم المخ وأعضاء الحواس والفكين والأسنان أي آلية جمع الغذاء وغيرها".

وكانت فصيلة التيتانوصور جزءا من مجموعة أكبر من الديناصورات المماثلة التي تدعى سوروبود.

وقال لورانس ويتمر الخبير في علم التشريح في جامعة أوهايو "أما بالنسبة إلى السارمينتوسوروس .. فهو لم يكن صاحب أكثر الأسنان حدة بين مجموعته"، وأضاف "ديناصورات السوروبود في المجمل تشتهر بصغر حجم دماغها مقارنة بحجم الجسد والسارمينتوسوروس لم يكن استثناء. كان المخ بحجم الليمونة تقريبا لكن جسمه يزن بقدر فيلين أو ثلاثة"، وأشار ويتمر إلى أن جمجمة السارمينتوسوروس المكتشفة حديثا تقدم أفضل المعلومات عن شكل المخ لفصيلة الساروبود، وأوضح ويتمر أن عضو السمع أي القناة القوقعية كانت طويلة مما يشير إلى قدرة جيدة على سماع الأصوات ذات التردد المنخفض من مسافات شاسعة ربما ليتمكن السارمينتوسوروس من تتبع أفراد القطيع الآخرين عندما يبتعدون عنه، وأضاف ويتمر أن محجري العينين والمقلتين كبيرة نسبيا مما يشير إلى أن حاسة النظر كانت مهمة على نحو بارز، وقال ويتمر إن اتجاه الأذن الداخلية في الجمجمة يشير إلى أن وضعية رأس السارمينتوسورس كانت لأسفل وإنه كان يقتات في معظم الأحيان على النباتات ذات السيقان القصيرة عوضا عن التهام أوراق الأشجار العالية.

حفريات تظهر قرونا وأشواكا غريبة لديناصورين اكتشفا بغرب أمريكا

أظهرت حفريات اثنين من الديناصورات اكتشفا في ولايتي مونتانا ويوتا بغرب الولايات المتحدة وجود قرون وأشواك مميزة الشكل توضح المظهر الغريب الذي كانت عليه هذه المخلوقات قبل نهاية وجودها على الأرض.

وقال إريك لوند عالم الحفريات بجامعة أوهايو إن ماتشيروكيراتوبس الذي يصل ارتفاعه إلى ثمانية أمتار يملك شوكتين مقوستين طويلتين تخرجان من ظهر درعه. كما يوجد قرنان فوق عينيه وربما يوجد قرن فوق أنفه على الرغم من أن الحفريات غير الكاملة لم تبين ذلك، وقال عالم الحفريات جوردون مالون من متحف الطبيعة الكندي في مدينة أوتاوا إن الديناصور الذي يبلغ طوله نحو 4.5 متر يملك قرونا تخرج من جانبي جبينه وهي مدببة بشكل جانبي وليست للأمام كما يملك أشواكا في ظهره مدببة في اتجاهات مختلفة. بحسب رويترز.

وقال مالون "نعتقد أن القرون والأشواك كانت على الأرجح تستخدم كشكل من أشكال الظهور إما للتعرف على الجنس أو النوع"، ونشرت نتائج دراسة الحفريات الجديدة في دورية بلوس وان.

بدء البحث عن حفرة بالمكسيك ناجمة عن نيزك أدى لانقراض الديناصورات

قال خايمي اوروتيا-فوكوجوتشي من معهد الجيوفيزيقا بجامعة المكسيك الوطنية المستقلة "أدى الارتطام إلى انقراض نحو 75 في المئة من الأنواع التي كانت موجودة خلال تلك الحقبة"، وأضاف "كان ذلك إيذانا بالتحول الشائع مما يعرف باسم حقبة الديناصورات إلى عصر الثدييات"، ووجدت دراسة سابقة أجراها علماء من أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك وكندا واليابان أن نيزكا عرضه 15 كيلومترا ارتطم بالأرض فيما يعرف الآن باسم المكسيك هو المسؤول عن هذه الأحداث.

ويعتقد أن هذا النيزك ضرب الأرض بقوة تعادل مليارات الأضعاف قوة القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما. وتشير سجلات جيولوجية إلى أن هذا الحدث دمر النظم البيئة البحرية والبرية وان ارتطام النيزك هو التفسير المقبول لذلك.

أسلاف وأبناء عمومة الديناصور (تيرانوصور ركس) كانوا أصغر حجما

قال الباحثون إن هذا الديناصور -الذي ينتمي للعصر الكريتاسي (الطباشيري) والذي يدعى (تيمورلينجا يوتيكا) وهو الذي اتخذ اسمه من (تيمورلنك) القائد الأوزبكي الشهير في القرن الرابع عشر الميلادي وكان يجوب آسيا الوسطى منذ 90 مليون عام- يسلط مزيدا من الضوء على سلالات تطورت لتصبح في النهاية الديناصور (تيرانوصور ركس) الذي كان يطارد فرائسه في أمريكا الشمالية بعد ذلك بأكثر من عشرين مليون سنة.

واستعان الباحثون بالأشعة المقطعية لفحص جمجمة الديناصور (تيمورلينجا يوتيكا) ثم قاموا بوضع تصور افتراضي رقمي لمخه وأعصابه وجيوبه الأنفية وأوعيته الدموية والأذن الداخلية له، وكان تركيب الأذن الداخلية له يماثل الديناصور (تيرانوصور ركس) من حيث قدرته الخارقة على سماع الأصوات ذات الترددات المنخفضة.

قال ستيف بروسات عالم الأحياء القديمة بجامعة ادنبره باسكتلندا إن (تيمورلينجا يوتيكا) كان أصغر حجما نسبيا لكنه كان ينعم بالمخ المتطور والحواس الخاصة بالمفترسات الضخمة الرأس مثل (تيرانوصور ركس) الذي عاش في أواخر حقبة الديناصورات، وقال بروسات "نتعلم من ذلك أن (تيرانوصور ركس) كان صغير الجرم في بادئ الأمر قبل أن يصبح عملاقا"، كانت هذه السمات ذات فائدة عندما سنحت الفرصة للديناصور (تيرانوصور ركس) كي يتصدر قمة السلسلة الغذائية ويصبح ماردا عقب اندثار مجموعات الديناصورات المفترسة الهائلة الحجم، ويتراوح طول الديناصور (تيمورلينجا يوتيكا) بين ثلاثة إلى أربعة أمتار ويزن نحو 270 كيلوجراما فيما بلغ طول (تيرانوصور ركس) نحو 13 مترا ووزنه سبعة أطنان.

وقال هانز-ديتر سوز عالم الأحياء القديمة بالمتحف القومي للتاريخ الطبيعي بمعهد سميثونيان في واشنطن إن (تيمورلينجا يوتيكا) كان ذكيا رشيق الحركة طويل الأرجل يتعقب فرائسه وربما كان سريع العدو بالنسبة إلى (تيرانوصور ركس)، وقال بروسات "كان تيمورلينجا كائنا مخيفا مثلما الأسد بالنسبة لنا الآن. لكن إذا انتقلت إلى زمن افتراضي بديل وكان أمامك الخيار بين مواجهة تيمورلينجا أو تيرانوصور فإنك ستميل إلى تيمورلينجا".

ظهر (تيرانوصور ركس) منذ نحو 170 مليون عام وكان في بادئ الأمر في حجم الإنسان العادي وقبل اكتشاف (تيمورلينجا) كانت توجد فجوة زمنية في السجل الحفري للديناصور (تيرانوصور ركس) تتراوح بين‭ ‬ 100 إلى 80 مليون عام ما كان يثير أسئلة لا تجد لها ردا شافيا بشأن قضية التطور، وحقيقة أن (تيمورلينجا) كان لا يزال صغير الحجم نسبيا بعد 80 مليون سنة من ظهور (تيرانوصور ركس) لأول مرة تؤكد أن حجمه الهائل حدث فجأة في أواخر تاريخه من التطور، وقال سوز في البحث الذي وردت نتائجه في دورية الأكاديمية القومية للعلوم "لم يصبح (تيرانوصور ركس) بهذا الحجم الهائل إلا منذ نحو 80 مليون سنة فقط".

طائر الدودو لم يكن غبيا

الدودو طائر منقرض غير قادر على الطيران ارتبط اسمه بالغباء لكن اتضح أنه لم يكن طائرا بلا عقل بل كان يتمتع بقدر لا بأس به من البصيرة والفطنة، والدودو كلمة ذات أصل من دول الشرق الأقصى وتعني الطائر الأخرق نظرا لعجزه عن الدفاع عن نفسه ولم يكن قادرا على الطيران بسبب عدم استخدامه جناحيه فترات طويلة حتى انقرض بعد أن استولت الكائنات الأخرى على مناطق معيشته الأصلية.

وقال العلماء إنهم استنتجوا حجم مخ الطائر وتركيبه بناء على تحليل جمجمة جيدة الحفظ من إحدى المجموعات المتحفية وتوصلوا إلى أن مخه لم يكن صغيرا بصورة استثنائية لكنه كان متناسبا تماما مع حجم جسمه، وتوصلوا أيضا إلى أن طائر الدودو كانت لديه حاسة شم قوية تتفوق على أقرانه من الطيور حيث كان يتميز بفص شمي ضخم في المخ. وبخلاف الطيور الأخرى فربما تكون تلك السمة هي التي مكنته من استنشاق الرائحة وانتقاء الفاكهة الناضجة ليتغذى عليها. بحسب رويترز.

وأشارت نتائج الدراسة التي وردت في دورية علم الحيوان إلى أن الدودو لم يكن بليد الحس كما يشاع عنه إذ كان ينعم على الأقل بنفس مستوى ذكاء رفاقه الأقرباء من عائلة الحمام والقمري واليمام، وقالت يوجينيا جولد عالمة الأحياء القديمة بجامعة ستوني بروك بولاية نيويورك "إذا وضعنا في الاعتبار حجم المخ كمؤشر على الذكاء فيمكن القول بأن الدودو كان في مستوى ذكاء الحمام العادي. فالحمام العادي أكثر ذكاء مما هو معروف عنه إذ استخدم كحمام زاجل لنقل الرسائل خلال الحربين العالميتين".

عاش الدودو على جزيرة موريشيوس بالمحيط الهندي وكان عجيب الشكل يعيش في أعشاش يبنيها على الأرض وله منقار مدبب ورأس مستدير ويبلغ طوله نحو متر ويزن 23 كيلوجراما تقريبا، وأسهم قيام الإنسان بصيده في اندثاره بدرجة كبيرة وشوهد آخر طائر من الدودو عام 1662، وقالت جولد إن الدودو لم يكن يخشى الإنسان عندما وصل البشر إلى جزيرة موريشيوس إبان القرن السادس عشر.

وأضافت "لماذا يهابون شيئا لم يروْه من قبل؟ ولم يكن لهم أعداء طبيعيون على الجزر قبل وصول الإنسان ولهذا السبب جمع البحارة أعدادا كبيرة من الطائر على سفنهم للحصول على لحم طازج في أثناء رحلاتهم البحرية وربما كان –فيما أرى- انصياع هذا الطائر للإنسان الذي ساقه قطعانا إلى السفن هو الذي دفع الإنسان إلى وصمه بالحمق وهو أمر ينطوي على تجاوز"، ويفسر مارك نوريل عالم الأحياء القديمة بالمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك كيف اكتسب الدودو هذه السمعة قائلا "كان اسمه مثيرا ومنظره يثير السخرية وهو طائر عديم الطيران ولم يكن يخاف البشر ربما لانعزال مكان معيشته ولذا أصبح لقمة سائغة وصيدا سهلا وهي جميعها صفات يمكن أن تلصق به صفة الغباء"، لكنه أضاف قوله "الذكاء كمية يصعب قياسها".

حيوان ثديي عتيق مدرع من الأرجنتين هو (الأرماديلو)

يقدم تحليل للحمض النووي (دي إن أيه) المستخلص من حفرية من الأرجنتين يرجع عهدها إلى 12 ألف سنة إطلالة فريدة على كائن شديد الغرابة من عمالقة العصر الجليدي .. إنه حيوان ثديي يشبه الدبابة في حجم سيارة صغيرة ذو درع منتفخة وذيل مثل الهراوة مليء بالأشواك، قال العلماء إن دراسة المحتوي الجيني للكائن المسمى (دوديكوروس) أكدت أنه ينتمي لنسل منقرض لحيوان المدرع (أرماديلو) وكان هذا الكائن من أكلة العشب ويزن نحو طن وكان يجوب سهول وبراري السافانا بأمريكا الجنوبية واندثر منذ نحو عشرة آلاف عام مثله مثل العديد من الكائنات الضخمة التي عاشت إبان العصر الجليدي، وقال فريدريك دلسوك عالم بيولوجيا النشوء والارتقاء من جامعة مونبلييه الفرنسية وهو أحد المشاركين في هذه الدراسة "كان طوله يصل إلى أكثر من ثلاثة أمتار من الرأس حتى الذيل وكان في حجم السيارة الصغيرة بكل تأكيد أو مثل سيارة ميني أو فيات 500".

كان هذا المخلوق ضمن مجموعة من الكائنات تشترك في سمات متماثلة منها حيوان الكسلان البري العملاق والنمور ذات الأسنان المفلطحة السيفية الشكل والطيور الضخمة الآكلة للحوم التي لا تطير وارتحلت هذه الكائنات إلى مناطق بقارة أمريكا الشمالية بجنوبها وشمالها أو من ولاية أريزونا الحالية حتى نورث كارولاينا وساوث كارولاينا.

وتمكن الباحثون من وضع هذه الكائنات تصنيفيا تحت شجرة عائلة المدرع (الأرماديلو) بعد دراسة شظايا صغيرة من الحمض النووي مستخلصة من الدرقة العظمية للكائن. واستعان الباحثون بتقنيات حديثة لالتقاط الميتوكوندريا من مجموعة من الملوثات البيئية وصلت إلى الحفرية على مر العصور، والميتوكوندريا (المتقدرات) هي أحد المكونات الداخلية الدقيقة للخلايا الحيوانية والنباتية المسؤولة عن توليد الطاقة الحرارية بالخلية من خلال إنزيمات لإتمام مختلف عمليات التنفس والتمثيل الغذائي من بناء وهدم.

وأشارت تقديرات الباحثين إلى أن أنسال هذه الكائنات نشأت منذ نحو 35 مليون سنة وكان عمر أقدم حفرية للأرماديلو من البرازيل هو 58 مليون سنة، وسئلت مجموعة أخرى من الباحثين منهم هنريك بوينار عالم أحياء النشوء والارتقاء بجامعة ماكماستر بكندا عما هو متصور بشأن هذا الكائن فقال "إنه أضخم كائن شبيه بالأرماديلو شاهدته وله ذيل يشبه أنكيلوصور" وهو ديناصور مدرع له ذيل يشبه المطرقة أو الهراوة.

وقال الباحثون في دورة (كارانت بيولوجي) إن هذا التشابه نموذج على "تقارب مسارات النشوء والارتقاء" حيث تشابهت كائنات مع بعضها في سماتها الخارجية رغم تباعد أنسابها وذلك لتحورها وسط بيئات متماثلة أو ظروف بيئية متقاربة.

اضف تعليق