كثيرة هي الاكتشافات والابتكارات العلمية التي أحدثت ثورة مذهلة في عالمنا وغيرت مجرى حياتنا، سواء كانت في مجال الطب والادوية او التكنولوجيا الحديثة والرقمية او الابحاث الكونية والطاقة النووية والنظريات الفيزيائية والرياضية. وبين المد والجزر تتقدم دول وتتأخر أخرى، فتارة تأتي دول تقدم لنا نظريات جديدة واكتشافات تحذر من حوادث بشرية وكونية، وطورا تأتي أخرى لتدحضها. وفي سماء الابداع العلمي يسطع نجم باحث ومبتكر فيكرم ويحصد الجوائز، ويخبو نجم عالِم آخر نتيجة التزييف والتلاعب. وساعدت وسائل الاعلام في تسليط الضوء على الابحاث العلمية ونشرها وكشف الاخطاء في اخرى.
وقد استطاعت الصين ان تنافس كبريات الدول وتكون السباقة في ميدان الصناعات التكنولوجية والتقنية، أما سويسرا فتأتي في الطليعة بالابداع الفردي المدعوم من الحكومة، بينما تراجعت امريكا عدة اشواط بسبب تقصيرها في الانفاق والتمويل على البحوث العلمية نتيجة لسياساتها التي أبعدتها عن هذا المجال بحسب رويترز.
براءات الاختراع الصين في المقدمة
في هذا السياق كشف تحليل أجرته مؤسسة تومسون رويترز لبراءات الاختراع على مستوى العالم ان علوم الحياة التي تشمل كل فروع العلم الخاصة بالكائنات الحية وعلوم الاحياء والطب تتفوق بشكل كبير على القطاع التكنولوجي في قيادة الاختراعات العالمية. وشهد عام 2014 أكبر عدد من براءات الاختراع أو طلبات الحصول عليها مقارنة بأي عام في التاريخ فلم يكن الانسان أكثر ابداعا سواء كان ذلك من خلال تصميم السيارات ذاتية القيادة او اكتشاف ادوية جديدة للسرطان او انتاج اطراف صناعية ذكية. لكن نمو الابتكارات تباطأ رغم ذلك وارتفع حجم البراءات على مستوى العالم ثلاثة في المئة فقط وهي أقل نسبة منذ انتهاء الكساد الدولي عام 2009. فالسنوات السابقة على ذلك شهدت زيادة بنسب في خانة العشرات.
ورغم ان ذلك قد يرجع جزئيا الى تشديد قواعد الحصول على براءة الاختراع في الولايات المتحدة الا ان هناك أيضا مؤشرات على تغير أساسي مع تراجع المادة العلمية المطبوعة بنسبة 22 في المئة في 12 صناعة. لكن مع تسجيل أكثر من 2.1 مليون اختراع في كل الصناعات العام الماضي لا يبدو العالم كمن يعاني من نقص في الافكار. ومن ضمن القطاعات التي شهدت نموا ملحوظا في براءات الاختراع صناعة الدواء والتكنولوجيا الحيوية حيث ارتفعت الاولى بنسبة 12 في المئة والثانية بنسبة سبعة في المئة طبقا لتقرير حالة الاختراع لعام 2015 . كما كانت هناك زيادة ملحوظة في صناعة الطعام والشراب والتبغ بنسبة 21 في المئة وفي مستحضرات التجميل والرفاهية بنسبة ثمانية في المئة.
وأبرزت هذه القطاعات نقاط تقارب بين الصناعات وظهور منتجات مثل المكملات الصحية (نوتراسوتيكالز) وهي أطعمة ومشروبات ذات فوائد صحية محتملة وكوزميسوتيكالز التي تجمع بين مستحضرات التجميل والمستحضرات الدوائية. وتتبنى بعض الشركات الكبرى في العالم سياسة تذويب الحدود على رأسها سامسونج وهي من بين 25 شركة لها أكبر نصيب من براءات الاختراع في تسع صناعات من بين 12 صناعة حللها هذا التقرير. فبالاضافة الى مشاهدتك تلفزيونا من صناعة سامسونج واستخدامك هاتف سامسونج تريد الشركة الكورية الجنوبية من المستهلك ان يستخدم عقاقير دواء تصنعها سامسونج وان يشرب مشروبات الطاقة التي تنتجها وان يستخدم ايضا مستحضرات تجميل من انتاجها. كما تجد الصين لنفسها مكانا كقوة صاعدة في مسرح براءة الاختراعات بقيادة شركات منها هواوي ومعاهد مثل الاكاديمية الصينية للعلوم بحسب رويترز.
علماء اميركيون يحذرون واخرون يطالبون!
من ناحية اخرى حذر علماء بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من حدوث "عجز في مجال الابتكار" في امريكا قائلين إن تقليص الإنفاق على مجالات البحث الاساسية يؤدي بدوره إلى تعطيل التقدم في 15 ميدانا تتعلق بإنقاذ حياة البشر بدءا من الانسان الآلي وطاقة الاندماج النووي وانتهاء بمرض الزهايمر وقطاع الزراعة. وقال مارك كاستنر عالم الفيزياء بالمعهد الذي يرأس اللجنة التي وضعت تقريرا عنوانه "إرجاء المستقبل" إن تمويل العلوم "بلغ أدنى حد له منذ الحرب العالمية الثانية ضمن الميزانية الاتحادية. هذا يهدد بالفعل مستقبل أمريكا".
يصدر هذا التقرير في الوقت الذي اكتسب فيه الانفاق على مجال البحوث صبغة سياسية غير معهودة. وأدى خفض ناجم عن اخفاق البيت الابيض والكونجرس في التوصل لاتفاق بشأن خفض العجز في الموازنة الى تراجع ميزانيات المعاهد القومية للصحة ووكالات علمية أخرى فيما يرتبط اصدار تشريع بشأن الانفاق على البحوث بالجدل الدائر حول تغير المناخ وأمور أخرى. وتراجعت نسبة الإنفاق الاتحادي على الأبحاث من إجمالي الإنفاق الحكومي من حوالي عشرة بالمئة في 1968 إبان برنامج الفضاء إلى ثلاثة بالمئة في 2015 وتراجعت كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي من 0.6 عام 1976 الى ما دون 0.4 في المئة. ويجئ هذا التراجع فيما زادت دول اخرى من الانفاق على مجالات البحث العلمي وحققت انجازات جعلت الولايات المتحدة تسير خلفها. وفي عام 2014 نجحت وكالة الفضاء الاوروبية في انزال مركبة فضائية على مذنب وابتكرت الصين أسرع كمبيوتر فائق في العالم.
وقال تقرير المعهد إن من بين مجالات البحث التي تعاني من ضعف الانفاق ابتكار عقاقير لمكافحة البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية إذ تتقاعس شركات التصنيع الدوائي عن إنتاج مضادات حديثة متوقعة ارباحا ضئيلة ما ترك الحكومات كي تصبح الممول الوحيد لهذه الابتكارات كملاذ أخير. ومن بين المجالات الأخرى التي تفتقر للانجازات الهندسة الوراثية للفيروسات لرصد وقتل الخلايا السرطانية وكمبيوتر الكوانتم -الذي تستثمر فيه الصين على نطاق واسع- للنهوض بسرعة الحاسبات ومجالات الأمن الالكتروني والأجهزة التعويضية ومضاعفة الانتاج الغذائي. وقال كاستنر إن التقرير لم يضع حدودا للميزانيات المقترحة لهذه المجالات ولا يعتزم واضعو التقرير الضغط على صناع السياسة لاستصدار تشريع بعينه فيما يقول الخبراء إن ذلك قد يحد من تأثير التقرير.
وقال مايكل لوبيل مدير الشؤون العامة بالجمعية الامريكية للفيزياء "جميل ان نتحدث عن مستقبل البحوث لكن التقرير أطال في الحديث عن تحديد ورصد الاحتياجات وقصر في تحديد السياسات". من جهة أخرى .. يعتبر القسم الاكبر من العلماء الأميركيين (87%) أنه ينبغي أن يضطلعوا بدور في النقاشات التي تدور حول السياسات العامة، كما يرى أكثر من 40% منهم أنه من المهم لأعمالهم وابحاثهم التواصل مع وسائل الإعلام، بحسب استطلاع للآراء. وشرح لي ريني مدير الأبحاث في مركز "بيو" المستقل للأبحاث الذي يتخذ في واشنطن مقرا له أن "المسائل العلمية باتت أكثر فأكثر من المواضيع التي تدور حولها النقاشات العامة. من ثم، يعتبر الباحثون أنه ينبغي أن يشاركوا في هذه النقاشات".
وأجرى مركز "بيو" هذا الاستطلاع الذي عرض خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية لتقدم العلوم (إيه إيه إيه اس) في سان خوسيه وهو شمل 3748 عالما. وبالنسبة إلى 71% من هؤلاء العلماء، تثير اختصاصاتهم اهتماما نسبيا أو كبيرا في أوساط عامة الجمهور. وأكد حوالى 53% منهم أنه غالبا ما تتناول وسائل الإعلام ميادين أبحاثهم. كما اعتبر عدد كبير من الباحيثن أن تزويد وسائل الإعلام بمعلومات عن أبحاثهم هو جزء من مهامهم. لكن 79% من المشمولين بهذا الاستطلاع لفتوا إلى أن بعض التغطيات الإعلامية لأعمالها تشكل مشكلة خطيرة في مجال العلوم، إذ أنها لا تفرق بين الأبحاث الجدية وتلك التي ينبغي ألا تؤخذ على محمل الجد. وفي نظر 52% من العلماء، يعد تبسيط النتائج العلمية مشكلة كبيرة.
بحوث فيزيائية تثير مخاوف وأخرى تطمئن!
من جهتهم حذر عالم الفيزياء الفلكية البريطاني ستيفن هوكينغ من ان تطور التقنيات الذكية قد يكون مؤشرا على قرب فناء الجنس البشري. ورأى هوكينغ الذي يعد من اشهر العلماء المعاصرين في مقابلة مع شبكة بي بي سي ان هذا النوع من التقنيات يمكن ان يتطور بشكل سريع وان يتجاوز طاقات البشر، في سيناريو يحاكي افلام الخيال العلمي. وقال "ان الاشكال البدائية للذكاء الاصطناعي التي بتنا نملكها اظهرت فائدتها الكبيرة، لكني اعتقد ان تطوير ذكاء اصطناعي كامل من شأنه ان ينهي وجود الجنس البشري". واضاف "ان تمكن البشر من تطوير ذكاء اصطناعي قائم بذاته، فانه قد يتطور مستقلا عنهم وبشكل متسارع، ولن يكون البشر المحكومون بقواعد التطور البيولوجية البطيئة قادرين على مجاراته". واشار هوكينغ الى ان الانترنت كانت ذات فوائد ومضار في وقت واحد، مقتبسا من التحذير الذي اطلقه الرئيس الجديد للاستخبارات الالكترونية البريطانية من ان الانترنت باتت ساحة لادارة الجرائم والاعمال الارهابية بحسب فرانس بريس. وستيفن هوكينغ البالغ 72 مصاب بمرض شاركوت وهو يتنقل على كرسي متحرك ويتكلم مستعينا بجهاز كومبيوتر بصوت اصطناعي بات مميزا له.
في جانب اخر بعد دراسة استمرت عدة أشهر، تخلى علماء أوروبيون نهائيا عن فرضية علماء الفيزياء الأميركيين الذين أعلنوا أنهم رصدوا ذبذبات الانفجار العظيم (بيغ بانغ) في سياق أبحاث اعتبرت تقدما كبيرا في مجال الفيزياء. وكان من المفترض أن يدل هذا الرصد الأول لموجات الجاذبية المذكورة في نظرية النسبية لألبرت آينشتاين على التوسع السريع جدا والعنيف للكون في اللحظات الأولى من نشوئه قبل 13,8 مليار سنة خلال المرحلة المعروفة بـ "التضخم الكوني". وأظهرت البيانات المجمعة أن هذه الموجات لم ترصد بعد، بحسب بيان صحافي صادر عن المركز الوطني للأبحاث العلمية في فرنسا. وقد شارك في هذه الأبحاث علماء من هذا المركز والمفوضية الفرنسية للطاقة النووية والطاقات البديلة ومن جامعات فرنسية بدعم من المركز الوطني للدراسات الفضائية في فرنسا. ومن المرتقب نشرها في مجلة "فيزيكل ريفيو ليتيرز".
وجاء في البيان أن "الإشارة التي قدمها فريق +بي ىي سي إي بي 2+ في آذار/مارس 2014 لا صلة لها باللحظات الأولى من الانفجار العظيم وهي آتية خصوصا من مجرتنا ومن تموجاتها التجاذبية". وكان فريق يعمل تحت إشراف جون كوغاك عالم الفيزياء الفلكية في جامعة هارفرد قد أعلن عن هذا الاكتشاف بالاستناد إلى عمليات مراقبة قام بها بواسطة التلسكوب المعروف ب "بي آي سي إي بي 2" في القطب الجنوبي. ويعد رصد موجات الجاذبية من الإنجازات الكبرى في علم الكونيات.
بحوث علمية يطالها التلاعب
عثر على عالم الأحياء الياباني المرموق يوشيكي ساساي أحد الضالعين في القضية المعروفة بقضية خلايا "ستاب" مشنوقا في موقع عمله في فصل جديد من فصول هذه الفضيحة التي تهز الأوساط العلمية في اليابان منذ ستة أشهر. وقد عثر أحد العاملين في مركز علوم الأحياء التابع لمعهد "ريكن" العام للأبحاث في كوبي (غرب اليابان) على ساساي (52 عاما) المتخصص في الخلايا الجذعية. وأكدت وفاته رسميا بعد ساعتين من نقله إلى المستشفى. وكشف ساتورو كاغايا مدير الاتصالات في معهد "ريكن" خلال مؤتمر صحافي أن العالم ترك أربع رسائل في مكتبه ومكتب مساعدته. وقال أحد المسؤولين في وزارة العلوم "كان رجلا رائدا في مجال الأبحاث الخلوية ... وهذه خسارة كبيرة". لكن الأمور كانت قد بدأت على خير ما يرام في هذه القضية برمتها. فقد قامت الباحثة الشابة هاروكو أوبوكاتا باكتشاف علمي مهم جدا هو الخلايا التي يمكن تحفيزها لتتعدد قدراتها والمعروفة بخلايا "ستاب" والتي تستعيد قدراتها المتعددة بواسطة تقنية كيميائية غير مستخدمة كثيرا بحسب فرانس بريس.
وفي وسع هذه الخلايا التي تعود للمرحلة غير المميزة أن تتحول إلى عدة أنواع من الأنسجة. وهي كانت لتشكل ثورة في مجال الطب التجديدي، تماما مثل الخلايا المستحثة المتعددة القدرات (آي بي اس) التي نال مبتكرها الياباني شينيا ياماناكي جائزة "نوبل" للطب سنة 2012. وكانت هاروكو أوبوكاتا تحظى بمساعدة العالم يوشيكي ساساي الذي رافقها إلى المؤتمر الصحافي المنظم عشية نشر نتائج أبحاثها في مجلة "نيتشر" العلمية البريطانية المرموقة. لكن، بعد بضعة ايام من نشر الأبحاث، بدأت الشكوك تحوم حول البيانات المرفقة بالمقال العلمي. وسلطت وسائل الإعلام أضواءها على هذه المسألة، ما دفع مركز "ريكن" إلى فتح تحقيق داخلي لكشف ملابسات هذه القضية. وتبين إثر هذا التحقيق أن هاروكو أوبوكاتا تلاعبت بعض الشيء في الصور التي تدعم نتائج أبحاثها والتي كان العالم يوشيكي ساساي قد أكد صحتها. وأقرت الباحثة أنها وضعت بعض اللمسات الخاصة على الصور واعترفت بأنها تهورت بعض الشيء.
وخلال مؤتمر صحافي ، صرح يوشيكي ساساي أنه "لو لم تكن فرضية خلايا ستاب موجودة، لكان من الصعب تفسير عدة ظواهر مرصودة"، ما يدفع إلى الظن أنه متأكد من وجود هذا النوع من الخلايا. وهو أوصى بسحب المقالين المنشورين عن هذا الموضوع في مجلة "نيتشر". وقد قامت المجلة في نهاية المطاف بحذف المقالين من صفحاتها بعد الحصول بصعوبة على موافقة الباحثة والعلماء الثلاثة عشر الذين ساهموا في إعدادهما.
وقد سمح مركز "ريكن" للباحثة بالمشاركة في أبحاث جديدة لتأكيد نتائجها أو دحضها. وهي بقيت في المستشفى لعدة أسابيع بسبب وضعها النفسي الهش قبل ان تتعاون مجددا مع فريق جديد في "ريكن" تحت مراقبة مشددة.
وحمل يوشيكي ساساي مسؤولية عدم رصد التزييف في المعطيات التي قدمتها له هاروكو أوبوكاتا. وهو تأثر كثيرا بهذه الاتهامات، بحسب أقربائه. ولا يزال مضمون رسائله سريا ومن المفترض أن تسلم هذه الأخيرة إلى ابنته الوسطى.
وقد أعاد انتحار العالم هذه الفضيحة العلمية إلى الواجهة. وتنم هذه الأخيرة عن المنافسة المحتدمة بين العلماء في اليابان.
وكانت أوبوكاتا البالغة من العمر 30 عاما قد أثارت مشاعر الإعجاب والزهو لدى الشبان في بلادها اذ انه عادة ما ينسب الفضل في الإكتشافات العلمية الى رجال أكبر سنا. وأشادت وسائل الإعلام بالباحثة ورشحتها لنيل جائزة نوبل ونوهت بوصفها مثلا يحتذى. وفي بادئ الأمر إمتدحت الأوساط العلمية في العالم الجهود العلمية المنشورة للباحثة ورحبت بها وبمركز ريكن وهو مؤسسة علمية مرموقة في اليابان. ودفعت الفضيحة الناشئة عن نشر البحث في الدورية العلمية مجتمع العلماء في اليابان الى محاسبة النفس وقال منتقدون إن هذا المجتمع ظل متعثرا زمنا طويلا بسبب شبكة من التسلسل الهرمي للكبار ممن يميلون الى محاباة الكفاءات الأكبر سنا.
وقالت الجامعة التي تخرجت فيها اوبوكاتا إنها ستراجع رسائل درجة الدكتوراه لبضع مئات من الطلبة بعد مزاعم بانها سرقت أعمالا علمية منها فيما اضطر رئيس لجنة في مركز ريكن مكلفة بالتحقيق مع الباحثة الى التنحي بعد ان اعترف بانه استخدم بعضا من نفس الاساليب المستهجنة للباحثة في ورقة بحثية أشرف عليها.
مصادم الهدرونات الكبير يعود للعمل
وفي هذا السياق يستأنف مصادم الهدرونات الكبير نشاطه ليبدأ في عملية تصادم أخرى للجسيمات دون الذرية لكن بضعف القوة السابقة تقريبا لمساعدة العلماء على سبر أغوار نشأة الكون. وقالت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) إن أكبر مصادم للهدرونات في العالم الذي يقع مقره في سويسرا سيبدأ العمل بكامل طاقته في بعد أن خضع لعملية إصلاح وتجهيز استمرت لعامين. وقال رولف هوير المدير العام للمنظمة "بالوصول لهذا المستوى من الطاقة فإنه (المصادم) سيفتح آفاقا جديدة في الفيزياء ومستقبل الاستكشافات."
ويقع مصادم الهدرونات الكبير في المختبر الاوروبي لفيزياء الجسيمات المترامي الاطراف والواقع في منطقة الحدود السويسرية الفرنسية المشتركة عند سفوح جبال جورا وعلى عمق مئة متر تحت الأرض في نفق يبلغ طوله 27 كيلومترا. ومصادم الهدرونات الكبير هو مجمع ضخم من المغناطيسات الحلقية العملاقة والأجهزة الالكترونية المعقدة والحاسبات وتكلف انشاؤه عشرة مليارات دولار ويصل عمره الافتراضي إلى 20 عاما. وفي يوليو تموز 2012 أعلن علماء سيرن انهم توصلوا إلى أدلة تبرهن على وجود جسيمات بوزون هيجز الأولية التي تمثل الحلقة المفقودة في فرضيات نشأة الكون وكيفية تطوره في أعقاب الانفجار العظيم. وكان الاكتشاف حدثا كبيرا في عالم الفيزياء لكن لا يزال العلماء في حاجة لتفسير العديد من "الألغاز" منها طبيعة "المادة المظلمة" و "الطاقة المظلمة". بحسب رويترز.
وتشير أحدث الإحصاءات إلى أن المادة المظلمة تشكل حوالي 27 في المئة من مادة الكون الكلية وتمثل الطاقة المظلمة - التي يعتقد أنها مسؤولة عن تمدد الكون واستمرار حركته - 68 في المئة بينما تمثل المادة المرئية خمسة بالمئة فقط. ومن الأسئلة الأخرى التي لم تجد اجابات بعد النقص النسبي لقرين (ضديد) المادة في الكون عندما انبثقت كميات متساوية من المادة وقرين المادة عن الانفجار العظيم الذي نشأ عنه الكون قبل 13.8 مليار عام فضلا عن احتمال وجود أنواع أخرى من الجسيمات. ويدعم كثير من علماء الفيزياء نظرية "التناظر الفائق" التي لم تثبت صحتها بعد وتقول إنه مقابل كل جسيم معروف يوجد جسيم آخر غير مرئي أكبر منه يسمى الشريك الفائق وهو في صورة مادة خفية.
وفي سياق متصل.. استغل طالب متخصص في الفيزياء الجزيئية وقت فراغه في بناء نموذج من قطع الليجو ل مصادم الهدرونات الكبير فيما يتفاوض الآن مع شركات صناعة لعب الاطفال لإنتاج ابتكاره وطرحه في الأسواق. واستعان الطالب ناثان ريديوف بقطع الليجو لتصميم نموذج مصغر يماثل جميع المكونات الرئيسية لمصادم الهدرونات فيما صنع مقاطع طولية وعرضية في جدران المنشأة توضح جميع الأنظمة الفرعية للمصادم. ودون الطالب ارشادات تشرح كيفية صنع المجسم خطوة بخطوة وعرض تصميمه على موقع (ليجو ايدياز) الذي يتولى تجميع أفكار الاعضاء التي تنال أكثر من عشرة آلاف صوت على أمل ان تفكر شركة ليجو في انتاجها مستقبلا.
فائزان بجائزة "ايبل" و"بريكثرو
من ناحية اخرى منحت جائزة "ابيل" للرياضيات للاميركيين جون ناش ولويس نيرنبيرغ اللذين يوصفان بانهما "عملاقان من عمالقة القرن العشرين" في هذا العلم. ويبلغ جون ناش من العمر 86 عاما ولويس نيرنبرغ 90 عاما، وقرر القيمون على الجائزة منحها لهما "لمساهمتهما الكبرى في نظرية المعادلات التفاضلية الجزئية غير الخطية وتطبيقاتها في التحليل الهندسي"، بحسب ما جاء في بيان للاكاديمية النروجية للعلوم والآداب. وسبق ان نال جون ناش جائزة نوبل للاقتصاد في العام 2004 وهو عمل في التدريس في جامعة برينستاون وفي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وفي العام 2001 اعد المخرج رون هوارد فيلما عنه بعنوان "رجل استثنائي" وادى دوره فيه راسل كرو. اما لويس نيرنبرغ فهو من مواليد كندا، وعمل في التدريس في جامعة نيويورك ومنحت الجائزة لهما معا مع انهما لم يتعاونا سويا، لكن كل منهما تأثر بابحاث الآخر في الخمسينات من القرن العشرين بحسب فرانس بريس.. وتبلغ قيمة الجائزة ستة ملايين كورون (700 الف يورو) وسيقدمها لهما ملك النروج هارالد في اوسلو. وتحمل الجائزة اسم عالم الرياضيات النروجي نيلز هنرك ابيل (1802-1829) وقد اطلقتها الحكومة النروجية لتكون بمثابة جائزة نوبل التي لا تكرم العلماء في مجال الرياضيات.
أما عن جوائز (بريكثرو) التي استحدثها منذ عامين فقط الملياردير الروسي يوري ميلنر ومؤسس فيسبوك مارك زوكربرج وسيرجي برين الذي شارك في تأسيس جوجل وشخصيات مرموقة أخرى في صناعة التكولوجيا. وسجلت الجوائز هذا العام أكبر عدد لها إذ بلغت 12 جائزة. وتبلغ قيمة كل جائزة ثلاثة ملايين دولار أي ما يقرب من ثلاثة أمثال ما يحصل عليه الفائز بجائزة نوبل.
اضف تعليق