يبدو أن مشكلة اللاجئين في المانيا اصبحت من اهم التحديات في هذا البلد الاوربي، الذي يشهد اليوم وبحسب بعض المصادر صراع جدل محتدم بشأن أزمة اللاجئين، وتداعياتها على الهيكل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للبلاد حيث انقسم المجتمع الألماني، مع وصول أكثر من مليون لاجئ من جنسيات مختلفة إلى ألمانيا، إلى معسكرين متخاصمين. الاول يدعم على سياسة الباب المفتوح للاجئين، والاخر يعارض بشدة هذه السياسة ونتيجة لهذا الصراع، ارتفع منسوب الاستقطاب السياسي إلى مستويات غير مسبوقة، وأصبحت قضية اللاجئين مقياسا في تشكيل المناخ السياسي في ألمانيا، ومحددا لخيارات الناخبين في البلاد، خصوصا وان التيارات اليمينية المتطرفة قد سعت الى الاستفادة من بعض الاحداث والمشكلات، من اجل اثارة الرأي العام، حيث شهدت المانيا وبحسب بعض التقارير تزايد اعمال العنف وجرائم الكراهية على اللاجئين من قبل أنصار التيارات المناهضة للهجرة والمعادية للأجانب. يضاف الى ذلك المشكلات والجرائم الاخرى التي قد تصدر من بعض اللاجئين ولأسباب مختلفة.
وقال تقرير صدر عن منظمة العفو الدولية إن ألمانيا تفشل في التعامل مع ارتفاع عدد جرائم الكراهية مثل الهجمات على منازل اللاجئين وإن هناك إشارات على وجود مشكلة "عنصرية مؤسسية" في أجهزة إنفاذ القانون. وأضاف تقرير المنظمة أن السلطات لم تقم بما يكفي للتحقيق في أو محاسبة أو معاقبة من ارتكبوا جرائم عنصرية حتى في الفترة السابقة على تدفق أكثر من مليون مهاجر إلى ألمانيا العام الماضي. وأشار التقرير إلى اكتشاف خلية صغيرة للنازية الجديدة في عام 2011 قتلت تسعة لاجئين وشرطية في الفترة من 2000 إلى 2007.
وقال ماركو بيروليني الباحث في العفو الدولية "مع ارتفاع أعداد جرائم الكراهية في ألمانيا يجب مواجهة أوجه القصور المستمرة منذ فترة طويلة والموثقة جيدا في رد فعل أجهزة إنفاذ القانون على العنف العنصري." وقال وزير العدل الألماني هيكو ماس إن وزارته ستقيم بدقة تقرير منظمة العفو الدولية وتبحث ما إذا كان من المطلوب اتخاذ إجراءات في هذا الشأن. وأظهرت بيانات من وزارة الداخلية الألمانية أن الهجمات على أماكن إيواء اللاجئين زادت إلى 1031 في 2015 ارتفاعا من 199 هجوما في 2014 و 69 هجوما في 2013. وتوقع وزير الداخلية توماس دي مايتسيره أن يرتفع هذا الرقم مجددا هذا العام مع تسجيل 347 من مثل تلك الهجمات في الربع الأول فحسب من العام الجاري.
حزب البديل والنازية
في السياق ذاته ربط نائب المستشارة الالمانية الاشتراكي الديموقراطي سيغمار غابريال بين افكار حزب البديل من اجل المانيا الشعبوي والافكار النازية. وقال لمجموعة "فنكي" الاعلامية "انه حزب يسعى قبل كل شيء الى نشر افكار رجعية". واضاف "كل ما يقولونه سمعته سابقا من والدي الذي كان نازيا حتى النفس الاخير". وانشأ معارضو العملة الاوروبية الموحدة حزب "البديل من اجل المانيا" الذي يواجه انتقادات بسبب نزعته اليمينية ومواقفه المعادية للاسلام.
ففي مطلع حزيران/يونيو، قال نائب رئيس الحزب الكسندر غولان ان الالمان يكنون التقدير للمدافع الاسود في المنتخب الالماني جيروم بواتينغ "بصفته لاعب كرة قدم، لكنهم لا يريدونه جارا لهم". وهي تصريحات اثارت سيلا من الانتقادات، لكن ذلك لم يحل دون اطلاق حزب البديل من اجل المانيا مجددا انتقادات في حق اللاعبين من اصول اجنبية في الفريق الالماني.
واعتبر غابريال ان المؤيدين لحزب البديل من اجل المانيا "اشخاص يرفضون الليبرالية الالمانية والانفتاح على العالم. يريدون العودة الى عهد الجمهورية الالمانية الغربية القديمة في الستينات، عندما كانت المرأة تبقى في المنزل، والغرباء والمثليون والمثليات يضطرون الى التواري عن الانظار، وفي المساء كان البعض ينشدون اغاني قديمة للجيش النازي حول كوب من البيرة (...) هذا مخيف". بحسب فرانس برس.
وحقق حزب البديل من اجل المانيا في الاونة الاخيرة تقدما مهما في ثلاث انتخابات اقليمية، مستفيدا من مخاوف لدى البعض جراء وصول اكثر من مليون لاجئ الى المانيا، وهو يسعى الى التقرب من حزب الجبهة الوطنية الفرنسي على المستوى الاوروبي.
دعوة للتسامح
من جانب اخر شارك الرئيس الألماني يواخيم جاوك في إفطار رمضان وحذر من شيطنة المسلمين بعد يوم من مقتل 49 شخصا في ملهي ليلي بالولايات المتحدة على يد مسلح بايع تنظيم داعش. وتأتي ألمانيا في طليعة الجهود الرامية لدمج المهاجرين في أوروبا بعد وصول أكثر من مليون شخص إلى أراضيها العام الماضي معظمهم مسلمون فروا من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا وأماكن أخرى.
وأثار تدفق المهاجرين حالة من التوتر في المجتمع الألماني. وتعرضت أماكن إيواء اللاجئين لهجمات وأصبح حزب البديل لألمانيا المناهض للهجرة قوة سياسية. ويصف الحزب الإسلام بأنه لا يتوافق مع الدستور ويطالب بحظر بناء مآذن المساجد ومنع النقاب. وانضم جاوك إلى مائدة إفطار في حي موابيت الفقير في برلين مع عدد كبير من المهاجرين. بحسب رويترز.
وقال الرئيس الألماني وفقا لنص مسبق لخطابه "التشجيع على عقد اللقاءات أمر مهم على نحو بارز في ظل انتشار الانعدام المتبادل للثقة." وأضاف أن الكثير من الألمان يشعرون بالقلق بعد الهجمات التي شنها إسلاميون في الآونة الأخيرة في باريس وبروكسل. وقال جاوك "وبالنسبة للبعض فإن الخوف من الإرهاب الإسلامي أصبح خوفا من المسلمين." وحذر من استقطاب المجتمع وحث الألمان على السعي لعقد لقاءات مع المسلمين في أحيائهم. وقال جاوك إن جهود الاندماج في ألمانيا تؤتي ثمارها وإن عددا متزايدا من المسلمين يعارضون التفسيرات المتشددة للقرآن. وتابع "كل الذين يحتفلون بالإفطار (إفطار رمضان) سويا اليوم يمكن أن يقروا بأن العيش سويا أمر ممكن."
اختبار صعب
على صعيد متصل فالمكان فصل دراسي في شرق برلين والجالسون فيه مجموعة من المهاجرين يشاركون في اختبار عملي عن "الحياة في ألمانيا". وعليهم أن يحددوا أي الأعياد هي الأعياد المسيحية من بين قائمة تتضمن عيد القيامة وعيد الميلاد وعيد العمال وعليهم أيضا تحديد الأكلات الألمانية والأكلات الأجنبية من قائمة أطعمة فيها السجق الأبيض والبيتزا والكباب كما أن عليهم اختيار نوع التأمين الذي يحتاجون إليه في ألمانيا.
ولكثيرين من الوافدين الجدد إلى ألمانيا الذين تجاوز عددهم المليون في العام الماضي سيجعل قانون جديد من حضور هذه الفصول الدراسية عنصرا في تحديد ما إذا كانوا سيحصلون على المساعدات التي ستتيحها الدولة لهم ويأملون أن تفتح لهم باب الحياة الجديدة في البلاد. وقد يكون نجاحها أو فشلها في حملة دمج المهاجرين في المجتمع أمرا حاسما في أسلوب تعامل أوروبا مع أكبر أزمة هجرة تشهدها القارة منذ الحرب العالمية الثانية والتي فرضت ضغوطا كبيرة على أجهزة الأمن والنظم الاجتماعية وعززت شعبية الأحزاب المناهضة للهجرة.
وأقر مجلس الوزراء الألماني قانون الدمج ووصفته المستشارة أنجيلا ميركل بأنه علامة بارزة. ويشترط القانون على المهاجرين البالغين ممن ليس لهم وظائف وأمامهم فرصة كبيرة للبقاء في البلاد حضور دروس لتعليم اللغة الألمانية لمدة 600 ساعة بالإضافة إلى 100 ساعة من "التوجيه" الثقافي تنتهي بخوض اختبار "الحياة في ألمانيا". ولن يصبح القانون الجديد ساري المفعول إلا بعد موافقة البرلمان عليه.
ومع ذلك فحملة الدمج تواجه عقبات كبيرة. فقد قال عدد من خبراء التعليم والمدرسين والمهاجرين إنه لا توجد أماكن كافية في فصول تعليم اللغة أو ما يكفي من مدرسيها. وقالت بعض المدارس إن مستوى اللغة الألمانية الذي يتعلمه المهاجرون لا يرقى إلى المستوى الذي يتوقعه كثيرون من أصحاب الأعمال من العاملين من ذوي المهارات. كما قال بعض المهاجرين إن دورات التوجيه ليست كافية لسد الهوة الثقافية رغم أنها مفيدة في بعض جوانبها.
وقد استفاد محمد اللاجئ السوري الذي يعمل متدربا في شركة للخدمات الضريبية من بعض عناصر الدورة الثقافية مثل دليل لشرح بيانات الأجور والاستقطاعات الضريبية وكذلك دروس التاريخ عن عهد النازي والشطر الشرقي من ألمانيا الذي كان تحت الحكم الشيوعي سابقا. غير أن محمد (28 عاما) الذي وصل في أواخر العام 2014 قال إنه اضطر للانتظار حتى أكتوبر تشرين الأول عام 2015 لبدء فصول دراسة اللغة وإنه عانى مما وصفه بأنه "صدمة اللغة". وقال محمد "أتمنى لو أتيحت لي فرصة تعلم اللغة الألمانية قبل ذلك. فعلى مدى عشرة أشهر لم أكن أفعل شيئا. لو أنني تمكنت من الاستفادة بهذا الوقت لكانت لغتي الألمانية أفضل كثيرا الآن."
والمخاطر كبيرة بالنسبة لألمانيا. فمن الممكن أن يؤدي القرار الذي اتخذته ميركل في العام الماضي لفتح الباب أمام أعداد قياسية من اللاجئين إلى تجديد شباب قوة العمل التي يتزايد أعداد كبار السن فيها. لكن كلما طالت الفترة التي يتعلم فيها المهاجرون اللغة ويكتسبون المؤهلات زادت الضغوط على الاقتصاد والمجتمع. وقد ساهم التحرر مما اقترن من أوهام بثقافة الترحيب التي روجت لها المستشارة الألمانية في تعزيز وضع حزب البديل لألمانيا المناهض للاجئين فحقق نتائج قوية في الانتخابات الإقليمية هذا العام.
وينص مشروع القانون الجديد على أن المهاجرين الذين يتعين عليهم حضور الفصول الدراسية ولا يشاركون فيها ستخفض مساعدات الدولة لهم إلى أدنى حد ممكن "بما يقيم الأود". وقالت اندريا نالز وزيرة العمل إن حجم التخفيضات في المساعدات سيتوقف على كل بحث حالة على حدة. ويحصل طالبو اللجوء على 354 يورو (395 دولارا) شهريا خلال الخمسة عشر شهرا الأولى لهم في ألمانيا وما يصل إلى 404 يورو بعد ذلك أو بمجرد التأكد من أحقيتهم في اللجوء. كما تدفع السلطات مصروفات الإقامة والتدفئة لهم خلال الفترة التي يتاح لهم فيها التقدم بطلبات اللجوء. ويبلغ متوسط الأجر الشهري الكامل للعاملين كل الوقت في ألمانيا 3612 يورو.
وثمة حالة من البلبلة الشديدة بين كثير من الألمان عن العواقب التي ستترتب على طوفان اللاجئين الذي أعاد للأذهان ذكريات وصول ملايين من العمال الأجانب لاسيما الأتراك الذين ساعدوا في إعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية. فلم يبذل جهد لدمجهم في المجتمع وانتهى الحال ببعضهم للإقامة في أحياء خاصة بهم الأمر الذي يقول بعض الألمان إنه غذى التوترات بين طوائف المجتمع.
وقد حذر الرئيس يواكيم جاوك الذي نادرا ما يتدخل في السياسة من أخطار فشل حملة دمج المهاجرين الحالية في المجتمع. وقال "نحن نجازف بتحول مشاعر الإحباط والملل إلى العنف والجريمة أو بازدهار التطرف السياسي أو الديني." وقالت متحدثة باسم المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين إن المانيا تنظم دورات الدمج في المجتمع منذ عام 2005 وكان كثير من المشاركين فيها مهاجرين من دول أخرى أعضاء في الاتحاد الاوروبي جاءوا بحثا عن عمل وذلك حتى نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي عندما سمحت السلطات لطالبي اللجوء القادمين من سوريا وايران والعراق واريتريا بالحق في حضورها.
ويسلم فرانك يورجن فايسه رئيس المكتب بالتأخيرات في بدء دورات الدمج. ويتسلم المكتب حوالي 2500 طلب يوميا من طالبي اللجوء الذين تنطبق عليهم الشروط للانضمام إلى الدورات التي تصل فترة الانتظار لقائمة طالبيها إلى ثمانية أسابيع في الوقت الحالي. لكنه قال إن المكتب يعمل على إتاحة أماكن إضافية للاجئين. ويتمثل جزء من المشكلة في أن المدارس لا تجد الأعداد الكافية من المدرسين.
وقالت سيمون كاوشر المتحدثة باسم الجمعية الألمانية لتعليم الكبار والتي توفر 40 في المئة من دورات الدمج إن المدارس التي تمثلها الجمعية لا يمكنها تلبية الطلب بسبب عجز يصل إلى 5000 مدرس. وحتى بعد أن يضمن اللاجئ مكانا في الدورات تظل التحديات كبيرة. فقد قال ينس أوفي شافر ناظر معهد التواصل بين الثقافات في شرق برلين إن المهاجرين قد يواجهون صعوبات في تعلم مهنة أو إتمام فترة تعلم حرفة بمستوى اللغة الألمانية التي تعلموها في الدورات.
وقال لودجر فوسمان خبير التعليم في معهد ايفو إن كثيرين من الشباب فاتهم التعليم بسبب قضاء فترات طويلة في مخيمات اللاجئين والسفر. وبالنسبة لبعض المهاجرين فإن ما يتعلمونه في الدورات يبدو أيضا بعيدا كل البعد عن واقع الحياة اليومية في الملاجئ الجماعية. وقال إيهاب أحمد (37 عاما) الذي كان يعمل مديرا ماليا في سوريا إن دورات الدمج تتيح له اكتساب مهارات جيدة بالألمانية لكن من الصعب تطبيقها عمليا في الملجأ الذي يعيش فيه بمطار تمبلهوف غير المستخدم في برلين. وأضاف "من الصعب فعلا الاندماج أو التعلم عندما تكون في هذا المكان لأن الناس يتكلمون العربية أو لغتهم الأصلية." بحسب رويترز.
وقالت كاوشر إن الانتظام في حضور الدورات يمثل مشكلة أيضا لكثير من المهاجرين إذ انهم يرتبطون في كثير من الأحيان بمواعيد متعددة مع سلطات الهجرة أو الأطباء. وأضافت أن البعض يعاني من إصابات أو أمراض أو يتخلف عن الحضور عندما يجد عملا. وليس لدى مكتب الهجرة أي أوهام عن المعركة الشاقة التي يواجهها الوافدون الجدد ويتوقع رئيس المكتب أن يظل نحو نصفهم دون عمل بعد خمس سنوات.
جرائم واعتداءات
الى جانب ذلك أفاد تقرير للشرطة الألمانية أن مهاجرين في البلاد ارتكبوا أو حاولوا ارتكاب نحو 69 ألف جريمة خلال الربع الأول من العام الجاري في إعلان من شأنه زيادة القلق خاصة بين الجماعات المناهضة للهجرة بشأن سياسة المستشارة أنجيلا ميركل المرحبة بالمهاجرين. وشهد العام الماضي تدفقا قياسيا لأكثر من مليون مهاجر على ألمانيا وهناك الآن مخاوف تتعلق بكيفية معالجة أكبر اقتصاد في أوروبا لهذه القضية وضمان الأمن.
وقال التقرير إن عدد الجرائم التي ارتكبها سوريون وأفغان وعراقيون وهم أكبر التجمعات بين طالبي اللجوء في ألمانيا كان كبيرا لكن بالنظر لنسبة هؤلاء إلى مجموعات اللاجئين التي ينتمون إليها فإن "من الواضح أنها نسبة منخفضة". ولم يفصل التقرير عدد الجرائم الفعلية أو المحتملة ولم يحدد نسبة هذه الجرائم من إجمالي الجرائم الفعلية أو المحتملة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2016. وقال التقرير إن الغالبية العظمى من المهاجرين لم يرتكبوا أي جرائم.
وهذه هي أول مرة تنشر فيها الشرطة الاتحادية تقريرا عن الجرائم التي يرتكبها مهاجرون يشمل بيانات من جميع ولايات ألمانيا الست عشرة ولهذا السبب لا تتوفر بيانات سابقة لعقد مقارنات. وأظهر التقرير أن 29.2 بالمئة من الجرائم التي ارتكبها مهاجرون أو حاولوا ارتكابها في الربع الأول من 2016 كانت جرائم سرقة و28.3 بالمئة كانت مخالفات تتعلق بالملكية أو التزوير و23 بالمئة لمخالفات كالإيذاء الجسدي والاحتجاز غير القانوني. وشكلت المخالفات المتعلقة بالمخدرات 6.6 بالمئة مقابل 1.1 بالمئة للجرائم المرتبطة بالجنس. وفي ليلة رأس السنة بولاية كولونيا قالت مئات النساء إنهن تعرضن للتحرش أو الهجوم أو السرقة بينما قالت الشرطة إن غالبية المشتبه بهم ملامحهم شمال أفريقية أو عربية.
من جانب اخر قدمت 18 امرأة كن يشاركن في مهرجان موسيقي في دارمشتات بغرب المانيا شكاوى بتهم التعرض لاعتداءات جنسية وتم توقيف ثلاثة من طالبي اللجوء الباكستانيين كما اعلنت شرطة هذه المدينة. ولم تستبعد الشرطة تقديم شكاوى اخرى بهذه الاعتداءات التي وقعت خلال هذا المهرجان الذي ينظم في الهواء الطلق في وسط المدينة. وقال ناطق باسم الشرطة يمكن ان يزيد (العدد).
وتقدمت ثلاث نساء مباشرة بعد وقوع الحوادث للابلاغ الى رجال الشرطة ما اتاح توقيف ثلاثة طالبي لجوء باكستانيين على الفور تراوح اعمارهم بين 28 و31 عاما. وجاء في بيان للشرطة ان 15 امرأة اخرى شابة اتصلن بالشرطة ايضا. وتاتي هذه القضية فيما اثارت اعمال عنف ارتكبت ضد نساء في كولونيا ليلة رأس السنة ونسبتها الشرطة الى مهاجرين من افريقيا الشمالية، صدمة كبرى في المانيا. وتعرضت في تلك الليلة مئات النساء لاغتصاب او تحرش او سرقة من قبل رجال ثملين قرب كاتدرائية كولونيا وواجهت السلطات المحلية اتهامات بالتأخر في التحرك في مواجهة هذه الاعتداءات غير المسبوقة من حيث حجمها. بحسب فرانس برس.
وفي دارمشتات تحدث الضحايا عن سيناريو مماثل وقلن انهن وجدن انفسهن وسط مجموعة من الرجال الذين قاموا بالتحرش بهن جنسيا. واوضحت الشرطة انها تحقق الان لمعرفة ما اذا كان المعتدون فكروا ايضا في السرقة. ولم تعط الشرطة اي معلومات اخرى غير سن وجنسية المشتبه بهم. واكد المتحدث باسمها ان اشخاصا اخرين ضالعون على ما يبدو في هذه الحوادث. ونقل بيان الشرطة عن النساء قولهن ان الرجال الذين ارتكبوا هذه الاعتداءات "يتحدرون من جنوب آسيا". وبحسب وسائل الاعلام المحلية فان نحو 400 الف شخص شاركوا في هذا المهرجان الموسيقي الذي نظم من 26 الى 29 ايار/مايو.
اضف تعليق