ان الطفل الذي يفقد الرعاية والاهتمام في طفولته عبر تحميله ما لا يطيق حمله من عمل ومشقة سيبقى اثر ذلك واضحاً عليه لذا ندعوا الوالدين الى وضع ذلك في حسابنه وعدم زج الاطفال في مجال العمل بالوقت الذي يجب ان يتفرغوا للدراسة وممارسة الهوايات...
تتعرض حقوق الانسان لجملة من الانتهاكات التي تغير من ملامح الانسان وتجعله يقبع تحت سطوة مجموعة من العقد النفسية التي قد تلازمه طوال مراحل حياته، الطفل ربما في الحياة هو واحد من الذين يتعرضون لانتهاكات واستلاب الحقوق، ومن اهم الانتهاكات له هو زجه في عالم العمل وهو لا يتجاوز سن (6-14) سنة، فماهي ابرز اضرار عمالة الاطفال؟، وماذا يجب ان يكونوا؟
يعرف مفهوم عمالة الطفل على انها العمل الذي يضع أعباء ثقيلة على الطفل ويهدد سلامته وصحته ورفاهيته النفسيتين، اذ يتم الاستفادة من ضعف الطفل وعدم قدرته عن الدفاع عن حقوقه فيستغل الأطفال كعمالة رخيصة بديلة عن عمل الكبار الأعلى كلفة.
ما دفعني لكتابة هذا المقال هو اننا نعيش اصداء اليوم العالمي لمكافحة عمل الطفل املاً في تبصير المجتمعات الانسانية بالاضرار النفسية والاجتماعية الكبيرتين وبالتالي قد ينفع التذكير بضرورة احترام الاطفال وتربيتهم تربية سليمة تعود ايجاباً على شخصياتهم بالدرجة الاولى وعلى المجتمع بالدرجة الثانية.
ففي هذا النوع من العمالة يستخدم وجود الأطفال ولا يساهم في تنميتهم، وكذلك الذي يعيق تعليم الطفل وتدريبه ويغير حياته ومستقبله، لذا يمكننا القول ان عمالة الاطفال هي جريمة ترتكب بحق الطفل وهو مايستدعي السعي لايقافها.
ما هي صنوف عمالة الاطفال؟
في المناطق ذات الطبيعية الريفية تتجلى عمالة الاطفال في اجبار الاطفال على العمل بالزراعة وتربية الحيوان، فأقتصاد المناطق الريفية يعتمد على هذين الامرين حيث يعمل الأطفال في الغالب مع آبائهم مقابل توفير مستلزمات معيشتهم البسيطة وبالتالي حرمانهم من الكثير من حقوقهم ومنها حق التعليم.
اما في المدن فتتركز عمالة الاطفال في المصانع والاسواق وفي بعض الاماكن والمهن غير الاخلاقية احياناً، وفي الغالب يعمل هؤلاء الاطفال بإعمال لا تنساب قدراتهم الجسمانية ربما مجبرين على هذه الاعمال الشاقة التي يتعرضون فيها لشتى انواع الاستغلال.
ما هي ابرز اضرار عمالة الاطفال؟
ابرز ما يعود على الطفل سلباً حين يزج في العمالة التي لاتناسب عمره هو تأثر التطور والنمو الجسدي، حيث تتأثر صحة الطفل بتعرض الكثير من اعضاءه الى الضرر سيما الاماكن الصناعية فقد يتأثر نظرهم وسمعهم او تتعرض بعض اعضاءهم الى الكسور والخدوش والكدمات نتيجة اخطاء العمل، أو نتيجة الوقوع من أماكن مرتفعة، وهناك حالات اختناق ناتجة عن التعرض للغازات السامة وصعوبة التنفس أو النزيف.
اما معرفياً فأن الطفل الذي يدخل الى ميادين العمل كنتيجة لمغادرة المدرسة او عدم الدخول اليها من الاساس في بعض الحالات يحرم من فرص التعليم وبالتالي تبقى تلازمه عقدة عدم الحصول على تحصيل علمي يسهل عليه عمله في المستقبل، وبالتالي يبقى عرضة للكثير من الازمات النفسية التي يصعب معالجتها لانها من من الخبرات الطفولة المؤلمة ومادراك ماهي خبرات الطفولة، فهي الاكثر ثباتاً في شخصية الانسان.
ويتأثر التطور الاجتماعي والأخلاقي للطفل الذي يعمل بما في ذلك شعوره بالانتماء للجماعة والقدرة على التعاون مع الآخرين، كما ان الطفل يكتسب من جو العمل الملوث قيم غير سليمة لا تتناسب مع قيم الانسان المتوازن نفسياً.
ومن ثم يصبح هذا الطفل حانقاً على كل ابناء جيله الذين عاشوا ببيئة مختلفة حيث يوفر فيها الابوين كل ما يحتاجونه وهم في منازلهم، وهذا ما يجعلهم يبحث عن كل الوسائل التي يعتقد انها توفر له قدراً من الراحة وان كانت تلك الطرق غير مشروعة.
في الختام نقول: ان الطفل الذي يفقد الرعاية والاهتمام في طفولته عبر تحميله ما لا يطيق حمله من عمل ومشقة سيبقى اثر ذلك واضحاً عليه لذا ندعوا الوالدين الى وضع ذلك في حسابنه وعدم زج الاطفال في مجال العمل بالوقت الذي يجب ان يتفرغوا للدراسة وممارسة الهوايات ليشعروا بحلاوة طفولتهم لا العكس.
اضف تعليق