تحت سقف وبين أربعة جدران تأويهم، ترتجف شعوب العالم خوفًا ورعبًا من فيروس كورونا الجائحة التي طالت معظم دول العالم، ووسط الدعوات المستمرة للبقاء في المنزل من أجل محاولة السيطرة على الوباء، إلا أن هناك مّن أجبرتهم الظروف على العيش في مخيمات وعدم وجود المأوى لهم...
تحت سقف وبين أربعة جدران تأويهم، ترتجف شعوب العالم خوفًا ورعبًا من فيروس كورونا المستجد الجائحة التي طالت معظم دول العالم، ووسط الدعوات المستمرة للبقاء في المنزل والعزل الذاتي من أجل محاولة السيطرة على الوباء، إلا أن هناك مّن أجبرتهم الظروف على العيش في مخيمات وعدم وجود المأوى لهم، وحتى إن وُجد المسكن فيكتظ به العشرات منهم.
20 يونيو من كل عام، حيث يخصص لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين والأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد، وقد أضهرت لنا جائحة كوفيد - 19 والاحتجاجات المناهضة للعنصرية مدى الحاجة الماسة للكفاح لعالم أكثر شمولا ومساواة، وبدا من الجلي جدا أن لكلّ إنسان دور يؤديه لتحقيق التغيير المنشود، ويستطيع كل منا تحقيق ذلك التغيير، وذلك هو جوهر موضوع حملة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في احتفالها باليوم العالمي للاجئين لهذا العام وبالتالي فموضوع هذا العام يهدف إلى تذكير العالم بأن للجميع (بما في ذلك اللاجئين) القدرة على المساهمة في المجتمع، وأن لكل بادرة أثر في الجهود المبذولة لبناء عالم أعدل وأشمل وأنصف.
وتشير إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام 2020، أن 70.8 مليون شخص في كافة أنحاء العالم أجبروا على الفرار من ديارهم، وهو رقم لم يسبق له مثيل، وأن من بين هؤلاء حوالي 25.9 مليون لاجئ، وأكثر من نصفهم دون سن الـ18 عاماً، وأن هناك 41.3 مليون شخص نازح داخليا حول العالم، و3.5 مليون شخص طالب لجوء.. كما أن هنالك أيضاً ملايين الأشخاص من عديمي الجنسية قد حرموا من الحصول على الجنسية والحقوق الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والعمل وحرية التنقل، في عالم ينزح فيه قسراً شخص واحد كل ثانيتين نتيجة النزاعات والاضطهاد.
وتشير إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام 2020، أن 70.8 مليون شخص في كافة أنحاء العالم أجبروا على الفرار من ديارهم، وهو رقم لم يسبق له مثيل، وأن من بين هؤلاء حوالي 25.9 مليون لاجئ، وأكثر من نصفهم دون سن الـ18 عاماً، وأن هناك 41.3 مليون شخص نازح داخليا حول العالم، و3.5 مليون شخص طالب لجوء.. كما أن هنالك أيضاً ملايين الأشخاص من عديمي الجنسية قد حرموا من الحصول على الجنسية والحقوق الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والعمل وحرية التنقل، في عالم ينزح فيه قسراً شخص واحد كل ثانيتين نتيجة النزاعات والاضطهاد.
هناك تصنيفات عديدة للمستضعفين في أصقاع العالم، ممن يشردون قسراً، إلا أن خيطاً واحداً يجمعهم كلهم: ففي كلّ دقيقة، يفر عشريون فردا من الحروب والاظطها والإرهاب مخلفين ورائهم كل شيء، ولكم أن تتخيلو ماذا لو هدد نزاع أسركم، ما أنتم فاعلون؟ هل تعرضون أحبتكم للخطر؟ أم تحاولون الهرب بهم، مخاطرين بتعريضهم للخطف والاغتصاب والتعذيب؟ بالنسبة لكثيرين، الخيارات المتاحة أمامهم قليلة وأحيانا لا يجدون إلا اختيار بين الخيار السيئ والخيار الذي هو أسوأ منه.
كل عمل يترك أثرا
تحيي مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين اليوم العالمي للاجئين هذا العام برسالة عنوانها ”كل عمل يترك أثرا“، في وقت تعصف بها فيه تحديات أفرزتها أزمة فيروس كورونا المستجد وموجات النازحين بأعداد رهيبة بسبب الحروب وتطرف الأحوال المناخية.
وأدت الصراعات والجوع والاضطرابات الاقتصادية إلى تشريد ما يقرب من 80 مليون إنسان في أنحاء العالم، نصفهم من الأطفال بنهاية عام 2019، وهو رقم يلامس مثلي نظيره منذ عقد من الزمنK وفي أفريقيا وحدها، أسهم القتال في جمهورية الكونجو الديمقراطية وبوركينا فاسو ومنطقة الساحل في زيادة أعداد اللاجئين إلى 6.3 مليون، حسبما قالت كليمنتين نكويتا سلامي، مديرة المفوضية في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي والبحيرات العظمى.
وأضافت لرويترز ”أعتقد أننا نشهد اليوم معدلات قياسية من النزوح القسري، مع وجود ما يقرب من 80 مليون شخص مشردين في جميع أنحاء العالم. يمثل هدا العدد واحدا في المئة من البشر"، وأضافت ”شخص من بين كل 97 ينزح قسرا تحت التهديد. في القارة (أفريقيا)، نشهد أيضا أعدادا متزايدة. بدأنا العقد بحوالي 2.2 مليون وتضاعف ذلك الرقم ثلاث مرات تقريبا“.
وأوضحت نكويتا سلامي أن أزمة فيروس كورونا المستجد تولدت من رحمها تحديات أخرىK وفي كينيا، قدمت الحكومة والمفوضية كمامات وأدوات تعقيم في مخيم داداب للاجئين قرب الصومال، وداخل حدود المخيم يعيش أكثر من 217 ألف شخص، فيما يجعل سوء حالة الصرف الصحي والاكتظاظ الشديد بين أشد بواعث القلق. وقالت المفوضية في مايو أيار إن الاختبارات أكدت إصابة شخصين على الأقل بمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا في المخيم.
وقالت نكويتا سلامي ”في اليوم العالمي للاجئين، أعتقد أن رسالتنا هذا العام على وجه الخصوص أننا يمكننا معا إحداث فرق وأن كل عمل يترك أثرا“.
وقالت حبيبة محمد وهي صومالية تعيش في المخيم ”نحصل على الطعام خلال (فترة تفشي) الفيروس... ويعطوننا الكمامات والصابون“، وقالت مؤمنة يوسف، وهي لاجئة أخرى من الصومال إن العاملين في قطاع الصحة يعملون بنشاط، وأضافت ”وفروا المواد اللازمة لتعقيم الأيدي ووضعوا صهاريج المياه الجارية في الخارج“.
الرقم المنسي
يعيش ملايين اللاجئين في العالم أوضاع إنسانية صعبة في عدد من الدول التي قبل بعضها سياسة التوطين فيما رفض البعض، الأخر اتباع هذه السياسة المكلفة ماليا واقتصاديا، فإلى جانب الأوضاع الهشة والمتردية التي يعيشها اللاجئون في مخيماتهم يدق المجتمع الدولي اليوم ناقوس الخطر بعد تفشي وباء فيروس "كورونا" في أكثر من 180 دولة تحارب جلها لإيقاف تمدد هذا الطارئ الصحي.
بعض الدول أعلنت أن قدراتها في المجال الصحي غير كافية لمجابهة هذا الفيروس غير المرئي ودول أخرى استعانت بتعزيزات طبية من كمامات ومواد تعثيم طبية وغيرها من المستلزمات في حربها المفاجئة، لكن المثير للقلق اليوم هو مصير ملايين اللاجئين حول العالم الذين يعانون أوضاعا غير إنسانية بالمرة في غياب الرعاية الصحية اللازمة وغياب المستلزمات الطبية ومستلزمات النظافة وابسط مقومات العيش في مخيمات تضم أعدادا كبيرة من العائلات شيوخا وأطفالا وشباب.
في لبنان يعيش مليون ونصف لاجئ وفق اخر احصائيات الامم المتحدة، من حاملي الجنسيات السورية والفلسطينية، وكان وزير الصحة اللبناني، حمد حسن، حذر من أن فيروس كورونا أنتقل من مرحلة الإحتواء في لبنان إلى مرحلة الإنتشار خاصة مع وجود عشرات المصابين بالفيروس بين اللبنانيين أنفسهم ما يطرح فرضية وصول الإصابات الى المخيمات والى اللاجئين ما قد يزيد من عمق الازمة الإنسانية في وقت يعاني فيه لبنان من وضع اقتصادي كارثي وصل حد الحديث عن قرب إعلان إفلاس الدولة.
وتقول جيهان القيسي المديرة التنفيذية لاتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان إن هناك "ما يشبه حالة شلل تام في عمل المؤسسات الإغاثية والدولية" الموجودة في لبنان فيما يتعلق بتقديم الخدمات التوعوية والإغاثية للاجئين السوريين الموجودين داخل الأراضي اللبنانية حول فيروس كورونا وسبل الوقاية منه، وترجع ذلك إلى القيود المفروضة على الحركة والتنقل داخل لبنان الذي شهد تسجيل عدد من الحالات المصابة بالفيروس.
الأردن أيضا من بين الدول التي تستقبل ما يقارب 744795 لاجئا مسجل ، من بينهم حوالي 655 ألف سوري و67 ألف عراقي و15 ألف يمني و6 آلاف سوداني و2500 لاجئ من إجمالي 52 جنسية أخرى مسجلة لدى مفوضية اللاجئين، وفي الوقت الذي تعاني فيه دول أوروبية غنية من الضغوط على نظامها الصحي بسبب فيروس كورونا، كما هو الحال في بريطانيا وإسبانيا وفرنسا، تبدو الأوضاع أكثر صعوبة في الدول التي تعاني من قلة الموارد، خاصة إذا كانت تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين ومن بينها الأردن ولبنان. التحذيرات الدولية تزايدت هذه الآونة خشية الآثار الجانبية لانتشار هذا الفيروس وخاصة على معسكرات اللجوء التي تتركز في هذه الدول في غياب أبسط مقومات العيش .
اليونان أيضا تعيش هذه السنوات صداما غير مسبوق مع تركيا بسبب أزمة المهاجرين واللاجئين ، إذ تحاول تركيا التي تعتبر بلد ظ عبور الضغط على اوروبا للحصول على امتيازات سياسية واقتصادية مقابل تقييد دخول اللاجئين عبر أراضيها الى دول القارة الأوروبية، كما حذرت السلطات اليونانية من تفشي فيروس كورونا في الجزر اليونانية التي تأوي آلاف المهاجرين، مثل جزيرة ليسبوس، وفقا لبيانات مصدرها الأمم المتحدة، هناك 13 ألف لاجئي عالقين في تركيا قرب الحدود مع اليونان وبلغاريا، بعد أن أعلنت أنقرة في وقت سابق هذا الشهر فتح حدودها مع هذين البلدين بينما رفض جيرانها الأوروبيون دخول اللاجئين.
ناقوس الخطر
قالت صحيفة الشروق المصرية: "بعد تفشي جائحة كورونا، تزايدت الدعوات إلى دول الاتحاد الأوروبي لقبول اللاجئين، وسط مخاوف من أن الفيروس قد ينتشر في مراكز إيواء اللاجئين، المكتظة بالعديد من الأفراد ودقت المنظمات الإنسانية الدولية، وجماعات حقوق الإنسان والأطباء، ناقوس الخطر مع انتشار الوباء".
وأضافت الصحيفة: "حتى نركّز على أحد المخاوف الرئيسية، فلقد تم خسارة عشر ملايين وظيفة، في الولايات المتحدة الأميركية خلال أسبوعين فقط، وكلها تقريبا بسبب هذه الجائحة، وفي الهند تسبب الإغلاق التام في تدمير حياة المهاجرين، علما بأن الكثير منهم لا يوجد لديهم وسائل أخرى لكسب العيش"، ونقلت صحيفة المستقبل المصرية تصريحات فايق ديلو، الباحث السياسي في ألمانيا، التي قال فيها إن "انتشار فيروس كورونا المستجد تسبب فى أزمة، تتزايد خطورتها بشكل كبير على مخيمات اللاجئين"، موضحاً أن "ظروف العيش والحياة في المخيمات لا تعتبر مناسبة، لمواجهة تفشى هذا الفيروس المستجد الذى يجتاح دول العالم".
إيجاد حلول للاجئين
دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي إلى عدم نسيان الفارين من الحروب والمضطهدين في هذه الأوقات الصعبة، قائلا إن هؤلاء – وكذلك نحن جميعا – بحاجة إلى "التضامن والتعاطف الآن أكثر من أي وقت مضى"، جاء ذلك في بيان أصدره، وأشار فيه إلى تبنى العديد من الدول، على نحو صائب، تدابير استثنائية، كالحد من السفر عن طريق الجو والتحركات عبر الحدود، في إطار التحركات لمكافحة انتشار فيروس كورونا، وبالنسبة للكثير من الناس حول العالم، أشار غراندي إلى توقف الحياة اليومية، "أو أنها تتحول بطرق لم نتصورها من قبل."
ولكن برغم ذلك قال مفوض اللاجئين إن الحروب والاضطهاد لم يتوقفا، مشيرا إلى أن البعض يواصل اليوم الفرار من منازلهم في جميع أنحاء العالم، بحثا عن الأمان وأعرب عن "قلق متزايد بشأن التدابير التي اتخذتها بعض البلدان بهذا الصدد والتي قد تؤدي إلى إعاقة الحق في طلب اللجوء بالكامل"، ودعا المسؤول الأممي جميع الدول إلى إدارة حدودها، كما تراه مناسبا، في سياق هذه الأزمة الفريدة من نوعها "ولكن من الواجب ألا تؤدي هذه الإجراءات إلى إغلاق سبل طلب اللجوء، أو إجبار الناس على العودة إلى أوضاع يسودها الخطر"، وأضاف: "الحلول موجودة فإذا تم تحديد المخاطر الصحية، من الممكن وضع ترتيبات لعمليات الفحص، إلى جانب الاختبارات والحجر الصحي وغيرها من التدابير كل ذلك سوف يمكّن السلطات من إدارة وصول طالبي اللجوء واللاجئين بطريقة آمنة، مع احترام المعايير الدولية لحماية اللاجئين والتي تم وضعها لإنقاذ الأرواح."
مفوضية اللاجئين تتأثر بسبب كورونا
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أعلنت تعليق السفر في برامج التوطين لحماية اللاجئين من الإصابة بفيروس كورونا وقالت الناطقة باسم المفوضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، رولا أمين، إنه رغم عدم ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا في صفوف اللاجئين، إلا أن "الجائحة" أجبرت المفوضية على تغيير طبيعة عملها مع اللاجئين بشكل مؤقت وذلك للحد من انتشار الداء، حماية لأكثر المجتمعات ضعفا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأضافت أن أية إجراءات تتخذها المفوضية تكون بالتعاون مع البلد المضيف ولكن نقوم بحملات توعية لكي يكون اللاجئون على علم ودراية بالمخاطر المحدقة، وتقديم أبسط طرق الوقاية وماذا عليهم العمل إذا ظهرت إصابة.
اضف تعليق