لا يزال مسلسل استهداف المسلمين الشيعة من قبل المجموعات التكفيرية والمنظمات الارهابية مستمرا في العديد من دول العالم، وخصوصا في باكستان حيث اصبحت هذه الاقليات المسالمة هدفاً استراتيجيا لهذه الجماعات الارهابية التي سعت الى تصعيد عملياتها الاجرامية وسط صمت دولي خطير وغير مبرر كما يقول بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان الشيعة في باكستان يتعرضون اليوم الى حرب ابادة جماعية وعمليات تطهير عرقي لأهداف طائفية، خصوصاً وان زعماء الزمر التكفيرية المدعومة من دول وجهات خارجية، قد اعلنوا انهم يسعون الى القضاء على المسلمين الشيعة في باكستان وبشكل كامل، فخلال السنوات القليلة الماضية قُتل الالاف من الشيعة في هجمات انتحارية واغتيالات بالجملة. والتي تصاعدت بشكل خطير في الفترة الاخيرة وهو ما ضاعف المصاعب والتحديات للأقلية الشيعية في هذا البلد الذي يواجه مشكلة تنامى التمرد المسلح، من جانب اخر فقد طالبت بعض المنظمات والجهات الانسانية السلطات الحكومية والمجتمع الدولي الى جدية التعامل مع قضايا الارهاب العالمي ووقف نزيف الدم الشيعي المستمر في باكستان وفي غيرها من دول العالم.
استئصال الشيعة
وفي هذا الشأن لقي 19 شخصا على الأقل مصرعهم في مدينة بيشاور الباكستانية جراء هجوم بالأسلحة النارية والمتفجرات استهدف جامعا يرتاده الشيعة في أحدث هجوم في سلسلة من أحداث العنف الطائفية التي تجتاح البلاد. وكثيرا ما تستهدف جماعات سنية متشددة مساجد الأقلية الشيعية. وقالت الشرطة إن مسلحين اقتحموا المسجد الذي احتشد فيه المصلون لإقامة صلاة الجمعة وفتحوا النار عليهم قبل سماع ثلاثة انفجارات داخله.
وأعلنت حركة طالبان الباكستانية التي تقاتل الحكومة سعيا لإقامة نظام ديني متشدد مسؤوليتها عن الهجوم وقالت إنه رد على الحملة الأمنية على المسلحين والتي جاءت بعد مجزرة ارتكبتها الحركة المتشددة في مدرسة. وقال خليفة عمر منصور زعيم حركة طالبان الباكستانية في تسجيل مصور ظهر فيه محاطا بثلاثة شبان يمسكون بنادق كلاشنيكوف "إما أن تطبقوا الشريعة أو تصبح باكستان مقبرتكم." وأضاف "هذا هو الهجوم الأول في سلسلة هجمات انتقامية... انتظروا ما هو قادم."
وتشابه أسلوب اقتحام الجامع مع ذلك الذي استخدم في ارتكاب مذبحة المدرسة حين وصل المسلحون في سيارة وأحرقوها ثم اقتحموا المكان من بوابة خلفية. وقال مجمع حياة أباد الطبي إن 19 شخصا على الأقل قتلوا في الهجوم. في حين روى شاهد حسين الذي رأى الواقعة ما جرى فقال إن المصلين كانوا قد انتهوا لتوهم من الصلاة عندما اقتحم خمسة أو ستة رجال يرتدون زيا عسكريا الجامع وبدأوا في إطلاق النار. وأضاف "لم نكن نعرف ما يجري. بعدها فجر أحد المهاجمين نفسه وتصاعد دخان كثيف وغطى التراب المكان."
وتحاول الحكومة الباكستانية تطبيق إجراءات أمنية جديدة للتعامل مع المقاتلين المتشددين إثر مذبحة المدرسة التي قتل فيها 134 طفلا وآخرين. وفجر أحد المسلحين نفسه، وقُتِل آخر، فيما اعتقلت الشرطة ثالثا، بحسب مسؤولين. وأعلن مسلحون مرتبطون بحركة طالبان مسؤوليتهم عن الهجوم، وهو الأشد دموية منذ عدة سنوات.
وفي بيشاور، أظهرت لقطات تلفزيونية أشخاصا يجرون من موقع الحادث، وبعضهم يحمل مصابين. وعبر رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، عن "حزنه لسقوط قتلى"، مضيفا أن الحكومة ملتزمة "باجتثاث خطر الإرهاب". بحسب الـ بي بي سي. وشهدت باكستان خلال العقد الماضي عددا متزايدا من الهجمات الطائفية. وتنفذ مجموعات متشددة من السنة معظم هذه الهجمات ضد الشيعة الذين يشكلون نحو 20 في المئة من السكان.
وقال قائد الشرطة إن المسلحين اقتحموا المسجد وهم يرتدون سترات ناسفة. ورغم أن المسلحين اقتحموا المسجد، فإن واحدا منهم فقط هو الذي تمكن من تفجير نفسه. وأفادت تقارير بأن المسلحين أطلقوا الرصاص وقنابل على المصلين المتجمعين لصلاة الجمعة. وقال قائد شرطة إقليم السند، ناصر دوراني، إن المصلين منعوا أحد المسلحين من تفجير السترة الناسفة التي كان يرتديها.
وأوضح قائد الشرطة قائلا "أظهر الناس عنا شجاعة كبيرة. لقد أمسكوا بواحد من المهاجمين من عنقه ولهذا لم يتمكن من تفجير السترة الناسفة التي كان يرتديها ثم أُطلِقت النار عليه وقتل". وقالت طالبان باكستان إن المهاجمين التابعين لها نفذوا الهجوم، مضيفة أنه جاء انتقاما لإعدام أحد أعضائها. وفي وقت سابق قتل أكثر من 60 شخصا في هجوم على مسجد للشيعة في إقليم السند، حين كان المئات من الشيعة يؤدون صلاة الجمعة في بلدة شيكاربور بولاية السند في باكستان.
وأظهرت مشاهد التلفزيون جهود إنقاذ وسط حالة من الفوضى فيما كان المسعفون يكدسون الجرحى في السيارات وعلى الدراجات والعربات لنقلهم للمعالجة. وأعلن متحدث باسم جماعة جندالله المتشددة، وهي فصيل منشق عن طالبان -باكستان المسؤولية عن الهجوم. وقال أحمد مروت "نعلن المسؤولية عن الهجوم على الشيعة في شيكاربور بكل سرور".
وقال محبة علي ببلاني أحد سكان شيكاربور إن أربعة من أبناء عمومته وتتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاما، قتلوا في الهجوم فيما فقد صديقه خمسة أطفال جميعهم دون 13 عاما. وأضاف "خسر صديقي نظام الدين شيخ أبناءه الخمسة. أخذهم برفقته لأداء الصلاة وقد قتلوا جميعا في الهجوم". وتتصاعد الهجمات ضد الشيعة منذ سنوات في كراتشي وفي كويتا (جنوب غرب) ومنطقة باراشينار (شمال الغرب) وغيلغيت (اقصى شمال الشرق). بحسب فرانس برس.
وقتل نحو ألف شخص من الشيعة العامين الماضين في باكستان. وتبنت جماعة عسكر جنقوي السنية المتشددة العديد من تلك الهجمات. وحذر تقرير لمعهد السلام الأمريكي من أن الجماعات المسلحة الطائفية تزداد قوة في المناطق الريفية بالسند، الولاية التي كانت في منأى عن عدد كبير من أسوأ أعمال العنف التي هزت باكستان في السنوات العشر المنصرمة.
ويرى مراقبون ان هذه المنظمات المتشددة مدعومة من قبل الأموال الوهابية القادمة من السعودية للقضاء على الوجود الشيعي في الباكستان واستئصال الشيعة وتحويل الباكستان الى منطقة سنية مطلقة. ونفذت طالبان عددا من الهجمات في بيشاور بما فيها هجوم على مدرسة في شهر ديسمبر/كانون الأول والذي أدى إلى مقتل 150 شخصا، معظمهم من التلاميذ. وعمدت الحكومة ردا على الهجوم على المدرسة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية إذ أمرت بتشكيل وحدة مقاتلة مناهضة لحركة طالبان باكستان والسماح للمدرسين بحمل السلاح.
عمليات تستهدف الزوّار
الى جانب ذلك قتل 22 شيعيا لدى عودتهم من ايران حيث زاروا اماكن دينية واصيب 20 اخرون عندما انفجرت قنبلة في حافلة كانت تقلهم في ولاية جنوب غرب باكستان، بحسب مسؤولين. ووقع الانفجار في قرية درينغار على الطريق السريع الواصل بين باكستان وايران على بعد نحو 60 كلم غرب مدينة كويتا عاصمة ولاية بلوشستان.
وصرح مسؤول الحكومة المحلية شوكت شهواني ان "22 شخصا قتلوا واصيب 20 اخرون". واضاف ان 51 راكبا كانوا على متن الحافلة ساعة وقوع الانفجار وان مصير تسعة ركاب لا يزال غير معروف بسبب حجم الدمار الذي خلفه الانفجار. وصرح وزير داخلية الولاية اسد جيلاني انه لم يتضح على الفور نوع القنبلة التي استخدمت في الهجوم وما اذا كان الهجوم انتحاريا.
وقال ان حافلتين كانتا تسيران معا برفقة عربات امنية حكومية وان الانفجار استهدف احدى الحافلتين. وكان شخصان قتلا في هجوم مماثل في انفجار قنبلة استهدفت حافلة تحمل زوارا شيعة. ولم تعلن اية جهة مسؤوليتها عن الانفجار الا ان العنف الطائفي تصاعد في باكستان بعد عدة اشتباكات دموية بين جماعات سنية وشيعية قرب اسلام اباد في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي. وتقول جماعات متشددة مثل عسكر جنجوي إنها تقاتل لاقامة دولة سنية وإنه ليس أمام الشيعة سوى مغادرة البلاد أو أن يقتلوا. وكثير من الجماعات الطائفية محظور من الناحية النظرية لكن لا يزال زعماؤها يخطبون في التجمعات ويجرون مقابلات صحفية.
من جانب اخر قالت الشرطة إن ثمانية من الشيعة قتلوا واصيب اخر عندما فتح مسلحون النار على حافلة في اقليم بلوخستان المضطرب. ولم تعلن اي جهة مسوؤليتها عن الهجوم. وشنت جماعة عسكر جنجوي السنية المتطرفة العديد من الهجمات بالبنادق والقنابل على الهزارة في السابق. وكان الركاب عائدين من سوق للخضراوات عندما اعترض المسلحون طريق الحافلة.
وقال عمران قريشي وهو ضابط شرطة "صعد مسلحان إلى الحافلة وأطلقا النار". وقال ضابط كبير آخر يدعى أسد رضا إن جميع الضحايا من الشيعة. وأذاع التلفزيون صورا للحافلة ورجال الشرطة يطوقونها بعد الهجوم. وأعقب الهجوم انفجار استهدف سيارة تستخدمها قوات الأمن. وقالت الشرطة إن انفجار قنبلة زرعت في دراجة قريبة تسببت مقتل شخصين وإصابة 12. وقال قريشي "كان هدف الهجوم هو مركبة تتبع قوات الحدود التي كانت تقوم بدورية في المنطقة."
وقتل شخصان وأصيب ثلاثون في انفجار آخر في المدينة المضطربة قرب مركبة تنتمي لرجل الدين المقرب من طالبان مولانا فضل الرحمن رئيس حزب جمعية علماء الإسلام. وقال فضل الرحمن لقناة تلفزيونية خاصة "سيارتي المضادة للرصاص تضررت بشدة في الانفجار." وقال المسؤول الكبير بالشرطة أسد رضا "الأدلة في مسرح الجريمة تشير إلى انه كان تفجيرا انتحاريا." بحسب رويترز.
وقال وزير داخلية بلوخستان صرفراز بوجتي لقناة تلفزيونية خاصة "كان مولانا (فضل) الرحمن هدفا للهجوم." وقتل مئات من الشيعة في تفجيرات واطلاق نار في بلوخستان بجنوب غرب البلاد خلال السنوات القليلة الماضية. ويشكل الشيعة نحو خمس سكان باكستان الذي يبلغ عددهم نحو 180 مليونا. وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن أكثر من 800 شيعي قتلوا في هجمات في باكستان منذ بداية 2012 .
تحركات حكومية ضعيفة
في السياق ذاته اعلنت الطائفة الشيعية في اقليم بلوشستان الباكستاني (جنوب غرب) انها وافقت بعد لقاء مع الحكومة الفدرالية على دفن قتلاها الذين سقطوا في اعتداء ارهابي بعدما كانت ترفض ذلك لمطالبة الحكومة بالتحرك ضد مرتكبي الهجوم. وقد تظاهر الاف الاشخاص في كل انحاء باكستان للاحتجاج على الاعتداء الذي استهدف الاقلية الشيعية واوقع 24 قتيلا في بلوشستان. وعقد اكبر تجمع في كويتا عاصمة الاقليم حيث كان ذوو الضحايا يرفضون دفنهم تعبيرا عن احتجاجهم ولمطالبة الحكومة باتخاذ تدابير ضد المجرمين.
واخيرا وافقوا على دفنهم بعد وصول وفد من الحكومة الفدرالية من اسلام اباد برئاسة وزير الداخلية شودري نزار علي. وقال عبد الخالق هزارة رئيس الحزب الديموقراطي للهزارة وأحد قادة الطائفة الشيعية المحلية في ختام اللقاء "نشكر جميع الذين تظاهروا في البلاد تضامنا معنا وندعوهم الى وقف تحركاتهم بهدوء". واضاف ان ضحايا الاعتداء سيدفنون.
من جهته اعلن شودري نزار ان الحكومة ستشن بعملية للقبض على القتلة. واضاف ان "الارهابيين يصفون حساباتهم معنا" مؤكدا ان الحكومة ستقوم بكل ما في وسعها لإعادة الامن والسلام الى الاقليم، احد ابرز المناطق التي تشهد عمال عنف ضد الشيعة في هذا البلد المؤلف من اكثرية سنية.
وبدأ مئات من عناصر القوات الخاصة "كتيبة الحدود" والشرطة عملية تمشيط في المنطقة التي وقع فيها هجوم. وقال الناطق باسم كتيبة الحدود ان "حوالى 350 من ارفاد الكتيبة بدأوا عملية مستمرة واوقفنا حتى الآن 25 مشبوها". واعلنت مسؤوليتها عن اعتداء جماعة عسكر جنقوي وهي مجموعة سنية مسلحة متطرفة متحالفة مع تنظيم القاعدة. وتوجه الى عسكر جنقوي التي تعتبر الشيعة كفرة تهمة قتل مئات منهم منذ نشوئها في التسعينات. بحسب فرانس برس.
والمواجهات واعمال العنف بين السنة والشيعة ليست جديدة في باكستان. لكن اعدادا متزايدة من الشيعة يسقطون ضحايا. ويندرج الاعتداء في اطار عودة اعمال العنف في البلاد التي شهدت عددا كبيرا من الاعتداءات التي اعلنت مسؤوليتها عن قسم منها حركة طالبان الباكستانية، ابرز حركات التمرد في البلاد وهي مجموعة مسلحة متطرفة سنية متحالفة مع القاعدة وقرية من عسكري جنقوي. وتقلق اعمال العنف هذه المحللين ووسائل الاعلام المحلية في اسلام اباد التي تنتقد تردد حكومة تتأرجح بين اقتراح بالتفاوض مع المتمردين وتدخل عسكري لمعاقبتهم.
مركز آدم يدين الصمت الدولي
على صعيد متصل أدان مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات الموقف الدولي وبخاصة الغربي تجاه التصعيد الإجرامي البشع الذي تقوم به الجماعات الإرهابية في باكستان ضد الشيعة هناك. وقال المركز في بيان له (إن جريمة إزهاق أرواح الأطفال والشيوخ والنساء في باكستان أمام مرأى ومسمع جميع دول العالم وبشكل مستمر، يتم ارتكابها بدم بارد ودون أي ذنب أقترفه هؤلاء الضحايا سوى كونهم يعتقدون بمذهب معين ويسيرون على نهجه).
كما ذَكّرَ البيان الدول الحرة بمواثيق حقوق الإنسان الدولية التي تم اعتمادها من قبل المجتمع الدولي بالقول، (إن الإنسان هو الإنسان في أي مكان على وجه الأرض، سواء كان في فرنسا أو في أمريكا أو إفريقيا أو في جنوب شرق آسيا، وإن حرمة دمه والحفاظ على حياته هي ليست مسؤولية الدولة التي يعيش فيها فقط، بل هي مسؤولية المجتمع الدولي الذي يملك جميع وسائل الضغط على الدول التي تمول الإرهاب وتمده بجميع أسباب القوة).
وأضاف البيان، (إن دولاً تعدها الدوائر الغربية صديقة وحليفة لها، تعمل على دعم الإرهاب وتدافع عنه وتروج له، وإن المنبع الفكري للجماعات التكفيرية الإرهابية يكمن وجوده في تلك الدول من خلال المؤسسات الدينية التي تجمع له الأموال والقنوات التلفزيونية التي تحرض على العنف والإرهاب وقتل الأبرياء دون أن يطالها أي إجراء قانوني).
كما عَدَّ البيان الجرائم المتلاحقة ضد الشيعة في باكستان في الآونة الأخيرة بمثابة إبادة جماعية يتعرض لها أبناء تلك الطائفة داخل وطنهم. وطالب المركز في بيانه المجتمع الدولي القيام بواجباته في الدفاع عن حقوق الإنسان واحترام حرياته ومعتقداته الدينية وحقه في الأمن والحياة.
وفي بيان آخر أدان مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات النهج الطائفي والممارسات المشبوهة التي يتبعها النظام السعودي في باكستان، وقال المركز في بيان له، (إن السلطات السعودية قد تجاوزت كل القيم الدينية وتجاهلت جميع الدعوات الدولية الداعية للحد من التطرف في العالم، وذلك بمضيها في تغذية المدارس الدينية المتطرفة في باكستان رغم علمها بأن تلك المدارس تحرض على العنف وتدعو إلى الكراهية).
وأضاف المركز (إن السكوت على استمرار السلطات في السعودية على دعم تلك الجماعات يعني مزيداً من العنف والقتل وارتكاب أبشع الجرائم بحق الإنسانية).
وأشار المركز في بيانه إلى حقيقة الإسلام الراسخة بالاعتراف بالآخر وقبول الاختلاف الديني، بالقول (إن تعاليم الإسلام هي تعاليم سلام ومحبة وتسامح بين جميع بني البشر كما جاء في قوله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ"، وبذلك فإن تصرفات السلطات السعودية في دعمها للمدارس المتطرفة يُعَدّ دعما مباشراً للفكر التكفيري الذي يحرض على القتل والإرهاب).
وطالب المركز الدول التي تحارب الإرهاب والتطرف إلى رصد ومتابعة تلك المدارس ووضع إجراءات حازمة وكفيلة بمحاسبة جميع الدول والمنظمات والهيئات والمؤسسات الدينية التي تمول وتشجع وتروج للفكر الديني المتطرف كي تحيا جميع شعوب العالم بأمن وسلام، وأن أي جهود لخفض التمويل الخارجي للمدارس الدينية المتطرفة يجب أن يرافقه جهود مماثلة داخل باكستان.
وتتهم الولايات المتحدة المانحين في السعودية بتمويل الجماعات الإرهابية المتعاطفة مع المذهب السني المتشدد من الإسلام، وجاء في برقيات دبلوماسية مسربة لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في العام 2009 أن المانحين السعوديين "هم اكبر مصدر لتمويل الجماعات الإرهابية في العالم". واشارات التقارير الحقوقية الدولية الى قتل نحو ألف شخص من الشيعة العامين الماضين في باكستان.
يذكر إن آخر اعتداء وقع على أحد مساجد الشيعة في باكستان والذي قامت به مجموعة شديدة التسليح تابعة لحركة طالبان باكستان الإرهابية أثناء صلاة الجمعة في مدينة بيشاور شمال غرب البلاد، ما أدى إلى مقتل 20 شخصاً على الأقل، ووقع هذا الهجوم بعد أسبوعين على تفجير انتحاري استهدف مسجدا آخر للشيعة في جنوب باكستان أودى بحياة 61 شخصا، ليكون الهجوم الطائفي الأكثر دموية منذ شباط (فبراير) 2013، حيث قتل 89 شخصا في تفجير استهدف سوقا في مدينة كويتة في جنوب غرب البلاد، وقتل نحو ألف شخص من الشيعة العامين الماضين في باكستان.
اضف تعليق