مما لا شك فيه ان السجون صممت كوسيلة من وسائل الدول لحماية المجتمع من مخاطر العنف والجريمة التي يرتكبها المجرمين كما انها فاعلة لعقاب المجرمين وفصلهم عن المجتمع في مكان معزول لقضاء فترة عقوبتهم المفروضة عليهم نتيجة أفعالهم المشينة في حق المجتمع.
ان دور السجون من المفروض ان يكون دور إصلاحي وتكون تلك الأماكن صروح لتهذيب سلوك نفوس المجرمين وابعادهم عن التفكير في ارتكاب الجرائم مجددا ومن المفترض أيضا ان يخرج السجناء من السجون الى اشخاص مفيدين للمجتمع ولهم دورهم الفعال وذلك من خلال أعدادهم نفسيا للتعامل دون ارتكاب جرائم جديدة إذا عادوا للعالم الواقعي بعد خروجهم من السجن.
ولكن ليس كل السجون بهذا الشكل فهناك سجون تُعرف بوحشيتها في التعامل مع السجناء. وقد تكون في بعض الأحيان وسيلة للتعذيب والنيل من بعض الأشخاص لأسباب عديدة، بما يقود لانفجار هذه السجون عبر تبادل العنف والاجرام بين نزلائها، وأحيانا بينهم وبين سجانيهم.
تنتشر في العالم العديد من السجون الأشد عنفا بين نزلائها وبين سجانيها ومنها السجون في الولايات المتحدة الامريكية والتي غالبا ما يتنشر فيها الفوضى وغياب الرقابة الحكومية داخل السجون الامريكية ما يؤدي الى نشوب نزاعات وجرائم متعددة داخل قاعات السجون من قبل السجناء.
ففي ولاية أوهايو الأمريكية تمكن سجينان من صناعة جهازي كمبيوتر من تفكيك أجهزة معدة لبرنامج إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية وأخفى السجينان بعد ذلك في ظل غياب الإشراف الجهازين في سقف غرفة تدريب. واكتشف المحققون والطب الشرعي مجموعة من البيانات على الجهازين، من بينها تسجيلات مرور صادرة لسجناء، ومواد إباحية ومقالات تتعلق بصناعة المخدرات ومتفجرات وكروت إئتمان.
تتهم السجون الامريكية بانتشار حوادث العنف وتعدي حراس السجون بطريقة وحشية على السجناء وما يبرهن ذلك الحادثة التي وقعت في ولاية كنتاكي الامريكية فقد أدين حارسا سابقا بأحد السجون الامريكية بضرب سجين وتركه راقدا على وجهه مضرجا في دمائه إلى أن شاهد موظف آخر بالسجن الضحية وقام بنقله إلى مستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.
في السياق نفسه أعلن رئيس بلدية مدينة نيويورك بيل دي بلازيو إن مجمع سجون رايكرز أيلاند الضخم بمدينة نيويورك سيُغلق خلال فترة تقل عن عشر سنوات قائلا إن تراجع مستويات الجريمة مهد الطريق أمام إغلاق هذا المجمع الذي شابته حالات عنف حظيت بتغطية واسعة من بينها اتهامات بتعدي حراس السجن بوحشية على النزلاء.
اما عن طرق التعذيب التي يستخدمها السجانين مع السجناء ففي الولايات المتحدة تختلف عن البقية. فوسيلة حرمان السجناء من الطعام كطريقة للعقاب تستخدمها اغلب السجون في العالم مع السجناء لكن في الولايات المتحدة الطريقة مختلفة حيث تقوم إدارة السجون بأعداد طعام تشمئز منه الانفس وتجبر السجناء على تناوله كوسيلة عقابية على سوء السلوك.
أضافة الى ذلك ان السجون في الولايات المتحدة الامريكية وبحسب رأي الخبراء انها غير مناسبة لكي يبقى فيها السجناء مدة طويلة كما في سجن خليج جوانتنامو المقام على قاعدة بحرية أمريكية في كوبا ويحتوي على 41 شخصا فقط بعد ان كان عددهم عندما تولى الرئيس السابق باراك أوباما الحكم 242 محتجزا.
فقد رفع أربعة محامون يعملون في سجن خليج جوانتنامو دعوى ضد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بتهمة تعريضهم لمخاطر عالية للإصابة بالسرطان وغيره من المتاعب الصحية من خلال إجبارهم على العمل في أماكن بها مستويات عالية من التلوث.
من جهة أخرى هنالك اهمال في تحقيقات الشرطة الامريكية أيضا مع السجناء ما يؤدي الى سجن شخص برئ مكان اخر لمدة 17 عام فقط لانه يشبه المجرم الحقيقي حادثة اثارت الرأي العام الامريكية والمضحك المبكي في الموضوع ان الشرطة بررت الخطأ ليس عليها وانما على التشابة الكبير بين الرجلين.
جريمة ارتكبها شبيهه
أطلق سراح رينشار أنتوني بعد اعتقال المجرم الحقيقي وتأكيد الشهود أنهم لا يستطيعون التفرقة بين الرجلين بسبب التشابه الكبير. وقررت المحكمة إطلاق سراح ريتشارد بسبب عدم وجود أدلة لإدانته. وقال ريتشارد إنه كان يشعر باليأس من العثور على المجرم الحقيقي بعدما قضى 17 عاما من فترة العقوبة التي صدرت بحقه وهي السجن لمدة 19 عاما.
وأدين ريتشارد بالسرقة بناء على شهود العيان في عام 1999 وبعدها رفضت المحكمة جميع الطعون التي تقدم بها. وفي عام 2015 استعان ريتشارد بمجموعة من المحققين تساعد المدانين الذين يدعون ببراءتهم وتسمى "مشروع ميدويست إينوسينس". وقال ريتشارد للمحققين إنه سمع بوجود شخص يشبهه كثيرا خلال فترة سجنه يدعى ريكي وبعد البحث استدلوا عليه ليقدموه إلى الشرطة ويحصل ريتشارد على البراءة.
وقال ريتشارد "بعدما رأيت صورته شعرت بالصدمة وفهمت ما حدث". وجرت إدانة ريتشارد بناء على شهود العيان فقط ولم يكن هناك أي دليل آخر تعتمد عليه هيئة المحلفين التي أدانته.
سجن جوانتنامو: مخاطر الإصابة بالسرطان
من جانب اخر تضمنت دعوى تقدم بها محامون يعملون في سجن خليج جوانتنامو أن البحرية الأمريكية لم تحقق بشكل كاف فيما إذا كانت المخاطر البيئية في مجمع كامب جاستس لها صلة بتسع حالات سرطان ظهرت فيه منذ افتتاحه عام 2008. وأضافت أنه بإصرارها على أن المجمع آمن رغم وجود "مواد مسرطنة" فيه مثل الفورمالديهايد والزئبق فإن البحرية الأمريكية وضعت المحامين في خيار "صعب للغاية" بين الحفاظ على صحتهم والدفاع عن موكليهم. وقال متحدث باسم البنتاجون إنه لا يناقش أي دعاوى قضائية.
ورفع الدعوى في المحكمة الاتحادية في واشنطن كل من الميجر ماثيو سيجر وهو محام عسكري والمحامون المدنيون شيريل بورمان وإدوين بيري ومايكل شوارتز. ويمثل جميعهم وليد بن عطاش وهو يمني مشتبه بأنه أدار معسكرا لتنظيم القاعدة ومتهم بالمساعدة في تدبير هجوم الحادي عشر من سبتمبر أيلول عام 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع (البنتاجون) خارج واشنطن. وفق رويترز.
ويسعى المحامون للحصول على إنذار قضائي يلزم البنتاجون بتوفير أماكن إقامة تحميهم من "المخاطر المعلومة وغير المعلومة" للعمل في كامب جاستس. ولم تفلح محاولات الديمقراطيين لإغلاق هذا السجن. كما قال الرئيس الحالي دونالد ترامب المنتمي للجمهوريين إنه يرغب في استمرار وجوده وإرسال سجناء آخرين إليه.
أكلة "نوترا لوف": عقاب السجناء
في نفس الموضوع تستخدم بعض السجون حول العالم العديد من الوسائل العقابية للسجناء على سوء السلوك وعدم اتباع الأنظمة والقوانين. وفي بعض السجون في الولايات المتحدة الأمريكية تلجأ إلى وسيلة عقابية غير تقليدية، من خلال إجبار السجناء على تناول طبق طعام مثير للإشمئزاز، بحسب صحيفة ميرور البريطانية.
ويسمى هذا الطبق "نوترا لوف" وهو أشبه برغيف من الخبز مصنوع من مكونات طبيعية، لكن طعمه مثير للاشمئزاز وينفر منه السجناء لكنهم يجبرون على تناوله عقابًا لهم. ويرجع ذلك لمكوناته المتنوعة، يمكن أن يزود هذا الرغيف الجسم بنحو 1.110 سعرة حرارية نتيجة تناوله بشكل يومي.
ولا يزال هذا الطبق يستخدم كوسيلة عقابية على سوء السلوك في عدد من السجون في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن في ذات الوقت ينحسر بشكل تدريجي في عدد من الولايات، نتيجة الإجراءات القانونية ضد هذه الطريقة المثيرة للجدل.
سجون رايكرز أيلاند: تشوبه اعمال عنف
من جهته أعلن رئيس بلدية مدينة نيويورك بيل دي بلازيو إن مجمع سجون رايكرز أيلاند الضخم بمدينة نيويورك سيُغلق خلال فترة تقل عن عشر سنوات قائلا إن تراجع مستويات الجريمة مهد الطريق أمام إغلاق هذا المجمع الذي يواجه مشكلات. ويأتي قرار بلازيو الديمقراطي بعد تراجع بنسبة تسعة بالمئة في معدل الجريمة بشكل عام في مدينة نيويورك خلال ثلاث سنوات بل وتراجع أكبر في عدد السجناء.
جاء إعلان دي بلازيو في الوقت الذي تستعد فيه لجنة مؤلفة من 27 عضوا تقوم بدراسة رايكرز أيلاند منذ أكثر من عام للكشف عما توصلت إليه من نتائج. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن اللجنة ستوصي بخطة يبلغ حجمها 10.6 مليار دولار لإغلاق رايكرز واستبداله بسجون أصغر في كل حي من أحياء المدينة الخمسة. وفق رويترز.
وقالت اليزابيث جليزر التي ترأس مكتب العدالة الجنائية بمكتب رئيس بلدية نيويورك إن عدد السجناء في نيويورك تراجع من أكثر من 11 ألف سجين قبل ثلاث سنوات إلى 9300 سجين معظمهم في رايكرز أيلاند. وقال دي بلازيو إنه يتعين تراجع عدد السجناء إلى خمسة آلاف لإغلاق رايكرز الذي شابته حالات عنف حظيت بتغطية واسعة من بينها اتهامات بتعدي حراس السجن بوحشية على النزلاء.
سجن كنتاكي ريفر: القوة المفرطة
اما في ولاية كنتاكي الامريكية أدين حارسا سابقا بأحد سجون بضرب سجين وتركه راقدا على وجهه مضرجا في دمائه إلى أن شاهد موظف آخر بالسجن الضحية وقام بنقله إلى مستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. وقالت وزارة العدل الأمريكية في بيان إن هيئة محلفين اتحادية تداولت لمدة ساعة ونصف قبل إصدار حكمها في ساعة متأخرة ضد وليام هاول وهو نائب سابق لقائد سجن كنتاكي ريفر ريجونال في بلدة هازارد. وفق رويترز.
وأدانت الهيئة هاول باستخدام القوة المفرطة وبتجاهل إصابات السجين ويواجه حكما بالسجن عشر سنوات لكل من التهم الجنائية الموجهة إليه عندما يصدر عليه الحكم في 16 أغسطس آب في محكمة اتحادية في لندن بولاية كنتاكي. وقام هاول(60 عاما) وحارس آخر بضرب النزيل لاري ترينت (54 عاما) في التاسع من يوليو تموز 2013 بعد احتجازه بتهمة القيادة وهو مخمور.
سجن ولاية أوهايو: إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية
هذا وقد استطاع سجينان في ولاية أوهايو الأمريكية صناعة جهازي كمبيوتر من تفكيك أجهزة معدة لبرنامج إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية السجن. وأخفى السجينان بعد ذلك في ظل غياب الإشراف الجهازين في سقف غرفة تدريب. وعثر المحققون على برامج ومواد إباحية ومقالات تتعلق بصناعة مخدرات ومتفجرات محفوظة على الجهازين. وفق وكالة BBC الإخبارية.
وكان فريق تكنولوجيا المعلومات قد اكتشف نشاطا غير عادي على الإنترنت صادرا من حساب أحد المتعهدين الذين يتعاملون مع السجن. وكانت الأجهزة قد عثر عليها في عام 2015، غير أن القضية لم يعلن عنها إلا في الآونة الأخيرة. ونشر مكتب المفتش العام في ولاية أوهايو تقريرا عن الحادث وأرسله إلى لجنة الأخلاق في أوهايو والمسؤولين المحليين.
وأظهرت التحقيقات خرق أحد موظفي تكنولوجيا المعلومات سياسات حماية مشهد الجريمة.
وقالت إدارة أوهايو للتأهيل والإصلاح في بيان: "سنراجع بدقة التقارير وسوف نتخذ خطوات إضافية ضرورية لحماية هذه الأشياء وعدم تكرار حدوثها
اضف تعليق