احتفل العالم بعيد العمل بداية الشهر الحالي ونزل الملايين في مظاهرات ومسيرات في عدة دول تحت مختلف الشعارات، لكن تحولت الاحتفالات بعيد العمال العالمي إلى مواجهات وصدامات بين متظاهرين والشرطة في إسطنبول وباريس. ففي إسطنبول أعلنت السلطات توقيف 200 شخص فيما أسفرت المواجهات في باريس عن إصابة عدد من أفراد الشرطة.
وفي فنزويلا، تتخذ التظاهرة التي دعت إليها المعارضة في ذكرى مرور شهر على بدء تعبئتها، شكل تحد للرئيس مادورو، وبعد شهر على إطلاق موجة الاحتجاجات للمطالبة بانتخابات جديدة وتنحي الرئيس الاشتراكي، أعلن معارضو التشافية (نسبة إلى الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، 1999-2013) عن مسيرة في الولايات الـ24 وكذلك في العاصمة كراكاس نحو مباني المحكمة العليا والهيئة الانتخابية.
وفي اليونان، أحيت نقابات العمال مناسبة الأول من أيار/مايو بمسيرات وإضراب مدته 24 ساعة احتجاجا على تدابير التقشف الجديدة في مقابل استمرار تلقي القروض الدولية، وتظاهر حوالى عشرة آلاف شخص في أثينا و3500 في تسالونيكي حسب ما أعلنت الشرطة، وأصدرت نقابة العاملين في القطاع العام التي تحظى بنفوذ بيانا يؤكد أن "الحكومة والدائنين يمارسون ضغوطا شديدة على الشعب والعمال منذ سبع سنوات".
وكانت النقابات دعت الخميس إلى إضراب عام في 17 أيار/مايو احتجاجا على إجراءات التقشف الجديدة، وإثر ضغوط من دائنيها (الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي)، وافقت الحكومة في نيسان/أبريل على خطوة تقشف جديدة بقيمة 3,6 مليار يورو من خلال خفض معاشات التقاعد العام 2019 وزيادة الضرائب عام 2020.
في إسطنبول، استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع الاثنين لتفريق مجموعة من حوالى مئتي متظاهر كانت تسعى للتوجه إلى ساحة تقسيم بوسط المدينة بمناسبة الأول من أيار/مايو رغم حظر السلطات التظاهر في هذه الساحة، حسبما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.
ويحل عيد العمل في تركيا وسط توتر بعد أسبوعين على استفتاء قضى بتعزيز صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان لكن المعارضة ترفض نتائجهـ وكانت مجموعة المتظاهرين التي تم تفريقها وضمت مجموعات يسارية مختلفة، رفعت لافتات تحمل شعارات معادية للحكومة مثل "يحيا الأول من أيار/مايو، لا للديكتاتور!" وذكر صحافي فرانس برس أن الشرطة اعتقلت واحدا من المتظاهرين على الأقل.
تنظم الحكومة الكوبية مسيرتها التقليدية بمناسبة عيد العمل في ساحة الثورة في هافانا وستكون الأخيرة في حكم الرئيس راوول كاسترو والأولى منذ رحيل زعيم الثورة فيدل كاسترو، ويشارك مئات آلاف الكوبيين في مسيرة في ساحة الثورة وسط الأعلام الحمراء والبيضاء والزرقاء وصور كاسترو.
وتوفي زعيم الثورة الكوبية في تشرين الثاني/نوفمبر فيما أعلن شقيقه راوول كاسترو أنه سيتنحى في شباط/فبراير 2018 بعد أكثر من عقد في السلطة، وعمد راوول كاسترو بحذر إلى القيام بخطوات انفتاح في الاقتصاد الذي تديره الدولة وتقوية العلاقات الخارجية للبلاد خصوصا عبر معاودة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، لكن مسيرة توحي بانتهاء حقبة. ومن غير الواضح من سيخلف راوول كاسترو السنة المقبلة، وتشير تكهنات إلى أنه سيكون ميغيل دياز كانيل (56 عاما) نائب رئيس مجلس الدولة الذي يتولى حقائب وزارية ومهمات حزبية لكن ينقصه دعم الجيش الذي يعتبر أساسيا.
مسيرات في أمريكا في عيد العمال تحتج على سياسة ترامب بشأن الهجرة
نظمت نقابات عمالية وجماعات مدافعة عن المهاجرين مسيرات بمناسبة عيد العمال في مدن أمريكية ويتوقع المنظمون وصول المظاهرات لذروتها في وقت متأخر من النهار مع استهداف المنظمين سياسات الهجرة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال نشطاء إنهم يستهدفون أن تكون الاحتجاجات الأكبر ضد سياسة الهجرة منذ تنصيب ترامب في 20 يناير كانون الثاني، وشارك 500 محتج في وقت سابق في مسيرة بوسط مانهاتن في نيويورك وأمام مكاتب بنكي ويلز فارجو وجيه.بي مورجان وألقي القبض على 12 منهم وفقا للمتحدث باسم جماعة (ميك ذا رود تو نيويورك) المدافعة عن المهاجرين والتي تزعم وصول عدد أعضائها إلى 20 ألفا، وقال خوسيه لوبيز المدير المشارك بالجماعة "الرسالة اليوم هي وقف تمويل منشآت احتجاز المهاجرين".
وشهدت فرنسا وتركيا احتجاجات بمناسبة عيد العمال أيضا وشابتها اشتباكات مع الشرطة، وفي المساء يتوقع المنظمون أن يتجمع آلاف المتظاهرين في ميدان فولي بمانهاتن حيث ستنظم عروض موسيقية وسيلقي نقابيون ومهاجرون يقيمون في البلاد بشكل غير مشروع كلمات، وفي لوس انجليس يتوقع المنظمون أن يتجمع عشرات الآلاف في الصباح في متنزه ماك آرثر قبل مسيرة إلى وسط المدينة لتنظيم تجمع حاشد أمام مجلس البلدية.
وجرى تعزيز الإجراءات الأمنية في سياتل تحسبا لأي محتجين يحملون أسلحة بعد واقعة إطلاق رصاص في يناير كانون الثاني أمام موقع إحدى الفعاليات السياسية وحادث وقع خلال عيد العمال العام الماضي عندما ألقى محتج زجاجة حارقة دون أن يشعلها على الشرطة، وقال بعض مؤيدي ترامب أيضا إنهم سيخرجون في مسيرات في عيد العمال. وقال النشط جوي جيبسون إنه ومحافظين آخرين سيسافرون إلى سياتل للتصدي لمن وصفهم بجماعات شيوعية ومناهضة للفاشية، وقال جيبسون "سنذهب إلى هناك لتشجيع الآخرين خاصة المحافظين".
الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في عيد العمال باسطنبول
قال شاهد من رويترز إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية لتفرقة مجموعة من المتظاهرين في عيد العمال في اسطنبول يوم الاثنين واعتقلت السلطات 165 شخصا في احتجاجات في أنحاء مختلفة من المدينة.
والاحتجاجات في عيد العمال بتركيا حدث سنوي وشهدت في الماضي اشتباكات واسعة بين الشرطة والمتظاهرين، ومن المتوقع أن تكون الاحتجاجات أقل العام الحالي بعد أن قالت النقابات إنها لن تحاول تنظيم مسيرة إلى ميدان تقسيم الذي يعد نقطة تجمع تقليدية للاحتجاجات المناهضة للحكومة وأُعلن غلقه أمام المتظاهرين.
وعززت الشرطة وجودها في أنحاء المدينة وحلقت طائرات هليكوبتر في سمائها. والتوترات متزايدة بعد الموافقة بفارق ضئيل في استفتاء أجري الشهر الماضي على تعديلات دستورية تمنح الرئيس رجب طيب إردوغان سلطات جديدة واسعة.
وفي حي مجيدي كوي استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية لتفرقة مجموعة من المحتجين حاولوا القيام بمسيرة صوب ميدان تقسيم. وكانوا يرددون "تقسيم لنا وسيظل لنا"، وقالت وكالة دوجان للأنباء إنه تم اعتقال اثنين من المتظاهرين تمكنا من الوصول إلى الميدان بعد أن رفعا لافتة.
وفي بشيكطاش، حيث استخدمت الشرطة مدافع المياه قبل عامين لتفريق متظاهرين يرشقونها بالحجارة في عيد العمال، تم القبض على العشرات لمحاولتهم التوجه إلى ميدان تقسيم، وقالت شرطة اسطنبول في بيان "جرى اعتقال 165 شخصا في المجمل" مضيفة أن معظم المحتجزين خرجوا في مسيرات دون تصريح وحملوا لافتات وملصقات.
وذكرت الشرطة أنه جرى اعتقال 18 شخصا آخرين، يشتبه في أنهم كانوا يخططون لأعمال استفزازية تفضي لاشتباكات، خلال مداهمات في أربعة أحياء باسطنبول، وأضافت أنه جرت مصادرة ألعاب نارية و85 قنبلة حارقة وأقنعة ولافتات غير قانونية خلال تلك المداهمات، وتقول جماعات حقوق الإنسان وبعض حلفاء تركيا الغربيين إن أنقرة كبحت حرية التعبير بشكل كبير وحقوقا أساسية أخرى في إطار حملة القمع التي تلت محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي.
مسيرات واضراب احتجاجا على اقتطاعات جديدة في اليونان
أحيت نقابات العمال في اليونان الاثنين مناسبة الاول من ايار/مايو بمسيرات وإضراب مدته 24 ساعة احتجاجا على تدابير التقشف الجديدة في مقابل استمرار تلقي القروض الدولية، وأصدرت نقابة العاملين في القطاع العام التي تحظى بنفوذ بيانا يؤكد ان "الحكومة والدائنين يمارسون ضغوطا شديدة على الشعب والعمال منذ سبع سنوات" في حين من المتوقع انطلاق تظاهرات في أثينا وغيرها من المدن الكبرى. بحسب فرانس برس.
وكانت النقابات دعت الخميس إلى إضراب عام في 17 ايار/مايو احتجاجا على اجراءات التقشف الجديدة، واثر ضغوط من دائنيها (الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي)، وافقت الحكومة في نيسان/أبريل على خطوة تقشف جديدة بقيمة 3,6 مليار يورو من خلال خفض معاشات التقاعد العام 2019 وزيادة الضرائب عام 2020.
وينبغي الحصول على موافقة البرلمان لاقرار هذه التدابير في منتصف ايار/مايو في حين تأمل الحكومة في التوصل إلى اتفاق شامل في 22 من الشهر ذاته خلال اجتماع لوزراء مالية منطقة اليورو، وأعلن مصدر حكومي ان أثينا ودائنيها يحرزون تقدما باتجاه التوصل إلى اتفاق مبدئي، ونقلت وكالة الانباء الرسمية عنه قوله "هناك أربع ملفات للقضايا المهمة و4 أو 5 اخرى لقضايا بسيطة" ما يزال يتعين معالجتها.
وكان وزير المالية الالماني وولفغانغ شويبله اشار الاحد للصحف الألمانية الى احتمال التوصل إلى اتفاق شامل في 22 ايار/مايو "في حال احترمت الحكومة (اليونانية) جميع الاتفاقات"، وأضاف "لقد حققت اليونان تقدما، وآخر الأرقام كانت إيجابية (...) لكن الحكومة لم تحترم جميع الاتفاقات"، وكانت اليونان توصلت مع دائنيها إلى اتفاق لدفع الشريحة الثالثة من قرض بقيمة 86 مليار دولار في تموز/يوليو 2015.
لكن صندوق النقد الدولي الذي يعترض على الأهداف المالية التي حددتها منطقة اليورو لليونان، يربط مساهمته المالية في الدفعة الثالثة من المساعدات بالقيام ببادرة تجاه أثينا، في حين تعارض المانيا ذلك، وترغب اليونان في التوصل في أقرب وقت ممكن إلى اتفاق مع دائنيها لأن البلد بحاجة الى شريحة جديدة من القرض لدفع مستحقات حجمها سبعة مليارات يورو في تموز/يوليو.
الانتخابات الرئاسية تلقي بظلالها على مظاهرات عيد العمال في العاصمة الفرنسية
شهدت أنحاء مختلفة من فرنسا مظاهرات نقابية احتفالا بعيد العمال، ولكنها هذا العام كانت بطابع مختلف بسبب الانتخابات الرئاسية التي ألقت بظلالها على مسيرات المحتجين. وقد نظم المرشحان الرئاسيان إيمانويل ماكرون ومارين لوبان تجمعات انتخابية وهاجم كل منهما خصمه، نظم المرشحان للانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبان وإيمانويل ماكرون تجمعات متواجهة الاثنين قبل ستة أيام من الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، في خضم احتفالات فرنسا بعيد العمال العالمي الذي تتخلله عادة مظاهرات نقابية.
ودعت لوبان، مرشحة اليمين المتطرف، في خطاب شديد اللهجة الفرنسيين إلى "التصدي للوقاحة وسيادة المال" متهمة خصمها بأنه "مرشح النظام"، بعدما عمل مصرفيا ثم وزيرا لدى الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند.
قبل التجمع وضع قياديو حزب لوبان "الجبهة الوطنية" إكليلا من الزهور على نصب جان دارك في باريس تكريما "لحبها للوطن"، كما يفعل هذا الحزب المناهض لأوروبا وللهجرة في كل عيد عمال، في الوقت نفسه كان ماكرون يضع الزهور على لوحة تكريمية لذكرى مغربي شاب قتل في باريس بيد ناشطين مقربين من اليمين المتطرف في 1995 على هامش تجمع سياسي لجان ماري لوبان، والد مارين والمشارك في تأسيس حزبها في 1972، ويسعى ماكرون (39 عاما) المؤيد لأوروبا إلى التموضع في ميدان "القيم" التي يريد تجسيدها في مواجهة اليمين المتطرف، فيكثف التكريمات ضمن موضوع مكافحة التطرف و"الهمجية" اللذين طبعا الحرب العالمية الثانية، ويشهد الفارق بين المرشحين تراجعا، مع نسب 59% من نوايا الأصوات لماكرون مقابل 41% لمارين لوبان التي تقود منذ سنوات إستراتيجية الابتعاد عن تصريحات والدها المعادية للسامية والأجانب.
واندلعت صدامات بين شبان مقنعين وقوات الأمن في باريس الاثنين، وأسفرت عن إصابة اثنين من عناصر الشرطة بجروح، كما ذكرت مديرية الشرطة، على هامش مسيرة بمناسبة عيد العمال، وقالت الشرطة إن "أفرادا ملثمين ومقنعين ألقوا مقذوفات وزجاجات مولوتوف على قوات الأمن" التي ردت "باستخدام قنابل مسيلة للدموع"، وأوضحت أن اثنين من عناصر الشرطة قد أصيبا بجروح.
وجرت المسيرة بدعوة من أربع نقابات، وسارت تحت لافتة كتب عليها "لا للتراجع الاجتماعي الذي يشكل تربة خصبة لليمين المتطرف". وأجبرت على التوقف مرات عدة بسبب قيام متظاهرين كانوا إلى جانب التظاهرة برشق الشرطة بالمقذوفات وزجاجات المولوتوف، وخلافا لما حصل عام 2002 لدى الاستعداد للدورة الثانية عندما توحدت النقابات بمواجهة مرشح الجبهة الوطنية جان ماري لوبان، فإنها اليوم، ولو كانت متفقة على عدم تأييد ابنته مارين لوبان، لم تصدر موقفا موحدا بتأييد منافسها إيمانويل ماكرون.
فمن جهة، دعت كل من "الكونفيدرالية الفرنسية الديموقراطية للعمل" (سيه إف ديه تيه)، و"الاتحاد الوطني للنقابات المستقلة"، إلى التصويت للمرشح إيمانويل ماكرون في الدورة الثانية في 7 أيار/مايو.
مقابل ذلك، هناك "الكونفيدرالية العامة للعمل" (سيه جيه تيه) و"الفيدرالية النقابية الموحدة" واتحاد "متضامنون" و"القوة العاملة" (إف أو)، وهم أربعة تنظيمات نقابية أكثر ميلا إلى اليسار، دعت الثلاثة الأولى إلى "تشكيل سد" بوجه مارين لوبان، بدون الدعوة صراحة إلى التصويت لمرشح حركة "إلى الأمام!"، فيما امتنعت "القوة العاملة" عن إعطاء تعليمات، التزاما منها بنهج الاستقلال عن الأحزاب السياسية الذي تتبعه تقليديا.
إصابة أفراد من شرطة باريس أثناء اشتباكات مع محتجين في عيد العمال
قالت الشرطة الفرنسية إن أحد أفرادها أصيب بحروق خطيرة كما جرح اثنان آخران في اشتباكات خلال مظاهرة بمناسبة عيد العمال في باريس حيث ألقى المحتجون قنابل حارقة ومقذوفات أخرى على الشرطة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية أفراد الشرطة وهم يحاولون إطفاء النيران التي أمسكت بدروعهم والغاز المسيل للدموع الذي ملأ شوارع حول ساحة الباستيل في باريس، وحل عيد العمال هذا العام قبل أقل من أسبوع على الجولة الأخيرة من انتخابات الرئاسة التي يختار فيها الناخبون بين مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان والمرشح الوسطي إيمانويل ماكرون.
وسعت بعض النقابات العمالية والناشطون اليساريون إلى جعل المناسبة يوما للتضامن ضد حزب الجبهة الوطنية وتكرار احتجاجات وقعت في 2002 عندما كان جان ماري لوبان والد المرشحة اليمينية مرشحا بالانتخابات، وعبرت مارين لوبان في رسالة على تويتر عن دعمها لرجال الشرطة المصابين وقالت إن الحادث سلوك غير مقبول لا ترغب في رؤيته مجددا في الشوارع الفرنسية.
انتقادات متبادلة بين ماكرون ولوبان في عيد العمال
تبادل إيمانويل ماكرون المرشح الرئاسي الوسطي الأوفر حظا في انتخابات الرئاسة الفرنسية الانتقادات مع منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان في العاصمة باريس في عيد العمال يوم الاثنين مع دخول السباق الرئاسي المحتدم أسبوعه الأخير.
وسعى ماكرون لليوم الثالث على التوالي لتصوير لوبان مرشحة حزب الجبهة الوطنية على أنها متطرفة فيما رسمت لوبان صورة له بوصفه نسخة من الرئيس الحالي فرانسوا أولوند الذي تولى ماكرون وزارة الاقتصاد في ظل رئاسته بين عامي 2014 و2016، ويظهر أحدث استطلاع للرأي أن ماكرون يتفوق على لوبان بنسبة تأييد تبلغ 61 بالمئة مقابل 39 بالمئة لها قبل الجولة الثانية المقررة يوم الأحد إذ يختار الفرنسيون بين رؤية ماكرون لتعزيز الاندماج مع الاتحاد الأوروبي ودعوة لوبان للحد من الهجرة وخروج فرنسا من التكتل.
وقال ماكرون المرشح المستقل الذي يحظى بدعم حزب "إلى الأمام" الذي أسسه قبل عام "سأقاتل حتى اللحظة الأخيرة ليس فقط برنامجها وإنما أيضا فكرتها عن الديمقراطية والجمهورية الفرنسية"، وأدلى بالتصريحات بعدما أحيا ذكرى غرق شاب مغربي في نهر السين بباريس قبل 22 عاما بعد أن ألقى به مجموعة من الشبان المتطرفين في مياه النهر على هامش مسيرة للجبهة الوطنية بمناسبة عيد العمال كانت بقيادة جان ماري والد لوبان.
وقالت مرشحة الجبهة الوطنية خلال تجمع انتخابي بضاحية فيلبينت شمالي باريس "إيمانويل ماكرون ليس إلا فرانسوا أولوند يريد أن يبقى ويتمسك بالسلطة"، ودعت لوبان إلى استعادة فرنسا "استقلالها" من الاتحاد الأوروبي لكنها لم تأت على ذكر اقتراحها بإسقاط التعامل باليورو وهو البند الأقل شعبية في برنامجها الانتخابي والذي لم تسلط عليه الضوء في الآونة الأخيرة، وعملت لوبان عندما تولت زعامة الجبهة الوطنية لتطهير الحزب مما علق به في الأذهان من ارتباط بالخوف من الأجانب ومعاداة السامية حتى يلقى قبولا بين جمهور أوسع. وأضافت في مطلع الأسبوع أنها لم تعد على اتصال بوالدها وأنها غير مسؤولة عن "تصريحاته غير المقبولة"، وفي مسيرات في باريس ومرسيليا وغيرهما سعى عدد من رؤساء النقابات المهنية والناشطين اليساريين إلى تحويل يوم عيد العمال إلى مناسبة للتعبير عن التضامن الوطني ضد الجبهة الوطنية في مشهد مماثل لذلك الذي ساد فرنسا عام 2002 عندما نجح أيضا والدها جان ماري لوبان في الوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية قبل أن يلقى خسارة ساحقة أمام جاك شيراك.
وأدت الانتخابات الفرنسية المحتدمة إلى استقطاب في فرنسا وكشفت عن إحساس بالغضب من العولمة والنخب السياسية مماثل للغضب الذي أدى لفوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية وتصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، غير أن اتحادات أخرى مثل اتحاد (سي.جي.تي) العمالي الذي يتمتع بنفوذ كبير رفض دعم ماكرون صراحة ونظم مظاهرات منفصلة.
وستكون هذه المرة الأولى في فرنسا التي ينتخب فيها رئيس لا ينتمي إلى الأحزاب السياسية الرئيسية بعد هزيمة مرشحي الاشتراكيين وحزب الجمهوريين المحافظ في الجولة الأولى من التصويت في 23 أبريل نيسان، وقالت لوبان في خطابها في إشارة إلى خطتها لتنظيم استفتاء بشأن وضع فرنسا في الاتحاد الأوروبي "الشعب الفرنسي سيقرر"، وأضافت لمؤيديها "أريد أن تسترد فرنسا استقلالها عبر التفاوض مع بروكسل على عودة سيادتنا".
زوما يضطر لمغادرة تجمع بمناسبة عيد العمال بسبب صيحات استهجان
اضطر رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما لمغادرة تجمع بمناسبة عيد العمال سريعا يوم الاثنين بعدما ثار جو من الصخب وسط العمال الذين كان من المقرر أن يلقي كلمة أمامهم وردد بعضهم صيحات استهجان وشعارات ضده.
وألغى الاتحاد العمالي كوستاتو المنظم للمؤتمر كلمة زوما وكلمات أخرى بعدما أظهر تصوير تلفزيوني مباشر مناوشات بين الحضور من المؤدين والمعارضين لزوما على ما يبدو، وظهر في التصوير التلفزيوني زوما وهو يغادر المنصة مع مرافقيه ويترك المؤتمر الذي عقد في مدينة بلومفونتين، كان الاتحاد العمالي وهو حليف سياسي رئيسي لحزب المؤتمر الحاكم طالب الرئيس الشهر الماضي بالتنحي بعد إقالته وزير المالية مما أثر بالسلب على تصنيف البلاد الائتماني، وشارك عشرات الآلاف من المحتجين في مسيرات تطالب باستقالة زوما لكن الحزب رفض تلك الدعوات وذلك قبل مؤتمرين له هذا العام أحدهما لرسم خريطته السياسية والآخر لاختيار خليفة لزوما لقيادة الحزب في الانتخابات العامة عام 2019.
عمال شركة فريبورت بإندونيسيا ينظمون تجمعا حاشدا ببداية إضراب مزمع
قال آسر جوباي القيادي بنقابة للعمال في إندونيسيا إن الآلاف من العاملين في وحدة فريبورت مكموران بإندونيسيا نظموا تجمعا حاشدا قرب منجمها في بابوا يوم الاثنين احتجاجا على تسريح عمال بسبب خلاف على العقود مع الحكومة.
وتمثل النقابة ثلث القوة العاملة وقوامها 32 ألف شخص وأرسلت مذكرة إلى فريبورت يوم الاثنين تهدد بالإضراب عن العمل في منجم جراسبيرج ثاني أكبر منجم للنحاس في العالم بداية من الأول من مايو أيار وحتى نهاية الشهر.
وتحاول فريبورت زيادة الإنتاج والصادرات في جراسبيرج بعد التوصل لاتفاق مؤقت مع الحكومة في أعقاب توقف دام 15 أسبوعا يتعلق بقواعد التعدين الجديدة ولكن العملاء يشعرون بالقلق من أن تؤثر الإضرابات على الإمدادات، وسرحت فريبورت نحو عشرة بالمئة من قوتها العاملة وحذرت من أنها قد تسرح خمسة آلاف آخرين لإيقاف الخسائر مما أثار احتجاجات من العمال، وقال جوباي "ما زلنا ننتظر. لدينا نية التعامل بشكل شفاف وعادل كي نحل المشكلة. لا نريد بحق أن يكون هناك إضراب" مضيفا أن نحو ثمانية آلاف عامل شاركوا في التجمع الحاشد في تيميكا أقرب بلدة إلى المنجم، ولم يرد متحدث باسم فريبورت إندونيسيا على طلبات بالتعليق، وكان ريتشارد أدكيرسون المدير التنفيذي بفريبورت قال الشهر الماضي إن الشركة تجري محادثات مع زعماء نقابيين "في محاولة لإقناعهم بالعودة إلى العمل" وحذر من أن الشركة قد تعاقب العمال لتغيبهم عن العمل.
وقال إنه قد يجري خفض ما يصل إلى 40 مليون دولار شهريا من المصروفات على منجم جراسبيرج تحت الأرض إذا لم تتم تسوية أمور متعلقة بالعقود وهو ما قد يؤدي إلى تسريح المزيد من العمال، وأي تأخير في استئناف الصادرات قد يرفع أيضا من أسعار النحاس البالغة وفق بورصة لندن للمعادن حاليا نحو 5735 دولارا للطن.
اضف تعليق