هل بات المسلمون يشكلون خطرا ارهابيا في أمريكا؟ وهل من الممكن ان تصل الكراهية الى بيوت الله؟ وهل يعتبر الاسم العربي جريمة لكي يمنع من دخول امريكا؟ اسئلة كثيرة تتراود الى اذهاننا عندما نشاهد المشهد الامريكي مع المسلمين في الولايات المتحدة الامريكية نجد احداث كثيرة متشابكة ومعقدة مع بعضها وجرائم ليس لها مبرر مقنع سوى الاسلام.
لعل ما أثار هذه الأجواء المسمومة بصورة مباشرة هو قرار الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب بمنع سبع دول اسلامية من دخول الولايات المتحدة الامريكية الامر الذي ادى الى تفشي عمليات التمييز والكراهية ضد المسلمين في شوارع وولايات أمريكا حيث لم يمر يوم الا وتسجل الولايات المتحدة الأمريكي كذا حادثة كراهية ضد المسلمين الامر الذي اثار الرأي العام والمنظمات الحقوقية حول هذه القضية.
المثير للجدل ان الحكومات في الولايات المتحدة هي التي تقوم بزرع روح التمييز والتفرقة تجاه المسلمين ففي ولاية تنيسي الأمريكي قام مرشح سابقا للكونجرس بالتخطيط لتكوين مجموعة مسلحة للهجوم على قرية إسلامبرج التي يسكنها مسلمون مما اثار استياء هيئة محلفين في ولاية تنيس بحسب ما وردت في وسائل اعلام محلية.
ايضا من ضمن اساليب التمييز المتبعة ضد المسلمين في ولاية أوكلاهوما الامريكية حيث طلب أحد النواب في الولاية ملئ استمارة فقط للطلاب المسلمين لكي تتم الموافقة على مقابلتهم هذه صورة أخرى ومختلفة من طرق التعامل المتعالي مع الطلاب المسلمين ولم يقف الامر هنا لابل تعدى الى ان تصل من ضمن الأسئلة المطلوبة لملئ نموذج الاستمارة هل يضرب المسلمين زوجاتهم مايبعث رسالة مبطنه الى ان المسلمين يتعاملون فيما بينهم بالعنف.
يتعرضون جماعة السيخ في الولايات المتحدة الامريكية منذ أكثر من عشر سنوات الى سلسلة من الهجمات والاضطهاد من قبل جماعات تتبع الى جرائم الكراهية وان السبب الرئيسي لتعرضهم لهذه الانتهاكات لان المهاجمين يظنون خطأ أحيانا أن السيخ من المسلمين الذين كانوا أيضا ضحايا لجرائم ذات دوافع دينية.
والمضحك المبكي ساهم قرار ترامب بمنع نجل الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي من دخول الولايات المتحدة الامريكية والتحقيق معه واستجوابه لمدة ساعتين والسبب اسمه العربي كما ورد عن وسائل الاعلام، يبدوا ان الاسم بات يهدد الامن وبالذات الاسم العربي قد صف ضمن خانة المواضيع المثيرة التي التمييز والكراهية في الولايات المتحدة الامريكية.
من الأسباب التي تسببت أيضا بتأجيج وانتشار حوادث الكراهية بين مجتمعات أمريكا هو ظهور المجاميع الارهابية التي انتشرت في السنين الاخيرة وساهمت في تشويه الدين الاسلامي لدى الغرب وهي خطة اسرائيلية امريكية لظهور جماعات تدعي الدين باسم الارهاب الامر الذي اثار ريبة المجتمع الأمريكي من المسلمين وبات أي مسلم بنظرهم إرهابي.
خاصة بعد احداث 11/سبتمبر 2001، لذا قامت الشرطة في نيويورك بوضع برنامج رقابي لمراقبة المسلمين. وزجت بمخبرين في أحياء المسلمين ومنظماتهم ومساجدهم. منعا لحدوث هجمات إرهابية كما زعموا وواجه هذا الأسلوب انتقادات من المدافعين عن الحقوق المدنية الذين اعتبروه غير دستوري.
من جانب اخر وعلى نفس صعيد الكراهية القائمة في الولايات المتحدة الامريكية ضد المسلمين فقد وصلت نيران النزاعات الى بيوت الله حيث اعلنت سلطات بايون في ولاية نيوجيرزي الأميركية بعد جلسة استمرت ست ساعات وشهدت تبادلا علنيا لاتهامات نارية وتصريحات غاضبة بين مسيحيين ومسلمين. عن عدم الموافقة على مشروع لبناء مركز اسلامي يضم مسجدا في المدينة ما ضاعف الشعور لدى مسلمي البلاد بأنهم محاصرون.
ولاية نيوجيرزي: رفض مشروع لبناء مركز اسلامي
في نفس السياق بعد ساعات من اللقاءات العامة التي شهدت تبادلا علنيا لاتهامات نارية وتصريحات غاضبة بين مسيحيين ومسلمين اعلنت سلطات بايون في ولاية نيوجيرزي الأميركية عدم الموافقة على مشروع لبناء مركز اسلامي يضم مسجدا في المدينة. وعجزت مبادرات المجموعة المسلمة لطمأنة المخاوف بتحديد سقف المشاركة وإلغاء لقاءات عائلية كانت مقررة كل شهرين واداء صلاة الجمعة على دفعتين لضبط ازدحام السير، لكنها لم تؤد سوى الى مزيد من الحذر والتوجس. وغالبا ما ترددت جملة "انه ليس مناسبا للمكان ببساطة" في إشارة الى المشروع.
طوال أشهر انعقدت سلسلة لقاءات عامة سجلت حضورا قياسيا، تخللتها الشتائم والتصريحات الغاضبة والعدائية، ما أشعر البعض بالتعرض للتمييز وبعدم الترحيب. كان التوتر جليا حتى قبل انعقاد اجتماع في قاعة محاضرات مدرسة ثانوية، حيث انتحى الرجال المسلمون احد جهاتها للصلاة بهدوء، فيما تلت مجموعة اخرى من السكان صلوات مسيحية بصوت مرتفع في الجهة المقابلة.
مع توافد أفراد من الحضور الى المنصة لطرح اسئلة والادلاء بتصريحات تعرض المتحدثون للمضايقة والمقاطعة، وهدد رئيس لجنة التخطيط مارك اوربان مرارا بطرد المشاغبين. كما هتفت امرأة "كم من طفل مات في ظل هذا الدين؟" أضافت اخرى على شفير البكاء "تريدون المجيء الى مجتمع صغير مترابط محب لكننا نريد جميعنا أن يبقى كذلك، هادئا ومسالما. لا نريد هذا الجامع الكبير". بحسب فرانس برس
وسط التشرذم الراهن للحملة المستمرة منذ عام لتحويل الموقع الى مركز اسلامي، يتعذر على المسلمين العثور على مكان مناسب لاداء الصلاة، بعدما انتهى إيجار قبو استخدموه لهذا الغرض الشهر الفائت. لكن فيما أعرب المسلمون عن الصدمة والحزن رحب آخرون بقرار اللجنة.
نيويورك: مراقبة الشرطة للمسلمين
من جهتها أفادت وثائق قضائية أن شرطة نيويورك وافقت على تسوية جديدة في دعوى تتهمها باستهداف المسلمين بشكل غير قانوني في عمليات مراقبة بعدما رفض قاض اتحادي تسوية سابقة. وتعطي التسوية الجديدة صلاحيات إضافية لممثل مدني مكلف بمراجعة جهود إدارة الشرطة لمحاربة الإرهاب.
وقال آرثر أيزنبرج المدير القانوني لاتحاد الحريات المدنية في نيويورك في بيان إن التسوية توفر "حماية للحريات الدينية والسياسية أكبر" من النسخة التي أعلنت في يناير كانون الثاني 2016. وتمثل منظمة الحريات المدنية أفرادا مسلمين ومنظمات إسلامية أقاموا دعوى قضائية ضد مدينة نيويورك في عام 2013 أمام المحكمة الاتحادية في بروكلين شكوا فيها من أن مراقبة الشرطة تستهدفهم.
وقال تشارلز هيت قاضي المحكمة الجزئية في مانهاتن إن الاتفاق لم يصل إلى حد يضمن التزام إدارة الشرطة باللوائح التي وافقت عليها المحكمة وتعرف باسم قواعد هاندشو الإرشادية والتي تقيد كيفية مراقبة النشاط السياسي والديني. وأفاد اتحاد الحريات المدنية في نيويورك بأن الاتفاق الجديد يعطي الممثل المدني الصلاحية لإبلاغ المحكمة بأي انتهاكات للقواعد الإرشادية في أي وقت ويلزم رئيس البلدية بالحصول على موافقة المحكمة قبل عزل الممثل المدني.
وقال زكاري كارتر رئيس الإدارة القانونية في مدينة نيويورك في بيان "يعالج هذا الاتفاق المعدل المخاوف التي أثارتها المحكمة ويعزز جهود المدينة لتحديد التهديدات الإرهابية دون وضع صورة نمطية لطائفة كاملة استنادا إلى الديانة." ولم ترد شرطة نيويورك على الفور على طلبات للتعليق. بحسب رويترز.
واتبعت شرطة نيويورك برنامج مراقبة قويا في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 وزجت بمخبرين في أحياء المسلمين ومنظماتهم ومساجدهم. وواجه هذا الأسلوب الذي بات معروفا على نطاق واسع بعد سلسلة تقارير نشرتها وكالة أسوشيتد برس للأنباء انتقادات من المدافعين عن الحقوق المدنية الذين اعتبروه غير دستوري.
واشنطن: يظنون خطأ أن السيخ من المسلمين
على صعيد متصل قالت الشرطة ووسائل إعلام إن رجلا من السيخ أصيب بعد إطلاق النار عليه في ولاية واشنطن من قبل شخص اقترب منه وهو في مدخل منزله وطلب منه مغادرة البلاد. ووقع الحادث في مدينة كنت التي تبعد 24 كيلومترا جنوبي سياتل وجاء بعد وقوع عدد من الهجمات الأخرى على سيخ في الولايات المتحدة خلال فترة تزيد من عشر سنوات.
وتقول جماعات تتبع جرائم الكراهية إن مهاجمين يظنون خطأ أحيانا أن السيخ من المسلمين الذين كانوا أيضا ضحايا لجرائم ذات دوافع دينية. وذكرت محطة كيرو 7 التلفزيونية في سياتل التي تحدثت مع امرأة تعرف الضحية ورأته بعد إصابته بالرصاص إن هذا الرجل السيخي كان يعمل في سيارته في مدخل منزله عندما أصيب بالرصاص في ذراعه. بحسب رويترز.
وقال كين توماس قائد شرطة كنت في مؤتمر صحفي "قيلت بعض التعليقات مثل’ اخرج من بلدنا’ و’ارجع من حيث جئت’ ثم أطلقت النار على الضحية. "أن نفكر أن يحدث هذا في بلدتنا كان أمرا مفاجئا جدا ومحبطا للغاية."ووقف أفراد من طائفة السيخ وراء توماس أثناء وصفه الحادث. وذكرت وسائل إعلام أن الشرطة تعتقد أن المشتبه به الهارب رجل.
ولاية تنيسي: انتهاك الحقوق المدنية للمسلمين
في نفس الشأن ذكرت تقارير في وسائل إعلام محلية أن هيئة محلفين في ولاية تنيسي الأمريكية أدانت مرشحا سابقا للكونجرس بالتخطيط لتكوين مجموعة مسلحة للهجوم على قرية إسلامبرج التي يسكنها مسلمون وحسب في نيويورك في 2015. وقالت التقارير التي نشرت في صحيفة ذا تشاتانوجان وصحف أخرى إن روبرت دوجارت (65 عاما) أدانته محكمة تشاتانوجان الجزئية بالتحريض على الحرق العمد وانتهاك الحقوق المدنية.
ولم يرد ممثلو الادعاء ومحامون عن دوجارت على طلبات للتعليق. واعتقل مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) دوجارت في أبريل نيسان 2015 بعد أن قال لمرشد للحكومة في اتصالات هاتفية جرى التنصت عليها إنه يعتزم تجنيد عناصر لتكوين مجموعة مسلحة والسفر إلى إسلامبرج التي تقع على مسافة نحو 233 كيلومترا شمال غربي مدينة نيويورك. بحسب رويترز.
ووفقا لمذكرة الاتهام الجنائية خططت المجموعة لإحراق مسجد في القرية وإطلاق النار على من يحاول منعهم. ووضعت السلطات دوجارت قيد الإقامة الجبرية في منزله منذ القبض عليه وقال تلفزيون (دابليو.آر.سي.بي) إنه تم احتجازه بعد صدور قرار هيئة المحلفين. وأضاف التلفزيون أن من المقرر النطق بالحكم في القضية في مايو أيار.
ولاية أوكلاهوما: المسلمين يضربون زوجاتهم
على صعيد ذي صلة قال مركز العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) إن طلابا مسلمين في زيارة لمكتب نائب في برلمان ولاية أوكلاهوما وجدوا أن عليهم ملء نموذج يسألهم هل ضربوا زوجاتهم وأسئلة أخرى أثارت استياءهم كشرط لمقابلة النائب. وشملت الأسئلة التي طلبها مكتب النائب الجمهوري ببرلمان الولاية جون بينت ونشرها المجلس هل يعتقدون أنه ينبغي معاقبة أي مسلم يترك دينه أو هل يجب على المسلمين حكم غيرهم من غير المسلمين.
قال آدم سلطاني المدير التنفيذي لفرع أوكلاهوما في المجلس إن موظفا في مكتب النائب سلم النموذج لطلاب مسلمين زائرين موضحا أن استيفاء النموذج كان شرطا مسبقا لمقابلة بينت. وأكد بينت لصحيفة توسلا وورلد في رسالة بالبريد الالكتروني أن ثلاثة طلبة مسلمين كانوا في زيارة لمكتبه في إطار أنشطة اليوم الإسلامي بالولاية تسلموا نماذج تطلب إجابات عن أسئلة منها "هل تضربون زوجاتكم؟".
وقال إن الشريعة والقرآن يجيزان ضرب الزوجة رغم أن "ذلك لا يعني أن كل المسلمين يضربون زوجاتهم." ولم يرد بينت ولا الحزب الجمهوري في أوكلاهما على طلبات متكررة للتعليق. وقال سلطاني إن الطلاب الذين زاروا الضابط السابق بالبحرية الأمريكية علموا أنه كان خارج مكتبه وإنهم لم يقابلوه. بحسب رويترز.
وأضاف "أكثر ما يثير في الأمر هو الأسئلة ذاتها وحقيقة أن المسلمين عليهم اجتياز اختبار ديني من أجل مقابلة نائب في ولايتنا وبالتأكيد لا يقوم بذلك من أجل ناخبين مسيحيين أو ناخبين يهود." ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيه بينت انتقادات بشأن تصريحاته ضد المسلمين. ففي كلمة عام 2014 قال النائب إنه قرأ القرآن وأحاديث النبي محمد وإن "90 في المئة منها عنف."
يمنعا من دخول امريكا بسبب اسميهما العربيين
كان محمد علي جونيور (44 عاما)، المولود في فيلادلفيا (بنسلفانيا)، والذي يحمل جواز سفر اميركيا، يسافر مع والدته خليلة كماشو-علي، الزوجة السابقة لنجم الملاكمة العالمي المتوفى محمد علي كلاي في 2016، كما قال محاميه وصديقه كريس مانشيني لصحيفة "كوريير-جورنال" التي تصدر في لويسفيل.
وأضاف مانشيني أن الاثنين أوقفا في مطار فورت لودردايل الدولي ‘لى شمال ميامي بولاية فلوريدا في السابع من شباط/فبراير بسبب اسميهما العربيين. واخلي سبيل السيدة كماشو-علي بعدما عرضت للجمارك صورة لها الى جانب زوجها السابق. اما علي جونيور الذي لم يكن لديه صورة مع والده، فأوقف لحوالي ساعتين بحسب المحامي، وسئل مرارا "من اين أتيت باسمك" و "هل انت مسلم؟".
واجاب انه مسلم على غرار والده، لكن عناصر الجمارك واصلوا الاستجواب. وقال مانشيني للصحيفة "من الواضح في نظر عائلة علي ان كل ذلك متصل مباشرة بجهود (الرئيس دونالد) ترامب لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة"، في إشارة إلى مرسوم وقعه ترامب اواخر كانون الثاني/يناير، حظر مؤقتا الهجرة والسفر من سبعة بلدان ذات غالبية مسلمة الى الولايات المتحدة، قبل أن يعلق القضاء تطبيقه. بحسب فرانس برس.
وتوفي محمد علي كلاي في الثالث من حزيران/يونيو عن 74 عاما بعد صراع مع مرض باركنسون على مدى 32 عاما. وكان ولد في لويسفيل (كنتاكي) حيث ووري الثرى في مأتم مهيب. وبدل اسمه في 1964 لدى اعتناقه الاسلام، وتخلي عن اسمه الاصلي كاسيوس كلاي واختار اسم محمد علي.
اضف تعليق