بعد أسابيع من الضغوط التي مارسها عليه زعماء غرب إفريقيا لدفعه للتنحي، غادر يحيى جامع الرئيس جامبيا السابق، الذي حكم هذه الدولة الصغيرة الواقعة في غرب إفريقيا طوال 22 عاما بقبضة من حديد عندما استولى على السلطة في انقلاب عسكري، إلى غينيا الاستوائية تحت ضغط من جيوش غرب أفريقيا التي دخلت بلاده لإزاحته عن الرئاسة بعد أن رفض القبول بهزيمته في الانتخابات أمام أداما بارو، الذي سيعود الى بلاده في وقت لاحق، بعدما قامت قوات غرب إفريقيا بتأمين البلاد، حسبما قال المتحدث باسم بارو حليفا صلاح الذي اكد ان بارو سيعود إلى العاصمة بانجول، من السنغال المجاورة، التي لجأ إليها لأسباب أمنية. وتابع صلاح أن بارو عين فاتوماتا تامباجيانج في منصب نائب الرئيس، لتكون بذلك أول تعيين لبارو منذ توليه مهام منصبه.
هذه الأزمة وعلى الرغم من رحيل الرئيس السابق قد تستمر وكما يرى بعض المراقبين لفترة طويلة، خصوصا وان بنود صفقة التفاوض مع جامع ما تزال مبهمة، حيث اكد ماي فاتي وهو أحد الأعضاء التنفيذيين بالائتلاف إن بارو رفض مقترحا من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) لتحصين جامع من الملاحقة القضائية، يضاف الى ذلك ان جامع ويواجه ايضا اتهاما من قبل الائتلاف بسرقة نحو 12 مليون دولار من خزائن الدولة خلال المواجهة التي تلت خسارته في الانتخابات. ويتهم كثيرون أيضا حكومة جامع بالفساد وانتهاك حقوق الإنسان وتنفيذ حملة إجراءات صارمة مستمرة على المعارضة.
وقال بارو إنه يخطط لتشكيل لجنة للتحقيق في مخالفات ربما يكون قد ارتكبها جامع الذي قضى أسابيع محاولا قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية، ويرى بعض الخبراء ان الصراع الحالي في جامبيا، هو صراع على المصالح والنفوذ لبعض الدول داخل هذه الدولة الأفريقية الصغيرة، حيث اكد البعض ان ماحدث هو امتداد لذلك الصراع التاريخي بين موريتانيا والسنغال على الانفراد بالهيمنة على جامبيا، ذلك البلد الذي يقع بأكمله في أحشاء الأراضي السنغالية، حيث تحيطه السنغال من شتى الجهات بينما يحده من الغرب المحيط الأطلسي.
ومن هنا، فإن من يملك النفوذ في جامبيا يمتلك أحشاء الدولة السنغالية، وذلك أمر جعل الحكومات السنغالية تتشبث بنفوذها في جامبيا لإسقاط أي ورقة رابحة لموريتانيا هناك، والتي استطاعت على مدى العشرين عاما الماضية؛ أن تجد لنفسها موطأ قدم داخل جامبيا، عبر الرئيس يحيى جامع (المنتهية ولايته). ففي عهد معاوية ولد الطايع، وحين اشتد صراعه مع السنغال، وجد في جامبيا ورقة ضغطه الكبرى على الحكومة السنغالية، فوثّق العلاقة مع الرئيس يحيى جامي، بتزويجه من سيدة موريتانية، وهو ما ألهب التوتر بين السنغال يحيى جامع الذي ظل جاثما على حكم بلاده عشرين عاما.
وقبل أكثر من 11 عاما تدخلت وحدة من القوات الموريتانية الخاصة لإنقاذ "يحيى جامع" من انقلاب محقق، حركته السنغال أثناء زيارته لنواكشوط، لكن القوات الموريتانية التي نقلت جوا إلى العاصمة الجامبية (بانجول) أعادته إلى سدة الحكم ومكنته من إعادة إحكام السيطرة على البلاد. وبنفس الطريقة تمكنت السنغال من إيجاد رئيس جامبي على علاقة وطيدة معها، وقد توفر ذلك في الرئيس المنتخب "آدما بارو" الفائز في الانتخابات الأخيرة، والذي أدى القسم رئيسا من العاصمة السنغالية؛ نظرا لتعذر دخوله إلى جامبيا وتهديد حياته بالخطر، بعد تعنت يحيي في نقل السلطة، وذلك جميل ستظل السنغال تطوق به عنق الرئيس الجديد، وبالتالي تنتهي قصة سطوة موريتانيا على جامبيا بعد زوال حكم صديقها وخروجه من البلاد إلى غينيا الاستوائية.
وحذرت موريتانيا من تحول جامبيا إلى صومال جديدة. ونقلت صحيفة (الشعب) الحكومية الموريتانية عن وزير الخارجية الموريتاني اسلكو ولد أحمد ازيد بيه قوله إن على أطراف الأزمة في جامبيا عدم الإخلال ببنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه، معتبرا أن الإخلال بالاتفاق من شأنه خلق "صومال" جديدة في أفريقيا الغربية.
وأكد ولد ازيد بيه أن موريتانيا بذلت جهودا في خدمة السلام والأمن الإقليمي، وهو ما تجسد مؤخرا في تدخل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي أدى إلى تسوية سلمية للأزمة الجامبية، وفق تعبيره. ولَمَّحَ إلى أنه لولا تدخل موريتانيا الذي جاء بعد وساطات عديدة دون جدوى لتحولت جامبيا إلى بؤرة إضافية للعنف والتطرف في أفريقيا الغربية وهى المنطقة التي شهدت توترات عديدة، حسب تعبيره.
جامع يتنحى
وفي هذا الشأن قال يحيى جامع في وقت سابق، إنه سيتنحى عن السلطة في جامبيا ولم يكن أمام جامع في الواقع خيارات تذكر. فقد دخل جامبيا نحو 7000 جندي من نيجيريا والسنغال وانتشرت دبابات وطائرات حربية تأهبا لاجتياح العاصمة في حين لم يبد جيشه أي مقاومة. واشتهرت حكومة جامع بتعذيب وقتل المعارضين المفترضين بهدف خنق المعارضة ومن المرجح أن يلقى رحيله ترحيبا من أنصار الديمقراطية وأن ينظر إليه على أنه نصر للدبلوماسية الأفريقية.
وقال جامع في التلفزيون الرسمي مرتديا جلبابا أبيض وقد بدا عليه الإنهاك "لقد قررت اليوم بضمير صاف التخلي عن زمام قيادة هذه الأمة العظيمة." وأضاف "وإنني لأناشد كل من أيدوني أو عارضوني خلال هذه الفترة أن يضعوا مصلحة أمتنا جامبيا العليا فوق كل اعتبارات حزبية وأن يسعوا للعمل معا كأمة واحدة." وقال إنه سيترك السلطة من أجل المصلحة الوطنية وإنه فخور بأنه خدم شعب جامبيا ويحمد الله لتفادي سفك الدماء خلال الأزمة.
وقالت المصادر إن هذه المفاوضات شملت ما إذا كان سيحصل على عفو عن جرائم مزعومة ارتكبت أثناء حكمه. وكان جامع قد خسر الانتخابات أمام بارو في ديسمبر كانون الأول مما دفع الناس للاحتفال في شوارع العاصمة بانجول لكنه بعد أن أقر بالهزيمة في بداية الأمر عاد وقال إنه سيطعن في النتيجة أمام المحكمة.وفي محاولة للتشبث بالسلطة أعلن حالة الطوارئ وحل مجلس الوزراء ومددت الجمعية الوطنية فترة ولايته ثلاثة أشهر. وكان أكثر من نصف أعضائها قد استقالوا ونزح 45 ألف شخص إلى السنغال.
وأدى بارو (51 عاما) اليمين في سفارة جامبيا في السنغال وطلب على الفور بعدها مساعدة دولية. وبعد أن بات جليا أنه تم التوصل لاتفاق مع جامع لترك السلطة قال بارو أمام حشد تجمع عند فندق في دكار "لقد انتهى حكم الخوف في جامبيا للأبد." وأضاف "إلى كل من اضطرتهم الظروف السياسية للهرب من بلدنا.. لكم الآن مطلق الحرية في العودة إلى أرض الوطن." بحسب رويترز.
وكانت الأزمة بمثابة اختبار للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا(إيكواس) وبخاصة وأن جامع ظل بالسلطة لفترة أطول من أي رئيس حالي في المجموعة. وأيد الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي التدخل العسكري. ونقلت وكالة أنباء موريتانيا عن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قوله "الاتفاق يتضمن رحيل جامع عن جامبيا إلى دولة أفريقية مع ضمانات له ولأسرته والمقربين منه. يمكنه العودة إلى بلاده إن أراد." وشواطئ جامبيا المطلة على المحيط الأطلسي تجعلها وجهة سياحية للأوروبيين. والسياحة مصدر دخل رئيسي للبلاد التي يقطنها 1.8 مليون نسمة وتعتمد إلى جانبها على إنتاج الفول السوداني وتحويلات العاملين في الخارج.
تحذير امريكي
الى جانب ذلك حذرت الولايات المتحدة من انزلاق غامبيا الى "الفوضى"، وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية في وقت سابق ردا على سؤال عن موقف واشنطن من اعلان جامع حالة الطوارئ في البلاد ان "الرئيس جامع يفوت فرصة احترام كلمة الشعب الغامبي وفرصة انتقال سلمي للسلطة يفترض ان يحصل الخميس مع الرئيس المنتخب".
واضاف ان تسليم جامع السلطة الى الرئيس المنتخب "يتيح له ان يرحل مرفوع الرأس وان يحمي الشعب الغامبي من فوضى محتملة"، محذرا من انه اذا تمسك جامع بالسلطة فانه بذلك "سيعرض للخطر ارثه السياسي وغامبيا باسرها". من جهتهما دعت بريطانيا وهولندا رعاياهما الراغبين بالسفر الى غامبيا للامتناع عن ذلك الا في حال الضرورة القصوى، كما دعتا رعاياهما الموجودين في هذا البلد الى المغادرة. ويشكل السياح البريطانيون والهولنديون النسبة الاكبر من السياح الاجانب في غامبيا. ويعارض المجتمع الدولي بشدة موقف الرئيس جامع واعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا انها قد تتدخل عسكريا لفرض تنصيب الرئيس المنتخب بارو.
ومنذ استقلالها في 1965 حكم غامبيا حاكمان فقط. واستولى جامع على السلطة في انقلاب في 1994 واكتسبت حكومته سمعة بين المواطنين الغامبيين وناشطي حقوق الإنسان بالتعذيب وقتل المعارضين. وقليلون هم الذين توقعوا أن يخسر جامع الانتخابات ، وقوبلت النتيجة بالفرح من كثيرين في البلاد ومن المدافعين عن الديمقراطية في أرجاء القارة الأفريقية خصوصا عندما قال جامع في بادئ الأمر إنه سيقبل النتيجة ويتنحى. بحسب رويترز.
وامتنع كبير قضاة المحكمة العليا في جامبيا عن إصدار حكم في التماس تقدم به الرئيس يحيى جامع طعنا على هزيمته في الانتخابات. ولم تنعقد المحكمة العليا منذ أكثر من عام وخلت جميع مقاعد القضاة باستثناء مقعد كبير القضاة. واستعان جامع بقضاة من نيجيريا وسيراليون لسماع التماسه لكنهم لم يصلوا إلى جامبيا. وقال كبير القضاة النيجيري إيمانويل فاجبنلي "من الواضح تماما أن قضاة نيجيريا وسيراليون لن يأتوا." وأضاف أن المحكمة ستؤجل إلى الجلسة الاعتيادية القادمة في مايو أيار أو نوفمبر تشرين الثاني. لكنه أضاف أنه قد يتم نظر الالتماسات إذا وصل القضاة قبل ذلك.
السيطرة على القصر الرئاسي
في السياق ذاته دخلت قوات عسكرية تابعة لمجموعة غرب افريقيا مدينة بانجول، عاصمة جامبيا، وسيطرت على القصر الرئاسي ، بعد يوم من مغادرة الرئيس السابق يحيى جامع. وذكرت تقارير أنه يبدو أن القوات العسكرية الدولية التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا(ايكواس) واجهت بعض الصعوبات خلال محاولة دخول القصر، حيث وضع الحرس الرئاسي حواجز.
وقال أحد الجنود السنغالين في محيط القصر "قائدنا في الداخل، إنهم يتناقشون". وحيث انه لم يعثر على قائد الحرس الرئاسي، أنسومان تامبا، في أي مكان، فإن أمام قائد قوات الايكواس عدة ساعات لإجراء محادثات مع القائد بالإنابة قبل السماح للقوات بالدخول. وقال جندي من جامبيا عند بوابة القصر الرئاسي خلال المحادثات الجارية "لا توجد مشكلة هنا. اننا نريد السلام. السلام هو أفضل شيء".
وادخل جامع بلاده، المعروفة بالساحل المبتسم في غرب إفريقيا في أزمة سياسية، بعد أن رفض نتيجة الانتخابات الرئاسية. وفشلت جهود الوساطة التى بذلتها الإيكواس . ومن ثم نشرت قوات للمجموعة بقيادة السنغال على الحدود مع جامبيا، انتظارا لأمر بعزل جامع بالقوة بعد أن فشلت المحادثات. ولكن جامع غادر مدينة بانجول، عاصمة جامبيا ليمهد الطريق لبارو للعودة من داكار في السنغال وتولى السلطة، كثالث رئيس لجامبيا منذ استقلالها في عام 1956.
وبعد مغادرة جامع للمدينة بساعات، دخلت قوات المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا، جامبيا من نقاط حدودية عديدة ومشطت الشوارع بمركبات مصفحة. ولم تسجل أي حوادث للمقاومة، حيث سيطرت القوات على الثكنات والمنشآت العسكرية. وقال حليفه صلاح، المتحدث باسم بارو في وقت سابق إنه رغم عدم وجود تهديد بحدوث صراع في البلاد، فإن من المهم ضمان أمن بارو. وأضاف المتحدث إن "القوات موجودة في جامبيا، وقد أخبرت بأنها ليست قوات غازية. انهم سيتعاونون مع قوات الأمن في جامبيا".
شخصية غريبة
الى جانب ذلك تعهد يحيى جامع بأن يحكم جامبيا "مليار عام" لكن بعد أن ظل يدير دولة تعدادها 1.8 مليون نسمة على مدى جيل عقب استيلائه على الحكم في 1994 أجبرته قوات عسكرية على ترك السلطة بعد أن رفض الاعتراف بهزيمته في انتخابات الأول من ديسمبر كانون الأول. وتماشيا مع شهرته كواحد من أكثر الزعماء الأفارقة الذين لا يمكن التنبؤ بأفعالهم تحدى جامع أكثر من مهلة لترك السلطة لكنه قال إنه سيتنحى مع دخول قوات من غرب إفريقيا إلى بلاده.
وينفي جامع اتهامات بتعذيب وقتل المعارضين أثناء وجوده في السلطة. لكن حكمه والاقتصاد الواهن دفع الآلاف للفرار عبر الصحراء والبحر المتوسط إلى أوروبا كل عام. وقبل ساعات من إعلان جامع لم يصدق الرئيس الجديد أداما بارو الذي أدى اليمين الدستورية في السنغال أن خصمه سيذعن في نهاية المطاف. وقال إيساتو توراي أحد كبار مساعدي بارو "نحن متشككون لأنه شخص لا يمكن التنبؤ بأفعاله على الإطلاق."
وأظهرت الطريقة المنسقة التي واجه بها زعماء غرب أفريقيا جامع بعد هزيمته في الانتخابات مدى عزلته التي كانت قد تفاقمت مع تنامي سلوكه الغريب. ومن بين هذه الغرائب أنه زعم أن لديه علاجا بالأعشاب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) لا يسري مفعوله إلا أيام الخميس وأيد ذبح المثليين جنسيا. وفي عام 2009 اعتقل مئات الأشخاص بتهمة ممارسة الشعوذة. في سنوات حكمه الأولى أظهر جامع لمحات من السحر والسخاء. وعندما احتفل بعيد ميلاده الثامن والأربعين في بانجول في مايو أيار 2013 رأى بائعة متجولة تبيع الفول السوداني وتربط طفلتها خلف ظهرها. وبدون تردد أرسل لها أحد مساعديه بمنحة عبارة عن ألف دولار نقدا.
وقال سكرتيره الصحفي السابق فاتو كامارا الذي شهد الواقعة "كان يستطيع أن يغير حياة أي شخص في دقائق. "عندما تكون قريبا منه من المستحيل أن تصدق عمليات القتل." وعلى مدى السنين ندرت مثل هذه المواقف بعد أن ترسخ لديه جنون العظمة وتحولت جامبيا إلى دولة استبداد وقمع. وظهر ذلك جليا عندما غير موقفه إزاء هزيمته في الانتخابات. وقال في 21 ديسمبر كانون الأول بعد أن تزايدت الضغوط الدبلوماسية ضده "لست جبانا. حقي لا يمكن أن يخضع للترهيب والانتهاك. هذا موقفي. لا أحد يستطيع أن يحرمني من ذلك النصر سوى الله عز وجل."
وعندما أطاح جامع بنظام داودا جاوارا الذي حكم البلاد منذ الاستقلال عن بريطانيا في 1965 لاقى ترحيبا باعتباره بداية جديدة ورجلا هادئا لم يحظ بقدر كبير من التعليم وكان يزرع الطماطم والخس في مزرعته. ويتفق أصدقاؤه وضحاياه في القول بأنه تغير بعد محاولة الانقلاب التي قامت بها مجموعة من الجيش في 2006. وقال مومودو سووي أحد مساعدي جامع في الفترة بين 2003 و2012 "كان يمكن أن يكون بشوشا ولطيفا ثم يفقد أعصابه مثل كلب مسعور."
وبعد وقت قصير من محاولة الانقلاب جرى اعتقال موسى سيدي خان رئيس تحرير صحيفة الاندبندنت آنذاك. وقالت صحيفته إن جامع يهون من عدد الأشخاص المعتقلين. ونقل سيدي خان إلى وكالة المخابرات الوطنية بالقرب من أحد شواطئ بانجول ذات الرمال البيضاء. وهناك في غرفة يصفها الجامبيون بأنها "ثقب التمساح" كان الضباط يقومون بصعقه بالكهرباء في أماكن حساسة وضربه بالعصي وخنقه بكيس من البلاستيك وكسروا يده اليمنى. وقال "قالوا إنني أكتب بيدي اليمنى وهذا ما يسبب المتاعب." بحسب رويترز.
وغادر سيدي خان جامبيا بعد محنة استمرت 22 يوما ويعمل الآن في مجال الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة. ومع معاناة الاقتصاد جراء نقص الاستثمارات أصبح الجامبيون أكثر جرأة وعبروا عن سخطهم حتى بعد اعتقال عشرات الأشخاص لمشاركتهم في احتجاج في أبريل نيسان ومايو أيار العام الماضي. وقال جيفري سميث من جماعة فانجارد أفريقا (طليعة أفريقيا) "بدأ الخوف يتلاشى..الناس فاض بهم الكيل."
اضف تعليق