التهديدات الأخيرة الرسائل الغاضبة التي أطلقها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ضد شركات صناعة السيارات ماتزال محط اهتمام داخل وخارج الولايات المتحدة، حيث نشر ترامب، الذي باتت ايضا هدفاً لانتقاداته اللاذعة في إطار رغبته في إعادة الوظائف الصناعية إلى الولايات المتحدة. خلال أسابيع قليلة على تويتر، سلسلة التغريدات التي استهدفت بعض الشركات ومنها شركة جنرال موتورز وفورد وتويوتا، أكبر ثلاث شركات من حيث مبيعات السيارات على الأراضي الأميركية، وهدد بفرض ضريبة كبيرة عليها لتصنيعها بعض سياراتها في المكسيك. وتملك كبرى الشركات التي تبيع سيارات في الولايات المتحدة مواقع إنتاج في المكسيك، بما في ذلك شركتا "مرسيديس بنز" و"بي إم دبليو" اللتان ستباشران إنتاج سيارات "صنعت في المكسيك" اعتباراً من 2018 و2019 على التوالي.
كما حمل ترامب المدافع عن شعار "صنع في اميركا"، بشدة على الاتفاقيات التجارية التي تفاوض الرؤساء الاميركيون بشأنها حتى الان، فاتهمها بالتسبب بخسارة ملايين الوظائف في القطاع الصناعي في الولايات المتحدة، ووعد خلال الحملة الانتخابية بالغاء اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) الموقعة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وتجيز هذه الاتفاقية بيع سيارات في الأراضي الأميركية بدون ضرائب على الاستيراد في حال كانت 65% من قطعها مصنعة في أميركا الشمالية (الدول الثلاث الموقعة).
واستغلت شركات السيارات العاملة في الولايات المتحدة هذا البند من الاتفاقية لزيادة استثماراتها في المكسيك حيث تخطت الاستثمارات الاجنبية المباشرة 30 مليار دولار بين 1999 و2013، بحسب مجموعة الضغط "برو مكسيكو". وبموازاة ذلك، أصبحت الولايات المتحدة في الفصل الأول من العام 2015 القبلة الأولى للسيارات المصنعة في المكسيك (70%)، وفق الجمعية المكسيكية المتخصصة "اميا". وتملك كبرى الشركات التي تبيع سيارات في الولايات المتحدة مواقع إنتاج في المكسيك، بما في ذلك شركتا "مرسيديس بنز" و"بي إم دبليو" اللتان ستباشران إنتاج سيارات "صنعت في المكسيك" اعتبارا من 2018 و2019 على التوالي.
ويرى بعض الخبراء ان ترامب المليادير الذي أصبح رئيس أكبر دولة عظمى، يسعى الى تغير السياسات القديمة ويستخدم أساليب إيجابية ومميزة، لقعد وإنجاح بعض المشاريع الاقتصادية والصفقات التجارية الجديدة، وقد كشف أنطوني سكاراموتشي، عضو المجلس الاستشاري الاقتصادي للرئيس المنتخب دونالد ترامب، عن عدد من السياسات الاقتصادية التي سيتبعها أثناء رئاسته، مبشرا بـ"نمو جديد للولايات المتحدة"، بهذه السياسات.
وقال سكاراموتشي في مقال له على صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، أن الاقتصاد الأمريكي "عانى، وبلغ الدين ذروته خلال الأعوام الستة عشر الماضية بسبب فشل المؤدلجين في جانبي الممر السياسي، الديمقراطي والجمهوري"، مشيرا إلى أن ترامب "رجل أعمال براغماتي يفهم المحفزات الاقتصادية أفضل من رئيس أي دولة في التاريخ المعاصر"، بحسب قوله.
وأوضح الاقتصادي، مؤسس "سكاي بريدج كابيتال"، أن استلام الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش المنتسب إلى المحافظين الجديد، وعزمه على تصدير القيم الديمقراطية الأمريكية بقوة السلاح، والتي أدت لحرب العراق "أضافت تريليونات من الدولارات إلى العجز القائم وفي نفس الوقت خلقت حالة من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط". وتابع سكاراموتشي انتقاده للرؤساء بهجومه على من وصفه "الرئيس التقدمي الديمقراطي باراك أوباما الذي وصل إلى السلطة وهو عازم على إعادة صياغة نظام الرعاية الصحية في بلادنا، وكانت النتيجة ضريبة جديدة باهظة وبرنامج فاشل باسم قانون الرعاية المقدور عليها".
واعتبر الكاتب أن ترامب "زعيم من نوع مختلف تماما، لا ترهق كاهليه الأيديولوجيا المتصلبة، كما أنه لا يفكر كما يفكر السياسي، ولا يتكلم أو يعظ متظاهراً بالتقوى كما يفعل السياسي، وهو شخص ذو إحساس مرهف، يشعر بما تعانيه الطبقة الوسطى في أمريكا من آلام، وأهم ما في الأمر أنه ليس متزمتاً حينما يتعلق الأمر بالمواقف من السياسات المنتهجة، وإنما تجده يحدد أهدافا جريئة منها ينطلق في مفاوضاته"، بحسب تعبيره. واعتبر عضو المجلس الاستشاري أن المشاكل الكبرى الاقتصادية التي تواجه أمريكا هي: "المبالغة في القيود المفروضة على تعاملات البنوك، انعدام السياسة المالية، قانون ضرائب فوضوي، صفقات تجارية غير عادلة"، متعهدا أن الإدارة الجديدة ستعمد إلى تقليص الأحكام غير الضرورية وستقوم بإجراء المزيد من التحليلات ذات المعنى للعلاقة ما بين التكلفة والفائدة.
ضريبة جديدة
وفي هذا الشأن حذر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب شركات السيارات الألمانية من أنه سيفرض رسوما 35 في المئة علي السيارات التي تدخل السوق الأمريكية. وفي مقابلة مع صحيفة بيلد نشرت انتقد ترامب شركات السيارات الألمانية مثل بي.ام.دبليو ودايملر وفولكسفاجن لأنها لا تنتج عددا أكبر من السيارات في الولايات المتحدة.
وقال ترامب في تصريحات ترجمت للألمانية "إذا أردتم تصنيع سيارات حول العالم فاتمنى لكم حظا وافرا. يمكن تصنيع سيارات للولايات المتحدة ولكن كل سيارة ستدخل الولايات المتحدة ستسدد ضريبة 35 في المئة." وتابع "أقول لبي.ام.دبليو إذا كانوا يبنون مصنعا في المكسيك ويعتزمون بيعها في الولايات المتحدة بدون ضريبة 35 في المئة فلتنسوا الأمر." والشركات الألمانية الثلاث التي تستثمر على نطاق واسع في المكسيك أشارت إلى أنها تصنع في الولايات المتحدة أيضا.
وقال ماتياس فيزمان رئيس اتحاد مصنعي السيارات في ألمانيا إن شركات السيارات الألمانية رفعت إنتاج السيارات الخفيفة في الولايات المتحدة أربع مرات خلال السنوات السبع الماضية إلى 85 ألف وحدة وإن أكثر من نصف هذا العدد يجري تصديره من هناك. بحسب رويترز.
وأضاف في بيان "على المدى الطويل ستضر الولايات المتحدة نفسها إذ فرضت رسوما جمركية أو قيودا تجارية أخرى وتوظف شركات السيارات الألمانية نحو 33 ألف عامل في الولايات المتحدة إلى جانب نحو 77 ألف مورد للسيارات ألمانية. وفي إشارة للمقابلة قال متحدث باسم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أنها "قرأت باهتمام" مقابلة ترامب مع صحيفة بيلد. وامتنع شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة عن التعقيب على تصريحات معينة وردت في المقابلة واكتفى بقوله إن ألمانيا تريد تعاونا وثيقا مع الإدارة الامريكية الجديدة.
تهديد تويوتا
الى جانب ذلك هدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب شركة تويوتا بأنها ستواجه رسوما جمركية كبيرة على سياراتها المصنعة في المكسيك من أجل بيعها في السوق الأمريكية. وقال ترامب في تغريدة له في موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن تويوتا ستتعرض "لضريبة حدودية كبيرة" إذا مضت قدما في خططها لتصنيع السيارات من طراز كورولا في المكسيك. وكانت شركات السيارات الأمريكية قد تعرضت لانتقادات حادة من قبل ترامب لتصنيعها السيارات بتكلفة أقل خارج الولايات المتحدة.
ومن جهته، قال أكيو تويودا رئيس شركة تويوتا إنه ليس لدى الشركة خطط فورية للتراجع عن الإنتاج في المكسيك. وأضاف قائلا في تصريحات أدلى بها في اليابان: "سوف ننظر في خياراتنا في ضوء السياسات التي سيتبناها الرئيس الجديد". وأصدر ذراع الشركة في الولايات المتحدة بيانا قال فيه إن مستويات الإنتاج والعمالة في تويوتا بأمريكا لن تنخفض نتيجة للمصنع الجديد في المكسيك. وللشركة 10 مصانع في الولايات المتحدة. وجاء في البيان أن "تويوتا تتطلع للتعاون مع إدارة ترامب لتحقيق الأفضل للمستهلكين ولصناعة السيارات".
وكان ترامب قد استهدف بالفعل شركتي صناعة السيارات الأمريكية جنرال موتورز وفورد لإقدامهما على تصنيع سياراتهما في المكسيك، مما دفع فورد لإلغاء خططها لبناء مصنع بقيمة 1.6 مليار دولار في المكسيك، وتوسيع عملياتها في الولايات المتحدة بدلا من ذلك. ويذكر أن منطقة النافتا للتجارة الحرة وانخفاض تكلفة اليد العاملة عاملان يجعلان الأمر جذابا للشركات لتصنيع سياراتها في المكسيك من أجل بيعها في الولايات المتحدة. ولكن ترامب قال إنه سينهي ذلك، لأنه يكبد الأمريكيين وظائفهم. بحسب رويترز.
وكانت شركة تويوتا قد أعلنت في أبريل/ نيسان عام 2015 أنها ستبني مصنعا للسيارات من طراز كورولا بقيمة مليار دولار في المكسيك. وبدأ البناء بالفعل في نوفمبر/ تشرين الأول عام 2016. يذكر أن لتويوتا منشآت تصنيع بالفعل في باجا بالمكسيك، أقيمت في عام 2002.
تحول مهم
على صعيد متصل أشاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفورد موتور وفيات كرايسلر نظرا لإعلان شركتي صناعة السيارات عن استثمارات جديدة في الولايات المتحدة بعدما جعل ترامب من انتاج السيارات في البلاد جزءا أساسيا من حملته. وأعلنت فورد تخليها عن خطط لبناء مصنع يتكلف 1.6 مليار دولار في المكسيك وأنها ستستثمر 700 مليون دولار في مصنع في ميشيجان على مدى أربع سنوات بينما قالت فيات كرايسلر إنها ستستثمر مليار دولار وتضيف ألفي وظيفة في مصانع في أوهايو وميشيجان لإنتاج سيارات رياضية متعددة الاستخدامات جديدة وشاحنات صغيرة.
وقالت الشركتان إنهما اتخذتا تلك القرارات لأسباب تجارية وليس بسبب ضغوط من ترامب لكنهما أشادتا بالرئيس المنتخب لسعيه إلى تحسين المناخ أمام الشركات للعمل في الولايات المتحدة. وقال سيرجيو مارشيوني الرئيس التنفيذي لفيات كرايسلر خلال معرض ديترويت للسيارات إن القرار كان على جدول الأعمال لوقت طويل وإنه تزامن "مصادفة" مع تغريدة ترامب التي انتقد فيها الشركة. بحسب رويترز.
وردا على سؤال عن الرسوم التي هدد ترامب بفرضها على السيارات المستوردة من المكسيك وأنحاء أخرى قال مارشيوني إن فيات كرايسلر ستتعايش مع أي قواعد تنظيمية جديدة. لكنه أضاف أن من "الممكن جدا" أن يدفع فرض رسوم كبيرة على السيارات المستوردة من المكسيك شركته إلى إغلاق مصانعها هناك. وأعلنت فورد أنها ستنتج السيارات الرياضية برونكو والشاحنات الصغيرة رانجر بمصنعها في وين لكنها ستنقل إنتاج سيارتها فورد فوكاس نظرا لانخفاض الطلب إلى مصنع قائم في المكسيك وليس إلى مصنع جديد كما أعلن في ابريل نيسان.
من جهة اخرى قالت شركة هيونداي موتور جروب إنها تعتزم زيادة استثماراتها الأمريكية 50 في المئة إلى 3.1 مليار دولار على مدى خمس سنوات وقد تشيد مصنعا في الولايات المتحدة لتصبح أحدث شركة سيارات تعلن عن إنفاق جديد بعدما هدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب شركات السيارات بفرض ضريبة على الواردات. ويتعرض ترامب لضغوط لتحقيق التعهدات التي قطعها خلال حملته الانتخابية لإنعاش الوظائف في القطاع الصناعي بالولايات المتحدة.
ولم يوجه ترامب سهام انتقاداته مباشرة لهيونداي موتور وكيا موتورز كورب اللتين تكونان هيونداي موتور جروب لكنهما ربما تشعران بالخطر لأنهما تحظيان بواحدة من أقل معدلات صنع السيارات في الولايات المتحدة نسبة إلى السيارات المبيعة هناك بين العلامات التجارية الرئيسية. ونفى تشونغ جين هانغ رئيس المجموعة أن تكون الخطة مدفوعة بضغوط من قبل ترامب لكنه قال إن المجموعة تأمل في تحسن الطلب على السيارات في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة مع تعهد ترامب بخلق فرص عمل.
شركة فولفو
الى جانب ذلك تتوقع شركة "فولفو" السويدية للسيارات تصدير نصف انتاج المصنع الذي تعتزم بناؤه في الولايات المتحدة الى العالم، على ما أعلن رئيس الشركة التي تملكها مجموعة صينية. وأكد رئيس مجلس إدارة فولفو هاكان سامويلسون أن مصنع تشارلستون في ولاية كارولاينا الجنوبية (جنوب شرق)، الذي سيكون أول مصنع لفولفا في اميركا الشمالية بعد مصنعيها في السويد والصين، سيبدأ بإنتاج الجيل المقبل من السيارات المتوسطة الحجم من طراز "إس 60" عام 2018.
وقال سامويلسون متحدثا للصحافيين في ديترويت عشية افتتاح المعرض الدولي للسيارات في كبرى مدن ميشيغان (شمال)، إن المصنع ستكون له طموحات "عالمية". وتابع "سينتج بالطبع للسوق الأميركية، لكن نصف الانتاج تقريبا سيتم تصديره"، مشيرا الى أن المصنع سيوظف حوالى ألفي شخص.
وأوضح أن القرار اتخذ عام 2014، قبل أن تطرح مسالة ابقاء الانتاج في الولايات المتحدة وعدم نقل المصانع الى المكسيك على شركات السيارات بسبب مواقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وباعت شركة فولفو العام الماضي 534 الف سيارة محققة رقما قياسيا من المبيعات، بينها 83 الف سيارات بيعت في الولايات المتحدة. وقال سامويلسون إنه عند اتخاذ قرار بناء هذا المصنع الذي ستبلغ طاقته الانتاجية مستقبلا مئة ألف سيارة في السنة، اتخذت فولفو قرارا بالعمل في أكبر سوق للسيارات في العالم. بحسب فرانس برس.
وأوضح "درسنا كلفة اليد العاملة وكلفة النقل، ودرسنا الظروف في المكسيك وفي جنوب الولايات المتحدة، وفي نهاية المطاف، لم يكن هناك فرق هائل من الناحية المالية". وتابع "المكسيك بلد جذاب جدا (...) لكنه كان يتحتم علينا الاقتراب من زبائننا وتفهمهم إن أردنا تطوير أعمالنا، وهذا مؤشر جدية وجهناه أيضا إلى شبكتنا للتوزيع". وأكد "اننا مسرورون فعلا لاتخاذ هذا القرار"، في وقت دعا الرئيس الأميركي المنتخب شركات السيارات إلى وضع حد لعمليات نقل مصانعها إلى المكسيك، مهددا باتخاذ تدابير جمركية ضدها.
واصبحت المكسيك حيث يريد الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب خفض استثمارات كبرى شركات السيارات الاميركية او اليابانية، في السنوات الاخيرة مركزا عملاقا لهذا القطاع. والمكسيك رابع دولة مصدرة للسيارات الخفيفة في العالم وسابع دولة منتجة عالميا للسيارات بحسب ارقام خبراء. ويمثل قطاع صناعة السيارات في هذا البلد رقم اعمال سنويا قدره 52 مليار دولار ويؤمن اكثر من 875 الف وظيفة مباشرة كما قالت وزارة الاقتصاد المكسيكية.
ولا تملك المكسيك شركات وطنية لانتاج السيارات لكن 80% من السيارات التي يتم جمعها في هذا البلد مخصصة للتصدير خصوصا الى الولايات المتحدة (72,2% من الصادرات) وكندا (10,5%). ويبرر ازدهار صناعة السيارات في المكسيك بالرواتب المنخفضة نسبيا والموقع الجغرافي القريب لهذا البلد من سوق اميركا الشمالية الضخمة ومعاهدات التبادل الحر التي وقعتها المكسيك مع 46 بلدا في العالم، كلها عناصر تجذب كبرى الشركات العالمية لصناعة السيارات.
واتفاق التبادل الحر (نافتا) الذي دخل حيز التنفيذ في 1994 مع كندا والولايات المتحدة يتيح تصدير بضائع مصنوعة في المكسيك الى الولايات المتحدة بشروط ودون رسوم جمركية. وخلال الحملة الانتخابية هاجم ترامب هذا الاتفاق ووعد باعادة التفاوض بشأنه او بالتخلي عنه بكل بساطة. وهدد دونالد ترامب مجموعة تويوتا اليابانية العملاقة لصناعة السيارات بفرض رسوم جمركية اذا مضت في احد مشاريعها في المكسيك. بهذا التهديد يمارس ترامب، ضغوطا غير مسبوقة على كبرى المجموعات الصناعية لحملها على البقاء في الولايات المتحدة.
اضف تعليق