المظاهرات التي اندلعت في عدة ولايات أمريكية، احتجاجاً على فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب غير المتوقع على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية، عدها البعض ثورة جديدة يمكن ان تسهم بخلق ازمات ومشكلات داخلية كبيرة، خصوصا وان الرئيس الحالي وكما يقول الكثير من الأمريكيين مختلف ومجنون وأحمق وبلا خبرة، كما ان تمرد ترامب وتهوره سيضعف الولايات المتحدة الامريكية، التي ستعاني ايضا من ارتفاع جرائم الكراهية وواستفحال العنصرية. وهو ما اكده دونالد ترامب، عقب فوزه برئاسة أمريكا، حيث قال إنه ما زال متمسكًا بنفس سياساته التي أعلن عنها في برنامجه الانتخابي، ومنها قضايا الهجرة غير الشرعية وترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذى يقدر عددهم من 2 إلى 3 ملايين شخص، وأنه مُصر على بناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك، وحث ترامب المتظاهرين الغاضبين من فوزه في الانتخابات على ألا يخافوا من توليه المنصب الرئاسي، حسبما أفادت جريدة "الإندبندنت" البريطانية.
وطمأن ترامب أنصاره بأنه لن يخذلهم فيما يخص حقوق امتلاك الأسلحة، والإجهاض، أو الهجرة. وأضاف ترامب: "ما نحن بصدد القيام به هو حصر أسماء الناس التي لها سجل إجرامي، أفراد العصابات، وتجار المخدرات، والكثير من هؤلاء الذين يتجاوز عددهم ربما الـ3 ملايين، وسنقوم إما بسجنهم أو ترحيلهم إلى بلادهم"، مؤكدا أن وضعهم غير قانوني. وعبر ترامب عن حزنه بسبب التقارير التي تفيد بأن حوادث التحرش وتخويف الأقليات ارتفعت منذ انتخابه، ودعا إلى وقف أعمال العنف ضد الأقليات وأضاف: "سأقول أمام الكاميرا أوقفوا هذا".
معركة طويلة
وفي هذا الشأن اتسمت المظاهرات التي خرجت في مدن أمريكية كبرى احتجاجا على وصول رجل الأعمال الجمهوري دونالد ترامب للبيت الأبيض بالارتجالية إذ نظمها على عجل شبان أمريكيون من خلفيات وأجندات مختلفة. لكن بالنظر إلى بقاء ترامب لأربع سنوات في السلطة وسيطرة حزبه على مجلسي الكونجرس يبدأ النشطاء في الاستعداد لحركة احتجاجية يأملون أن تكون هي الأطول في الولايات المتحدة منذ حركة (احتلوا وول ستريت).
وقال نشطاء في سلسلة مقابلات إن هذه الاحتجاجات ستكون مجرد بداية. وقال آل شاربتون وهو أحد قادة الحقوق المدنية في نيويورك إن المحتجين المناهضين لترامب يجب أن يحذوا حذو الجمهوريين في معارضاتهم لسياسات أوباما. وأضاف أن مناهضة الجمهوريين لأوباما بدأت بداية طبيعية وتطورت فيما بعد إلى حركة حزب الشاي وأدت في نهاية المطاف إلى انتخاب ترامب. وتابع "لن نكون كريهين مثلهم لكننا سنكون على نفس القدر من الإصرار. لن ينتهي هذا."
واندلعت مظاهرات كبيرة في نحو 12 مدينة أمريكية كبيرة من بينها بوسطن وسان فرانسيسكو وبالتيمور. وتحولت احتجاجات في بورتلاند بولاية أوريجون وبيركلي في كاليفورنيا إلى العنف إذ أضرم المحتجون النار واشتبكوا مع الشرطة. وفي بادئ الأمر وصف ترامب المحتجين على تويتر بأنهم "محتجون محترفون يحرضهم الإعلام" لكنه عدل لهجته فيما بعد وقال إنه معجب "بتحمسهم".
وقال تي.جيه. ويلز الذي تطوع للعمل في الحملة الانتخابية الفاشلة للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون إن قراره تنظيم احتجاج عند فندق ترامب الدولي بواشنطن قرب البيت الأبيض كان عفويا. وأضاف ويلز الذي يبلغ من العمر 27 عاما ويعيش في ضاحية واشنطن في مدينة بيثيسدا بولاية ماريلاند ويعمل في مجال الموارد البشرية "أخبرت عددا قليلا من الأصدقاء فحسب وفي غضون ساعات قليلة انضم المئات." وأشار إلى أنه يأمل أن يصبح الاحتجاج هو الأول ضمن مظاهرات كثيرة مماثلة. وقال "بدءا بيوم التنصيب وحتى خروجه من السلطة علينا أن نتأكد أنه إذا كان هناك ما سيقره ولا توافق عليه أغلبية الأمريكيين الذين صوتوا لهيلاري كلينتون فإننا سنكون فاعلين بهذا الشأن."
وصوت نحو 59.5 مليون أمريكي لترامب أي أقل من عدد الأصوات التي حصلت عليها كلينتون وهو 59.7 مليون صوت لكن أداء ترامب القوي في ولايات متأرجحة كولاية ميشيجان منحه نصرا حاسما في المجمع الانتخابي الذي يختار الرئيس في نهاية المطاف. وأشار معارضون إلى سجل ترامب بوصفه زعيم حركة (بيرثر) التي ادعت أن أوباما لم يولد في الولايات المتحدة كما أشاروا إلى وعوده بترحيل المهاجرين الذين يعيشون في البلاد دون وثائق رسمية ويقدر عددهم بنحو 11 مليون شخص.
وقال والتر سمولاريك أحد منظمي الاحتجاجات إن أعضاء تحالف (أنسر) وهي جماعة احتجاجية أمريكية واسعة النطاق شاركوا في مظاهرات ويستهدفون جذب عشرات الآلاف إلى مسيرة مناهضة لترامب. وأضاف "سيتصدى الشعب لأجندة ترامب منذ اليوم الأول." وأوضح أن الجماعة تعتزم مواصلة التظاهر طوال فترة ترامب الرئاسية التي تمتد أربع سنوات. ويتحدث ترامب منذ فوزه بنبرة أكثر اعتدالا مقارنة بتصريحاته أثناء الحملة الانتخابية الأمر الذي جعل بعض نشطاء الحقوق المدنية ينتظرون ليروا ما سيفعله ترامب قبل الانضمام إلى الاحتجاجات. بحسب رويترز.
وقال برنت ويلكز المدير التنفيذي القومي لرابطة مواطني أمريكا اللاتينية المتحدة "لا أعتقد أن ترامب يستجيب جيدا للاحتجاجات." وأضاف أنه مستعد للانتظار حتى يرى هل ستصبح تصرفات ترامب أكثر اعتدالا مما كانت عليه أثناء الحملة الانتخابية. وقال إنه إذا لم يحدث ذلك "فإننا سنكون هناك في الشوارع."
من جانب اخر وقف اثنان من أنصار ترامب على جانب أحد الطرق يحملان لافتة كتب عليها "كل ما نقوله امنحوا ترامب فرصة". ويخشى منتقدو ترامب أن تؤدي عباراته النارية المتعلقة بالمهاجرين والمسلمين والنساء وغيرهم فضلا عما يناله من دعم جماعة (كو كلوكس كلان) العنصرية وغيرها من العنصريين البيض إلى إثارة موجة تعصب ضد الأقليات.
وفي كلمة ما بعد الفوز بالانتخابات كانت لهجة ترامب أكثر تصالحية بكثير منها أثناء الحملة الانتخابية وتعهد بأن يكون رئيسا لكل الأمريكيين. ورفضت حملته تأييدا من صحيفة تصدرها جماعة كلان وقالت إن ترامب "يشجب الكراهية بكل أشكالها." وفي مقابلة مع فوكس نيوز أطلق رودي جولياني رئيس بلدية مدينة نيويورك السابق -وهو من مؤيدي ترامب البارزين- على المحتجين وصف "مجموعة من الأطفال الباكية المدللة". وحث المتحدث باسم اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري شون سبيسر المحتجين على إعطاء ترامب فرصة عندما يتولى المنصب في يناير كانون الثاني.
صدمة الانتخابات
الى جانب ذلك يحاول سكان نيويورك التعبير عن حالة الغضب والاحباط التي اصابتهم بعد الفوز المفاجئ لدونالد ترامب في الانتخابات الاميركية، بكتابة رسائل على اوراق صغيرة ملونة وتعليقها في المترو، في ما يشبه التعاون الجماعي على التعافي من اثار هذه الصدمة. "هل انا الوحيد المصاب بالخوف؟"، "انا غاضب"، "احتاج لمن يحضنني".. هذه نماذج عن العبارات المعلقة على جدران مترو نيويورك، تعبيرا عما يختلج في نفوس عدد كبير من المواطنين الاميركيين.
وبعد 24 ساعة على انطلاق هذه الظاهرة، كان بالامكان احصاء ثلاثة الاف ورقة من هذا النوع كتبها مواطنون مذعورون من وصول رجل الاعمال ذي الخطاب العنصري والشعبوي الى سدة الرئاسة. وتعود هذه الفكرة الى فنان شاب من نيويورك يهتم ايضا بالعلاج بالاعشاب، ويدعى ماثيو تشافيز. فمنذ تسعة اشهر، اطلق شافيز مبادرته هذه ممضيا اوقاتا في المترو رافعا شعارا مكتوبا "العلاج في المترو"، مشجعا سكان نيويورك على التنفيس عما يدور في اذهانهم على اوراق صغيرة وتعليقها في عربات النقل الجماعي هذه.
وبعد انتخاب دونالد ترمب، سادت حالة من الصدمة في هذه المدينة التي يناصر معظم سكانها هيلاري كلينتون، ولم يتوقع اي منهم ان يفوز منافسها المثير للجدل بسدة الرئاسة. ويقول تشافيز "فكرت ان التوتر مرتفع لدرجة انه يصعب على الناس ان يتحدثوا مع بعضهم بشكل عادي، لكني احببت ايضا ان يعرف كل منهم انه ليس وحيدا في ما يفكر فيه، وان بامكانهم التعبير عن انفسهم".
وضع تشافيز طاولة صغيرة في محطة المترو جمع فيها بعض ما كتب في المترو، وعلق على الجدار وراءه عبارة "عبر عن نفسك". وسرعان ما بدأ الناس يتوقفون امامه، لبضع دقائق، يمسكون ورقة، يكتبون رسالة، ويشكرونه، ثم يمضون وعيون الكثيرين منهم تغرق بالدموع. وكتبت شابة في الثالثة والثلاثين تدعى اندريا ريكارت "انا غاضبة"، وكان ذلك كافيا لجعلها تشعر ببعض الراحة. وهي ترى انه من "الجميل ان نتمكن من التعبير عن انفسنا، لقد منحنا امكانية ان نعبر عن مشاعرنا بكلمات، وان نتواصل مع الآخرين". بحسب فرانس برس.
وتقول تيرينا بيل وهي مديرة شركة "نحتاج الى التعبير بشكل صحي، والكتابة هي افضل الوسائل". وهي كتبت "دونالد ترامب، انا ادعو الله ان يوفقك"، رغم انها لم تصوت له في الانتخابات، لكن "ما نحتاج اليه الان هو الامل" كما تقول. وتحمل كثير من الرسائل هذه الروح الايجابية، رغم الصدمة النازلة بسكان نيويورك.
دعوات الانفصال
بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، تصاعدت دعوات بانفصال أكبر ولاية أميركية عن الولايات المتحدة. وعقدت الحركة الانفصالية، التي تُدعى YesCalifornia (نعم كاليفورنيا)، "جلسة ودية" خارج برلمان الولاية في ساكرامينتو. وكان النقاش بشأن فكرة الانفصال قد اشتعل على تويتر على وسم #calexit (خروج كاليفورنيا، على غرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) بمئات من التغريدات. ودعم الكثيرون الحركة، مضيفين إلى تغريداتهم وسماً آخر هو #notmypresident (ليس رئيسي)، في إشارة إلى دونالد ترامب، ولكن آخرين استخدموا الوسم نفسه للسخرية من الحركة ودعواتها.
"نعم كاليفورنيا" (YesCalifornia) هي لجنة عمل سياسية تشكلت في أغسطس/آب عام 2015، وتعمل على إجراء استفتاء في الولاية بحلول 2019، من شأنه أن يبدأ في الطريق الطويل الذي قد يؤدي إلى الانفصال القانوني عن الولايات المتحدة. وتقول المجموعة في كتابها الأساسي بعنوان CalExit Blue Book: "في نظرنا، تُمثل الولايات المتحدة الأميركية أموراً عديدة تتعارض مع قِيَم ولاية كاليفورنيا، واستمرارنا في وضع الولاية يعني أن كاليفورنيا ستواصل دعم الولايات الأخرى على حساب مصلحة الولاية، وعلى حساب أطفالنا".
ويضيف الكتاب: "هدف الحركة هو أن تأخذ كاليفورنيا مكانها المُستحق في العالم باعتبارها نداً للأمم الأخرى. نؤمن بحقيقتين راسختين: الأولى هي أن كاليفورنيا تؤثر في العالم تأثيراً إيجابياً، والثانية هي أن كاليفورنيا من شأنها أن تقدم خيراً للعالم كدولة مستقلة أكثر مما تفعله كولاية أميركية". وكاليفورنيا هي كبرى الولايات الأميركية من حيث عدد السكان، ما يجعل منها 11.6% من سكان الولايات المتحدة، وفقاً لأرقام تعداد الولايات المتحدة السكاني الصادر في منتصف العام الجاري. وإذا أصبحت كاليفورنيا دولة مستقلة، فستكون من أكثر 35 بلداً من حيث عدد السكان في العالم، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.
لكن الوصول إلى الهدف الذي تريده الحركة يكاد يكون ضرباً من ضروب المستحيل. يقول حكم للمحكمة الدستورية العليا صدر في 1869، إن الطريقة الوحيدة التي تسمح لولاية بالانفصال عن الولايات المتحدة هو "عبر ثورة أو موافقة الولايات". وترفض حركة YesCalifornia الثورة؛ لذا فالاستقلال لن يتحقق سوى عبر سلسلة من الأحداث المتلاحقة بعيدة الحدوث، بافتراض أن استفتاء 2019 قد حدث بالفعل، وهو أمر سيحتاج المُصوّتون في كاليفورنيا إلى اتخاذ قرار بشأنه في 2018.
وتقتضي جميع السبل السلمية لاستقلال كاليفورنيا تعديل الدستور الأميركي، ما يعني أن الهيئات التشريعية لثلثي الولايات يجب أن توافق على السماح لكبرى ولايات البلاد وأقوى محركاتها الاقتصادية بالانفصال. ويدعم الحركة العديد من مراكز القوى في الولاية، خاصة في شمال الولاية الغني بمشروعات التكنولوجيا. وحين ظهرت علامات فوز ترامب، انضم عدد من أصحاب المشروعات التكنولوجية الناشئة في شمال كاليفورنيا إلى نقاش استثنائي على تويتر بدأه شيرفين بيشيفار Shervin Pishevar، المؤسس المشارك لمشروع النقل المستقبلي "هايبرلوب وان"، والذي وعد بتمويل "حملة متماسكة من أجل أن تصبح كاليفورنيا دولة مستقلة".
وضمت قائمة رجال الأعمال الأغنياء الداعمين للفكرة؛ ديف مورين أحد كبار موظفي فيسبوك السابقين والرئيس التنفيذي لمنصة التواصل الاجتماعي Path، وأناند شارما مؤسس تطبيق Gyroscope الذي يراقب صحة مستخدمه باستخدام آيفون. وقال بيشيفار لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية يوم الأربعاء إنه لا يمزح (في دعمه للحركة). وأضاف: "إنه أكثر الأمور التي يمكنني القيام بها وطنيةً. البلاد في مفترق طرق خطير. وكاليفورنيا تحمل الكثير من الثقل باعتبارها سادس أكبر اقتصاد في العالم، والمُحرك الاقتصادي لأميركا، وأحد أكبر ممولي الخزانة الفيدرالية الأميركية".
مرونة ترامب
على صعيد متصل ومع تواصل المظاهرات المنددة بانتخاب الجمهوري دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة في عدة مدن أمريكية كبرى، بدا الرئيس المنتخب مرونة أكثر بخصوص العديد من القضايا التي أثارت جدلا واسعا خلال حملته الانتخابية. وفي هذه الأثناء عين ترامب نائبه مايك بنس على رأس فريق انتقالي يضم ثلاثة من أبنائه لإدارة عملية الانتقال من رئاسة أوباما إليه.
وبدا الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أكثر مرونة في مواقفه في اليوم الثاني من استشاراته لتشكيل الحكومة وسط تواصل المظاهرات ضده. فبعد أيام على انتخابه رئيسا بدا قطب العقارات كأنه يسعى إلى التخفيف من حدة مواقفه في مقابلات صحفية أثناء مشاوراته لتشكيل إدارته، معلنا إمكانية "تعديل" قانون "أوباماكير" للتامين الصحي الصادر في 2010 بعد أن وعد بإلغائه أثناء الحملة.
ويشكل هذا الإعلان واحدا من عدة مفاجآت لدى ترامب التي بدأت بإعلانه تعيين نائبه مايك بنس على رأس فريق انتقالي مكلف اختيار أعضاء الإدارة المقبلة يشمل ثلاثة من أبنائه ومجموعة شخصيات من الطبقة التقليدية في واشنطن. وأتى هذا التغيير وسط استمرار المظاهرات المناهضة لترامب في شوارع مدن كثيرة ، حيث عبر المشاركون عن الخوف من حدوث حملات قمع معادية للأجانب أثناء ولايته.
ويعمل ترامب مع فريق حملته الانتخابية في مقر إقامته ومكاتبه في برج ترامب في الجادة الخامسة في نيويورك، لبحث المرحلة الانتقالية التي تسبق توليه السلطة في البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير المقبل. وعين ترامب في فريق عمله للمرحلة الانتقالية ثلاثة من أبنائه وصهره جاريد كوشنر، إلى جانب مجموعة من الشخصيات المعروفة من الطبقة السياسية التقليدية التي هاجمها بحدة أثناء الحملة، بينهم رئيس الحزب الجمهوري راينس برايبس الذي أشارت التكهنات إلى إمكانية تعيينه كبير موظفي البيت الأبيض.
وبعد لقاء ترامب بأوباما في البيت الأبيض لبحث الفترة الانتقالية قبل تسلم مهامه رسميا في 20 كانون الثاني/يناير، تطرق الرئيس المنتخب لصحيفة وول ستريت جورنال إلى مختلف الملفات الداخلية والدولية التي طرحها أثناء حملته، والتي أثار بعضها جدلا كبيرا. وأكد ترامب للصحيفة أنه قد يكتفي بـ"تعديل" قانون "أوباماكير" للتامين الصحي، رغم توعده بإلغائه أثناء الحملة، مؤكدا أن "أوباماكير سيخضع للتعديل أو الإلغاء أو الاستبدال".
وأوضح الرئيس المنتخب أن الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما اقترح عليه أثناء لقائهما الاحتفاظ بعدة أجزاء من القانون الذي أجاز لـ22 مليون أمريكي الحصول على تامين صحي "فقلت له إنني سأدرس هذه المقترحات، وسأفعل ذلك احتراما له". لكنه في ملف سوريا بدا كأنه يتجه الى انعطافة كبرى بعيدا عن سياسات إدارة أوباما. وصرح "كان لدي رأي مغاير عن الكثيرين بشأن سوريا" مقترحا مضاعفة التركيز على مقاتلة تنظيم داعش في سوريا، عوضا عن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم.
وقال ترامب "موقفي هو التالي: أنت تقاتل سوريا، وسوريا تقاتل تنظيم داعش وعليك القضاء على هذا التنظيم. روسيا اليوم تقف تماما في صف سوريا، واليوم أصبح لديك إيران التي تزداد نفوذا، بسببنا، والواقفة في صف سوريا...حاليا نحن ندعم فصائل معارضة تقاتل سوريا ولا فكرة إطلاقا لدينا عمن يكون هؤلاء الأشخاص". أضاف ترامب أنه في حال هاجمت الولايات المتحدة الأسد فهذا يعني "في النهاية أننا نقاتل روسيا". وفي ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي اعتبره ترامب "حربا بلا نهاية" أعرب عن أمله في المساهمة في التوصل إلى حل. وقال "إنها الصفقة الأعظم" لافتا من منطلق خبرته في الأعمال إلى أنه "يريد إبرام ... الصفقة المستحيلة، وذلك لصالح البشرية جمعاء". بحسب فرانس برس.
وشكل فوز ترامب على المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون صدمة كبيرة في البلاد، لا سيما وسط توقعات اعتبرتها الأوفر حظا للفوز. لكن في مقتطفات من مقابلة معه قام ترامب بمدح كلينتون، مع العلم أنه كان استخدم أسوأ العبارات في وصفها خلال الحملة، في وقت كان مؤيدوه يرددون عبارة "أسجنوها" عند ذكر اسمها. وقال ترامب في المقابلة مع شبكة "سي بي إس" "اتصلت بي هيلاري وقد كان ذلك اتصالا لائقا. (إنه) اتصال صعب بالنسبة إليها، أستطيع أن أتخيل ذلك. اتصال أكثر صعوبة بالنسبة إليها مما كان سيكون بالنسبة إلي. في النهاية كان سيكون صعبا جدا جدا بالنسبة إلي. لقد كانت في منتهى اللطف. لقد قالت لي فقط ’مبروك دونالد، عملا موفقا‘". وتابع "قلت ’أريد أن أشكرك بصدق، لقد كنت منافسة كبيرة‘"، معتبرا أنها "قوية فعلا وذكية جدا". كما أضاف أنه لا يستبعد إمكان طلب النصح من الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وذلك بعد تلقيه مكالمة تهنئة "ودية جدا" من زوج منافسته الديموقراطية معتبرا "أنه شخص موهوب جدا، في النهاية إنها عائلة موهوبة جدا. بالتأكيد، سأفكر في ذلك".
اضف تعليق