يجاهر الزعيم المستقبلي لأكبر حليف للشرق الأوسط - الذي وصفه أمير سعودي بأنه "عار على أمريكا" بعد دعوته لحظر دخول المسلمين - بازدرائه للشراكات الأمنية مع العرب ويعتقد أنه بدون الولايات المتحدة فإن السعودية لن يكون لها وجود لفترة طويلة.
ويعني فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أنه الرجل الذي سيتعين على حلفاء واشنطن العرب التعامل معه بعد تنصيبه في يناير كانون الثاني بينما يلتمسون مساعدة الولايات المتحدة لإنهاء حروب من سوريا إلى الموصل وإدارة أزمات إنسانية وتوفير وظائف لمواطنيهم في وقت يشهد انخفاضا في أسعار النفط.
يشير الهجوم الذي وجهه ترامب اثناء حملته الانتخابية على المهاجرين المسلمين - والذي كان هدفا لتعليقات الأمير السعودي الوليد بن طلال على تويتر - والحلفاء العرب الذين لا "يدفعون" في مقابل الدعم الأمريكي إلى أن العلاقة قد تكون حساسة، ومن غير الواضح إلى أي حد سيختلف ترامب الرئيس عن ترامب المرشح المثير للاستقطاب في الانتخابات، وسرعان ما تدفقت رسائل تهنئة مقتضبة من حلفاء عرب من بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تمنى لترامب النجاح "بما يحقق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع"، لكن بعيدا عن البروتوكول فإن فوز ترامب مصدر قلق للكثير من الحكام والملوك والأمراء العرب. فهم يواجهون الآن أمريكا جديدة يقودها ترامب الذي يخشون أن يغير نظاما إقليميا ساد لعقود من الزمان، وأسلوب ترامب العملي الجاد يروق لبعض العرب العاديين الذين يشيدون بما يعتبرونه قدرته على القيادة الصارمة.
ثمة مخاوف على وجه الخصوص بأن خطاب ترامب المعادي للمهاجرين المسلمين سيستفيد منه تنظيما الدولة الإسلامية والقاعدة الحريصان على تجنيد الشبان العرب الغاضبين لشن حرب على حكومات المنطقة التي يعتبران أنها عميلة لواشنطن.
ويريد زعماء الخليج العرب رئيسا أمريكيا يتفهم مخاوفهم بعد ثماني سنوات مما يعتبرونه غيابا للثقة في ظل الرئيس باراك أوباما وهو شخص لم يقدم نوع الاتصال الشخصي الذي يقًدرون أهميته.
ويريدون على الأخص المساعدة لاتقاء إيران منافستهم الأساسية. لكنهم يخشون أن تشجع إشادة ترامب العلنية بفلاديمير بوتين روسيا على توسيع دعمها للرئيس السوري بشار الأسد وهو حليف لإيران وعدو لمعظم الدول العربية.
يقول دبلوماسيون ومحللون إنه فيما عدا تعهده بأمن إسرائيل - وهو من ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية - ونبرة انعزالية في تصريحاته لا يزال الكثير في بيانات ترامب بشأن المنطقة غامضا أو لم يدرس بعناية.
وهناك انقسام في الرأي بشأن ما إذا كانت تعليقات ترامب أثناء الحملة الانتخابية ستوضع موضع التنفيذ عندما يتولى الرئاسة. ومن بين هذه التعليقات قوله إنه سيدرس وقف شراء الولايات المتحدة للنفط السعودي ما لم تقدم الرياض قوات لمكافحة داعش.
من جهته عبر السيسي -الذي عقد اجتماعا وديا مع ترامب خلال زيارة لنيويورك في سبتمبر أيلول- عن أمله في أن يؤدي انتخاب ترامب وهو أحد أقطاب رجال الأعمال إلى "ضخ روح جديدة في مسار العلاقات المصرية الأمريكية"، وتتلقى مصر مساعدات من الولايات المتحدة قيمتها 1.3 مليار دولار سنويا.
ودون الالتفات إلى تصريحات ترامب المعادية للمسلمين رحب الكثير من المصريين بفوزه وقالوا إن الفترة التي قضتها منافسته هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية لم تبق لها سوى عدد محدود من الأصدقاء في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، ولمصر علاقات قوية مع الولايات المتحدة لكن العلاقات شابها فتور تحت حكم السيسي إذ لم تشعر واشنطن في بادئ الأمر بالارتياح لإطاحته بحكم الإخوان المسلمين.
فيما أثار فوز ترامب ترحيبا حذرا في سوريا التي تشهد عامها السادس من الحرب بين المعارضة وقوات حكومة الأسد، وفي دمشق أشار عضو البرلمان السوري شريف شحادة إلى أن السياسة الأمريكية قد تغير أسلوب الأسد. وأبلغ رويترز "يجب أن نكون متفائلين لكن بحذر"، وغذت بيانات ترامب بشأن سوريا وموقفه الأكثر انفتاحا تجاه روسيا حليف الأسد مخاوف المعارضة بشأن السياسة التي قد يتبعها بشأن الصراع الذي يقصف فيه سلاح الجو الروسي مقاتلي المعارضة.
بينما اتسمت العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية خلال السنوات الاخيرة بالتوتر، لا سيما منذ توقيع الاتفاق النووي الايراني الذي كانت تعارضة الرياض، ووجه ولي العهد السعودي محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان برقيات مماثلة الى دونالد ترامب.
اما فلسطين فكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أوائل الزعماء العرب الذين هنأوا دونالد ترامب على فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية لكن المحللين يرون أن فترة رئاسة المرشح الجمهوري سيكون لها تأثير سلبي عميق على تطلعات الفلسطينيين في الوقت الذي تعزز فيه ثقة الإسرائيليين، وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو عن ثقته في أنه وترامب يمكن أن يعملا سويا للوصول بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى "آفاق جديدة" وقال مكتبه لاحقا إن ترامب دعاه في اتصال هاتفي إلى اجتماع "في أول فرصة"، وأثناء الحملة الانتخابية حظي ترامب بدعم من الإسرائيليين بعد أن وعد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وهي خطوة من شأنها أن تكرس الاعتراف بالمدينة كعاصمة لإسرائيل.
وعلى الرغم من أن هذا الوعد سبق أن أطلقه كثيرون من المرشحين الرئاسيين الأمريكيين إلا أن ترامب هو من نوع الزعماء الذين قد يجعلون هذا الوعد واقعا ومن المرجح أن يحظى أيضا بمساندة كاملة من الكونجرس الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
وفي حال حدثت هذه الخطوة فإنها ستلغي عقودا من الدبلوماسية الدولية التي حافظت على أن الوضع النهائي للقدس لن يتقرر إلا من خلال تسوية عن طريق التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يريدون أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم التي يريدون أن تضم أيضا الضفة الغربية وقطاع غزة.
حيث تمر التطلعات الوطنية للفلسطينيين بمرحلة صعبة بالفعل لسببين على الأقل: العداء والانقسام بين حركة فتح بزعامة عباس وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وهو ما يمزق الوحدة السياسية والمدى الذي وصلته إليه إسرائيل في بناء المستوطنات بالضفة الغربية والقدس الشرقية والذي يلتهم ببطء الأراضي المتبقية لدولة فلسطينية.
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ حرب عام 1967. ويوجد الآن 350 ألف مستوطن يهودي يعيشون في الضفة الغربية و250 ألفا في القدس الشرقية. ويبلغ عدد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 2.8 مليون في حين يعيش حوالي 300 ألف في القدس الشرقية، وفي ظل رئاسة ترامب يتوقع محللون إسرائيليون ضغوطا أقل من الولايات المتحدة لوقف البناء الاستيطاني مما يعني أن عدد المستوطنين سيزداد بلا رادع مما يجعل حل الدولتين -الذي تعمل الدبلوماسية الدولية على التوصل إليه منذ عقود- بعيد المنال بشكل أكبر، وعليه يجمع المحللون ان الاهم بشأن مستقبل الشرق الاوسط هو ماذا سيطرأ على المشهد السياسي في الكثير من القضايا التي تضبط وتوازن على وقع هذا الفوز في المستقبل وخصوصا مع العرب؟.
العرب يجدون صعوبة في فك شفرة خطاب ترامب بشأن الشرق الأوسط
قال علي المهندي (57 عاما) وهو قطري يملك شركة للأجهزة الكهربائية أثناء تزويد سيارته بالوقود في محطة بالدوحة "زعيم قوي ... هذا ما نحتاجه هنا في الشرق الأوسط وفي أنحاء العالم"، ويرى مهندي في ترامب حليفا مفيدا في مواجهة تهديد الجماعات المتشددة قائلا إنه "صريح للغاية وليس مثل الساسة. الإسلاميون المتشددون سيئون بالنسبة للغرب وبالنسبة لنا أيضا". بحسب رويترز.
لكن هناك مخاوف من غياب الوضوح في سياسات ترامب بالنسبة لأكثر مناطق العالم اشتعالا بينما تسعى جاهدة للانعتاق من الحرب وحماية التدفق الحر لصادراتها النفطية، وقال فيصل اليافعي المعلق بصحيفة ذا ناشونال إن الكثير من الناس يعتقدون أن ترامب استخدم تصريحاته المتهورة للفوز بالأصوات وإنه سيخفف منها عندما يتولى الرئاسة، وأضاف قائلا "أنا غير مقتنع. أعتقد أنه يؤمن في حقيقة الأمر بخطابه. من المقلق للغاية أنه لا يبدو غير مدرك لكيفية عمل السياسة العالمية. فعلى سبيل المثال فإن المرء لا يخرج علنا ويقول 'إذا تعرض حلفاؤنا للتهديد فإننا لن نتدخل .. لماذا لا يستطيعون بناء أسلحتهم النووية؟'".
"هذا النوع من الحديث لا يساعد الثقة. ذلك الانهيار في الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها له تأثير حتمي غير مباشر على الاقتصادات وعلى القرارات التي تتخذها هذه الدول على مستوى سياسي"، وأشار اليافعي الذي تصدر صحيفته من الإمارات العربية المتحدة إلى أن العراقيين يضعون أرواحهم على الجبهة لاستعادة الموصل المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة في بلدهم. وقال "هذه ليست حربا من أجل المنطقة فقط إنها حرب من أجل العالم، وبدا آخرون أكثر تفاؤلا، توقع مسؤول تركي رفيع المستوى استمرار العلاقات القوية مع الولايات المتحدة قائلا إن "التعليقات في فترة انتخابات دائما ما تكون نبرتها أكثر تصلبا وتشددا من اللازم. لكنها تظل مرتبطة بفترة الانتخابات".
السعوديون مستعدون للمجازفة
قال الأمير سلطان بن خالد الفيصل الضابط السابق بالقوات الخاصة السعودية وهو الآن باحث بارز في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض إن "ما يقولونه وما يفعلونه (في الانتخابات الأمريكية) شيئان مختلفان تماما، "السياسة الخارجية لا يصنعها رجل واحد. لكن من الصعب تحديد سياسته في حقيقة الأمر".
وكانت تعليقات ترامب هجومية ومثيرة للانتباه. فقد قال إن الولايات المتحدة يجب أن تحصل على مقابل من الدول التي تقدم الحماية لها، وقال ترامب لصحيفة نيويورك تايمز في مارس آذار إنه بدون أمريكا فإن "السعودية لن يكون لها وجود لفترة طويلة جدا".
لكن وراء كل ذلك فإن كثيرين من المسؤولين والمراقبين يرون نتيجة أخرى لا تحمد عقباها، ولم يسُر فوز ترامب الأحزاب اليمينية في الغرب فقط بل أيضا الجماعات المتشددة التي أبلغت أنصارها أن الانتخابات كشفت الموقف الحقيقي للولايات المتحدة تجاه المسلمين، وقال أحد أنصار تنظيم الدولة الإسلامية على مواقع التنظيم على الإنترنت "سقطت الأقنعة"، وكتب آخر يقول "إعلانات (ترامب) الحمقاء وحدها ستخدمنا حتى إذا كانت قراراته ستكون تحت إشراف مجلس الشيوخ."، في سياق متصل بعث الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ببرقية تهنئة الى دونالد ترامب بعد اعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية الاميركية، متمنيا له ان يوفق في تحقيق "الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والعالم".
واشاد الملك السعودي في برقيته، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية، بـ"العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين الشقيقين التي يتطلع الجميع الى تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة لما فيه خير ومصلحة البلدين".
وتوقع السفير السعودي في واشنطن الامير عبدلله بن فيصل بن تركي في حديث مع صحيفة "عرب نيوز" استمرار العلاقة "المتقدمة" مع الولايات المتحدة، وقال انه على الرغم من التوتر على خلفية الاتفاق النووي الايراني، فان "العلاقة الاميركية السعودية متينة وتتعمق في كل المجالات، مهما كان نزيل البيت الابيض. هذا هو الوضع منذ ثمانية عقود"، وتابع "يمكننا ان نختلف أحيانا على بعض التكتيكات، وهو أمر طبيعي بين أصدقاء وحلفاء، لكن اهدافنا العامة تبقى متطابقة ونرغب بمواصلة عملنا مع الادارة المقبلة من اجل السلام وفي العالم".
الرئيس المصري يستبق زعماء العالم لتهنئة ترامب بالفوز
قالت رئاسة الجمهورية في مصر إن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو أول زعيم دولي يجري اتصالا هاتفيا بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتهنئته.. في حين رحب كثير من المصريين بفوز ترامب وتجاهلوا تصريحاته المناهضة للمسلمين.
وقالت الرئاسة في بيان: "أعرب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن خالص تقديره لاتصال السيد الرئيس مشيرا إلى أنه أول اتصال دولي يتلقاه للتهنئة بفوزه في الانتخابات، وأضافت: "عبر الرئيس ترامب عن تطلعه للقاء السيد الرئيس قريبا".
وقال هاني نصر وهو محاسب يبلغ من العمر 56 عاما "نحن هنا في مصر نحب ترامب وليس هيلاري. هيلاري هذه عدوة الشرق الأوسط ونحن كنا متخوفين من وجودها. لكن ترامب علاقته جيدة بنا ويبعث فينا الطمأنينة وكنا نتمنى فوزه"، وردا على سؤال حول رأيه في تصريحات ترامب المعادية للمسلمين خلال الحملة الانتخابية قال "هذا مجرد كلام يقال في الانتخابات ولن يطبق على أرض الواقع".
كان ترامب قد دعا أثناء الحملة الانتخابية لفرض حظر على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة بعد حادث إطلاق نار ارتكبه اثنان من المسلمين أدى إلى مقتل عدد من الأمريكيين.، ولاقت تصريحات ترامب انتقادات لاذعة من الأمريكيين المسلمين الذين قالوا إن موقفه أشعل أجواء ربما يشعر الناس فيها أنهم قد يتعرضون للتمييز أو حتى لهجمات، لكن لا تحظى كلينتون التي كانت وزيرة للخارجية إبان انتفاضات الربيع العربي عام 2011 بشعبية لدى كثير من المصريين. ويعتبرها كثير من مؤيدي الانتفاضة داعمة قديمة لحسني مبارك الذي أطيح به من السلطة، ويعتبرها مؤيدو الرئيس السيسي أيضا متعاطفة بقدر كبير جدا مع جماعة الإخوان المسلمين التي فاز أحد قياداتها بأول انتخابات رئاسية حرة بعد الانتفاضة. وأعلن السيسي حين كان وزيرا للدفاع عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي للجماعة عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه، وفي انتخابات "استطلاعية" جرت في الجامعة الأمريكية بالقاهرة حصل ترامب على 42 في المئة من الأصوات البالغ عددها 153 صوتا.
وقال علي نبيل وهو طالب (20 عاما) "كنت أعتزم الهجرة لكن انتخاب الشعب الأمريكي لترامب سيؤثر على قراري. ترامب عنصري .. إنه يكره المسلمين"، وبدا مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مصر منقسمين حول النتائج وأبدى النشطاء السياسيون والشبان اهتماما أكبر من غيرهم بفوز ترامب، وقال المحامي والناشط محمود عفيفي على تويتر "نجاح هيلاري لم يكن طوق النجاة لأحد، ولكن نجاح ترامب اثبت أن خطاب العنصرية والكراهية والتطرف أصبح مقبولًا فى المجتمعات الأكثر ثقافة ووعيا وديمقراطية"، وسخر بعض المصريين من النتيجة وقالوا إنهم يتوقعون طوفان من المهاجرين الأمريكيين بعد الانتخابات التي اتسمت بالاستقطاب، وقال المحامي الحقوقي جمال عيد "عندنا في مصر حوالي سبعة ملايين شقة فاضية (خاوية) يصلحوا للاجئين الأمريكيين".
فوز ترامب يثير قلق المعارضة السورية وتفاؤلا حذرا في دمشق
أثار انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة يوم الأربعاء قلقا بين جماعات المعارضة السورية وتفاؤلا حذرا في دمشق حيث ينظر إلى انتصاره على أنه نتيجة أفضل من فوز للديمقراطية هيلاري كلينتون، ولطالما وجهت المعارضة السورية انتقادات شديدة لما ترى أنه دعم غير كاف من إدارة الرئيس باراك أوباما لمعركتها ضد الرئيس السوري بشار الأسد رغم أن واشنطن راع مهم للانتفاضة، ورغم أن البعض في المعارضة السورية قال إن ترامب لم يصغ بعد سياسة واضحة بشأن سوريا إلا أن تصريحاته بشأن سوريا وموقفه الأكثر انفتاحا على روسيا حليف الأسد أثارا قلق المعارضة بشأن السياسة التي قد ينتهجها بخصوص الصراع السوري الذي تنفذ فيه القوات الروسية ضربات جوية ضد جماعات المعارضة المسلحة.
وقال زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لجماعة معارضة مقرها حلب لرويترز "يعني بتصور إن الأمور راح تكون صعبة بسبب تصريحات ترامب وعلاقته مع بوتين وروسيا. بتصور هذا الأمر يكون غير جيد للقضية السورية عموما".
وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه رويترز في 25 أكتوبر تشرين الأول إن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية لها أولوية على إقناع الأسد بالتنحي وحذر من أن كلينتون قد تجر الولايات المتحدة إلى حرب عالمية جديدة بشأن الصراع في سوريا، وخلال واحدة من مناظراته مع كلينتون قال ترامب إنه "لا يحب الأسد على الإطلاق لكن الأسد يقتل الدولة الإسلامية" مع روسيا وإيران، وتقول المعارضة السورية إن أوباما فشل في دعمها بشكل كاف بعد أن دعا إلى رحيل الأسد عن السلطة وأخفق في فرض "خطه الأحمر" ضد استخدام الأسلحة الكيماوية وأعاق تسليم أسلحة مضادة للطائرات إلى مقاتلي المعارضة.
وفي دمشق قال عضو بالبرلمان السوري إنه متفائل بأن السياسة الأمريكية ستتحول لصالح الأسد لكنه تفاؤل مشوب بالحذر، وأضاف شريف شحادة في مقابلة أجرتها معه رويترز عبر الهاتف "ينبغي أن نكون متفائلين لكن بحذر"، وقال إن دول الخليج العربية التي دعمت الانتفاضة السورية كانت تعول على فوز كلينتون وأنها الآن في مأزق. وقال "على الإدارة الأمريكية أن تنفذ ما وعدت به في حملة الانتخابات"، وأشار جورج جنبور مدير جمعية العلوم السياسية السورية ومقرها دمشق إلى تلميح ترامب في السابق إلى أن روسيا قد تصبح حليفا مهما جدا في الحرب ضد الدولة الإسلامية. وقال "آمل أنه سيواصل هذا النهج في التفكير".
فوز ترامب يشجع نتنياهو ويؤثر سلبا على تطلعات الفلسطينيين
كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أوائل الزعماء العرب الذين هنأوا دونالد ترامب على فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية لكن المحللين يرون أن فترة رئاسة المرشح الجمهوري سيكون لها تأثير سلبي عميق على تطلعات الفلسطينيين في الوقت الذي تعزز فيه ثقة الإسرائيليين، وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو عن ثقته في أنه وترامب يمكن أن يعملا سويا للوصول بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى "آفاق جديدة" وقال مكتبه لاحقا إن ترامب دعاه في اتصال هاتفي إلى اجتماع "في أول فرصة".
وذكر بيان أن عباس يبقي فيما يبدو على بعض الأمل في أن ترامب الذي لم يعلن أي برنامج واضح للسياسة الخارجية قد يفتح صفحة جديدة فيما يتعلق بالشرق الأوسط، وجاء في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن "الرئيس محمود عباس يهنئ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناسبة انتخابه ويأمل تحقيق السلام العادل خلال ولايته"، لكن هذا قد يبدو من قبيل التمنيات، وأصدر نتنياهو الذي ربطته علاقة مضطربة بالرئيس الامريكي باراك أوباما بيانا هنّأ فيه ترامب ووصفه بأنه "صديق حقيقي" لإسرائيل، وقال "أنا على ثقة بأن الرئيس المنتخب ترامب وأنا سنواصل تعزيز التعاون الفريد بين دولتينا بل والوصول به إلى مستويات أعلى"، وتابع بالقول "أتطلع للعمل معه لتحسين الأمن والاستقرار والسلام في منطقتنا". وإنهارت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في عام 2014. بحسب رويترز.
وأوضح وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت في بيان أصدره على عجل الآثار التي يتوقع أن تترتب على فوز ترامب، وقال بينيت -وهو زعيم لحزب يميني يدعم بناء المستوطنات الإسرائيلية ويعارض اقامة دولة فلسطينية "عهد الدولة الفلسطينية انتهى"
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس "الشعب الفلسطيني لا يعول كثيرا على التغيير في الرئاسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية" مضيفا أن "هذه سياسة ثابتة وقائمة على الانحياز للاحتلال الإسرائيلي"، في حين قال المحلل السياسي في رام الله جورج جقمان لرويترز "لقد اتسمت معظم تصريحات ترامب بشعارات لا مضمون واضح لها ودون تفاصيل"، وأضاف "لا يجب أن نتوقع أن الشعارات التي أطلقها ترامب في حملته الانتخابية ستبقى كما هي.. غير أن ما يميز ترامب من غير المعروف تماما ما هي السياسات التي سينتهجها لأنه لا توجد أية خطط تفصيلية سوى شعارات".
وزير اسرائيلي يقول ان فكرة دولة فلسطينية انتهت بعد فوز ترامب
قال وزير التعليم الاسرائيلي نفتالي بينيت ان فكرة الدولة الفلسطينية انتهت بعد انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، داعيا اسرائيل الى التراجع عن فكرة اقامة هذه الدولة، وراى بينيت الذي يتزعم حزب "البيت اليهودي" المتشدد ان "فوز ترامب يشكل فرصة لاسرائيل للتخلي فورا عن فكرة اقامة دولة فلسطينية". واضاف "هذا هو موقف الرئيس المنتخب (...) انتهى عهد الدولة الفلسطينية". بحسب فرانس برس.
ودعت وزيرة العدل ايليت شاكد وهي كذلك من حزب "البيت اليهودي" ترامب الى الوفاء بوعده بنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس، في خروج عن سياسة الادارات الاميركية المتعاقبة سواء كانت ديموقراطية ام جمهورية، كما دعت تسيبي هوتوفلي نائبة وزير الخارجية وهي من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ورئيس بلدية القدس نير بركات الى نقل السفارة الاميركية الى مدينة القدس.
وكان نتانياهو تسبب في جدل عندما استبعد اقامة دولة فلسطينية قبل الانتخابات العامة في 2015، الا انه عاد عن ذلك واعرب عن تاييده لحل الدولتين، ويعتبر وضع القدس من بين اعقد القضايا في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، حيث يعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية، بينما يدعو الاسرائيليون الى ان تكون المدينة باكملها عاصمتهم، وتعهد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
اضف تعليق