يبدو أن نتائج الانتخابات الأمريكية الرئاسية التي ستجري في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 وكما يرى بعض الخبراء، قد أصبحت شبه محسومة لمصلحة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والتي ستكون أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تتقلد هذا المنصب، فقد أظهرت استطلاعات الرأي تقدم كلينتون على منافسها الجمهوري ورجل الاعمال المثير للجدل دونالد ترامب، الذي أوقع نفسه في الكثير من المشاكل، بسبب تصريحاته واتهاماته العنصرية والمهينة للنساء وللمهاجرين الأجانب ومواقفه المتشددة من المسلمين وغيرها من الاخطاء الاخرى، التي حولت الولايات المتحدة الامريكية الى ساحة حرب للتشهير وكشف الفضائح ونشر الإشاعات بهدف تحقيق مكاسب على الساحة الأمريكية، التي تشهد اليوم وبحسب مجلة فورين بوليسى (أقذر انتخابات فى تاريخ أمريكا)، وربما يكون هذا التعبير المستخدم من قبل المجلة الأعرق فى الصحافة الأمريكية كما نقلت بعض المصادر، هو المعبر الحقيقى عن الصراع الانتخابى الحالى الجارى فى الولايات المتحدة، الذى تخطى حد التنافس السياسى؛ ليصل إلى مرحلة الاتهامات الجنائية التى يحاسب عليها القانون. فكل من المرشحين البارزين يتهم الآخر بارتكاب جرائم أخلاقية والتهرب منها، سواء بدليل أو من دون دليل، فى محاولة للتأثير على آراء الناخبين قبل يوم 8 نوفمبر، موعد انطلاق الانتخابات الأمريكية.
كما وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية ما يدور فى الساحة الأمريكية حاليا بـ«المهزلة الحقيقية والقذرة»، التى كان وقودها بصورة كبيرة التشهير والأكاذيب والرشاوى، يستخدم فيها كل طرف ما لديه من نفوذ داخل وسائل الإعلام من صحف ومجلات وقنوات تليفزيونية ووسائل ضغط لدى مواقع التواصل الاجتماعى. جدير بالذكر أن «واشنطن بوست» المعروف بولائها للحزب الجمهورى، لم تعلن فى موقف نادر الحدوث تأييدها للمرشح الجمهورى «دونالد ترامب» بل قادت حملة للهجوم عليه واصفة إياه بأنه سيدمر سمعة الحزب الجمهورى.
كلينتون تتقدم
في هذا الشأن ومع دنو موعد إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية، لا تزال المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون التي زادت تقدمها على خصمها الجمهوري دونالد ترامب في استطلاعات الرأي، تجول على الولايات الأساسية سعيا لتوسيع الفارق بينهما. وأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة "إيه بي سي" أن كلينتون التي تأمل أن تصبح أول امرأة في سدّة الرئاسة في الولايات المتحدة، تحظى بـ50% من نوايا الأصوات، في أعلى نسبة تأييد تحرزها منذ بدء الحملة الانتخابية، مقابل 38% لرجل الأعمال الثري.
وأقرت كيليان كونواي مدير حملة ترامب لشبكة "إن بي سي" في اعتراف نادر من فريق المرشح الجمهوري "إننا متأخرون"، مؤكدة في الوقت ذاته أن الانتخابات لم تحسم بعد. ودعا دونالد ترامب أنصاره خلال تجمع انتخابي في نايبل بولاية فلوريدا للتوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع في 8 تشرين الثاني/نوفمبر "للتخلص نهائيا من هيلاري الفاسدة". وقال ان "الأرقام رائعة في فلوريدا، لا تصدقوا وسائل الإعلام"، مخالفا بذلك كل المؤشرات في هذه الولاية الجنوبية حيث تشير الغالبية الساحقة من استطلاعات الرأي إلى تقدم منافسته عليه.
من جهتها، تحدثت وزيرة الخارجية السابقة في كنيسة للسود في دورهام في كارولاينا الشمالية، وهي على يقين بأن الفوز في الانتخابات يمر عبر تعبئة شديدة في صفوف الأقليات. وتحدثت كلينتون إلى جانب سيبرينا فولتون، والدة الفتى الأسود ترايفون مارتن الذي أثار مقتله صدمة في أميركا عام 2012، فدعت إلى التنبه لـ"العنصرية الكامنة في النظام" والتي لا تزال على حد قولها منتشرة في الولايات المتحدة.
من المقرر ان تعود هيلاري كلينتون الى هذه الولاية التي تشهد صراعا محموما بين المرشحين للفوز بأصوات ناخبيها، وهذه المرة برفقة السيدة الأولى ميشيل اوباما التي تلعب دورا أساسيا في الحملة الديموقراطية بسبب شعبيتها القوية ومهارتها الخطابية. وسيكون هذا اول مهرجان انتخابي مشترك لهما منذ انطلاق الحملة. وقالت المرشحة خلال تجمع في جامعة بمدينة شارلوت "أطلب منكم أن تصوتوا من أجل القيم التي نريد نقلها إلى أولادنا"، مشددة على واجب "احترام النساء"، في إشارة إلى خصمها وفضائح التحرش الجنسي بالنساء التي أثيرت حوله.
وأشار أخر تحقيق أجرته شبكة "إيه بي سي نيوز" أن 69% من الأميركيين غير راضين عن رد المرشح الجمهوري على النساء اللواتي يتهمنه بمضايقتهن جنسيا او التعدي عليهن. وأعلن ترامب في خطاب اتسم بنبرة عدائية جدا حيال النساء العشر اللواتي اتهمنه "سوف تلاحق كل هؤلاء النساء الكاذبات أمام القضاء بعد الانتخابات". وأظهر متوسط لاستطلاعات الرأي الوطنية أورده موقع "ريل كلير بوليتيكس" تقدم هيلاري كلينتون بحوال ست نقاط (47,7% مقابل 41,9%)، وتصدرها معظم الولايات الأساسية مثل بنسيلفانيا وفرجينيا وفلوريدا. وحتى في الولايات المؤيدة تقليديا للجمهوريين، يبقى تقدم ترامب ضعيفا، مثل ولاية تكساس حيث يتقدم بثلاث نقاط فقط. بحسب فرانس برس.
وأعلنت كلينتون بوضوح أنها تعتزم المشاركة مباشرة في المعركة من أجل الكونغرس، بدعم مرشحي حزبها. وينتخب الأميركيون في 8 تشرين الثاني/نوفمبر رئيسهم، واعضاء مجلس النواب لعامين وثلث أعضاء مجلس الشيوخ لست سنوات. ويأمل الحزب الديموقراطي في استعادة الغالبية من الجمهوريين في مجلس الشيوخ وإضعاف غالبية الجمهوريين في مجلس النواب. وفيما أعلنت صحف جمهورية عديدة أنها لا تؤيد ترامب، وبعضها وصل الى حد تأييد كلينتون، حصل المرشح الجمهوري على تأيد أول صحيفة كبرى، هي صحيفة "لاس فيغاس ريفيو-جورنال" في نيفادا، واحدة من الولايات الأساسية. واختار باراك أوباما مدينة لاس فيغاس ليدافع عن ترشيح منافسته السابقة في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية عام 2008. وقال مخاطبا ناخبي المدينة المعروفة بكازينوهاتها "إنكم تملكون اقوى ورقة"، مضيفا "لكن يجب ألا تنسوا أن تستخدموا ورقتكم بتصويتكم. اللعبة تنتهي في 8 تشرين الثاني/نوفمبر".
الحرب ضد داعش
في السياق ذاته انتقدت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون منافسها الجمهوري دونالد ترامب لقوله إن الهجوم الذي بدأ لاستعادة مدينة الموصل العراقية من أيدي تنظيم داعش يسير بشكل سيء. وقالت كلينتون في مؤتمر انتخابي في نيو هامبشير "إنه يعلن في الأساس الهزيمة حتى قبل أن تبدأ المعركة... إنه يثبت للعالم ما يعنيه أن يكون لدينا قائد أعلى غير مؤهل." وفي تغريدة على تويتر قال ترامب "الهجوم على الموصل يتحول إلى كارثة كاملة. أخطرناهم (تنظيم الدولة بالهجوم) قبله بشهور. أمريكا تبدو بلهاء جدا."
وتشن القوات العراقية والكردية بدعم من الولايات المتحدة هجوما كبيرا على المنطقة المحيطة بالمدينة وهي آخر معقل كبير لداعش في العراق. واستعادت نحو 80 من القرى والبلدات التي تسيطر عليها داعش منذ بداية الهجوم في 16 أكتوبر تشرين الأول لكنها لم تهاجم بعد المدينة نفسها. وكرر ترامب نفس الموقف خلال تجمع انتخابي عقده في سانت أوجستين بولاية فلوريدا وحث فيه مؤيديه على التبكير بالإدلاء بأصواتهم وقال إن حملته في سبيلها للفوز بالانتخابات. وقال خلال التجمع "الآن.. نحن متورطون في الموصل. الخصم أصلب كثيرا مما كانوا يظنون. أتيح له وقت طويل جدا للاستعداد... الوضع مروع مروع. ما الذي دفعنا لإبلاغهم بأننا سنتدخل؟"
ولمح ترامب خلال مناظرته الأخيرة مع كلينتون إلى أن الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة على الموصل تم تنسيقه بحيث يساعد كلينتون في سعيها للوصول إلى البيت الأبيض. وقبل الانتخابات التي ستجرى في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني تتقدم كلينتون التي سبق أن شغلت منصب وزيرة الخارجية على قطب الأعمال في نيويورك في استطلاعات الرأي. ويركز كلاهما على مجموعة صغيرة من الولايات المتأرجحة والتي قد تحسم السباق.
وفي سعيها لتعزيز ميزة كبرى تحظى بها بين الناخبات استعانت كلينتون بالسناتور الأمريكية إليزابيث وارن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوتس التي انتقدت ترامب بقوة بسبب ما تردد عن محاولاته تلمس نساء أو تقبيلهن عنوة على مدى 20 عاما. وقالت وارن أمام حشد ضم 4000 شخص في كلية سانت أنسيلم في مانشستر "يظن لأنه يملأ فاه بحلوى التك تاك أن بإمكانه فرض نفسه على أي امرأة على مسافة تمكنه من تلمسها."
وكانت عشر نساء على الأقل قد صرحن بأن ترامب أقدم على أفعال جنسية غير مرغوب فيها معهن في أحداث وقعت خلال الفترة من أوائل الثمانينات إلى 2007 وفقا لتقارير نشرت على مواقع إخبارية مختلفة. ونفى ترامب أقاويلهن ووصفها بأنها "محض كذب" وتعهد بمقاضاة صاحبات تلك المزاعم. وكانت إشارة وارن إلى حلوى التك تاك ترجع إلى تسجيل تم تصويره عام 2005 وظهر هذا الشهر ويمكن سماع صوت ترامب فيه وهو يتباهى بتلمس نساء وتقبيلهن. وأشارت وارن أيضا إلى وصف "امرأة مقززة" الذي أطلقه ترامب على كلينتون خلال مناظرة. وانتشرت العبارة سريعا على وسائل التواصل وظهرت بقوة على علامات الهاشتاج وقمصان التي. شيرت. وقالت وارن "اسمع يا دونالد.. النساء المقززات قويات.. النساء المقززات ذكيات.. والنساء المقززات يدلين بأصواتهن. وفي الثامن من نوفمبر سنسير نحن المقززات على أقدامنا المقززة لإلقاء أصواتنا المقززة لإخراجك من حياتنا للأبد." بحسب رويترز.
وانتقد ترامب خلال تجمع في تامبا موقف كلينتون بشأن سوريا وقال "إن أنتم نظرتم إلى خططها المتعلقة بسوريا فستجدونها أشبه بخطط طفل. إنها خطط شخص لا يعرف ما يفعله." وفي تجمع سابق في بوينتون بيتش شكك ترامب في استطلاعات الرأي التي أظهرت تخلفه عن كلينتون واتهم وسائل الإعلام بتشويه نتائج الاستطلاعات لإثناء مؤيديه عن التصويت. وقال "أعتقد أننا في سبيلنا للفوز فعليا."
الديمقراطية الامريكية
من جانب اخر قالت المرشحة الديموقراطية للرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون ان منافسها الجمهوري دونالد ترامب يشكل "تهديدا" للديموقراطية الأميركية، مؤكدة بتفاؤل انها قادرة على توحيد الاميركيين. وقالت وزيرة الخارجية السابقة خلال تجمع في كليفلاند بولاية أوهايو إحدى الولايات الرئيسية في انتخابات 8 تشرين الثاني/نوفمبر، إن "دونالد ترامب رفض تأكيد انه سيحترم نتائج هذه الانتخابات"، معتبرة انه "بذلك، يهدد ديموقراطيتنا". وقالت كلينتون "معا يجب أن ندعم الديموقراطية الاميركية". واضافت "هناك شيء رائع يحصل في هذه اللحظة، الناس يتجمعون (...) لرفض الكراهية والانقسامات". واكدت انها تريد ان تكون رئيسة "لكل الاميركيين".
من جهة ثانية، هاجم ترامب ميشيل اوباما، زوجة الرئيس الاميركي. وقال إن "كل ما تريده هو أن تقوم بحملة". وأضاف "أرى أنها تحب هيلاري. لكن ألم تقل هي بنفسها في السابق انه إذا لم يكن (الانسان) قادرا على رعاية منزله فهو غير قادر على رعاية (شؤون) البيت الأبيض والبلاد؟". وكانت ميشيل أوباما أعلنت في شيكاغو خلال الحملة الانتخابية لزوجها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي قبل الاقتراع الرئاسي في 2008، أن "أحد الجوانب المهمة في هذه الانتخابات هو تقديم نموذج للأسرة". واضافت "أعتقد أنه إذا كان (الفرد) غير قادر على رعاية بيته، فلا يمكنه قطعا إدارة البيت الأبيض". وفي تجمع آخر في جونستاون بولاية بنسلفانيا (شمال شرق)، اكد ترامب لانصاره من جديد انه بعد انتخابه "سنستأنف القيام باشياء في الولايات المتحدة"، واعدا "بجعل الامة غنية من جديد".بحسب فرانس برس.
وكان ترامب سبب صدمة داخل معسكره نفسه برفضه الالتزام مسبقا بالاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية في المناظرة الثالثة والاخيرة بين المرشحين. وفي حدث غير مسبوق، اتهمه الرئيس الاميركي باراك اوباما شخصيا "بتقويض ديموقراطيتنا". ويقول ترامب منذ ايام ان الانتخابات ستكون "مزورة" لذلك يرفض الاعتراف بنتيجتها الا اذا فاز فيها. ويبدو ترامب وحيدا. فبين الجمهور لم يعد يمكنه الاعتماد سوى على دعم فريقه وعائلته ورئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني. وحتى حاكم نيوجيرسي (شمال شرق) كريس كريستي حاول النأي بنفسه في الايام لاخيرة عندما رفض الرد على سؤال طرحته صحافية عما اذا كان فخورا بترامب.
منشطات ودعم
الى جانب ذلك المح دونالد ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية الى ان منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون تستخدم مواد منشطة واقترح اخضاعها لفحوصات. وقال قطب العقارات السبعيني في تجمع في بورتسموث في ولاية نيوهامشير (شمال شرق) "نحن مثل الرياضيين (...) يجب ان يخضع الرياضيون لفحص في اطار مكافحة المنشطات، واعتقد انه علينا ان نفعل ذلك ". والمح رجل الاعمال الى ان وزيرة الخارجية السابقة لم تكن بحالة طبيعية خلال المواجهة الاخيرة بينهما. وقال "لا اعرف ماذا يحدث لها. في بداية المناظرة الاخيرة كانت نشيطة جدا. وفي النهاية كانت قادرة بالكاد على الوصول الى سيارتها". وكان المرشح الجمهورية تساءل علنا مرات عدة عن الوضع الصحي للسيدة الاولى السابقة. وردا على تصريحات ترامب حول الاقتراع المقبل، دان فريق كلينتون "المحاولات المشينة التي تهدف الى زعزعة مصداقية انتخابات قبل اسابيع من اجرائها".
من جانب اخر ينشط متطوعون في وسط فلوريدا لتعبئة الناخبين المتحدرين من اصول لاتينية للتصويت في الانتخابات الرئاسة الاميركية، حيث ان هذه المجموعة يمكن ان تقرر فعلا هوية الفائز في السباق وهذا الامر لا يعتبر نبأ سارا للجمهوريين. ومنذ انتخابات العام 2012، دفعت الازمة المالية الحادة في مقاطعة بورتوريكو الاميركية مئات الاف السكان الى الانتقال للعيش في فلوريدا (جنوب شرق). وهم من اشد مؤيدي الديموقراطية هيلاري كلينتون ويمكن ان يحملوا اليها الفوز بهذه الولاية التي تعتبر من الولايات الحاسمة في السباق الرئاسي.
وكانت آنا ايريس فاسكيز ربة المنزل البالغة من العمر 53 عاما تحضر وجبة الغداء في شقتها في اورلاندو حين دقت امرأتان على بابها، هما تعملان لدى منظمة غير حكومية تدعى "مي فاميليا فوتا" (عائلتي تصوت) وتسعى وراء المتحدرين من اصول لاتينية غير المسجلين لجعلهم ناخبين. وردا على سؤال عن خيارها لانتخابات 8 تشرين الثاني/نوفمبر تقول انها ستصوت "لهيلاري" موضحة "اذا ادليت بصوتي لهذا الرجل، فسنكون جميعنا في ورطة" في اشارة الى المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وعند مغادرتها جزيرتها في الكاريبي، لم تتصور ابدا هي والاخرون من بورتوريكو انهم يمكن ان يقرروا مصير الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
واستقر حوالى مليون شخص من اصول لاتينية في فلوريدا منذ العام 2012 وغالبيتهم من بورتوريكو الغارقة في دين هائل. وكثيرون اختاروا مدينة اورلاندو لبدء حياتهم الجديدة. وقال مارك هوغو لوبيز مدير معهد بيو للابحاث حول الناطقين بالاسبانية ان "هجرة البورتوريكيين تركت اثرا هائلا على عدد المتحدرين من اصول لاتينية المسجلين على اللوائح الانتخابية في وسط فلوريدا".
وهم مواطنون اميركيون وبالتالي لديهم الحق بالتصويت في الولايات المتحدة خلافا للمهاجرين الاجانب الذين عليهم الحصول على الجنسية الاميركية ما يمكن ان يستغرق سنوات طويلة. وفي الوقت الراهن هناك 1,9 مليون شخص من اصول لاتينية مسجلون اي قرابة 15,4% من ناخبي فلوريدا. وبحسب معهد بيو فان عددهم ارتفع بنسبة 61% بين عامي 2006 و 2016. وغالبيتهم ديموقراطيون.
وفي مكتب المنظمة غير الحكومية "مي فاميليا فوتا" في اورلاندو يستعد حوالى عشرة متطوعين للتوجه الى المتاجر الكبرى وزيارة المنازل واحدا تلو الاخر. وعلى الجدار هناك ملصقات ملونة باسماء الاشخاص ال28 الفا و200 المتحدرين من اصول لاتينية المسجلين حتى الان. وشهدت انتخابات فلوريدا في بعض الاحيان منافسة حامية. ففي العام 2000 فاز الجمهوري جورج بوش بالولاية وبالتالي بالرئاسة بتقدم 537 صوتا فقط على الديموقراطي آل غور. وهذا يفسر اسباب سعي المرشحين الى استمالة الناخبين في فلوريدا التي تعد 20,2 مليون شخص بينهم 24,5% من اصول لاتينية. وهي الولاية الثالثة الاكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد.
لكن بالاضافة الى حجمها فان وضعها كولاية "متأرجحة" اي يمكن ان تغير معسكرها بين الجمهوريين والديموقراطيين من انتخابات الى اخرى، يجعلها مميزة ايضا. والمهمة ستكون اكثر تعقيدا للمرشحين لان الولاية مقسومة بين جنوب يميل للديموقراطيين وشمال يؤيد الجمهوريين ووسط متأرجح رغم ان الفارق يكبر الان بفضل البورتوريكيين. وقال كيفن هيل استاذ السياسة والعلاقات الدولية في جامعة فلوريدا الدولية "كل شيء يمكن ان يحصل لان الولاية مقسومة بشكل متساو تقريبا".بحسب فرانس برس.
واثار دونالد ترامب استياء المتحدرين من اصول لاتينية وخصوصا المكسيكيين الذين وصفهم بانهم مجرمون ومغتصبي نساء ووعد ببناء جدار على الحدود الاميركية-المكسيكية لوقف الهجرة غير الشرعية. وتساءلت فاسكيز "هذا الرجل يمارس التمييز ضدنا، ويحقرنا، ماذا سيحصل لنا مع هذا الرجل؟". وبحسب استطلاع للرأي اجراه معهد بيو في الاونة الاخيرة فان 58% من المتحدرين من اصول لاتينية المسجلين للتصويت في الولايات المتحدة يدعمون المرشحة الديموقراطية و19% يؤيدون الجمهوري.
اضف تعليق