مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الامريكة، أصبح المرشح الجمهوري دونالد ترامب في مرمى نيران قطاع كبير من وسائل الإعلام الأمريكية، التي سعت في الفترة الاخيرة الى شنَّ هجوما شديدا على ترامب، الذي وصفها في وقت سابق بالفاسدة مستهدفا بعض الصحف ومنها نيويورك تايمز الأمريكية بسبب تغطيتها لحملته الانتخابية التي تسودها اضطرابات، حيث دعت عدة صحف وكما نقلت بعض المصادر، إلى عدم انتخاب ترامب، واصفة إياه بـ"المحرض الخطير"، وعملت شبكات إخبارية على تحشيد الرأي العام ضد ترامب، مهللة للمرشحة عن الحزب الديمقراطي بأنها هي المنقذ والملاذ الأخير للأمريكيين في سعيهم لتحقيق "الحلم الأمريكي، فيما سعت وسائل اخرى الى كشف بعض الفضائح والتسريبات المهمة التي ستكون سببا في تغير النتائج الانتخابية، وفي هذه المعركة الانتخابية يلعب الإعلام دوراً مهماً في صياغة توجهات الرأي العام عبر إيصال المعلومات بكل تفاصيلها، مصحوبة بآراء وتعليقات المحللين الإعلاميين والسياسيين، والتي هي في غالبها موجهة لخدمة مرشح على حساب الآخر.
ففي أغسطس/آب 2016، قال المرشح الجمهوري دونالد ترامب إن خصمه الحقيقي في السباق الرئاسي هو وسائل الإعلام الأمريكية، وأكد في كلمة ألقاها أمام حشد من أنصاره في ولاية كونيكتيكت آنذاك أنه لا يخوض الانتخابات ضد منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون التي وصفها بالمخادعة، وإنما يخوض معركته الانتخابية ضد وسائل الإعلام. بيد أن تصريحات ترامب تلك وكما نقل موقع روسيا اليوم، لم تكن نابعة من فراغ حين شدد على أن وسائل الإعلام ليست "أمينة" في تغطيتها لحملته الانتخابية.
فقد وصفته صحيفة "نيويورك تايمز" عدة مرات "بالشرس والعنيد"؛ ما دفع ترامب إلى التفكير جدياً في سحب أوراق اعتماد الصحيفة لتغطية حملته. وقالت الصحيفة: "ترامب عنيد ويصارع من أجل تحسين مكانته عقب عدم تحقيقه تقدماً في استطلاعات الرأي الأخيرة"، فاتهمها ترامب بأنها "فاشلة وتخسر كثيراً من المال"، متوقعاً إغلاقها قريباً.
ولم تكتفِ الوسائل الإعلامية بما تقوم به حالياً بل تعدى الأمر إلى الاستعانة بأساتذة جامعيين في علم النفس والطب النفسي لدراسة شخصية ترامب والتعليق على عدم كفاءته ليكون رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية. في هذا السياق، قامت صحيفتا "دالاس مورنينغ نيوز" و"أريزونا ريبوبليك" بتقديم الدعم لكلينتون بنشر أخبارها والامتناع عن نشر أخبار ترامب بحجة أنه معاد للإعلام. وكانت صحيفة "يو إس إي توداي" قد امتنعت وللمرة الأولى منذ تأسيسها في 1982 عن اتخاذ موقف مؤيد لأي مرشح رئاسي، لكنها خرجت عن هذا النهج ودعت قراءها إلى "عدم الانجرار وراء ديماغوجي غوغائي متشدد وخطير، وطلبت الصحيفة منهم عدم التصويت لترامب. وأوردت الصحيفة "عدة أسباب لعدم حياديتها هذه المرة.
ومن هذه الأسباب أن ترامب غير مهيأ لأن يصبح قائداً أعلى للقوات المسلحة وغير متزن ومروج للفرقة ومعطل للحوار الوطني بالإضافة إلى أنه مريض بالكذب". كما أضافت الصحيفة أن "تصريحات ترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية كانت غير دقيقة وغير واقعية". من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة "دارتموث" بريندان نيهان أن ترامب دفع وسائل الإعلام إلى الاصطدام بحدود المعالجة الموضوعية لما يجري على الساحة الأمريكية. ورأت صحيفة "شيكاغو تريبيون" ذات الخط الجمهوري الثابت أن ترامب "غير قادر" على إدارة شؤون البلاد.
تحليل معمق
في هذا الشأن وقبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية، لم تعد وسائل الإعلام الأميركية تكترث للياقة والمراعاة في تغطيتها للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بل باتت تشرح تصريحاته وتدقق في أعماله، وصولا إلى حد نعته بـ"الكذب". وخرجت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا عن خطها المعتدل لتندد بـ"أكاذيب" رجل الأعمال الثري بعدما سعى لتحميل منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون مسؤولية نظرية المؤامرة التي شككت في أصول الرئيس باراك أوباما.
وأعلنت الصحيفة دعمها لكلينتون، قبل أن تنشر بعد ذلك بيومين افتتاحية لاذعة ضد دونالد ترامب الذي وصمته بـ"عدم تقبل الآخر والتبجح والوعود الكاذبة". وبعد حملة انتخابية محتدمة مستمرة منذ أكثر من عام، حملت اتهامات الملياردير لهيلاري كلينتون وباراك أوباما أخيرا شبكة "سي ان ان" على الابتعاد عن خط تحريري يحرص على لزوم حياد ظاهري، لتصف هذه المزاعم بـ"الخاطئة" في شريط أحمر في أسفل الشاشة. وحظي ترامب لأشهر بتغطية إعلامية وافية بدت وكأنها غير محدودة، لكن يبدو الآن أن هذا التوجه انعكس.
وقال أستاذ الصحافة في جامعة "نورث إيسترن" دان كينيدي إن "وسائل الإعلام أدركت شيئا فشيئا أن هذه الحملة لا تحتمل تغطية وكأنها حملة انتخابات رئاسية اعتيادية". وتابع "كرر ترامب معلومات مغلوطة إلى حد أصبحت أكاذيب. إنه يتعمد نشر أكاذيب. لم نشهد هذا يوما من قبل مرشح رئاسي". من جهته، ندد دونالد ترامب بـ"وسائل إعلام فاسدة مثيرة للاشمئزاز"، وعمد إلى التهجم شخصيا على بعض الصحافيين، وصولا أحيانا إلى شتم الصحافيين الذين يغطون مهرجاناته الانتخابية أمام حشود شديدة الحماس.
وقال اختصاصي التاريخ السياسي في جامعة "اميريكان يونيفيرسيتي" في واشنطن آلان ليشتمان "ليست هذه بالطبع أول مرة ينتقد مرشحون فيها وسائل إعلام، لكن لم يسبق لأي منهم أن هاجم الإعلام بالعنف الذي يبديه دونالد ترامب الذي جعل من ذلك عنصرا جوهريا من رسالته". وتدنت مصداقية رجل الأعمال لدى وسائل الإعلام إلى حد دفع عشر وسائل إعلام معروفة تقليديا بخطها المحافظ إما للدعوة إلى عدم التصويت لترامب باعتباره "غير مؤهل" لخدمة البلاد، أو تقديم دعمها لهيلاري كلينتون.
وفي هذا السياق، قامت صحيفتا "دالاس مورنينغ نيوز" و"أريزونا ريبابليك" ببادرة تاريخية وقدمتا دعمهما للديموقراطيين. وفيما امتنعت صحيفة "يو إس إيه توداي" منذ تأسيسها قبل 34 عاما عن اتخاذ موقف مؤيد لأي مرشح، دعت الجمعة قراءها إلى "عدم الانجرار وراء ديماغوجي خطير" وعدم التصويت لترامب. غير أن الصحيفة لم تصل إلى حد تأييد كلينتون، بعدما عجزت هيئة تحريرها عن التوصل إلى توافق بهذا الصدد. أما صحيفة "شيكاغو تريبيون" ذات الخط الجمهوري الثابت، فقررت تأييد المرشح الليبرتاري غاري جونسون، الثالث في استطلاعات الرأي التي تمنحه 8% من الأصوات، معتبرة أن دونالد ترامب "غير قادر" على قيادة البلاد.
واختار الملياردير كالعادة تويتر للرد على افتتاحية "يو إس إيه توداي" فكتب "أثبت الناس عن ذكاء حقيقي بإلغاء اشتراكاتهم في صحيفتي دالاس وأريزونا، والآن ستخسر يو إس إيه توداي قراء!". رأى اختصاصي العلوم السياسية في جامعة "دارتموث" بريندان نيهان أن المرشح الجمهوري دفع وسائل الإعلام إلى الاصطدام بحدود المعالجة الموضوعية للحدث. وقال "ان ترامب أرغم وسائل الإعلام على الإقرار بحدود تغطية تتبع خيط قال كذا، وقالت كذا الذي يبذل كل ما بوسعه لتفادي أي انحياز".
ووسط مشهد إعلامي منقسم، وجد دونالد ترامب في تويتر الوسيلة المثالية للتوجه مباشرة إلى ناخبيه المحتملين، كما لفت أنجيلو كاروسون أحد المسؤولين عن موقع تقدمي لتحليل وسائل الإعلام إلى أن ترامب يستند أيضا إلى مواقع محافظة متشددة. وتمكن أنصاره من دفع هاشتاغ #ترامب وينز (ترامب يفوز) إلى ذروة المواضيع الأكثر تداولا على تويتر بعد المناظرة التلفزيونية الأولى مع كلينتون، رغم معظم استطلاعات الرأي التي اعتبرت أنها خرجت منتصرة منها. بحسب فرانس برس.
ورأى أنجيلو كاروسون أن "ما تقوم به وسائل الإعلام الآن جيد، لكنه جاء قليلا ومتأخرا أكثر مما ينبغي. إنها وفرت له لأكثر من عام تغطية إعلامية بدون أي رقابة نقدية، سمحت له بتحقيق فوز سهل في الانتخابات التمهيدية" الجمهورية. غير أن آلان ليشتمان قال ان هذه الوسيلة لن تكون كافية لتضمن له الفوز في انتخابات رئاسية تشهد منافسة شديدة. وقال "من أجل أن يفوز، عليه أن يتخطى قاعدته الانتخابية، ولا يمكن أن يحقق هذا من خلال وسائل الاعلام البديلة".
المحرض الخطير
الى جانب ذلك حثت صحيفة (يو.إس.إيه توداي) قراءها على ألا ينتخبوا المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب واصفة إياه بأنه "محرض خطير" إلا أنها ذكرت أنها لا تقر أيضا انتخاب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي إنها لم تتخذ قط منحى مؤيدا أو رافضا لأي مرشح في انتخابات رئاسية أمريكية طيلة تاريخها الممتد 34 عاما لكنها تخلت عن ذلك لأن ترامب -قطب قطاع العقارات في نيويورك- ليس أهلا للرئاسة.
وأسهبت الصحيفة وتوسعت في ذكر ثمانية أسباب دفعتها لقول ذلك ومنها أنه "غير مهيأ لأن يصبح قائدا عاما للقوات المسلحة" وأنه "ناقل للإجحاف" و"كذاب أشر". وجاء في المقال "تصريحات ترامب المتعلقة بالسياسة الخارجية تتراوح دائما بين قلة المعلومات والتشتت." وفي مقال للرأي نشرته صحيفة (يو.إس.إيه توداي) على موقعها الإلكتروني قال مايك بنس الذي اختاره ترامب كمرشح لمنصب نائب الرئيس إن ترامب "مفكر ورؤوف وثابت في مواقفه... أعلم أنه مستعد لقيادة الولايات المتحدة كرئيسنا القادم وقائدا للقوات المسلحة." بحسب رويترز.
وقالت الصحيفة إن طاقمها التحريري منقسم بشأن كلينتون وإن بعض التحفظات عليها تتركز على "إحساسها بالأهلية والجدارة وعدم وضوحها وعدم اكتراثها الطاغي بالتعامل مع المعلومات السرية." وحثت (يو.إس.إيه توداي) الناخبين على التشبث بقناعاتهم قائلة "أيا كان ما ستفعلونه.. قاوموا الكلمات المعسولة التي يتفوه بها محرض خطير. أدلوا بأصواتكم بالقطع.. لكن ليس لدونالد ترامب."
تهديدات بعد دعم كلينتون
على صعيد متصل تلقت صحيفة "اريزونا ريبابليك" المحافظة تهديدات وشهدت موجة إلغاء اشتراكات بأعدادها، بسبب دعمها المرشحة الديموقراطية الى البيت الابيض هيلاري كلينتون، حسبما قال موظف في الصحيفة. وأعلنت الصحيفة ومقرها في فينيكس (جنوب غرب الولايات المتحدة) في افتتاحيتها ، انها اختارت المرشحة الديموقراطية، وذلك للمرة الاولى منذ تأسيسها عام 1890. واعتبرت أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب لا يمثل القيم المحافظة، وأنه غير مؤهل ليكون رئيسا. واشارت هيئة تحرير الصحيفة الى ان كلينتون هي "الخيار الافضل" رغم انها لا تخلو من العيوب.
وأوضح فيل بواس المسؤول عن افتتاحيات الصحيفة ان عددا من القراء الغاضبين بعثوا رسائل الى الصحيفة، وان كثيرين منهم الغوا اشتراكهم فيها. لكنه أكد أن مسؤولي الصحيفة ليسوا نادمين، وقال "نحن نعلم أنه خيار وقرار مسؤول". واضاف أن الصحيفة تلقت تهديدات عبر الهاتف، بما في ذلك التهديد بالقتل، لكنه لم يذكر تفاصيل. واعتبر انه ما من شك في أن القراء المعتادين على افتتاحيات الصحيفة لم يستغربوا دعمها لهيلاري كلينتون. واردف بواس "منذ نحو سنة، بدأنا اتخاذ مواقف" حيال قطب العقارات بسبب سلوكه أثناء الحملة الانتخابية "والذي بدا لنا تسلطيا". وتابع "بدأنا التحذير (...) من أن ما يقوله هذا الرجل خطير". بحسب فرانس برس.
ورفضت صحف اخرى ذات توجه جمهوري أيضا الدعوة الى التصويت لترامب واختارت منافسته، ومنها تحديدا صحيفة "سينسيناتي انكوايرر" في ولاية اوهايو (شمال)، والتي بعد ان كانت داعمة للجمهوريين على مدى نحو قرن، كتبت ان "ترامب يشكل خطرا واضحا وقائما لبلدنا". اما صحيفة "دالاس مورنينغ نيوز" فكسرت التقليد أيضا بعد 75 عاما، ودعت الى التصويت لكلينتون، واصفة إياها بأنها "المرشحة الجدية الوحيدة".
ثروة ترامب
من جانب اخر ذكرت مجلة فوربس أن القيمة الصافية لثروة المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب تقدر بنحو 3.7 مليار دولار أي أقل بواقع 800 مليون دولار من العام الماضي وعزت هذا التقلص إلى تراجع أداء سوق العقارات في نيويورك. وفحصت المجلة 28 من الأصول التي يملكها رجل الأعمال وخلصت إلى أن 18 من هذه الأصول تراجعت قيمتها بما في ذلك برج ترامب في مانهاتن ونادي مارالاجو في بالم بيتش بولاية فلوريدا. ووفقا لفوربس التي قالت إنها تتبع ثروة ترامب على مدى 34 عاما. فقد تراجعت أيضا قيمة أملاك ترامب في 40 وول ستريت بوسط نيويورك.
وأضافت المجلة أنه في الوقت ذاته فقد ظل أحد الأصول ثابتا بينما شهدت سبعة أصول بينها ثاني أطول مبنى في مدينة سان فرانسيسكو زيادة في القيمة. ولم يتسن على الفور الوصول إلى مندوبين من حملة ترامب للتعقيب. ويأتي التقرير في الوقت الذي يتجه فيه ترامب نحو المرحلة الأخيرة من الدعاية لانتخابات الثامن من نوفمبر تشرين الثاني. ولا تعرف تفاصيل عن ثروة ترامب بشكل علني بسبب رفض المرشح الجمهوري الكشف عن عوائده الضريبية في مخالفة لتقليد عمل به مرشحين للرئاسة الأمريكية على مدى عقود. وأظهر الملف الضريبي للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وزوجها بيل كلينتون كسبا 10.75 مليون دولار في 2015.
الى جانب ذلك أوردت صحيفة نيويورك تايمز أن سجلات ضريبة الدخل تظهر أن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب مني بخسارة 916 مليون دولار في 1995 وأن التخفيضات الضريبية الكبيرة التي حصل عليها نتيجة لذلك ربما أعفته من سداد ضريبة الدخل الاتحادية لما يصل إلى 18 عاما. وردت حملة ترامب على التقرير ببيان قالت فيه إن الصحيفة حصلت على الوثيقة الضريبية بشكل غير قانوني ووصفتها بأنها تعمل كذراع لحملة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وقالت الصحيفة إنها حصلت على الإقرارات الضريبية لترامب لعام 1995 وإنها أظهرت أنه حصل على مزايا ضريبية هائلة بسبب صفقات مالية متعثرة في أوائل التسعينيات. وأضافت أن خبراء الضرائب الذين كلفتهم بتحليل سجلات ترامب قالوا إن القواعد الضريبية التي تعطي مزايا لدافعي الضرائب الأثرياء بشكل خاص تتيح لترامب استغلال الخسارة لخصم مبلغ مساو لقيمتها من الدخل الخاضع للضريبة لمدة 18 عاما. بحسب رويترز.
وقالت نيويورك تايمز إن من غير المعروف بعد دخل ترامب الخاضع للضرائب في السنوات التالية لكن خسارة مبلغ كبير يصل إلى 916 مليون دولار تعطي ترامب حق خصم أكثر من 50 مليون دولار سنويا من الدخل الخاضع للضريبة على مدى 18 عاما. ورفض ترامب الإفصاح عن سجلاته الضريبية على عكس مرشحي الرئاسة السابقين في التاريخ الحديث قائلا إن السجلات تخضع لتدقيق اتحادي ولكن الخبراء قالوا إنه يستطيع نشرها إذ أراد. وجاء في بيان حملة ترامب أن المرشح الجمهوري رجل أعمال حاذق وأن مسؤولياته تجاه العاملين وأسرته ومشاريعه تمنعه من سداد أي ضرائب تزيد عما يلزمه به القانون. وأضاف البيان أن ترامب سدد مئات الملايين من الدولارات كضرائب بمختلف أنواعها فضلا عن إسهاماته الطوعية.
مرشح غير وطني
في السياق ذاته أشار استطلاع للرأي إلى أن ما يقرب من نصف الأمريكيين يتفقون مع المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب فيما قاله بأن عدم دفع ضرائب على الدخل يجعله "بارعا" فيما رأي عدد أكبر من الأمريكيين أنه "أناني" و"غير وطني". وأشار الاستطلاع إلى أن نحو 67 بالمئة من الأمريكيين قالوا إن عدم دفع مرشح للرئاسة الأمريكية أي ضرائب "موقف أناني" بينما قال 61 بالمئة "غير وطني". وسمح الاستطلاع للمشاركين باستخدام أكثر من كلمة لوصف عدم دفع الضرائب.
وفي الوقت نفسه أوضحت نتائج الاستطلاع احتراما على مضض لمرشح يستطيع اكتشاف كيف بمكن تقليل ما يدفعونه من ضرائب. ورأى نحو 46 بالمئة من الأمريكيين -من بينهم 35 بالمئة ديمقراطيون و62 جمهوريون- أن عدم دفع مرشح للرئاسة أي ضرائب "براعة". وأصبح ملف ترامب الضريبي قضية كبيرة في الحملة الانتخابية منذ أن كشفت صحيفة نيويورك تايمز جزءا من إقراراته الضريبية في عام 1995 وقدرت أن ترامب لم يدفع على الأرجح أي ضرائب لعدد من السنوات. ولم ينكر قطب العقارات المشهور ما جاء في تقرير الصحيفة وهو أول مرشح لانتخابات الرئاسة منذ عقود يرفض الكشف عن إقراراته الضريبية بشكل كامل.
ورد ترامب في المناظرة الرئاسية الأولى على اتهامات منافسته الديمقراطية بأنه لم يدفع أي ضرائب اتحادية بقوله إن ذلك يجعله "بارعا". وقالت يونا مكنيرني (41 عاما) من دنفر بولاية كولورادو وهي أحد الذين شملهم الاستطلاع "هل يسعى ترامب إلى القول بأن الذين يدفعون ضرائب ليسوا أذكياء؟" وأضافت مكنيري وهي أم لثلاثة أبناء وتعمل في شركة اتصالات إنه من غير المقبول ألا يدفع شخص يريد أن يكون رئيسا الضرائب. ولم تحسم مكنيري بعد لمن ستصوت في الانتخابات القادمة ولم يغير ما قاله ترامب عن الضرائب موقفها.
وكانت أبريل سانت أورو (46 عاما) وتعمل في شركة تصنيع قرب سانت كلاود بولاية مينيسوتا أكثر تفهما لوجهة نظر ترامب رغم أنها لم تحسم صوتها بعد في سباق الرئاسة. وقالت "اعتقد أننا جميعا نسعى لدفع أقل ما يمكن من ضرائب." وكان من شملهم الاستطلاع أقل انتقادا عندما سئلوا عن موقفهم من عدم دفع مواطن عادي الضرائب. ووافق نحو 64 بالمئة على أن ذلك الموقف "أنانية" بينما وافق ما يزيد قليلا عن نصف من شملهم الاستطلاع على أنه "عدم وطنية. ووافق نحو 50 بالمئة من بينهم 37 بالمئة ديمقراطيون و67 بالمئة جمهوريون على أنه "براعة". بحسب رويترز.
وأجري الاستطلاع في جميع الولايات الخمسين من خلال الإنترنت وباللغة الإنجليزية. ووجه سؤال لمن شملهم الاستطلاع عن رأيهم في "مواطن عادي وجد طريقة لعدم دفع ضرائب على الدخل ومنحوا ثلاثة اختيارات للإجابة بموافق أو غير موافق على كلمات "بارع" و"أناني" و"غير وطني". ووجهت مجموعة الأسئلة نفسها عن المرشح الآخر لانتخابات الرئاسة. وشمل الاستطلاع الذي أجري في الفترة من 28 سبتمبر أيلول وحتى 3 أكتوبر تشرين الأول 1948 بالغا أمريكيا من بينهم 893 ديمقراطيا و635 جمهوريا. ويبلغ هامش الخطأ ثلاث درجات مئوية للعينة كلها وأربع درجات مئوية للديمقراطيين وخمس درجات للجمهوريين.
اضف تعليق