مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية تشتد حدة المنافسة والحرب الانتخابية، بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي، من أجل الفوز بمنصب الرئيس والوصول إلى البيت الأبيض، فقد شهدت الفترة الاخيرة بحسب بعض الخبراء تطورات مهمة وحساسة يمكن ان تسهم بتغير بعض التوقعات السابقة، خصوصا وان مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، يواجه اليوم تحديات ومشكلات كبيرة بسبب تصريحاته المثيرة وغير المقبولة، التي اثارت الكثير من الجدل داخل وخارج الولايات المتحدة.
وطالبت بعض الجهات والشخصيات بسحب ترشيحه كونه لا يصلح لقيادة أمريكا لفتقاره للكثير من الامور والقدرات. كما أعلن عدد من الجمهوريين السابقين والحاليين أنهم لن يدعموا مرشح حزبهم دونالد ترامب. ويرى أعضاء حزبه في ولايات جمهورية الميول مثل أريزونا وجورجيا، أن تراجع شعبية ترامب سيمنح الديمقراطيين فوزا بعيد الاحتمال. ودفعت هذه المخاوف العشرات من الجمهوريين إلى جمع توقيعات على عريضة تحث رئيس لجنة الحزب على التوقف عن مساعدة ترامب، والتركيز على حماية مرشحي مجلس الشيوخ الأكثر عرضة للخطر.
وأقر المرشح الجمهورى كما نقلت بعض المصادر، بأن حملته الانتخابية تواجه تحديات وأنها قد تفشل فى نهاية الأمر. واكد أن افتقاره للدقة السياسية قد يكلفه الانتخابات إذا لم يتقبل الأمريكيون نهجه الحاد. وبعد فوزه على 16 منافسا فى الانتخابات الجمهورية التمهيدية، يواجه ترامب دلالات تثير القلق مع تحرك حملته تجاه الانتخابات العامة. واتسع فارق تقدم المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون على ترامب فى استطلاعات الرأى فى الأيام الأخيرة. وقال ترامب أنه قلق من أن يعزله الجمهوريون- وهدد بوقف جمع التبرعات للحزب إذا ما فعلوا ذلك. وتأتى تصريحات قطب العقارات فاحش الثراء عن عدم ثقته فيما يتعلق بما قد تسفر عنه الانتخابات، فيما يكافح ليبقى تركيزه منصبا على منافسته كلينتون مع تجنب أى شيء قد يشتت انتباهه.
خطر ترامب
في رسالة مدوية نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، حذر خمسون جمهوريا عملوا بالبيت الأبيض وتولوا مسؤوليات كبيرة في جهاز الأمن القومي من أن دونالد ترامب سيكون "أخطر رئيس في التاريخ الأمريكي" بسبب جهله وعدم كفاءته. ومع أنهم لم يدعوا إلى التصويت للمرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون، إلا أنهم أكدوا بكل وضوح في رسالتهم "لن يصوت أي منا لدونالد ترامب".
وكتب الخبراء "إننا مقتنعون بأنه سيكون رئيسا خطيرا وسيعرض أمن بلادنا القومي وازدهارها للخطر". وعزوا موقفهم إلى أن الملياردير المثير للجدل غير أهل لتولي مهام القائد الأعلى للقوات المسلحة بسبب افتقاره إلى المؤهلات اللازمة وكذلك أيضا بسبب طباعه النزقة. وكتب الخبراء في رسالتهم "ترامب ليس لديه لا الشخصية ولا القيم ولا الخبرة لكي يكون رئيسا"، وهو "يظهر عن جهل مقلق لأبسط الوقائع" في السياسة الدولية.
وحذروا بأن وصوله إلى البيت الأبيض سيضعف السلطة المعنوية للولايات المتحدة في العالم، مشيرين إلى أنه يجهل على ما يبدو مبادئ الدستور الأمريكي والقوانين الأمريكية. وأضافوا أن ترامب ليس "جاهلا" في الشؤون الدولية والمخاطر بوجه الأمن القومي فحسب بل أنه "لا يبدي أي رغبة في الاستعلام" ، معربين عن أسفهم لأنه "يتصرف بنزق" ولا يتمتع بضبط النفس و"لا هو قادر على تقبل الانتقادات الشخصية".
وتابعت الرسالة "إننا مقتنعون بأنه سيكون أخطر رئيس في التاريخ الأمريكي". وحذروا بأن سلوك ترامب الدخيل على السياسة أثار قلق أقرب حلفاء الولايات المتحدة، وبأنه لا يقر بضرورة هذه العلاقات الدبلوماسية. ومن الموقعين على الرسالة مايكل هايدن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) في عهد جورج بوش الابن، وجون نيغروبونتي المدير السابق لوكالة الاستخبارات الوطنية، وتوم ريدج ومايكل شيرتوف الوزيران الأول والثاني للأمن الداخلي في عهد جورج بوش الابن، وإريك أدلمان المستشار السابق للأمن القومي لنائب الرئيس ديك تشيني، وكذلك روبرت زوليك الدبلوماسي السابق ورئيس البنك الدولي سابقا. بحسب فرانس برس.
ورد ترامب ببيان لاذع وصف فيه الخبراء بأنهم "مجرد نخبة واشنطن الفاشلة التي تسعى للتمسك بسلطتها"، داعيا إلى "محاسبتهم" لجعلهم العالم أقل أمانا. واتهمهم بأنهم "متخذو القرارات الكارثية باجتياح العراق والسماح بمقتل أمريكيين في بنغازي" وبأنهم "سمحوا بظهور تنظيم داعش". وختم "إنني أعرض رؤية أفضل لبلادنا ولسياستنا الخارجية، رؤية ليست رؤية عائلة مالكة حاكمة". وانضم موقعو الرسالة بخطوتهم هذه إلى مسؤولين أمنيين آخرين سبق أن اتخذوا موقفا ضد ترامب، بينهم المدير السابق للـ"سي آي إيه" مايكل موريل الذي اتهم ترامب بأنه "عميل من دون أن يدري" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، داعيا إلى التصويت لكلينتون.
وقف التمويل
على صعيد متصل وقع اكثر من سبعين جمهوريا نافذا رسالة الى حزبهم تطالب بوقف تمويل حملة مرشح الحزب للبيت الابيض دونالد ترامب والتركيز على انتخابات الكونغرس التي ستجري بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر. وكتب الجمهوريون في مسودة الرسالة الموجهة الى رئيس المجلس الوطني الجمهوري رينس بريباس وتلقت صحيفة "بوليتيكو" نسخة عنها "اننا نعتقد ان نزعة دونالد ترامب الى اثارة الشقاقات وقلة كفاءته وتهوره وشعبيته المتدنية الى مستوى قياسي، كل هذه العوامل قد تحول هذه الانتخابات الى مد ديموقراطي".
ودعا الجمهوريون الى "تحويل فوري" لاموال الحزب الى انتخابات مجلس الشيوخ الذي سيتم تجديد ثلث مقاعده في الانتخابات المقبلة، ومجلس النواب التي سيتم تجديد كامل اعضائه الـ435، لمساعدة المرشحين الجمهوريين الذين تضررت حظوظهم بسبب تدني شعبية ترامب. وتؤكد الرسالة ان "هذا القرار يفترض الا يكون صعبا، اذ ان فرص دونالد ترامب بالفوز في الانتخابات تتبخر اكثر يوما بعد يوم".
وذكر الموقعون عدة مبادرات قام بها ترامب وقالوا انها "ابعدت ملايين الناخبين من الحزبين". وكتب الموقعون ان "هذه الاساءات الاخيرة اضيفت الى حملته القائمة على الغضب والاقصاء، والتي قام خلالها بالتهكم على ملايين الناخبين واهانتهم، بمن فيهم المعوقون والنساء والمسلمون والاقليات". وتابعت الرسالة "انه اظهر كذلك ميولا سلطوية خطيرة، تضمنت تهديدات بحظر ديانة كاملة من الدخول الى البلاد، واصدار اوامر الى القوات المسلحة بمخالفة القانون بتعذيب معتقلين وقتل عائلات مشتبه بهم في مسائل ارهابية، وادراج مواطنين مسلمين يمتثلون للقانون في قواعد بيانات، واستخدام اوامر تنفيذية لتطبيق اجراءات غير قانونية ومخالفة للدستور". بحسب فرانس برس.
الى ذلك، نقلت الصحيفة في مقال اخر انه من المقرر عقد اجتماع بين مستشاري ترامب ومسؤولين في الحزب الجمهوري بطلب من حملة المرشح، في بادرة قد تشكل مؤشرا الى ان ترامب يطلب المساعدة لانقاذ حملته المتدهورة. وقال مصدر للصحيفة "انهم يردون اصلاح خلاف يتطور باستمرار"، معلقا على الاجتماع الذي يتوقع ان يعقد في اورلاندو. واضاف المصدر "ادركوا اخيرا انهم بحاجة الى اللجنة الوطنية الجمهورية من اجل جملتهم، لان لا بد من الاقرار بانه ليس هناك حملة".
من جانب اخر أفاد استطلاع أن نحو خمس الجمهوريين الأمريكيين المسجلين يرغبون في أن ينسحب المرشح الجمهوري دونالد ترامب من السباق الرئاسي مما يعكس حالة الارتباك التي أحدثها ترشحه داخل حزبه. وبحسب استطلاع أجري في الفترة من الخامس حتى الثامن من أغسطس آب وشمل 396 جمهوريا مسجلا يرى نحو 19 في المئة أنه يجب على ترامب الانسحاب في حين يرى 70 في المئة ضرورة استمراره في السباق بينما يبقى عشرة في المئة ممن شملهم الاستطلاع لم يحسموا أمرهم بعد. ويحمل الاستطلاع هامش خطأ بواقع ست نقاط مئوية.
ومن كل الناخبين المسجلين على إطلاقهم يرغب 44 في المئة في انسحاب ترامب. ويستند هذا إلى مسح شمل 1162 ناخبا مسجلا ويحمل هامش خطأ بواقع ثلاث نقاط مئوية. وهذه النسبة أعلى بنحو تسع نقاط مئوية عن تأييد ترشحه للرئاسة. وتبرز الأرقام عمق الانقسام داخل الحزب الجمهوري بشأن ترشيح ترامب. وكان عدد من الشخصيات الجمهورية البارزة أعلنوا عدم دعمهم لترامب في انتخابات الرئاسة المقررة في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني بسبب خطاباته النارية واقتراحاته السياسية المثيرة للجدل.
حملة ترامب
من جانب اخر وبعد تحقيق فوز كاسح على منافسيه الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية لنيل ترشيح الحزب، يمر دونالد ترامب بمرحلة من الشكوك مع تراجع نسبة التأييد له في الحملة الوطنية للانتخابات الرئاسية الاميركية. وازاء التقدم الكبير الذي تحققه المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون عليه في استطلاعات الرأي، قال ترامب في كلمة القاها اما حضور من القساوسة "غالبا ما امازح بالقول انه حتى لو كنتم مرضى، ولو كان تشخيص حالتكم هو اسوأ تشخيص يمكن ان يصدر عن طبيب، وكنتم في الفراش ولا تعرفون ان كنتم ستنجون، عليكم رغم ذلك ان تنهضوا في 8 تشرين الثاني/نوفمبر وتذهبوا للادلاء باصواتكم".
وحض الحضور تسع مرات خلال خطابه على تعميم هذه الدعوة على رعياتهم حتى يصوتوا جميعا له في الانتخابات الرئاسية. ولم يعد المرشح الجمهوري للبيت الابيض يخفي شكوكه بشأن نتيجة الانتخابات الرئاسية، كما ان فريقه لا يدري كيف يمكنه تعديل نهج الحملة الذي قاده الى الانتصار في الانتخابات التمهيدية، للتماشي مع انتقال الحملة الى المستوى الوطني. وكان الملياردير الشعبوي تجاهل خلال حملة الانتخابات التمهيدية في 2015 و2016 آراء الخبراء والمراقبين الذين كانوا يحضونه على تبني سلوك جدير بالرئاسة والتوقف عن شتم خصومه والبدء بكتابة خطاباته والالتزام بنصها بدل الارتجال. غير ان استراتيجيته الخارجة عن المألوف فاجأت الجميع وحققت له النصر.
ومنذ ان اصبح المرشح الرسمي للحزب الجمهوري، بات يلقي في بعض الاحيان وبناء على اصرار مستشاريه، خطابات تنطوي على مضمون وتتناول مسائل اساسية، يتبع فيها النص المكتوب. لكنه لا يزال يرتكب بصورة شبه يومية هفوات واستفزازات وتجاوزات سواء مقصودة او غير مقصودة، حول جملة من المواضيع مثل روسيا والاسلحة وتنظيم داعش، او حتى هجومه على والدي جندي اميركي مسلم قتل في المعركة في العراق. وقال ترامب لمجلة "تايم" "لا احب التغيير. لكن هذا ما فعلت. سوف نرى الى اين سيقودني ذلك".
واذ لا يزال يتردد بين النهجين، يبقى ترامب عاجزا عن توضيح استراتيجيته الانتخابية. وحين تطرح عليه اسئلة، يعتمد على حدسه في الرد. كما انه يشتت جهوده جغرافيا، فيعقد مهرجانات انتخابية في مناطق لا يمكنه الفوز بها. ويستند ترامب في حملته الى اربع رسائل باتت معروفة من الجميع: بناء جدار على الحدود مع المكسيك، والحد من الهجرة، والقضاء على تنظيم داعش واعادة الوظائف الصناعية التي انتقلت الى الخارج. لكن الفوز بالانتخابات الرئاسية لطالما تطلب تاريخيا اكثر من شعارات.
في المقابل، وضع فريق هيلاري كلينتون استراتيجية مفصلة لتعزيز قاعدتها بين الناخبين السود والمتحدرين من اميركا اللاتينية، واستعادة ثقة العمال البيض في ولايات اساسية مثل بنسيلفانيا واوهايو، يمكن ان تحسم نتيجة الانتخابات. وعملا بهذه الاستراتيجية، اقام فريق حملة كلينتون اجهزة محلية مع فتح مكاتب انتخابية ونشر موظفين ومتطوعين. كما تعتمد الحملة الانتخابية على الاعلام والتواصل مع الناخبين عبر الاعلانات. وذكرت شبكة "ايه بي سي" ان الفريق الديموقراطي انفق حوالى 93 مليون دولار على الاعلانات التلفزيونية، مقابل 11 مليونا فقط من جانب فريق ترامب. ولم تنفق لجنة الحملة الرسمية للمرشح الجمهوري حتى الان اي مبالغ على الاعلانات التلفزيونية، وهي ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
ولا يزال ترامب يتصرف وكأنه يتوجه الى جمهور الانتخابات التمهيدية الذي لا يتعدى 31 مليون ناخب، في حين ان حوالى 130 مليون اميركي صوتوا في الانتخابات الرئاسية عام 2012. ولم يتأكد حتى الان الانتقال الكبير لناخبي الطبقات الشعبية الذي يراهن عليه لتوسيع صفوف مؤيديه. وقال كريستوفر فليزن الاستاذ في جامعة تكساس في مدينة اوستن "لم يعد هناك الكثير من الوقت". وعلق على اسلوب ترامب الذي لا يمكن التكهن به والذي غالبا ما يتم التعويل عليه لتوقع تقدم مفاجئ له في ايلول/سبتمبر، فقال "هذا قد يساعده كما انه قد لا يساعده، لا احد يدري. لكن على ضوء وقائع الاسبوعين الاخيرين، يبدو ان تأثيره يميل اكثر الى السلبية".
فرجل الاعمال لم يتراجع فحسب في استطلاعات الرأي الوطنية (40% مقابل 48% لكلينتون بحسب استطلاع "هاف بوست")، بل هو في خطر في ولايات اساسية غالبا ما اتاحت للمرشحين الجمهوريين حسم السباق لصالحهم. وكشف استطلاعان للراي جديدان اجرتهما صحيفة "وول ستريت جورنال" وشبكة "ان بي سي" تقدم كلينتون عليه في كولورادو وفلوريدا وكارولاينا الشمالية وفرجينيا. وتجري الانتخابات الرئاسية الاميركية بالاقتراع غير المباشر من قبل هيئة ناخبة. بحسب فرانس برس.
وتوقع خبراء نشرة "ساباتوز كريستال بول" في جامعة فرجينيا فوزا سهلا لكلينتون باصوات 347 من كبار الناخبين، مقابل 191 لترامب. واوضح كايل كونديك رئيس تحرير النشرة "ترامب متاخر، والخيارات تنحسر امامه للتعويض عن تاخيره". وازاء امكانية هزيمته، تبنى المرشح الجمهوري موقفا غير مكترث. وقال ترامب خلال مقابلة "سأواصل القيام بما اقوم به. وفي نهاية الامر، اما ان ينجح الامر، واما ان اخذ عطلة طويلة ممتعة".
تأسيس داعش
الى جانب ذلك تراجع مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب عن تصريحاته المتكررة التي وصف فيها الرئيس باراك أوباما والمرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون بأنهما مؤسسا تنظيم داعش قائلا إنها كانت من قبيل "التهكم". وأظهر استطلاع للرأي أن ترامب يخسر تأييدا في ثلاث ولايات رئيسية.
واستخدم ترامب الوصف الذي أطلقه دون استناد إلى حقائق أثناء حملته في فلوريدا. وفي مقابلة مع برنامج إذاعي حواري أكد ترامب أنه كان يعني ما قاله. وقال ترامب آنذاك "قصدت أنه مؤسس داعش. نعم فعلت. لقد كان هو من لعب الدور الأكبر". وأضاف أن كلينتون أيضا تستحق جائزة على ذلك. لكن في تعليق على تويتر وصف ترامب تلك التصريحات التي أطلقها بأنها مجرد تهكم. وهذه هي ذات الطريقة التي اتبعها لمحاولة تهدئة الجدل بعد أن دعا روسيا في أواخر يوليو تموز إلى كشف عشرات آلاف الرسائل الإلكترونية "المفقودة" من عهد كلينتون أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية.
وقال ترامب في تعليقه "تم أخذ وصفي للرئيس أوباما و(كلينتون) كمؤسسين لداعش بجدية. ألا يفهمان السخرية؟" واتهام ترامب لأوباما وكلينتون يتجاوز كثيرا اتهامات وجهها من قبل هو وجمهوريون آخرون بأن الرئيس ووزيرة الخارجية السابقة ساهما في تهيئة الظروف الملائمة لصعود داعش بسحب القوات الأمريكية من العراق في 2011. غير أن استطلاعا للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال ومحطة (إن.بي.سي نيوز) التلفزيونية وشركة ماريست أظهر أن الدعم لترامب يتراجع بين الناخبين في ثلاث ولايات رئيسية بالسباق. بحسب رويترز.
كان ترامب قال في تصريح سابق إنه سيرسل تنظيم داعش إلى "الجحيم" دون تقديم تفاصيل. وأضاف أنه سيقنع دول الخليج بتمويل مناطق آمنة للاجئين السوريين حتى لا يتعين جلبهم إلى الولايات المتحدة. وعادة ما يرجع الجمهوريون ظهور داعش لقرار إدارة أوباما بسحب آخر قوات أمريكية من العراق بنهاية عام 2011. لكن كثيرا من المحللين يقولون إن جذور هذا الأمر تعود إلى القرار الذي اتخذه الجمهوري جورج بوش بغزو العراق في 2003 دون وضع خطة لملء الفراغ الذي خلفته الإطاحة بصدام حسين. وكانت إدارة بوش وليس أوباما هي من اتخذ قرار التفاوض على اتفاق 2009 الذي قضى بسحب القوات الأمريكية من العراق بحلول 31 ديسمبر كانون الأول 2011.
دعوة للعنف
من جانب اخر ألمح المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب إلى أن مؤيدي حيازة السلاح في الولايات المتحدة يمكنهم وقف تقدم منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون أو القضاة الذين يمكن أن تعينهم في المحكمة العليا. وأثارت تصريحات ترامب هذه جدلا جديدا في الحملة، بعدما فسرها عدد من وسائل الإعلام والمراقبون على أنها دعوة إلى استخدام العنف لوقف كلينتون أو القضاة. ووحدها المحكمة العليا قادرة على تغيير التعديل الدستوري الذي يضمن حق حيازة السلاح. وأحد مقاعد المحكمة شاغر منذ وفاة أحد أعضائها التسعة في منتصف شباط/فبراير. وهي مقسومة بالتساوي حاليا بين أربعة تقدميين وأربعة محافظين.
وقال رجل الأعمال الثري في تجمع انتخابي في ولمينتغتون في ولاية كارولاينا الشمالية (جنوب شرق) "باختصار، كلينتون تريد إلغاء التعديل الثاني" للدستور الذي يضمن حق حيازة الأسلحة. وأضاف "إذا كانت لديها إمكانية اختيار قضاتها، فلن تكونوا قادرين على فعل أي شئ"، مشيرا إلى أنه "هناك حل مع التعديل الثاني ربما، لست أدري"، بدون أن يضيف أي تفاصيل. بحسب فرانس برس.
وفي مواجهة سيل الانتقادات لهذه التصريحات، لم تتأخر حملة الملياردير عن نشر "بيان لحملة دونالد ترامب حول وسائل الإعلام غير النزيهة"، موضحة أن ترامب يريد أن يقول أن مجموعة المدافعين عن حق حيازة السلاح المتماسكة جدا ستمنع انتخاب كلينتون إذا صوتت لمصلحته. ولقيت هذه التصريحات على الفور تأييد مجموعة الضغط النافذة لحيازة الأسلحة التي دعت في تغريدة على تويتر إلى التصويت لمصلحة التعديل الثاني وبالتالي لدونالد ترامب. لكن بيان حملة ترامب لم يقنع معارضيه كما تبين من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي. أما روبي موك، مدير حملة كلينتون، فقد رد بسرعة متهما ترامب باستخدام "لغة خطيرة". وقال أن "شخصا يسعى لأن يصبح رئيسا للولايات المتحدة عليه ألا يطلق دعوة إلى العنف بأي شكل".
اضف تعليق