انطلقت قبل ايام في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية وتحت إجراءات أمنية مشددة دورة الألعاب الأولمبية 2016، حيث أقيم حفل افتتاحي ضخم باستاد ماراكانا الشهير حضره أكثر من 60 ألف متفرج ، ويشارك في هذه الدورة التي تنظم لأول مرة في أمريكا الجنوبية 11288 رياضيا (6182 رجلا و5106 سيدات) سيتنافسون على 306 ميداليات ويمثلون 207، كما ويقوم بتغطية هذه المنافسات نحو 5800 صحافي من مختلف وسائل الأعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي في العالم، هذا الحدث الرياضي المهم الذي اقيم في ظل أوضاع سياسية واقتصادية حرجة في البرازيل، اصبح محط اهتمام واسع خصوصا وان يوم الافتتاح قد شهد ايضا مظاهرات احتجاج واستنكار كبير، حيث تظاهر آلاف الأشخاص خارج أسوار الملعب منذ ساعات الصباح، وعبر قسم منهم عن دعمه للرئيسة المجمدة مهامها ديلما روسيف، وطالب القسم الآخر بإقالتها وتنصيب نائبها الرئيس بالوكالة تامر.
كما تجمع نحو 3 آلاف شخص بالقرب من فندق بالاس أوتيل الفاخر، حيث يقيم أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، وحملوا يافطات تعبر عن معارضتهم لتنظيم العرس الأولمبي في البرازيل، حيث كتب على واحدة منها "لا للألعاب الأولمبية" تحت نظر نزلاء الفندق، يضاف الى ذلك الانتقادات المتواصلة بخصوص الاجراءات الامنية في البرازيل، التي تعاني من ارتفاع معدلات الجريمة وانتشار العصابات والفقر والبطالة، هذا بالاضافة أزمة انتشار فيروس زيكا الذي ينتشر بواسطة البعوض وغيرها من المشكلات الاخرى، التي قد تؤثر سلبا على دورة الألعاب وهو ما دعى السلطات الى تشديد اجراءاتها الامنية داخل المدن وعلى الحدود مع الدول الاخرى، وفي وقت سابق خاضت الشرطة البرازيلية اشتباكات عنيفة مع مهربي المخدرات في احد الأحياء الفقيرة بمدينة ريو دي جانيرو، وقال متحدث إن معركة بالأسلحة النارية اندلعت بين المهربين والشرطة بعد أن نشرت نحو 450 ضابطا في منطقة اليماو فافيلا في شمال المدينة لتنفيذ عشرات من أوامر الاعتقال. ويقع الحي الفقير المزدحم الذي يقطنه نحو 70 ألف نسمة بالقرب من مطار جالياو الدولي.
من جانب اخر قالت الشرطة إن الاعتقالات والمصادرات المتعلقة بتجارة المخدرات زادت في بيرو قبيل بدء دورة الألعاب الأولمبية في البرازيل المجاورة في حين يقوم أجانب بتهريب عبوات الكوكايين بمعدتهم مخاطرين بحياتهم على أمل الاستفادة من ارتفاع الطلب المتوقع. وقال لويس بانتويا رئيس وحدة مكافحة المخدرات بشرطة بيرو إن 98 شخصا على الأقل ممن يطلق عليهم "بغال المخدرات" وأغلبهم من الأجانب اعتقلوا في المطار في العاصمة ليما منذ يناير كانون الأول بزيادة عن فترات سابقة.
وأضاف أن السلطات صادرت كذلك 19.6 طن من المخدرات غالبيتها العظمى كوكايين منذ بداية العام بارتفاع قدره 25 بالمئة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وأضاف "إذا استمر هذا الحال حتى ديسمبر كانون الأول سنكون قد تجاوزنا الرقم القياسي التاريخي في مصادرة المخدرات." وتابع أن الشرطة صادرت كذلك كميات قياسية من المواد الكيماوية التي تستخدم في إنتاج الكوكايين. وكانت السلطات في بيرو أعلنت عن تزايد تهريب المخدرات قبيل انطلاق كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها البرازيل عام 2014. وشددت السلطات البرازيلية الرقابة على الحدود قبيل بدء دورة الألعاب الأولمبية.
احياء فقيرة
وفي هذا الشأن فقد كان باستطاعتهم رؤية الألعاب النارية لكنهم لم يشعروا بأي تأثير على حياتهم من استضافة بلادهم لدورة الألعاب الأولمبية. وعبر سكان حي مانجيرا العشوائي الفقير الذي يطل على استاد ماراكانا الذي أقيمت فيه مراسم افتتاح الألعاب عن مزيج من الفخر والإحباط لدى انطلاق الدورة في ريو دي جانيرو. وتساءلت ليليان سايلز وهي من سكان مانجيرا "نحن فخورون بشدة لأن بلادنا تستضيف الألعاب لكن هل هناك أي فائدة تعود علينا؟" وأضافت سايلز التي لديها ابن في السادسة وابنة عمرها أقل من عام "لا لم يتغير أي شيء في حياتي بسبب استضافة هذه الألعاب ومن السخيف الاعتقاد بأن شيئا سيتغير بالنسبة لطفلي."
وكان سكان الأحياء الفقيرة التي تبعد أقل من كيلومتر واحد عن الاستاد يتابعون الألعاب النارية التي أضاءت السماء بألوانها الزاهية بينما توافدت شخصيات مهمة ومشاهير على استاد ماراكانا لحضور حفل الافتتاح الذي احتفى بثقافة تلك الأحياء الفقيرة. وقال خوسيه كارمو وهو عامل بناء يبلغ من العمر 23 عاما ويعيش في مانجيرا "يحتاج العالم لأن يعرف. أنا هنا أشاهد هذا الحدث الرائع من حي فقير وعشوائي ملاصق للموقع الذي يفتتحون فيه الأولمبياد وحياتي لم تتحسن على الإطلاق." وأضاف كارمو "من المحبط أن تكون قريبا جدا من مثل هذا الحدث ولكن في ذات الوقت أبعد ما تكون عنه وتعيش في مكان لا يوجد فيه أمن ولا حتى شبكة صرف صحي."
وتتكلف أولمبياد ريو نحو 12 مليار دولار لكن منتقدين يقولون إن حياة المهمشين في المدينة لم تشهد تحسنا يذكر رغم إقامة مشروعات مثل خط مترو جديد وطرق سريعة للحافلات ومشروعات عقارية ضخمة. وقال روبينسون مونيس (34 عاما) "أريد حقا أن أكون متفائلا وأقول لك إن كل ذلك عظيم للبرازيل... لكننا لم نر ذلك. أحب رؤية ذلك الاستاد وهو متألق أريد أن أشعر بالفخر كبرازيلي لكن الأولمبياد لم تحدث أي تغييرات كبيرة بالنسبة لنا." بحسب رويترز.
وقال دينلسون لوسيو سوزا "في اللحظة الراهنة أنا فخور لأنني برازيلي ولأن الألعاب تقام هنا" لكنه قال إنه لم يشهد استثمارات تذكر في مجالات الصحة والتعليم والأمن في مانجيرا منذ إعلان استضافة ريو للأولمبياد في 2009. وقال "نحتاج للمساعدة ويبدو الأمر غريبا أن نستجدي في الوقت الذي تستضيف فيه المدينة الأولمبياد... أطلب فقط أن نحصل على المزيد من المساعدة في الصحة والأمن والتعليم".
سرقة واعتداءات
من جانب اخر شهدت ريو دي جانيرو حوادث سرقة واعتداءات مختلفة طالت المشاركين وضيوف الألعاب الأولمبية التي تحتضنها المدينة البرازيلية حاليا، وخاصة بالقرب من مواقع المسابقات، ما أثار ضغطا متزايدا على المنظمين والرياضيين وأربك الألعاب في مدينة نسبة الجرائم فيها مرتفعة. ويتعرض الصحافيون بشكل عام، والمصورون وحاملو الكاميرات بشكل خاص لخسائر فادحة، كاميرات وأجهزة تابعة لها أو حقائب معدات كاملة وباهظة الثمن تختفي من مكاتب وسائل الإعلام المعتمدة، في وسط المدينة، في الحافلات وحتى في الملاعب.
فقد صدم الأجانب الذين يقومون بزيارة عابرة للبلد بمقتل شخصين بالرصاص بالقرب من استاد ماراكانا والشارع الأولمبي، يوم حفل الافتتاح، في حادثة قد تبدو مألوفة جدا لدى البرازيليين. وقصة مصور "نيوز كورب" بريت كوستيلو، صالت وجالت المدينة بأكملها. فقد تعرض الأسترالي لسرقة معدات بقيمة عشرات آلاف الدولارات. ثم تعرف على اللص بعد بضعة أيام، لأن الأخير كان يرتدي "السترة الخاصة بالمصورين المعتمدين" في دورة الألعاب الأولمبية. " كنت أعرف رقمي، فكل واحد منا له سترته. إذ جاء رجل يرتدي سترتي التي سرقت مني قبل يومين، فهناك مشكلة، أليس كذلك؟" هذا ما رواه كوستيلو لموقع "ذي استريليان" على شبكة الإنترنت.
الفيديو الذي تضمن عملية السرقة التي رصدتها كاميرات المراقبة الأمنية قام بنشره موقع صحيفة "دايلي تلغراف" الأسترالية، وكشف النقاب عن مشاركة ثلاثة اشخاص في العملية: امرأة تحاول إثارة الانتباه، ورجل سرق الحقيبة، وثالث يوجه الضحية في حالة من الذعر، إلى الجهة المقابلة التي هرب منها شريكه. وكالة فرانس تمت سرقتها مرات عدة في أماكن عملها. واحدة من عمليات السرقة التي تعرضت لها، تم رصدها بكاميرات المراقبة، تظهر رجلا وامرأة قاما بسرقة حقيبة كاملة من المعدات، ومرة أخرى بسترات مرقمة.
وأعرب مدير عمليات التصوير في الوكالة الفرنسية إريك برادة عن أسفه قائلا: "لقد أبلغنا السلطات بطبيعة الحال. هناك مشكلة أمنية، بعض الأشخاص يتمكنون من دخول المواقع وركوب حافلات اللجنة المنظمة دون بطاقات اعتماد". لكن وسائل الإعلام ليست هي الوحيدة التي تتعرض لعمليات سرقة. فقد اشتكى العديد من الرياضيين الصينيين من السرقة والبعض الآخر من المضايقات. وقال العداء شي دونغ بنغ، الاختصاصي في سباق 110 م حواجز، لأحد وسائل الإعلام الوطنية أنه تمت سرقة جهاز كمبيوتر خاص به. وعلق ساخرا على العملية قائلا: "فقدان المال قد يجنبني مشاكل أكبر فيما بعد".
وحتى كبار المسؤولين لم يفلتوا من النشل. وزير التربية البرتغالي تياغو برانداو رودريغيش تعرض لهجوم في إبانيما، أحد الأحياء الراقية جدا في ريو دي جانيرو. وقال قسم السياحة التابع للشرطة المحلية في بيان: "وزير من دولة اجنبية" تعرض للاعتداء في ايبانيما. واضاف البيان ان رجلا يبلغ السادسة والعشرين اعتقل على طول الشاطىء، واعيدت مقتنيات الرجل المسروق. واشارت صحيفة "دي أن" البرتغالية على موقعها الرسمي ان وزير التعليم تياغو برانداو رودريغيش تعرض لاعتداء تحت تهديد السلاح من رجلين طلبا امواله وهاتفه الخليوي. واضافت ان الوزير كان يشاهد مسابقات الدراجات.
وبحسب صحيفة "إكسترا" المحلية، تعرض الوزير لاعتداء بسكين وأجبر على تسليم ماله، وهاتفه النقال وحقيبة". وفي اليوم التالي، قال الوزير لمعاونيه: "لقد كان ذلك مرعبا، مرت الليلة وكل شيء على ما يرام الآن". ومن الصعب توقع تحسن جذري. فريو دي جانيرو مدينة خطرة بشكل كبير وتعاني من ارتفاع نسبة الجريمة ويغذيها الفقر وتجارة المخدرات. لكن المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية مارك أدامس أكد أنه ليس هناك أي ندم على اختيار البرازيل لاستضافة الألعاب الأولمبية. بحسب فرانس برس.
وقال لدى سؤاله عن تعرض لاعبين أستراليين في منتخب التجذيف للسرقة: "هذه الأشياء تحدث في الشوارع للأسف وهذا أمر فظيع". وأضاف "لكن هل أصبنا باختيار تنظيم الألعاب الأولمبية في أمريكا اللاتينية للمرة الأولى؟ أنا متأكد من ذلك". وختم: "من المهم أن لا تقتصر استضافة الألعاب على مجموعة أوروبية أو أمريكية صغيرة. يجب أن تنتشر الاستضافة في جميع أنحاء العالم. ويجب أن يحسوا بهذا الشعور العالمي".
أسلحة ومخدرات
الى جانب ذلك وفي صباح بارد هب فيه النسيم من باراجواي يوقف مسؤولو الجمارك السيارات التي تمر من أكثر معابر البرازيل الحدودية ازدحاما من حين لآخر ويفتشونها بحثا عن سلع مهربة. معظم الركاب من البرازيليين الفقراء ويحملون أجهزة إلكترونية يقولون إنه سمح لهم بشرائها بدون جمارك على الجانب الآخر من النهر في مدينة سويداد ديل إيست في باراجواي لكن هناك تجارة أكثر خطورة أيضا.
وقال ليوناردو المسؤول بالجمارك في البرازيل الذي يعمل على الجسر منذ عامين بينما كان يراقب السيارات تمر ببطء عبر الحدود المفتوحة "تكتسب دقة ملاحظة." ووجهت قوات الأمن البرازيلية تركيزها إلى جريمة غير منظمة هي الإرهاب. فعززت إجراءات الرقابة عند هذا الموقع الحدودي حيث يعبر عشرات الآلاف ذهابا وإيابا يوميا وأنشأت غرفة مراقبة مزودة بعشرات الكاميرات لمتابعة مختلف أجزاء الحدود. ومنذ فترة طويلة يشير مسؤولو المخابرات إلى هذه المنطقة الحدودية التي تعيش بها جالية مسلمة كبيرة باعتبارها نقطة ضعف في الأمن البرازيلي.
ويقدر عدد الأجانب الذين سيتوافدون على ريو لمتابعة الأولمبياد بنحو نصف مليون وقد زادت الهجمات الأخيرة على مدن أوروبية المخاوف الأمنية وفي ظل هذه المعطيات عادت المهمة الشاقة لمراقبة المنطقة الحدودية بين البرازيل وباراجواي والأرجنتين إلى دائرة الضوء مرة أخرى.
والشهر الماضي ألقت السلطات البرازيلية القبض على 12 شخصا للاشتباه في دعمهم لتنظيم داعش ودراستهم تنفيذ هجوم خلال الأولمبياد. وكانت هذه المرة الأولى التي تعترف فيها الحكومة بوجود أنشطة إرهابية محتملة داخل حدودها. وتقول الشرطة إنها تراقب 100 آخرين لهم صلات محتملة بالتشدد الإسلامي معظمهم في منطقة الحدود الثلاثية.
والنقطة التي تلتقي فيها فويز ديجويسو في البرازيل مع سويداد ديل إيست في باراجواي وبورتو إيجواتسو في الأرجنتين منطقة جذب سياحي لزوار شلالات إيجواتسو. كما أنها طريق رئيسية للتهريب. ووسط متاهة من الأكشاك حول مراكز التسوق الشاهقة وحيث يمتزج دخان النرجيلة مع رائحة الأحذية الرياضية الجديدة ويبدل تجار العملة رزم النقود إلى جوار رجال يعرضون بنادق للبيع يصبح الخيال بلا حدود. لكن من الصعب رسم صورة واضحة عن الواقع.
والصلة الوحيدة الواضحة بين الاثني عشر الذين كانوا يخططون لهجوم وتم إلقاء القبض عليهم وبين هذه المنطقة محاولة مزعومة من جانب أحد أفراد المجموعة لشراء بندقية كلاشنيكوف عن طريق الإنترنت من متجر في سويداد ديل إيست. وفي ظل سهولة الحصول على أسلحة بالمدن الرئيسية في البرازيل رفض كثيرون الربط بين الأمرين باعتبار أن هذه علامة أخرى على أنهم مجموعة من الهواة بالمقارنة بالمخاطر التي تنطوي عليها منطقة الحدود الثلاثية. لكن مصادر بالشرطة على الحدود تعترف بأن المنطقة أرض خصبة للحركات المتطرفة. وقال مصدر بالشرطة "لا شك أن الوضع يلاءم من يسعى لأن يصبح إرهابيا... النشاط الإجرامي وتدفق الناس والأسلحة والجالية المسلمة المستقرة والمنغلقة على نفسها كل هذا موجود هناك."
وثارت المخاوف بشأن المنطقة باعتبارها نقطة محتملة لجمع الأموال ودخول المتشددين بعد أن اقتفت أجهزة المخابرات أثر هجمات في بوينس ايرس على السفارة الإسرائيلية عام 1992 وعلى مركز يهودي عام 1994 ووجدت صلة بينهما وبين المنطقة. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 114 شخصا. ووجد مسؤولو المخابرات الأمريكية صلات بالجالية اللبنانية الكبيرة في منطقة الحدود الثلاثية وبأموال تم جمعها من مراكز تسوق معينة في سويداد ديل إيست.
وأظهرت برقيات دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس من تلك الفترة غضبا أمريكيا. وجاء في رسالة بعثت بها السفارة الأمريكية في برازيليا في أكتوبر تشرين الأول عام 2009 "رسميا لا إرهاب داخل حدود البرازيل... حقيقة الأمر أن هناك عدة جماعات إسلامية لها صلات أو يشتبه في صلاتها بتنظيمات متطرفة لها فروع في البرازيل ويشتبه في قيامها بأنشطة تمويلية." وقالت برقية أخرى مؤرخة في يناير كانون الثاني 2008 إن البرازيل "لا تزال شديدة الحساسية" إزاء المزاعم بأن منطقة الحدود الثلاثية "مرتع للأنشطة الإرهابية."
ويبدو أن مرجع هذه الحساسية إلى الرغبة في عدم الإضرار بالسياحة في المنطقة والخوف من وصم الجالية المسلمة في البرازيل البالغ قوامها نحو مليون شخص ومعظمهم في ساو باولو وفويز ديجويسو ومدينة كوريتشيبا. وجرت كل الاعتقالات في الفترة السابقة للأولمبياد بموجب القانون الجديد لمكافحة الإرهاب الذي تم إقراره في مارس آذار وهو يمثل تغيرا كبيرا في نهج البرازيل. وقال القاضي المشرف على التحقيق ماركوس جوسيرجي دا سيلفا "يسهل القانون كثيرا تبادل المعلومات بين الشرطة وأجهزة المخابرات في مختلف البلدان."
ولخص ممثل الادعاء في القضية رفائيل فروم ميرون الوضع بمزيد من البساطة قائلا "لو كانت لدي الأدلة نفسها قبل ستة أشهر لما تمكنت من القيام بشيء." وأكد عبده ناصر الخطيب إمام المسجد الأبيض في فويز ديجويسو التعاون والتكامل قائلا إنه سينبه الشرطة إذا اشتبه في أن أحد المترددين على المسجد متطرف. لكن على الجسر أو في النهر أسفله الوضع مختلف. تقوض الصعوبات اللوجستية والفساد ونقص الموارد جهود تحسين الأمن.
وباراجواي جارة ذات حساسية. إنها ثاني أفقر دول أمريكا الجنوبية بعد بوليفيا والتجارة المشروعة وغير المشروعة مع البرازيل هي شريان الحياة بالنسبة إلى سيوداد دي إيست. ومن شأن محاولات زيادة إجراءات الأمن من خلال تفتيش المزيد من الأشخاص والشحنات إبطاء تدفق السلع وستدق مسمارا في نعش المنطقة الحدودية الشرقية في باراجواي. وعلى الرغم من أنها على مسافة عشر دقائق سيرا على الأقدام من البرازيل فإن سويداد ديل إيست تعتبر موقعا ينطوي على متاعب للدبلوماسيين البرازيليين. فشوارعها الصاخبة توحي بالانفلات الأمني على الرغم من التواجد الشرطي الكثيف. ومن بين المشكلات نقص الموارد. بحسب رويترز.
في دورية مع الشرطة بقارب تهريب تم ضبطه يشير ضباط إلى موانئ سرية على نهر بارانا. يرتدون سترات واقية من الرصاص تحسبا لإطلاق النار الذي يقع من حين لآخر من باراجواي ويمرون أمام أحياء فقيرة على ضفة النهر حيث كان التهريب مصدر رزق لأجيال. وقال ضابط "نحتاج عشرة أمثال الأفراد حتى نتمكن فعلا من تأمين هذه الحدود."
الرد على داعش
على صعيد متصل تقدم الزعيمان الفرنسي والإيطالي بطلبين متنافسين لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2024 لكنهما حملا نفس الرسالة: اختيار أوروبا لاستضافة الأولمبياد سيعيد التأكيد على قيمها الليبرالية الغربية في مواجهة هجمات دامية للإسلاميين المتشددين. وأثارت موجة هجمات في فرنسا والتهديد بالمزيد في أرجاء أوروبا القلق في القارة مما ألقى بظلال من الشك على ترشيح باريس وروما لاستضافة الأولمبياد.
لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي قالا في كلمتين منفصلتين في دورة الألعاب في ريو إن أكبر حدث رياضي في العالم يجب أن ينظم في أوروبا كبيان قوي ضد تنظيم داعش. وقال أولوند "القيم هي أفضل رد على التحدي الذي يواجهه العالم اليوم وسيواصل مواجهته غدا" وأشاد بشعار الجمهورية الفرنسية "الحرية والمساواة والأخوة" وأشار إلى التركيبة العرقية المتنوعة لباريس. وأضاف وبجانبه رئيسة بلدية باريس آن هيدالجو وبعض أبرز الرياضيين الفرنسيين ومن بينهم بطل الجودو المشارك في الأولمبياد تيدي رينيه "الإجابة إذا جاز لي القول هي باريس." وفي وقت سابق قاد إسلامي شاحنة وصدم بها حشدا في نيس فقتل 85 شخصا واقتحم مهاجمان كنيسة في بلدة صغيرة في شمال فرنسا وقتلا قسا بجز عنقه بسكين. بحسب رويترز.
وردد رينتسي تصريحات أولوند بالنسبة لروما. وقال للصحفيين "إذا لم يحققوا نتيجة قتل الناس فإن ثاني أفضل الأهداف بالنسبة لهؤلاء الرجال والنساء والإرهابيين المجانين هو... جعلنا نعيش حياة خوف." وقال إن من المهم ألا يخاف الناس من هؤلاء الإسلاميين المتشددين. وأضاف "بعض المتشددين يحرمون كرة القدم والموسيقى والرياضة... إذا كانوا يكرهون الموسيقى فسنستثمر أموالا أكثر في الموسيقى. إذا كانوا يكرهون كرة القدم أو الرياضات الأخرى فإننا نعتقد أنها هويتنا." وقامت روما بحملة قصيرة لاستضافة ألعام 2020 لكنها انسحبت بعد أن قالت الحكومة إنها لن تتمكن من تقديم الضمانات المالية اللازمة. وتسعى أيضا لوس أنجليس وبودابست إلى استضافة ألعاب 2024. وستختار اللجنة الأولمبية الدولية الدولة المضيفة للألعاب في 2017.
اضف تعليق