q

محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، وكما يرى بعض الخبراء كانت فرصة ذهبية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتهم بالتخطيط لمثل هكذا تحرك من اجل توطيد سلطته في البلاد والتخلص من كل الخصوم ، ومنهم العدو اللدود فتح الله غولن، الذي اتهمه أردوغان بمحاولة الانقلاب بتنسيق مع أطراف في الجيش، حيث سعى الرئيس التركي الى اجراء عملية تطهير شامل لجميع مؤسسات الدولة من خلال طرد واعتقال الالاف لإتهامهم بالتعاطف مع الانقلاب ضمن قوائم خاصة كانت معدة وجاهزة، الامر الذي اثار مخاوف وقلق العديد من المنظمات والحكومات، وتسببت المخاوف من ان يسعى اردوغان الى ترسيخ حكمه بصورة اكبر وقمع المعارضة من خلال الاضطهاد في توتير علاقات بلاده مع حلفائه الغربيين والقاء ظلال قاتمة على مساعي تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

وبعد ان اصدرت بروكسل انتقادا حادا وحذرت اردوغان من اعادة فرض عقوبة الاعدام سينهي مساعيها للانضمام الى عضوية الاتحاد نهائيا، رد اردوغان بان الاتحاد الاوروبي اتخذ موقفا "منحازا ومتحاملا" بشان تركيا. واضاف انه "على مدى السنوات ال53 الماضية جعلتنا اوروبا ننتظر" مؤكدا انه لم يكن من المفترض ان يعاني اي مرشح لعضوية الاتحاد الاوروبي "بهذه الطريقة التي عانينا منها".

وقال اردوغان "يدلون بتصاريح متناقضة انهم منحازون ومتحاملون وسيظلون على احكامهم المسبقة ازاء تركيا"، مضيفا "مضى علينا 53 عاما ونحن ننتظر على ابواب اوروبا"، وتزايد التوتر كذلك مع الولايات المتحدة التي تعتمد على القواعد التركية لشن ضربات جوية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق. ويعيش الداعية فتح الله غولن (75 عاما) الذي يتهمه اردوغان بانه وراء المؤامرة ضده، في مجمع في بنسلفانيا، وتسعى انقرة الى تسليمه لها.

وقال الرئيس باراك اوباما ان الولايات المتحدة ستأخذ على محمل الجد "اي دليل" يثبت خطأ غولن، الذي يتواجد انصاره في صفوف قوات الشرطة والحكومة. ورفض اوباما كذلك المزاعم بان الولايات المتحدة تلقت معلومات استخباراتية سابقة عن محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/يوليو، واصفا مثل هذه التلميحات بانها "غير صحيحة البتة".

اول مرسوم

وفي هذا الشأن أحكم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبضته على البلاد وأمر بإغلاق الآلاف من المدارس الخاصة والجمعيات الخيرية والمؤسسات الأخرى في أول مرسوم يصدره منذ فرض حالة الطوارئ عقب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة. كما اقتربت أيضا إعادة هيكلة للجيش التركي - الذي اعتبر يوما مؤسسة لا تمس - مع تقديم موعد اجتماع بين إردوغان والقيادات العسكرية بعد أن تم بالفعل تطهيرها.

وتشتبه السلطات التركية في أن المدارس ومؤسسات أخرى على صلة بفتح الله كولن رجل الدين المسلم المقيم في الولايات المتحدة وله أتباع كثر في تركيا. واتهم إردوغان كولن بتدبير محاولة الانقلاب التي قتل فيها 246 شخصا على الأقل في 15 يوليو تموز. وينفي كولن الاتهام. ويخشى منتقدون لإردوغان من أنه ربما يستغل الانقلاب الفاشل في شن حملة عشوائية على المعارضين. وتشمل المؤسسات التي استهدفت على سبيل المثال جمعية القضاة وممثلي الادعاء التي هي جماعة علمانية انتقدت مشروع قانون للسلطة القضائية في الآونة الأخيرة وضع مسودته حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وفي المرسوم الذي نشرته وكالة الأناضول الرسمية للأنباء مدد إردوغان فترة احتجاز المشتبه بهم دون اتهامات من أربعة أيام إلى 30 يوما معللا ذلك بأنه سيسهل إجراء تحقيق شامل في محاولة الانقلاب. وقال إردوغان إنه يعتزم إعادة هيكلة القوات المسلحة التركية وضخ "دماء جديدة". ونجا إردوغان بالكاد من الإمساك به أو التعرض للقتل خلال محاولة الانقلاب التي وقعت في 15 يولو تموز. وذكرت قناة (إن.تي.في) التركية الخاصة أن المجلس الأعلى للجيش سيجتمع بإشراف من إردوغان قبل أيام من الموعد المقرر له في إشارة على أن الرئيس يريد التحرك بسرعة لضمان أن القوات المسلحة خاضعة بالكامل لسيطرة الحكومة.

وللتأكيد على تلك الرسالة سيعقد المجلس اجتماعه - الذي كان يعقد عادة في أغسطس آب من كل عام - في القصر الرئاسي هذا العام وليس في مقر رئاسة الأركان كما هو معتاد. وأعلن إردوغان حالة الطوارئ قائلا إنها ستمكن السلطات من القضاء بسرعة على أنصار محاولة الانقلاب. وتتيح حالة الطوارئ للرئيس والحكومة تمرير قوانين دون الحاجة لدعم من البرلمان كما تتيح تقييد أو تعليق الحقوق والحريات إذا رأوا ذلك ضروريا.

وشنت السلطات التركية بالفعل سلسلة من عمليات التطهير الجماعية بين صفوف القوات المسلحة والشرطة والقضاء والتعليم مستهدفة أنصار كولن الذي يدير شبكة موسعة من المدارس والمؤسسات الخيرية. وفي أول مرسوم يوقعه إردوغان منذ فرض الطوارئ أمر السلطات بإغلاق 1043 مدرسة خاصة و1229 مؤسسة وجمعية خيرية و19 نقابة عمالية و15 جامعة و35 مؤسسة طبية للاشتباه في صلتها بحركة كولن وفقا لما ذكرته وكالة الأناضول للأنباء.

ولا تزال موافقة البرلمان على المرسوم ضرورية لكن فقط بأغلبية بسيطة يتمتع بها بالفعل حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي أسسه إردوغان ويحكم البلاد منذ 2002. وفي خطاب للمشرعين تعهد إردوغان بتقديم أنصار حركة كولن "الإرهابية" إلى العدالة وحث الأتراك على مواصلة المشاركة في مسيرات بالمدن الكبرى تأييدا للديمقراطية ضد مدبري الانقلاب. ومن المقرر تنظيم مسيرات بعدد من البلدات والمدن. وفي اسطنبول العاصمة التجارية لتركيا سمحت السلطات للناس بركوب المترو مجانا حتى تتيسر لهم المشاركة في المسيرات. وتظهر شاشات العرض في القطارات صورا لمواطنين أو "شهداء" قتلوا خلال أحداث العنف.

وعقد إردوغان أول اجتماع له منذ محاولة الانقلاب مع مدير وكالة المخابرات التركية هاكان فيدان بعد شكاوى من تقصير كبير من جانب المخابرات قبل محاولة الانقلاب. وعلى الرغم من التكهنات التي وردت في وسائل الإعلام لم يتخذ الرئيس قرارا بإقالة فيدان. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لقناة (إن.تي.في) الخاصة خلال مقابلة إن تركيا تتوقع الانتهاء خلال أسبوع أو عشرة أيام من ملف يطلب من الولايات المتحدة تسليم كولن.

وقال تشاووش أوغلو إن الصلة بين العسكريين الذين شاركوا في محاولة الانقلاب وشبكة أنصار كولن "واضحة للغاية" وإن تركيا ستبذل كل ما بوسعها "سياسيا وقانونيا" لتسلم رجل الدين. وسبق أن قالت الولايات المتحدة إن تركيا بحاجة لتقديم دليل قاطع على مشاركة كولن في محاولة الانقلاب حتى يمكن ترحيله. ويقول محامون إن هذا الأمر قد يستغرق أعواما كثيرة. وفي أعقاب محاولة الانقلاب تعهدت الدول الغربية بدعم الديمقراطية في تركيا - وهي حليف هام في حلف شمال الأطلسي وشريك في الحرب ضد تنظيم داعش - لكنها أبدت أيضا قلقها من نطاق عمليات التطهير التالية لمحاولة الانقلاب في مؤسسات الدولة. بحسب رويترز.

وفاق عدد من أوقفتهم السلطات التركية أو اعتقلتهم أو أخضعتهم للتحقيق من الجنود والشرطة والقضاة والمعلمين والموظفين الرسميين وآخرين 60 ألفا. ويخشى منتقدون لإردوغان في تركيا وخارجها من أن تشمل حملة التطهير أبرياء أو أن تكون بعض المؤسسات التي أغلقت على صلة لا تذكر أو لا صلة لها على الإطلاق بحركة كولن. وفي اجتماع لوزراء مالية ومحافظي بنوك مجموعة العشرين في الصين قال محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء التركي إن بلاده ستلتزم بقوة بالمبادئ الديمقراطية وسيادة القانون. وفي أنقرة انتقد وزير تركي حلفاء بلاده الغربيين لأنهم لم يبعثوا أي ممثلين للتعبير عن تضامنهم مع تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة. وقال عمر جيليك وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا للصحفيين في أنقرة "نحن مندهشون للغاية لأن حلفاءنا لم يأتوا لزيارة تركيا."

اكثر وحشية من داعش

الى جانب ذلك اعلن الوزير التركي للشؤون الاوروبية ان شبكة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات التركية بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل "اخطر من اسامة بن لادن" وان حركته "اكثر وحشية من داعش". وصرح عمر جيليك في لقاء صحافي في انقرة "اذا كان علينا ان نقول ذلك بشكل واضح وصريح: فزعيم المنظمة الارهابية المعنية فتح الله غولن شخص اخطر من اسامة بن لادن"، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة حتى مقتله في العام 2011.

وتابع جيليك ان "بن لادن كان ينفذ الاعتداءات بعد تهديد مباشر بشن عمل ارهابي لكن الاخر (غولن) يختبئ دائما وراء مظهر هادئ من التسامح والحوار ويدير منظمة ارهابية خطيرة الى اقصى حد". وتابع جيليك "نحن ازاء تنظيم ارهابي اخطر من داعش واكثر وحشية". واضاف ان شبكة غولن وخلافا لتنظيم داعش الذي يواجه "بشكل مباشر من خلال اعمال ارهابية مؤسسات حكومية"، تحاول "ان تدمر من الداخل ... بنى الدولة والنظام الديموقراطي والمؤسسات الديموقراطية وارادة الشعب".

من جانب اخر افادت وكالة انباء الاناضول الرسمية التركية ان ابن اخ الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه انقرة بتدبير الانقلاب الفاشل، اوقف على ذمة التحقيق. واوقف محمد سعيد غولن ابن اخ الداعية الاسلامي في ارضروم (شمال-شرق) في اطار التحقيق حول محاولة الانقلاب في تركيا ليل 15-16 تموز/يوليو كما اضافت الوكالة بدون اعطاء مزيد من التوضيحات.

وذكرت الوكالة ان محمد سعيد غولن اوقف على خلفية محاولة الانقلاب الذي تقول تركيا ان "منظمة فتح الله غولن الارهابية" دبرته وهو ما ينفيه غولن بشدة. واضافت الوكالة انه مطلوب ايضا بتهمة تسريب اسئلة من امتحانات الخدمة المدنية عام 2010. وفي ايار/مايو الفائت، اوقف ابن اخ آخر للداعية غولن المقيم في الولايات المتحدة في قضية على علاقة بمدارس تديرها حركته بحسب وسائل اعلام رسمية آنذاك.

من جانب اخر أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أمام البرلمان أن أنقرة أرسلت ملفات إلى الولايات المتحدة لطلب تسليم الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة التي دبرتها مجموعة في الجيش التركي للإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان. وقال يلديريم: "لقد أرسلنا أربعة ملفات إلى الولايات المتحدة لـ(طلب) تسليم كبير الإرهابيين"، مضيفا: "سنقدم لهم أدلة أكثر مما يريدون". كما أنه اتهم واشنطن بالكيل بمكيالين في حربها على الإرهاب، مضيفا أن محاولة الانقلاب لم يسبق لها مثيل في تاريخ التدخلات العسكرية في تركيا نظرا لاستهداف المدنيين خلالها.

وتابع يلدريم قائلا إن تركيا سوف تجتث حركة غولن "من جذورها" حتى لا تخون الشعب التركي مجددا أبدا. وأضاف: "ليس لدينا أدنى شك بالنسبة إلى من نفذ" محاولة الانقلاب، موجها الاتهام إلى "التنظيم الإرهابي الموازي" في إشارة إلى الشبكة التي يديرها غولن والتي تضم مجموعة كبيرة من المدارس والمنظمات غير الحكومية وتتمتع بنفوذ كبير في الإعلام والشرطة والقضاء. وقالت واشنطن إنها لن تبحث طلب تسليم غولن إلا إذا حصلت على أدلة واضحة. بحسب رويترز.

وعلى صعيد آخر، رفض رئيس الوزراء التركي التعامل "بروح انتقامية" مع الإنقلابيين الذين حاولوا الاستيلاء على السلطةوصرح: "لا يمكن لأحد أن يتعامل بروح انتقامية (...) إن هذا الأمر مرفوض تماما في دولة القانون". وأضاف إثر لقائه زعيم أكبر أحزاب المعارضة "اليوم، نحتاج إلى الوحدة". وتأتي هذه التصريحات بعد نشر صور تظهر على ما يبدو معارضين لمحاولة الانقلاب ينهالون بالضرب على جندي سلم نفسه. من جهته، قال زعيم "حزب الشعب الجمهوري" المعارض كمال كيليتشدار أوغلو: "أعربت عن قلقي لرئيس الوزراء. أعتقد أنه من الظلم ارتكاب أعمال عنف بحق جنود لم يفعلوا سوى الامتثال للأوامر".

فتح الله غولن

في السياق ذاته ينفي الداعية فتح الله غولن اي ضلوع له في محاولة الانقلاب التي جرت في تركيا والتي اتهمه الرئيس رجب طيب اردوغان بتدبيرها، مبديا مخاوف على وضع المؤسسات في بلاده التي لم تعد برأيه ديموقراطية. وبدا غولن متعبا حين استقبل مراسلي عدد من وسائل الاعلام في مقر اقامته في منطقة سايلورسبرغ في بنسيلفانيا في شرق الولايات المتحدة حيث يقيم منذ 1999.

واكد غولن البالغ من العمر 77 عاما بحسب ما يقول، انه لم يغادر شقته منذ عامين، وهو يعاني بحسب المحيطين به من مشكلات في شرايين القلب ومصاب بداء السكري. ونفى هذا الخصم اللدود لأردوغان مرة جديدة في المقابلة التي تولى مترجمون نقلها الى الانكليزية، اي مسوؤلية له في محاولة الانقلاب التي اوقعت. وقال "لطالما كنت ضد تدخل العسكريين في السياسة الداخلية". وندد بمحاولة الانقلاب التي وصفها بانها "خيانة للامة التركية".

وهو يرى ان طريقة تنفيذ محاولة الانقلاب تطرح تساؤلات حول دور قد تكون لعبته الحكومة. وقال "لدينا معلومات صحافية تفيد بان اعضاء في الحزب الحاكم كانوا على علم بالمحاولة قبل ثماني او عشر ساعات او حتى 14 ساعة مسبقا". ولفت الى ان "محاولة الانقلاب الفاشلة هذه، ايا كان مدبروها او منفذوها، تعزز" موقع الرئيس وانصاره.

واعرب غولن الذي كان في الماضي حليفا لاردوغان قبل ان يصبح معارضا له، عن مخاوفه من عواقب الحملة التي باشرها الرئيس التركي بعد محاولة الانقلاب لإحكام قبضته على الدولة. وتحدث عن دعوات صدرت عن انصار لاردوغان من اجل استهداف انصار جمعية "خدمة" القوية التي يترأسها وتدير شبكة واسعة من المدارس الدينية في تركيا وحول العالم ومنظمات وشركات. وقال "في مشهد كهذا، لم يعد من الممكن التحدث عن ديموقراطية ودستور وعن اي شكل من الحكومة الجمهورية". وتابع "هذا النظام اشبه بعشيرة او حكم قبلي". وقال "يعلمنا التاريخ ان الطغاة يمكنهم الوصول الى السلطة بدعم عدد كبير من الناس"، ذاكرا مثل ادولف هتلر وصدام حسين.

وسئل عن احتمال ان تسلمه الولايات المتحدة الى انقرة، الامر الذي يطالب به اردوغان، فاكد ان ليس لديه "اي مخاوف" بهذا الصدد، معتبرا ان طلب تسليمه محكوم بالفشل. وذكر غولن بان الحكومة سبق ان طلبت تسليمه بدون جدوى اثر فضيحة الفساد التي هزت تركيا عام 2013 وتسببت باستقالة ثلاثة وزراء، موضحا "لم تكن هذه طلبات قانونية، فلم تعرها الحكومة الاميركية اهتماما ولم تنظر اليها بجدية".

وقال غولن ان الولايات المتحدة "دولة قانون"، مضيفا "ان القانون فوق كل شيء هنا. لا اعتقد ان هذه الحكومة ستكترث لاي شيء لا يستند الى القانون". وصرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان تسليم فتح الله غولن في غياب ادلة امر غير وارد، وان على انقرة تقديم "اثباتات وليس مزاعم". لكن حتى في حال الاستجابة الى طلب التسليم، قال المعارض انه مطمئن، موضحا "ساموت ذات يوم. سواء في سريري او في السجن، لا يهم". لكنه يبدي قلقا على مستقبل العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.

وذكر بان القوات التركية قاتلت الى جانب الجيش الاميركي في الحرب الكورية وان الدولتين تتعاونان منذ عقود في اطار الحلف الاطلسي الذي انضمت اليه تركيا منذ العام 1952. وقال "في حال انفصالها عن الحلف الاطلسي، ستغرق تركيا في فوضى من المشاكل. ستتبخر. ستنتهي". واضاف "يمكن للولايات المتحدة ايجاد خيارات اخرى، لكن اعتقد ان تركيا بحاجة الى شراكة الولايات المتحدة اكثر مما تحتاج الولايات المتحدة الى شراكة تركيا".

وفتح الله غولن ليس اسما جديدا على الساحة السياسية التركية، فقد ظهر منذ سنوات إثر الخلاف الذي حصل بين جماعته وحليفها القديم حزب العدالة والتنمية. وعاد هذا الاسم بقوة ليحتل صدارة عناوين الإعلام الدولي إثر اتهام أنقرة له بالوقوف وراء الانقلاب العسكري الفاشل. عرفت جماعته باسم "الخدمة"، ولها امتداد كبير في الكثير من القطاعات التركية، كما اشتهرت في أوساط الطلاب بمساعداتها الاجتماعية لهم سواء في تركيا أو خارجها. كما تمكنت من أن تجد لها مع مرور الوقت قدما في الكثير من مؤسسات حيوية بالبلد، كالجيش، والإعلام، والتعليم.

ولم تتحول جماعته إلى حزب سياسي، بل ظل نشاطها محصورا في ما هو اجتماعي إضافة إلى العمل الدعوي، فيما كانت توجه تصويت أعضائها والمتعاطفين معها في كل مناسبة لحزب معين. ومع ظهور حزب العدالة والتنمية، نشأ نوع من التحالف بين الجانبين، وإن لم يكن معلنا، إلا أنه سرعان ما انتهى بقطيعة استمرت حتى الآن. وتكونت هذه القطعية إثر محاولة جماعة غولن التأثير في قرارات حزب العدالة والتنمية ومواقف حكومته من عدد من القضايا، كان أبرزها خلاف أفرز ضجة كبرى في تركيا وخارجها بشأن مسؤول المخابرات المقرب من أردوغان.

وتوضح الأمر أكثر في 2013 عندما اختار أردوغان اجتثات هذا الجناح من التعليم، بطرح خطة جديدة أراد من خلالها، حسب الحكومة، إعادة تأهيل الطلبة، علما أن الكثير من هذه المؤسسات كانت توجد تحت الإدارة المباشرة لغولن. ليندلع صراع حقيقي بين الطرفين، تواصل بتسخير كل جانب لقوته في السلطة، إلا أن هذه المعركة خرج منها رجب طيب أردوغان، الذي كان يحضر نفسه لتولي رئاسة البلاد، منتصرا. ويبدو أن نفوذ غولن لايزال ممتدا في كواليس بعض القطاعات التركية، لاسيما الجيش، ما يفسر اتهام أنقرة له بالوقوف وراء الانقلاب العسكري الفاشل.

اضف تعليق