دخلت الازمة السورية وكما يقول بعض المراقبين منعطفا خطيرا، فسلسلة التطورات المهمة التي اعقبت التدخل العسكري الروسي وما اعقبها من احداث في هذه الحرب الدائرة منذ خمس سنوات، اسهمت بقلب موازين القوى التي تحولت اليوم لصالح الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد حليف موسكو، وهو ما ازعج بعض الخصوم ومنهم تركيا، التي ارادت ومن خلال دعم الجماعات المسلحة، ان يكون لها موطئ قدم في سوريا عبر انشاء منطقة عازلة فضلا عن اسقاط الرئيس الاسد وبتالي الحصول على مكاسب مهمة، ومنها القضاء على الاكراد او محاصرتهم باعتبارهم العدو الأبرز للنظام التركي، الذي سعى اليوم الى اعتماد خطط مواجهة جديدة في سبيل تحقيق تلك الاحلام، وهو ما قد يتسبب في حدوث حرب كبيرة خصوصا مع استمرار توتر العلاقات التركية الروسية كما يقول البعض.
وقد أثار ما حققه المقاتلون الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة وكما تنقل بعض المصادر من تقدم سريع في شمال سوريا بالاستفادة من غارات القصف الجوي الروسي للسيطرة على مناطق قرب الحدود التركية حنق أنقرة وهدد بدق إسفين بين أعضاء حلف شمال الأطلسي. ومنذ فترة طويلة ترى واشنطن في حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب أفضل فرصة متاحة لها في المعركة مع تنظيم داعش في سوريا. وأدى هذا إلى انزعاج تركيا عضو حلف شمال الأطلسي التي تعتبر هذه الجماعة إرهابية وتخشى أن تثير مزيدا من القلاقل بين الأقلية الكردية في تركيا نفسها.
وقد قصفت تركيا مواقع وحدات حماية الشعب داخل الأراضي السورية وترى تركيا إن وحدات حماية الشعب تمثل امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي خاض معارك في السنوات الثلاثين الماضية من أجل الحكم الذاتي في جنوب شرق البلاد الذي يغلب عليه الأكراد. وتصور تركيا الأكراد على أنهم ورقة في يد روسيا. وكانت العلاقات بين البلدين تدهورت في العام الماضي بعد أن أسقطت تركيا طائرة روسية فوق سوريا. وتعهد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بمنع وحدات حماية الشعب من توسيع منطقتهم وقال "روسيا تستخدم هذه الآلة لوضع تركيا في وضع صعب."
500 مقاتل
فيما يخص اخر التطورات يستعد نحو 500 مقاتل سوري للانضمام الى جبهات القتال ضد الاكراد في محافظة حلب في شمال سوريا غداة دخولهم من تركيا الى تلك المنطقة التي تشهد معارك عنيفة. وعبر المقاتلون الـ500 الحدود التركية السورية ودخلوا مدينة اعزاز، اهم معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف حلب الشمالي، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "المقاتلين دخلوا من محافظة ادلب (غرب) عبر معبر اطمة الى الاراضي التركية ومنها عادوا ودخلوا الى ريف حلب الشمالي عبر معبر باب السلامة"، وبالتالي تفادوا المرور من مناطق واقعة تحت سيطرة الاكراد او قوات النظام للوصول الى مبتغاهم.
وينتظر ان يتوجه هؤلاء الى جبهات القتال في ريف حلب الشمالي وخصوصا مواجهة قوات سوريا الديموقراطية، تحالف عربي كردي، نجح خلال الفترة الماضية بالسيطرة على مناطق استراتيجية عدة من ايدي الفصائل الاسلامية والمقاتلة. وبين هؤلاء مقاتلون اسلاميون، وغالبيتهم من فصيل "فيلق الشام" المدعوم من انقرة، بحسب المرصد، الذي اشار الى انهم دخلوا الى حلب محملين بالاسلحة. وقال الخبير في الشؤون السورية توماس بييريه ان "فيلق الشام يعد الجناح العسكري لجماعة الاخوان المسلمين، المقربة من تركيا".
واعتبر ان وصولهم الى ريف حلب الشمالي قد يساهم في تحصين اعزاز، لكنه قد يكون غير كاف لاستعادة ما خسرته الفصائل لصالح قوات سوريا الديموقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية. وقال بييريه ان "من شأن تلك التعزيزات ان تساهم في منع سقوط اعزاز، ولكن بالنظر الى استفادة وحدات حماية الشعب الكردية من الغارات الجوية الروسية، اشك ان يكون من الممكن اخراجها من المناطق التي سيطرت عليها ".
وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة على مطار منغ العسكري ومدينة تل رفعت، احد معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة، مستفيدة من هذه الغارات. وتنفي قوات سوريا الديموقراطية اي تنسيق مع الروس الذين بدأوا في 30 ايلول/سبتمبر الماضي حملة جوية دعما لقوات النظام السوري. وقد يتيح هذا التقدم الميداني للاكراد، الذين عانوا من عقود من التهميش في سوريا، انشاء منطقة حكم ذاتي طالما حلموا بها، الامر الذي تخشاه انقرة ما دفعها للتحرك عسكريا ضدهم عبر قصف مواقعهم في ريف حلب الشمالي.
وتعتبر انقرة حزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الاهم في سوريا، وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية فرعا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه "ارهابيا". على جبهة اخرى، حققت قوات سوريا الديموقراطية بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي بقيادة واشنطن تقدما على حساب تنظيم داعش في ريف الحسكة الجنوبي في شمال شرق البلاد. وتسعى قوات سوريا الديموقراطية الى استعادة مدينة الشدادي، معقل تنظيم داعش في المنطقة الواقعة تحت سيطرته منذ العام 2014.
وسيطرت قوات سوريا الديموقراطية على 15 قرية ومزرعة، واصبحت على بعد 34 كلم من الشدادي من الجهة الشمالية الشرقية، وفق المرصد. كذلك قطعت قوات سوريا الديموقراطية طريقين رئيسيين يستخدمهما الجهاديون لنقل التعزيزات، الاولى تصل بين الشدادي ومدينة الموصل في العراق، والثانية تربطها بالرقة، معقل التنظيم في سوريا. وبحسب عبد الرحمن، فان "معركة الشدادي ستكون اسهل معارك قوات سوريا الديموقراطية في محافظة الحسكة بسبب الضغط الجوي من الولايات المتحدة التي ساهمت في الاعداد للمعركة كما انها تشرف عليها". وقال "من المنتظر ان تنتهي المعركة خلال ايام وليس اسابيع".بحسب فرانس برس.
وفي غرب البلاد، سيطر الجيش السوري على بلدة كنسبا، آخر معقل للفصائل الاسلامية والمقاتلة، في ريف اللاذقية الشمالي، بحسب الاعلام الرسمي. وتتيح السيطرة على كنسبا لقوات النظام التقدم نحو منطقة جسر الشغور في محافظة ادلب المجاورة، التي تسيطر عليها الفصائل الاسلامية والمقاتلة بالكامل باستثناء بلدتين. واوضح مصدر ميداني سوري ان "الجيش السوري سيطر على 750 كيلومترا مربعا من ريف اللاذقية الشمالي" منذ بدء عمليته العسكرية في المنطقة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، ولم يعد بيد الفصائل الاسلامية والمقاتلة سوى "ما يقارب 135 كيلومترا مربعا".
اعتداء انقرة
الى جانب ذلك اعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو ان الاعتداء بالسيارة المفخخة الذي اسفر عن 28 قتيلا في انقرة دبره حزب العمال الكردستاني وميليشيا كردية من سوريا ونفذه سوري يبلغ من العمر 23 عاما. وقال داود اوغلو لصحافيين "هذا الهجوم الارهابي نفذته عناصر من المنظمة الارهابية في تركيا (حزب العمال الكردستاني) وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا"، مضيفا ان الشرطة اوقفت تسعة اشخاص في اطار تحقيقها. واضاف "اسم منفذ الاعتداء صالح نصار وقد ولد في عام 1992 في مدينة عامودا بشمال سوريا (...) وشاركت وحدات حماية الشعب، التنظيم الارهابي في تنفيذ الاعتداء". وقال ان "الاعتداء على علاقة بشكل مباشر بوحدات حماية الشعب" الكردية.
وتقصف المدفعية التركية بوتيرة يومية مواقع تسيطر عليها وحدات حماية الشعب التي استغلت هجوما تشنه قوات النظام باسناد جوي روسي في منطقة حلب، للتقدم في مناطق قريبة من الحدود التركية. وتعتبر السلطات التركية ان حزب الاتحاد الديموقراطي، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب، "منظمتان ارهابيتان" مرتبطتان بمتمردي حزب العمال الكردستاني في تركيا. وتخوض السلطات التركية مواجهة دامية منذ عقود مع حزب العمال الكردستاني، وتخشى تنامي نفوذ الاكراد السوريين على حدودها.
في السياق ذاته شن الطيران التركي ضربات على قواعد حزب العمال الكردستاني في العراق بعد الاعتداء بالسيارة المفخخة في وسط انقرة، كما اعلن الجيش. واستهدف القصف مجموعة من 60 الى 70 مقاتلا من متمردي حزب العمال الكردستاني بينهم ضابط في منطقة حفتنين القريبة من الحدود السورية، كما اوضحت قيادة الجيش على موقعها الالكتروني. بحسب فرانس برس.
ويعتبر معسكر حفتنين احد اكبر القواعد الخلفية للمتمردين الاكراد في جبال شمال العراق. ومنذ استئناف المعارك بين القوات الامنية التركية وحزب العمال الكردستاني الصيف الماضي، شنت المقاتلات التركية غارات عدة على هذه المعسكرات. وبعد اكثر من سنتين من وقف اطلاق النار، استؤنفت المواجهات الدامية الصيف الماضي بين القوات الامنية التركية وحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا حيث تقيم غالبية كردية. وادت هذه المعارك الى انهيار محادثات السلام التي اطلقتها الحكومة في خريف 2012 في محاولة لانهاء النزاع الكردي. واوقع النزاع اكثر من 40 الف قتيل منذ 1984. وتوعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالرد على اعتداء انقرة.
عمليات برية
على صعيد متصل تطلب تركيا من حلفائها ومنهم الولايات المتحدة المشاركة في عملية برية مشتركة في سوريا فيما تتقدم القوات الحكومية المدعومة من روسيا قرب حدودها مما يزيد من احتمالات مواجهة مباشرة بين تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي وروسيا. وما زال تنفيذ عملية برية مشتركة على نطاق واسع أمر مستبعد. فقد استبعدت واشنطن ذلك. لكن الطلب يظهر كيف حول التقدم الذي تدعمه روسيا في الأسابيع القليلة الماضية بسرعة مسار الصراع الذي اجتذب أغلب القوى الإقليمية والعالمية.
والهجوم الذي ينفذه الجيش السوري المدعوم بقصف روسي ومقاتلين شيعة تساندهم إيران أوصل الجيش السوري إلى منطقة على بعد 25 كيلومترا من حدود تركيا. وانتهزت وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا قوة معادية الموقف وسيطرت على أراض من مقاتلي المعارضة السورية لتوسيع تواجدها على طول الحدود. وزاد التقدم من مخاطر مواجهة عسكرية بين روسيا وتركيا. وقالت مصادر عسكرية تركية إن المدفعية التركية ردت على إطلاق نار من سوريا مستهدفة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية التي تقول أنقرة إنها مدعومة من روسيا.
وقال مسؤول تركي للصحفيين في اسطنبول "نريد عملية برية. إذا تم التوافق تركيا ستشارك. بدون عملية برية سيكون من المستحيل وقف هذه الحرب." وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ليتحدث بحرية أكبر "تركيا لن تنفذ عملية برية من طرف واحد.. نحن نبحث ذلك مع الحلفاء." واتهمت تركيا روسيا بارتكاب "جريمة حرب واضحة" بعد هجمات صاروخية في شمال سوريا أسفرت عن مقتل العشرات وحذرت وحدات حماية الشعب الكردية من أنها ستواجه "أعنف رد" إذا ما سيطرت على بلدة قرب الحدود التركية.
وغير الدعم الجوي الروسي لهجمات الحكومة السورية ميزان القوة في الحرب الدائرة منذ خمس سنوات خلال الأسابيع الماضية. ومن ناحية أخرى تقول دمشق إن هدفها هو السيطرة على حلب -أكبر المدن السورية قبل الحرب- وإغلاق الحدود مع تركيا التي كانت تستخدم على مدى سنوات كطريق إمداد رئيسي للأراضي التي يسيطر عليها المعارضون. وسيكون هذا هو أكبر انتصارات الحكومة في الحرب حتى الآن وربما ينهي آمال المعارضة في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد بالقوة وهو الهدف الذي يسعون إليه منذ عام 2011 بتشجيع من الغرب ودول عربية وتركيا.
من جانب اخر قال نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أقدوغان إن أنقرة تريد منطقة آمنة بعمق 10 كيلومترات داخل سوريا على حدود تركيا الجنوبية تشمل مدينة أعزاز. واتهمت تركيا القوات الكردية بإحداث "تغييرات سكانية" في شمال سوريا بتشريد التركمان والعرب بالقوة. وتخشى أنقرة من إقامة دولة كردية مستقلة في نهاية المطاف على أراض عراقية وسورية وتركية. وأضاف أقدوغان "هناك لعبة جارية بهدف تغيير التركيبة السكانية. ويجب ألا تكون تركيا جزءا من هذه اللعبة."
وقال أقدوغان في مقابلة مع قناة خبر التلفزيونية "ما نريده هو إقامة شريط أمني يشمل أعزاز بعمق عشرة كيلومترات داخل سوريا وهذه المنطقة يجب أن تكون خالية من الاشتباكات." وأعزاز هي آخر معقل للمعارضة قبل الحدود التركية وتقع إلى الشمال من مدينة حلب في شمال سوريا وكانت قبل هجوم القوات السورية جزءا من مسار إمدادات قادمة من تركيا إلى قوات المعارضة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد.
وتعرضت أعزاز لهجوم عنيف خلال الأيام القليلة الماضية لكن تركيا أعلنت أنها لن تسمح بسقوطها في أيدي قوات حماية الشعب الكردية. وتستضيف تركيا 2.6 مليون لاجئ سوري ودعت أنقرة دوما لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا لحماية النازحين المدنيين حتى لا تكون هناك حاجة لاستضافتهم في تركيا. بحسب رويترز.
لكن هذا الاقتراح لم يلق حتى الآن اهتماما من واشنطن ودول حلف شمال الأطلسي خوفا من أن يتطلب ذلك إقامة منطقة حظر جوي مما يمكن أن يضعهم في مواجهة مع الأسد وحلفائه. وقال أقدوغان إن 600 ألف شخص يمكن أن يفروا إلى الحدود التركية إذا سقطت حلب في أيدي الجيش السوري.
روسيا وتركيا
الى جانب ذلك اتهمت روسيا تركيا بمساعدة تنظيم داعش في تجنيد مواطنين من الاتحاد السوفياتي السابق للقتال في سوريا، وذلك في رسالة وجهتها الى مجلس الامن الدولي. وتاتي هذه الاتهامات فيما يزداد توتر العلاقات بين البلدين على خلفية الازمة السورية. وسبق ان اتهمت موسكو انقرة بتسهيل عبور الجهاديين الاجانب حدودها في اتجاه سوريا.
واوردت الرسالة ان "ممثلين لتنظيم داعش، بمساعدة اجهزة الاستخبارات التركية، اقاموا شبكة واسعة في انطاليا (تركيا) لتجنيد افراد وصلوا الى تركيا من دول الاتحاد السوفياتي السابق بهدف السماح بمشاركتهم في النزاع السوري وربما نقلهم الى روسيا". وتحدد الرسالة اسماء العديد من "المجندين" الاتين من قرغيزستان واذربيجان والقوقاز الروسي. واضافت الرسالة ان التجنيد حصل خصوصا في سجون تركية، اذ كان المجندون يعرضون على المعتقلين الذين يوافقون على "ممارسة انشطة ارهابية"، الاستفادة من خدمات محام وامكان "عقد اتفاق" مع القضاء التركي. بحسب فرانس برس.
وتابعت "في ايلول/سبتمبر 2015، نقلت مجموعة من الف مقاتل في تنظيم داعش وصلوا من بلدان في اوروبا واسيا الوسطى من تركيا الى سوريا عبر معبر غازي عنتاب" الحدودي. كذلك، اتهمت موسكو في رسالتها اجهزة الاستخبارات التركية بانها ساعدت منذ نهاية كانون الاول/ديسمبر 2015 في تنظيم نقل مقاتلين لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا الى اليمن عبر تركيا، وذلك في طائرات عسكرية تركية.
في السياق ذاته قالت وزارة الخارجية الروسية في تعليقات تستهدف تركيا بشكل واضح إن توغل أي قوة أجنبية داخل الأراضي السورية سيكون غير قانوني. وخلال الأيام الماضية اضطرت تركيا لنفي تقرير إعلامي أفاد بأنها أرسلت بالفعل قوات عبر الحدود. وتعارض أنقرة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وتشعر بالقلق من أي تقدم للمقاتلين الأكراد في الأراضي السورية. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده ومعها السعودية وبعض القوى الأوروبية ترغب في وجود قوات على الأرض بسوريا رغم عدم مناقشة أي خطة جادة في هذا الأمر.
وفي ردها على سؤال حول تبعات أي توغل بري في سوريا قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين "ننظر لأراضي سوريا باعتبارها أراضي بلد ذي سيادة. أي توغل في أراضي بلد ذي سيادة هو أمر غير قانوني." وتدهورت علاقات روسيا مع تركيا في نوفمبر تشرين الثاني الماضي حين أسقطت طائرات حربية تركية طائرة روسية قرب الحدود السورية التركية في تصعيد وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه"طعنة غادرة في الظهر".
ودخلت طائرات حربية روسية سوريا في سبتمبر أيلول الماضي لدعم الرئيس بشار الأسد وقصف معارضيه مما زاد من تعقيد الصراع الدائر هناك منذ خمس سنوات. ورفضت المتحدثة الروسية اتهامات تركيا والولايات المتحدة وحلفائهما بأن روسيا هاجمت مستشفيات وأهدافا مدنية أخرى في سوريا. وقالت "المهام التي ينفذها سلاح الجو الروسي تستهدف الحد من التهديد الإرهابي خاصة ما يتعلق بالاتحاد الروسي. نتصرف بناء على طلب من القيادة السورية.. من السلطة الرسمية في دمشق التي لا تزال الأمم المتحدة تعتبرها سلطة شرعية." وتقود الولايات المتحدة تحالفا آخر يشن غارات جوية على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وحتى الآن استبعدت الولايات المتحدة إرسال أي قوات برية هناك بخلاف أعداد قليلة من أفراد القوات الخاصة.
اضف تعليق