سعت المملكة العربية السعودية وبعد التدخل العسكري الروسي غير المتوقع، في الازمة السورية وما تبعها من تطورات واحداث مهمة اسهمت بقلب موازين القوى بشكل كبير، وكما يقول بعض المراقبين الى اعتماد استراتيجية جديدة بهدف دعم الجماعات المسلحة في سوريا، تتمثل بإدامة وخلق بعض الازمات والمشاكل بشكل يخدم سياساتها الخارجية وبقائها، هذا بالإضافة الى تدخلاتها المباشرة في بعض القضايا الحساسة وجعل نفسها قوة اقليمية لمواجهة نفوذ ايران في المنطقة، خصوصا بعد ان اقدمت السعودية التي تشارك حاليا في التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة، على تأسيس وانشاء تحالفات عسكرية (عربية واسلامية بصبغة طائفية) تحت غطاء محاربة الارهاب، وهو ما اثار قلق الكثير من الدول والجهات التي تخشى من استفحال وتفاقم الازمات الحالية، التي قد تنتهي بحدوث كارثة وحرب جديدة في المنطقة حيث اثارت التحركات السعودية الاخيرة المتمثلة بإرسال قوات للمشاركة في الحرب السورية سوريا مخاوف كبيرة، خصوصا وان هذه التحركات قد تساعد الجماعات المسلحة والإرهابية في سوريا والعراق، وهو ما ستكون له تداعيات خطيرة جدا، فالواقع الواقع الملموس يظهر أن السعودية تنهج سياسة سحب البساط من تحت أقدام إيران وحلفائها في الشرق الاوسط، فهل تنجح في ذلك؟.

وقد نشرت الإندبندنت موضوعا لمحرر شؤون الدفاع كيم سينغوبتا بعنوان "تداعيات إرسال المملكة العربية السعودية قوات برية على الحرب الأهلية في سوريا". ويحذر سينغوبتا من أن القوات التى سترسلها المملكة إذا تم ذلك بهدف مواجهة تنظيم داعش قد تجد أنها في مواجهة مع قوات إيرانية أو قوات شيعية أخري موالية لنظام الأسد مثل مقاتلي حزب الله اللبناني وهو موقف ملتهب. ويشير الكاتب إلى ان ارسال هذه القوات لن تقتصر تداعياته على الحرب الاهلية في سوريا بل ستمتد للمنطقة بأسرها.

ويضيف أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي تراجعت فيه الآمال بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة بعد انهيار محادثات جنيف ومحاولة القوات الموالية للنظام التقدم نحو حلب. ويوضح سينغوبتا أن العلاقات المتدهورة أيضا بين روسيا وتركيا وهما تقفان على طرفي النقيض في الأزمة السورية بحيث وصل الأمر إلى تبادل الاتهامات بين حكومتي البلدين بخصوص الموقف في حلب حيث اتهم الأتراك الروس بفرض حصار على حلب لتجويع وقتل المدنيين بينما اتهم الروس أنقرة بالإعداد لغزو سوريا.

القضاء على داعش

في هذا الشأن اكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان مهمة القوات السعودية في حال ارسالها الى سوريا ستكون القضاء على تنظيم داعش في اطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مجددا موقف بلاده الرافض لاي دور للرئيس السوري بشار الاسد في مستقبل سوريا. واضاف الجبير ان عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن ستتواصل الى حين اعادة سيطرة "الشرعية" المتمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي على كامل البلاد.

وفي الشق الاقتصادي، اكد اصرار المملكة على الحفاظ على حصتها من سوق النفط ورفضها خفض انتاجه على رغم تهاوي اسعاره. وقال الجبير "المملكة العربية السعودية اعربت عن استعدادها لارسال قوات خاصة ضمن التحالف (ضد الجهاديين) الى سوريا بهدف القضاء على داعش. هذه هي المهمة وهذه هي المسؤولية"، مشيرا الى ان على التحالف ان يقرر بالنسبة الى توسيع المهمة ضد النظام السوري.

واضاف ردا على سؤال عما اذا كانت المهمة قد تمتد لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد "سيكون عمل هذه القوات اذا ما تم ادخالها في سوريا ضمن التحالف الدولي، محاربة داعش، ولن تكون هناك عمليات انفرادية". وفي تعليق بالانكليزية على سؤال في السياق نفسه، قال "لا يمكنني التكهن. سيكون هذا امرا على التحالف الدولي ان يقرر بشأنه. الى الآن هدف اي قوات برية او قوات خاصة (ترسل الى سوريا) سيكون قتال داعش بغرض استعادة السيطرة على اراض".

وكانت السعودية وتركيا الداعمتان للمعارضة السورية كشفتا مؤخرا استعدادهما لارسال قوات برية الى سوريا لقتال الجهاديين، بشرط ان يكون ذلك في اطار التحالف الذي تقوده واشنطن ضدهم منذ صيف 2014. ولقي هذا الاعلان تحذيرا من دمشق وحلفائها لا سيما موسكو وايران اللتين توفران دعما سياسيا وعسكريا للنظام منذ بدء النزاع في 2011. وكرر الجبير وجوب رحيل الاسد الذي تحمله الرياض مسؤولية النزاع الذي اودى باكثر من 260 الف شخص وساهم في نمو نفوذ الجهاديين.

ورأى ان الاسد "تسبب في قتل اكثر من 300 الف من الابرياء وتشريد اكثر من 12 مليون من شعبه، وتسبب في تدمير بلاده. لا مكان له في تلك البلاد. هذا واضح. بشار الاسد لن يكون له مستقبل في سوريا". وسبق للجبير ان اكد ان رحيل الاسد يجب ان يتم اكان بحل سياسي او عسكري، وان موسكو التي تدعم النظام منذ ايلول/سبتمبر بغارات جوية مكثفة، "ستفشل في انقاذ" الرئيس السوري. وردا على سؤال عن مقارنة مستوى الدعم الروسي للنظام بمستوى الدعم الاميركي للمعارضة، اكد الجبير ان واشنطن "جدية جدا في دعم المعارضة السورية وفي محاربة داعش. هل يمكن القيام بالمزيد؟ اعتقد ان كل بلد في امكانه القيام بالمزيد".

وفي شق التفاوض بين النظام والمعارضة، اعتبر الجبير انه لا يمكن التكهن بما اذا كانت الاخيرة ستشارك في المفاوضات المزمع استئنافها في سويسرا برعاية الامم المتحدة. وقال "ايا يكن القرار الذي تتخذوه، سندعمها"، مؤكدا ان السعودية تراقب لتبيان ما اذا كان الاسد وحلفاؤه "جادين بشأن مسار (حل) سياسي ام لا". ويرى محللون ان الموقف الصلب للمملكة بدعم المعارضة السورية ورفض اي دور للاسد في سوريا، يأتي في سياق سياسة اكثر جسارة تعتمدها منذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم قبل اكثر من عام.

ومن ابرز اوجه هذه السياسة قيادة الرياض منذ آذار/مارس تحالفا عسكريا داعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. واكد الجبير مواصلة هذه العمليات التي تشمل القصف الجوي والدعم الميداني المباشر والتدريب وغيرها، حتى عودة "الشرعية" لكامل اليمن. وقال "الدعم للحكومة الشرعية سيستمر حتى تحقيق الاهداف او حتى التوصل الى اتفاق سياسي لتحقيق تلك الاهداف"، مضيفا "اعتقد انها مسألة وقت قبل ان يتمكن" التحالف من اعادة "سلطة الحكومة الشرعية في اليمن الى اليمن، والسيطرة على كامل الاراضي اليمنية".

وبدأ التحالف شن ضربات جوية ضد الحوثيين وحلفائهم نهاية آذار/مارس، ووسع عملياته منذ الصيف لتشمل تقديم دعم ميداني مباشر. وفي حين مكن الدعم القوات الحكومية من استعادة مناطق جنوبية، لا يزال الحوثيون يسيطرون على مناطق اخرى اهمها صنعاء. واكد الجبير ان الرياض "ليست غارقة" في النزاع اليمني. وتابع "لدى المملكة قوة جوية مهمة. لدى المملكة قوات برية مهمة. لدى المملكة بحرية مهمة. جزء صغير جدا من كل قوانا العسكرية يشارك في اليمن، وهي ليست غارقة في مستنقع في اليمن".

ومع انخراطها في ملفات سياسية عدة، تواجه المملكة منذ اشهر الانخفاض المتواصل لاسعار النفط عالميا الذي كبد ميزانيتها عجزا قياسيا في 2015 بلغ 98 مليار دولار. وقال الجبير ان "موضوع النفط سيحدده العرض والطلب وقوى السوق. المملكة العربية السعودية ستحافظ على حصتها من السوق وقلنا ذلك سابقا"، مضيفا "اذا اراد منتجون آخرون الحد (من الانتاج) او ان يتفقوا على تجميد في ما يتعلق بالانتاج الاضافي، فذلك ممكن ان يؤثر على السوق، لكن السعودية غير مستعدة لخفض الانتاج". بحسب فرانس برس.

ويأتي ذلك بعد يومين من اتفاق السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا على تجميد الانتاج عند مستوى كانون الثاني/يناير، سعيا لانعاش سعر برميل النفط الذي فقد نحو 70 بالمئة من قيمته خلال اقل من عامين. الا ان هذه الدول اشترطت موافقة منتجين آخرين لا سيما العراق وايران على خطوة مماثلة. وفي حين اعلن العراق استعداده للتجاوب، اعلنت ايران العائدة حديثا الى سوق النفط العالمية بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها، دعمها للاتفاق، من دون ان تلتزم صراحة به.

على صعيد متصل نقلت مجلة دير شبيجل الألمانية الأسبوعية عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قوله إن المعارضة السورية المعتدلة يجب أن تحصل على صواريخ أرض-جو للدفاع عن نفسها ضد الضربات الجوية. ويتعرض مسلحو المعارضة للهجوم من القوات الجوية السورية والروسية. وقال الجبير إن هذه الصواريخ سوف "تمكن المعارضة المعتدلة من تحييد طائرات النظام (السوري) وطائرات الهليكوبتر التابعة له."

وكرر الجبير دعوته للرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي لكي يتيح المجال لإيجاد حل سياسي للحرب المستمرة منذ خمسة أعوام. وقال "الخيار الآخر هو أن تستمر الحرب والأسد يتعرض للهزيمة حاليا." وأضاف الجبير أن الرياض مازالت مستعدة لدعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم داعش بقوات برية. ورفض الجبير تشبيه الجماعات الإسلامية المتشددة بالتفسير المحافظ للإسلام في السعودية أي الوهابية. وقال "يمكن اعتبار داعش من الإسلام بقدر اعتبار جماعة كو كلوكس كلان مسيحية."

إطالة الحرب

من جانب اخر قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن تركيا والسعودية تفضلان إطالة الحرب على إيجاد تسوية تقود إلى بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. وأضاف أن الحديث عن أن البلدين اللذين يدعمان معارضي الأسد يعتزمان إرسال قوات برية إلى سوريا لقتال داعش إنما هو ذريعة لهما لاكتساب موطئ قدم هناك. وتابع قوله "الرهان على الجماعات المسلحة المحسوبة على تركيا والسعودية استنفد ولم يؤت أكله."

وقال لأنصاره عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في خطابه خلال الذكرى السنوية لقادة حزب الله الراحلين "هم يريدون المجيء ليجدوا موطئ قدم لهم وهذه هي الخلفية. العنوان هو داعش... هدفهم أن يكون لهم موطئ قدم في مواجهة المحور الآخر." وقال وزير خارجية تركيا إن بلاده والسعودية وبعض الحلفاء الأوروبيين يريدون نشر قوات برية في سوريا بينما تتقدم القوات الحكومية السورية بدعم روسي من حدود تركيا. وزاد هذا من احتمال نشوب مواجهة مباشرة بين تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي وروسيا.

وأدى الإسناد الجوي الروسي للهجوم الذي تشنه الحكومة السورية في الأسابيع الماضية إلى تغيير موازين القوى في الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام. وتابع نصر الله الذي تقاتل قواته إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد أن التقدم الذي أحرزه الجيش السوري وحلفاؤه في الآونة الأخيرة وضع سوريا على "مسار جديد" وأن خطط السعودية وتركيا وإسرائيل للإطاحة بالأسد باءت بالفشل. وقال إن تركيا والسعودية أخرجتا ما لديهما من "كراهية" للأسد. بحسب رويترز.

وأضاف "بالنسبة إلى هؤلاء أن يستمر القتال وتستمر الحرب والتدمير في سوريا لعشرات السنين لا مشكلة لديهم في ذلك. المهم أنهم يعتبرون بقاء هذا النظام وهذا الرئيس وأي مصالحة وطنية تضمن بقاء هذا النظام وهذا الرئيس خطرا يرفضونه. "هم جاهزون أن يأخذوا المنطقة إلى حرب إقليمية أو عالمية لكنهم ليسوا جاهزين للتسوية أو القبول بتسوية وطنية.. انظروا إلى حقدهم وكراهيتهم."

السعودية ولبنان

من جانب اخر اعلنت السعودية وقف مساعداتها للجيش اللبناني بسبب "المواقف اللبنانية المناهضة" للمملكة في ازمتها مع ايران، بحسب ما نقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول. وقال المصدر ان "المملكة أوقفت مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوة الأمن الداخلي اللبناني نظرا للمواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين". وقال المصدر "وقفت المملكة إلى جانب لبنان في كافة المراحل الصعبة التي مر بها وساندته دون تفريق بين طوائفه وفئاته"، و"كان آخر ذلك ما أعلنته من دعم للجيش اللبناني وقوات الأمن الداخلي حرصاً منها على ما يحقق أمن لبنان الشقيق واستقراره ويحافظ على سيادته".

وتابع "رغم هذه المواقف المشرفة، فإن المملكة العربية السعودية تقابل بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر العربية والإقليمية والدولية في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله اللبناني لإرادة الدولة، كما حصل في مجلس جامعة الدول العربية وفي منظمة التعاون الاسلامي من عدم إدانة الاعتداءات السافرة على سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مشهد". واشار المسؤول السعودي الى ان تلك الاعتداءات "التي تتنافى مع القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية" حظيت "بتنديد من كافة دول العالم ومن مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية الأخرى".

وبناء عليه، قال المصدر ان السعودية "قامت بمراجعة شاملة لعلاقاتها مع الجمهورية اللبنانية بما يتناسب مع هذه المواقف ويحمي مصالح المملكة واتخذت قرارات منها (...) إيقاف المساعدات المقررة من المملكة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق الجمهورية الفرنسية وقدرها ثلاثة مليارات دولار أمريكي". كما اكدت "إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أمريكي المخصصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني".

واكد البيان من جهة اخرى ان السعودية ستواصل الوقوف الى جانب الشعب اللبناني، معتبرا أن المواقف في المؤتمرات العربية والدولية "لا تمثل الشعب اللبناني الشقيق". واعلن في نهاية العام 2013 عن تقديم هبة سعودية الى لبنان بقيمة ثلاثة مليارات دولار على ان يتم بها شراء اسلحة من فرنسا. وتسلم لبنان دفعة على الاقل من هذه الهبة. ثم اعلنت في وقت لاحق عن هبة اخرى بقيمة مليار دولار الى قوى الامن الداخلي. بحسب فرانس برس.

ودانت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي في كانون الثاني/يناير احراق بعثات دبلوماسية سعودية في ايران خلال احتجاجات ضد الرياض بعد ان قطعت الرياض علاقاتها بطهران، في ازمة بدات مع اعدام رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر. وتخلف لبنان الذي تضم حكومته وزراء من حزب الله المدعوم من ايران عن الاجماع العربي والاسلامي في هذا الموضوع.

عدم استضافة القمة العربية 2016

الى جانب ذلك قال المغرب إنه قرر عدم استضافة القمة العربية 2016 لتجنب تقديم أي "انطباع خاطئ بالوحدة والتضامن" في خضم تحولات يمر بها العالم العربي. وكان مقررا عقد الاجتماع الدوري رقم 27 للقادة العرب في 29 مارس آذار في مدينة مراكش السياحية بالمغرب لكنها تأجلت للسابع من أبريل نيسان بناء على طلب من السعودية. والتقى القادة العرب في مصر في 2015 حيث أعلنوا تشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة التهديدات الأمنية المتعاظمة من اليمن إلى ليبيا وبينما تخوض السعودية وإيران حروبا بالوكالة.

وكان هذا بعد أيام قليلة من بدء تحالف تقوده السعودية بدعم أمريكي شن غارات جوية في اليمن ضد الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من أجل إعادة السلطة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية "أمام غياب قرارات هامة ومبادرات ملموسة يمكن عرضها على قادة الدول العربية فإن هذه القمة ستكون مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية وإلقاء خطب تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربي."

وأضاف "لا يمكن فيها لقادة الدول العربية الاكتفاء بمجرد القيام- مرة أخرى- بالتشخيص المرير لواقع الانقسامات والخلافات الذي يعيشه العالم العربي دون تقديم الإجابات الجماعية الحاسمة والحازمة لمواجهة هذا الوضع سواء في العراق أو اليمن أو سوريا التي تزداد أزماتها تعقيدا بسبب كثرة المناورات والأجندات الإقليمية والدولية." وفي القاهرة أكد بيان للجامعة العربية اعتذار المغرب خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار.

ويأتي القرار في وقت حساس إذ قالت السعودية إنها منفتحة على احتمال إرسال قوات خاصة سعودية إلى سوريا في إطار تحالف تتزعمه الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. لكن اعتذار المغرب يؤكد أن أي خطوة لإرسال قوات إلى سوريا ستتوقف على قرار التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة في القتال التنظيم. وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق إنها تتوقع من السعودية والإمارات إرسال قوات خاصة إلى سوريا لمساعدة فصائل معارضة مسلحة تقاتل ضد التنظيم المتشدد في معقله السوري بمدينة الرقة. بحسب رويترز.

وأكدت السعودية أنها أرسلت طائرات إلى قاعدة إنجيرليك الجوية في تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي للمشاركة في المعركة ضد داعش. وقال المغرب إنه لم يتخذ قرارا بإرسال قوات إلى سوريا. وتحطمت العام الماضي طائرة حربية مغربية من نوع إف-16 خلال مهمة في إطار التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وقال الحوثيون إن رجال قبائل أسقطوها.

اضف تعليق