حالة الصراع والتنافس بين أكبر قوتين في العالم (الولايات المتحدة وروسيا)، لا تزال مستمرة فمنذ مائة عام كما تنقل بعض المصادر، والعلاقة بينهما في تقلب مستمر، وكل دولة تحاول دائماً أن تسيطر على العالم. فمن صراع وتنافس عسكري وثقافي واقتصادي وعلمي وفضائي، إلى وفاق وتعاون أحياناً ضد أي دولة تفكر في أن تدخل في المنافسة، وأحياناً أخرى إلى حرب باردة، حيث حاولت كل دولة أن تثبت قوتها وسيطرتها المطلقة، وقد استطاعت أمريكا في وقت سابق أن تخرج من هذه الحرب منتصرة لتسقط الاتحاد السوفيتي، لكن في السنوات الأخيرة عادت روسيا لتتصدر المشهد من جديد ولتنافس القوة الأولى والوحيدة في العالم أمريكا، وهو ما اثار القلق والمخاوف خصوصا بعد اتساع رقعة الخلافات والازمات الدولية المبنية على تقديم المصالح، حيث أخذ الصراع بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية اتجاهًا جديدًا، وخصوصا فيما يتعلق بمناطق النفوذ والسيطرة على مصادر الطاقة في العالم، وايجاد تحالفات عسكرية واقتصادية جديدة بقصد اضعاف الطرف الاخر.
وتفاقم القلق بشكل كبير بعد التدخل العسكري الروسي المباشر في الحرب السورية وما اعقبه من تطورات كبيرة، الامر الذي غير الكثير من التوقعات واجبر الولايات المتحدة الامريكية، على اعادة خططها السابقة بخصوص منطقة الشرق الاوسط بشكل عام خصوصا وانها كانت تسعى وبحسب البعض الى احكام السيطرة للبدء في مشروع النظام العالمي الجديد...هو حروب الطاقة... والسيطرة على خط انابيب الغاز الروسي الضخم المار بالأراضي السورية، وهذا ما أدركته موسكو منذ الوهلة الأولى وعملت على منعه.
الأمن القومي الروسي
في هذا الشأن اعتبرت استراتيجية أمنية روسية جديدة الولايات المتحدة للمرة الأولى ضمن التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي الروسي وذلك في علامة على تدهور العلاقات مع الغرب في السنوات الماضية. ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستراتيجية الجديدة والتي صدرت بعنوان "في شأن استراتيجية الأمن القومي لروسيا الاتحادية".
وتحل الاستراتيجية الجديدة محل أخرى وقعها عام 2009 ديمتري ميدفيديف رئيس الوزراء الحالي عندما كان رئيسا للدولة ولم يرد فيها ضمن التهديدات الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي. وتقول الوثيقة إن روسيا أمكنها تعزيز دورها في حل المشاكل العالمية والصراعات الدولية وإن ذلك تسبب في رد فعل من الغرب. ومضت الوثيقة تقول "تقوية روسيا تحدث في ظل تهديدات جديدة للأمن القومي ذات طبيعة معقدة ومتداخلة."
وأضافت أن انتهاج سياسة مستقلة "دولية وداخلية على السواء" أثار "رد فعل مضاد من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها إذ يسعون بشدة للإبقاء على هيمنتهم على الشؤون العالمية." وقالت الوثيقة إن من المرجح أن يؤدي ذلك إلى "ضغط سياسي واقتصادي وعسكري وإعلامي" على روسيا. وشهدت العلاقات الغربية الروسية تدهورا عندما ضمت روسيا في مارس آذار 2014 شبه جزيرة القرم الأوكرانية بعد احتجاجات أطاحت بالرئيس الأوكراني الحليف لموسكو الذي فر إلى روسيا. بحسب رويترز.
ومنذ ذلك الوقت اتهم الغرب روسيا بمساعدة متمردين في شرق أوكرانيا. وتنفي روسيا ذلك. ومنذ ذلك الوقت أيضا فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات واسعة على أفراد ومؤسسات روسية وردت موسكو بفرض قيود على واردات من الاتحاد الأوروبي. ووصفت الوثيقة توسع حلف شمال الأطلسي بأنه تهديد لروسيا. وأضافت أن الولايات المتحدة وسعت شبكتها من المعامل العسكرية البيولوجية في دول مجاورة لروسيا. ولم تشر الوثيقة إلى سوريا التي بدأت روسيا حملة جوية فيها في 30 سبتمبر أيلول ضد المعارضة التي تستهدف الرئيس بشار الأسد حليف موسكو.
الى جانب ذلك اعلن البنتاغون ان موسكو "ليس لها اي سبب" كي تعتبر ان واشنطن تشكل تهديدا على امنها القومي وذلك بعد اطلاعه على تقرير رسمي من موسكو يصف للمرة الاولى الولايات المتحدة والحلف الاطلسي بأنهما خطرين عليها. وحسب محطة التلفزيون الرسمية للبنتاغون، فان التقرير الجديد للامن القومي الموقع من الرئيس فلاديمير بوتين بمناسبة انتهاء العام، يركز بالاسم على الولايات المتحدة والحلف الاطلسي بانهما خطرين على روسيا.
والتقرير الاخير من هذا النوع الذي يعود الى العام 2009 لم يشر لا الى الولايات المتحدة ولا الى الحلف الاطلسي. وقال الكابتن جيف دايفس المتحدث باسم البنتاغون "ليس لروسيا اي سبب كي تعتبرنا بمثابة تهديد". واضاف "لا نسعى للدخول في نزاع مع روسيا". واضاف "لدينا خلافات ولكن من الخطأ جدا اعتبار الولايات المتحدة بمثابة تهديد لروسيا".
اتهامات متبادلة
في السياق ذاته اتهم الجيش الروسي الولايات المتحدة بـ"التغطية" على تهريب النفط الى تركيا من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في سوريا، بعدما اعتبرت واشنطن ان الكميات المهربة "ضئيلة". وجاء في بيان على موقع وزارة الدفاع الروسية على فيسبوك "حين يعلن مسؤولون اميركيون انهم لا يعرفون كيف ينقل نفط الارهابيين الى تركيا عبر التهريب، فهذا ليس فقط تملصا وانما ينطوي على رغبة بالتغطية على هذه الاعمال".
واضاف البيان "في الفترة الاخيرة بدت تصريحات البنتاغون ووزارة الخارجية عبثية". ونصحت وزارة الدفاع الروسية واشنطن "بالتدقيق باشرطة الفيديو التي صورتها الطائرات بدون طيار التي تسيرها والتي اصبح عددها في الفترة الماضية اعلى بمعدل ثلاثة مرات مما كان عليه سابقا على الحدود التركية-السورية وفوق المناطق النفطية". ومنذ ان اسقط الطيران التركي مقاتلة روسية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر على الحدود السورية، تتهم روسيا تركيا بالاستفادة من تهريب النفط من مناطق سيطرة الجهاديين.
وعرض الجيش الروسي صورا التقطتها الاقمار الاصطناعية واشرطة فيديو اعتبرها ادلة على هذا التهريب واتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان شخصيا وعائلته بالضلوع في ذلك. واقر مسؤولون اميركيون بان كميات صغيرة من النفط تنقل عبر الحدود التركية-السورية في شاحنات صهريج لكن هذه الكميات ليست بالحجم الذي يمكن ان يثير اهتماما في اعلى مستويات الدولة. وقال آموس هوشتاين المسؤول في وزارة الخارجية الاميركية عن شؤون الطاقة الدولية ان "كمية النفط التي يتم تهريبها ضئيلة للغاية، لقد تناقصت مع الوقت وحجمها تافه سواء لناحية الكمية او العوائد المالية".
ويؤكد مسؤولون اميركيون ان الغارات الجوية التي تستهدف الجهاديين الحقت اضرارا كبيرة بالمنشآت النفطية الخاضعة لسيطرتهم في سوريا والعراق، مشيرين الى ان النفط الذي ينتجه التنظيم الجهادي يستخدم في قسمه الاكبر داخل سوريا. وتمثل تجارة النفط احد المصادر الاساسية لتمويل تنظيم داعش، اذ ان التقديرات تشير الى ان الذهب الاسود يدر على التنظيم الجهادي 1,5 مليون دولار يوميا.
من جانب اخر قال مسؤولون أمريكيون إن تردد تقارير عن وقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين من جراء حملة القصف الروسي في سوريا من الأسباب الرئيسية التي تجعل من المستبعد أن تنسق واشنطن مع موسكو غاراتها على أهداف تنظيم داعش وذلك رغم أن الرئيس باراك أوباما ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية التعاون العسكري مع الكرملين. وأكد أوباما في وقت سابق في البيت الابيض مع نظيره الفرنسي فرانسوا أولوند أن "مشاركة روسيا في التحالف عريض القاعدة الذي أقمناه موضع ترحيب." لكنه أضاف أن عليها أولا أن تتحول من التركيز على دعم الرئيس بشار الأسد لإعادة توجيه ضرباتها الجوية بعيدا عن المعارضة المعتدلة والتركيز على تنظيم داعش.
لكن المسؤولين الامريكيين قالوا إن ثمة عوائق أمام المشاركة الروسية في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويتألف من نحو 60 دولة ويوجه ضرباته للتنظيم في سوريا والعراق. ويشعر المسؤولون في البيت الابيض ووزارة الدفاع (البنتاجون) بالقلق بشأن تقارير واسعة النطاق عن تزايد الخسائر البشرية بين المدنيين من جراء الضربات الجوية الروسية.
وقال مسؤولون أمريكيون مشترطين عدم نشر أسمائهم إن من الممكن اعتبار الولايات المتحدة شريكا في قتل المدنيين وإصابتهم بالمشاركة في عمل عسكري مع موسكو في سوريا. وقال مسؤول أمريكي إن لا مبالاة روسيا الواضحة بالخسائر في صفوف المدنيين من الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة ترفض أن تكون شريكا لموسكو. وأشار المسؤول إلى الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة للحيلولة دون سقوط قتلى بين المدنيين ووصفها بأنها جزء أساسي من استراتيجية التحالف في سوريا.
وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يختلفون فيما يقوله نشطاء حقوق الانسان السوريون من أن القنابل والصواريخ الروسية أصابت مساجد ومستشفيات ومنشآت مدنية لخدمات البنية التحتية مما أسفر عن سقوط مئات القتلى. وقال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم التحالف الذي يعمل من بغداد إن الجيش الأمريكي يعتقد أن التقديرات الخاصة من جانب جماعات غير حكومية عن أعداد القتلى من المدنيين "دقيقة نوعا ما".
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في تقرير سابق إن 403 مدنيين على الأقل من بينهم أكثر من 160 امرأة وطفلا لقوا حتفهم في الغارات الجوية الروسية. ولدى منظمات أخرى تقديرات مختلفة. وقال وارن عن الغارات الروسية "هذا عمل عسكري ينم عن إهمال. هذا هو النهج الطائش غير المسؤول وغير الدقيق وبصراحة غير المبالي الذي أخذه الروس إزاء العمليات في سوريا." وتقول روسيا إن غاراتها تستهدف تنظيم داعش وتنفي أنها تقتل المدنيين. وقالت في وقت سابق إنها استاءت بشدة من تقرير لمنظمة أمريكية هي أطباء من أجل حقوق الانسان اتهمها بقصف عشر منشآت طبية في أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وحرصت إدارة أوباما على تجنب تسليط الضوء على الخسائر البشرية بين المدنيين. فواشنطن عرضة لانتقادات بسبب غاراتها الجوية التي يقول مسؤولون أمريكيون إنها أدت عن غير قصد إلى سقوط قتلى من المدنيين في العراق وأفغانستان وكان آخرها في مستشفى بإقليم قندوز في شمال أفغانستان. ويقول مسؤولون أمريكيون إن من أسباب سقوط مدنيين قتلى في الغارات الروسية اعتمادها المكثف على "القنابل الغبية" بدلا من الذخائر الموجهة إلى أهدافها بدقة. كما قال مصدر حكومي أمريكي إن الكثير من الأهداف التي تضربها روسيا في سوريا حددته لها السلطات السورية.
وتقدر الأمم المتحدة أن حوالي 250 ألف شخص قتلوا في الحرب الأهلية السورية وأن 11 مليونا نزحوا عن بيوتهم من بينهم أكثر من أربعة ملايين فروا إلى خارج البلاد. ولدى الإدارة الأمريكية هواجس أخرى فيما يتعلق بتوثيق التعاون العسكري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي دعا إلى تنسيق الضربات الجوية مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقد شهدت واشنطن علاقات مضطربة مع الكثير من جماعات المعارضة السورية التي سلحتها. وحتى إذا حولت روسيا تركيز ضرباتها الجوية على داعش فإن المسؤولين الأمريكيين يخشون أن يؤدي التحالف مع روسيا إلى إضعاف هذه العلاقات بدرجة أكبر.
وقال المسؤولون إن فشل بوتين في دفع المتمردين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا لتنفيذ اتفاق سلام تم التوصل إليه في فبراير شباط الماضي يمثل عاملا آخر. وقال اللفتنانت جنرال بن هودجز قائد قوات الجيش الأمريكي في أوروبا إن استعداد بوتين للتنسيق العسكري مع واشنطن جعل حلفاء أمريكا في شرق أوروبا يشعرون بعدم الارتياح. وقال هودجز "ثمة قلق بين عدد من الحلفاء في شرق أوروبا وأوكرانيا أن هذا سيسمح لروسيا بالخروج من عزلتها بشكل من الأشكال" مشيرا إلى العقوبات الدولية المفروضة على موسكو بسبب تدخلها في أوكرانيا. بحسب رويترز.
ومما يقلل أيضا من فرص التعاون العسكري الأمريكي الروسي أن تركيا عضو حلف شمال الأطلسي أسقطت مقاتلة روسية واتهمت موسكو بانتهاك مجالها الجوي أثناء شن غارات على أهداف لا تتبع تنظيم داعش في الجانب السوري من الحدود المشتركة. وحتى الآن ظلت الاتصالات بين الجيشين الأمريكي والروسي مقتصرة على الاتصالات التي تستهدف تفادي وقوع اشتباك غير مقصود بين طائرات الجانبين أثناء غارات القصف.
قرارات وخطط
الى جانب ذلك أعلن وزير الدفاع الأمريكي أن الولايات المتحدة تعمل على الاستعداد "عمليا" للتصدي لأي "عدوان" روسي، من خلال تحديث ترسانتها النووية، واستثمار في وسائل فائقة التطور في المجال العسكري. وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر خلال منتدى حول قضايا الدفاع في كاليفورنيا إن واشنطن تلائم "تموقعها العملاني" للتصدي لأي "عدوان" قد تقوم به روسيا بالنظر "إلى تغير سلوكها".
وأشار كارتر "نحن نلائم تموقعنا العملاني وخططنا للطوارئ في العمل الذي نقوم به بأنفسنا ومع حلفائنا، لردع روسيا من "ارتكاب" عدوان وللمساهمة في تقليص هشاشة حلفائنا وشركائنا". وتابع الوزير أن واشنطن تحدث ترسانتها النووية وتستثمر في وسائل فائقة التطور مثل الطائرات بدون طيار والقاذفات البعيدة المدى والليزر والحرب الالكترونية والمدافع الكهرو-مغناطيسية.
وألمح كارتر إلى وسائل عسكرية جديدة "مفاجئة" مضيفا أنه "لا يمكنه توصيفها حاليا". وبالإضافة إلى ذلك أضاف كارتر "نحن نحدث وتطور خططنا للردع والدفاع بالنظر إلى تغير سلوك روسيا". وتابع أن واشنطن تريد أيضا تطوير قدراتها في مجال "الحملات الإعلامية لتمرير الحقيقة" وفي مجال "العقوبات المحددة الهدف التي يكون لها أثر على روسيا".
على صعيد متصل اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة سحبت اوراق اعتماد خمسة قناصل فخريين روس، ردا على المضايقات التي يتعرض لها دبلوماسيون اميركيون يعملون في روسيا. وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر "نحن مستعدون لاتخاذ اجراءات اخرى مناسبة في حال تواصلت عرقلة نشاطاتنا الدبلوماسية والقنصلية في روسيا". ونددت وزارة الخارجية الروسية باجراءات واشنطن ضد قناصلها الفخريين وهم خمسة مواطنين اميركيين يمثلون موسكو في كاليفورنيا ويوتا ومينيسوتا وفلوريدا وبورتو ريكو.
واتهمت المتحدثة ماريا زاخاروفا "اجهزة الامن" الاميركية بالقيام بـ"استفزازات بحق موظفي البعثات الدبلوماسية الروسية وليس فقط في الولايات المتحدة". وتابعت المتحدثة في بيان ان "القرار المتخذ بحق القناصل الفخريين يكشف عن استمرار ادارة (الرئيس) باراك اوباما في سياسة تهدف الى الحد من الروابط مع بلادنا". واوضحت وزارة الخارجية الاميركية ان العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين لن تتاثر بالاجراءات المتخذة ضد القناصل الفخريين والتي جاءت بحسبها ردا على تدابير مماثلة من موسكو ضد المصالح الاميركية. بحسب فرانس برس.
وقال مارك تونر "اتخذنا هذا الاجراء ردا على تدخلات روسيا المتواصلة ضد عملياتنا الدبلوماسية والقنصلية في روسيا والتي تتضمن مضايقات منهجية لموظفينا وعمليات اغلاق قسري للمركز الاميركي في موسكو ولـ28 مركزا اميركيا في روسيا". ولفت الى ان "ذلك لا يؤثر على عمليات روسيا الدبلوماسية، ولا سيما سفارتها وقنصلياتها العامة ومركزها الثقافي في مدينة واشنطن".وكانت السلطات المحلية اغلقت المركز الاميركي في موسكو بعدما نشط 22 عاما كمكتبة وموقع لقاءات ثقافية للروس والاميركيين المقيمين في روسيا. والقناصلة الفخريون ليسوا دبلوماسيين ولا يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية ويتم اعتمادهم لتمثيل الحكومة ومواطنيها في الخارج.
التعاون في سوريا
من جانب اخر قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا ستواصل التعاون مع الولايات المتحدة وشركائها لقتال تنظيم داعش في سوريا لكن ذلك التعاون سيتعرض للخطر في حالة تكرار ما قامت به تركيا من إسقاط طائرة روسية. وعبر بوتين في تصريحات أدلى بها في الكرملين بعد محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند عن غضبه من التصرفات التركية قائلا إنه يعتبر إسقاط الطائرة عملا من أعمال الخيانة من بلد اعتبرته روسيا صديقا.
لكنه قال إنه سيأمر الجيش الروسي بتكثيف التعاون مع القوات المسلحة الفرنسية -بما في ذلك تبادل المعلومات بشأن الأهداف- مشيرا إلى أنه يعتبر هذا الإجراء جزءا من إنشاء تحالف دولي أشمل يجمع روسيا والدول الغربية. وقال بوتين "نحن مستعدون للتعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. لكن بالطبع مثل هذه الأحداث كتدمير طائرتنا وموت رجالنا.. غير مقبولة على الإطلاق." وأضاف "نحن ننطلق من وضع لن يتكرر فيه ذلك.. وإلا فلن نكون في حاجة للتعاون مع أحد.. مع أي تحالف.. ولا مع أي بلد." بحسب رويترز.
وقال بوتين أيضا إنه والرئيس الفرنسي "اتفقا على كيفية التعاون في المستقبل القريب سواء على أساس ثنائي أو مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بشكل عام." وقال بوتين "نحن نتحدث عن تحديد الأراضي التي يمكننا استهدافها وعن أماكن يفضل فيها تجنب الغارات وعن تبادل المعلومات في قضايا متعددة وعن تنسيق أعمالنا.. في ميدان المعركة." وبالنسبة للعلاقات الثنائية مع فرنسا قال بوتين إن هدفه هو "قيام المتخصصين العسكريين لدينا بعمل بناء لتجنب تكرار الغارات وتجنب استهداف تلك الأراضي والجماعات المستعدة لقتال الإرهاب."
اضف تعليق