فرض دونالد ترامب خلال 100 يوم له في البيت الأبيض سياساته الخاصة، فقوّض التحالفات الأميركية وهدد بضم أراضٍ وقلب النظام الجيوسياسي الدولي رأسا على عقب. من فرض رسوم جمركية شاملة على دول صديقة وعدوة، مرورا بتهميش الأوروبيين، وصولا إلى خفض المساعدات الخارجية، يفرض الرئيس الأميركي رؤيته تحت شعار...

تجاوز دونالد ترامب على مدى نحو 100 يوم في البيت الأبيض، الحدود المعتادة لسلطة الرئيس الأميركي، وجعلها طوع رغباته، من توبيخ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الى تهديد القضاة وإشعال حرب تجارية عالمية، مرورا بأمر تنفيذي يتعلق بضغط مياه الاستحمام.

لم يتردد ترامب مطلع نيسان/أبريل بالقول بأن “الولاية الثانية هي فعلا أقوى بكثير”.

هيمن معيار القوة على الأشهر الثلاثة الأولى للثري الجمهوري في البيت الأبيض. لكن بعكس الولاية الأولى (2017-2021) حين أحاط نفسه ببعض الوزراء والمستشارين والعسكريين الكبار القادرين على كبح جماحه، اختار ترامب هذه المرة أن يجمع حوله فريقا من الأوفياء الذين يؤكد أنه يتيحون له أن يحكم معوّلا على “حدسه”.

استخدم ترامب (78 عاما) هذا التعبير لدى الحديث عن سياسته بشأن التعرفات الجمركية، والقائمة حتى الآن على إعلانات صادمة وانعطافات مفاجئة.

وتقول أستاذة العلوم السياسية في جامعة غرينيل باربارا تريش “هذه المرة، أحاط الرئيس نفسه بمستشارين لا يطبقون فقط مناورات القوة الجريئة (التي يريد هو القيام بها)، بل يشجعون عليها في بعض الأحيان”.

واذا كان لصورة أن تختصر الولاية الثانية، فهي ترامب الجالس في المكتب البيضوي الذي زيّنه بالتحف المذهبة، محاطا بوزراء يقابلون تجاوزاته بالضحك، وصحافيين يطرحون عليه الأسئلة بينما يوقّع أمرا تنفيذيا تلو الآخر.

يحذّر الخصوم من أن النظام الذي أقامه ترامب ونصّب نفسه مركزا أوحد له، يهدد الهيكل الدقيق الذي أرساه الدستور لتحقيق توازن مع الصلاحيات الرئاسية.

يرتكز التوازن السياسي في الولايات المتحدة على السلطتين التشريعية والقضائية. لكن الكونغرس يهيمن عليه الجمهوريون، ويُظهر الى الآن ولاء لا لبس فيه للرئيس الحالي، الى حد أن النائبة كلاوديا تيني تقدمت باقتراح لجعل يوم ميلاد ترامب عطلة رسمية.

أما القضاة، فوجّه ترامب انتقادات الى كثيرين منهم، واتهمهم بأنهم “يريدون تولّي صلاحيات الرئاسة”. حتى أنه استشهد يوما بنابوليون ليشرح موقفه بقوله إن “من يخلص البلاد لا ينتهك أي قانون”. ومن ثم فهو يهدد القضاة الذين يعترضون على بعض قراراته.

وعليه، وبعد أن طالب بعزل قاضٍ فدرالي أمر بتعليق قراره بطرد مهاجرين إلى السلفدور، وجّه إليه رئيس المحكمة العليا تأنيبا علنيا نادرا، مشددا على أنه “على مدى أكثر من قرنين، ثبت أنّ العزل ليس ردا مناسبا على خلاف متعلّق بقرار قضائي”.

ويرى ترامب أن وزارة العدل هي بمثابة “الذراع المسلحة” في عملية “الثأر” السياسي التي وعد مناصريه بها بعد عودته الى البيت الأبيض، علما بأنه أصدر في اليوم الأول من ولايته، قرارا بالعفو عن مثيري الشغب الذين اقتحموا الكابيتول في السادس من كانون الثاني/يناير 2021.

وهاجم ترامب حتى الآن مكاتب محاماة والطلاب الأجانب، ودفع القضاء الفدرالي لملاحقة مدير سابق لوكالة الأمن السيبراني الأميركي، خطؤه الوحيد هو تأكيده عدم وجود مخالفات في انتخابات 2020 الرئاسية التي خسرها ترامب أمام سلفه الديموقراطي جو بايدن.

وتوعد ترامب من يعتدون على سيارات شركة “تيسلا” المملوكة لحليفه إيلون ماسك، بمواجهة “جحيم قضائي”. وبات للثري الأميركي موقع لصيق بترامب الذي أوكل إليه الإشراف على وكالة حكومية لخفض النفقات الفدرالية.

الولاية الثالثة؟

أما فريق التواصل الاعلامي، فنقل أسلوب عمل حملة ترامب الانتخابية الى البيت الأبيض باعتماد الاهانة أحيانا، والاستفزاز غالبا، والمديح دائما.

وعندما قال ترامب خلال حفلة استقبال “لدينا هنا بعض أعضاء مجلس الشيوخ لكنني لا أحبهم فعلا، لذا لن أقوم بتقديمهم”، كتب أحد حسابات الادارة الأميركية تعليقا على ذلك جاء فيه “الرئيس الأكثر طرافة على مدى التاريخ”.

وبعدما تراجع بعض الشيء عن حربه التجارية وأعلن تعليق بعض التعرفات التي تسببت بخسائر حادة في أسواق المال العالمية، حيا مستشاره ستيفن ميلر “الاستراتيجية الاقتصادية الأكثر براعة في تاريخ الرؤساء الأميركيين”.

ويستحيل التنبؤ بما ستكون عليه المراحل المقبلة في ولاية ترامب الثانية، اذ يبقى الجمهوري رئيسا غير قابل للتوقع، لكنه مهووس كذلك.

تبقى بعض هواجسه تفصيلية، مثل الأمر التنفيذي المتعلق بزيادة ضغط المياه في دوش الاستحمام ما يتيح له “غسل شعري الجميل” بشكل أفضل. لكن إجراءاته الأخرى تهز أركان النظام الاقتصادي والدبلوماسي في العالم، مثل رغبته المعلنة في ضم غرينلاند، وحديثه عن “السيطرة” على قطاع غزة، أو رؤيته الضمنية لعالم مقسم وفق مناطق نفوذ.

الثابت الوحيد بالنسبة الى المحللين، هو أن ترامب يعيش على جذب الاهتمام في الولايات المتحدة والعالم، والأكيد أنه قادر على استقطابه أفضل من أي شخصية سياسية أخرى في الزمن المعاصر.

لكن هذه الرغبة في أن يكون موضع الاهتمام على الدوام، قد تتحول الى نقطة ضعف في بلاد لا تتوقف فيها الحملات الانتخابية، ويتوقع أن ينصرف اهتمامها قريبا على التحضيرات للانتخابات الرئاسية لعام 2028.

هل يقبل دونالد ترامب بأن يكتفي بدور المتفرّج؟ يصعب تصوّر ذلك، خصوصا وأنه بدأ يتحدث بشكل دوري عن التشكيك في أن الدستور يحول دون ولاية ثالثة له.

وقال “ثمة طرق للقيام بذلك”.

ترامب يقلب النظام الجيوسياسي الدولي

فرض دونالد ترامب خلال 100 يوم له في البيت الأبيض سياساته الخاصة، فقوّض التحالفات الأميركية وهدد بضم أراضٍ وقلب النظام الجيوسياسي الدولي رأسا على عقب.

من فرض رسوم جمركية شاملة على دول صديقة وعدوة، مرورا بتهميش الأوروبيين، وصولا إلى خفض المساعدات الخارجية، يفرض الرئيس الأميركي رؤيته تحت شعار “أميركا أولا” على العالم.

هي رؤية ليست انعزالية بشكل صريح لكنها أحادية بشكل واضح، وتعتمد حصرا على مبدأ الصفقات، وهو نوع من “الأخذ والعطاء” الدبلوماسي.

اعتبر رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية مارك ليونارد أن “إدارة ترامب قضت على كل المسلّمات. لم تعد هناك فروق واضحة بين الحرب والسلام، والحلفاء والأعداء، والمصالح الوطنية والخاصة، واليسار واليمين”.

وكتب على موقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية “مع شنّ ترامب حربا تجارية على سائر أنحاء العالم، ومحاولته إبرام صفقة بشأن استغلال المعادن في أوكرانيا، وتهديد السلامة الإقليمية لكل من غرينلاند وبنما، فإن القواعد القديمة للنظام الدولي لم تعد قابلة للتطبيق”.

في الموازاة، يقدم الرئيس الجمهوري البالغ 78 عاما نفسه على أنه “صانع سلام” ويتباهى برؤيته لتحقيق “السلام من خلال القوة”.

كما لا يتردد في دخول مفاوضات غير مسبوقة، مثل تلك التي أجراها مع روسيا وإيران.

لكن بعد مرور مئة يوم على توليه منصبه، بات من الواضح أن المهمة ليست سهلة كما تصور.

فقد استأنفت إسرائيل هجومها على قطاع غزة وانهار اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، في حين تشن الولايات المتحدة ضربات على الحوثيين في اليمن مع استمرار الصراع في أوكرانيا.

ويبقى التغيير الأبرز في السياسية الأميركية منذ تنصيب ترامب في كانون الثاني/يناير التقارب مع فلاديمير بوتين.

وعبر إعادة التواصل مع الرئيس الروسي، أنهى دونالد ترامب عزلة بوتين الدولية التي فرضتها عليه إدارة الرئيس السابق جو بايدن والدول الغربية منذ غزوه أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.

وأجرى الرئيسان مكالمة هاتفية في شباط/فبراير، ما أدى إلى بدء تقارب استراتيجي، ولو كان على حساب أوكرانيا.

عقب ذلك، عقد الأميركيون والروس مفاوضات غير مسبوقة في السعودية بهدف استعادة العلاقات بينهما، إلا أن واشنطن اشترطت إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقد يلتقي ترامب وبوتين وجها لوجه في وقت قريب في السعودية أيضا.

في الوقت نفسه، شدّدت الولايات المتحدة لهجتها تجاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وصولاً إلى اللقاء الشهير في البيت الأبيض حين شن الرئيس ونائبه جاي دي فانس هجوما لاذعا على زيلينسكي أمام وسائل الإعلام.

وعقد الأوروبيون الذين همّشوا عن المفاوضات، اجتماعات ثلاثية شارك فيها مسؤولون أميركيون وأوروبيون وأوكرانيون الأسبوع الماضي في باريس، قبل اجتماع جديد مقرر في لندن هذا الأسبوع، للبحث في إنهاء الصراع في أوكرانيا.

لكن مع تعثر مفاوضات الهدنة، هدد ترامب بالانسحاب من المناقشات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بسرعة.

مفاوضات مع إيران

وسط تعذر الوفاء بوعوده الانتخابية بإحلال السلام سريعا في غزة وأوكرانيا، يتحول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تحد آخر قد لا يقل صعوبة: كبح البرنامج النووي الإيراني المستمر في التطور.

وعقدت الولايات المتحدة وإيران، البلدان العدوان منذ الثورة الإسلامية عام 1979، جولتين من المحادثات غير المباشرة، في سلطنة عمان روما، بقيادة المفاوض ستيف ويتكوف، صديق ترامب القديم.

وتقول واشنطن التي تنتهج سياسة “الضغوط القصوى” تجاه طهران، إنها تفضل حلا دبلوماسيا مع إيران لكنها تهدد بتدخل عسكري لضمان عدم حصول طهران على السلاح النووي.

وكان الرئيس الأميركي انسحب أحاديا عام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015 مع إيران والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران مقابل كبح برنامجها النووي.

وأكد المسؤولون في إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو، مرارا أن الرئيس “يفكر خارج الصندوق” وأنه “الوحيد” القادر على قيادة هذه المفاوضات.

ومن بين القرارات الأخرى التي ميّزت ولاية ترامب منذ 20 كانون الثاني/يناير، إعلانه انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ ومن منظمة الصحة العالمية.

كذلك، أقر الرئيس الأميركي تخفيضات هائلة في ميزانية المساعدات الخارجية، بذريعة مكافحة الهدر والبرامج التي تعزز التنوع والمساواة والشمول.

كما نفّذ سياسة ترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، وأرسل بعضهم إلى سجن شديد الحراسة في السلفادور، وشن حربا ضد عصابات المخدرات المكسيكية التي وصفها بأنها منظمات إرهابية أجنبية.

أما الغائب الأكبر عن النقاش في واشنطن في الوقت الراهن فهو كوريا الشمالية.

وخلال ولايته الأولى (2017-2021)، هدد ترامب بالقضاء على كوريا الشمالية قبل أن يلتقي الزعيم كيم جونغ أون مرات عدة ويعلن أنهما “وقعا في الحب”.

صانع سلام

وتفاقِم تهديدات ترامب المتكررة بقصف المواقع النووية الإيرانية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق التوترَ الإقليمي الذي يكتنف الجهد الدبلوماسي.

وقد يعني هذا أن ترامب، الذي تعهد في خطاب تنصيبه في 20 يناير كانون الثاني بأن يكون "صانع سلام"، يمكن أن يدفع الولايات المتحدة إلى صراع جديد في الشرق الأوسط.

وقال ترامب إنه ليس في عجلة من أمره لضرب إيران، وشدد على أن المفاوضات هي خياره الأول.

وذكر ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني "إذا كان هناك خيار ثانٍ، فأعتقد أنه سيكون سيئا للغاية بالنسبة لإيران. أعتقد أن إيران ترغب في الحوار. آمل أن يكونوا كذلك. سيكون الأمر جيدا للغاية لهم إذا فعلوا ذلك".

وقال جوناثان بانيكوف، المسؤول السابق بالمخابرات الوطنية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، عن مهمة ويتكوف "الحاجة لتحقيق موازنة بين غزة وأوكرانيا وإيران ستمثل تحديا من منظور القدرة الذهنية لأي شخص".

وأضاف بانيكوف، الذي يعمل حاليا مع مؤسسة المجلس الأطلسي البحثية في واشنطن، أن "هذا ينطبق بشكل خاص على إيران، نظرا لكمية التفاصيل الفنية والتطورات التاريخية والاعتبارات الجيوسياسية الإقليمية والتعقيدات الأوسع نطاقا".

ويتمتع ويتكوف بمصدر مميز للقوة التفاوضية: وجود خط مباشر بينه وبين ترامب، وهو أمر ينبغي أن يرسل بإشارة للإيرانيين بأنهم يتلقون آراء الرئيس من شخص يثق به.

إلا أن الأيام وحدها هي التي ستظهر ما إذا كان هذا سيساعد حقا جهود الإدارة لإبرام اتفاق.

أضافت تعليقات ويتكوف نفسه في الأيام الماضية المزيد من الضبابية لسياسة حافة الهاوية التي ينتهجها ترامب مع إيران.

سلط إعلان ترامب المفاجئ في السابع من أبريل نيسان بشأن استئناف المحادثات مع إيران الضوء على الدور المركزي الذي يلعبه ويتكوف في السياسة الخارجية للإدارة.

ويُنظر لسجل ويتكوف حتى الآن على أنه متباين. فالرجل لم يفلح في إبرام اتفاق بين روسيا وأوكرانيا اللتين تخوضان حربا منذ غزو موسكو لجارتها عام 2022. ولكن قبل تولي ترامب منصبه بفترة وجيزة، ساعد في إبرام اتفاق طال انتظاره لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وهو اتفاق انهار لاحقا.

ويُبقي العمل العسكري الأمريكي أو الإسرائيلي المحتمل منطقة الشرق الأوسط تحت ضغط.

وقد تمكنت إسرائيل من إضعاف النفوذ الإقليمي لإيران بشدة منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها قادرة على ضرب المواقع النووية الإيرانية لإحباط ما تعتبره تهديدا وجوديا.

ويشير بعض المحللين إلى أنه على الرغم من العقبات الهائلة التي تعترض طريق إبرام اتفاق مع إيران فإن التوصل إلى اتفاق ثنائي بين الولايات المتحدة وإيران قد يكون أقل صعوبة بالنسبة لترامب من التوصل إلى سلام دائم بين الأطراف المتحاربة في غزة وأوكرانيا.

وقالت لورا بلومنفيلد محللة شؤون الشرق الأوسط في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة بواشنطن "عندما تكون طرفا في اتفاق نووي، ستستطيع الولايات المتحدة فرض قدر من السيطرة"، مضيفة أن الطرفين "مستعدان ومتحمسان لإنهاء التوتر النووي".

10 محطات أساسية 

قلب دونالد ترامب السياسة الخارجية الأميركية رأسا على عقب وتسبب بتقلبات حادة في الأسواق العالمية منذ عودته الى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير وتحويله المكتب البيضوي مسرحا لسلسلة أحداث غير معهودة.

في ما يأتي عشر محطات أساسية في الأيام المئة الأولى من الولاية الثانية للجمهوري في رئاسة الولايات المتحدة:

مراسيم اليوم الأول

يوم تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير، وقّع ترامب 26 مرسوما رئاسيا، وهو عدد قياسي. رسمت قرارات اليوم الأول مسار سياسته، اذ قام من خلالها بسحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، والعفو عن مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في مطلع العام 2021.

 “ريفييرا الشرق الأوسط”

خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الرابع من شباط/فبراير، قال ترامب إن غزة يمكن أن تصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”.

وأعلن الرئيس الأميركي خطة تسيطر بموجبها بلاده على القطاع المدمّر جراء الحرب بين إسرائيل وحماس وتعيد بناءه، على أن يتم نقل سكانه الذين يتخطى عددهم المليوني شخص الى دول أخرى خصوصا مصر والأردن. وأثار هذا المقترح إدانات عربية ودولية واسعة.

ماسك وابنه أمام العدسات

انضم إيلون ماسك، أغنى أغنياء العالم، الى ترامب خلال مؤتمر صحافي في مكتبه في 12 شباط/فبراير.

ردّ ماسك الذي أوكل إليه الرئيس الاشراف على هيئة مستحدثة مهمتها خفض التكاليف الفدرالية وتقليص حجم القطاع الحكومي، على الانتقادات بشأن نقص الشفافية في عمله وتضارب المصالح المحتمل. وهو أدلى بمواقفه بينما كان ابنه “إكس” يلهو ويثرثر في المكتب البيضوي.

– 90 دقيقة مع بوتين –

في 12 شباط/فبراير، أنهى ترامب عزلة فرضتها الدول الغربية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ عام 2022 على خلفية غزو قواته لأوكرانيا، وأجرى معه محادثة هاتفية امتدت 90 دقيقة.

تبع ذلك اتصال ثانٍ في 28 شباط/فبراير، وسلسلة من اللقاءات بين مسؤولين أميركيين وروس تهدف للبحث عن تسوية للحرب في أوكرانيا، غابت عنها كييف وحلفاؤها الأوروبيون. وأسفر التقارب بين واشنطن وموسكو عن عمليتي تبادل سجناء بين الطرفين.

فانس يعطي دروسا لأوروبا

أثار نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس صدمة بين القادة الأوروبيين خلال كلمة ألقاها في مؤتمر ميونيخ للأمن في 14 شباط/فبراير، اذ انتقدهم على خلفية ما اعتبره تقييدا لحرية التعبير، وقضايا الهجرة، ودعاهم الى زيادة الانفاق في المجال الدفاعي.

وأظهر موقف نائب الرئيس، إضافة الى تصريحات مسؤولين آخرين، أن التعويل في القارة على الدعم الأميركي لأوروبا عبر الأطلسي قد يكون بلغ خاتمته.

تحجيم زيلينسكي 

في 28 شباط/فبراير، وجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه هدفا لهجوم كلامي حاد من ترامب وفانس اللذين اتهماه أمام الصحافيين بعدم إظهار الامتنان لواشنطن على دعمها لكييف في مواجهة الغزو الروسي.

واعتبر زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر أن “ترامب وفانس يقومان بالمهمة القذرة نيابة عن بوتين”.

حملة على الجامعات

اعتبارا من السابع من آذار/مارس، بدأت إدارة ترامب بتوجيه اتهامات الى عدد من الجامعات الكبرى بالتساهل مع “معاداة السامية” لسماحها بإقامة تظاهرات في الأحرام الجامعية، تنتقد إسرائيل على خلفية حرب غزة.

وخفّض ترامب 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي لجامعة كولومبيا في نيويورك، متهما إياها بعدم توفير الحماية الكافية للطلاب اليهود من المضايقات.

وفي نيسان/أبريل، أعلنت الإدارة الأميركية تجميد معونات لجامعة هارفرد بقيمة 2,2 مليار دولار بسبب رفض المؤسسة التي تعد من الأعرق في العالم، الإذعان لمطالب البيت الأبيض.

طرد الى السلفادور

في 15 آذار/مارس، لجأت إدارة ترامب الى قانون مبهم يعود الى القرن الثامن عشر، لتبرير طرد أكثر من 200 شخص يشتبه بانتسابهم الى عصابات، الى سجن شديد الحماية في السلفادور.

تواجه الإدارة دعاوى قضائية على خلفية هذه المسألة، وصلت الى المحكمة العليا الأميركية. لكن الحكومة رفضت التراجع عن موقفها، بينما خلص قاض فدرالي إلى وجود “سبب محتمل” لملاحقة إدارة ترامب بتهمة ازدراء المحكمة في قضية ترحيل مهاجرين غير نظاميين.

عين على غرينلاند

رفع ترامب في 26 آذار/مارس من منسوب تصريحاته بوجوب استحواذ الولايات المتحدة على غرينلاند، الجزيرة الشاسعة المساحة في الدائرة القطبية الشمالية، والتي تتمتع بالحكم الذاتي لكنها تتبع رسميا للدنمارك.

وقال “نحتاج إلى غرينلاند من أجل الأمن والسلامة الدوليين. نحتاج اليها”، وذلك قبل يومين من زيارة قام بها فانس وزوجته الى الإقليم.

لقي موقف ترامب انتقادات لاذعة من كوبنهاغن، واقتصرت زيارة نائب الرئيس الأميركي وزوجته على القاعدة العسكرية التابعة لبلاده في الجزيرة.

حرب التعرفات

أعلن ترامب في الثاني من نيسان/أبريل فرض تعرفات جمركية باهظة على العشرات من دول العالم، متهما إياها باستغلال الولايات المتحدة في المجال التجاري.

وفي التاسع من الشهر نفسه، اليوم المقرر لدخول هذه الرسوم حيز التنفيذ، تراجع ترامب بعض الشيء، اذ أبقى على الحد الأدنى الإضافي بنسبة 10% الذي فرضه على غالبية الواردات، بينما علّق الرسوم الأخرى لمدة 90 يوما. واستثنيت الصين من هذا التعليق، اذ وصلت الرسوم الإضافية التي فرضتها الولايات المتحدة عليها الى 145%، ما دفع بكين للرد برسوم مضادة.

وتسببت هذه الأزمة باضطرابات حادة في الأسواق العالمية وارتفاع سعر الذهب الى مستويات قياسية وتراجع الدولار.

* المصدر: وكالات

اضف تعليق