مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016 هيلاري كلينتون التي تسعى ومن خلال ثاني محاولة لها الفوز بالرئاسة ولتكون بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب في حال الفوز، هذه السيدة التي تعد الأوفر حظا في اغلب استطلاعات الرأي وعلى الرغم من بعض المعوقات والتحديات الصعبة، لا تزال محط اهتمام اعلامي متزايد خصوصا وانها قد سعت في الفترة الاخيرة، الى تكثيف حملتها الانتخابية والعمل على اختيار شعارات وخطط جديدة، يمكن ان تسهم بتغير بعض وجهات النظر السابقة وهو ما قد يسهل لها الوصول الى كرسي البيت الابيض.
وبحسب بعض الخبراء فان كلينتون وبسبب ضعف االمنافسين لها من مرشحي الحزب الديمقراطي تعد الاقوى حتى الان، حيث بقي أمامها كما تشير المصادر، بعض المنافسين الديمقراطيين الذين تتقدم عليهم جميعاً في استطلاعات الرأي، وهم بحسب بعض التوقعات لا يشكلون خطراً على هيلاري لاسباب كثيرة، بعض المراقبين استبعد ذلك واكد ان الوقت لايزال طويل امام كلينتون وباقي المرشحين فالحرب الانتخابية في الولايات المتحدة حرب مهمة وفيها الكثير من المفاجآت والاحداث غير المتوقعة سوء داخل وخارج الولايات المتحدة، وهو ما قد يسهم باقلب النتائج والتوقعات، خصوصا وان هذه الحرب تحكمها المصالح الخاصة لذا فقد تشهد الفترة القادمة صفقات وتنازلات بين الاطراف السياسية.
كلينتون والماريوانا
فيما يخص اخر المستجدات في هذه الحملة الانتخابية فقد قالت تقارير إعلامية إن هيلاري كلينتون دعت إلى قوانين اتحادية مرنة بشأن الماريوانا لتوسيع الابحاث العلمية على المخدر الذي يدافع كثيرون عن استخدامه في تخفيف الالم إلى جانب فوائد طبية اخرى. وفي حديثها في حملة في اورانجبيرج في ولاية ساوث كارولاينا قالت مرشحة الحزب الديمقراطي المحتملة لانتخابات الرئاسة الامريكية إن تغيير القواعد الامريكية ربما يتمخض عنه التثبت من فاعلية المخدر في الاستخدامات الطبية ويتيح المخدر أمام العلماء ليجروا عليه مزيدا من الابحاث.
وقالت كلينتون وفقا لشبكة سي.إن.إن الاخبارية " بوسع الجامعات ومعاهد الصحة الوطنية البدء في بحث الطريقة المثلى لاستخدامه ونسبة الجرعة التي يحتاجها شخص ما وكيف تتفاعل مع الادوية الاخرى " ودعت كلينتون إلى إدراج الماريوانا تحت الجدول الثاني من جداول إدارة مكافحة المخدرات الامريكية والتي تمتلك خمسة جداول للمخدرات تحكم الوصول إليها وتصنف المسؤولية الجنائية.
والمخدرات المدرجة في الجدول الاول " ليس مصرحا باستخدامها طبيا ولها خصائص إدمانية عالية" وهذا هو أخطر جدول. أما الجدول الثاني فيضم المخدرات التي مازالت "تعتبر خطيرة" وتتضمن الاوكسيكودون و الكوكايين. وفي الوقت الذي خففت فيه 23 ولاية أمريكية من قواعد الوصول إلى الماريوانا للاستخدامات الطبية وموافقة أربع ولايات إلى جانب واشنطن العاصمة على السماح باستخدام الماريوانا الترفيهية فمازالت المادة محظورة وفقا القانون الاتحادي. بحسب رويترز.
ومازال الباحثون في مجال الصحة حذرين بشأن منافع ومضار هذا المخدر ويرجع جزء من ذلك إلى عدم وجود دراسات علمية تتضمن بيانات بشأن الاثار السلبية لمكونه النفسي الرئيسي /تتراهيدروكانابينول/ المعروف اختصارا بـ /تي.إتش.سي/ على المدى الطويل. وخلافا للعقاقير الموصوفة لم تراجع إدارة الادوية والاغذية الامريكية الماريوانا. وأثار باحثون أيضا مخاوف بشأن تأثيرها على المراهقين والشباب.
الحرب في سوريا
الى جانب ذلك خاضت هيلاري كلينتون في لاس فيغاس أول مناظراتها التلفزيونية مع خصومها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي الأمريكي. وبدت كلينتون هادئة وواثقة من نفسها في مواجهة انتقادات خصومها متحملة بالكامل مسؤولية دورها بوصفها أوفر المرشحين حظا للفوز بهذه الانتخابات. وبعد ثماني سنوات تقريبا على مواجهتها الرئيس الحالي باراك أوباما في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي الأمريكي بدت هيلاري كلينتون متمكنة من المواضيع المختلفة وأفلحت في صد خصومها.
وبدت وزيرة الخارجية السابقة، المعتادة على هذه المناظرات بعد مشاركتها في أكثر من 20 منها في 2008 في ترشحها الأول للرئاسة، أوفر المرشحين حظوظا في معسكرها لمواجهة الجمهوريين في انتخابات 2016 الرئاسية. وقالت السيدة الأمريكية الأولى سابقا إن "الدبلوماسية ليست البحث عن الحل المثالي، بل العثور على توازن بين المخاطر المختلفة". وردا على سيناتور فرمونت بيرني ساندرز الذي طرح مجتمعات الدول الاسكندينافية نموذجا، قالت "لسنا الدنمارك. أحب الدنمارك، لكننا الولايات المتحدة الأمريكية".
وعلق أستاذ العلوم السياسية في جامعة ايوا تيموثي هايغل "لم تسمح لأحد بإثارة أعصابها. لم يتمكن أحد من استفزازها". وبدت مسؤولة التواصل في حملة كلينتون جينيفر بالمييري سعيدة بعد المناظرة وصرحت "كان أداؤها جيدا الليلة، ينبغي أن تشعر بالرضا". وفيما هيمن على المناظرة طيف نائب الرئيس جو بايدن الذي يتردد في الترشح، بدت وتيرة النقاش منتظمة ولم تتخلله تهجمات شخصية طبعت مناظرات المعسكر الجمهوري.
وندد المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز المشاكس والمتحمس البالغ 74 عاما والذي شكل مفاجأة فعلية في هذه الانتخابات التمهيدية، بقوة بتجاوزات أسواق وول ستريت و"بنظام تمويل انتخابي فاسد يضعف الديمقراطية الأمريكية". كما دعا سيناتور فرمونت إلى عدم ترك البلاد بين يدي "حفنة من المليارديرات"، منتقدا ضعف تصميم معسكره في هذه المواضيع، مع الحرص على تجنب توجيه أي هجوم شخصي. هيلاري كلينتون تؤيد فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا
وردا على سؤال من مقدم "سي إن إن" حول تغير مواقفها السياسية، أراد معرفة إن كانت مستعدة لقول أي شيء قد يؤدي إلى انتخابها، أجابت "كسائر البشر، منهم مثلنا من يترشح لمنصب، أنا استوعب المعلومات الجدية، وأتابع ما يحصل في العالم". وفي الملفات السياسية الرئيسية عبر خصومها عن خلاف معها. ففي ملف سوريا حيث تؤيد كلينتون إنشاء منطقة حظر جوي، حذر ساندرز من أن تدخلا أكبر قد يؤدي إلى إرسال قوات برية. وأوضح "عندما تتكلمون عن سوريا، فإنكم تتكلمون عن ورطة داخل ورطة".
وقالت هيلاري كلينتون إنه يجب على أمريكا أن توضح لبوتين أن "من غير المقبول" أن تخلق روسيا الفوضى في سوريا. ورد ساندرز على اقتراح كلينتون عن فرض منطقة حظر الطيران فوق سوريا بأن ذلك قد يخلق "مشاكل خطيرة" كما هاجم لينكولن تشافي أحد المرشحين الثلاثة كلينتون بسبب "قراراتها السيئة" بالتصويت في مجلس الشيوخ لصالح استخدام القوة في العراق، الأمر الذي أقرت بأنه كان "خطأ".
واعتبرت ردا على سؤال عن أكبر التهديدات التي يواجهها الأمن القومي الأمريكي، إنه "انتشار الأسلحة النووية والمواد النووية التي يمكن أن تقع بأيد سيئة". وأضافت "أعرف أن الإرهابيين يبحثون عنها باستمرار". هيلاري كلينتون الخصم الأصعب للجمهوريين وأشار استطلاع (سي بي اس) الأخير إلى حصول كلينتون على 46% من نوايا التصويت لدى الديمقراطيين مقابل 27% لمرشح فرمونت.
وقبل 391 يوما على الانتخابات الرئاسية يدرك المحافظون أن خصمتهم الأكثر خطرا هي هيلاري كلينتون، ما أدى إلى تركيز الماكينة الجمهورية بشكل شبه كامل عليها. واعتبر الجمهوريون قضية تفضيل وزيرة الخارجية السابقة استخدام بريدها الإلكتروني الخاص على الحساب الحكومي، قضية دولة. لكنها تلقت بهذا الخصوص دعم ساندرز الذي دعا وسائل الإعلام وخصومه السياسيين إلى التركيز على "المشاكل الحقيقية". وقال إن "الشعب الأمريكي سئم من الكلام عن رسائلك الالكترونية اللعينة"، مثيرا عاصفة من التصفيق. بحسب فرانس برس.
وأكدت كلينتون أنها لا تنوي أن تتولى "ولاية ثالثة لأوباما"، هي التي تسعى لضمان ولاية ثالثة للديمقراطيين في البيت الأبيض، وهو أمر غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت "إن تولي امرأة الرئاسة سيشكل تغييرا كبيرا" مشيرة إلى أنها ستستند إلى برنامج أوباما لكنها ستتجاوزه. وتابع الرئيس السابق بيل كلينتون (1993-2001) عرض زوجته برنامجها عبر التلفزيون حيث أوضحت أنها لا تطلب من أحد اختيارها بسبب "اسم عائلتها".
السخرية والجدل
على صعيد متصل ظهرت هيلاري كلينتون إحدى المتنافسين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية في البرنامج الكوميدي المسائي (ساترداي نايت لايف) حيث شاركت في مقطع تمثيلي مع الممثلة الكوميدية كيت مكينون. ولعبت هيلاري دور عاملة الحانة فال التي تقدم المشروبات لمكينون التي تلعب دور هيلاري وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والسناتور السابقة.
وتناولت كلينتون ومكينون في حديثهما سجل كلينتون الداعم لزواج المثليين كما سخرت كلينتون من المرشح الجمهوري دونالد ترامب إذ تحدثت بصوت أجش وهي تشير لأحد تصريحاته. وقالت مكينون لعاملة الحانة كلينتون "أنت يسهل الحديث معك بحق" وهو ما ردت عليه كلينتون بشخصية فال "هذه هي أول مرة أسمع ذلك" في إشارة إلى ما عرف عن كلينتون من تحفظ.
وانضم إليهما بعد ذلك أحد مذيعي البرنامج وهو داريل هاموند الذي كان يؤدي دور الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والذي قال عند دخوله إلى الحانة بعد أن رأى هيلاري ومكينون التي تلعب دورها معا "إنها تتوالد!" وبعد المقطع التمثيلي عادت كلينتون إلى البرنامج لتقديم ضيفة الحلقة الأولى من الموسم الجديد من البرنامج المغنية مايلي سايروس.
في السياق ذاته عزا الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الجدل بشأن استخدام زوجته هيلاري كلينتون لحساب بريد الكتروني شخصي خلال شغلها منصب وزيرة الخارجية الى نفس الاساليب التي استخدمها الجمهوريون والاعلاميون لاثارة جدل خلال رئاسته وذلك خلال مقابلة خاصة. وتواجه هيلاري كلينتون التي كانت المرشحة الاوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي عندما اعلنت عن حملتها للوصول الى البيت الابيض في ابريل نيسان مراجعة متزايدة بشأن استخدامها البريد الالكتروني بما يشمل خادم حاسب آلي خاص وضع بمنزلها في نيويورك وتواجه عدة تحقيقات في الكونجرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون. بحسب رويترز.
وقال بيل كلينتون في مقتطفات من المقابلة "الحزب الآخر لا يريدون المنافسة أمامها. واذا قاموا بذلك فانهم يريدون تشويهها بقدر الممكن". وأضاف "لم أر مطلقا مثل هذا الاسراف على شىء قليل جديد". وكانت هيلاري كلينتون قد اعتذرت بشأن قضية البريد الالكتروني وقالت انها سلمت جميع رسائل البريد الإلكتروني من فترة عملها كوزيرة للخارجية الى وزارة الخارجية للمراجعة والاعلان للجمهور وهو ما تقوم به على دفعات. وفي أحدث تطور قالت وزارة الخارجية إن مسؤولين في وزارة الدفاع عثروا على رسائل بريد الكتروني لم تقدمها لوزارة الخارجية.
اضف تعليق