تدخل روسيا العسكري في الحرب السورية بشكل مباشر بعد مضي خمس سنوات من بدء الصراع في هذا البلد الحليف وكما يرى بعض الخبراء، هو رسالة قوية من قبل الدب الروسي للولايات المتحدة الامريكية وباقي حلفائها توضح فيها ان روسيا لاتزال قطب مهم واساسي في جميع القضايا العالمية، وخصوصا قضايا الشرق الاوسط الذي يعج بالعديد من المتغيرات والاحداث السياسية والامنية المبنية على تأمين المصالح، لذا فقد قررت موسكو ومن خلال الملف السوري العمل على رسم خارطة عالمية جديدة غير قابلة لتغير مهما تكن النتائج، وهو ما سيمكن روسيا من استعادة دورها إبان فترة الاتحاد السوفييتي، ولعب دور بارز وقوي في العديد من الأحداث والأزمات العالمية، خصوصا وان عملياتها الجوية التي استهدفت التجمعات الارهابية من اجل القضاء على خطر تنظيم داعش، والتي اثارت العديد من ردود الأفعال ستكون لها نتائج ايجابية مهمة لروس فمثل هكذا عمليات تصب في صالح جميع الأطراف، التي تسعى وكما هو معلن الى محاربة الارهاب المتمثل بتنظيم داعش وغيره من المجاميع المتشددة.
من جانب اخر يرى بعض المراقبين ان التصعيد والتواجد الروسي في سوريا، يمكن ان يزيد في تعقيد الامور خصوصا مع وجود اطراف ودول داعمة لجماعات وجهات معارضة، تسعى الى الاطاحة بالحكومة الحالية وهو ما قد يسهم بحدوث مشكلات ومواجهات جديدة مع الولايات المتحدة وباقي حلفائها وخصوصا تركيا ودول الخليج وباقي الاطراف الاخرى، التي نددت بالتحرك الروسي وهو ما سيدفع بعض تلك الدول، الى وضع خطط واجراءات جديدة بهدف الضغط على روسيا التي تعاني من مشكلات وازمات داخلية بهدف تغير موقفها الحالي، يضاف الى ذلك المخاطر الاخرى التي قد يتعرض لها الروس من قبل الجماعات المتشددة التي ستعمل على ضرب المصالح الروسية في جميع دول العالم.
تحذيرات مختلفة
في هذا الشأن فقد اعتبر وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر ان روسيا ستبدأ في تكبد خسائر بشرية بعد توسيع دعمها العسكري لنظام الرئيس السوري بشار الاسد حليفها. وقال كارتر في اجتماع لوزراء الدفاع في حلف شمال الاطلسي في بروكسل هيمنت عليه الازمة السورية "سيكون لهذا (التدخل) عواقب على روسيا نفسها التي تخشى من هجمات (..) خلال الايام المقبلة سيبدأ الروس في تكبد خسائر بشرية".
وصرح كارتر للصحافيين ان روسيا تدعم الجانب الخاطئ في سوريا، داعيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى المشاركة في خطة الولايات المتحدة التي تدعو الى سوريا بدون الاسد في المستقبل. وقال كارتر ان الاسوأ من ذلك هو ان موسكو تبنت نهجا عسكريا طائشا حيث انها تخاطر بحدوث تصادم بين الطائرات الاميركية وغيرها من الطائرات التي تستهدف جهاديي تنظيم داعش في سوريا. وقال "لقد اطلقوا صواريخ كروز عابرة من سفينة في بحر قزوين دون انذار مسبق، واقتربوا اميالا قليلة من واحدة من طائراتنا بدون طيار".
واضاف "لقد شنوا هجوما بريا مشتركا مع النظام السوري وازالوا بذلك واجهة انهم يقاتلون تنظيم داعش". واعلنت دمشق انها شنت "هجوما واسعا" لاستعادة مناطق من مسلحين بعد يوم من اطلاق روسيا سلسلة من صواريخ كروز من سفن في بحر قزوين في هجوم غير مسبوق. وذكرت مصادر دبلوماسية في حلف شمال الاطلسي انه لم يكن هناك انذار مسبق من موسكو باطلاق الصواريخ التي شكلت مفاجئة كبرى.
من جانبه اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان لروسيا مصالح تجارية هامة في تركيا في قطاعي الطاقة النووية والغاز الطبيعي و"يجدر بها الا تخسرها" من اجل سوريا في وقت تشهد العلاقات توترا بين البلدين على خلفية النزاع في سوريا. وقال اردوغان ردا على صحافي سأله خلال زيارة لليابان عما اذا كان التوتر الحالي سينعكس على مشروع اقامة اول محطة نووية تركية تنفذه روسيا في جنوب البلاد "ان لم يقم الروس ببناء محطة اكويو (في ولاية مرسين) فسوف ياتي اخرون لبنائها".
وتابع في تصريحات نقلتها صحيفة حرييت ان الروس "سبق ان استثمروا ثلاثة مليارات دولارات في المشروع. وانطلاقا من هنا يجدر بروسيا التصرف بمزيد من الاحتراس". وتنفذ روسيا مشروعا بقيمة 19 مليار يورو (21 مليار دولار) لبناء محطة نووية في بلدة اكويو بولاية مرسين الجنوبية على ان تبدأ الخدمة عام 2020. كما تسيطر روسيا الى حد بعيد على امدادات الغاز الطبيعي لتركيا وتؤمن لها اكثر من 50% من حاجاتها. وقال اردوغان بهذا الصدد "نحن المستهلك الاول للغاز الطبيعي الروسي وخسارة تركيا ستشكل خسارة فادحة لروسيا" موضحا انه في حال قطعت روسيا الامدادات عن انقرة فسوف يتوجه الى موردين اخرين. بحسب فرانس برس.
وتابع "نستغرب ان تتصرف روسيا بطريقة يمكن ان تؤدي الى خسارة" مصالح اقتصادية في تركيا. واثارت حملة الضربات الجوية الروسية في سوريا دعما لنظام الرئيس بشار الاسد توترا بين انقرة العضو في الحلف الاطلسي وروسيا شريكها التجاري الكبير. ونددت تركيا بانتهاك طائرات حربية روسية مجالها الجوي قرب الحدود السورية ورفعت "احتجاجا شديد اللهجة" الى السفير الروسي.
عمليات انتقامية
في السياق ذاته خاطر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشنه غارات جوية على تنظيم داعش في سوريا قد تدفع المتشددين للسعي للانتقام بمهاجمة أهداف داخل روسيا. واحتوى الكرملين إلى حد كبير عنف الإسلاميين في روسيا بقمع شديد لكن حملة القصف في سوريا قد تدفع الجهاديين في أنحاء العالم لوضع روسيا على قائمة أهداف يحثون أتباعهم على مهاجمتها. وعانت روسيا تحت وطأة هجمات متشددين إسلاميين من قبل كان بينها تفجيرات انتحارية في موسكو قبل خمس سنوات قتلت عشرات الأشخاص ومن شأن هجمات أخرى أن تحول المزاج العام نحو رفض التدخل العسكري في سوريا.
والمعين الأساسي للإسلاميين المتشددين في روسيا هو منطقة شمال القوقاز التي تسكنها غالبية مسلمة وفيها جمهوريات الشيشان وداغستان والأنجوش وتغلي فيها انتفاضات إسلامية منذ سنين. وفي الأنجوش يحث قادة محليون الشبان على تجاهل الدعوات للانتقام من غارات القصف الروسية على سوريا والتي تقول موسكو إنها تستهدف تنظيم داعش وجماعات إسلامية أخرى مناوئة للرئيس السوري بشار الأسد.
وقال ألكسندر كومانيانييف رئيس الإدارة في جهاز الأمن الاتحادي في جمهورية الأنجوش "في هذه الظروف يمكننا افتراض أن زعماء القاعدة ومنظمات إرهابية عالمية أخرى سيحاولون اتخاذ إجراءات انتقامية." وأضاف خلال اجتماع لمسؤولين أمنيين محليين لدراسة أثر العملية في سوريا إن مثل هؤلاء القادة المحليين "سيطلقون جولة جديدة لحرب إرهابية على أراضي بلادنا. وهذا خطر حقيقي لا يسعنا التهوين منه."
وبسبب قمعها العنيف في بعض الأحيان للمتمردين الانفصاليين ذوي المرجعية الإسلامية في شمال القوقاز صارت روسيا لسنوات بين الدول التي اعتبرها الجهاديون في أنحاء العالم هدفا لهجماتهم رغم تركيزهم الأساسي على الولايات المتحدة وحلفائها منذ دخول القوات الأمريكية للعراق وأفغانستان. وبدخولها إلى الصراع السوري قد تنضم روسيا الآن إلى مجموعة الصدارة في قائمة أهداف الإسلاميين وربما تتحول شبكات التمويل والتجنيد الجهادية إلى تنظيم هجمات على روسيا.
وكتب ستيفن إيه. كوك الزميل البارز بمجلس العلاقات الخارجية وهو أحد المراكز البحثية الأمريكية تعليقا قال فيه إن روسيا "لم تعد طرفا غير مباشر في الصراع.. فقد أصبح كثيرون يستهدفونها." ومن نقاط الضعف المهمة لدى الروس منطقة شمال القوقاز حيث تملك شبكات المسلحين العاملة تحت الأرض أسلحة خفيفة وتتخذ بين السكان ملاذا. ونصبت هذه الشبكات بالفعل أكمنة لقوات الأمن أوقعت في بعضها خسائر.
وفي وقت قريب وزع تنظيم داعش بيانا عبر مواقع التواصل الاجتماعي قال فيه إن أتباع التنظيم في داغستان هاجموا مجمعا سكنيا عسكريا وقتلوا العديد من الجنود. وقال مسؤولون محليون إن الهجوم لم يقع بالكيفية التي صورها البيان لكن الرواية أظهرت أن عددا من الأشخاص يعملون تحت راية داعش موجودون الآن داخل روسيا. وقد تصعد هذه المجموعات أنشطتها الآن كجزء من الثأر للتدخل الروسي في سوريا. ولو أنهم يبحثون عن عملية كبيرة يجبرون بها الشعب الروسي والكرملين على الانتباه فسيلجأون على الأرجح لمهاجمة هدف مدني في داخل مدن روسيا كثيفة السكان أو بالقرب منها.
فهذا أمر وقع من قبل. ففي عام 2002 هاجم شيشان مسلحون مسرحا في موسكو واحتجزوا جمهوره رهائن. وقتل حينها أكثر من مئة شخص غالبيتهم في العملية الأمنية التي نفذت لإنهاء الهجوم. وفي أغسطس آب 2004 فجرت طائرتا ركاب روسيتان في هجومين منسقين قتل خلالهما 90 شخصا. وفي 29 من مارس آذار 2010 نفذ انتحاريون هجومين في شبكة قطارات الأنفاق بوسط موسكو قتل خلالهما 40 شخصا. وفي 24 من يناير كانون الثاني 2011 قتل أكثر من 30 شخصا في تفجير انتحاري بمطار دوموديدوفو في موسكو.
وتعزز الأمن منذ ذلك الوقت ولم تقع أي هجمات كبيرة ناجحة على أهداف مدنية. ووضعت أجهزة لاكتشاف المعادن في مداخل محطات المترو وتفحص حقائب أي شخص يدخل مباني المطارات في موسكو. وقال سايمون سارادجيان الزميل بمركز بيلفر التابع لجامعة هارفارد إن بين الإسلاميين في روسيا خلافا محوره جواز مهاجمة المدنيين وعلى أي حال فلقد تراجعت قدرتهم على شن هجمات خلال السنوات القليلة الماضية. وأضاف "أحد المؤشرات على مدى تقييد قدرات هذه الجماعات هو أن تهديداتها بشن هجمات أثناء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي (2014) لم تخرج إلى حيز الواقع."
وقال أيضا إن الجماعات الإسلامية بشمال القوقاز "ربما تملك القدرة على شن هجوم أو هجومين محددين في مدن في عمق الأراضي الروسية" لكن تنفيذ سلسلة من الهجمات ربما يتجاوز قدراتها. وأخذت قوات موالية للكرملين تبعث بإشارات على أنها ستخمد أي هجمات انتقامية مخطط لها قبل وقوعها. وقالت فالنتينا ماتفيينكو وهي من حلفاء بوتين ورئيسة الغرفة العليا للبرلمان إن قوات الأمن الروسية ستكون جاهزة لإحباط أي من هذه الهجمات.
وقال الرئيس الشيشاني رمضان قادروف إن قوات الأمن لديه قتلت ثلاثة مسلحين قال إنهم تدربوا في معسكرات داعش في سوريا. وأضاف قادروف "هذا هو ما سيحدث لأي شخص لمجرد التفكير في محاولة القيام بأي عمل ضد جمهوريتنا أو ضد روسيا قاطبة." ويقول مسؤولون روس إن سوريا تمثل أرض تدريب للمسلحين الإسلاميين وبينهم آلاف يحملون جوازات سفر روسية ويقول المسؤولون إن هؤلاء سيعودون للوطن وينشرون أفكارهم العنيفة في شمال القوقاز. بحسب رويترز.
وقال شخص في الشيشان يعمل مع أئمة مسلمين أجازتهم السلطات إن أمرا صدر من الحكومة المحلية للحديث في المساجد عن الذنب الذي يمثله الانضمام لداعش. وقال هذا الشخص الذي لم يشأ أن يذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع "نعرف أن لديهم طرق قوية بينها التأثير على "وعي" الشباب." لكن كثيرين من شباب الشيشان لا يزالون يستجيبون. وقالت واحدة من ساكني الشيشان عرفت نفسها بالاسم الأول فقط وهو لاريسا "أبناؤنا وفي الآونة الأخيرة بناتنا أيضا بدأوا الانضمام للحرب في سوريا ويقولون إنه جهاد." وأضافت "للأسف الشبان يذهبون إلى هناك دون إبلاغ آبائهم ولا أحد يستطيع إعادتهم. البعض يتم إعادتهم وهم في طريق الذهاب والبعض يعثر عليهم في تركيا والبعض يعود رفات."
حملة دعائية
من جانب اخر قضى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمقربون منه سنوات في انتقاد ما قالوا إنه تدخل عسكري مروع للأمريكيين في العراق عام 2003 واعتيادهم الضار على التدخل في شؤون الشرق الأوسط. لكن في سبيل تسويق تدخل روسيا نفسها في المنطقة للمرة الأولى منذ الغزو السوفيتي لأفغانستان -بعملياتها العسكرية الحالية في سوريا- استعار الكرملين أساليب الحكومة الأمريكية لتكرار الحملة الإعلامية للرئيس السابق جورج بوش الإبن لكسب قلوب وعقول الأمريكيين.
وقد دأب الجيش الروسي على التزام الحذر في عملياته سواء في الشيشان أو جورجيا أو أوكرانيا. لكن في سوريا تحولت وزارة الدفاع الروسية إلى محطة أخبار تعمل على مدار الساعة وتقدم لقطات تلفزيونية بارعة لصواريخ وغارات جوية مدعومة برسوم توضيحية متحركة. وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 أعلن بوش الحرب على الإرهاب. وفي روسيا تسوق موسكو التدخل الحالي في سوريا بالطريقة ذاتها. لكن الفرق الوحيد هو أن العدو هذه المرة هو تنظيم داعش الذي يقول الكرملين إنه قد يأتي إلى روسيا ما أن يفرغ مما يفعله بسوريا.
وأمام تراجع اقتصادي متزايد وقلق من سماع أنباء المشاكل التي يعانيها الانفصاليون المدعومون من الكرملين في أوكرانيا يبدو كثير من الروس مستمتعين بالمشهد وتصديق رسالة الكرملين بأن تدخله دليل على صحوة عسكرية ودبلوماسية في البلاد. ويرى الكرملين أن الحملة الدعائية -التي وصلت حد وصف مذيع تلفزيوني يقدم النشرة الجوية لأحوال الطقس بأنها مناسبة لشن غارات جوية- تؤتي ثمارها حتى الآن.
وقبل أقل من أسبوعين قال 14 بالمئة من الروس إنهم يؤيدون التدخل العسكري المباشر في سوريا. وأظهر استطلاع رأي مماثل أجراه أيضا مركز ليفادا بولستر لاستطلاعات الرأي أن 72 بالمئة لديهم رأي إيجابي عن الغارات الجوية الروسية. وقال ستيبان جونتشاروف من مركز ليفادا "حدث تغير حاد (في الرأي). "في السابق اعتبر الصراع وكأنه يخص شخصا آخر. لكن وسائل الإعلام نجحت في تقديمه وكأنه تدخل محوري من قبل روسيا في المنطقة."
ومع تساقط أولى زخات الثلج في شتاء موسكو قال جونتشاروف إن الصراع السوري يمثل وسيلة مفيدة للفت أنظار بعض الروس غير الراغبين في قضاء الليل يفكرون في ارتفاع الأسعار والعقوبات الغربية وتراجع ميزانيات العائلات. وقال جونتشاروف "السياسة الخارجية تمثل عرضا مسرحيا هنا.. الناس يفتحون أجهزة التلفزيون والمهم بالنسبة لهم متابعة مشهد ما. الهجمات والقصف وإطلاق النار كلها عناصر في المشهد." ورغم وجود الإنترنت فإن قنوات التلفزيون لا تزال مسيطرة في روسيا بتقديرات تشير إلى أن 90 بالمئة من الشعب يستخدمونها لمتابعة الأحداث الجارية.
ومنذ 30 سبتمبر أيلول حين بدأت روسيا عملياتها الجوية في سوريا تقدم للمشاهدين الروس لقطات أشبه بالأفلام لمقاتلات روسية تقصف أهدافا وسحب دخان تتصاعد في أعقاب ذلك وسفن حربية راسية في بحر قزوين تطلق صواريخ عبر إيران والعراق لتصيب سوريا. وقال بوتين لوزير دفاعه في مشاهد بثت في نشرات الأخبار المسائية في نفس اليوم بينما احتفل الرئيس الروسي بعيد ميلاده الثالث والستين "قدرتنا على تنفيذ هذا من بحر قزوين من مسافة نحو 1500 كيلومتر وبأسلحة عالية الدقة وإصابة جميع أهدافنا تعكس الاستعداد الجيد لجيشنا."
وكانت روسيا قد أعادت تحت قيادة بوتين العروض العسكرية التي اشتهر بها السوفيت في الميدان الأحمر لتعكس البرنامج الطموح لتحديث الجيش. وفجرت صور الصواريخ والطائرات وهي تنفذ مهامها مشاعر الفخر الوطني وقد تساعد كذلك في تعزيز مبيعات السلاح. وقال بيتر بوميرانتسيف مؤلف كتاب "لا شيء حقيقي وكل شيء ممكن" الذي يركز على أساليب الدعاية الروسية إن في الحملة التلفزيونية رسالة أخرى. وأضاف "الرسالة هنا مفادها انظروا: إذا كنا قادرين على إطلاق صواريخ في سوريا فإننا بالتأكيد قادرون على سحق أي احتجاجات لذا لا تفكروا فيها حتى مجرد التفكير." بحسب رويترز.
وباستخدام مواقع التواصل الاجتماعي تعمل وزارة الدفاع بسرعة على توزيع لقطات الفيديو والصور الخاصة بها. كما بدت لهجة انتصار في طريقة حديث المعلقين في المؤتمرات الصحفية. وقال جيمس رودجرز وهو محاضر بارز في الصحافة بجامعة سيتي في لندن إن الروس شاهدوا كيف قدمت الحكومة الأمريكية ومعها الإعلام حروب واشنطن في الشرق الأوسط ويحاولون تقليدها.
اضف تعليق