عاضد الحوثيون، وهم جزء من محور المقاومة الذي تدعمه إيران، الفلسطينيين منذ أن هاجمت حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما فتح جبهة جديدة لحركة تخوض حربا منذ ثماني سنوات مع تحالف تقوده السعودية في الخليج. الجماعة أطلقت عددا كبيرا" من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل...
دخل الحوثيون في اليمن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس على بعد أكثر من ألف ميل من معقلهم في صنعاء، وأعلنوا يوم الثلاثاء أنهم أطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل في هجمات تسلط الضوء على المخاطر الإقليمية للصراع.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه نشر زوارق صواريخ في البحر الأحمر يوم الأربعاء في إطار التعزيزات، وذلك في أعقاب هجمات بصواريخ طويلة المدى وطائرات مسيرة أعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عنها.
وتظهر الصور التي نشرها الجيش طرادات من طراز سار تقوم بدوريات بالقرب من ميناء إيلات على البحر الأحمر، والذي تعتبره إسرائيل جبهة جديدة إذ تثير حربها في غزة ردا من الجماعات المؤيدة لحركة حماس.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري إن إسرائيل لا تزال تركز على قطاع غزة رغم محاولات حركة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران تحدي إسرائيل.
وأضاف هاجاري "هناك العديد من الأطراف في المنطقة التي تعمل كوكلاء لإيران مثل الحوثيين الذين يحاولون تحدينا وصرف انتباهنا عن الحرب في غزة. نحن نواصل التركيز".
وعاضد الحوثيون، وهم جزء من "محور المقاومة" الذي تدعمه إيران، الفلسطينيين منذ أن هاجمت حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما فتح جبهة جديدة لحركة تخوض حربا منذ ثماني سنوات مع تحالف تقوده السعودية في الخليج.
وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين، في بيان أذاعه التلفزيون، إن الجماعة أطلقت "عددا كبيرا" من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، وإنه سيكون هناك المزيد من هذه الهجمات في المستقبل لمساعدة الفلسطينيين على تحقيق النصر.
وأكد بيان المتحدث العسكري اتساع نطاق الصراع الذي يثير قلق دول، منها السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، مما يزيد المخاوف من امتداده في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى تدمير حماس في معقلها بقطاع غزة.
وقال سريع إن هذا هو الهجوم الثالث للحوثيين على إسرائيل منذ بداية الصراع، وهو يؤكد فيما يبدو أنهم هم الذين نفذوا هجوم بطائرة مسيرة في 28 أكتوبر تشرين الأول أدى إلى انفجارات في مصر، وحملت إسرائيل الحوثيين مسؤوليته، وما حدث في 19 سبتمبر أيلول عندما اعترضت البحرية الأمريكية ثلاثة صواريخ كروز.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي إن هجمات الحوثيين لا يمكن التسامح معها، لكنه لم تقديم تفاصيل عن كيفية الرد الإسرائيلي المحتمل حين سئل عن ذلك.
تأتي تصريحات الجماعة بعدما قال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط "هدفا جويا" كان يقترب من مدينة إيلات على البحر الأحمر.
وذكر المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع في بيان بثه التلفزيون أن العملية هي الثالثة التي تستهدف إسرائيل وسيكون هناك عمليات أخرى.
وأكد سريع أن الهجمات ستستمر حتى يتوقف "العدوان الإسرائيلي"، في إشارة إلى الحرب ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.
وبعد تحذير أولي من احتمال "تسلل طائرة معادية" والذي دفع سكان إيلات -وهي منطقة سياحية شهيرة- للفرار بحثا عن ملجأ في وقت سابق من يوم الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي إن "أنظمته رصدت هدفا جويا يقترب من الأراضي الإسرائيلية".
وأضاف "لم يكن هناك أي تهديد أو خطر على المدنيين" وأن الإجراءات الدفاعية نجحت. ولم ترد أنباء عن سقوط أي صواريخ أو طائرات مسيرة قادمة من البحر الأحمر على إسرائيل.
وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في العاشر من أكتوبر تشرين الأول إنه إذا تدخلت الولايات المتحدة في صراع غزة بشكل مباشر، سترد الجماعة بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ وستتخذ خيارات عسكرية أخرى.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استخدم منظومة الدفاع الجوي (آرو) لأول مرة منذ اندلاع الحرب مع حماس عقب هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول لاعتراض صاروخ سطح-سطح في البحر الأحمر أُطلق باتجاه إسرائيل.
وقال متحدث لرويترز إن الحادثتين منفصلتان. وأضاف أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية اعترضت أهدافا جوية أخرى في الواقعة الثانية.
واتهمت إسرائيل جماعة الحوثي الأسبوع الماضي بإرسال طائرات مسيرة تسببت في انفجارين بمدينتين مصريتين على البحر الأحمر، وقالت إن الهدف كان ضرب إسرائيل.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن سفينة تابعة للبحرية الأمريكية اعترضت في 19 أكتوبر تشرين الأول ثلاثة صواريخ كروز وعدة طائرات مسيرة أطلقتها جماعة الحوثي من اليمن باتجاه إسرائيل على الأرجح.
وشعار الحوثيين هو "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام".
محور المقاومة
الحوثيون يشكلون جزءا كبيرا من "محور المقاومة" الذي يعارض إسرائيل والولايات المتحدة ويشن هجمات في أنحاء المنطقة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وتطلق ميليشيات عراقية مدعومة من إيران النار على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، ويتبادل حزب الله اللبناني إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وقد أظهر الحوثيون قدراتهم في الصواريخ والطائرات المسيرة خلال حرب اليمن في هجمات على السعودية والإمارات. ويتهم التحالف الذي تقوده السعودية إيران بتسليح وتدريب وتمويل الحوثيين. وتنفي الجماعة أنها وكيلة لإيران وتقول إنها تطور أسلحتها الخاصة.
ونشرت الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لاسرائيل حاملات طائرات كرادع لمنع اتساع نطاق الصراع في غزة. وقالت إيران أيضا إنها لا تريد أن تنتشر الحرب.
لكن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أشار إلى أن حلفاء طهران قد يتحركون بشكل أكبر.
وأضاف "جماعات المقاومة لن تصمت أمام جرائم النظام الصهيوني ودعم أمريكا الكامل للنظام الصهيوني". ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قوله في اجتماع مع أمير قطر "إنهم لن ينتظروا نصيحة أحد، وإذا خرج الوضع عن السيطرة، لن يأمن أي طرف العواقب".
وأكد رئيس حكومة الحوثيين عبد العزيز بن حبتور في تصريح لوكالة فرانس برس "أننا جزء من محور المقاومة" مضيفًا "نشارك بالقول وبالكلمة وبالمسيرات".
وحمل يحيى سريع، المتحدث باسم الحوثيين، إسرائيل مسؤولية عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، قائلا إن "دائرة الصراع" في المنطقة تتسع بسبب "جرائمها المستمرة". وسيواصل الحوثيون شن هجماتهم "حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي".
وفي إشارة إلى إسقاط صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة خلال أعمال القتال في الآونة الأخيرة، قال مهند الحاج علي، من مركز كارنيجي للشرق الأوسط إن هجماتهم في الوقت الحالي "تتعلق بالرسائل أكثر من كونها تهديدا عسكريا حقيقيا".
وأضاف "الخطر على إسرائيل يتمثل في حالة حدوث اشتباك شامل يتضمن إطلاق صواريخ متعددة من جميع الاتجاهات، مما قد تعجز الدفاعات الجوية أمامه".
المخاوف السعودية
يتمتع اليمن بأكثر من عام من الهدوء النسبي في غمرة جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة. وتجري السعودية محادثات مع الحوثيين في محاولة لوضع أوزار الحرب مع تركيز الرياض على الأولويات الاقتصادية في الداخل.
لكن هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل زادت من مخاطر الصراع بالنسبة للسعودية.
ويمر المسار المباشر لأي طائرة مسيرة أو صاروخ يتم إطلاقه من اليمن فوق غرب السعودية بالقرب من البحر الأحمر قبل التحليق فوق الأردن وإسرائيل.
ولم يرد مكتب الاتصال الحكومي السعودي على طلب التعليق على مخاوف المملكة تجاه هجمات الحوثيين.
وقال المحلل السعودي عزيز الغشيان إن السعودية ستشعر بالقلق من امتداد الصراع عبر حدودها.
وقال "أعتقد أن المشكلة تكمن في أن هذه الحرب قد تضع السعودية في موقف تعتبر فيه متحيزة إما إلى الولايات المتحدة وإسرائيل أو إيران... أعتقد أن السعودية تريد تجنب هذا".
واتفقت السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية في وقت سابق من هذا العام مما خفف سنوات من التوتر أذكت صراعات في أنحاء الشرق الأوسط.
وفي عام 2019، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم أدى إلى قطع أكثر من نصف إنتاج النفط السعودي مؤقتا. وقالت الولايات المتحدة إن إيران ضالعة في الهجوم، وهو ما نفته طهران.
وتقاتل الجماعة اليمنية تحالفا تقوده السعودية منذ عام 2015 في صراع أودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص. واستهدف الحوثيون خلال القتال أصولا استراتيجية في الخليج، كان أبرزها منشآت طاقة في السعودية.
وقف التصعيد
من جهته اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الثلاثاء أنه "من الطبيعي ألّا تسكت" المجموعات الموالية لطهران في المنطقة على تصاعد حدّة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، داعيًا إلى اغتنام "آخر الفرص السياسية" لوقف التصعيد.
وأتت تصريحات الوزير خلال زيارة للدوحة التقى فيها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، وتزامنت مع تبني المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من طهران، إطلاق مسيّرات وصواريخ نحو جنوب إسرائيل.
ونقل بيان للخارجية الإيرانية عن أمير عبداللهيان قوله "نتيجة استمرار جرائم النظام الصهيوني ضد الشعب الأعزل والحصار المطبق على غزة، فإننا نشهد تدريجيًا زيادة في ردود الفعل وتكثيفًا واتساعًا لنطاق النزاعات في المنطقة".
وأضاف "من الطبيعي أّلا تسكت مجموعات وحركات المقاومة على كل هذه الجرائم وأيضاً على دعم أمريكا الكامل للكيان الصهيوني".
ودعا عبداللهيان إلى "اغتنام آخر الفرص السياسية لوقف الحرب" محذّرًا من أنه "إذا خرج الوضع عن السيطرة فلن يسلم أي طرف من عواقب ذلك".
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن الوزيرين ناقشا "سبل التعاون بين البلدين لدفع جهود وقف فوري لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية وحماية المدنيين، ومنع اتساع نطاق العنف والنزاع في المنطقة، مما سيكون له عواقب وخيمة على الجميع".
وأعلنت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية أن أمير عبداللهيان التقى أيضًا رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية الذي يتخذ من الدوحة مقرًا، وقد "أُبلغ بآخر تطوّرات الحرب".
ولدى كل من قطر وإيران قنوات تواصل مفتوحة مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
ونجحت الوساطة القطرية في الإفراج عن أربع رهائن من أصل أكثر من مئتَين محتجزين لدى حماس منذ اندلاع الحرب.
وتستضيف الدولة الخليجية الثرية أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط وكذلك مكتبًا سياسيًا لحركة حماس بمباركة واشنطن.
وبحسب إرنا، من المقرر أن يتوجه الوزير الإيراني الى تركيا بعد قطر.
لم هاجم الحوثيون إسرائيل؟
في أواخر تسعينيات القرن الماضي، أسست قبيلة الحوثي في أقصى شمال اليمن حركة إحياء ديني للطائفة الزيدية الشيعية التي حكمت اليمن يوما ما، لكن معقلها في الشمال عانى من التهميش والافتقار للموارد.
ومع تصاعد الخلاف مع الحكومة، خاض الحوثيون سلسلة من حروب العصابات مع الجيش اليمني كما دخلوا في صراع حدودي وجيز مع السعودية.
واندلعت الحرب في أواخر 2014 حينما سيطر الحوثيون على صنعاء. وتدخلت السعودية، بدافع القلق من تنامي نفوذ إيران الشيعية على حدودها، على رأس تحالف مدعوم من الغرب في مارس آذار 2015 لمساندة الحكومة.
وبسط الحوثيون سيطرتهم على أغلب شمال اليمن ومراكز سكانية كبيرة أخرى، بينما اتخذت الحكومة المعترف بها دوليا من مدينة عدن مقرا لها.
وينعم اليمن بهدوء نسبي منذ أكثر من عام وسط حملة لإحلال السلام بقيادة الأمم المتحدة. وتجري السعودية محادثات مع الحوثيين في محاولة لإنهاء الحرب.
لكن هجمات الحوثيين على إسرائيل زادت من مخاطر الصراع بالنسبة للسعودية.
وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي في بيان بثه التلفزيون إن الجماعة أطلقت "عددا كبيرا" من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة صوب إسرائيل في 31 أكتوبر تشرين الأول، وإنها ستشن المزيد من الهجمات المماثلة "لمساعدة الفلسطينيين في الانتصار".
وذكر سريع أن الحوثيين شنوا ثلاثة هجمات على إسرائيل منذ بدء الصراع، في تأكيد على ما يبدو أنهم المسؤولون عن هجوم بطائرة مسيرة يوم 28 أكتوبر تشرين الأول أدى إلى وقوع انفجارات في مصر وأنحت فيه إسرائيل باللائمة على الحوثيين، وعن حادث في 19 أكتوبر تشرين الأول اعترضت فيه البحرية الأمريكية ثلاثة صواريخ كروز.
وينحي سريع باللائمة على إسرائيل في انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط قائلا إن "دائرة الصراع" في المنطقة تتوسع بفعل "جرائمها المستمرة". وأضاف أن الحوثيين سيواصلون شن الهجمات "حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي".
واستعرض الحوثيون قدراتهم الصاروخية والمتعلقة بالطائرات المسيرة خلال حرب اليمن في هجمات شنوها على السعودية والإمارات مستهدفين منشآت نفط وبنية تحتية حساسة.
اضف تعليق