طوى العام 2021 آخر لحظاته، ليستقبل العالم العام الجديد بملفات ملآى بالأحداث والأزمات على مختلف الأصعدة، لكن السؤال الأهم هو معرفة ما هي أهم أحداث 2021 التي كان لها تأثير مهم على كوكبنا؟ لا شك في أن التأثير المزدوج لوباء «كوفيد-19» وتغير المناخ سيتصدران أي قائمة...
طوى العام 2021 آخر لحظاته، ليستقبل العالم العام الجديد بملفات ملآى بالأحداث والأزمات على مختلف الأصعدة، لكن السؤال الأهم هو معرفة ما هي أهم أحداث 2021 التي كان لها تأثير مهم على كوكبنا؟ لا شك في أن التأثير المزدوج لوباء «كوفيد-19» وتغير المناخ سيتصدران أي قائمة. المتفائلون كانوا يأملون أن يشهد عام 2021 الاحتواء التدريجي للوباء، بالنظر إلى الإمدادات المتزايدة من اللقاحات الفعالة، للحؤول دون انتشار الفيروس واعتماد أدوية جديدة لتقليص المخاطر بالنسبة لأولئك المصابين بالفيروس.
غير أن هذه الآمال المرتفعة، للأسف، لم تتحقق لعدد من الأسباب. ذلك أنه في شهر نوفمبر الماضي، ظهر متحور جديد من الفيروس، هو «أوميكرون» الذي ينتشر بشكل أسرع من متحور «دلتا». وفي ظرف شهرين تكونت مستويات جديدة من العدوى في كل القارات، ما رفع إجمالي الأشخاص المصابين حديثاً إلى مستويات لم يُرَ لها مثيل منذ فصل الصيف الماضي. لكن الدلائل الأولى تشير إلى أن متحور أوميكرون قد يكون أقل إماتة من متحور دلتا، وهو ما قد يعني أن موجات التفشي الجديدة ربما تنتهي بشكل أسرع.
عام 2021 سيتم تذكّره أيضاً لعدد من الاتجاهات الاقتصادية والجيوسياسية المهمة التي ستؤثّر على السياسة العالمية خلال السنوات المقبلة. فلأول مرة منذ ثمانينيات القرن الماضي، ظهر التضخم من جديد كمشكلة على الصعيد العالمي، وذلك نتيجة الاضطرابات التي طالت سلسلة الإمداد المتعلقة بالسلع والخدمات، وتزايد الطلب على المنتجات التي لم يكن مرغوباً فيها خلال أسوأ فترات الجائحة في عام 2020.
ومما لا شك فيه أن مسألة ما إن كانت هذه الزيادة في الأسعار ستكون سمة مؤقتة أو دائمة للاقتصاد العالمي، ستكون لها تداعيات مباشرة على الزعماء السياسيين في كثير من دول العالم. وإلى ذلك، بعث الانسحاب الأميركي المفاجئ من أفغانستان في صيف 2021 برسالة إلى العالم، مفادها أن الأيام التي كانت تضطلع فيها الولايات المتحدة بدور «شرطي العالم» قد ولّت.
غير أنه نظراً إلى أن أي بلد آخر لا يستطيع أو لا يرغب في النهوض بالدور الذي قامت به الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فيمكننا أن نتوقع أن تقوم القوى الإقليمية بدور أكبر في الدبلوماسية وفي ردع النزاعات المسلحة.
السنة الجديدة ستبدأ مع عدد من الأزمات الإقليمية التي لم تُحل والتي يمكن أن تنفجر وتتحول إلى حرب، بما في ذلك إمكانية شنّ هجوم روسي على أوكرانيا، ومزيد من المناورات العسكرية الصينية التي تهدّد مستقبل تايوان، ونهاية للمفاوضات النووية مع إيران، وإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية في حال استمرت طهران في برامجها النووية لإنتاج اليورانيوم المخصب. كما أن هناك إمكانية تصاعد النزاع والعنف داخل بعض الديمقراطيات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في وقت يشتد فيه الاستقطاب السياسي ويزداد فيه التطرف اليميني عنفاً.
عام 2021: تقاربات إقليمية وطي لصفحة الخلافات
حمل عام 2021 في طياته العديد من التغيرات الكبيرة في العلاقات الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط والخليج، إذ شهد قيام أطراف كانت علاقتها متوترة أو مقطوعة تماما، سواء لأسباب أيديولوجية أو سياسية أو تنافسية، بطي صفحة الخلافات وإبداء المزيد من التعاون والتقارب فيما بينها.
لم تقتصر تلك التقاربات على الزيارات المتبادلة للمسؤولين وإعلان استعادة العلاقات، بل شملت أيضا خطوات عملية كتوقيع اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والاستثماري. فما أهم المسارات التي شهدت تلك التقاربات، وما المعطيات والأسباب التي أدت إليها؟
الخليج: نهاية أزمة استمرت لأكثر من ثلاثة أعوام
اعتبرت القمة الخليجية التي عقدت في مدينة العلا السعودية في الخامس من يناير/كانون الثاني بمثابة إعلان لنهاية الأزمة الخليجية التي نشبت في يونيو/حزيران 2017، عندما قطعت كل من الإمارات والسعودية والبحرين إضافة إلى مصر علاقاتها مع قطر لأسباب عديدة على رأسها ما وصفته الدول الأربع بدعم قطر للفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، ومساندتها لجماعات تصفها تلك الدول بالإرهابية. كما كانت علاقات قطر بإيران تثير غضب جيرانها خلال العقد المنصرم.
وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن ما حدث في القمة هو "طي الصفحة بكل نقاط الخلاف، والعودة الكاملة للعلاقات"، مضيفا أن "هناك حاجة ماسة اليوم لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، لا سيما التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي الإيراني والصواريخ البالستية، وخططها (إيران) للتخريب والتدمير".
واستأنفت السعودية ومصر علاقتهما الدبلوماسية مع الدوحة، لكن الإمارات والبحرين لم تفعلا ذلك بعد، وإن كانت أبو ظبي قد سعت لمد الجسور مع الدوحة. فقد كانت هناك زيارات ولقاءات بين الجانبين أبرزها زيارة لمستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد لقطر في أغسطس/آب الماضي، كانت الأولى من نوعها لمسؤول إماراتي رفيع المستوى منذ بدء الأزمة الخليجية. كما ظهر الشيخ طحنون إلى جانب ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد في صورة قيل إنها التقطت على أحد شواطئ البحر الأحمر.
مصر وتركيا: تقارب على استحياء
شهدت العلاقات المصرية التركية بعض التحسن خلال هذا العام، ربما كانت أولى بوادره تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مارس/آذار بأن البلدين أجريا اتصالات استخباراتية ودبلوماسية واقتصادية، وبأنه يرغب في علاقات قوية مع القاهرة.
بعد ذلك بأسبوع، طلبت الحكومة التركية من ثلاث قنوات مصرية مقرها في إسطنبول تقول القاهرة إنها مرتبطة بجماعة الإخوان المصنفة إرهابية في مصر، وقف بعض برامجها السياسية وخطابها المعادي للسلطات المصرية، كما تحدثت وسائل إعلام عربية عن قيام تركيا بإغلاق ما وصفته بمقار الإخوان في البلاد.
جولتا المحادثات التي جرت خلال العام بين الجانبين اتخذت طابعا وصف بالاستكشافي، إذ أن ثمة ملفات لا تزال عالقة بينهما، كاستضافة تركيا لمعارضين مصرين أو شخصيات من جماعة الإخوان، والتواجد العسكري لتركيا في ليبيا، في منطقة تعتبرها مصر عمقا استراتيجيا لأمنها الوطني، فضلا عن الخلافات بين الجانبين حول حقوق التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، ولكن وزير الخارجية المصري سامح شكري قال في تصريحات إعلامية في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي إن "هناك قدرا من التقدم في العلاقات مع تركيا نأمل في البناء عليه".
تركيا والإمارات: تركيز على التعاون الاقتصادي
أعقبت الزيارة التي قام بها ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأنقرة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني ولقائه بالرئيس رجب طيب أردوغان اتصالا هاتفيا جرى بينهما في أواخر أغسطس/آب، وزيارة للشيخ طحنون إلى أنقرة في الشهر ذاته، وبدا خلال زيارة الشيخ محمد أن تعزيز الروابط الاقتصادية والتبادل التجاري والاستثمارات من أولويات المسار الجديد للعلاقات بين الجانبين.
خلال الزيارة، وقعت تركيا والإمارات 10 اتفاقيات شملت التعاون في مجالات كالاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة والبيئة. كما أعلنت دولة الإمارات عن تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي لدعم الاستثمارات في تركيا.
تركيا والإمارات: مصالحة أم تقارب فرضته المصالح؟
واعتبر محللون أن التطورات الأخيرة جاءت في إطار تبريد الخلافات السياسية والأيديولوجية التي استمرت لسنوات بين البلدين، والتي زاد من توترها ما عرف بالربيع العربي، وإيواء تركيا لعناصر محسوبة على جماعة الإخوان، واتهام أنقرة للإمارات بمساندة المحاولة الانقلابية الفاشلة على رئيسها في عام 2016، ووقوف أنقرة إلى جانب قطر خلال الأزمة الخليجية.
ويرى مراقبون أن التقارب بين البلدين ستكون له انعكاسات إيجابية على ملفات كثيرة في المنطقة، بينها الأزمة السورية والخلافات في شرق المتوسط وليبيا. فتركيا اتهمت الإمارات بمساندة قوات مناوءة لها في شمال شرق سوريا، وبدعم قوات القائد العسكري خليفة حفتر في شرق ليبيا (في حين تدعم تركيا الحكومة المعترف بها دوليا)، وبالتحالف مع اليونان وقبرص ومصر ضد توجهات أنقرة في البحر المتوسط.
السعودية وتركيا: تقارب متوقع
توترت العلاقات بين أنقرة والرياض منذ أعوام على خلفية ملفات أبرزها مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول، واتهام أنقرة السلطات السعودية بالتضييق على عبور المنتجات التركية لأراضي المملكة.
وبعكس ما جرى بين تركيا والإمارات، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما رغم الخلافات السياسية، فإن قيمة التجارة بين السعودية وتركيا انخفضت بنسبة تزيد عن 90 في المئة بسبب حملة مقاطعة للمنتجات التركية في المملكة.
وقد شهد عام 2021 مساعي متبادلة لتحسين العلاقات بين الجانبين، من بينها إعلان أردوغان مؤخرا حرص بلاده على الارتقاء بالعلاقات مع السعودية. وكان أردوغان والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قد اتفقا عقب اتصال هاتفي في مايو/أيار على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين البلدين، وأعقب ذلك زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أغلو للرياض، في أرفع زيارة من نوعها منذ أربع سنوات، كما أجرى وزيرا التجارة بالبلدين محادثات في محاولة لحل الخلافات التجارية.
ورغم تلك المساعي، لم يعلن رسميا عن خطوات عملية لتحسين العلاقات بين البلدين، ولكن يتوقع مراقبون بأنه، مع التقدم الذي شهده مسار العلاقات التركية-الإماراتية، سيشهد المسار التركي-السعودي تقدما خلال الفترة المقبلة، لا سيما وسط ما أبدته أنقرة من استعداد لفتح صفحة جديدة مع دول المنطقة بشكل عام.
المسار الإيراني: رغبة في التهدئة
بعد زيارة نادرة قام بها مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد للإمارات، أعرب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شامخاني عن أمله في أن تفتح الزيارة صفحة جديدة في العلاقات الثنائية وتمهد الطريق لتوطيدها.
الزيارة كانت الأولى منذ قطع العلاقات الإيرانية السعودية عام 2016 على خلفية إعدام المملكة لمعارض شيعي بارز، وتلا ذلك تخفيض الإمارات علاقاتها الدبلوماسية مع طهران. كما أن ثمة نزاعا بين البلدين على ثلاث جزر في الخليج، فضلا عن الاتهامات الموجهة إلى إيران من قبل بلدان خليجية، ومن بينها الإمارات، بزعزعة استقرار المنطقة والتدخل في شؤون بلدانها، وهي اتهامات تنفيها طهران، ورغم الخلافات، أعربت إيران والسعودية أيضا عن استعدادهما للتهدئة، وبدأتا مفاوضات في الأشهر الأخيرة بوساطة عمانية وعراقية.
تكتيكات مؤقتة أم استراتيجيات بعيدة المدى؟
يرى المراقبون أن ثمة معطيات مختلفة وتطورات شهدتها المنطقة هي التي أدت إلى إدراك تلك الدول لضرورة إعادة ترتيب سياساتها الخارجية، والتغاضي عن الخلافات الأيديولوجية والسياسية. يمكن تلخيص تلك المعطيات والتطورات في شقين: شق اقتصادي وآخر أمني.
فقد واجهت تلك الدول تحديات اقتصادية ناتجة عن تفشي وباء كورونا. كما أن انخراط بعض تلك البلدان في صراعات إقليمية مسلحة، أدى إلى إنهاك اقتصاداتها، وهو ما دفعها إلى التركيز على الاستثمارات وتحسين العلاقات التجارية والاقتصادية بخصوم الأمس.
ويتمثل البعد الأمني فيما وصفه محللون بإدراك إقليمي لمخاطر الوضع الأمني، بعد ما بدا تخليا من قبل الولايات المتحدة عن دورها في تقديم ضمانات لأمن المنطقة، وانسحابها من أفغانستان واستئنافها الحوار مع طهران. وربما ارتأت دول المنطقة أن السبيل الأمثل لملء الفراغ الذي ستتركه الولايات المتحدة هو التفاهم، بدلا من التنافس والتصادم. وقد يستدعي ذلك بناء علاقات وتحالفات جديدة تعطي الأولوية للأمن القومي الإقليمي.
ولكن لم يتضح بعد ما إذا كانت التقاربات الإقليمية العديدة التي شهدها عام 2021 هي تكتيكات مؤقتة للتعامل مع الظروف الراهنة، أم أنها استراتيجيات بعيدة المدى قد تؤدي إلى ظهور أطر وتحالفات جديدة للأمن الإقليمي.
2021 مقبرة المهاجرين
عام 2021 لم يختلف كثيراً عن الأعوام التي سبقته بالنسبة للمهاجرين وطالبي اللجوء من أنحاء العالم نحو أوروبا والولايات المتحدة. وأزمات مثل سيطرة طالبان على أفغانستان، واستمرار النزاعات في دول عربية مثل اليمن وليبيا فاقمت الأزمة.
بدأ العام بتسجيل تونس أولى مآسي حوادث غرق قوارب المهاجرين، وذلك بعد أن أعلنت انتشال جثة مهاجر وفقدان 22 آخرين بعد غرق قاربهم قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، تبع ذلك في شهر فبراير/شباط الماضي واحد من أكثر الحوادث مأساوية، إذ توفي 41 شخصا غرقا أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الأوروبية انطلاقا من ليبيا حتى بات البحر الأبيض المتوسط مقبرة لأحلام لاجئين كثر.
حوادث غرق القوارب التي تقل مهاجرين غير شرعيين تكررت خلال العام بشكل شبه أسبوعي، حتى أصبحت خبراً رئيسياً معتاداً في نشرات الأخبار، فبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يقدر عدد من لقوا حتفهم أو اختفوا في البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولتهم العبور لأوروبا خلال عام 2021 وحده بنحو ألف وست مائة شخص؟
في الوقت نفسه، لقي المئات غيرهم حتفهم في المحيط الأطلسي قبالة غرب أفريقيا على طريق المهاجرين إلى جزر الكناري الإسبانية، وفي فبراير/شباط من هذا العام، أصدر الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي نُصب حديثاً آنذاك قراراً بتعديل سياسات الهجرة التي كان قد اتخذها سلفه،دونالد ترام، بحق المهاجرين غير الشرعيين القادمين من المكسيك وعالقين على الحدود بين البلدين؛ من لم شمل عائلات تفرقت بسبب سياسات إدارة ترامب، وأمر بوقف بناء الجدار الذي يفصل حدود البلدين ويمنع مرور المهاجرين عبره.
كل ذلك بعد أن كان ترامب قد أمر بفصل ما لا يقل عن خمسة آلاف طفل عن أهاليهم من المهاجرين غير الشرعيين أثناء عبورهم للحدود الأميركية-المكسيكية وذلك بين عامي 2017 و2018، وهي السياسة التي أعلن بايدن عن تراجع إدارته عنها أيضاً.
أعداد المهاجرين القادمين من المكسيك والعالقين على الحدود الأميركية تفاقمت بشكل أكبر خلال الأشهر التي تلت ذلك، ليتجاوز عددهم أكثر من 200 ألف مهاجر لأول مرة منذ 21 عاماً، أغلبيتهم قادمين من هايتي، وكوبا، وفنزويلا، ونيكاراغوا.
وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، كانت أعداد المهاجرين من أفريقيا نحو أوروبا في تزايد قياسي، ففي مايو/أيار، شهد جيبا سبتة ومليلية الخاضعين للسيادة الإسبانية - شهد وصول أعداد قياسية من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من المغرب عن طريق البحر، إما سباحة أو مشيا على الأقدام.
ووصل عدد المهاجرين غير الشرعيين ممن وصلوا للمدينتين الواقعتين على الساحل المتوسطي المغربي إلى نحو ثمانية آلاف شخص، وهو العدد الأكبر من المهاجرين الذين يعبرون في يوم واحد في التاريخ.
أزمة المهاجرين هذه أثارت أزمة دبلوماسية على الجانب الآخر، فقد وجهت السلطات الإسبانية اتهامات لحرس الحدود المغربي بغض الطرف عن حركة العبور هذه وعدم توقيفها، سرعان ما أثار ذلك توتراً في العلاقات بين إسبانيا والمغرب بعد سماح مدريد لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، بالعلاج في مستشفياتها.
أما على مدار العام، فيؤكد غونثالو فانخول لبي بي سي، وهو مدير مركز بور كاوسا لدراسات الهجرة في اسبانيا، أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا لإسبانيا وحدها هذا العام وصل لأكثر من 36 ألف شخص، أما المهاجرون الشرعيون فوصل عددهم إلى 200 ألف، وهو أقل بمرتين من الأعداد التي كانت تصل للبلاد قبل تفشي وباء كورونا.
وفي الشهر نفسه، تعرض مركز احتجاز مهاجرين في مدينة صنعاء اليمنية وتديره حركة أنصار الله الحوثية لحريق أودى بحياة خمسة وأربعين شخصاً.. وأكدت منظمة الهجرة الدولية أن المركز كان فيه قرابة 900 مهاجر، غالبيتهم من الإثيوبيين.
لاحقاً، أعلن الحوثيون أن التحقيق الذي أجري في الحادث كشف عن مسؤولية عدد من عناصر الحركة ومسؤوليها العسكريين. أكدت ذلك منظمة هيومن رايتس ووتش حيث كشفت عن أن المحتجزين في المركز كانوا يحتجون على الاكتظاظ في المركز، ولكن حراس المعسكر اعتقلوا المئات منهم في أحد العنابر قبل إطلاق قذيفتين على المبنى.
وفي إثيوبيا، شهدت البلاد استمرار الصراع في إقليم تيغراي بين مسلحين من الإقليم والقوات الحكومية في محاولة للسيطرة على البلاد، هذه الحرب شهدت موجات نزوح عنيفة داخل البلاد وخارجها. إذ أفادت أرقام منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من مليون شخص نزحوا عبر 178 موقعا يمكن الوصول إليها في منطقة تيغراي الإثيوبية وعفر وأمهرة المجاورتين، كل هذا وسط قلق من قبل وكالات الإغاثة من اشتداد القتال ما يمنع وصول المساعدات وإمدادات الغذاء والأمن للمخيمات، لاحقاً خلال العام، كشفت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن أن آلاف اللاجئين يعبرون الحدود يومياً من إثيوبيا إلى السودان، وسط تحذيرات من أزمة انسانية واسعة النطاق.
أما في أفغانستان، فقد شهدت البلاد أسوأ الأزمات الإنسانية لهذا العام، فبعد سيطرة حركة طالبان على الحكم في البلاد في أغسطس/آب، بدأ الآلاف من الأفغان بالتزاحم في محيط مطار كابول من أجل مغادرة البلاد هرباً من عودة طالبان للحكم.
وفي مشهد علق في ذاكرة كل من رآه، انتشرت مقاطع فيديو تظهر أفغان يندفعون نحو الطائرات التي تغادر مطار كابول وتتشبث بها، فيما أظهرت مقاطع أخرى ما بدا أنه سقوط شخصين من طائرة أثناء تحليقها مغادرة المطار.
كيف يصل المهاجرون من الشرق الأوسط إلى بيلاروسيا؟ أفغانستان التي تشهد وجود أكثر من مليوني لاجىء في البلدان المجاورة، وأكثر من ثلاثة ملايين يعيشون على حدودها بلا مأوى نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية، تفاقمت فيها الأزمة الإنسانية بشكل متسارع. إذ نزح أكثر من 600 ألف أفغاني هذا العام وحده، 80 بالمئة منهم من النساء والأطفال، حسبما أفادت أرقام المفوضية السامية لحقوق اللاجئين.
خديجة أمين، إحدى الصحفيات الأفغانيات التي اضطرت لمغادرة البلاد إلى إسبانيا بعد أيام من سيطرة طالبان وهي ممن وصلها تهديدات بمغادرة أفغانستان، وصفت وضع عائلتها في أفغانستان بالسيء بعد أن اضطروا لمغادرة منزلهم والاختباء، بسبب إجراءها مقابلات بشكل متواصل مع الإعلام للحديث عن أوضاع بلادها بعد سيطرة طالبان عليها.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني، اندلعت أزمة مهاجرين على حدود بيلاروسيا وبولندا، إذ سمحت بيلاروسيا لعشرات المهاجرين على حدودها بالعبور نحو أوروبا عبر الحدود البولندية، ما دفع بولندا للاستنفار وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
أحدث ذلك مواجهات بين الشرطة البولندية والمهاجرين ومعظمهم من الشرق الأوسط وأفغانستان، اللاجئون الذين قدر عددهم بأكثر من ألفي شخص عاشوا ظروفاً غير إنسانية وسط عدم توفر أبسط مقومات الحياة لهم وبرد قارس ودرجات حرارة تحت الصفر، ما أدى لمقتل عدد منهم، المهاجرين على الحدود رووا لبي بي سي شهادات لأوضاع غير إنسانية عاشوها ولا زالوا يعيشونها على الحدود، حيث الأزمة مستمرة. إذ تقول إحدى الفتيات السوريات ذات السبعة عشر عاماً والتي فضلت عدم الكشف عن هويتها انها قدمت للحدود البيلاروسية برفقة والدها هرباً من الأوضاع المعيشية السيئة في بلادها، ولكن ما شهداه من أوضاع على الحدود البيلاروسية البولندية جعلتهما يندمان على قدومهما ظناً منهما أن الأوضاع ستكون أفضل.
أما عمار، الشاب العراقي الذي هرب من بلاده بعد تعرضه للاعتداء والتهديد في بلاده لتعبيره عن المعارضة للأحزاب والقوات العراقية المدعومة من إيران، خرج من العراق باحثاً عن الأمن والأمان، ولكن المعاملة غير الإنسانية التي عاشها على الحدود بين بيلاروسيا وأوروبا جعلته يتساءل عمّا إذا كان العالم على علم بالمأساة الإنسانية التي يعيشونها في ظل افتقادهم للمساعدة من قبل المجتمع الدولي.
هذه الأزمة الانسانية فاقمت أزمة دبلوماسية لم تحل، وسط اتهامات من الاتحاد الأوروبي للرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو، بتنظيم فتح الحدود للاجئين للضغط على أوروبا كردّ انتقامي على العقوبات التي فرضت على بلاده بسبب القمع الوحشي للمعارضين.
وانتهى العام مع كارثة إنسانية شهدها بحر المانش بين بريطانيا وفرنسا، حيث غرق قارب مطاطي كان يقل نحو 30 مهاجراً أثناء محاولتهم العبور إلى بريطانيا من مدينة كاليه الفرنسية ما تسبب بمقتل 28 شخصاً غرقاً ونجاة اثنين فقط.
معظمهم من الأكراد وبعض الأفغان ممن تمكنت السلطات من التعرف على هوياتهم، كانوا ضحايا أسوأ مأساة على الإطلاق لغرق مهاجرين في القنال الإنجليزي، ومع تكشف تفاصيل غرق القارب، نفى كل من الطرفين الفرنسي والبريطاني استقبالهما لأي إشارات من قبل الضحايا أثناء غرق قاربهم، على الرغم من أن تقريراً لصحيفة لوموند الفرنسية كشف من داخل التحقيق السري الذي تجريه الشرطة الفرنسية أن فواتير الهواتف المفصلة للناجين تؤكد قيامهم بطلب النجدة من السلطات الفرنسية، هذه الرحلة ليست الأولى عبر بحر المانش، ولكنها الأكثر ضحايا، ورغم ذلك، وبعد مرور شهر واحد، ورغم برودة الجو، ما زال المئات من المهاجرين يحاولون عبور بحر المانش أسبوعيا، بينهم عراقيون ومصري وصومالية: تحديد هويات 26 مهاجرا غرقوا في القنال الإنجليزي
خطر غرق القوارب التي تقل مهاجرين غير شرعيين ورفض قد يواجهونه من قبل الدول المستضيفة، وحتى سيناريو إعادتهم لبلدانهم، كل هذه أسباب لم تمنع آلاف المهاجرين الذين ما زالوا يحاولون التوجه للدول الغربية بحثاً عن حياة أفضل ومستقبل أكثر استقرار بعيدا عن بلادهم التي تمزقها الحروب والنزاعات والفقر.
فعام 2021 شهد ارتفاعا في عدد النزاعات وحالات انعدام الأمن في مناطق كثيرة حول العالم، وإحصائيات لمنظمة يوروستات الأوروبية أظهرت ايضاً ارتفاعا في أعداد طالبي اللجوء للاتحاد الأوروبي في الفترة بين يوليو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول من هذا العام بنسبة 38 بالمئة مقارنة مع الفترة نفسها في عام 2020. وأظهرت الإحصائيات أن أغلبية طلبات اللجوء لأشخاص من سوريا، أفغانستان وباكستان على التوالي.
النفط يودع 2021.. أكبر مكاسب سنوية في 5 أعوام
تراجعت أسعار النفط اليوم، لكنها لا تزال تتجه صوب تحقيق أكبر مكاسبها السنوية منذ 2016 على الأقل، وارتفعت أسعار النفط، خلال عام 2021 مدفوعة بتعافي الاقتصاد العالمي من الركود الذي نجم عن "كوفيد-19"، وقيود يتبناها المنتجون، حتى مع ارتفاع الإصابات لمستويات قياسية حول العالم.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.2 دولار أو 1.5% إلى 78.33 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.27 دولار أو 1.7% إلى 75.72 دولار للبرميل، وذلك حسب رويترز.
مستوى قياسي، ويتجه خام برنت مع نهاية العام لتسجيل زيادة سنوية بنحو 51%، وهي أكبر زيادة منذ 2016، في حين يتجه خام غرب تكساس الوسيط صوب زيادة بنسبة 56% في أقوى أداء منذ 2009 عندما قفزت الأسعار بأكثر من 70%، ولامست عقود الخامين أعلى مستوى في 2021 في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما سجل خام برنت 86.70 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 2018، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط 85.41 دولار للبرميل وهو أعلى مستوياته منذ 2014.
ومما قدم مزيدا من الدعم للمعنويات، تحاول حكومات في أنحاء العالم الحد من تأثير الأرقام القياسية للإصابات الجديدة بكوفيد-19 على النمو الاقتصادي من خلال تخفيف القواعد الخاصة بالاختبارات، وتضييق نطاق العزل لتستهدف فقط من كانوا على تواصل وثيق مع حالات إيجابية.
ومن المتوقع أن تواصل أسعار الخام العالمية ارتفاعها في العام المقبل مع زيادة الطلب على وقود الطائرات، غير أن أسعار النفط توقفت يوم الجمعة عن الزيادة بعد ارتفاعها لعدة أيام متتالية، إذ ارتفعت إصابات "كوفيد-19"، إلى مستويات جديدة عالميا، من أستراليا إلى الولايات المتحدة، بسبب سلالة "أوميكرون" المتحورة شديدة العدوى.
أسباب الارتفاع، وحسب التقرير السنوي لوحدة أبحاث "الطاقة" المتخصصة في تحليل الأرقام والبيانات، فإن تبنّي كبار الدول النفطية سياسات ومواقف جديدة كان على رأس العوامل المؤثرة في سوق النفط خلال عام 2021.
وأوضح التقرير أن من ضمن العوامل الثلاثة التي حفزت سوق النفط، هو أزمة الطاقة العالمية التي ساهمت في تحويل النفط إلى منافس قوي لمصادر الطاقة الأخرى، أمّا الأمر الثالث، فهو تباطؤ وتيرة الزيادة في إنتاج النفط الصخري الأمريكي رغم قفزة الأسعار، وأضاف تقرير أبحاث الطاقة، أن عدّة عوامل تكاتفت في تحقيق أسعار النفط مكاسب كبيرة، إذ إن النشاط الاقتصادي الآخذ في التعافي، مع تخفيف قيود الحركة، عزز تعافي الطلب على الوقود، بالتزامن مع سياسة التخفيض التدريجي لاتفاق أوبك+ بشأن الإمدادات.
أداء لافت للعملات الرقمية في 2021
أظهرت بيانات أن القيمة السوقية للعملات الرقمية ارتفعت بنحو 3 مرات خلال 2021، فعلى سبيل المثال صعدت قيمة عملة "البيتكوين" بحوالي 75% هذا العام، ووفقا لتحليل لسوق العملات الرقمية فقد صعدت القيمة السوقية للعملات الرقمية من 0.7 تريليون دولار إلى 2.2 تريليون دولار في 2021.
وأظهر التحليل أن القيمة السوقية للعملات الرقمية بلغت في شهر نوفمبر الماضي 3 تريليونات دولار، وذلك مع ارتفاع أسعار العملات الرقمية لكن القيمة السوقية تراجعت وبلغت في شهر ديسمبر الجاري قرابة 2.2 تريليون دولار، اعتبرت عملة "البيتكوين" من أفضل الأصول للاستثمار في 2021، إذ صعدت قيمة العملة الرقمية الأكثر شهرة بحوالي 75% في 2021.
اكتشافات أثرية مذهلة أبهرت العالم
شهد عام 2021 جملة من الاكتشافات الأثرية والتاريخية المذهلة، التي تميط اللثام عن جوانب مختلفة عن الإنسان الأول وكذلك حضارات العالم القديم، وما تحويه من كنوز، وتساهم هذه الاكتشافات في التعرف إلى أنماط الحياة القديمة وتفتح بعضها الباب أمام إعادة كتابة التاريخ بالنسبة لبعض الاكتشافات المؤثرة التي تكشف جوانب لم تكن معروفة من قبل.
وهذه أبرز الاكتشافات التي رصدت خلال العام 2021:
حضور عربي
شهدت دول عربية عدة اكتشافات حجزت مكانتها ضمن أبرز الاكتشافات التاريخية والأثرية في العام 2021؛ بداية من المدينة الذهبية في الأقصر (جنوب مصر)، والتي تم الإعلان عنها في أبريل الماضي من جانب عالم المصريات زاهي حواس.
وهي المدينة المفقودة تحت الرمال بمدينة الأقصر، وكانت تسمى "صعود آتون"، ويعود تاريخها إلى عهد الملك أمنحتب الثالث. وهي "أكبر مستوطنة إدارية وصناعية في عصر الإمبراطورية المصرية على الضفة الغربية للأقصر".
وعربياً أيضاً، تعتبر منحوتة الجمل في شمال السعودية ضمن أبرز اكتشافات العام، وهي عبارة عن 12 لوحة حجرية للإبل والحمير البرية في شمال المملكة تعتبر الأقدم في العالم، إذ يعود تاريخها إلى 8000 عام، طبقاً لما توصل إليه العلماء أخيراً بعدما كانوا يعتقدون بأن عمر النقوش المرصودة في شمال البلاد يعود إلى قبل العام 5000 ق.م.
وفي لبنان، تم الإعلان في سبتمبر عن اكتشاف مقبرة جماعية، في قلعة صيدا (على الساحل الشرقي للبحر المتوسط) تضم المقبرة 25 شخصاً، ممن قتلوا خلال الحملات الصليبية فى القرن الـ 13. وتعطي دلالات على الطريقة التي قتل بها الجنود.
وفي كهف كونتريبانديرس بالمغرب عُثر للمرة الأولى على دليل غير مباشر عن أقدم الملابس والأزياء، وما كان يرتديه الإنسان في العصر الحجري وكيفية صناعة ملابسه، وذلك بعد أن تم اكتشاف 62 أداة لتنعيم ومعالجة جلود الحيوانات، يعود تاريخها إلى قبل 90 أو 120 ألف سنة.
الفن القديم
ضمت قائمة الاكتشافات هذا العام عدة اكتشافات مرتبطة بالفن القديم، من بينها اكتشاف آثار يد وأقدام أشباه البشر، وذلك على هضبة تشينغهاي - التبت، تعود إلى العصر الجليدي الأوسط للتبت، فيما أطلق عليه "الفن الجداري الأقدم". ويُظهر الاكتشاف آثار أيادي وأقدام أطفال على الهضبة منذ 200 ألف عام، فيما عد أول دليل على أن أسلاف الإنسان عاشوا في تلك المنطقة وربما يمثلون أقدم فن صخري أو جداري.
وفي إندونسيا، تم اكتشاف أقدم فن صخري تصويري هناك، حيث عثر العلماء على رسومات تعود إلى ما قبل 44 ألف عام، وذلك داخل كهف بجزيرة سولاويسي (الجزيرة الـ11 الأكبر في العالم، تقع شرق بورنيو). تظهر الرسومات كائنات مهجنة ما بنصف حيواني وآخر إنساني، بينما تصطاد فرائسها من النازير والجاموس بالحبال والرماح.
وفي مارس 2021، عثر علماء الآثار في اسكتلندا على أكثر من 1200 أداة حجرية تعود إلى العصر الحجري الوسيط، ترجع إلى ما يقرب من 6000-10000 سنة، وذلك على نهر دى فى أبردينشاير فى أسكتلندا، منها أدوات لإعداد الطعام والذبح.
اكتشافات مذهلة
ومن بين أبرز الاكتشافات المذهلة هذا العام، آثار الأقدام البشرية الأقدم على الإطلاق في أميركا الشمالية (تعود إلى ما قبل 23 ألف عام)، وهي دالة على وجود البشر في أميركا الشمالية في وقت مبكر عن ما يعتقده علماء الآثار، وذلك على شاطئ قاع بحيرة قديم في متنزه وايت ساندز الوطني في نيو مكسيكو.
وفي شهر أبريل من العام نفسه، أُعلن عن أحد أهم الاكتشافات في فرنسا بعد دراسة الأنماط المحفورة على لوح صخري يعود إلى قبل 4 آلاف عام (2 متراً في 1.5 متر) اكتشف حديثاً، ويُعتقد بأنه يشكل أقدم خريطة ثلاثية الأبعاد في أوروبا، تعود إلى العصر البرونزي، وفي أبريل أيضا، اكُتشف حجر أثري في إيطاليا (يبلغ ارتفاعه ستة أقدام، ويعود إلى ما يزيد عن ألفي عام)، يرسم حدود المنطقة المقدسة القديمة في روما. ويساعد هذا الاكتشاف الأثري في الكشف عن أسرار الحضارة الإتروسكانية (وهي أولى الحضارات التي سكنت إيطاليا، وتعد أكثر تلك الحضارات غموضاً بالنسبة للعلماء والباحثين)، وفي شمال شرق الصين، وتحديداً في شهر يونيو من العام 2021، تم الإعلان عن اكتشاف ما وصف بـ "جمجمة الرجل التنين" في قاع بئر، يعود عمرها إلى من 138 إلى 309 آلاف عام.
كنوز
وفي ألمانيا، عثر على "أكبر كنز روماني" من الفضة (في معسكر روماني قديم في أوغسبورغ)، يصل عمره إلى قرابة الألفي عام. ويضم أكثر من 5500 قطعة نقدية فضية، وفي بريطانيا، اكتشف زهاء 60 قبراً ومجموعة من القلائد الثمينة، تعود إلى 400-650 م، وتضم مجموعة من الأدوات الجنائزية. ويصف خبراء الآثار هذا الاكشتاف بأنه واحد من أهم الاكتشافات منذ العثورة على سفينة الدفن ويزعم الخبراء أن سحب القطع الأثرية هو أحد أهم الاكتشافات الأثرية لعلم الآثار البريطاني منذ العثور على سفينة الدف ساتون هوو في العام 1938.
اكتشافات بالصدفة
وفيما عادة ما تقود الصدفة في بعض الأحيان إلى اكتشافات تاريخية. فقد شهد العام وقائع مماثلة؛ ففي اليونان، عُثر على تمثال لثور صغير عمره 2500 عام، وذلك في مدينة أولمبيا القديمة. وهو الاكتشاف الذي وُصف بـ "اكتشاف الصدفة" على اعتبار أنه تم العثور عليه بسبب هطول الأمطار، على مقربة من معبد زيوس وحرم ألتيس المقدس.
وفي ألمانيا، اكتشفت لوحتان زيتيتان أصليتان لفنانين أوربيين (الإيطالي بيترو بيلوتي، و الهولندي صموئيل فان هوغستراتن) يعود تاريخهما إلى القرن الـ 17، وذلك عبر سائق يبلغ من العمر 64 عاماً، وجدهما عند محطة خدمة الطرق السريعة.
من الرابح الأكبر بين عمالقة التقنية في العام 2021؟
تقترب شركة «ألفابيت» من إنهاء أفضل عام بالنسبة لمستثمري أسهمها منذ 2009، مع إثبات سهمها إلى حد بعيد أنه الأفضل من بين شركات التكنولوجيا الكبرى لعام 2021، عند 2924 دولاراً، يكون سهم الشركة الأم لجوجل قد ارتفع قرابة ال 70% هذا العام، وارتفعت معه القيمة السوقية ل«ألفابيت» إلى حوالي التريليوني دولار.
وحدها أسهم «مايكروسوفت» هي الأقرب إلى عرش «ألفابيت»، إذ ارتفعت بنسبة 51%، في حين اكتسبت «أبل» 33%، تلتها «فيسبوك» (ميتا) بنسبة 23%، و«أمازون» بنسبة 5%. وفي قطاع السيارات الكهربائية، فرضت «تيسلا» نفسها منافساً شرساً وصعدت 51% أيضاً هذا العام، على الرغم من الهبوط الحاد في الربع الأخير.
أثبتت «ألفابيت»، التي تجني غالبية أرباحها العظمى من نشاط إعلانات «جوجل»، قدرتها على الصمود خلال جائحة كورونا، ومقاومتها لأحدث نوبات المخاوف التضخمية، وسط توافد المستهلكين بأعداد أكبر على بحث الويب والجوّال والخرائط ومقاطع فيديو «يوتيوب». كما اجتذبت وحدة البنية التحتية السحابية المتنامية في جوجل معظم الأعمال التجارية جرّاء الانفجار الحاصل في مفهوم العمل عن بُعد.
وفي تقرير أرباحها للربع الثالث في أكتوبر / تشرين الأول الماضي، أبلغت «ألفابيت» عن زيادة بنسبة 43% في عائدات الإعلانات لتصل إلى 53.1 مليار دولار، وحققت قفزة مماثلة في مبيعات إعلانات يوتيوب وصولاً إلى 7.2 مليار دولار، متجاوزة تقديرات المحللين، وبينما تعرضت شركات الإنترنت الأخرى القائمة على الإعلانات مثل «فيسبوك»، و«سناب» إلى هزات متباينة بسبب تغييرات الخصوصية في نظام التشغيل «آي أو إس» من «أبل»، صمدت جوجل أكثر في وجه العاصفة بفضل سيطرتها على نظام التشغيل «أندرويد» دون الاعتماد على أبل، ومن المتوقع أن ترتفع إيرادات ألفابيت للعام بأكمله بنسبة 39% لتصل إلى 254 مليار دولار، وفقاً لمتوسط تقدير المحللين في مسح أجرته «ريفينيتيف». وسيمثل ذلك أسرع نمو منذ عام 2007، ويأتي بعد عام من التوسع بنسبة 13% فقط، ولا يتعلق الأمر بالإعلانات فقط، فقد ارتفعت الإيرادات في قسم السحابة في جوجل بنسبة 45% لتصل إلى 4.99 مليار دولار في الربع الثالث، في حين تقلصت خسائر التشغيل إلى 644 مليون دولار من 1.21 مليار دولار في العام السابق، وحققت «ألفابيت» كذلك عائدات كبيرة من أذرعها الاستثمارية «GV»، و«CapitalG»، كما تم طرح شركات المحفظة بما في ذلك «UiPath»، و«دولينجو»، و«فريش وركس»، و«توست» للطرح الأولي هذا العام. وعليه، سجلت الشركة مكاسب استثمارية بنحو 188 مليون دولار في الربع الثالث، بزيادة من 26 مليون دولار في العام السابق.
في غضون ذلك، ينتظر المستثمرون اختراقات إضافية وتقدماً في رهانات ألفابيت على شركة السيارات ذاتية القيادة «Waymo» التي لا تزال تخسر الكثير من الأموال. بالإضافة إلى مواصلة العملاق التقني جهوده لبناء المدينة الذكية ودمج المشاريع الأخرى في جوجل، وآخرها مختبرات «Sidewalk».
اضف تعليق