قال الصدر في خطاب من النجف هم يرغبون بحكومة ائتلافية وأنا مع حكومة أغلبية وطنية، مؤكدا أن خيارتنا الوحيدة هي إما حكومة أغلبية وطنية وإما معارضة وطنية. لا ينبغي أن تكون خسارتكم مقدمة لإنهاء وخراب العملية الديموقراطية. ما تقومون به سيضيع تاريخكم وسيزيد من نفور الشعب منكم...
جدّد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي حقّق تياره أعلى عدد مقاعد في البرلمان في الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي تأكيده على تشكيل "حكومة أغلبية سياسية"، في رسالة واضحة الى خصومه دعاهم فيها أيضا الى تقبّل الخسارة.
وفي العراق المتعدد الأديان والأعراق، يستغرق تشكيل الحكومة مفاوضات لا نهاية لها، غالبا ما تنتهي بحل توافق بين الأحزاب الكبيرة التي تهيمن على المجتمع الشيعي، بغض النظر عن توزع الكتل في البرلمان.
وحصل التيار الصدري على أكثر من سبعين مقعداً من أصل 329. وأعلن أن رئيس الوزراء المستقبلي يجب أن يكون من حزبه. ويرى خبراء أنه يمكن أن يسعى إلى بناء أغلبيته البرلمانية من خلال التحالف مع أحزاب سنية وكردية. بحسب فرانس برس.
وقال الصدر في خطاب من النجف "هم يرغبون بحكومة ائتلافية وأنا مع حكومة أغلبية وطنية"، مؤكدا أن "خيارتنا الوحيدة هي إما حكومة أغلبية وطنية وإما معارضة وطنية".
وأضاف متوجها الى خصومه، "لا ينبغي أن تكون خسارتكم مقدمة لإنهاء وخراب العملية الديموقراطية".
وبعدما كان القوة الثانية في البرلمان السابق مع 48 مقعداً، حاز تحالف الفتح، الحليف القوي لطهران، نحو 15 مقعداً فقط في انتخابات العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، بحسب النتائج التي لم تصادق عليها السلطات المعنية بشكل نهائي.
وندّد قياديون في التحالف بـ"تزوير" في العملية الانتخابية، واعتصم أنصارهم الذين يمثلون فصائل ضمن الحشد الشعبي أمام بوابات المنطقة الخضراء.
وقال الصدر "ما تقومون به حاليا سيضيع تاريخكم وسيزيد من نفور الشعب منكم".
وطالب الصدر خصومه في حال رغبتهم في تشكيل حكومة بأن يعملوا على "محاسبة المنتمين إليكم بشبهات فساد وتسليمهم الى القضاء النزيه للوقوف على الحقائق، وتصفية الحشد الشعبي من العناصر غير المنضبطة".
وتأسس الحشد الشعبي في 2014 لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية ودخل البرلمان للمرة الأولى في 2018.
بعد الانتفاضة الشعبية التي هزت العراق في خريف 2019، وجهت أصابع الاتهام إلى الفصائل الموالية لإيران بالوقوف خلف عشرات الاغتيالات ومحاولات الاغتيال وعمليات الخطف لناشطين ومحتجين وقمع التظاهرات.
حل فصيل مسلح موال له
أعلن رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر فى بيان إنه حل فصيل لواء اليوم الموعود المسلح الموالي له وأمر بغلق مقاره.
وجاء في البيان الذي نشر في حسابه على تويتر "عسى أن تكون هذه الخطوة بداية لحل الفصائل المسلحة وتسليم أسلحتهم وغلق مقراتهم".
وحث الصدر الفصائل شبه العسكرية في البلاد على تطهير من وصفهم بالأعضاء غير المنضبطين، كما حث الجماعات المسلحة غير الحكومية على تسليم أسلحتها. بحسب رويترز.
جاءت دعوته بعد أن اتهم فصيل شيعي مدعوم من إيران بمحاولة قتل رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي بطائرة مسيرة فى السابع من نوفمبر تشرين التاني.
وتشكك الجماعات المسلحة في نتيجة الانتخابات العامة التي أجريت في أكتوبر تشرين الأول والتي منيت فيها بهزيمة ساحقة كما نظمت اعتصامات تحولت إلى أعمال عنف في بغداد هذا الشهر.
ويُنظر إلى الصدر، الذي يقود هو الآخر فصيلا مسلحا لكنه يعارض أي نفوذ أجنبي في العراق بما في ذلك النفوذ الإيراني، على أنه المنافس الشيعي الرئيسي للفصائل الشيعية التي تدعمها طهران.
ولم يشر الصدر صراحة إلى الأحداث الأخيرة، بل وجه رسالته إلى ما أسماها "القوى السياسية التي تعتبر نفسها خاسرة في هذه الانتخابات".
كما دعا فصيل الحشد الشعبي، الذي يهيمن عليه فصائل متحالفة مع إيران، إلى "تصفيته من العناصر غير المنضبطة، وعدم زج اسمه وعنوانه في السياسة"، وحث الجماعات المسلحة غير الحكومية على حل نفسها وتسليم سلاحها.
ويقول مسؤولون عراقيون ومحللون مستقلون إن من المرجح أن يكون للصدر دور كبير في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، وهو احتمال يثير قلق خصومه الرئيسيين في الجماعات المدعومة من إيران.
وأضاف "في حال أردتم الاشتراك بتشكيل الحكومة؛ فعليكم...محاسبة المنتمين لكم ممن عليهم شبهات فساد وتسليمهم إلى القضاء النزيه".
إيران تؤيد حلا قانونيا وشفافا
من جهته أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تأييد بلاده لحل "قانوني وشفاف" للأزمة الناتجة عن الانتخابات التشريعية في العراق، وذلك خلال اتصال مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
واعترضت العديد من الفصائل العراقية المقرّبة من الجمهورية الإسلامية، على نتائج انتخابات الشهر الماضي التي أظهرت نتائجها تراجع عدد مقاعدها.
وشكت الفصائل من حصول "تزوير"، وأقام مناصروها احتجاجات في بغداد سقط خلالها قتلى في مواجهات مع قوات الأمن.
وفي خضمّ هذه الأزمة السياسية، أعلنت السلطات العراقية أن الكاظمي نجا من "محاولة اغتيال فاشلة" بعد استهداف منزله بواسطة "طائرة مسيّرة مفخخة" فجر السابع من تشرين الثاني/نوفمبر.
وخلال اتصال بالكاظمي، قال رئيسي "نحن نعتبر مبدأ الانتخابات انجازا هاما لدعم سيادة الشعب العراقي وتقرير مصير بلاده بنفسه"، وفق وكالة الأنباء الرسمية (إرنا).
وأضاف "لطالما أكدنا ضرورة تحديد مصير الشعوب عبر صناديق الاقتراع وعليه نرحب بكافة السبل الكفيلة بحل جميع المشاكل من خلال العملية السياسية وفي أطر قانونية وشفافة".
ويعد هذا الاتصال أول تواصل معلن بين مسؤول سياسي إيراني ورئيس الوزراء العراقي منذ استهداف منزله.
لكن تقارير أفادت في الآونة الأخيرة أن العميد اسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس المولج العمليات الخارجية في الحرس الثوري، زار بغداد بعد ساعات من استهداف الكاظمي، والتقى شخصيات ومسؤولين بينهم رئيس الوزراء.
وأكدّ سفير طهران في بغداد إيرج مسجدي لقناة "العالم" الإيرانية الرسمية الناطقة بالعربية، حصول الزيارة، من دون أن يحدد الأطراف الذين التقاهم قائد فيلق القدس.
وقال إن قاآني أكد "ضرورة أن تتم الاعتراضات والطعون على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إطار القانون"، و"معاقبة المتورطين في جريمة محاولة اغتيال الكاظمي، أيا كانوا، وفق القانون العراقي"، وفق تصريحات نشرت على الموقع الالكتروني للقناة في 10 تشرين الثاني/نوفمبر.
وشدد رئيسي خلال الاتصال مع الكاظمي، على أن "وحدة العراق وسلامة أراضيه أمر استراتيجي لا ينبغي المساس به"، مجددا "استمرار مواقف إيران الداعمة للحكومة والشعب العراقيين".
وتحظى الجمهورية الإسلامية بدور وازن في العراق المجاور، وهي قدمّت دعما للفصائل المسلحة والقوات العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد سيطرته على مساحات واسعة من البلاد في 2014.
ويشكل العراق نقطة تجاذب بين إيران وعدوتها اللدود الولايات المتحدة التي تتهمها بدعم فصائل تستهدف القوات الأميركية في البلاد.
وبلغ التوتر بين طهران وواشنطن في العراق ذروته في كانون الثاني/يناير 2020، مع اغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد. وردّت إيران بقصف صاروخي لقاعدة عين الأسد بغرب العراق، حيث تتواجد قوات أميركية.
ويرى محللون أن الكاظمي الذي تولى منصبه منتصف 2020، يسعى لكسب دور وسيط إقليمي في المنطقة، قادر على توفير أرضية لإدارة أزماتها وتباينات المصالح بين مختلف الأطراف النافذين.
وزار الكاظمي الجمهورية الإسلامية مرتين منذ توليه منصبه. وخلال الزيارة الأولى في تموز/يوليو 2020، التقى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
اضف تعليق