الأزمة اليمنية والمشاورات الاخيرة التي عقدت بين الأطراف المتصارعة في مؤتمر جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، دون الوصول الى اتفاق جدي للتوصل لهدنة او لحل هذا النزاع الذي تقودها السعودية وحلفائها، والذي اسهم بتدمير البلاد وتسبب في مقتل أكثر من 2600 شخص وخلق ازمة انسانية كبيرة، هذه الازمة المتفاقمة وكما يقول بعض المراقبين لاتزال محط اهتمام اعلامي خصوصا وان نتائج المؤتمر قد فشلت مثلما كان متوقعًا لها، ولأسباب كثيرة
منها تعنت الأطراف المتصارعة وعدم رغبتهم في المفاوضات، يضاف الى ذلك استمرار الضربات الجوية، والتدخلات الخارجية التي تتحكم بشكل مباشر بالقرار اليمني، ومنها كما تشير بعض المصادر، تمسك حكومة الرياض بقرار انسحاب الحوثيين من اليمن وترك السلاح، وفي المقابل الحوثيون مصرون على تشكيل حكومة ائتلافية وفاقيه ويسعون إلى فرض الواقع القاضي بتقدمهم عسكريا وسيطرتهم على اليمن. وهذا التعنت سيذهب باليمن إلى الهاوية وحرب مستمرة عشرات السنين.
من جانب اخر يرى بعض الخبراء انه وعلى الرغم من فشل هذه المفاوضات، لكنها اسهمت وبشكل واضح على ايجاد طريق جديد للنقاش والحوار بين اطراف الصراع، وهو ما اكده المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ الذي أشرف على المفاوضات حيث قال: إن الباب مفتوح لمزيد من الحوار، معبراً عن أمله في التوصل إلى هدنة، وشدد على أن مشاورات جنيف بين أطراف الأزمة اليمنية تمثل أرضية جيدة وجاهزة لتحقيق وقف إطلاق نار في اليمن يكون مصحوباً بالانسحاب، واعتبر أن مشاورات جنيف تعتبر بداية يمكن البناء عليها خاصة مع عدم اختلاف الأطراف على المرجعية التي حددتها الأمم المتحدة لتلك المشاورات، وأشار إلى أنه لم يحدد مع الأطراف أي موعد للجولة الجديدة من المفاوضات وإنما سيقوم بذلك عند العودة إلى المنطقة.
محادثات تحت وابل القصف
وفي هذا الشأن فقد انتهت المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن دون أي اتفاق بينما واصلت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية قصف الحوثيين والمتحالفين معهم بما في ذلك قوات الحرس الجمهوري. وقتل أكثر من 2600 شخص منذ بدأ التحالف الذي تقوده السعودية تنفيذ ضربات جوية في 26 مارس آذار في محاولة لمنع الحوثيين المتحالفين مع إيران من بسط سيطرتهم على بقية أجزاء اليمن وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى منصبه.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بعد محادثات على مدى خمسة أيام في جنيف إن الجانبين اتفقا من حيث المبدأ على الحاجة إلى وقف إطلاق النار وسحب القوات بما يتفق مع قرار الأمم المتحدة رقم 2216. وأضاف في مؤتمر صحفي "لمسنا في المحادثات تعاملا إيجابيا من كل الأطراف ونحن متأكدون انه من الممكن البناء على هذه الروح الإيجابية في المشاورات المقبلة. لاشك أن هناك أرضية جاهزة للتوصل إلى وقف إطلاق النار مصحوب بالانسحاب" تنفيذا للقرار.
وتابع "لم يكن هناك أي شكل من الاتفاق لأن الاطراف بقت على مواقف متباعدة فيما يتعلق بالاتفاق الأصلي... لكن انا أرى من خلال المشاورات ومن خلال النقط التي اثيرت هنا وهناك كانت هناك مشاورات على بعض النقط وانفتاح على قرارات مجلس الأمن على قضية وقف إطلاق النار والانسحاب وحصلنا على اقتراحات من الطرفين التي بإمكاننا أن نبني عليها في الأيام القادمة للحصول على اتفاق نهائي."
وقال ولد الشيخ أحمد إنه سيغادر جنيف ويتوجه إلى نيويورك لإحاطة مجلس الأمن الدولي بما تم في المحادثات إذ تحتاج القوى الكبرى أيضا إلى الاتفاق على خططه لإنشاء فريق من المراقبين المدنيين لمراقبة أي وقف لإطلاق النار والانسحاب في اليمن. لكن رياض ياسين وزير خارجية هادي قال إن المحادثات لم تحقق أي تقدم وتعهد بإجراء المزيد من المناقشات في المستقبل على الرغم من أنه لم يحدد موعدا لأي محادثات مستقبلية.
وطالبت حكومة هادي بأن ينسحب الحوثيون المتحالفون مع وحدات في الجيش اليمني موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من المدن التي سيطروا عليها منذ سبتمبر أيلول كشرط مسبق لوقف إطلاق النار. وقال يحيى دويد من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده صالح إن لديهم ما يدعو للأمل والتفاؤل وإنهم استمعوا لاقتراحات الأمم المتحدة لكن ما تقدمه ليس ما يتطلعون إليه.
وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي إن محادثات السلام اليمنية في جنيف بداية مفيدة. وأضاف كيربي للصحفيين في إفادة صحفية "نرى ذلك بداية مفيدة... علينا أن نتوقع أنها قد تكون عملية طويلة." ويشهد اليمن صراعا طاحنا منذ أن خرج الحوثيون من معقلهم في صعدة بالشمال وسيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر أيلول في خطوة قالوا إنها تهدف إلى إجبار هادي على إشراكهم في الحكومة.
لكن الحوثيين المدججين بالسلاح الذين ينتمون إلى الطائفة الزيدية سرعان ما اجتاحوا وسط وجنوب اليمن بما في ذلك مدينة عدن الساحلية مما اضطر هادي وحكومته للانتقال إلى السعودية وممارسة عملهم من هناك. وينفي الحوثيون الحصول على دعم عسكري من إيران ويقولون إنهم يشنون حملة ضد الفساد ومتشددي تنظيم القاعدة الذين اكتسبوا قوة في الجنوب خلال انتفاضة عام 2011 التي أدت إلى الإطاحة بصالح. بحسب رويترز.
وتدخلت السعودية عسكريا بدافع من القلق مما تعتبره نفوذا إيرانيا متزايدا في شبه الجزيرة العربية لكن التحالف لم ينجح حتى الآن في حرمان الحوثيين من مكاسبهم التي حققوها. وأطلقت الأمم المتحدة أيضا نداء إنسانيا لجمع 1.6 مليار دولار لمساعدة عدد كبير من اليمنيين الذين تقطعت بهم السبل أو نزحوا من ديارهم بسبب الصراع. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ينس لاركه خلال مؤتمر صحفي "هناك أكثر من 21 مليونا أو 80 بالمئة من السكان يحتاجون الآن لشكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية."
انقسامات وشكوك ومعاناة
الى جانب ذلك اندلعت معركة بالأيدي على هامش محادثات السلام في جنيف بين أنصار الفصائل المتحاربة المختلفة في اليمن فيما يؤكد على الانقسامات التي أحبطت جهود الأمم المتحدة في الوساطة في هدنة في الصراع المستمر منذ نحو ثلاثة أشهر. وقطع أنصار الحكومة اليمنية مؤتمرا صحفيا عقده مسؤولون في جماعة الحوثي.
واحتفظ حمزة الحوثي الذي يرأس وفد الجماعة في محادثات السلام المنعقدة في جنيف برعاية الأمم المتحدة برباطة جأشه خلال الشجار الذي استمر عدة دقائق. ثم نشبت معركة بالأيدي بين الحوثيين ومحتجين قبل اقتياد المحتجين الى خارج المكان. وقال ياسر العواضي ممثل المؤتمر الشعبي العام المتحالف مع الحوثيين إنهم يؤيدون هدنة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية. لكنه تابع أنه لا يعتقد أن السعودية تؤيد هذا مضيفا أن الأمر يرجع إليهم. لكن خالد بحاح نائب الرئيس اليمني لمح إلى أن الحوثيين سيستغلون وقف إطلاق النار لتوسيع نفوذهم.
وقال للصحفيين في الجامعة العربية بالقاهرة "نحن نتمني هدنة إنسانية دائمة وليس هدنة مؤقته لأن الهدنة المؤقتة تستخدم في إطار التوسع في الحروب وفي إطار تكتيكي من بعض الأطراف." وقال مصدر طبي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن قتيلين سقطا وأصيب 60 شخصا بجراح في تفجير أربع سيارات ملغومة قرب مساجد بالعاصمة صنعاء ومقر لجماعة الحوثي. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن التفجيرات التي وقعت عشية أول أيام شهر رمضان. ويعاني اليمن أزمة إنسانية إذ تشهد مناطق كثيرة اشتباكات. وتسبب حصار شبه كامل يفرضه التحالف في قطع إمدادات الغذاء والوقود والدواء.
وذكرت مصادر طبية في مدينة عدن أن نحو 20 شخصا بينهم طبيب توفوا بحمى الضنك في حي كريتر بعد تفشي المرض بسبب ضعف الخدمات الصحية ونقص المياه. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 19 من بين 22 محافظة يمنية تعاني أزمة غذاء أو حالة طوارئ. وأضاف "اليمن بحاجة ماسة إلى توقف القتال."
من جهة اخرى اتهم عبد الملك الحوثي الحكومة اليمنية بانها تحاول "فرض اجندتها" على الامم المتحدة والمحادثات في جنيف. وقال في خطاب نقلته محطة المسيرة التابعة للتمرد "اليوم عملوا على ان يكون الاجتماع في جنيف مجرد اجتماع تشاوري، حاولوا ان يفرضوا عليه اجندتهم. تعاملوا مع الامم المتحدة ومبعوثها الجديد كأداة بأيديهم يقدمون له اجندة، يصدرون له اوامر ويقدمون له التوجيهات". واضاف الحوثي "وافقوا من جديد على الحوار بعد ان قللوا من مستواه ومن اهميته فحولوه الى اجتماع تشاوري وليس حوارا جادا يوصل الى الحل لان المطلوب بالنسبة لهم ليس الحل".
واتهم الحوثي حكومة الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي انها تستخدم "اسلوب الترغيب والترهيب" مع مبعوث الامم المتحدة الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ احمد "من اجل تطويعه كي يعمل لهم ما يريدون". وقال "انهم يريدون فوضى في البلد (...) اتركوا للامم المتحدة حياديتها اتركوا لها قدرا من الحيادية لإنجاح مهمتها اتركوا سعيكم الدائم لتطويع مبعوثها الجديد".
على صعيد متصل قال المحلل اليمني عبد الباري طاهر إن كل الأطراف ما زالت متمسكة بمواقفها وتراهن على الحرب بدلا من التسوية السياسية. وقد يكون السبب في هذا هو إصرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على أن تقتصر المحادثات على مناقشة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والذي يدعو الحوثيين إلى الانسحاب من المدن اليمنية الرئيسية والاعتراف بسلطته.
وفي تلك الأثناء تفاقمت الأزمة الإنسانية كثيرا. وتقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إن 80 في المئة من سكان اليمن أي أكثر من 20 مليون شخص بحاجة إلى شكل ما من أشكال المساعدات. يمثل ذلك العدد زيادة تصل إلى خمسة ملايين شخص خلال أسبوع واحد مما يشير إلى أن الحصار الجوي والبحري الذي يفرضه التحالف يتسبب في انقطاع إمدادات الغذاء وكذلك الوقود اللازم للمضخات التي توفر ماء الشرب والصرف الصحي في البلاد.
وتظهر داخل الحكومة اليمنية التي تعمل من الخارج بوادر انقسام بين هادي ونائبه خالد بحاح. وبحاح في جيبوتي ولم يحضر اجتماعا عقد في الرياض التي تعمل منها حكومة هادي. وتم اختيار المفاوضين خلال هذا الاجتماع. وقال فراس المسلمي الباحث في مركز كارنيجي للشرق الأوسط إنه تم على ما يبدو اختيار المفاوضين وفقا لدرجة ولائهم لهادي في الأساس. وأضاف أن الاختيار يكشف مدى ضعف التوقعات المنتظرة من المحادثات ويعد مؤشرا على أن حضورها مسألة رمزية نتجت في الأساس عن ضغط دولي وليس رغبة حقيقية في التوصل إلى حل. ومن بين المفاوضين الذين تم اختيارهم عبد الوهاب الحميقاني أمين عام حزب الرشاد السلفي الذي أدرجت الولايات المتحدة اسمه على قائمة داعمي الإرهاب.. وهو اتهام ينفيه.
قال مسؤولون يمنيون ودبلوماسيون أجانب ومحللون إن هادي يحاول فيما يبدو تقويض المحادثات خوفا من تهميشه إذا تم التوصل لاتفاق في جنيف أو إذا انتهت الحملة التي تقودها السعودية دون انتصار. وتولى هادي الرئاسة عام 2011 خلفا لصالح وفقا لاتفاق برعاية خليجية عقب انتفاضة شعبية. لكن هادي ليس لديه قاعدة سلطة حقيقية خاصة به في بلد تبرز فيه القبائل والفصائل. وما زال معظم الجيش اليمني يدين بالولاء لصالح الذي يدعم الحوثيين. ويحاول هادي الآن سريعا بناء قوة عسكرية تابعة له. بحسب رويترز.
ومع تعالي الأصوات السعودية القائلة بأن القصف الجوي لا يمكن أن يخفف قبضة الحوثيين لم تعرض الرياض دعما يذكر لرغبة هادي في إقامة "منطقة آمنة" يمكن أن تكون قاعدة لهذه القوة العسكرية. وقال دبلوماسي مطلع إن هادي شعر بأن وضعه يضعف يوما بعد يوم وأن "أي اتفاق مع الحوثيين سيكون على حسابه". لكن مصدرا يمنيا في السعودية قال إن هادي ما زال يحتفظ فيما يبدو بدعم السعوديين الذين يعتقد معظمهم أنه يمكن الانتصار في الحرب.
خيارات السعودية
في السياق ذاته وبعد اسابيع من القصف الجوي المتواصل الذي فشل في تغيير ميزان القوى في اليمن بدأت خيارات المملكة العربية السعودية تنفد في مساعيها لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى صنعاء. ورغم تدمير معظم الأسلحة الثقيلة فإن مقاتلي الحوثي وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح تسيطر على أغلب الجزء الغربي ذي الكثافة السكانية العالية من اليمن ومازالت تشن هجمات على الأراضي السعودية باستخدام نيران المورتر أو الصواريخ.
وقد استبعد السعوديون وحلفاؤهم من العرب في بدايات الحرب إمكانية شن عملية برية لدعم الجماعات المحلية الضعيفة التي مازالت تقاتل الحوثيين في عدن وتعز ومأرب والضالع. وربما تضطر الرياض قريبا لمواجهة خيار غير مستساغ يتمثل في قبول سيطرة خصومهم فعليا على صنعاء وإبرام اتفاق أو مواصلة القتال والمجازفة بانزلاق اليمن إلى فوضى شاملة بحيث يصبح خطرا دائما على الأمن السعودي.
ومن موقع حدودي صغير على هضبة قاحلة تعصف بها الرياح يطل على مدينة نجران الحدودية السعودية تذكر أصوات انفجارات بعيدة مجموعة صغيرة من الجنود لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة حول سيارتين مدرعتين بأن قوات الحوثي مازالت متحصنة على مقربة منهم. وقال الجنود إن قذيفة مورتر سقطت على مسافة 100 متر فقط من موقعهم قبل بضع ساعات. وكان الجنود يدققون بنظاراتهم المكبرة في جبل يمني مستوي السطح غير واضح المعالم في الغشاوة السائدة وقت العصر. وكل ليلة يشاهد الجنود انفجارات القذائف والصواريخ السعودية.
وتظهر قدرة مقاتلي الحوثي على مواصلة قصف مواقع حدودية سعودية بقذائف المورتر ما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة جنود سعوديين مدى صعوبة إلحاق جيش مزود بأحدث العتاد العسكري الهزيمة بقوات تتمتع بسرعة الحركة. كما تكشف هجمات انتحارية وحوادث إطلاق نار وقعت داخل المملكة في الآونة الأخيرة الخطر الذي يمثله على الرياض الجهاديون السنة الذين استغلوا الفوضى الضاربة أطنابها في اليمن لتعزيز وجودهم على الجانب الآخر من الحدود الطويلة المليئة بالثغرات.
وكان وقف تفسخ اليمن من الأهداف الرئيسية للحرب عند الرياض التي اعتقدت أن تقدم الحوثي سيعجل بالانقسامات الطائفية وينهي عملية سياسية أيدتها دول الخليج تهدف إلى إقامة حكومة مستقرة ممثلة لكل الأطياف. وقال دبلوماسي يتابع الوضع عن كثب "الولايات المتحدة تحث السعوديين على قبول المحادثات لكنهم يرفضون لأنهم في وضع ضعيف على الأرض في اليمن."
رغم أن احتمال تحقيق نجاح سياسي أو عسكري يتبدد شيئا فشيئا في اليمن فقد ترى السعودية في حملتها العسكرية ما يبررها لسبب واحد رئيسي هو ايران. ولسنوات اتهمت الرياض ايران بالتدخل في شؤون اليمن من خلال دعم مقاتلي الحوثي. وتزايدت اتهاماتها عندما استغل الحوثيون حالة أكبر من الفوضى في العام الماضي وتقدموا من معقلهم في الشمال إلى العاصمة صنعاء ثم اجتاحوا الحكومة وتقدموا جنوبا.
ويعتقد أغلب المحللين أن المخاوف السعودية من دور ايران في اليمن مبالغ فيها ويقولون إن طهران ليس لها سيطرة تذكر على الحوثيين غير أنه في غمرة صراع أوسع نطاقا من أجل النفوذ لا يمكن للرياض أن تقبل اكتساب خصمها أي نفوذ في صنعاء. وتفاخر عضو في البرلمان الايراني العام الماضي بأن صنعاء أصبحت رابع عاصمة عربية تسقط في دائرة نفوذ طهران بعد بغداد وبيروت ودمشق وذلك عندما استولى الحوثيون على المدينة فيما بدا أنه يؤكد المخاوف السعودية.
وعندما بدأت رحلات جوية يومية بين طهران وصنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين في يناير كانون الثاني الماضي اعتقدت الرياض أن هذه الطائرات تنقل أسلحة ومواد أخرى ستمثل في نهاية الأمر تهديدا مباشرا للمملكة. وكانت تلك نقطة تحول في النهج السعودي. وقال دبلوماسي يعمل في منطقة الخليج "عليك أن تتذكر الوضع قبل ثلاثة أشهر. لولا الضربات لكان الحوثيون في كل مكان. ولكان للايرانيين حضور أكبر من أي وقت مضى. وسواء كان هذا من الصحة أم من الخطأ فقد كان ذلك شعورهم." بحسب رويترز.
وقد سلمت السعودية من البداية بأن الحوثيين سيكونون جزءا من أي تسوية سياسية مستقبلية لكنها تريدهم أن يصبحوا طرفا غير أساسي لا الطرف المهيمن وتريد كذلك عودة حكومة هادي إلى صنعاء. ومع ذلك فربما تقبل السعودية إبرام اتفاق يمنح الحكومة المنفية شكلا من أشكال العودة الرمزية إلى جانب الحوثيين ما دامت الصلات المادية التي تربط الجماعة بإيران مقطوعة. وقال الدبلوماسي "من وجهة النظر السعودية سيعني هذا أن الوضع في اليمن أفضل منه قبل بدء الضربات الجوية."
اضف تعليق