q
أطلق دونالد ترامب حملته الرئاسية لعام 2016 في 16 يونيو/حزيران عام 2015، عن طريق هبوط سُلم متحرك أمام حشد صغير في برج ترامب. واليوم بعد أربع سنوات يطلق حملته ليعاد انتخابه للبيت الأبيض عام 2020، أمام 20 ألف شخص في مركز أمواي بمدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا...

أطلق دونالد ترامب حملته الرئاسية لعام 2016 في 16 يونيو/حزيران عام 2015، عن طريق هبوط سُلم متحرك أمام حشد صغير في برج ترامب. واليوم بعد أربع سنوات يطلق حملته ليعاد انتخابه للبيت الأبيض عام 2020، أمام 20 ألف شخص في مركز أمواي بمدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا.

ينافس ترامب على ولاية ثانية في وقت يبلي فيه الاقتصاد بلاء حسناً وتبلغ البطالة أدنى معدل لها منذ نصف قرن. لكنه يتجه إلى الحملة كرئيس يحظى بشعبية منخفضة بشكل تاريخي، مهدَّد بفضائح وقد حطم عديداً من القواعد الرئاسية. يوافق 42.5% فقط من الأمريكيين على أداء ترامب، في حين يعترض عليه 53.1%.

إليكم الملاحظات الرئيسية على حملته الانتخابية الجديدة: قدَّم مايك بنس، ترامب، واستخدم نائب الرئيس كلمته للهجوم على الديمقراطيين، متهماً إياهم مراراً بأنهم «اشتراكيون»، وقال بنس: «لقد كانت الحرية، لا الاشتراكية، هي التي أنهت العبودية وانتصرت في حربين». خذ من هذا ما تشاء، لكنه خط يبدو أن الجمهوريين مصممون على ترسيخه في الأذهان، ساعين إلى تصوير الديمقراطيين على أنهم تائهون، بل حتى شيوعيين غامضين، ترامب نفسه قال في كلمته بأورلاندو، إن الأمريكيين لا يؤمنون بالاشتراكية، «إنهم يؤمنون بالحرية». سوف نسمع هذه المعادلة غير الدقيقة كثيراً خلال الطريق إلى انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020.

كان ترامب قد قال إنه سيملأ مركز أمواي، الذي تقل طاقته الاستيعابية عن 20 ألف شخص بقليل، وقد ملأه. حياه الحشد بحماسة عندما ظهر، وتلقى أكبر قدر من التصفيق والهتافات عندما انتقد الصحافة، وادعى «كذباً» بناء الجدار، لكن ترامب تحدَّث ساعة ونصف الساعة تقريباً، وقبل ذلك بقليل بدأ بعض الناس يغادرون. لن يكون من الحكمة استنتاج كثير من حالات المغادرة المبكرة -فقد كان الجو حاراً طوال اليوم- لكن بالنسبة لرئيس تنبع قوته من مغناطيسيته الشخصية، فإن رؤية الناس يغادرون مبكراً ليست علامة رائعة.

ليس لدى ترامب خطط للتقدم في الزمن، معظم هذا الخطاب كان ممكناً إلقاؤه قبل عامين، وبعض الأجزاء قبل أربع سنوات. إطلاق حملة إعادة الانتخاب تعطي ترامب فرصة لبداية جديدة من الناحية النظرية، وإرساء أهداف جديدة لولاية ثانية، لكن بدلاً من ذلك، بدا أنه كان أسعد عندما كان يناقش رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية -مستلهماً أغنية “Lock her up!» عنها- ومتحدثاً عن فوزه عام 2016. أظهر الخطاب أنه بعد عامين ونصف العام في منصبه، ما زال ترامب ثابتاً على مظالمه، ونجاحاته نفسها.

إنه الاقتصاد، حصدت حكايات ترامب عن نجاح الاقتصاد هتافات كبيرة، وبمعظم المقاييس فإن الاقتصاد الأمريكي في حالة جيدة؛ البطالة منخفضة، ونمو الناتج المحلي الإجمالي -الذي يعتبر أحد أفضل مؤشرات صحة الاقتصاد- مرتفع. بالطبع، ترامب لأنه ترامب، عندما ناقش الاقتصاد، ادعى «كذباً» أن لدى الولايات المتحدة اليوم أدنى معدل بطالة في تاريخ البلاد، وضخَّم نمو الناتج المحلي الإجمالي، لكن ترامب خرج أيضاً عن الحديث عن نجاحاته الاقتصادية (سواء أكانت منسوبة إليه أم لا)، وعاد إلى الكلمات والهجوم الجاذب للتصفيق. ركز جميع المتحدثين الافتتاحيين قبل ترامب على الاقتصاد، وربما يفضل استراتيجيو حملة ترامب أن يفعل هو الشيء نفسه.

ستظل الهجرة مشكلة، هاجم الرئيس الديمقراطيين باعتبارهم «تائهين» وألقى باللوم على تقاعسهم في الموقف على الحدود، مدَّعياً أن المهاجرين غير الشرعيين «يتدفقون».

كما هاجم الديمقراطيين على مدن الملاذ، وكما هو متوقع، استدعى الجدار الحدودي، مدعياً أنه سيبنى 400 ميل منه بحلول نهاية العام المقبل. المشكلة هي أن معظم ذلك سوف يحل محل الجدار الحالي فقط، لكن هل يهتم أنصاره؟

حملة ترامب ستكون ضد الإعلام أيضاً، ربما لا تكون أسماؤهم موجودة في أي اقتراع، لكن كان من الواضح أن ترامب يعتزم خوض الانتخابات ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الأمريكية مثلما يخوضها ضد الديمقراطيين. ومرة أخرى أشار إلى منطقة الصحفيين في منتصف الملعب، موجِّهاً كلامه إلى الجمهور، الذي وجَّه إليهم صيحات الاستهجان هاتفاً: «CNN حقيرة». وقال ترامب: «توجد كثير من الأخبار الزائفة هناك».

تحديات داخلية وخارجية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يواجه ضغوطا وتحديات داخلية وخارجية كبيرة، بسبب بعض القرارات مقتل زعيم تنظيم داعش الارهابي أبو بكر البغدادي في غارة امريكية استهدفت مخبأه في سوريا، وهو ما عده بعض المراقبين إنجاز مهم ربما يسهم في تخفيف الانتقادات المتزايدة في صفوف أنصاره، لكن من المستبعد أن يهدئ كثيرا التحقيق الذي يجري بقيادة الديمقراطيين في تعاملاته مع أوكرانيا.

لم يكن من الممكن كما نقلت بعض المصادر، أن تحدث هذه العملية في وقت أفضل من ذلك بالنسبة لترامب الذي يواجه تحقيقا يرمي لعزله يجريه الديمقراطيون في مجلس النواب، حيث يقولون إن محاولته إقناع أوكرانيا بالتحقيق في تصرفات منافسه السياسي جو بايدن تمثل سوء استغلال للسلطة ربما عرض الأمن الوطني للخطر. كما تعرض ترامب لانتقادات حادة من الجمهوريين والديمقراطيين على السواء بسبب قراره المفاجئ سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، الأمر الذي فتح الباب أمام اجتياح تركي لاستهداف الأكراد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

وقال لانهي تشين الباحث بمؤسسة هوفر الذي عمل مستشارا لحملة ماركو روبيو في انتخابات الرئاسة عام 2016 وحملة ميت رومني في 2012 ”لا أعتقد أن هذا الحدث يغير بالضرورة مسار حياتنا السياسية بأي شكل من الأشكال، لكنه من دون شك انتصار هائل للرئيس“. وسيكون بمقدور ترامب الذي يسعى للفوز بفترة رئاسة ثانية في الانتخابات المقررة في نوفمبر تشرين الثاني 2020 التباهي بنجاح العملية خلال الدعاية الانتخابية باعتبارها سببا آخر لبقائه في منصبه بالإضافة إلى موقفه المتشدد من الهجرة غير الشرعية وسجله على صعيد الاقتصاد.

وإدراكا منه لما أتيح له فجأة من رصيد سياسي، أعلن ترامب النبأ من غرفة الاستقبالات الدبلوماسية في البيت الأبيض وهو يقف أمام أعلام الحرب التي نقلت خصيصا لهذه المناسبة من المكتب البيضاوي. وقدم ترامب تفاصيل دقيقة بل ومروعة في بعض الأحيان عن موت البغدادي والغارة والتي زعم أنها ”أكبر“ من عملية قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في عام 2011.

اشادات مختلفة

وأدى نبأ مقتل البغدادي إلى طوفان من الإشادات من كبار الجمهوريين بمن فيهم السناتور لينزي جراهام حليف ترامب الوثيق الذي وجه انتقادات قاسية لقرار الرئيس الانسحاب من سوريا. وقال جراهام للصحفيين خلال إفادة ثانية في البيت الأبيض ”هذا سيغير قواعد اللعبة. هذه لحظة يجب أن نفخر فيها جميعا بجيشنا الأمريكي ومؤسسات مخابراتنا. إنها لحظة يقول فيها أشد منتقدي الرئيس ترامب ’أحسنت يا سيادة الرئيس‘“.

كما أشاد السناتور ميتش مكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، الذي سبق أن انتقد قرار الانسحاب من سوريا بشدة، بنبأ مقتل البغدادي وقال إنه يشعر بالامتنان ”للرئيس ترامب وفريقه على أسلوبهم في القيادة“. بل إن السناتور كيت رومني أشد الجمهوريين انتقادا لترامب نشر تغريدة شكر فيها الرئيس على إرسال البغدادي إلى ”جهنم“. وأدى النبأ إلى هدنة قصيرة مع الديمقراطيين الذي يأملون الفوز على ترامب في انتخابات 2020 إذا لم يستطيعوا عزله من المنصب قبل ذلك.

فتلقى ترامب التهنئة من عدد من كبار الديمقراطيين منهم السناتور جيان شاهين عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والنائب حكيم جيفريز رئيس الهيئة البرلمانية للديمقراطيين في مجلس النواب. غير أن كثيرين سارعوا للإشارة إلى أن مقتل البغدادي لا يمثل نهاية تنظيم داعش، وأن ترامب لا يملك استراتيجية في المنطقة. بل وانتقدوا الرئيس لخروجه عن العرف بتقاعسه عن إطلاع جميع قيادات الكونجرس التي يطلق عليها اسم ”عصابة الثمانية“ قبل الغارة.

وكان ترامب قد تعمد الإشارة إلى أنه لم يبلغ نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب خصمه الرئيسي من الديمقراطيين والتي لعبت دورا رئيسيا في التحقيق في تعاملاته في أوكرانيا بهدف عزله وعزا ذلك إلى مخاوفه من تسرب المعلومات وتعريض حياة الجنود الأمريكيين للخطر. وقالت بيلوسي في بيان أشادت فيه بالقوات المسلحة ”لا بد من إطلاع المجلس على هذه الغارة التي تم إخطار الروس بها مسبقا دون قيادات الكونجرس الكبرى وكذلك على استراتيجية الإدارة عموما في المنطقة“. بحسب رويترز.

ومن المستبعد أن يصرف سقوط البغدادي أنظار النواب عن تحقيق العزل الذي اكتسب زخما في أعقاب سلسلة من الشهادات الضارة بموقف ترامب التي يسعى الجمهوريون على نحو متزايد لتفنيد ما جاء فيها. وقال السناتور جون ثون، ثاني أكبر الجمهوريين في مجلس الشيوخ، للصحفيين في أعقاب شهادة أدلى بها دبلوماسي أمريكي رفيع في جلسة مغلقة إن الصورة التي يعكسها التحقيق ”ليست طيبة“ وذلك في علامة محتملة على تراخي التأييد الجمهوري لترامب. وقال تشين من مؤسسة هوفر ”في السنوات السابقة كان بوسعك أن ترى كيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى توقف التصريحات السياسية لبضعة أيام على الأقل. لا أتوقع أن يحدث ذلك هذه المرة“.

بين العنصرية والكذب

في السياق ذاته تجمع عشرات المحتجين بشوارع وسط بالتيمور مع زيارة الرئيس دونالد ترامب للمدينة للمرة الأولى منذ أن وصفها بأنها ”مقززة“ و“مليئة بالقوارض“ في تغريدات أثارت جدلا ساخنا قبل شهرين. وقبل أن يلقي ترامب كلمة أمام جمهوريين بمجلس النواب تجمعوا في المدينة التي تقطنها أغلبية من السود للقاء ترفيهي سنوي، كان في استقبال موكبه محتجون بلافتات تصفه بأنه جرذ وتأمره بالعودة للمستنقع.

جاء هذا بعد أن هاجم ترامب على تويتر في يوليو تموز إيلايجا كامنجز، وهو نائب بالكونجرس أمريكي من أصل أفريقي من سكان بالتيمور، ووصفه بأنه ”متنمر متوحش“ يجب عليه أن يركز على تطهير دائرته الانتخابية ”المقززة المليئة بالجرذان والقوارض“ بدلا من انتقاد عمل ضباط الهجرة على الحدود المكسيكية. ويرأس كامنجز لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب، وقاد تحقيقات تتعلق بترامب وإدارته ووصفه بالعنصري وانتقد بشدة سياساته الخاصة بالهجرة. ورد النائب الذي يحظى بنفوذ قوي على تغريدات ترامب بأن دعاه لجولة بالمدينة ليرى عمل سكانها الدؤوب.

الى جانب ذلك وبعد أكثر من 800 يوم في الرئاسة تجاوزت التصريحات "الكاذبة أو المضللة" للرئيس الاميركي دونالد ترامب، العشرة آلاف تصريح، بحسب احصائية لصحيفة واشنطن بوست. وكان من المفترض أن تغطي الإحصائيات التي تولاها فريق "تقصي الحقائق" في الصحيفة، المئة يوم الاولى من رئاسة ترامب، لكن العملية تواصلت بعد ذلك. وسجل 22 بالمئة من هذه التصريحات أثناء تجمعات "أعيدوا أميركا عظيمة" التي ابتعد فيها ترامب كثيرا عن الواقع والحقائق. بحسب فرانس برس.

ومن الأشياء اللافتة أن الرئيس الجمهوري يميل الى تكرار نفس العبارات الخاطئة. ومنذ وصوله الى الرئاسة في كانون الثاني/يناير 2017 حصل ترامب على 21 بطاقة تسندها الصحيفة لخبر كاذب تكرر على الاقل عشرين مرة. وترامب الذي يصف بانتظام الصحافيين بأنهم "اعداء الشعب" ويروجون "أخبارا مزيفة"، علق مؤخرا على مدققي الحقائق في الصحف قائلا "إن مدققي الحقائق المزعومين هم بين أكثر الأشخاص عديمي النزاهة داخل وسائل الاعلام".

اغتصاب صحافية

على صعيد متصل اتهمت الكاتبة الصحافية الأمريكية، إليزابيث جان كارول (75 عاماً)، كاتبة العمود في مجلة "إيل" بنسختها الأمريكية، خلال مقابلة نشرت الجمعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باغتصابها قبل ربع قرن داخل حجرة لتبديل الملابس في أحد متاجر الثياب الفخمة في نيويورك، وسارع الرئيس الأمريكي إلى نفي ذلك. وفي المقابلة التي نشرتها مجلة "نيويورك" قالت كارول إنّها في ذاك اليوم الذي لم تعد تذكر ما إذا كان في عام 1995 أو 1996 كانت عند مدخل متجر "بيرغدورف غودمان" في حي "آبر إيست سايد" الراقي حين التقت صدفة بترامب، الباعث العقاري الذي كانت على معرفة شخصية به.

ترامب طلب منها أولاً مساعدته في انتقاء هدية لامرأة، فوافقت، قبل أن يكشف لها أنّها هي المرأة التي يريد شراء الهدية لها، وفقا لما قالته الصحافية. بعدها طلب الملياردير منها أن تجرّب قطعة ملابس داخلية واقترح عليها أن يدخل معها حجرة تبديل الملابس فظنّت أنّه يمازحها لكنّه لم يكن يفعل، إذ حشر نفسه في الحجرة معها وقبّلها عنوة ثم اغتصبها، على حدّ زعمها.

وتابعت الصحافية روايتها فقالت إنّها حاولت مقاومة المعتدي عليها طوال ثوان عديدة، من دون جدوى، قبل أن تتمكن في النهاية من الإفلات منه والفرار. وأوضحت الصحافية أنّها لم تتقدّم بشكوى في حينه ضد الملياردير خوفاً من الانتقام، لكنّها روت يومذاك تفاصيل ما تعرّضت له إلى صحافيتين، أكّدتا بدورهما لمجلة "نيويورك" أنّها بالفعل أخبرتهما بذلك. وتعتزم الصحافية نشر شهادتها في كتاب سيرة ذاتية تعرض فيه اعتداءات جنسية أخرى تعرضت لها. بحسب فرانس برس.

وسارع الرئيس الأمريكي إلى إصدار بيان نفى فيه هذه الاتهامات. وقال ترامب في بيانه "لم أقابل هذه المرأة في حياتي أبداً". غير أنّ مجلة "نيويورك" نشرت صورة يظهر فيها ترامب وهو يمازح إي. جان كارول وزوجها. واتّهم ترامب في بيانه الصحافية بأنّها اختلقت هذه الرواية للترويج لكتابها الجديد. وقال "إنّها تحاول بيع كتاب جديد، وهذا ينبغي أن يجعلك تفهم دوافعها".

اضف تعليق