بأسم حرية التعبير يحاول بعض المعادين للانسانية الاساءاة للاسلام والازدراء الاديان عن طريق الرسوم المسيئة بحجة الحرية، فقد أعلنت سلطات مدينة "غارلاند" بولاية تكساس في جنوب الولايات المتحدة عن مسابقة لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد (ص) بحضور السياسي الهولندي المعادي للاسلام غيرت فيلدرز، ويرى المحللون أن هذه الحملات الاعلامية والمسبقات تعزر براثن الكراهية المدفوعة الثمن بذريعة الدفاع عن الحرية، وتشكل صورة من صور الارهاب الفكري الذي يهدف الى التحريض على الكراهية والعنف.
وحذر هؤلاء المحللون من أن هذه الرسوم المسيئة المشؤومة قد تعيد انتاج العنف، فمثل هكذا اعمال كان لها ردود افعال غاضبة استفادت منها الجماعات المتشددة في توسيع اعمالها الانتقامية في المجتمعات الأوربية، وليس بعيدا بأن نفس الجهات التي تروج للعداء للاسلام هي من تصنع الارهابين، وذلك من أجل نشر الكراهية ضد المسلمين وتشويه صورة الاسلام الحقيقي بمخططات خبيث تقوم به بعض الجهات والاحزاب اليمينية المتطرفة بدعم من حكومات ومؤسسات عالمية لأجل اثارة الفتن والكراهية والصراع بين الأمم، عبر الاساءات المتكررة ضد بعض الشخصيات والرموز الدينية والانسانية.
ويرى محللون آخرون أن هذه الجهات المغرضة تنتهج سياسة الكيل بمكيالين بخصوص التعامل مع الحريات، فيه تناشد الجميع بالعمل وفق مبادئ حماية الحريات والحقوق، لكنها تستخدم كل وسائل العنف والانتهاك تجاه الاديان، فهي تناقض نفسها بحيث تقوم بانتهاكات صارخة للمقدسات، وتظهر نفسها أمام العالم، على أنها دول ترعى الحريات، علما ان بعض هذه الجهات حاولت استغلال قضية شالي ايبدو لصالحها، من اجل التجاوز على الحقوق والحريات.
فظهور العديد من المنظمات الدولية المدافِعة عن حقوق هذا الانحطاط الفكري، كلها أجندة محمولة بعدة أجنحة وأسباب على رأسها العولمة، المغطاة بموروث الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة لاسيما حرية التعبير، حتى أصبحت تلك المجتمعات تعج بالفساد الأخلاقي بحجة الحرية، فعندما تنحدر القيم الانسانية فالمتوقع ان تستباح مختلف المقدسات والمحرمات، لتنعطف تلك الانتهاكات الى تجاوزات وغير قانونية تصل الى مستوى المرتكبات الاجرامية في بعض الاحيان، وعقدة الخطر تكمن في حال استغل الانسان احدى النعم التي منً بها الخالق عليه بشكل مسئ ووضفها لاهانة الانسان ذاته.
مسابقات الكراهية
في سياق متصل قتلت الشرطة الأمريكية في مدينة "غارلاند" في ولاية تكساس الأمريكية مسلحين هاجما مركزا للمعارض كانت تجري فيه مسابقة لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد بحضور السياسي الهولندي المعادي للإسلام غيرت فيلدرز.
من جهته قال الرسام الرئيسي في مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة في حديث للصحافة، إنه لن يعود أبدا لرسم نبي الإسلام محمد، وكان نشر وسائل إعلام عديدة في 2006 للرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد أثار استياء في دول إسلامية وتهديدات بالقتل للعاملين في شارلي إيبدو الذين قضى 12 منهم في الهجوم الذين نفذه جهاديان على مقرها في السابع من كانون الثاني/يناير.
وفي ظل إجراءات أمنية مشددة، كرمت منظمة "القلم الأمريكية" صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة، وقد جاء التكريم عقب هجوم نفذه مسلحان على معرض للرسوم الكاريكاتورية في تكساس، وأتى الحفل بعد يومين من هجوم على معرض في تكساس للرسوم الكاريكاتورية التي تصور النبي محمد، والتي يعتبرها المسلمون مسيئة، وكانت رسوم مشابهة سبباً في الهجوم الذي تعرضت له الأسبوعية الفرنسية في يناير /كانون الثاني الماضي، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصاً، وتبناه تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب". بحسب فرانس برس.
وذكر المركز الأمريكي الذي يدافع عن الكتاب الذين يتعرضون للاضطهاد بسبب عملهم إن ستة كتاب بارزين انسحبوا من الحفل على إثر قراره منح جائزة الشجاعة في الدفاع عن حرية التعبير إلى شارلي إيبدو. ناقلاً عن الروائية الأمريكية ريتشيل كوشنر قولها إنها انسحبت من الحفل لعدم ارتياحها إزاء "غياب التسامح الثقافي" لشارلي إيبدو.
كتاب عالميون ينسحبون من حفل جوائز القلم
من جهته قال كيري - الذي فاز بجائزة بوكر مرتين - إن الجائزة تجاوزت حدود دورها في حماية حرية التعبير ضد الحكومات القمعية، وأعلن ستة كتاب معروفين عالميا انسحابهم من حفل توزيع جوائز أدبية تقيمه منظمة القلم الأمريكية، بسبب تكريم المنظمة الأدبية والحقوقية لمجلة شارلي إبدو، وكانت المجلة الفرنسية الساخرة تعرضت لاقتحام مسلحين إسلاميين متشددين قتلوا 12 شخصا فيها في يناير/كانون الثاني الماضي، بسبب نشرها لرسوم كاريكاتيرية وصفها المهاجمون بأنها مسيئة للنبي محمد.
وقال الكتاب المنسحبون، وهم بيتر كيري، ومايكل أونداتجي، وفرانسين بروز، وتيجو كول، ورايتشل كوشنر، وتايي سيلاسي، بحسب نيويورك تايمز، إنهم شعروا بالامتعاض بسبب ما وصفوه بطريقة تصوير المجلة للمسلمين.
فشل إعلان ما يسمى بـ حرية التعبير
في حين أطلق الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود كريستوف دولوار "إعلان حرية التعبير" الذي يتضمن مطالبة للمسؤولين الدينيين في فرنسا بضمان حرية التعبير والحق في ازدراء الأديان. ويبدو أن قلة الإقبال على هذا الإعلان قبل الثالث من مايو/أيار، المهلة التي أعطتها المنظمة لتوقيع المسؤولين الدينيين عليه، يوحي بفشله.
الفشل يبدو مصير مبادرة "إعلان حرية التعبير" التي أطلقتها منظمة "مراسلون بلا حدود" شهر يناير/كانون الثاني الماضي، مما قد يوحي بأن حرية التعبير والحق في ازدراء الأديان ليسا من القيم الأساسية التي يحاول المسؤولون الدينيون في فرنسا الدفاع عنها.
من جهة أخرى منح الدنماركي فليمينغ روز الذي كان من واضعي رسوم للنبي محمد اثارت تظاهرات عنيفة في العالم الاسلامي، جائزة نادي الصحافة في الدنمارك، وكان فليمينغ روز امر بصفته رئيس تحرير الصفحات الثقافية لصحيفة يلاندز بوستن في 2005 بنشر 12 رسما كاريكاتوريا للنبي محمد.
محاكمة ممثل بسبب مزحة مناهضة لصحيفة شارلي إبدو
الى ذلك خلصت محكمة فرنسية الى ان الممثل الكوميدي ديودون مبالا مبالا مذنب بتهمة التغاضي عن الارهاب من خلال نشر مزحة على حسابه على فيسبوك بعد هجمات متشددين اسلاميين في باريس قتل فيها 17 شخصا في يناير كانون الثاني لكنه نجا من حكم محتمل بالسجن، وقضت المحكمة ومقرها باريس بسجنه لمدة شهرين مع ايقاف التنفيذ. وكان يواجه احتمال صدور حكم بالسجن يصل الى سبع سنوات وغرامة محتملة قيمتها 100 ألف يورو (106000 دولار)، وكتب ديودون الذي قضت محاكم مرارا بتغريمه بسبب كلمات تعبر عن الكراهية في حسابه على فيسبوك بعد ايام من هجمات باريس قائلا إنه شعر أنه "مثل شارلي كوليبالي"، وكانت العبارة لعب بالكلمات على شعار "أنا شارلي" الذي انتشر في اطار التعبير عن التضامن مع مجلة شارلي ابدو الاسبوعية الساخرة بعد الهجوم على مقرها. وكوليبالي هو الاسم الاخير لأحد منفذي هجمات باريس. بحسب رويترز.
وقتل أميدي كوليبالي شرطية بعد يوم من هجوم شارلي إبدو وأربعة يهود في متجر للاطعمة اليهودية بعد ذلك بيومين. ولقي حتفه في تبادل لاطلاق النار مع الشرطة في المتجر، وذكرت المحكمة في قرارها ان "شعور العداء تجاه الطائفة اليهودية الذي واصل ديودون إظهاره أمام جمهور انجذب اليه بسبب بريق شخصيته يزيد من المسؤولية الملقاة عليه"، ولم يحضر ديودون جلسة المحكمة، وقد أدين سبع مرات بسبب تصريحات تنطوي على قذف أو معاداة للسامية. وفرض حظر على عروضه في بعض المدن باعتبارها تمثل خطرا على النظام العام، وامتنع محاميه عن التعليق، وينسب للممثل الذي يؤكد انه ليس مناهضا للسامية ابتكار اشارة يقول منتقدون إنها اشارة معكوسة للتحية النازية.
وكان ديودون نشر التعليق بصفحته على فيسبوك عشية مسيرة تضامن ضخمة في باريس شارك فيها أكثر من 3.7 مليون شخص رفع كثيرون فيها لافتات كتب عليها "انا شارلي" لتكريم الصحفيين وافراد الشرطة والمتسوقين الذين قتلهم متشددون اسلاميون.
اضف تعليق