حوادث الطيران المتكررة التي خلفت مئات الضحايا في مختلف دول العام، ومنها تحطم طائرات بوينغ من طراز 737 ماكس الرائدة التي منيت بكارثتين جويتين أسفرتا عن مقتل 346 شخصاً و الطائرة الروسية تابعة لشركة \"ساراتوف\" والحوادث الاخرى، ماتزال محط اهتمام واسع خصوصا مع ارتفاع عدد القتلى...
حوادث الطيران المتكررة التي خلفت مئات الضحايا في مختلف دول العام، ومنها تحطم طائرات بوينغ من طراز 737 ماكس الرائدة التي منيت بكارثتين جويتين أسفرتا عن مقتل 346 شخصاً و الطائرة الروسية تابعة لشركة "ساراتوف" والحوادث الاخرى، ماتزال محط اهتمام واسع خصوصا مع ارتفاع عدد القتلى في حوادث الرحلات الجوية ولاسباب مختلفة، اسهمت بزيادة الخسائر المادية للكثير من الدول والشركات، حيث تسببت أربعة حوادث كبرى للطائرات في جميع أنحاء العالم في الأشهر الاخيرة في اضطراب مفاجئ تجاه شركات الطيران، التي تواجه زيادات كبيرة في تكاليف تجديدات التأمين للعام الحالي.
وشملت الحوادث الأخيرة طائرتين من طراز بوينغ 737 MAX تشغلهما شركتا Lion Air والخطوط الجوية الإثيوبية، وهبوط طائرة بوينغ 737 تابعة لشركة Miami International Airlines فوق نهر في فلوريدا وهبوط طائرة Sukhoi SuperJet 100 تابعة لشركة Aeroflot ، وبالتالي من المقرر أن تزيد هذه الحوادث تكاليف تجديدات التأمين بين 10 و100 في المئة. وأشارت مصادر في قطاع التأمين إلى أن سوق التأمين على الطيران في تزايد منذ عام واحد وأن الحوادث الأخيرة ستزيد من أقساطه المكتتبة، حيث يقول الخبراء إن تكاليف التأمين قد تتضاعف في بعض الحالات في الأشهر القليلة المقبلة.
من جانب اخر أوضحت شركة (تو70) الهولندية للاستشارات الجوية وشبكة سلامة الطيران أن معدل القتلى في حوادث طائرات الركاب في أنحاء العالم قفز خلال عام 2018 مقارنة بعام 2017 الذي لم تسجل فيه شركات الطيران أي وفيات ناتجة عن حوادث لطائرات الركاب. وقالتا إن أكثر من 500 حالة وفاة ناجمة عن حوادث الطيران سجلت في 2018 لكنهما شددتا على أن حوادث الطيران القاتلة ما زالت نادرة.
وقالت (تو70) إن معدل حوادث الطيران القاتلة بالنسبة لرحلات الطيران التجارية الكبيرة بلغ 0.36 لكل مليون رحلة أي حادث واحد من بين كل ثلاثة ملايين رحلة جوية. ويمثل ذلك ارتفاعا من معدل 0.06 كل مليون رحلة في عام 2017 وأكثر من متوسط أحدث خمس سنوات البالغ 0.24 كل مليون رحلة. ووقعت 13 حالة وفاة في 2017 في حادثي تحطم في أنحاء العالم إلا أنهما كانا لطائرتين ذات محركات توربينية.
وخلال العقدين الماضيين، تراجعت الوفيات الناجمة عن حوادث الطيران في أنحاء العالم. وقالت شبكة سلامة الطيران إنه في عام 2005 كانت هناك 1015 حالة وفاة في رحلات طيران تجارية في أنحاء العالم. وأضافت أنه رغم الزيادة، فإن عام 2018 ما زال هو ثالث أكثر السنوات سلامة فيما يتعلق بعدد حوادث الطيران وتاسع الأعوام سلامة قياسا بعدد الوفيات. وقال هارو رانتر المدير التنفيذي لشبكة سلامة الطيران في بيان ”لو ظل معدل الحوادث كما كان عليه قبل عشر سنوات، لوقع 39 حادث طيران قاتلا العام الماضي... هذا يوضح التقدم الكبير فيما يتعلق بالسلامة خلال العقدين المنصرمين“.
أخطاء في القيادة
وفي هذا الشأن يرجح المحققون حدوث أخطاء في القيادة لتفسير الهبوط الاضطراري للطائرة التابعة لشركة الطيران الروسية "ايروفلوت" واشتعالها في موسكو، ما أدى إلى مقتل 41 شخصا، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية. وكانت طائرة ال"سوخوي سوبرجيت 100" عادت أدراجها بعد دقائق من إقلاعها من مطار شيريميتييفو في موسكو متوجهة إلى مورمانسك (شمال) وقامت بهبوط اضطراري اشتعل خلاله الجزء الخلفي منها.
وكتبت صحيفة "كومرسانت" نقلا عن مصدر قريب من التحقيق أن "الخطأ الأول الذي ارتكبه الطيارون كان الإقلاع في مقابل العاصفة. وبعد ذلك، وبينما كان الوضع معقدا لكنه بعيد عن أي يكون كارثيا، قاموا بالهبوط بدلا من إحراق الكيروسين". وأضافت أن الطيارين "حطوا بسرعة هائلة (...) وهذا ما سبب احتكاكا قويا للعجلات مع الاسمنت، ما جعل الطائرة تهتز".
أما صحيفة "ار بي كا" فتوضح نقلا عن مصدر في لجنة التحقيق الروسية أن الطيارين لم يطفئوا المحركات بعد الهبوط. وقال المصدر نفسه أنهم قاموا أيضا بفتح كوة في قمرة القيادة بعد الهبوط، ما أدى إلى تسريع الحريق. وقتل 41 من ركاب الطائرة البالغ عددهم 78 شخصا، بينما نجا معظم الركاب الذين كانوا في مقاعد مقدمة الطائرة. وما زال المحققون يحللون الصندوقين الأسودين لكنهم لم يذكروا أي تفاصيل تتعلق بأسباب الحادث. وأكد الطيار دينيس إيفدوكيموف أن صاعقة ضربت الطائرة ما أدى إلى تعطيل الأجهزة المساعدة للقيادة.
وبثت شبكة التلفزيون الروسية "رين تي في" ما أكدت أنه نص الحوار بين الطيارين وبرج المراقبة، يكشف أن الطيار بقي هادئا عندما طلب الهبوط بشكل اضطراري. ويقول الطيار في هذا النص "نريد العودة (بسبب) انقطاع اتصالات اللاسلكي". ويضيف أن الطائرة ضربتها صاعقة وأن الأجهزة المساعدة للقيادة لم تعد تعمل وسيكون عليه الهبوط بشكل يدوي. من جهته، قدم مطار شيريميتييفو تسلسلا مفصلا للوقائع. فقد وصلت أول آلية للإنقاذ عند الساعة 18,32، أي بعد دقيقتين من هبوط الطائرة.
وأكد المطار أن برج المراقبة أطلق الإنذار بعد دقيقة واحدة من الهبوط ويفترض أن تصل فرق الإنقاذ، حسب القواعد المطبقة، بعد ثلاث دقائق إلى المكان. وأوضح أن الحريق أخمد بعد 18 دقيقة من اندلاعه. أما قناة "رين تي في"، فقد نشرت نصا للاتصالات التي جرت بين أجهزة الإنقاذ، يكشف أن بعض الارتباك ساد بينها بشأن معرفة ما إذا كان تم إجلاء الركاب. وأخيرا، أعلن مطار شيريميتييفو في بيان أنه فتح تحقيقا بعد نشر تسجيل فيديو يسمع فيه موظفون وهم يضحكون وهم يتابعون الحادث على شاشات المراقبة. بحسب فرانس برس.
وأكد المطار أنهم "سيعاقبون بأقسى طريقة ممكنة"، مشددا على أن هؤلاء ليسوا موظفين في المطار أو في "ايروفلوت". وأكد وزير الصحة الروسي يفغيني ديتريخ أن وضع الأشخاص العشرة الذين أدخلوا المستشفى بعد الحادث، مستقر. وال"سوبرجيت 100" هي أول طائرة مدنية روسية صممت في روسيا بعد الحقبة السوفياتية، وتشكل مصدر فخر للبلاد منذ إطلاقها في 2011. لكنها تواجه صعوبة في إقناع زبائن خارج السوق الروسية.
طائرات غير مؤهلة
في السياق ذاته قال محققون إندونيسيون إن الطائرة المنكوبة التابعة لشركة ليون إير لم تكن مؤهلة للطيران قبل يوم من سقوطها في البحر في حادث راح ضحيته كل من كانوا على متنها. وذكر نورتشايو أوتومو رئيس اللجنة الوطنية لسلامة النقل في إندونيسيا أن الرحلة الجوية التي قامت بها الطائرة في 28 أكتوبر تشرين الأول من بالي إلى جاكرتا واجهت مشاكل تقنية مشابهة لما تعرضت له الرحلة المنكوبة في اليوم التالي من جاكرتا إلى بانجكال بينانج.
وأضاف ”هذا هو أساس توصيتنا لليون إير. نرى من وجهة نظرنا أن الطائرة لم تكن مؤهلة للطيران“. وأشار المحققون إلى أن طيار الرحلة المنكوبة أبلغ برج المراقبة بأن الطائرة تواجه ”مشكلة في التحكم“ قبيل سقوطها في بحر جاوة ومقتل 189 شخصا كانوا على متنها. وقبل صدور أول تقاريرها، كشفت لجنة سلامة النقل عن المزيد من تفاصيل المشاكل التي واجهها الطيارون للتحكم في الطائرة وهي من طراز بوينج 737. فخلال الرحلة التي كانت في ساعة مبكرة من الصباح، طلب أحد الطيارين من موظفي المراقبة الجوية تأكيد ارتفاع وسرعة الطائرة. بحسب رويترز.
وقال أوتومو أمام البرلمان إن نظاما آليا في الطائرة وجه مقدمتها إلى أسفل لتفادي توقف المحركات عن العمل بعد أن تلقى النظام إشارة بطريق الخطأ تفيد بأن المحركات ستتوقف. وقالت لجنة سلامة النقل في بيانها إن طياري رحلة الطائرة في اليوم السابق للحادث واجهوا مشكلة مشابهة إلى أن أغلقوا هذا النظام الآلي. ولم تتوصل اللجنة بعد إلى سبب السقوط وتوصياتها مجرد مؤشر على النقاط التي ينبغي التركيز عليها وليس بالضرورة سبب الحادث.
نقص الصيانة وعيوب
من جانب اخر لم تتضح بعد أسباب المأساة التي أودت بحياة 66 شخصا في تحطم طائرة "إيرباص إي 230" التابعة لشركة مصر للطيران خلال رحلة بين باريس والقاهرة في 19 أيار/مايو 2016. لكن تقييم خبراء أمر به القضاء الفرنسي، أشار إلى نقص صيانة الطائرة ووجود "عيوب" فيها لا تتيح الإقلاع. وسقطت الرحلة "أم إس 804" في البحر المتوسط قبل ثلاثة أعوام بين جزيرة كريت اليونانية والساحل الشمالي لمصر، بعدما اختفت بشكل مفاجئ عن شاشات الرادار. وأسفر سقوطها عن مصرع 66 شخصا على متنها، بينهم 40 مصريا و15 فرنسيا.
وفي حين تحدثت القاهرة عن مؤشرات لتعرضها لاعتداء، رجحت باريس منذ البداية فرضية وقوع خلل تقني. وكلف قضاة التحقيق الثلاثة الذين يتولون القضية في باريس جهتي خبرة بإعادة تركيب سيناريو الكارثة. وسلم التقرير الأول المرتبط بصيانة الطائرة للقضاء في حزيران/يونيو، ويتكون من 76 صفحة، كشفت عنه صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية وعلمت وكالة الأنباء الفرنسية به.
وأشار الخبيران في تقييمهما عن وجود "نقص كبير في الدقة لدى الطواقم والخدمات الفنية لدى مصر للطيران" في تعاملها مع الملفات التقنية للطائرة. وجاء في التقرير أن الطيارين الذين تناوبوا على قيادة الطائرة لم يبلغوا عن عدة حوادث صادفوها وبالتالي لم يتبع ذلك عمليات صيانة. وقالا إنه لم يتم الإبلاغ عن عيوب "إلا عند تواجد الطائرة في مركزها الرئيسي في القاهرة لتفادي تأخيرها قبل عودتها (...) الوقت اللازم لإصلاحها". بحسب فرانس برس.
وقال أنطوان لاشونو، محامي عائلة كليمان ديشنير-كورماري الذي قتل عن 26 عاما في الكارثة، في حديث لوكالة الأنباء الفرسية "عندما يجري تجاهل الإنذارات بشكل متكرر، يؤدي ذلك إلى سقوط الطائرة، ويصبح من المستحيل تأييد فكرة أن الأمر حصل بالصدفة. يجب، استنادا إلى ذلك التقرير وإلى التحقيقات، استخلاص النتائج المتعلقة بمسؤولية مختلف الأطراف المعنية".
عودة طائرة بوينغ
على صعيد متصل تستعد بوينغ لمواجهة سلسلة عقبات بعد أن يتم رفع حظر الطيران على طائرة 737 ماكس الرائدة التي منيت بكارثتين جويتين أسفرتا عن مقتل 346 شخصاً. وقال دينيس مويلينبورغ الرئيس التنفيذي للمجموعة الأميركية أمام أوساط المال في نيويورك أن هناك خلافات بين شركات الطيران التي تأثرت برامجها خلال فترة الصيف الحاسمة بالنسبة للقطاع بأزمة 737 ماكس. وقال "البعض يريدون تأجيل تسلم طائراتهم (الجديدة) في حين أخبرنا آخرون أنهم يودون الحصول على طائراتهم قبل الموعد المحدد".
وفي مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، أعتذر مويلينبورغ مرة أخرى، واعترف بأن الكارثتين الجويتين "قوضتا ثقة الجمهور" في طائرة 737 ماكس. وهي أول مقابلة إعلامية يجريها رئيس مجلس إدارة المجموعة منذ منع تحليق الطائرة بعد حادث الطائرة الإثيوبية في العاشر من آذار/مارس الذي أسفر عن 157 قتيلا. وقال مويلينبورغ "نحن آسفون لفقدان الأرواح في كلا الحادثين. يجب أن نعمل لاستعادة ثقة الركاب".
وقال ألكساندر دي جونياك المدير العام للجمعية الدولية للنقل الجوي (إياتا) إنه لا يتوقع عودة طائرة ماكس إلى التحليق "قبل 10 إلى 12 أسبوعاً"، بمعنى آخر ليس قبل آب/أغسطس. ونظمت وكالة الطيران الفدرالية الأميركية في تكساس اجتماعاً مع ممثلين عن هيئات الطيران المدني في 33 دولة، لم يتم خلاله التوصل إلى توافق، وغادر هؤلاء المنظمون دون تحديد تاريخ وضع الطائرة مجدداً في الخدمة.
وقال دينيس مويلنبورغ "نأمل أن تتوصل إدارة الطيران الفدرالية إلى توافق دولي واسع، ولكن قد ترتأي سلطات مدنية دولية اعتماد جدول زمني مختلف" وبالتالي "سيتعين علينا تكييف مشاريعنا وفقاً للترخيصات المختلفة لعودة الطائرة فعلياً للخدمة". وساد نظام يقوم على المعاملة بالمثل قبل المشكلات التي واجهتها 737 ماكس، إذ كان المسؤولون عن تنظيم الطيران المدني في الدول الأخرى يعتمدون تقييم سلطات بلد المنشأ، التي كانت في حالة شركة بوينغ، وكالة الطيران الفدرالية. لكن الوكالة كانت الجهة المنظمة الأخيرة التي منعت 737 ماكس من التحليق، ما أثار الريبة تجاهها.
وأصر مويلينبورغ على مواصلة "الحوار" مع وكالة الطيران الفدرالية لا سيما بشأن التغييرات التي يتعين إجراؤها على نظام تثبيت الطائرة أثناء التحليق والذي اعتبر مسؤولاً عن الحادثتين. وأقر بوجود "أخطاء" بما في ذلك في نظام الاتصالات، الذي يفترض أن ينقل إلى برمجية الطائرة إشارة التنبيه لتحذير الطيارين من وجود خلل في "زاوية المواجهة" (AOA). وتقول بوينغ التي لم تقدم بعد وثائق 737 ماكس المعدلة لإصدار تراخيص الاعتماد، إنها تعمل من جانبها كذلك مع شركات الطيران وإنها عقدت اجتماعات عبر الهاتف للمساعدة في الإعداد لعودة ماكس إلى الأجواء وتعمل مع مورديها لتجنب أي خلل. بحسب فرانس برس.
وقالت شركتا أميركان إيرلاينز وساوثوست إن الأمر يستغرق حوالي 120 ساعة لإخراج الطائرة من المستودع وإعدادها للاستخدام. ومع اعترافه بأن أزمة 737 ماكس "نقطة تحول" في تاريخ شركة بوينغ، قال مويلينبورغ إن محادثات جارية للتعويض على الشركات. وقال "في بعض الحالات، قد يكون (دفع المال) نقداً جزءاً من الحل"، مضيفاً أن ذلك سيتم على أساس كل حالة على حدة. وفي نهاية نيسان/أبريل، قدرت بوينغ التكلفة الأولى للمشكلات التي تسببت بها 737 ماكس بمليار دولار بعد خفض الإنتاج من 52 إلى 42 طائرة شهرياً وتعليق عمليات التسليم.
ولكن الفاتورة مرشحة للارتفاع، خصوصاً وأن أسر الضحايا لجأت إلى المحاكم وتدريب الطيارين قد يكون مكلفا. وفي حال اعتبر استخدام جهاز المحاكاة إلزامياً، مثلما تطلب بعض الدول، فقد تتأخر عودة الطائرة إلى الخدمة بسبب وجود جهاز واحد فقط في الولايات المتحدة وهي السوق التي توليها بوينغ الأهمية. ولا تتوقع شركتا أميركان إيرلاينز وساوثوست التي طلبت الحصول على جهاز محاكاة أن تتسلمه حتى نهاية العام.
الى جانب ذلك قالت رابطة النقل الجوي الصينية (كاتا) إن خسائر شركات الطيران الصينية ستبلغ حوالي أربعة مليارات يوان (579.32 مليون دولار) بنهاية يونيو حزيران بسبب وقف تحليق طائرات بوينج 737 ماكس وفقا لتقديراتها. وكانت الصين أول دولة تعلق استخدام هذا الطراز قبل شهرين بعد حادث تحطم طائرة من ذلك الطراز في إثيوبيا أسفر عن مقتل 157 شخصا في مارس آذار، وهو ثاني حادث من نوعه لأحدث طائرات بوينج.
وفى وقت سابق من هذا الأسبوع، طلبت أكبر شركات الطيران الصينية رسميا من شركة بوينج الأمريكية لصناعة الطائرات تعويضها عن الخسائر الناجمة عن وقف تحليق طائرات 737 ماكس وتأجيل تسليمات للطائرة. وقالت كاتا في بيان على موقعها على الإنترنت ”نأمل بصدق أن تُولي بوينج أهمية كبيرة لطلبات التعويض التي قدمتها شركاتنا الأعضاء وأن تقدم حلولا بشكل معقول وقانوني“. وتمثل الرابطة 41 شركة طيران صينية بما في ذلك الشركات المطالبة بالتعويض وهي إير تشاينا وخطوط شرق الصين الجوية وخطوط جنوب الصين الجوية. وقالت ”مع مرور الوقت ستزيد الخسائر المرتبطة بذلك.
تعويضات واسئلة
على صعيد متصل رفعت امرأة فرنسية لقى زوجها حتفه في حادث تحطم طائرة من طراز بوينج 737 ماكس في إثيوبيا دعوى قضائية في الولايات المتحدة على الشركة المصنعة للطائرة للمطالبة بتعويض قدره 276 مليون دولار على الأقل. وقامت عشرات الأسر بمقاضاة شركة بوينج بسبب تحطم طائرة لايون إير، وتم رفع دعاوى قضائية عديدة بسبب تحطم الطائرة الإثيوبية بالقرب من العاصمة أديس أبابا، وهو ما دفع شركات الطيران حول العالم إلى وقف تشغيل طائرات بوينج 737 ماكس.
وقال محام إنه رفع دعوى باسم موكلته ناديج دوبوا سيكس أمام محكمة جزئية أمريكية في شيكاجو. وكان زوجها جوناثان سيكس، وهو مواطن سويدي-كيني، رئيسا تنفيذيا لمجموعة شركات تاماريند. وتقول الدعوى، التي تم تقديمها، إن شركة بوينج لم تبلغ الطيارين بشكل صحيح بالمخاطر التي يشكلها برنامج الكتروني يهدف إلى منع الطائرة 737 ماكس من التوقف مما أدى إلى انخفاض مقدمة الطائرة بشكل متكرر بسبب بيانات استشعار خاطئة. وقال المحامي الأمريكي نعمان حسين في مؤتمر صحفي في باريس إن موكلته تسعى للحصول على تعويض قدره 276 مليون دولار على الأقل. ولم ترد متحدثتان باسم بوينج في أوروبا على رسائل لطلب التعليق، في حين لم يرد متحدث باسم بوينج في الولايات المتحدة على طلب للتعليق على الدعوى.
كما طالب أقارب ضحايا الطائرة الإندونيسية التي تحطمت قبالة ساحل جاكرتا بإجابات على أسئلتهم ومن بينها لماذا تم السماح للطائرة بالإقلاع، ووجه أقارب الضحايا أسئلة إلى المسؤولين الإندونيسيين ومن بينهم وزير النقل بودي كاريا سومادي ورئيس هيئة سلامة النقل في البلاد. وقال نجيب فوقوني قريب أحد الضحايا ”نحن الضحايا هنا. تخيلوا لو كنتم في مكاننا“. وطالب بتحقيق مستقل في الحادث. وقال محمد بامبانج سوكاندار والد أحد الضحايا إنه يجب تحميل المسؤولين الفنيين في شركة ليون أير ”المسؤولية الكاملة“ إذا ثبت أنهم لم يتعاملوا بالشكل المطلوب مع المشاكل الفنية الخاصة بالطائرة بعد رحلتها السابقة من بالي إلى جاكرتا.
وتعد إندونيسيا إحدى أسرع أسواق الطيران نموا في العالم، ولكن سجلها ضعيف في مجال السلامة. وحققت هيئة سلامة النقل الإندونيسية في 137 حادث طيران خطيرا خلال الفترة من 2012 إلى 2017. وحث أقارب الضحايا رشدي كيرانا مؤسس شركة ليون أير على الوقوف. ووقف كيرانا ولكن لم يعلق وشبك يديه معا كما لو كان يطلب الغفران منهم. وتأسست شركة الطيران الخاصة عام 1999. وتعرضت طائرات الشركة لما لا يقل عن 15 حادثا وفُرضت عليها قيود دولية أكثر صرامة تتعلق بالسلامة مقارنة بباقي شركات الطيران الإندونيسية.
اضف تعليق