ان بعض الممارسات والشعائر الدينية قد تاثرت اليوم بالمشكلات والازمات والخلافات السياسية المتفاقمة بين بعض الحكومات، وهو ما اثر على تماسك وحدة المسلمين الذين تأثروا ايضاً بالخلافات والاجتهادات السياسية، حيت اختلفت الدول العربية في تحديد يوم العيد، وهو ما عزاه نشطاء إلى التباينات السياسية ودخولها حلبة الرؤية...
يعد عيدُ الفطر من اهم الاعياد الاسلامية حيت يحفتي فيه المسلمون باتمام عبادة الصيام في شهر رمضان المبارك، وهو أحد عيدي المسلمين والعيد الآخر هو عيد الأضحى أحد أيام الحج في العاشر من شهر ذي الحجة، واحتفل المسلمون بأول عيد فطر في الإسلام كما نقلت بعض المصادر في السنة الثانية للهجرة بعد صيام أول رمضان في تلك السنة. ويحرم صيام أول يوم من أيام عيد الفطر، وهو عطلة رسمية في البلدان ذات الأغلبية المسلمة ولهذا العيد ايضا ممارسات وطقوس تختلف من بلد الى بلد وخصوصا في الدول العربية وباقي الدول الاسلامية، ويرى بعض المراقبين ان بعض الممارسات والشعائر الدينية قد تاثرت اليوم بالمشكلات والازمات والخلافات السياسية المتفاقمة بين بعض الحكومات، وهو ما اثر على تماسك وحدة المسلمين الذين تأثروا ايضاً بالخلافات والاجتهادات السياسية، حيت اختلفت الدول العربية في تحديد يوم العيد.
وقد توافقت السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين مع تركيا وغالبية مسلمي أوروبا، والتي أعلنت أن الثلاثاء هو أول أيام شهر شوال. فيما أعلنت كل من مصر وإيران والأردن وفلسطين وتونس والجزائر وباكستان وعمان أن يوم الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر. وكان لافتا بتفاعل النشطاء تباين العيد في كل من الأردن وفلسطين ومصر مع العربية السعودية، وهو ما عزاه نشطاء إلى التباينات السياسية ودخولها حلبة الرؤية، حيث لم يسبق إلا نادرا تخلف تلك الدول عن اتباع السعودية بأول أيام العيد، وهي التي ابتدأت معها أول أيام شهر رمضان.
ويرى البعض ان الخلاف مع المملكة من قبل دول معينة، ربما يكون بسبب مواقفها الاخيرة تجاة العديد من القضايا الاسلامية المهمة ومنها القضية الفلسطينية، التي دخلت ضمن ما يسمى صفقة القرن وهي اهم صفقات الرئيس الامريكي دونالد ترامب. كما ان ايام العيد ايضاً قد تستغل بشكل اخر من قبل بعض الحكومات من اجل كسب مصالح سياسية خاصة، حيث تسعى بعض تلك الحكومات الى منح قرارات خاصة ومكارم سخية مختلفة لاجل كسب شعوبها والعمل على تخفيف حدة التوترات والسخط الشعبي المتصاعد.
فلسطين
وفي هذا الشأن أثار إعلان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الأربعاء أول أيام عيد الفطر جدلا واسعا في صفوف الفلسطينيين إذ إنها المرة الأولى التي تخالف فيها الأراضي الفلسطينية السعودية في تحديد موعد العيد. وأعلن المفتي العام محمد حسين في تسجيل مصور أن " الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان المبارك ويوم الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر السعيد". وقال المفتي "في الاجتماع المنعقد في دار الافتاء الفلسطينية في المسجد الأقصى المبارك لمتابعة تحري هلال شهر شوال لهذا العام 1440 للهجرة، فقد تعذرت رؤية هلال شهر شوال هذه الليلة".
وأعلنت المحكمة العليا في السعودية أن الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر.
وقال خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا عكرمة صبري أن هذه المرة الأولى منذ تأسيس السلطة الفلسطينية في عام 1994، التي لم يتوافق قرار مجلس الإفتاء مع السعودية في تحديد عيد الفطر، مشيراً إلى أن اللغط الحاصل مرده إلى عدم الالتزام بوحدة مطالع الأهلة. وقال صبري "كان الأولى أن نتقيد بمبدأ وحدة المطالع، أي اتباع أي دولة تثبت لديها رؤية الهلال. فنحن في فلسطين ليس لدينا أجهزة مثل تلك التي في السعودية وجغرافية بلادنا لا تساعد على رؤية الهلال".
وانقسم الفلسطينيون في موقفهم من مخالفة السعودية في تحديد العيد، منهم من أيد الإعلان ومنهم من اعترض عليه، في حين قابل الآخرون الأمر بتهكم مطلقين الطرائف. ورفض "حزب التحرير" الإسلامي في الأراضي الفلسطينية إعلان المفتي بعدم رؤية الهلال، وأعلن في بيان نشره على موقعه الإلكتروني ثبوت رؤية الهلال وهنأ الأمة الإسلامية بالعيد. وفي بيان للمكتب الإعلامي للحزب قال إن "مرد الخلاف هو التبعية والمواقف السياسية، وأن هذه الأنظمة (...) لا تكترث بعبادات الناس ولا تقيم وزنا لشعائر الإسلام". والحزب، وفق ما ورد على موقعه الإلكتروني، هو تكتل سياسي يسعى إلى "إعادة الخلافة".
واستجاب بعض أتباع الحزب لإعلانه، كما حصل في الخليل، أكبر مدن الضفة الغربية، لكن الأجهزة الأمنية الفلسطينية منعته من إقامة شعائر العيد. ووصل الجدل الحاصل إلى مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب إبراهيم الرنتيسي الذي عرف عن نفسه على أنه صحافي على تويتر، "لا أذكر يوما أن فلسطين وحتى الأردن قد خالفتا السعودية في قضية العيد إلا هذا العام، بشارة خير إن شاءالله". في حين كتب عمران الرشق على صفحته على فيسبوك "ودرءاً للفتنة أقترح على الناس أن تصوم غدا نصف نهار".
ويرفض الفلسطينيون ما يصفونه ب"صفقة القرن" أو الخطة الأميركية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي التي لم يُكشف عنها بعد، ويرون أنها تتجاهل معظم حقوقهم التي تلقى إجماعاً دوليا ومن بينها حلمهم في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، في حين أوردت تقارير أن الأميركيين سعوا لترويجها لدى دول عربية بينها السعودية. ويرى فلسطينيون أن هذه المخالفة في إعلان يوم العيد سببها سياسي، ولها علاقة بالخطة الأميركية التي كان يُتوقع أن تعلن نهاية هذا الشهر لكنها قد تؤجل بعد قرار إعادة الانتخابات الإسرائيلية.
وعبر المواطن علي مواسي على فيسبوك عن تأييده لقرار المفتي وكتب "الخروج عن قرار دار الإفتاء في القدس (...) وتحديدا في أجواء ما يسمى صفقة القرن خطأ يجب تفاديه". أما سامر رويشد فنشر على تويتر خبر إعلان المفتي وعلق عليه بالقول "لا لصفقة القرن..ههههه". وفي معرض إجابته على سؤال حول إمكانية أن تكون السياسة سبباً في مخالفة فلسطين والأردن لإعلان السعودية، أكد الشيخ عكرمة صبري أن الأمر بعيد عن السياسة. وقال "لا أتوقع أن هذه المخالفة سببها السياسة، مصر حليفة للسعودية وأعلنت أن العيد الأربعاء".
ويتوافق رأي رئيس الهيئة الإسلامية العليا مع رأي المحلل وأستاذ العلوم السياسية أحمد جميل عزم إذ قال "لا أعتقد أن الأمر له بعد سياسي، لكن الجميع تحضر لأن يكون العيد الثلاثاء". في هذا الصدد، يعبر أحمد عزم عن اعتقاده بان الجانب الفلسطيني بات أكثر ارتياحاً بعد تصريح مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر الذي قال في مقابلة لموقع "أكسيوس" الإخباري أن على الفلسطينيين أن يتمتعوا بحق "تقرير مصيرهم بأنفسهم" دون أن يوضح إن كان ذلك يعني إقامة دولة مستقلة أو شكل أقل من أشكال الحكم الذاتي. بحسب فرانس برس.
وبحسب المحلل السياسي فإن مثل هذه التصريحات تأتي بعد أن أوصلت الدول العربية رسالة للأميركيين بأنه لا يمكن الحديث عن شق اقتصادي دون التطرق إلى السياسة، وأن أفكار الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل لا تلقى قبولا أو حماسة. واحتفلت عدة دول عربية بالعيد الثلاثاء وبينها السعودية والإمارات والكويت وقطر والعراق ولبنان والبحرين واليمن والجزائر. في حين أعلنت كل من مصر المغرب وسلطنة عمان وسوريا والأردن وليبيا والسلطات الدينية الشيعية في لبنان العيد الأربعاء.
من جانب اخر تدخلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية يوم الثلاثاء لمنع عناصر من جماعة حزب التحرير الإسلامي السلفية من الاحتفال بعيد الفطر بالمخالفة لقرار دائرة الإفتاء التي أعلنت أن يوم الأربعاء هو أول أيام العيد. وقال اللواء عدنان الضميري المتحدث باسم الأجهزة الأمنية ”ما قام به حزب التحرير هو محاولة لفرض رأي حزبي بأن العيد اليوم مع وجود قرار من دائرة الإفتاء أن اليوم هو المتمم لرمضان وهذا أمر مرفوض ولن نسمح بحدوثه. هذه فتنة“. وأضاف ”حاول حزب التحرير استغلال المساجد لفرض ذلك فكان لا بد من اتخاذ إجراءات بحقهم“.
وأظهرت لقطات فيديو ضرب رجال الأمن أعضاء من الحزب وكذلك اعتقال عدد آخر. وقال الضميري ”نحن عملنا على تطبيق القانون. الإفطار الجهري في رمضان ممنوع بالقانون. نحن لا نلاحق الناس في بيوتها“. ويمنع القانون الأساسي الفلسطيني الجهر بالإفطار ويعاقب على ذلك بالحبس. وقال باهر صالح المتحدث باسم حزب التحرير في فلسطين”تم اعتقال 13 شخصا من محيط مسجد الأبرار في الخليل إضافة إلى الاعتداء على البعض لمنع إقامة صلاة العيد“. وأضاف ”خلال الليل كان هناك اعتقالات أخرى في مناطق أخرى في قلقيلية وجنين“.
سوريا
على صعيد متصل أدى الرئيس السوري بشار الاسد صلاة عيد الفطر في مسجد بدمشق كما أفادت الرئاسة. وتوجه الرئيس الى غرب العاصمة الى جامع حافظ الاسد، الذي يحمل اسم الرئيس السوري الراحل، بحسب صورة نشرتها الحسابات الرسمية للرئاسة على شبكات التواصل الاجتماعي. وأدى الصلاة الى جانب مسؤولين دينيين كبار وخصوصا مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون. وأظهرت صور أخرى الرئيس السوري محاطا بعشرات المصلين لتهنئته بمناسبة عيد الفطر. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا، لا يظهر الرئيس السوري علنا الا بشكل محدود كما انه من النادر ان يغادر دمشق.
وفي السنوات الماضية شكلت الاعياد الدينية مناسبة للرئيس للظهور علنا وفي بعض الاحيان خارج العاصمة. ففي حزيران/يونيو 2018 قام بزيارة مدينة طرطوس الساحلية في غرب البلاد للمشاركة في صلاة العيد. كما قام بزيارتين رسميتين الى ايران وروسيا، حليفتا النظام السوري.
من جانب اخر تتلخص حياة السوري أبو محمد في مجموعة من القوائم.. قائمة بالأماكن التي أرغمت أسرته على النزوح منها في سوريا. وقائمة أخرى بالأسباب المختلفة لكل نزوح. ولديه أيضا قائمة بالعطلات الإسلامية التي قضاها بعيدا عن بيته. قال أبو محمد وهو جالس في حقل بقرية حزانو في الريف الشمالي لمحافظة إدلب وهي منطقة من بين آخر الأراضي التي لا يزال يسيطر عليها المعارضون المسلحون إنه لا يعرف أين سيكون في العيد القادم.
وأضاف ”الله يستر كمان من نزوح ثالث. مرحلة ثالثة. يعني أول عيد من تلات أربع سنين كنا معيدينه ببيوتنا.. العيد الماضي (العيد كان) في منطقة شكون وكان ماشي حالها.. كويسة. العيد هذا اليوم بمنطقة حزانو. الله يستر من العيد الجاي وين“. وقال إنهم عندما كانوا في منازلهم كانت لهم طقوسهم وأجواؤهم الخاصة بهم والفرحة كانت مختلفة.
وأصبح أبو محمد يعيش الآن في خيمة مصنوعة من الأغطية التي يتم خياطتها معا على مقربة من منطقة بها بعض بساتين الزيتون. وقال إن الحلوى التي كانوا يعدونها كانت لها طابعها الخاص واليوم لا يوجد شيء متاح لدرجة أنهم نسوا ذلك. وأضاف أنهم اعتادوا على زيارة المقابر قبل صلاة العيد واليوم لا يستطيعون الوصول إلى مقابر الموتى للدعاء لهم بالرحمة.
وهذا ثامن عيد فطر تشهده سوريا منذ اندلاع الحرب فيها ورابع مرة يقضي فيها أبو محمد العيد بعيدا عن بيته. وكان أحدث نزوح له هو الخامس حيث أجبر على الفرار مع تقدم القوات الحكومية. إنها قائمة أخرى بالأماكن التي حطت بها العائلة الرحال. عفرين وأعزاز في شمال سوريا.. تركيا.. أوروبا.
وقال إنهم تشردوا ولم تعد هناك فرحة بالعيد. ويعيش مئات الآلاف من الأشخاص في آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في الركن الشمالي الغربي من سوريا بعد أن فروا من مناطق أخرى من البلاد مع تقدم القوات الحكومية. وفي العام الماضي، توصل المعارضون المسلحون والقوات الحكومية إلى اتفاق لنزع السلاح برعاية روسيا حليفة الأسد وتركيا، حليفة المعارضة المسلحة. لكن الحكومة السورية وروسيا كثفتا هجوما في الشهر الماضي على المنطقة. وقتل المئات جراء القصف ونزح 270 ألف شخص في أشد أعمال العنف ضراوة منذ شهور.
ونص اتفاق العام الماضي على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب تكون خالية من جميع الأسلحة الثقيلة والمتشددين. وتشتكي موسكو، التي تحرص على مساعدة الأسد في استعادة السيطرة على الأراضي، منذ ذلك الحين من تصاعد العنف في المنطقة وقالت إن الجهاديين الذين كانوا ينتمون إلى جبهة النصرة، وهي فرع لتنظيم القاعدة، يسيطرون على مساحات شاسعة من الأراضي. وقال محمد زاهد المصري، وهو عضو في التحالف السوري للمنظمات غير الحكومية، إن 600 مدني قتلوا في الأسابيع القليلة الماضية. بحسب رويترز.
وأضاف أن 22 منشأة طبية وخمسة أسواق تعرضت للاستهداف المباشر بالإضافة إلى ستة مراكز للدفاع المدني (الخوذ البيضاء). وبعد أن عاد بين النازحين الذين لجأوا إلى حزانو، ترك أحمد شيحان، 38 عاما، كل شيء وأصبح يعيش الآن في خيمة بها 50 شخصا. وقال إن عائلات جديدة تنضم إليهم في كل يوم. وفي العيد نظم بعض المتطوعين حفلا للأطفال. وقال شيحان ”العيد عيد يعني نحنا لما في بيتنا كنا قاعدين رايحين على جيراننا قرايبينا كلنا بنعرف بعضنا. كل واحد إلو عم ابن عم قرايب بيت حماه هيك.. كله عم يروح لعنده.. مبسوط هيك ومكيف“.
عفو ملكي
الى جانب ذلك أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس الثلاثاء، بمناسبة عيد الفطر، عفوا ملكيا عن 107 أشخاص اعتقلوا على خلفية حركتين احتجاجيتين شهدهما المغرب بين عامي 2016 و2018. وأوضح بيان لوزارة العدل أن العفو شمل 60 معتقلا دينوا على خلفية "حراك الريف"، و47 آخرين دينوا في إطار احتجاجات جرادة. ويتعلق العفو بـ"مجموعة من المعتقلين الذين لم يرتكبوا جرائم أو أفعالا جسيمة في هذه الأحداث"، بحسب البيان الذي نشرته وكالة الأنباء المغربية.
ولم يتسن الحصول من وزارة العدل على معطيات حول أسماء المشمولين بالعفو أو العقوبات التي كانوا مدانين بها. وأشار البيان إلى أن العفو جاء "اعتبارا من جلالة الملك للظروف العائلية والإنسانية للمدانين". وحملت الحركة الاحتجاجية المعروفة بـ"حراك الريف" مطالب اجتماعية واقتصادية طوال أشهر، بين خريف 2016 وصيف 2017، فيما اتهمتها السلطات بخدمة أجندة انفصالية والتآمر للمس بأمن الدولة. وخرجت أولى التظاهرات احتجاجا على حادث أودى ببائع السمك محسن فكري.
وكانت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء قد أيدت مطلع أبريل/نيسان أحكاما بالسجن عشرين عاما بحق "زعيم" حراك الريف ناصر الزفزافي (39 سنة) وثلاثة من رفاقه، بعد إدانتهم بتهم عدة بينها "التآمر للمس بأمن الدولة". وراوحت بقية الأحكام الابتدائية التي أكدتها المحكمة والصادرة في يونيو/تموز الماضي، بين السجن سنة واحدة و15 عاما، إضافة إلى تأكيد سجن الصحافي حميد المهداوي ثلاث سنوات على خلفية تغطيته الحراك. وأدين نشطاء آخرون بأحكام متفاوتة في محاكم أخرى على خلفية تظاهرات الحراك، من دون أن يعرف عددهم على وجه الدقة.
وطالبت هيئات حقوقية مغربية وأجنبية وأحزاب سياسية بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين، معتبرة أن مطالبهم كانت مشروعة. وشهدت مدينة جرادة هي الأخرى حركة احتجاجية بعد مصرع عاملين في آبار فحم مجهورة نهاية 2017. وطالبت احتجاجات استمرت حتى ربيع 2018 ببدائل اقتصادية لصالح سكان المدينة المنجمية سابقا، تحول دون اضطرارهم إلى المخاطرة بحياتهم في مناجم غير قانونية. وقال دفاع نشطاء جرادة عبد الحق بنقادة لوكالة الأنباء الفرنسية إن "47 يطابق عدد المعتقلين الذين لا يزالون رهن الاعتقال، بينما أنهى آخرون مدد سجنهم أو خفضت عقوباتهم في الاستئناف". بحسب فرانس برس.
وأشار إلى أن "نحو 70 شخصا دينوا في هذا الملف بعقوبات أقصاها 5 سنوات سجنا". وسبق للعاهل المغربي أن أصدر في أغسطس/آب 2018 عفوا شمل 188 شخصا دينوا بأحكام متفاوتة في محاكم مختلفة على خلفية حراك الريف، كانت عقوباتهم تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام. كما أفرج نهاية مايو/أيار عن 4 معتقيلن أنهوا مدة سجنهم (عامان) ويرتقب أن يفرج خلال الأسبوعين المقبلين عن 5 آخرين، بحسب محاميهم محمد أغناج.
الخيانة الخبيثة
في السياق ذاته انتقد المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي الأربعاء الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط ووصفها بأنها "خيانة للأمة الإسلامية"، داعيا دول الخليج إلى عدم دعمها. وتستعد واشنطن لطرح الشق الاقتصادي من خطتها المنتظرة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين والتي تعرف ب"صفقة القرن"، في مؤتمر في البحرين في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقال خامنئي في خطبة صلاة عيد الفطر بها التلفزيون مباشرة "إن الهدف من هذا المؤتمر هو تحقيق خطة الخيانة الخبيثة الامريكية المسماة صفقة القرن"، بحسب وكالة ارنا الرسمية للأنباء. وأضاف أن "صفقة القرن لن تتحقق وهذه الصفقة خيانة للأمة الإسلامية ولن ترى النور". وتابع ان "زعماء بعض البلدان الاسلامية يمهدون الأرضية لتطبيق صفقة القرن" مؤكدا أن "خيانة بعض البلدان الإسلامية للقضية الفلسطينية تستدعي الانتباه". وقال خامنئي إن "على حكام السعودية والبحرين أن يعرفوا أنهم دخلوا مستنقعا لا نهاية له".
ورفض الفلسطينيون الخطة التي يقودها جاريد كوشنر، صهر الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ويقولون ان سياسات البيت الأبيض منحازة بشكل واضح لإسرائيل. وستكشف الولايات المتحدة عن الجوانب الاقتصادية للخطة في مؤتمر في المنامة في 25 و26 حزيران/يونيو، الا أنها قالت إن الخطة السياسية لن تُطرح إلا "عندما يكون الوقت مناسبا".
اضف تعليق