q
على الرغم من مرور أكثر من 100 يوم على جريمة قتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، والتي وقعت في القنصلية السعودية في إسطنبول، ماتزال هذه القضية محط اهتمام العديد من الاوساط السياسية والاعلامية في الولايات المتحدة الامريكية، التي تربطها علاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية...

على الرغم من مرور أكثر من 100 يوم على جريمة قتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، والتي وقعت في القنصلية السعودية في إسطنبول، ماتزال هذه القضية محط اهتمام العديد من الاوساط السياسية والاعلامية في الولايات المتحدة الامريكية، التي تربطها علاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية، ففي الوقت الذي يرفض فيه الرئيس دونالد ترامب وقف الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، دعت بعض الجهات والشخصيات السياسية ومنها رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر، إلى فرضِ عقوبات على الرياض على أعلى مستويات الحكومة في حال ثبوث تورطها في قضية الاختفاء، فيما يعكف أعضاءٌ آخرون على تفعيلِ قانون ماغنيتسكي في معرض دفعهم بهذا الاتجاه.

ويرى بعض المراقبين ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، يسعى الى الاستفادة بشكل كبير من هذه القضية، التي يرى البعض انها تمت بتوجيهات مباشرة من والي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقال السناتور الجمهوري الأمريكي لينزي جراهام إن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية لا يمكن أن تتقدم لحين ”التعامل“ مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، دون أن يوضح ما يقصد.

وقال جراهام أيضا إن الكونجرس سيعيد فرض عقوبات على الضالعين في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وقال جراهام ”العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية لا يمكن أن تتقدم إلى حين التعامل مع ولي العهد محمد بن سلمان“. وكان خاشقجي صحفيا سعوديا بارزا مقيما في الولايات المتحدة يكتب مقالات لصحيفة واشنطن بوست. وقُتل في القنصلية السعودية في اسطنبول في شهر أكتوبر تشرين الأول. ونفت الرياض في بادئ الأمر علمها باختفاء خاشقجي ثم قدمت روايات متناقضة شملت قتله في عملية خرجت عن مسارها.

وقال مسؤولون سعوديون إن ولي العهد لم يكن يعرف شيئا عن الجريمة. وقالت السعودية العام الماضي إن 21 سعوديا احتجزوا على صلة بقضية خاشقجي، أحيل منهم 11 للمحاكمة بعد توجيه اتهامات لهم. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على 17 مسؤولا سعوديا في نوفمبر تشرين الثاني لدورهم في مقتل خاشقجي. وصوت مجلس الشيوخ في ديسمبر كانون الأول على المضي قدما في قرار إنهاء الدعم العسكري الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن وتعهد النواب بالعمل على فرض عقوبات على المملكة في العام الجديد.

100 يوم

وفي هذا الشأن أحيا برلمانيون جمهوريون وديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي، إلى جانب صحافيين وحقوقيين، ذكرى مرور مئة يوم على مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. واعتبرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أن اغتيال خاشقجي "إهانة للبشرية". إلى جانب أصدقاء لجمال خاشقجي ومنظمات مدافعة عن حرية الصحافة، أحيا برلمانيون جمهوريون وديمقراطيون، الخميس في الكونغرس ذكرى مرور مئة يوم على اغتيال الصحافي السعودي في قنصلية بلاده بإسطنبول.

وفي القاعة التي تصدرتها صورة خاشقجي، بدأ إحياء الذكرى بالوقوف دقيقة صمت على روح الصحافي الذي قتل في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وكان خاشقجي مقربا من دوائر السلطة في السعودية، قبل أن يتحول إلى منتقد لولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقد قتل وقطعت جثته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، في عملية أكدت الرياض بعد أسابيع من النفي أن عناصر نفذوها "خارج إطار صلاحياتهم". وقالت الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إن "اغتيال خاشقجي عمل بغيض وإهانة للبشرية". وتابعت "إذا قررنا أن المصالح التجارية يجب أن تسحق تصريحاتنا وأفعالنا، فعلينا أن نقر بأننا فقدنا كل سلطة أخلاقية لإدانة فظائع في أي مكان في العالم".

وأكد فريد ريان، رئيس مجلس إدارة صحيفة "واشنطن بوست" التي كان خاشقجي يكتب فيها، إن مقتل الصحافي السعودي "أثر بعمق على زملائه". وتابع "لكن الأمر لا يتعلق بقتل صحافي بريء فحسب"، معتبرا أن "اغتيال جمال يدخل في إطار هجمات متنامية على حرية الصحافة يشنها طغاة في كل أنحاء العالم". بحسب فرانس برس.

من جهتها، تحدثت مديرة منظمة "مراسلون بلا حدود" في أمريكا الشمالية مارغو إيوين عن وجود "صحافيين ومدونين وعاملين في وسائل إعلام يعيشون كل يوم تحت التهديد". وقالت "دعونا نؤكد معا أن من دفع، مثل جمال، الثمن الأكبر، لن تذهب تضحياته سدى". بدورها، كانت منظمة العفو الدولية غير الحكومية قد دعت الخميس إلى فتح تحقيق دولي حول مقتل خاشقجي تحت إشراف الأمم المتحدة.

مطالب رسمية

من جانب اخر طالب مشرعون أمريكيون واشنطن بتحميل السعودية مسؤولية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة باسطنبول وتعهدوا بأن يتحرك الكونجرس إذا لم تحرك إدارة الرئيس دونالد ترامب ساكنا. وعبر الديمقراطيون عن أسفهم لعدم صدور رد قوي من إدارة ترامب على مقتل خاشقجي، قائلين إن الروابط الاستراتيجية أو التجارية مع السعودية يجب ألا تنتصر على القيم الديمقراطية مثل حرية التعبير.

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ”إذا قررنا أن المصالح التجارية تتخطى البيانات التي نصدرها والأفعال التي نقوم بها، فيتعين علينا حينئذ الاعتراف بأننا فقدنا كل ما لدينا من سلطة أخلاقية“. وففي ديسمبر كانون الأول، انضم عدد من رفاق ترامب الجمهوريين إلى الديمقراطيين في تحدي الرئيس وأقروا تشريعين في مجلس الشيوخ لإنهاء الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن وتحميل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مسؤولية قتل خاشقجي.

لكن مجلس النواب لم يقر التشريعين بسبب سيطرة الجمهوريين عليه في ذلك الوقت، غير أن الديمقراطيين يعتزمون إثارة القضية مرة أخرى بعد فوزهم بأغلبية في مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر تشرين الثاني. ووصف مايك مكول أكبر عضو جمهوري بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مقتل خاشقجي بأنه ”انتكاسة كبرى“ في العلاقات. وقال ”يتعين إحداث تغييرات“.

أما رئيس اللجنة الديمقراطي إليوت إنجيل فقال أنه يعتزم عقد جلسات بشأن العلاقات مع السعودية في الأسابيع المقبلة. وتعتقد المخابرات الأمريكية بأن الأمير محمد بن سلمان أمر بعملية لقتل خاشقجي. وربط مسؤولون أتراك كبار أيضا مقتله بأعلى مستويات القيادة في المملكة. وينفي المسؤولون السعوديون الاتهامات بأن ولي العهد أمر بالقتل. وأبلغ ترامب، الذي تجمعه علاقة وثيقة بولي العهد السعودي، بأنه يقف إلى جانب الأمير محمد على الرغم من تقييم وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه). بحسب رويترز.

من جانبها استنكرت السعودية قرارين صادرين عن مجلس الشيوخ الأمريكي يدعو أحدهما لإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للحرب في اليمن ويلقي الآخر بمسؤولية قتل الصحفي جمال خاشقجي على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقالت المملكة إن الموقف بُني على ”ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة“. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن المملكة ”تؤكد على رفضها التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية أو التعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده... بأي شكل من الأشكال أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها“. وقال بيان وزارة الخارجية السعودية ”تأمل المملكة ألا يتم الزج بها في الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية، منعا لحدوث تداعيات في العلاقات بين البلدين يكون لها آثار سلبية كبيرة على العلاقة الاستراتيجية المهمة بينهما“.

فريق ترامب يدافع

دافع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مجددا عن العلاقات التي تربط بين الولايات المتحدة والسعودية لأسباب تتعلق بالأمن القومي بعد تصويت مجلس الشيوخ على قرار لإنهاء الحرب التي يشنها تحالف بقيادة المملكة في اليمن. وقال بومبيو خلال مؤتمر صحافي "نكن لالتأكيد احتراما كبيرا لما تقوم به السلطة التشريعية، ونحن على اتصال مستمر مع أعضاء في الكابيتول لنتفهم مخاوفهم".

وأضاف ان الإدارة الأميركية تبذل "ما بوسعها لشرح سياساتنا وكيف بامكاننا ضمان السياسة الصحيحة للولايات المتحدة والحفاظ على بلدنا آمنا"، مشيرا إلى أن "مخاطر حقيقية على الولايات المتحدة" من ايران التي تتحالف مع الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء. ويشير بومبيو إلى أن "الرئيس ترامب كان واضحا للغاية بشأن أهمية محاسبة أولئك الذين قتلوا جمال خاشقجي، ولكن مع أهمية حماية المواطنين الأمريكيين".

واستكمل بأن "هناك مئات الآلاف من الإيرانيين الذين قتلوا، وكانوا متورطين في جميع أنحاء الشرق الأوسط. هناك خطر حقيقي على الولايات المتحدة الأمريكية. ستذكرون أن الإيرانيين وأجهزتهم المتفجرة قتلوا المئات من الجنود الأمريكيين. والرئيس ترامب عازم على التأكد من أننا نحمي أمريكا، مع محاسبة كل أولئك الذين ارتكبوا القتل الشنيع لجمال خاشقجي".

وعبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق عن دعمه لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على الرغم من تقييم وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) الذي يفيد بأنه أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي ومناشدات من أعضاء بمجلس الشيوخ له بالتنديد بحاكم المملكة الفعلي. ورفض ترامب التعليق على ما إذا كان الأمير محمد متورطا في القتل، لكنه أبدى ربما أوضح دعم له لولي عهد السعودية منذ مقتل خاشقجي. وقال”هو زعيم السعودية. وهي حليف جيد للغاية“. بحسب رويترز.

وفي خطوة تاريخية صوت أعضاء مجلس الشيوخ بأغلبية 56 صوتا مقابل 41 لإنهاء الدعم العسكري للحملة التي تقودها السعودية في اليمن. وهذه هي المرة الأولى التي يؤيد فيها أي من مجلسي الكونجرس خطوة لسحب القوات الأمريكية من مشاركة عسكرية في الخارج بموجب قانون صلاحيات الحرب. وتم سن القانون عام 1973 خلال حرب فيتنام ويحد من قدرة الرئيس على الالتزام بالمساهمة بقوات أمريكية في أعمال قتالية محتملة دون موافقة الكونجرس. وانضم سبعة أعضاء من الحزب الجمهوري الذي ينتمي له ترامب إلى الديمقراطيين لدعم الخطوة.

وقال عضو مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري بوب كوركر ويرأس لجنة العلاقات الخارجية وهو أحد رعاة القرار ”بالإجماع... قال مجلس الشيوخ الأمريكي إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مسؤول عن قتل جمال خاشقجي. هذا إعلان قوي. أعتقد أنه يعبر عن القيم التي نتمسك ونعتز بها“. وكان ترامب قال إنه يريد من واشنطن الوقوف إلى جانب الحكومة السعودية وولي العهد وتعهد باستخدام الفيتو ضد مشروع قانون صلاحيات الحرب.

وحين طلب منه التعليق على مشروع قانون خاشقجي قال متحدث باسم البيت الأبيض إلى العقوبات التي فرضت على 17 سعوديا فيما يتصل بقتله. وأضاف ”مصالحنا الاستراتيجية المشتركة مع المملكة العربية السعودية قائمة وما زلنا نرى أن من الممكن تحقيق هدفي حماية أمريكا ومحاسبة المسؤولين عن القتل“.

اضف تعليق


التعليقات

الكاتب الأديب جمال بركات
مصر
أحبائي
أكره حديث السياسة لكن لي كلمة قد لاتنشر في هذه القضية
لابد أن يتم النظر الى هذه الأحداث بشيء بسيط من الواقعية
السعودية في حاجة الى أمريكا لكن أمريكا في حاجة أكثر الى السعودية
وفي السياسة ولغتها الأمور تتم على أرض الواقع خضوعا للإتجاهات المصلحية
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم الى حسن الحديث وآدابه....واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
جمال بركات...مركز ثقافة الألفية الثالثة2019-01-26