q
في خطوة مفاجئة أعلنت نيكي هيلي سفيرة واشنطن بالأمم المتحدة استقالتها من منصبها، وهو ما اثار الكثير من الاسئلة والاستفسارات خصوصا وان هيلي قد دخلت ضمن قائمة طويلة من كبار الموظفين الذين رحلوا عن إدارة ترامب، ومن بينهم وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون...

في خطوة مفاجئة أعلنت نيكي هيلي سفيرة واشنطن بالأمم المتحدة استقالتها من منصبها، وهو ما اثار الكثير من الاسئلة والاستفسارات خصوصا وان هيلي قد دخلت ضمن قائمة طويلة من كبار الموظفين الذين رحلوا عن إدارة ترامب، ومن بينهم وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون الذي أقيل من منصبه في مارس آذار وستيف بانون كبير الخبراء الاستراتيجيين لدى ترامب والذي رحل عن منصبه في أغسطس آب 2017.

وهيلي (46 عاما) هي ابنة مهاجرين هنديين وكانت تشغل منصب حاكمة ولاية ساوث كارولاينا. ورغم نشأتها كإحدى أفراد طائفة السيخ فقد اعتنقت المسيحية وهي في العشرينيات من عمرها وتتمتع بشعبية كبيرة بين المحافظين المتدينين في الجنوب. وكثيرا ما كان ينظر لها على أنها مرشحة محتملة في الانتخابات الرئاسية عام 2020. لكنها قالت في خطاب استقالتها لترامب إنها ”قطعا لن تكون مرشحة لأي منصب في 2020“ وستدعم إعادة ترشحه. وقالت”لا لن أترشح في 2020“.

وأضافت أنها لم تحدد بعد خططا للمستقبل ولم تذكر سببا للاستقالة لكن ترامب قال إنها أبلغته قبل نحو ستة أشهر أنها تفكر في الرحيل بنهاية العام لنيل قسط من الراحة. وقد يوحي صعود هيلي السريع من حاكمة لولاية جنوبية إلى الساحة الدولية بأنها تملك طموحا سياسيا كبيرا. وأغدق ترامب الثناء على هيلي واصفا فترة عملها في الأمم المتحدة بأنها ”رائعة“ و ”مذهلة“. وقبل استقالتها قائلا إنه سيعين خلفا لها خلال أسبوعين أو ثلاثة.

وكانت هيلي واجهة سياسة ”أمريكا أولا“، التي تبناها ترامب، في الأمم المتحدة وقادت انسحاب واشنطن من عدة برامج تابعة للمنظمة الدولية كما دافعت بقوة عن سياسات ترامب المتشددة تجاه إيران وكوريا الشمالية بسبب برامجهما النووية. قال ترامب ”قامت بعمل مذهل. إنها شخص رائع. والأهم أنها شخص يدرك الأمور.. قامت بعمل مذهل وقمنا بعمل مذهل معا“.

وقالت بعض وسائل الاعلام الأمريكية منها شكبة"سي إن أن" إن العالم السياسي صُدم وتفاجئ من استقالة نيكي هيلي، وذكرت الشبكة الأمريكية أن المسؤولين في البيت الأبيض أصيبوا بصدمة كبيرة عندما سمعوا الخبر، فقال مصدر في المكتب البيضاوي إن مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو لم يصدقوا الأمر عند علمهم. توضح الشبكة أنه حتى الآن لم يعلم أحد لماذا قررت هيلي الاستقالة والرحيل من منصبها، رغم أنها من القلة الذين لا يزالون يلقون استحسان ترامب، ولم يتورطوا معه في مشاكل.

وترى الشبكة الأمريكية في تقرير خاص ان احد نظريات استقالة هيلي ربما يكون بسبب تحجيمها من قبل بعض المسؤولين مثل بولتون وبومبيو يعلم الجميع أن مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية الأمريكية يتبنيان سياسة خارجية متشددة، وبينما كانت هيلي متشددة بدورها أيضًا في الأمم المتحدة، أفادت تقارير أنها كانت الصوت الذي يحث إلى المزيد من الاعتدال في الإدارة الأمريكية.

تُشير سي إن إن إلى أن هيلي تمكنت من تحقيق نجاح كبير في الإدارة الأمريكية، واستطاعت تجنب حدوث أي صدام بينها وبين الرئيس الأمريكي. ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أن الأمور كانت تسير على خير ما يرام، حتى أبريل الماضي، عندما تسرعت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة وأعلنت عن اعتزام ترامب بفرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، وهذا ما أثار غضب عدة مسؤولين بارزين، من بينهم وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي.

اما النظرية الثانية فترى الشبكة ان هيلي تريد ترشيح نفسها في الرئاسة هناك توقعات بأنها تريد ترشيح نفسها للرئاسة إما في عام 2020 أو 2024، وزادت هذه التوقعات بعد اصطحابها مستشارها الأكثر ثقة جون ليرنر معها إلى البيت الأبيض. وتقول "سي إن إن" إن هيلي شخصية ذكية جيدًا وقرارها بالترشح الانتخابات المقبلة أمام ترامب قرارًا حكيمًا، لاسيما وأن استطلاعات الرأي تكشف انخفاض معدل شعبيته. تتوقع الشبكة الأمريكية أن هيلي، حال قررت ترشحها للرئاسة، ستكون مرشحة الحزب الجمهوري الأوفر حظًا، ومن المرجح أن تتفوق على الرئيس الأمريكي الحالي.

تكهنات في واشنطن

تخرج سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي من إدارة الرئيس دونالد ترامب كأبرز امرأة في الحكومة، وسط تكهنات بأنها قد تصبح مرشحة محتملة للحزب الجمهوري الذي يواجه صعوبات في جذب أصوات النساء. وحاولت هيلي (46 عاما) أثناء إعلانها الاستقالة الذي جاء مفاجئا قطع الحديث عن احتمال خوضها انتخابات الرئاسة عام 2020 ومنافسة ترامب في مسعاه لفترة ولاية ثانية.

لكن ذلك لم يمنع واشنطن من بدء جولة جديدة في لعبة التكهنات داخل أروقة الساحة السياسية: من سيترشح لماذا؟ فكل المناصب مطروحة على الطاولة من منصب الرئيس ومنصب نائب الرئيس إلى عضوية مجلس الشيوخ. ومن يعرفون هيلي في الوقت الذي كانت تتولي فيه منصب حاكمة ساوث كارولاينا وتحظى بشعبية كبيرة يرون أنها في وضع متميز جدا. وقال روب جودفري المساعد السياسي السابق في ساوث كارولاينا ”ما قامت به كسفيرة لدى الأمم المتحدة لا يعزز فقط ملفها الشخصي، القوي بالفعل، بل يعزز كذلك ملف الوظيفة ذاتها، وقد تركت مكانا اتسع بحيث يصعب ملؤه“.

وتلقت هيلي إشادات بأدائها في منصبها بالأمم المتحدة. فقد أظهر استطلاع أجرته جامعة كونيبياك في أبريل نيسان أن 63 بالمئة من المشاركين أقروا أداء هيلي 55 بالمئة منهم من الديمقراطيين. ولم توضح هيلي سبب استقالتها، مشيرة فقط إلى رغبتها في أخذ قسط من الراحة. وفي خطاب الاستقالة أشارت إلى عودتها للقطاع الخاص. ولا يتوقع الكثيرون ممن تابعوها على مر السنين أن تترك الساحة العامة لفترة طويلة.

وقال جوردان راجوسا أستاذ العلوم السياسية بكلية تشارلستون في ساوث كارولاينا ”التفسير الأكثر ترجيحا هو أنها تريد أن تنأى بنفسها بعض الشيء عن ترامب قبل الترشح للرئاسة“. وتبدو الآن هيلي، التي لم تكن لديها خبرة تذكر في الدبلوماسية قبل منصبها بالأمم المتحدة، مرشحة الأحلام.. تلك التي توصلت إلى طريقة للعمل مع ترامب، طليق اللسان، دون أن تسرق منه الأضواء، لكنها كانت أيضا لا تتورع عن الاعتراض في المسائل التي تعنيها. فقد أشادت بالنساء اللائي تقدمن باتهامات عن سوء سلوك الرجال الجنسي، وقالت إنه يتعين سماع أصواتهن حتى وإن كن يتهمن ترامب نفسه.

واتخذت موقفا أكثر تشددا من رئيسها فيما يتعلق بروسيا. وفي أعقاب احتجاجات عنيفة للقوميين البيض في تشارلوتسفيل في فرجينيا دعت طاقم العاملين معها لنبذ الكراهية، وهو موقف اعتبر متعارضا مع رد فعل ترامب. وأثارت استقالة هيلي أيضا تكهنات بأن تحل محل لينزي جراهام في عضوية مجلس الشيوخ عن ساوث كارولاينا وهو احتمال هون ترامب من شأنه. وتتردد الأحاديث في واشنطن عن أن ترامب، إذا اختار تعيين جراهام ليحل محل وزير العدل جيف سيشنز بعد انتخابات التعديل النصفي يوم السادس من نوفمبر تشرين الثاني، فسيكون هنري مكماستر حاكم ساوث كارولاينا هو المسؤول عن اختيار البديل حتى انتخابات عام 2020. وكان مكماستر من قبل الرجل الثاني في الولاية بعد هيلي.

ورغم الحبل المشدود الذي تسير عليه هيلي في التعامل مع ترامب، سرعان ما ثارت التكهنات في واشنطن عن أن الرئيس قد يتخلى عن نائبه مايك بنس ويختار هيلي للترشح معه على منصب نائب الرئيس في انتخابات 2020. وقالت كارين فلويد الرئيسة السابقة للحزب الجمهوري في ساوث كارولاينا ”السفيرة هيلي أمامها مستقبل سياسي مديد ربما يشمل منصب نائب الرئيس أو ما هو أعلى“.

ويعاني ترامب من انخفاض نسبة النساء بين مؤيديه، فنسبة كبيرة من الناخبات لا تؤيدن أداءه في المنصب ويمكن لترشيح هيلي أن يكسبه المزيد من أصوات النساء. وقالت كلير ووفورد أستاذة العلوم السياسية بكلية تشارلستون في ساوث كارولاينا ”يمكنني بالتأكيد رؤية العديد من الطرق التي يمكنها بها تعزيز القائمة“. بحسب رويترز.

لكن الاستراتيجي الجمهوري ريك تايلر وصف فكرة أن تحل هيلي محل بنس بأنها ”بعيدة المنال“ وقال إن مستقبلها مشرع الأبواب، لكنه شكك في احتمال أن تنضم مرة أخرى للإدارة. وحتى فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، الذي كثيرا ما تشاحنت هيلي معه، قال إنها ستعاود الظهور على الساحة السياسية. وأضاف ”إنها صغيرة السن ونشيطة وطموحة. أعتقد أننا سنراها بعد استراحتها المستحقة بشدة التي أشارت إليها“.

ولدت نيمراتا "نيكي" رانداوا عام 1972 في بامبيرغ في كارولينا الجنوبية، وصعدت بسرعة الى المسرح السياسي في الولاية عبر تمثيلها في مجلس النواب بين عامي 2005 و2011 حتى انتخابها حاكمة. وذكرت تقارير أنّه تم النظر في اختيارها كمرشحة لمنصب نائب الرئيس في حملة الجمهوري ميت رومني خلال السباق الرئاسي عام 2012. وعُرفت نيكي في الولاية بأفكارها المحافظة وصراحتها المطلقة وإن باسلوب سلس.

ولفتت انتباه الأميركيين على الصعيد الوطني عام 2015 بعد دعمها إزالة علم الاتّحاد من مقرّ الولاية الذي يعتبر رمز الجنوب الأميركي بعد أن قام رجل أبيض بإطلاق النار على كنيسة للسود وقتل تسعة من أبناء رعيّتها. وهايلي متزوجة من مايكل هايلي وهو ضابط في الحرس الوطني في كارولينا الجنوبية ولهما طفلان.

شعور مختلف

على صعيد متصل ومنذ تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه وهو يكيل للأمم المتحدة عبارات الذم والاستهانة وعين السياسية نيكي هيلي سفيرة لبلاده في المنظمة الدولية لتنفذ جدول أعماله المخل بنظامها. لكنها أثبتت لترامب أيضا أن الأمم المتحدة تخدم أهدافه لاسيما حين يتعلق الأمر بكوريا الشمالية. وكان المثال الذي قدمته هيلي لترامب في مكالمة هاتفية في يونيو حزيران هو موافقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع على فرض عقوبات مشددة ثلاث مرات في العام الماضي للضغط على بيونجيانج من أجل الدخول في محادثات حول إلغاء برنامجها النووي.

وتذكرت هيلي في مقابلة مع رويترز أنها قالت لترامب ”لولا الأمم المتحدة لما كنا في الوضع الذي نحن فيه الآن مع كوريا الشمالية لأن تلك كانت هي الطريقة الوحيدة لحمل المجتمع الدولي لتبني موقفنا“. وتعتقد الولايات المتحدة ودول أخرى أن العقوبات ساعدت في حمل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون على الموافقة على مقابلة ترامب في قمة تاريخية عقدت في سنغافورة في يونيو حزيران الماضي. وقالت هيلي إن ترامب سألها عن رأيها في الأمم المتحدة بعد مرور 17 شهرا على شغلها المنصب وبعد أن أصبحت الولايات المتحدة أول دولة تنسحب من مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة. وأضافت أنها رددت سلسلة من الشكاوى فقالت:

”بيروقراطية بدرجة لا تصدق وهي تهدر أموالا كثيرة وبها بعض المواقف المنحازة حقا ضد إسرائيل بل وضدنا في بعض الأحيان وهي تتجاهل الكثير مما يحدث ويحتاج للاهتمام به“. وتصور رواية هيلي لما دار في المكالمة الهاتفية الكيفية التي توجه بها الرئيس الذي يتجنب المنتديات والمعاهدات الدولية التي ساهمت الولايات فيها على مدار عشرات السنين. وعندما تولى ترامب منصبه وصف الأمم المتحدة بأنها ”مجرد ناد يلتقي فيه الناس معا ويتحدثون ويقضون وقتا طيبا“.

وقد قال بعض الدبلوماسيين إنهم يرون في هيلي الحاكم السابق لولاية ساوث كارولاينا الوجه المستقر للسياسة الخارجية الأمريكية. ويقول البعض إنهم يتطلعون إلى ما ستقوله من باب التوضيح عندما يحتارون فيما يقوله ترامب. وقالت هيلي ”مهمتي هي توضيح كل شيء تفعله الإدارة حتى لا يتساءل أحد عن موقفنا. أردت على الدوام التأكد من عدم وجود اللون الرمادي. وأن كل شيء أبيض وأسود“.

ووصف ريتشارد جوان خبير الأمم المتحدة لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية مهمة هيلي بأنها ”إقناع عامة الناس بمواقف الإدارة المناهضة للأمم المتحدة“. لفترة طويلة ظلت هيلي تقف من روسيا في العلن موقفا أكثر تشددا من موقف رئيسها. ففي مايو أيار وصفت السياسة التوسعية الروسية في أوكرانيا بأنها ”مشينة“ وقالت إن الموقف الأمريكي ”لن يهتز“. غير ان ترامب حث مجموعة السبع بعد أيام على إعادة روسيا إلى اجتماعات المجموعة بعد طردها منها بسبب ضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا إلى أراضيها عام 2014.

وقبل أسبوعين من القمة التي عقدها ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي في 16 يوليو تموز قالت هيلي ”ما يقوله الرئيس في الأساس هو أن وجود اتصال بيننا أفضل من عدمه“. ثم تحولت القمة إلى كابوس للبيت الأبيض عندما قبل ترامب في مؤتمر صحفي مشترك نفي بوتين للتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية رغم مخالفته لما توصلت إليه وكالات المخابرات الأمريكية. وطغت عاصفة التنديد السياسية في واشنطن على الرسالة التي حاول ترامب توصيلها أن من الضروري تحسين العلاقات بين البلدين بعد وصولها لأدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.

كما تسببت الخلافات حول روسيا في بعض الاحتكاكات العلنية النادرة بالنسبة لهيلي داخل الإدارة عندما أعلنت في ابريل نيسان أن واشنطن ستفرض عقوبات على موسكو لدعمها للحكومة السورية. ثم قرر ترامب عدم المضي قدما في هذا السبيل. وقالت ”من حق الرئيس تماما أن يغير رأيه وله كل الحق“. وأضافت أن ترامب لم يثر تلك المسألة معها قط. ويصفها نظراؤها في الأمم المتحدة بأنها ذات شخصية آسرة لكنها في غاية الحزم. أم هي فترى نفسها مقاتلة. وقالت ”لا أرى (دوري) منفذة لسياسة ’أمريكا أولا‘ بل أراه الدفاع عن أمريكا لأنني أشعر كل يوم وكأنني أرتدي درع الحرب. كل ما في الأمر أنني لا أعرف من سأنازله في ذلك اليوم“. بحسب رويترز.

وقد رسمت هيلي لنفسها دورا رفيعا في إدارة ترامب من اللحظة التي عرض فيها المنصب عليها وقالت للرئيس إنها لن تقبله إلا إذا أصبحت عضوا في الحكومة ومجلس الأمن القومي. وقال دبلوماسي غربي رفيع طلب عدم نشر اسمه مثل كل من حاورتهم رويترز في الأمم المتحدة ”لها عين وأذن تدركان مسار السياسة في قضية ما“. وساعدت هذه الخصائص في وضع هيلي ذات الستة والأربعين عاما والأم لاثنين على قائمة المرشحين المحتملين للرئاسة عن الحزب الجمهوري. وترفض هي ما يتردد في هذا الصدد قالت إن هذا الأمر لم يطرح للنقاش مع ترامب الذي ينوي ترشيح نفسه لفترة رئاسة ثانية في 2020 ”لأنه يعلم أنه ليس بحاجة لإثارته“.

قضايا ساخنة

الى جانب ذلك فتحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي النار على الدول العربية في إطار تعليقها على واقع النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل، معتبرة أنها لا تبذل جهدا كافيا "للمساعدة فعلا "في إرساء السلام بالمنطقة. وصرحت هايلي في الاجتماع سابق لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط "حان الوقت لتساعد دول المنطقة الشعب الفلسطيني بشكل فعلي بدل إلقاء الخطابات من على بعد آلاف الكيلومترات".

وتابعت المسؤولة الأمريكية "أين الدول العربية حين يجب تشجيع المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وهو أمر أساسي للسلام؟ أين الدول العربية حين يجب التنديد بإرهاب (حركة)حماس؟ أين الدول العربية حين يصبح ضروريا دعم التسويات من أجل السلام؟". وردت هايلي أيضا على اتهام بلادها بعدم الاهتمام بالفلسطينيين، مشيرة إلى أنه إضافة إلى مساعدتها المالية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قدمت واشنطن العام الفائت300 مليون دولار على شكل مساعدة ثنائية، ما يوازي منذ 1993 أكثر من ستة مليارات دولار مساعدة ثنائية للفلسطينيين".

وتابعت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة بسخرية "كم أعطت الدول العربية للفلسطينيين، علما بأن بعضها ثري؟ من المؤكد أنها لم تعط بمقدار ما فعلت الولايات المتحدة". وفي المقابل، رد السفير السعودي عبد الله المعلمي في مداخلته مؤكدا أن المملكة "قدمت خلال العقدين الأخيرين ستة مليارات دولار للفلسطينيين على شكل مساعدة إنسانية ومساعدة في التنمية ووسائل إغاثة". وأوضح الدبلوماسي السعودي أنه بالنسبة لأونروا، فقد بلغت قيمة المساعدة "مليار دولار"للفترة نفسها.

وصرحت هايلي أيضا "العام الفائت، كانت مساهمة إيران والجزائر وتونس في أونروا صفرا"، من دون أن تشير إلى تقليص واشنطن لمساهمتها المالية في الوكالة هذا العام بشكل كبير. إلى ذالك، دعا السفير الفرنسي فرانسوا دولاتر نظيرته الأمريكية إلى الرجوع عن ذلك القرار، وقال "انطلاقا من دورها التاريخي في الاستقرار الإقليمي، ندعو الولايات المتحدة وديا إلى تحمل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها في هذا الموضوع الحيوي"بهدف المساعدة في سد عجز الأونروا المقدر بأكثر من مائتي مليون دولار. بحسب فرانس برس.

وأمام الصحافيين، أعرب سفير السويد أولوف سكوغ والذي يتولى رئاسة مجلس الأمن خلال تموز/يوليو، عن خيبة أمله من السياسة الأمريكية، وصرح "يحدثوننا منذ عام عن خطة ولم نرها بعد.عدم امتلاك خطة ذات صدقية يمثل مشكلة". من جهته، دعا السفير الإسرائيلي داني دانون إلى إدانة حماس دوليا، فيما ندد نظيره الفلسطيني رياض منصور بـ"فصل عنصري" يمارس بحق الفلسطينيين عبر قانون "الدولة القومية اليهودية "الذي أقر مؤخرا. كما اعتبر مساعد السفير الروسي ديمتري بوليانسكي أن "الحل الوحيد يكمن في حوار مباشر بين الجانبين"، لافتا إلى أن بلاده عرضت استضافة قمة إسرائيلية فلسطينية وقد وافق الفلسطينيون على هذه الفكرة.

اضف تعليق