q
سعت إسرائيل ومنذ اندلاع الصراع الداخلي في سوريا، الى تعزيز نفوذها في هذا البلد المهم والقريب من حدودها، حيث عمدت كغيرها من الدول الاخرى الى دعم ومساعدة بعض الجماعات المسلحة والقيام بأعمال عسكرية داخل الاراضي السورية، ازدات بشكل كبير بعد الانجازات العسكرية الكبيرة التي حققتها القوات السورية...

سعت إسرائيل ومنذ اندلاع الصراع الداخلي في سوريا، الى تعزيز نفوذها في هذا البلد المهم والقريب من حدودها، حيث عمدت كغيرها من الدول الاخرى الى دعم ومساعدة بعض الجماعات المسلحة والقيام بأعمال عسكرية داخل الاراضي السورية، ازدات بشكل كبير بعد الانجازات العسكرية الكبيرة التي حققتها القوات السورية بدعم مباشر من روسيا وايران اشد خصوم اسرائيل في المنطقة، وبحسب بعض المصادر فان المنطقة ربما ستشهد في الفترة المقبلة حرباً جديدة وخطيرة ، لا سيما بعد الضربات الاسرائيلية المتواصلة للمعسكرات الايرانية في سوريا، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في وقت سابق عن مصادر مطلعة، قولها إن ما يقارب 200 صاروخ دمر في الهجوم الذي ضرب ريف حماه"، وإن 16 شخصاً قتلوا بينهم 11 إيرانياً.

وأقرّ الكنيست الإسرائيلي قانونا يسمح لرئيس الوزراء ووزير الدفاع أن يتخذا سوياً قرار شنّ عملية عسكرية أو حتى خوض الحرب، من دون أن يحتاجا الى موافقة بقية الوزراء على مثل هكذا قرار، في خطوة تأتي وسط تزايد التوترات بين إسرائيل وعدد من جيرانها. والقانون الذي أقرّ بأغلبية 62 صوتا مقابل 41 ينصّ على أن قرار شن عملية عسكرية أو خوض الحرب يقع على عاتق الحكومة الأمنية المصغّرة وليس الحكومة جمعاء.

ولكن القانون يتضمن فقرة تنصّ على أنه في "حالات قصوى" يمكن لرئيس الوزراء ووزير الدفاع أن يختزلا الحكومة الأمنية المصغرة بشخصيهما في ما خص قرار شن عملية عسكرية أو خوض الحرب وبالتالي يمكنهما أن يتخذا معا مثل هذا القرار من دون الحاجة الى موافقة أي شخص ثالث. ومشروع القانون الذي تقدمت به وزيرة العدل آيليت شاكيد يمثل تعديلا لقانون أساسي كان ينص على أن قرار شن عملية عسكرية أو خوض حرب لا بد وأن يصدر عن مجلس الوزراء بحضور غالبية أعضائه. يذكر أن حكومة نتنياهو تضم حاليا 22 وزيرا بينهم 11 يشكّلون الحكومة الأمنية المصغّرة.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان هدد بضرب أي محاولة إيرانية "لتموضع عسكري" في سوريا. وبدأت حدة التوتر ترتفع بين إيران وإسرائيل، عندما أعلنت إسرائيل أن طائرة مسيرة إيرانية اخترقت مجالها الجوي ما أدى إلى أول مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية. اتهمت دمشق الطيران الإسرائيلي بالإغارة على قاعدة التيفور الجوية وسط سوريا، ما أدى الى مقتل 14 عنصرا من القوات الموالية للنظام بينهم إيرانيون.

إسرائيل ترسل وفدا عسكريا لموسكو

يصل إلى موسكو وفد عسكري إسرائيلي لعرض خلاصة التحقيق في ليلة الهجوم الإسرائيلي على أهداف سورية في اللاذقية وسقوط طائرة الاستطلاع الروسية مساء الاثنين الماضي. واتهمت وزارة الدفاع الروسية إسرائيل في وقت سابق بأن طياريها عرضوا الطائرة الروسية للخطر بجعلها غطاء لهم أمام المضادات الأرضية السورية، وهو ما نفته إسرائيل بشدة.

يتوجه وفد إسرائيلي برئاسة قائد سلاح الجو الجنرال أميكام نوركين الخميس إلى موسكو لتوضيح ملابسات إسقاط الدفاعات الجوية السورية عن طريق الخطأ طائرة حربية روسية أثناء تصدي القوات السورية لغارة جوية إسرائيلية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت مساء الاثنين طائرة روسية من طراز "إيل-20 بينما كانت تحلّق فوق البحر الأبيض المتوسط على بعد 35 كلم من الساحل السوري في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم" في محافظة اللاذقية.

وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان أن الجنرال نوركين سيعرض "تقرير الحالة لتلك الليلة (...) بما يتعلّق بكل جوانبها"، وكانت وزارة الدفاع الروسية قد اتهمت الطيارين الإسرائيليين في مرحلة أولى بأنهم "جعلوا من الطائرة الروسية غطاء لهم، ووضعوها بالتالي في مرمى نيران الدفاع الجوي السوري"، بحسب ما نقلت عنها وكالات الأنباء الروسية.

لكن إسرائيل نفت ذلك وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أن الطائرة الروسية كانت بعيدة عن مواقع القوات السورية المستهدفة بالغارات الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه "عندما أطلق الجيش السوري الصواريخ التي أصابت الطائرة، كانت المقاتلات (الإسرائيلية) عادت إلى المجال الجوي الإسرائيلي".

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "حزنه" لهذه الحادثة التي تسببت بمقتل 15 عسكريا كانوا على متن الطائرة، عارضا عليه المساعدة في التحقيق، خلال اتصال هاتفي أجراه معه.

وخفض بوتين من جانبه من حدة النبرة فأعلن وفق بيان صادر عن الكرملين أن "الأمر مرده على الأرجح سلسلة ظروف عرضية مأساوية" و"حض الجانب الإسرائيلي على عدم السماح بحدوث مثل هذا الأمر مرة أخرى".

بوتين يمتنع عن استقبال قائد سلاح الجو الإسرائيلي

أعلن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا ينوي استقبال قائد سلاح الجو الإسرائيلي عميكام نوركين الذي وصل موسكو على رأس وفد عسكري.

وذكر بيسكوف في حديث للصحفيين أن بوتين لن يستقبل المسؤول العسكري الذي حمل إلى موسكو نتائج التحقيق الإسرائيلي في حادثة إسقاط طائرة "إيل-20" الروسية في سوريا مما أودى بأرواح 15 عسكريا روسيا.

وأسقطت الطائرة بنيران الدفاعات الجوية السورية أثناء هجوم للطيران الإسرائيلي على محافظة اللاذقية، وحمّلت موسكو تل أبيب المسؤولية عن الحادث المأساوي، مشددة على أن إسرائيل لم تبلغ روسيا بالهجوم إلا قبل دقيقة واحدة من تنفيذه، ما منع الجيش الروسي من إبعاد طائرته من منطقة الخطر.

أكثر من 200 هجوم على أهداف إيرانية في سوريا

وفي هذا الشأن أفاد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بأن إسرائيل نفذت أكثر من 200 هجوم على أهداف إيرانية في سوريا في العامين الماضيين، في تلخيص نادر لنتائج حملتها. وذكرت مصادر إقليمية أن إسرائيل بدأت شن ضربات عسكرية في سوريا عام 2013 استهدفت ما يشتبه بأنها عمليات نقل أسلحة ونشر قوات من قبل إيران وحليفتها جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية، وكلتيهما شريك لدمشق في الحرب الأهلية السورية.

ومن النادر قيام مسؤولين إسرائيليين بكشف تفاصيل لعمليات محددة. ورفضت متحدثة عسكرية إسرائيلية التعليق بعدما قالت سوريا إنها أسقطت صواريخ أطلقتها طائرات إسرائيلية على أهداف عسكرية قرب مدينة حماة. لكن وزير المخابرات الإسرائيلي إسرائيل كاتس استغل خطابا في مؤتمر كي يقدم رؤية عامة للمهام التي نفذتها إسرائيل في سوريا.

وقال كاتس في مؤتمر ”لقد نشر للتو- نقلا عن مصادرنا العسكرية، لذلك بوسعي أن أنقله أيضا- أن إسرائيل قامت بعمل عسكري أكثر من 200 مرة في العامين الماضيين داخل سوريا نفسها“. وأضاف ”يجب تفهم هذا الأمر في ضوء (رغبتنا في) الحفاظ على الخط الأحمر ومنع ما فعلته إيران وما تفعله وما تحاول فعله ضد إسرائيل انطلاقا من سوريا“. وسئلت متحدثة عسكرية إسرائيلية كي تؤكد تصريحات كاتس، فقالت إن إسرائيل نفذت نحو 200 هجوم داخل سوريا في العام ونصف الماضي.

من جانب اخر ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن طائرات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في سوريا لكن الدفاعات الجوية السورية تصدت لها وأسقطت بعض الصواريخ التي أطلقتها. ونسبت الوكالة إلى مصدر عسكري قوله إن طائرات إسرائيلية استهدفت ”بعض المواقع العسكرية في محافظتي طرطوس وحماة“. وأضافت الوكالة ”تم التعامل مع الصواريخ المعادية وإسقاط بعضها“.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدة انفجارات سمعت في المنطقة الواقعة بين مصياف ووادي العيون قرب مدينة حماة، وهي مناطق توجد بها منشآت عسكرية إيرانية. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الهجوم استهدف المنطقة المحيطة بمدينة بانياس الساحلية للمرة الأولى وسقط صاروخان على بعد نحو كيلومتر من مصفاة نفطية. بحسب رويترز.

ورفضت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي التعقيب على التقرير. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن الدفاعات الجوية أسقطت خمسة صواريخ. وقالت الوكالة السورية إن الطائرات ”تسللت على علو منخفض من غرب بيروت“. وقال تلفزيون الميادين اللبناني إن طائرات حربية إسرائيلية ”حلقت على علو منخفض فوق مناطق لبنانية مطلقة بالونات حرارية ومنسحبة باتجاه البحر بالتزامن مع سماع التفجيرات بريف حماه“.

الانتشار الإيراني

في السياق ذاته قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن إيران تبطئ من انتشارها البعيد المدى في سوريا، وهو ما عزاه إلى تدخل الجيش الإسرائيلي وأزمة اقتصادية تحيق بطهران بعد تجديد فرض العقوبات الأمريكية عليها. ودأبت إسرائيل على ترديد أن إيران هبت لمساعدة الحكومة السورية في الحرب لأسباب من ضمنها إقامة حامية عسكرية دائمة بسوريا بما يشمل إقامة مصانع للصواريخ المتطورة وقواعد جوية وبحرية.

ونفذت إسرائيل عشرات الضربات الجوية في سوريا مستهدفة ما تشتبه بأنه عمليات لنقل سلاح وقوات من جانب إيران وحليفتها جماعة حزب الله اللبنانية. وغضت روسيا الداعمة للحكومة السورية الطرف عن معظم التحركات الإسرائيلية. وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في مقابلة نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، أكثر الصحف الإسرائيلية انتشارا، أن ”الإيرانيين قلصوا نطاق نشاطهم في سوريا“. وأضاف أنه ليس ”هناك نشاط في هذه المرحلة“ في جهود إيران لبناء مصانع لإنتاج الصواريخ على أراضي سوريا.

وقال ليبرمان ”لم يشيدوا ميناء في سوريا وليس لهم مطار هناك، لكنهم لم يتخلوا عن الفكرة. يواصلون التفاوض مع حكومة الأسد على إقامة مواقع عسكرية في سوريا“. وتابع قائلا ”السبب الرئيسي وراء هذا التوقف هو عملنا الشاق اليومي في سوريا“. وإيران داعم أساسي للرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات، وأرسلت إلى سوريا مستشارين عسكريين وكذلك أسلحة ومقاتلين.

وزار وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي دمشق وقال إن بلاده ستبقي على وجودها في سوريا. ووقع البلدان اتفاقا للتعاون الدفاعي تتضمن بنوده إحياء الصناعات العسكرية بسوريا. وسألت صحيفة يديعوت أحرونوت وزير الدفاع الإسرائيلي عما إذا كان سلوك إيران في سوريا مرتبطا بأزمتها الاقتصادية التي تفاقمت مع تجديد العقوبات الأمريكية بعد أن انسحب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015. بحسب رويترز.

وقال ليبرمان ”من الواضح أن هناك ضغطا اقتصاديا هائلا عليهم. ميزانية القوات الإيرانية في الشرق الأوسط كانت ملياري دولار، واليوم تذهب أموال أقل لسوريا وحزب الله“. وأضاف ”أعتقد أنه عندما تبدأ المرحلة الثانية من العقوبات الاقتصادية الأمريكية في الرابع من نوفمبر سيزداد الوضع سوءا“. وتكهن بأن يحول نقص التمويل المقدم لحزب الله دون قدرته ”على الوجود بهيئته الحالية“.

هضبة الجولان

من جانب اخر قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل في تصريحات إنه يتوقع أن تحتفظ إسرائيل بهضبة الجولان للأبد فيما يبدو أنه اتجاه للموافقة على مطالب إسرائيل بالسيادة على الهضبة الاستراتيجية التي انتزعتها من سوريا في حرب عام 1967. ولا تعترف الحكومات الأجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة، بمطلب إسرائيل بالسيادة على الجولان وقال مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن سياسة واشنطن لم تتغير.

لكن السفير الأمريكي ديفيد فريدمان لمح إلى أن إسرائيل جاءت لتبقى وإن من الممكن أن تدرس الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان في المستقبل. وقال في تصريحات لصحيفة إسرائيل هيوم اليمينية ”بشكل شخصي لا أستطيع تخيل وضع يمكن فيه إعادة هضبة الجولان لسوريا. بصراحة لا أستطيع تخيل وضع لا تكون فيه هضبة الجولان جزءا من إسرائيل للأبد“. وأضاف أنه ”لا أحد أقل استحقاقا لهذه الجائزة (السيطرة على هضبة الجولان)“ من الرئيس السوري بشار الأسد.

ومنذ بداية فترة ولاية ترامب، تضغط إسرائيل للحصول على اعتراف أمريكي رسمي بسيطرتها على الجولان. واعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل مخالفا بذلك القوى العالمية لكن مستشار الأمن القومي جون بولتون قال إن تحركا مشابها بخصوص الجولان ليس مطروحا للنقاش. وخلال العام ونصف العام الماضيين، أمر ترامب مرتين بشن ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة على أهداف في سوريا ردا على ما تقول واشنطن إنه استخدام حكومة الأسد لأسلحة كيماوية في قصف مدنيين. وقال فريدمان ”التخلي عن منطقة هضبة الجولان المرتفعة قد يسبب ضررا أمنيا كبيرا لإسرائيل“.

وتشكل هضبة الجولان منطقة عازلة بين إسرائيل وسوريا تبلغ مساحتها نحو 1200 كيلومتر مربع. واحتلت إسرائيل معظم الهضبة من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها لأراضيها في عام 1981 في تحرك لم يلق اعترافا دوليا. ورغم أن إسرائيل كانت مستعدة في وقت من الأوقات لإعادة الجولان مقابل السلام مع سوريا، فإنها قالت في السنوات الأخيرة إن الحرب الأهلية السورية ووجود قوات إيرانية تدعم دمشق هناك تظهر الحاجة للاحتفاظ بالهضبة. بحسب رويترز.

وقال بولتون ”بالطبع نتفهم المطلب الإٍسرائيلي فيما يتعلق بضم الجولان. نتفهم موقفهم. لكن ليس هناك تغيير في الموقف الأمريكي في الوقت الراهن“. وردا على هذه التصريحات قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لم يتوقف مطلقا عن محاولة الفوز بالاعتراف الأمريكي. وعندما سئل فريدمان، في ظل تصريحات بولتون، إن كان من الممكن أن تدرس إدارة ترامب موعدا في المستقبل يمكن أن تعترف فيه بهذه السيادة الإسرائيلية أجاب ”نعم هذا حتما ممكن. هذا قد يحدث قطعا“.

رسائل روسية

الى جانب ذلك نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مبعوث موسكو إلى سوريا قوله إن القوات الإيرانية سحبت أسلحتها الثقيلة في سوريا إلى مسافة 85 كيلومترا من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، لكن إسرائيل تعتبر الانسحاب غير كاف. وانتزع الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على أراض في جنوب غرب سوريا من أيدي المعارضة بدعم من روسيا وإيران وجماعة حزب الله اللبنانية مما جعل القوى المؤيدة للأسد على مقربة من الجولان.

وسعت موسكو لطمأنة إسرائيل قائلة إنها تريد انتشار قوات سورية فقط على أراضي الجولان في سوريا أو بالقرب منها. لكن إسرائيل تصر على خروج القوات التي تسيطر عليها إيران من سوريا بكاملها الآن بينما توشك الحرب على الانتهاء. ونسبت الوكالة إلى مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف قوله ”انسحب الإيرانيون والتشكيلات الشيعية ليست هناك“.

وقال إن عسكريين إيرانيين وصفهم بأنهم مستشارون ربما يكونون وسط قوات الجيش السوري التي لا تزال أقرب إلى الحدود. وأضاف ”لكن لا توجد وحدات للعتاد والأسلحة الثقيلة يمكن أن تمثل تهديدا لإسرائيل على مسافة 85 كيلومترا من خط ترسيم الحدود“. واعتبر مسؤول إسرائيلي هذا الانسحاب غير كاف. وقال وزير التعاون الإقليمي تساحي هنجبي لإذاعة إسرائيل ”ما وضعناه كخط أحمر هو التدخل والتعزيز العسكري الإيراني في سوريا، وليس بالضرورة على حدودنا“ مشيرا إلى التهديد الأبعد مدى من جانب الصواريخ أو الطائرات الإيرانية بدون طيار المتمركزة في سوريا. وأضاف ”لن تحدث تسويات أو تنازلات في هذا الأمر“.

وكان مسؤول إسرائيلي قد قال طالبا عدم ذكر اسمه إن روسيا عرضت إبعاد القوات الإيرانية لمسافة مئة كيلومتر على الأقل عن خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان. ورفضت إسرائيل العرض الذي طرح خلال اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الروسي الزائر سيرجي لافروف. وقال أناتولي فيكتوروف سفير روسيا لدى إسرائيل ردا على ذلك فيما يبدو إن موسكو لا يمكنها إجبار إيران على مغادرة سوريا. بحسب رويترز.

لكن فيكتوروف أشار كذلك إلى أن روسيا ستستمر في غض الطرف عن الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع يشتبه أنها إيرانية وعلى عمليات نقل سلاح حزب الله أو أماكن تمركزه في سوريا. وقال هنجبي إن إسرائيل تريد منع إيران وحزب الله من توسيع الجبهة اللبنانية معها فعليا. وأضاف ”لسنا على استعداد لرؤية جبهة جديدة لحزب الله على حدودنا الشمالية بين إسرائيل وسوريا. هذا أمر خطير. هذا أمر لو لم نمنع حدوثه اليوم وهو في بدايته سنتكبد ثمنا باهظا بعد ذلك“.

اضف تعليق