q
في ظل التطورات الميدانية المهمة التي تشهدها الساحة السورية، تسعى ايران كغيرها من الدول الاخرى التي دخلت كشريك وداعم اساسي في هذا الصراع، الى تحقيق مكاسب معينة في هذا البلد المهم خصوصا وانها حليف وداعم قوي للحكومة السورية، التي استطاعت اليوم ان تحقق انتصارات وانجازات عسكرية مهمة ضد الجماعات المسلحة...

في ظل التطورات الميدانية المهمة التي تشهدها الساحة السورية، تسعى ايران كغيرها من الدول الاخرى التي دخلت كشريك وداعم اساسي في هذا الصراع، الى تحقيق مكاسب معينة في هذا البلد المهم خصوصا وانها حليف وداعم قوي للحكومة السورية، التي استطاعت اليوم ان تحقق انتصارات وانجازات عسكرية مهمة ضد الجماعات المسلحة، هذه التطورات وبحسب بعض المصادر دفعت ايران وسوريا في ظل وجود تحركات وخطط امريكية وخليجية جديدة، الى عقد اتفاقيات تعاون عسكري تشمل إعادة بناء البنى التحتية الدفاعية، والقوات المسلحة السورية خلال الفترة المقبلة.

وشهد توقيع الاتفاقية، التي تمت في دمشق حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية، الرئيس السوري بشار الأسد، ووزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي وعدد من المسؤولين العسكريين من الدولتين. وأكد حاتمي أن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز البنى التحتية الدفاعية في سوريا، وتسمح بوجود ومشاركة إيران في سوريا. وقال: "إيران ستشارك في إعادة بناء القوات المسلحة والصناعات العسكرية الدفاعية في سوريا؛ لتتمكن من العودة إلى قدرتها الكاملة". وتنص الاتفاقية، حسب ما نشرته الوكالة، على بقاء المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، وإزالة حقول الألغام من مناطق مختلفة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد مطالب بعض الدول بضرورة ابعاد ايران عن الساحة السورية، حيث اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن توقيع اتفاق التعاون العسكري بين إيران والنظام السوري يعد رداً حاسماً على دعوات واشنطن و"تل أبيب" للخروج الإيراني من الأراضي السورية. ويشكل الوجود الإيراني في سوريا إزعاجاً لكل من الولايات المتحدة الأمريكية، و"إسرائيل" التي تطالب دائماً بإزالة جميع الصواريخ طويلة المدى لها من سوريا، وإغلاق جميع المصانع التي تصنع صواريخ دقيقة. ومؤخراً، عرضت أمريكا الانسحاب من سوريا مقابل انسحاب إيراني كامل من جنوبي سوريا. وقال مسؤولون إيرانيون بارزون إن وجودهم العسكري في سوريا جاء بناء على دعوة من حكومة الأسد وليس لديهم أي نية فورية للخروج.

بناء الجيش

في هذا الشأن وقعت إيران وسوريا اتفاقية للتعاون بين البلدين في المجال العسكري. وبحسب وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي فإن بلاده ستقدم لدمشق كل أشكال الدعم لإعادة بناء القوات المسلحة والصناعات العسكرية الدفاعية السورية، بما في ذلك الصواريخ. ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية عن حاتمي قوله إن الاتفاقية تهدف إلى "تعزيز البنى التحتية الدفاعية في سوريا التي تعتبر الضامن الأساسي لاستمرار السلام والمحافظة عليه"، كما تسمح بمواصلة "التواجد والمشاركة "الإيرانية في سوريا. واعتبر حاتمي أن سوريا "تتخطى الأزمة وتلج إلى مرحلة هامة للغاية هي مرحلة إعادة البناء".

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن حاتمي وأيوب وقعا "اتفاقية مشتركة للتعاون بين جيشي البلدين" من دون إضافة تفاصيل. وفي مقابلة مع قناة الميادين الفضائية أوضح حاتمي من دمشق أن "أهم بند في هذه الاتفاقية هو إعادة بناء القوات المسلحة والصناعات العسكرية الدفاعية السورية لتتمكن من العودة الى قدرتها الكاملة".

وأضاف في المقابلة باللغة الفارسية والتي ترجمتها قناة الميادين إلى العربية "من خلال هذه الاتفاقية مهدنا الطريق لنبدأ بإعادة بناء الصناعات الحربية السورية". وردا على سؤال عما إذا كانت الاتفاقية تشمل كل القطاعات العسكرية بما فيها الصواريخ، قال حاتمي إنها تشمل "أي شيء تعلن الحكومة السورية أنها بحاجة إليه لحفظ أمنها وتستطيع إيران أن تقدمه". بحسب فرانس برس.

وتعد إيران حليفا رئيسيا لدمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا. واعتبر حاتمي أن الوضع في سوريا اليوم "أفضل بكثير"، مضيفا في الوقت نفسه أن الحرب "لم تنته بعد لذلك يجب أن تستمر المواجهة حتى تطهير كل الأراضي السورية وأعتقد أننا لسنا بعيدين عن هذا اليوم". وتأتي زيارة حاتمي في وقت حققت القوات الحكومية السورية انتصارات متتالية في مواجهة الفصائل المعارضة وتنظيم داعش على السواء وباتت تسيطر على نحو ثلثي مساحة البلاد. وكشفت طهران عن أول مقاتلة محلية الصنع من طراز "كوثر" بعد أيام على كشفها عن الجيل الجديد من صاروخ بالستي قصير المدى "الفاتح المبين"، في وقت تزداد حدة التوترات بينها وبين واشنطن.

قالت وكالة تسنيم للأنباء إن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي اجتماعات مع الرئيس بشار الأسد ومسؤولين دفاعيين وعسكريين كبار. وذكرت الوكالة أن حاتمي قال للأسد ”الناس، ليس فقط في المنطقة بل في العالم أجمع، مدينون بالفضل للمعارك التي وقعت ضد الإرهابيين في سوريا“. وعبر حاتمي للأسد عن أمله في ”تحرير“ كل أنحاء سوريا في وقت قريب وعودة النازحين السوريين إلى بلادهم. وأضافت تسنيم أن الأسد قال خلال الاجتماع إن العلاقات بين سوريا وإيران قوية ومستقرة.

وذكر مسؤولون إيرانيون كبار أن تواجدهم العسكري في سوريا جاء بناء على دعوة من حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وأنه ليس لديهم أي نية فورية للخروج.

تنسق المواقف

قال علي أكبر ولايتي مستشار الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن طهران تنسق المواقف بشأن وجودها العسكري في سوريا مع موسكو ودمشق. جاءت تصريحاته في مؤتمر صحفي في موسكو ردا على سؤال بشأن إن كانت إيران ستسحب قواتها من المنطقة الحدودية الجنوبية بسوريا القريبة من إسرائيل. وذكر أن العقوبات الأمريكية على إيران قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وتلحق الضرر بالمستهلكين.

ورفض ولايتي المطالب الأمريكية والإسرائيلية بإنهاء تواجد طهران العسكري في سوريا والعراق، مؤكدا استعداد بلاده للانسحاب فورا من الدولتين إذا كانت تلك رغبة دمشق وبغداد. كما ذكر أن استمرار التواجد الإيراني في سوريا هو لضمان أمنها و"حمايتها من العدوان الأمريكي". وأكد أن إيران ستبقى تواجدها العسكري في سوريا لحمايتها من "الجماعات الإرهابية ومن العدوان الأمريكي".

وقال المسؤول الإيراني: "الوجود الإيراني والروسي في سوريا سيستمر لحماية البلاد من الجماعات الإرهابية والعدوان الأمريكي... سنغادر على الفور إذا أرادت الحكومتان العراقية والسورية ذلك وليس بسبب ضغوط أمريكا وإسرائيل". وأشار ولايتي إلى أن طهران تنسق المواقف بشأن وجودها العسكري في سوريا مع موسكو ودمشق. وبشأن العقوبات الأمريكية على بلاده، حذر ولايتي من أن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وتلحق الضرر بالمستهلكين.

وقال الكرملين إن بوتين وولايتي ناقشا الوضع في سوريا والعلاقات الثنائية كما سلم ولايتي لبوتين رسالتين من خامنئي ومن الرئيس الإيراني حسن روحاني. وتزامنا مع زيارة ولايتي لموسكو، طلبت الأرجنتين من روسيا توقيف المسؤول الإيراني وترحيله ومحاكمته في الأرجنتين بتهمة الضلوع، حين كان وزيرا للخارجية الإيرانية في الاعتداء على مركز يهودي في بيونيس أيرس عام 1994 .

وكان ولايتي وزيرا للخارجية عندما وقع الاعتداء على مركز يهودي في بوينوس أيرس أدى إلى سقوط 85 قتيلا و300 جريحا في أكثر الاعتداءات عنفا في تاريخ الأرجنتين. ويتهم القضاء الأرجنتيني ولايتي وإيرانيين آخرين بالتخطيط للاعتداء. ووجهت وزارة خارجية الأرجنتين طلب التوقيف إلى السلطات الروسية بعد أن أصدره القاضي رودلفو كانيكوبا كورال المكلف التحقيق في الاعتداء. بحسب فرانس برس.

وقالت وزارة الخارجية في بيان "تنتظر الأرجنتين ردا من السلطات الروسية في إطار معاهدة الترحيل الموقعة بين البلدين". وخلافا لمتهمين آخرين في القضية، لم تصدر بحق ولايتي أي مذكرة توقيف دولية ولا يمكن المطالبة بتسليمه الا عندما يكون في زيارة إلى الخارج.

انسحاب ايران

على صعيد متصل اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من جديد ان لا مكان لوجود عسكري ايراني في سوريا، وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي في اجتماع مع نواب من حزبه في البرلمان "ساعرض موقفنا حول ضرورة منع ايران من تطوير النووي واقامة مواقع لها في الشرق الاوسط". واضاف "في ما يتعلق بسوريا، فان موقفنا واضح: لا مكان لاي وجود عسكري مهما كان حجمه في اي جزء من سوريا".

وكان الجيش الاسرائيلي قصف في العاشر من ايار/مايو ما وصفه بانه عشرات الاهداف العسكرية الايرانية في سوريا. وردا على هذا القصف، اطلقت القوات الايرانية، حسب اسرائيل، صواريخ على مواقع في الجولان الذي تحتله اسرائيل وضمته. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان حينذاك ان 27 من الموالين للنظام السوري قتلوا بينهم 11 ايرانيا. واثارت هذه العملية قلقا دوليا كبيرا من خطر مواجهة مفتوحة بين اسرائيل وايران.

نت جانب اخر نقلت قناة الميادين التلفزيونية اللبنانية عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قوله إن انسحاب القوات الإيرانية من سوريا ”غير مطروح للنقاش“ بعد أن طالبت واشنطن بانسحابها من الحرب الدائرة في سوريا. وطالب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران بإجراء تغييرات كاسحة، من التخلي عن برنامجها النووي إلى الانسحاب من الحرب السورية، وإلا واجهت عقوبات اقتصادية صارمة. بحسب رويترز.

ونقلت القناة عن المقداد قوله ”انسحاب أو بقاء القوات الإيرانية أو حزب الله من سوريا غير مطروح للنقاش لأنه شأن يخص الحكومة السورية“. وقدمت إيران دعما حاسما في الحرب السورية الدائرة منذ سبع سنوات لجيش الرئيس السوري بشار الأسد. وساعدت قواتها ومقاتلون تدعمهم من المنطقة، منهم جماعة حزب الله اللبنانية، دمشق على استعادة السيطرة على المدن الرئيسية التي كان متشددون ومعارضون يسيطرون عليها.

وقال بومبيو إن إيران يجب أن تسحب جميع القوات تحت قيادتها في سوريا. ورفضت طهران الإنذار الأمريكي وقال مسؤول بارز إن ذلك يظهر رغبة الولايات المتحدة في ”تغيير النظام“ في إيران. وقال المقداد إن دمشق تعتزم استعادة كل شبر من أراضي البلاد وإن الهدف التالي قد يكون في الشمال أو في الجنوب بعد سحق المعارضين في مجموعة جيوب محيطة بالعاصمة. ونقلت الميادين عن المقداد قوله في حديث مع وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء ”هذا قرارنا وقرار أصدقائنا، والشرعية الدولية والأمم المتحدة إلى جانبه“. وأضاف ”بعد إنهاء الخطر الإرهابي المباشر على دمشق فإن الباب مفتوح للتوجه شمالا أو جنوبا“.

وهاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب دورهما في سوريا. وقال ”الأمريكيون يعارضون أن تبسط الحكومة السورية سلطاتها على جميع أرجاء البلاد بل إنهم يفكرون في تقسيم البلد“. وأضاف ”هناك تدخل من قوى صهيونية في سوريا التي تزداد مشاكلها. إنهم لا يحترمون السيادة الوطنية السورية. يقصفون مناطق في سوريا. يدعمون الإرهابيين. كل هذه مسائل عمقت مشكلات سوريا“.

وقال روحاني إنه لا يوجد حل عسكري للصراع المستمر منذ سبع سنوات في سوريا والذي أسقط نحو 500 ألف قتيل وشرد نصف السكان. وقال إن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء ذلك الصراع. وتصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران في أوائل فبراير شباط عندما أسقط صاروخ مضاد للطائرات مقاتلة إسرائيلية من طراز إف-16 لدى عودتها من غارة لقصف مواقع تسيطر عليها قوات مدعومة من إيران في سوريا. ونفى مسؤولون سياسيون وعسكريون إيرانيون كبار القيام بدور في إسقاط الطائرة الإسرائيلية أو إطلاق طائرة بدون طيار داخل الأراضي الإسرائيلية.

اضف تعليق