توفي السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين عن 81 عاما بعد صراع مع نوع شديد العدوانية من سرطان الدماغ. وكان السيناتور ماكين وبحسب بعض المصادر، قد ترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2008 وخسرها أمام المرشح الديمقراطي باراك أوباما، ويحظى ماكين، أسير الحرب السابق في فيتنام باحترام كبير في بلاده، وهو الذي عرف بإخلاصه الوطني. كما عرف بمعارضته العلنية لدونالد ترامب...
توفي السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين عن 81 عاما بعد صراع مع نوع شديد العدوانية من سرطان الدماغ. وكان السيناتور ماكين وبحسب بعض المصادر، قد ترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2008 وخسرها أمام المرشح الديمقراطي باراك أوباما. ويحظى ماكين، أسير الحرب السابق في فيتنام باحترام كبير في بلاده، وهو الذي عرف بإخلاصه الوطني. كما عرف بمعارضته العلنية لدونالد ترامب الذي يواجه اليوم انتقادات كبيرة بسبب قراراته وتصرفاته المثيرة وغير المقبولة عند الكثير من الساسة في الولايات المتحدة.
وتوفي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا غداة إعلان عائلته أنه قرّر التوقّف عن تلقّي العلاج من الغليوبلاستوما، لينتصر بذلك هذا النوع الشديد العدوانية من سرطان الدماغ في معركة العلاج التي بدأها ضده السيناتور المخضرم في تموز/يوليو 2017. وماكين الذي تخرّج من الأكاديمية البحرية وخاض حرب فيتنام حيث وقع في الأسر وتعرّض للتعذيب قبل أن يطلق سراحه ويعود إلى بلاده ليخوض المعترك السياسي ويصل الى أعتاب البيت الأبيض، قضى أكثر من ثلاثين عاما عضوا في مجلس الشيوخ وشارك بقوة في نقاشات حول الحرب والسلام والتوجهات الأخلاقية للأمة. وأمضى ماكين الطيار في البحرية الأمريكية سنوات عديدة أسير حرب في فيتنام بعد أن أسقطت طائرته في أجواء هانوي خلال مهمة قصف.
وخسر ماكين الانتخابات الرئاسية في 2008 التي خاضها في مواجهة باراك أوباما وقد تعرّض لانتقادات كثيرة بسبب اختياره سارة بايلن المثيرة للجدل مرشحة لمنصب نائب الرئيس. وكان ماكين من أشد معارضي الرئيس دونالد ترامب وكان غائبا منذ شهور عن مجلس الشيوخ إذ كان يلازم منزله في أريزونا للعلاج من السرطان. وأصيب السيناتور المخضرم بالغليوبلاستوما، وهو نوع شديد العدوانية من سرطان الدماغ أصيب به أيضا السيناتور تيد كينيدي الذي توفي في العام 2009.
ردود افعال
في هذا الشأن وفور شيوع نبأ رحيل ماكين توالت ردود فعل الطبقة السياسية الأمريكية، مستذكرة خصال هذا الجمهوري المخضرم الذي غضب من كثيرين وأغضبهم، بمن فيهم أفراد من عائلته السياسية، ولكنه لم يخسر يوما تقدير الأمريكيين أجمعين لإخلاصه الوطني. وقال الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما الذي هزم ماكين في الانتخابات الرئاسية في 2008 "جون وأنا كنا ننتمي إلى جيلين مختلفين، كانت لدينا أصول مختلفة تماما، وتواجَهنا على أعلى مستوى في السياسة، لكننا تَشاركنا، على الرغم من اختلافاتنا، ولاء لما هو أسمى، للمُثل التي ناضلت وضحّت من أجلها أجيال كاملة من الأمريكيين والمهاجرين". من جهته دعا زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى إطلاق اسم جون ماكين على مبنى تابع للكونغرس كان فيه مكتب السيناتور الراحل.
بالمقابل فإن غالبية أفراد الطبقة السياسية، الحاليين والسابقين، أصدروا بعيد دقائق من إعلان وفاة ماكين بيانات عدّدوا فيها بعضاً من مآثر الراحل. وعلى سبيل المثال فقد أشاد الرئيس السابق الجمهوري جورج بوش الابن بـ"رجل ذي قناعة عميقة ووطني لأعلى درجة". بدوره قال الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون إن الراحل "غالبا ما وضع الانتماء الحزبي جانبا" من أجل خدمة البلاد. بحسب فرانس برس.
من ناحيته قال آل غور الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في عهد كلينتون "لطالما قدّرت واحترمت جون" لأنه كان دوما يعمل "في سبيل إيجاد أرضية تفاهم مهما كان ذلك صعبا". أما السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام فقال إنه برحيل ماكين "خسرت أمريكا والحرية أحد أكبر أبطالهما".
ترامب وجنازة ماكين
الى جانب ذلك أكّد مساعد سابق للسناتور الراحل جون ماكين أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يحضر جنازة السناتور الجمهوري التي ستقام السبت في واشنطن. وقال ريك ديفيز في مؤتمر صحافي في أريزونا "بحسب علمي فإن الرئيس لن يحضر الجنازة. هذه مجرد حقيقة". وكان ماكين الذي رحل السبت عن 81 عاماً أوصى صراحة، وفقاً لوسائل إعلام أميركية، بأن لا يحضر ترامب جنازته.
وفي مؤتمره الصحافي تلا ديفيز رسالة كتبها السناتور قبيل رحيله وطلب أن تقرأ بعد مماته. وفي هذه الرسالة-الوصية بدا ماكين، الطيار السابق الذي أسقطت طائرته في حرب فيتنام فوق هانوي حيث وقع في الأسر وتعرض للتعذيب لسنوات عديدة، وكأنه ينتقد مباشرة الرئيس الحالي. وكتب في رسالته "نحن نُضعف عظمَتنا عندما نخلط بين وطنّيتنا وخصومات قَبلية ولّدت الاستياء والكراهية والعنف في جميع أنحاء العالم. نحن نضعفها عندما نختبئ خلف الجدران بدلاً من أن نهدمها". بحسب فرانس برس.
وأضاف "لا تيأسوا حيال الصعوبات التي تواجهنا حالياً، وآمنوا دوماً بوعد أميركا وعظَمتها، لأنه لا شيء حتمياً هنا. الأميركيون لا يستسلمون أبداً. نحن لا نستسلم أبداً. نحن لا نختبئ أبداً في مواجهة التاريخ. نحن نصنع التاريخ". وتابع "لقد عشت ومتّ فخورا بكوني أميركياً".
من جانب اخر رفض الرئيس الاميركي دونالد ترامب نشر بيان أعده مساعدوه يشيد بالسناتور الراحل جون ماكين، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، ما يظهر الضغينة التي كان يكنها الرئيس للسناتور الراحل وبطل الحرب السابق. وفيما توالت التعازي التي تشيد تاريخ وحياة السناتور الجمهوري، اكتفى ترامب بكتابة تغريدة مقتضبة على تويتر أعرب فيها عن "اعمق المشاعر والاحترام" لعائلة الراحل دون أن يقول كلمة عن ماكين.
وأثار عدم صدور بيان عن البيت الأبيض استغرابا كبيراً وخاصة بعد أن أصدر نائب الرئيس مايك بنس ومعظم أعضاء الحكومة والمتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز وجميع الرؤساء السابقين بيانات تعزية. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مساعدين حاليين وسابقين للرئيس ترامب قولهم أن ساندرز ورئيس مكتب الرئيس جون كيلي وغيره من كبار المسؤولين نصحوا بإصدار بيان يصف ماكين ب"البطل".
وتم إعداد التصريح وأعطي لترامب للموافقة عليه، ولكن وطبقا للصحيفة فقد قال الرئيس لمساعديه أنه يفضل كتابة تغريدة بدلا من ذلك. وكان ماكين أحد أشد منتقدي ترامب، وأعرب قبل وفاته عن رغبته في ألا يشارك ترامب في جنازته. وتعود جذور العداوة بين الرجلين الى الوقت الذي أعلن فيه ترامب ترشحه للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في حزيران/يونيو 2015، وأشار إلى أن العديد من المهاجرين المكسيكيين مجرمون "ومغتصبون".
ودانه ماكين لاستخدامه لغة قال أنها "ستحفز المجانين" بينما قال ترامب أن ماكين "غبي" تمكن بصعوبة التخرج من الأكاديمية البحرية. وهاجم خدمة ماكين في الجيش الذي أسر خلالها في الحرب في فيتنام، وقال "أفضل الأشخاص الذين لم يتم القبض عليهم". ومع تراجع صحة ماكين الذي أصيب بورم في الدماغ، فقد فوت بعض الفرص لمهاجمة الرئيس. وكان ماكين واحدا من ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذي يصوت ضد ويهزم جهود ترامب لالغاء قانون الرعاية الصحية الذي يحمل اسم الرئيس السابق باراك أوباما. وعقب وفاة ماكين، أشاد معجبوه باصراره على الخطاب النزيه والمتحضر، مقارنة مع خطاب ترامب ومهاجمته خصومه السياسيين.
السياسي المتمرد
لم يكن لجون سيدني ماكين الثالث إلا ربّ عمل واحد على مدى مسيرته المهنية البارزة والمضطربة الولايات المتحدة الأميركية. ويبدو أنه تقليد عائلي إذ إن ماكين هو سليل مباشر كما يقول لقائد في جيش جورج واشنطن خلال حرب الاستقلال الأميركية. وعلى غرار والده وجدّه قبله، وهما أدميرالان بأربعة نجوم يحملان كذلك اسم جون ماكين، عاش في خدمة بلاده كطيار حربي في البحرية الأميركية ومن ثم كنائب في الكونغرس حتى وفاته السبت عن عمر 81 عاما بعدما تم تشخيصه بسرطان الدماغ في صيف العام 2017.
وكان ليصبح هو كذلك أدميرالا لو أن صاروخ أرض-جو سوفياتي الصنع لم يضرب طائرته من طراز "إيه-4 سكاي هوك" أثناء تحليقه فوق هانوي في 26 تشرين الأول/أكتوبر 1967. ونجا ماكين بنفسه حيث هبط بمظلة في بحيرة صغيرة وسط المدينة لتستقبله عصابة غاضبة كانت على وشك قتله. وتعرض ذراعاه وركبته اليمنى إلى كسور شديدة.
ونظراً لكون والده قائد جميع القوات الأميركية في المحيط الهادئ، بقي ماكين أسير حرب لأكثر من خمس سنوات. وأطلق سراحه عام 1973 بعد اتفاقية باريس للسلام. لكن العواقب الجسدية للكسور التي لم تُعالج بشكل جيد عن قصد خلال أسره والتعذيب الذي تعرض له، كلفته مسيرته المهنية كطيار. وقال في مقابلة من العام 1989 "لسبب ما لم تكن تلك الفترة هي فترتي، وأعتقد أنه لهذا السبب، كان مقدر لي أن أفعل شيئا ما".
واتضح لاحقا أن هذا الشيء هو السياسة. فبعد عدة سنوات من عمله كمنسق خاص للبحرية في مجلس الشيوخ، انتقل ماكين إلى أريزونا، التي تنتمي إليها زوجته الثانية، ليفوز بمقعد في مجلس النواب الأميركي عام 1982. وكبرت طموحاته منذ ذلك الحين فصعد سريعا إلى مجلس الشيوخ -- الهيئة التي تملك أعلى سلطة في الولايات المتحدة -- ليمكث فيه 30 عاما. ولطالما برز ماكين بصورة الجمهوري المتمرد حيث تحدى حزبه بشأن قضايا تتراوح من إصلاح تمويل الحملات الانتخابية إلى الهجرة.
ولم يؤمن كثيرا بالانضباط الحزبي، وهو موقف عززته خبراته السابقة في التمرد -- كطالب عنيد في الأكاديمية البحرية الأميركية أو كسجين متهور يستفز سجانيه الفيتناميين. وفي مذكرات تعود للعام 1999 تحت عنوان "عقيدة آبائي"، كتب ماكين "عزز نجاتي من الأسر الذي تعرضت له ثقتي بنفسي. وعلمني رفضي للإفراج المبكر عني أن أثق بأحكامي". وكان ماكين غير التقليدي والمزدري للسلطة والمتعجرف أحيانا هو ذاته الذي قرر خوض انتخابات العام 2000 الرئاسية.
ومقدما نفسه على أنه مرشح يتحدث بشكل "صريح"، عرض على الأميركيين رؤيته اليمينية المعتدلة مبتعداً عن المسيحيين المحافظين الذين نجح خصمه جورج بوش الابن آنذاك في جذبهم. وفشل ماكين عندها إلا أنه استعاد صلابته وانتزع في النهاية الشعلة الجمهورية من بوش الذي تراجعت شعبيته بشكل كبير.
وفي العام 2008، تصالح مع المؤسسة الحزبية وفاز أخيرا بالترشح للرئاسة. ومع اقترابه من البيت الأبيض، اتخذ قرارا عفويا ومثيرا للجدل. فلن يغفر له الكثير من شركائه اختياره حاكمة الاسكا التي لم يكن يعرف عنها الكثير ساره بالين كنائب رئيس خلال الانتخابات. وسمح القرار ببروز "حزب الشاي (تي بارتي)" وصعود الشعبوية التي تجسدت لاحقا بالرئيس الحالي دونالد ترامب. وهيمن الديموقراطي باراك أوباما آنذاك على المشهد في الانتخابات ليخسر ماكين للمرة الثانية.
وامتلك ماكين قدرة على تحريك الحشود. وفي واشنطن، اجتمع الصحافيون حوله في قاعات الكونغرس حيث بدا حاد اللسان وقليل الصبر. وفي إحدى المرات، قال لأحد الصحافيين "هذا سؤال غبي". وفي حالات أخرى، تحولت نبرته النزقة إلى انتقاص من الذات حيث قال في إحدى المرات "لا أعتقد أنني شخص ذكي جدا".
وقد يكون كذلك سريع الانفعال خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا تعني له الكثير على غرار القوات المسلحة والاستثناء الأميركي وفي سنوات لاحقة -- التهديد الذي يشكله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وصفه ماكين بأنه "قاتل ومجرم". ولطالما سخر الجمهوريون من مواقف ماكين المؤيدة للتدخل العسكري حيث أشاروا إلى أنه لا يقول لا إطلاقا على الحرب.
وحتى النهاية، بقي ماكين على قناعة بضرورة مشاركة القيم الأميركية والدفاع عنها حول العالم. وكان كثيرا ما يتوجه إلى بغداد أو كابول أو تايبيه أو كييف أثناء انتفاضتها، ليحظى باستقبال رئيس أكثر منه كنائب. وبعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، أدرجت موسكو اسمه على قائمة سوداء أعدتها للرد على العقوبات التي قادتها الولايات المتحدة. وعلق هو على ذلك بالقول "أعتقد أن هذا يعني أنني لن أتمكن من قضاء عطلة الربيع في صربيا".
وعلا صوت ماكين عندما تعلق الأمر بروسيا وسوريا. لكنه كان في الواقع جنرالا لا يملك جيشا. وبدا أن انتخاب ترامب ضرب عرض الحائط بكفاح ومبادئ السناتور الجمهوري المخضرم الذي لم يخف استياءه من نزعة رجل الأعمال الملياردير القومية والحمائية إلى جانب مغازلته لبوتين واستخفافه الجلي بكرامة منصب الرئاسة.
وعلق كذلك على استفادة ترامب أيام حرب فيتنام من تأجيلات متتالية أعفته من الخدمة في الجيش بسبب "نتوء عظمي" في كاحله. لكن لم يدفع أي من ذلك ماكين إلى التقاعد. فلربما كان يفكر في جدّه الذي توفي بعد أيام فقط من عودته إلى الولايات المتحدة عقب استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، فسعى ماكين إلى البقاء في مجلس الشيوخ لأطول فترة ممكنة حتى عندما تم تشخيصه بنوع من سرطان الدماغ شديد الخطورة. بحسب فرانس برس.
لكنه ابتعد منذ كانون الأول/ديسمبر عن مجلس الشيوخ حيث كان يتلقى العلاج في أريزونا بينما استقبل في مزرعته الأصدقاء والزملاء الذين قدموا لوداعه بعيدا عن أنظار وسائل الإعلام. وليلة وفاته، أعلنت عائلته أنه قرر التوقف عن العلاج. وفي مذكراته التي نشرت في أيار/مايو تحت عنوان "الموجة التي لا تهدأ"، أكد أنه يرغب بأن بتم دفنه في ماريلاند قرب صديقه القديم من البحرية تشاك لارسون. ولدى ماكين سبعة أطفال، أربعة منهم من زوجته الحالية سيندي وثلاثة من زواج سابق.
فيلم وثائقي
من جهة اخرى وبعد بلوغه 81 عاما وإصابته بسرطان لا يرجى برؤه، راح السناتور الأمريكي جون مكين يلقي نظرة متأملة على مسيرة حياته ليس بدافع إحساس بالمرارة ولا لتسوية حسابات وإنما بقدر كبير من الامتنان والرضا. ويستقي الفيلم الوثائقي (جون مكين: لمن تقرع الأجراس) اسمه من رواية لإرنست هيمنجواي قال مكين إنه استرشد بها خلال حياته. أنتج الفيلم تلفزيون (إتش.بي.أو) وسيكون عرضه الأول في 28 مايو أيار.
ويبدأ الفيلم الوثائقي بعبارة ”العالم مكان جيد يستحق القتال من أجله وأكره بشدة أن أتركه“، وهي اقتباس من الرواية الصادرة عام 1940 والتي تحكي قصة شاب أمريكي يقاتل في الحرب الأهلية الإسبانية من أجل قضية تفوق حدود ذاته. ويقول عضو مجلس الشيوخ لست دورات عن ولاية أريزونا والمرشح الرئاسي لمرتين وأحد أبطال حرب فيتنام ملخصا حياته ”لن تتحدث مطلقا إلى أحد حالفه الحظ مثل جون مكين“.
وجرى الإعداد للفيلم، ومذكرات نشرت في 22 مايو أيار تحت اسم ”موجة لا تهدأ“، قبل أن يشخص الأطباء أن مكين مصاب بسرطان الدماغ في 2017. ويحوي الفيلم مقاطع مصورة من منزله وصورا شخصية ومقابلات مع أسرته وأصدقائه ومساهمات من كبار أنصاره الجمهوريين ومنافسيه الديمقراطيين، وبينهم الرؤساء السابقون باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج بوش الابن.
ويرصد الفيلم كذلك العديد من معارك مكين السياسية، والتي كانت غالبا ما تضعه في مواجهه حزبه الجمهوري، بشأن قضايا تتراوح من تمويل الحملات الانتخابية وإصلاح نظام الهجرة إلى حقوق الإنسان وتغير المناخ ومناشدات من أجل الكياسة والنزوع إلى روح التسوية بدلا من اتباع سياسات حزبية.
وقال مارك سولتر معاون مكين وكاتب خطاباته وصديقه على مدى 30 عاما ”أنا متردد أن أصفه (الفيلم) شهادة أخيرة على الرغم من أنه من تلك النوعية بوضوح“. وأضاف”إنه، أكثر من أي شيء آخر، تعبير عن امتنانه لبلاده لأنها أتاحت له فرصة أن يحيا الحياة الاستثنائية التي قضاها في خدمتها“. وفي حين حملت مذكرات ”موجة لا تهدأ“ انتقادا للرئيس دونالد ترامب لعدم تمسكه بالقيم الأمريكية، لم يأت الفيلم الوثائقي على ذكره مطلقا. بحسب رويترز.
وقال سولتر إن الفيلم يستهدف السمو فوق الخلافات والنزاعات وتقديم ”نظرة صادقة على حياته.. عيوبه ومزاياه“. ويعترف مكين أمام الكاميرا بأنه سريع الغضب وينزع إلى بلوغ الكمال. وبالنسبة لصحته، قال سولتر إن مكين أصيب بعدوى قبل أسبوعين ”ويحاول أن يتعافى“. وقال مكين في الفيلم ”أعرف أنه مرض خبيث... استقبل كل يوم برضا“
اضف تعليق