ملف مرض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وقدرته على الاستمرار في إدارة البلاد ما يزال من اهم الملفات في هذا البلد الذي يعاني الكثير وكما نقلت بعض المصادر، من المشكلات والازمات بسبب الخلافات السياسية، هذا الملف عاد الى الواجهة بشكل كبير نظرا لوجود مؤشرات عديدة تفيد بإمكانية ترشحه لولاية خامسة...
ملف مرض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وقدرته على الاستمرار في إدارة البلاد ما يزال من اهم الملفات في هذا البلد الذي يعاني الكثير وكما نقلت بعض المصادر، من المشكلات والازمات بسبب الخلافات السياسية، هذا الملف عاد الى الواجهة بشكل كبير نظرا لوجود مؤشرات عديدة تفيد بإمكانية ترشحه لولاية خامسة، خاصة مع الموقف المساند الذي عبر عنه الحزب الحاكم في الجزائر بهذا الخصوص. وفي تصريح أدلى به وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، لوسائل الإعلام الفرنسية، قال إن "الرئيس بوتفليقة هو من يحكم الجزائر، ولا توجد أية جهة أخرى تسيطر على مقاليد السلطة فيها".
فـمرض بوتفليقة الذي أصيب بجلطة دماغية عام 2013، وقبلها بسرطان الأمعاء، لا يظهر إلا قليلاً ويلغي مشاركاته في العديد من اللقاءات الرسمية، وإذا خرج لالتقاط صور تدل على وجوده، يظهر على كرسيه المتحرك ولا يستطيع التحدث كثيراً. اثار غضب واستياء بعض الجهات والاحزاب التي طالبت بتدخل الجيش لتطبيق المادة 102 وإزاحة بوتفليقة عن سُدة الحكم، لعدم قدرته على تسيير البلاد. ويرى البعض ان الذي يتحكم اليوم في شؤون البلاد هم "بعض المستشارين والمستفيدين من بقاء الرئيس بوتفليقة في سدة الحكم، رغم التحديات الكبيرة والمخاطر التي تواجه الجزائر بفعل الأزمة الاقتصادية، أو بسبب الأزمة الأمنية في الحدود القريبة من الجزائر".
ولاية خامسة
وفي هذا الشأن دعت 14 شخصية من سياسيين ومثقفين وجامعيين عبر رسالة، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى "التخلي عن العهدة الخامسة" وعدم الترشح في الانتخابات المقررة في 2019، في مقابل دعوات الحزبين الحاكمين لبقائه في السلطة. وورد في رسالة موجهة للرئيس الجزائري البالغ من العمر 81 عاما وتم توزيعها على الصحافة "نحن الموقعون ندعوكم لاتخاذ القرار الوحيد الذي يمكنه أن يفتح حقبة جديدة للبلاد، حيث توضع المصلحة العامة فوق مصلحة الأشخاص: ألا وهو تخليكم عن العهدة الخامسة".
وتابعت الرسالة أن "نتائج السياسات المنتهجة تحت وصايتكم كانت بعيدة كل البعد عن تلبية الطموحات المشروعة للجزائريين. حكمكم الطويل للبلاد أنشأ في نهاية الأمر نظاما سياسيا لا يستجيب للمعايير الحديثة لدولة القانون". وبين الموقعين على الرسالة رئيس الحكومة الأسبق والمعارض البارز أحمد بن بيتور ورئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي الذي كان في طليعة الرافضين للولاية الرابعة مع الناشطة السياسية الطبيبة أميرة بوراوي صاحبة شعار "بركات" بمعنى كفى.
ومن الموقعين كذلك الروائي المشهور باسمه المستعار ياسمينة خضرة (اسمه الحقيقي، محمد مولسهول) والأكاديمية المتخصصة في القانون الدستوري فتيحة بن عبو والأكاديمي المتخصص في علم الاجتماع ناصر جابي، وكلهم شاركوا في حملة معارضة الولاية الرابعة. وتابع الموقعون "سنكم المتقدم وحالتكم الصحية الحرجة يدعوانكم للاعتناء بنفسكم والتخلي عن حمل العبء الثقيل والشاق لشؤون الدولة. فلا شك أن عهدة أخرى ستكون محنة لكم وللبلد". بحسب فرانس برس.
وظهور بوتفليقة أصبح نادرا منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013 أقعدته على كرسي متحرك وأثرت على قدرته في الكلام، لكن ذلك لم يمنعه من الترشح في 2014 لولاية رابعة والفوز بها دون أن يقوم بحملة انتخابية. وظهر بوتفليقة خلال الأسابيع الماضية مرتين لتدشين صرح صوفي ومسجد كما تفقد مشروع جامع الجزائر الذي ينتظر أن يكون أحد أكبر المساجد بالعالم. وكان حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم قد ناشد عدة مرات الرئيس الجزائري للاستمرار في الحكم والترشح لولاية خامسة، وكذلك فعل حليفه في السلطة التجمع الوطني الديمقراطي، لكن بوتفليقة لم يعلن نيته بعد. ورد الموقعون على الرسالة بتحذير بوتفليقة من "قوى خبيثة" تدعوه للترشح للمرة الخامسة منذ وصوله إلى السلطة في 1999، ودعته إلى "القبول بالتنازل" عن السلطة.
مناشدة جديدة
على صعيد متصل جدّد حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر مناشدته الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للترشح لولاية رئاسية خامسة، على ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، وذلك على الرغم من الحالة الصحية للرئيس البالغ الحادية والثمانين. وقال جمال ولد عباس الأمين العام للحزب الذي يرأسه بوتفليقة خلال لقاء في ولاية الجلفة "هذه المناشدة هي من أجل الاستمرارية وبغية أن تكون البلاد في أمان ولفائدة الأجيال الصاعدة".
وفي وقت سابق كان ولد عباس قد وجّه خلال لقاء حضره نواب ووزراء، دعوة لبوتفليقة الى "الاستمرار في مهمته" التي بدأها في العام 1999. وقال ولد عباس وقتذاك إنّ "700 الف مناضل من الحزب وملايين المتعاطفين والمحبين يترجون الرئيس للاستمرار في مهمته، والكلمة الاخيرة تعود له".
وأكد رئيس الوزراء الجزائري احمد اويحيى انه "سيكون سعيدا" لو استمر بوتفليقة في الحكم. منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013 اصبح بوتفليقة مقعدا على كرسي متحرك ويجد صعوبة في الكلام، رغم ان صحته تحسنت قليلا وعاد للظهور بين حين واخر في مناسبات وطنية كعيد الاستقلال، او عند ترؤسه مجلس الوزراء وخلال لقاء رؤساء ومسؤولين أجانب، من دون ان يسمع صوته. بحسب فرانس برس.
وصل بوتفليقة الى الحكم في نيسان/ابريل 1999 خلفا للرئيس اليامين زروال، ثم اعيد انتخابه في 2004 لولاية ثانية. وكان يفترض ان يغادر السلطة في 2009 باعتبار ان الدستور لا يسمح الا بولايتين الا انه قام بتغيير الدستور للترشح لولاية ثالثة ثم رابعة. واعتبرت احزاب في المعارضة ان ترشحه لولاية رابعة في 2014 كان غير دستوري لانه "غير مؤهل" من الناحية الصحية، بخاصة ان رئيس الجمهورية يتمتع بصلاحيات واسعة تتطلب مجهودا كبيرا للقيام بها.
من جانب اخر دعا أكبر اتحاد عمالي في الجزائر رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة إلى الترشح لفترة رئاسة خامسة وذلك في مؤشر جديد على أن الرئيس المخضرم سيخوض الانتخابات العام المقبل. وقال الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد أمام تجمع يضم ألفي عامل إنه سيقدم الطلب لوزير الداخلية ليسلمه للرئيس. ويؤيد الاتحاد بوتفليقة (81 عاما) منذ توليه السلطة في عام 1999. وتنتهي الولاية الرابعة للرئيس في النصف الأول من العام المقبل المتوقع أن يشهد الانتخابات القادمة.
تعزيز السلطة
من جانب اخر قال محللون إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أوقف زيادات ضريبية وإصلاحات لا تحظى بشعبية من أجل تأكيد سلطته ولمواجهة شكوك تتعلق بحالته الصحية وسط تكهنات متزايدة بأنه سيسعى لفترة رئاسية خامسة. وسادت حالة من الغموض بشأن المسار الذي تنتهجه الجزائر، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمورد الرئيسي للغاز لأوروبا، مع غياب بوتفليقة، الذي تولى السلطة في عام 1999، عن الأنظار إلا نادرا منذ إصابته بجلطة في عام 2013.
وحثت المعارضة وبعض المثقفين بوتفليقة (81 عاما) الذي يستخدم الكرسي المتحرك على عدم خوض الانتخابات المقررة العام المقبل لاعتبارات صحية. وفرض بوتفليقة سلطته عندما ألغى خطة لرئيس الوزراء أحمد أو يحيى لزيادة رسوم استخراج جوازات السفر ووثائق أخرى لمواجهة تراجع إيرادات النفط والغاز بمقدار النصف في الفترة من 2014 إلى 2017. وكان قد أوقف اقتراحا آخر بفتح قطاع الزراعة أمام المستثمرين الأجانب من أجل تنويع الاقتصاد وزيادة الإيرادات. بحسب رويترز.
ويقول محللون إن بوتفليقة أوقف هذه الخطط، مع انتعاش أسعار النفط، وأعلن عن إنفاق اجتماعي وعلى البنية الأساسية بقيمة 500 مليار دينار (4.31 مليار دولار) من أجل تعزيز فرصه قبيل إعادة ترشحه المحتمل. وقال محلل محلي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة ”إنه (بوتفليقة) يريد أن يظهر أنه حاكم البلاد“. وتأتي خطوته هذه بعد أسبوع من دعوة مجموعة من المثقفين والمعارضين بوتفليقة لعدم السعي لفترة رئاسية خامسة. وكتبوا في رسالة مفتوحة يقولون إن تقدم سنه وتردي حالته الصحية يفرضان عليه التوقف عن الاضطلاع بشؤون الدولة. ولم يعلن بوتفليقة بعد ما إذا كان سيترشح لكن الحزب الحاكم حثه على ذلك.
غضب جزائري
على صعيد متصل تم استدعاء سفير الاتحاد الأوروبي في الجزائر إلى وزارة الخارجية الجزائرية بعد بث شريط فيديو مسيء للرئيس عبد العزيز بوتفليقة تم تصويره بحسب الجزائر في مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل. وقالت وزارة الخارجية الجزائرية انها عبرت للسفير جون اورورك عن "استنكار وشجب" السلطات الجزائرية بعد نشر ذلك الفيديو "المسيء لرموز الدولة الجزائرية".
وبحسب الوزارة فإن الفيديو "تم انجازه داخل الهياكل الرسمية للبرلمان الاوروبي وهو ما يعد استغلالا تعسفيا لرموز الاتحاد الأوروبي من أجل المساس بشرف وكرامة مؤسسات الجمهورية الجزائرية". وأكدت بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر استدعاء سفيرها لكنها لم تحدد ما إذا تم تصوير الفيديو في مقر البرلمان الأوروبي أم لا. وفي هذا الفيديو الذي بُث على الإنترنت، تظهر ليلى حداد المراسلة السابقة للتلفزيون الوطني الجزائري في بروكسل، جالسة أمام طاولة بيضاء يتوسطها شعار يشبه العلم الأوروبي (دائرة تتألف من 12 نجمة ذهبية على خلفية زرقاء). وتوجهت حداد بعبارات قاسية جدا للرئيس الجزائري. بحسب فرانس برس.
واتهمت بوتفليقة بأنه جعل من الرئاسة "وظيفة شاغرة" بسبب حالته الصحية التي لم تعد تسمح له بالحكم، داعية اياه إلى الانسحاب بعد 19 عاما في السلطة. واتهمت بوتفليقة بأنه سمح بأن يتم "استغلاله" من جانب "بارونات النظام". وأصبح ظهور بوتفليقة (81 عاما) نادرا منذ اصابته بجلطة دماغية في 2013 اقعدته واثرت على نطقه، لكن ذلك لم يمنعه من الترشح في 2014 لولاية رابعة والفوز بها دون ان يقوم بحملة انتخابية. وطلبت وزارة الخارجية الجزائرية "أن يعلن الاتحاد الأوروبي علنيا عن ابتعاده هذه المناورة" وأن يتخذ "اجراءات ملموسة ضد التصرفات اللا مسؤولة" من جانب حداد.
اضف تعليق