تصاعدت الحرب الإعلامية بشكل كبير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) السابق جيمس كومي، الذي يهاجم ترامب بشكل مستمر ويتهمه بالفشل، وبحسب بعض المصادر، فان الخلاف ربما سيستمر ويتصاعد في الفترة المقبلة...
تصاعدت الحرب الإعلامية بشكل كبير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) السابق جيمس كومي، الذي يهاجم ترامب بشكل مستمر ويتهمه بالفشل، وبحسب بعض المصادر، فان الخلاف ربما سيستمر ويتصاعد في الفترة المقبلة، حيث اكد جيمس كومي المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (إف.بي.آي) إن قيادة الرئيس دونالد ترامب للبلاد ”مماثلة بشكل لافت للنظر“ لأسلوب زعيم عصابة. وأضاف ”لا أعني بذلك أن دونالد ترامب يحطم أرجل الناس أو يرهب أصحاب المتاجر، وإنما أعني أنه (عندما) يقود فالأمر يتعلق فقط بالزعيم“.
وقال كومي إن ترامب يبدو وأنه يفتقد في حياته عوامل خارجية مرجعية، مثل الدين أو التاريخ، يجب أن يحظى بها ليكون قائدا أخلاقيا. وتابع كومي قائلا إن ترامب يمكن أن يصبح قائدا أخلاقيا إذا أحاط نفسه بأشخاص يمكن أن يمثلوا هذه العوامل الخارجية المرجعية. وأضاف ”لكني لن أكون متشائما“.من جانب اخر قال جيمس كومي في مقابلة بمحطة (إيه.بي.سي نيوز) إن الرئيس دونالد ترامب شخص خطير ”وغير مؤهل أخلاقيا“ ويلحق ”ضررا كبيرا“ بالمعايير المؤسسية والثقافية. وقال كومي إن ”شخصا.. يتحدث عن النساء ويعاملهن كقطعة لحم ويكذب باستمرار في كل كبيرة وصغيرة ويصر على أن الشعب الأمريكي يصدقه هذا الشخص غير مؤهل لأن يكون رئيس الولايات المتحدة لأسباب أخلاقية. وهذا ليس بيان يتعلق بالسياسة“. وأضاف ”أنه غير مؤهل أخلاقيا لأن يكون رئيسا“.
من جانب اخر قال ترامب في واحدة من خمس تغريدات موجهة مباشرة لمدير مكتب التحقيقات الاتحادي المقال ”المخادع جيمس كومي يفتقر للذكاء. سيُسجل اسمه كأسوأ مدير لمكتب التحقيقات الاتحادي في التاريخ إلى حد كبير“. وقال كومي ”طلب مني الولاء شخصيا كمدير لمكتب التحقيقات الاتحادي. من المفترض أن يكون ولائي للشعب الأمريكي وللمؤسسة.“ وقال ترامب على تويتر ”لم أطلب من كومي قط الولاء الشخصي. لم أكن أعرف هذا الشخص تقريبا. هذه واحدة أخرى من أكاذيبه الكثيرة“.
كتاب كومي
وفي هذا الشأن قال ناشر مذكرات جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) التي تعرض لتفاصيل اجتماعاته الخاصة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الكتاب باع نحو 600 ألف نسخة من كل الأشكال في الأسبوع الأول من طرحه، ليصبح الأحدث في سلسلة الكتب السياسية الأكثر مبيعا. وتشير أرقام صناعة النشر إلى أن كتاب كومي ”ولاء أكبر: الحقيقة والأكاذيب والزعامة“ تفوق إلى الآن من حيث المبيعات في الأسابيع الأولى على مذكرات هيلاري كلينتون عن الانتخابات الرئاسية بعنوان ”ماذا حدث“ وعلى كتاب ”نار وغضب“ للصحفي مايكل وولف الذي يكشف ما يحدث وراء الكواليس في البيت الأبيض.
وقالت دار نشر فلاتيرون بوكس التابعة لماكميلان، إنها طبعت أكثر من مليون نسخة من كتاب كومي الذي احتل العناوين الرئيسية في الولايات المتحدة. ولم تكشف الدار عما إذا كانت مبيعات الأسبوع الأول كانت على مستوى العالم أم اقتصرت على الولايات المتحدة. وقام كومي بحملة إعلامية للترويج لكتابه أجريت معه خلالها العديد من المقابلات التلفزيونية والإذاعية، وقام أيضا بجولة ترويجية للكتاب. بحسب روترز.
وأثار الكتاب غضب ترامب لأن كومي شبه الرئيس بزعيم غوغائي يفضل الولاء الشخصي على القانون وليس لديه احترام يذكر للأخلاق والحقيقة. وأقال ترامب كومي العام الماضي بينما كان مكتب التحقيقات يحقق في مزاعم عن تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 وفي تواطؤ محتمل بين الروس وحملة ترامب. ونفى ترامب مرارا وجود أي تواطؤ. وكتاب ”ولاء أكبر“ الذي وصف بأنه أفكار كومي عن القيادة تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعا في موقع أمازون لعدة أسابيع قبل إصداره.
وأطلق دونالد ترامب مجددا العنان لغضبه بعد كشف النقاب عن ملاحظات سرية للرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي تظهر الرئيس الاميركي مهووسا بالتحقيق في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016. ووصف ترامب في تغريدة كومي بانه "مشبوه" بعد ان كان وصفه ب"الكذاب" أو "الزلق".
ولا يغفر ترامب رأي رئيس الشرطة السابق بأنه "غير مؤهل اخلاقياً" ليكون رئيسا للولايات المتحدة في الكتاب. لكن الغضب الرئاسي ازداد مع كشف النقاب عن ملاحظات سرية لكومي. وبحسب هذه الملاحظات، اشتكى ترامب مرارا امام كومي من الظلال التي يلقيها التحقيق حول تدخل روسي في رئاسته.
وكتب كومي على سبيل المثال بعد حديث مع الرئيس في 30 اذار/مارس 2017، ان ترامب "قال انه كان يحاول ادارة البلاد الا ان الظلال التي تلقيها القضية الروسية تعرقل ذلك". وبعد مرور 11 يوما، اظهر ترامب مجددا مزيدا من الالحاح في هذه القضية خلال نقاش آخر مع كومي. وكتب كومي بخصوص هذا اللقاء "انه يعمل من اجل البلاد من خلال زيارات الزعماء الاجانب، لكن ادنى سحابة تعكر ذلك". وعندما كان مسؤولاً عن الشرطة الفدرالية، اعتاد جيمس كومي على نسخ محتويات مبادلاته مع الرئيس ترامب على الفور.
وبالاضافة إلى معرفة ما إذا كان هناك تواطؤ بين موسكو وفريق ترامب للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2016، فإن التحقيق الشهير الموكول الى المدعي الخاص روبرت مولر يسعى إلى تحديد ما إذا كان ترامب اساء استغلال السلطة من اجل عرقلة التحقيقات. وفي الشق الثاني، قد تترك ملاحظات كومي اذا ثبتت صحتها تداعيات كبيرة اذ يبدو انها تظهر رغبة الرئيس في عرقلة القضاء.
وكتب ترامب في تغريدات باحرف مكبرة ان ملاحظات كومي "تبين بوضوح أنه لم يكن هناك عرقلة او تواطؤ". واضاف الرئيس "هل تستمر المطاردة؟" في ما يبدو انه لا يستبعد هذه الفرضية منذ أن اضاف في اليوم ذاته ثلاثة محامين جدد الى فريقه القانوني. بين المحامين رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني صاحب الشخصية القوية لكن المثيرة للجدل. وقد انتقد الديموقراطيون جولياني السبعيني بسبب تصريحاته خلال الحملة الانتخابية بأن لديه مصادر ابلغته بتحقيق يجريه اف بي آي حول استخدام هيلاري كلينتون خادما خاصا لرسائل البريد الإلكتروني.
ويعتبر المدعي الفدرالي السابق ان ترامب شخص غير نزيه واناني، لديه هاجس التفاصيل المتعلقة به وضمنها شائعات غير مؤكدة حول علاقات اقامها العام 2013 مع مومسات روسيات في موسكو. وفي احدى ملاحظاته في 8 شباط/فبراير 2017 بعد لقاء مع ترامب في المكتب البيضاوي، كتب كومي ما يلي "قال الرئيس ان المومسات أمر ملفق لكن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين قال له لدينا العاهرات الاكثر جمالا في العالم ولم يذكر متى قال بوتين ذلك".
ويثير هذا المقطع العديد من التساؤلات، وخصوصا عما اذا كانت المحادثة المزعومة قبل الانتخابات الرئاسية، فقد اكد ترامب ان اتصالاته مع الرئيس الروسي كانت محدودة للغاية. من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "اذا كان ذلك ورد في الكتاب، فان هذا الجزء زائف على الاقل. الرئيس بوتين لا يستطيع أن يقول هذا للرئيس ترامب، ولا سيما انهما لم يكونا على اتصال قبل ان يصبح ترامب رئيسا".
فوز هيلاري كلينتون
الى جانب ذلك اثار المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي غضب الرئيس الاميركي دونالد ترامب بكشفه انه كان مقتنعا بان هيلاري كلينتون ستفوز في انتخابات 2016 الرئاسية، في اعلان رد عليه ترامب بسلسلة تغريدات صب فيها جام غضبه على المسؤول السابق. ورد الرئيس الاميركي في سلسلة تغريدات كتب فيها خصوصا "كان (كومي) يتخذ قرارات وهو يعتقد انها ستفوز، وكان يريد عملا. قذارة"، مكررا اهانة سبق ان استخدمها هذا الاسبوع بحق كومي.
وتابع ترامب "سنتذكر جيمس كومي المتقلب، على انه الرجل الذي ينتهي دوما بمظهر سيء وكأبله (ليس ذكيا!) واسوأ مدير للاف بي آي في التاريخ وباشواط". وتسبب كومي بنوبة الغضب الرئاسية هذه بعد تصريحات ادلى بها لشبكة "ايه بي سي" التلفزيونية تناول فيها التحقيق في استخدام كلينتون لخادم خاص لبريدها الالكتروني عندما كانت وزيرة للخارجية.
وكشف كومي " ان اعلانه ان الاف بي آي ستعيد التحقيق حول كيفية استخدام كلينتون في شكل غير قانوني بريدها الالكتروني الخاص يوم كانت وزيرة للخارجية، قبل احد عشر يوما من الانتخابات، كان يريد عبره اقناع الرأي العام بشرعية الانتخاب المرتقب للمرشحة الديموقراطية. وقال "لا اذكر انني فكرت في ذلك في شكل متعمد ولكنني اميل الى ذلك لانني كنت اعمل في عالم ستتغلب فيه هيلاري كلينتون على دونالد ترامب. انا واثق اذن بان هذا الامر كان احد العوامل".
واضاف كومي "كانت ستنتخب رئيسة للولايات المتحدة ولو اخفيت (اعادة فتح التحقيق) على الشعب الاميركي، كان سينزع عنها الشرعية ما ان يعلن ذلك بعد انتخابها". وتتقاطع تصريحات كومي لايه بي سي مع مقطع من مذكراته التي نشرها اخيرا، وجاء فيها ان ترجيح استطلاعات الرأي فوز كلينتون اثر على موقفه. وكتب ترامب على تويتر "لا يعقل، جيمس كومي يقول ان الاستطلاعات التي كانت تشير الى تقدم الفاسدة هيلاري كلينتون شكلت عاملا في توليه (الاخرق) للتحقيق في قضية البريد الالكتروني لكلينتون". بحسب فرانس برس.
وكتب ترامب على تويتر "لم اطلب يوما الولاء الشخصي لكومي. بالكاد اعرفه. هذه ايضا احدى اكاذيبه الكثيرة". ولم تعلق كلينتون على ما كشفه كومي مؤخرا، وكانت اعربت عن اعتقادها ان اعلان كومي اعادة فتح التحقيق في شانها في رسالة تم نشرها، كان له دور في هزيمتها في الانتخابات. وكانت صرحت للاذاعة الرسمية "ان بي آر" اواخر 2017 ان "زخمها توقف بعد نشر رسالة كومي". واضافت المرشحة السابقة للرئاسة "تراجعت ارقامي في الاستطلاعات وقد عانينا لرفعها مجددا، وكان الوقت يداهمنا".
استطلاع للرأى
من جانب اخر وقبل عام وتحديدا فى التاسع من مايو 2017، قام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإقالة مدير الإف بى أى جيمس كومى، وبرر ذلك فى الأساس بتعامل الأخير مع تحقيقات البريد الإلكترونى لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون، وهى الخطوة التي أحدثت صدمة في المشهد السياسي الأمريكي، وحتى المخطط الاستراتيجي السابق لترامب قال إن هذه الإقالة كانت أكبر خطأ في التاريخ السياسي المعاصر، حسبما تقول مجلة "نيوزويك".
وعلى مدار أغلب العام المنصرم، ظل كومي بعيدا عن الأضواء قبل أن يعود إليها في أبريل الماضي مع إصداره مذكراته بعنوان "ولاء أكبر" والتي كشف فيها عن مزيد من المعلومات عن لقاءاته الخاصة لترامب ورؤيته للرئيس الأمريكي كشحص يدير البلاد مثل زعيم المافيا.يوعندما اتهمه ترامب بالكذب، رد كومي قائلا "ماذا سأفعل، على الناس أن يحكموا على الآخرين".
ووفقا لاستطلاع للرأي أجرته شبكة إيه بى سى وصحيفة "واشنطن بوست"، كشف أن الرأي العام الأمريكي يرى أن كومي أكثر مصداقية من ترامب. حيث قال 48% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يثقون بكومي أقل من ترامب، بينما قال 32% الرأي المعاكس.يولفتت الصحيفة إلى أن الاتجاهات الحزبية للمشاركين في الاستطلاع كانت ملفتة، حيث قال 25% إنهم يعتبرون أنفسهم جمهوريين، و32% ديمقراطيين ، و35% مستقلين.
اضف تعليق