يبدو ان فرصة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي لا تزال بعيدة جدا بسبب استمرار الازمات والخلافات حول العديد من الملفات والقضايا المهمة التي تخص تركيا، وزاد انتقاد الاتحاد الأوروبي لمساعي تركيا منذ عقود لنيل العضوية بعد أن أطلق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حملة كبيرة ضد منتقديه.
يبدو ان فرصة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ماتزل بحسب بعض الخبراء، بعيده جدا بسبب استمرار الازمات والخلافات حول العديد من الملفات والقضايا المهمة التي تخص تركيا، وزاد انتقاد الاتحاد الأوروبي لمساعي تركيا منذ عقود لنيل العضوية بعد أن أطلق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حملة كبيرة ضد منتقديه وبينهم صحفيون وأكاديميون إثر محاولة انقلاب في 2016. قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إنه لا يرى أي فرصة لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي في المستقبل المنظور. من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للبرلمان إن بلاده لم تعد تحتاج عضوية الاتحاد الأوروبي لكنها لن تتخلى عن محادثات الانضمام للتكتل المتوقفة من جانب واحد.
وقال ”لن نكون الجانب الذي يستسلم. بصراحة... لم نعد نحتاج لعضوية الاتحاد الأوروبي“. وتوقفت محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي التي بدأت قبل 12 عاما مع انتقادات من التكتل للحملة الأمنية التي تشنها أنقرة بعد انقلاب فاشل في العام الماضي. واعتقلت السلطات التركية في تلك الحملة عشرات الآلاف من الأشخاص من بينهم مدرسون وصحفيون. وقالت حكومة إردوغان إن دول الاتحاد لم تقدر فداحة التهديد الذي تواجهه تركيا ولم تستجب لطلبات تسليم المشتبه في ضلوعهم في الانقلاب.
وقال إردوغان ”الاتحاد الأوروبي خذلنا في الحرب على الإرهاب“ لكنه أشار إلى أن التكتل لا يزال بحاجة إلى تركيا. وقال ”إذا ما كان الاتحاد الأوروبي سيقفز للأمام فهناك طريق واحد لفعل ذلك وهو منح تركيا العضوية وبدء عملية من النمو الثقافي والاقتصادي“. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مناظرة انتخابية في وقت سابق إن من الواضح أن تركيا لا يجب أن تنضم للاتحاد الأوروبي وإن محادثات الانضمام يجب أن تنتهي على الرغم من أن تركيا حليف أساسي لألمانيا في حلف شمال الأطلسي.
من جانب اخر قال عمر جليك وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي إن بلاده سترفض أي عرض بشراكة مع الاتحاد تقل عن العضوية الكاملة وحذر من أن الوضع الراهن لا يعطي تركيا أي سبب للاستمرار في تطبيق اتفاق الهجرة. وقال الوزير”لا نأخذ الشراكة المميزة أو نهجا مشابها على محمل الجد. لا يمكن عرض مثل هذه الأشياء على تركيا“. وأضاف ”مهما كان اسمها، شراكة مميزة أو تعاون لمكافحة الإرهاب، لن تعتد تركيا بمثل هذه العروض“.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن التطورات في تركيا تحول دون إحراز تقدم في مسعاها المستمر منذ عقود للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقال إنه ينبغي تغيير تركيز المناقشات وتحدث عن احتمال إبرام شراكة لا ترقى لعضوية كاملة. وعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه بشأن حملة تركيا على من يشتبه في دعمهم لمحاولة الانقلاب الفاشلة. وقال جليك إن الاتحاد الأوروبي لا يحترم جميع بنود اتفاق يهدف لوقف تدفق المهاجرين غربا من تركيا في مقابل دعم لتركيا يشمل مساعدات مالية قيمتها ثلاثة مليارات يورو. وأضاف أن المساعدة المالية ”لا تمضي بشكل جيد“ ولم يتم فتح أي فصل جديد في جهود انضمام تركيا للاتحاد ولم يحدث أي تطور بشأن توسيع اتفاق جمركي بين الجانبين. وقال جليك ”لا يوجد سبب فني لأن تحافظ تركيا على هذا الاتفاق“.
تأشيرات الدخول
وفيما يخص اخر تطورات هذا الملف أكدت تركيا أنها وفت بكل المعايير المطلوبة لإنهاء العمل بتأشيرات الدخول لرعاياها المتوجهين إلى الاتحاد الأوروبي، المقرر في إطار الاتفاق الموقع بين الطرفين عام 2016 حول الهجرة. وأبلغت أنقرة الاتحاد الأوروبي بأنها استكملت كل المعايير لوقف العمل بالتأشيرات، طبقا لاتفاق الهجرة الموقع بين الطرفين.
وصرح إبراهيم كالن المتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي عقده في أنقرة، "تم الإيفاء بالمعايير الـ 72 لوقف العمل بالتأشيرات"، موضحا أن السلطات الأوروبية قد أبلغت بذلك. وتابع المتحدث "نأمل في أن يعطي ذلك دفعا جديدا على صعيد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا"، معتبرا أن "المواطنين الأتراك كان يجب أن يحصلوا قبل فترة طويلة على الإذن بالتنقل بحرية في الفضاء الأوروبي".
وكان استثناء التأشيرات للزيارات القصيرة للأتراك في الاتحاد الأوروبي، واحدا من الإعفاءات الواردة في إطار اتفاق الهجرة الذي أبرم في آذار/مارس 2016 بين بروكسل وأنقرة وسمح بخفض وصول المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا. ومن المعايير التي يطلبها الاتحاد الأوروبي، تعديل قانون مكافحة الإرهاب التركي الذي يعتبر واسعا جدا ومهددا لحرية التعبير.
ورفضت أنقرة هذا التدبير لفترة طويلة معتبرة أنه غير مقبول، فيما تتصدى السلطات التركية لتمرد "حزب العمال الكردستاني" وتنظيم داعش والشبكات المشبوهة بالضلوع في الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو 2016. ولم يذكر كالن هذا الشرط في مؤتمره الصحفي. وجاءت تصريحات كالن بعد سنة 2017 المتوترة جدا بين بروكسل وأنقرة، إذ اتهم الرئيس أردوغان الأوروبيين بأنهم لم يتضامنوا بشكل كاف مع تركيا بعد الانقلاب الفاشل، فيما حذر الاتحاد الأوروبي من حجم القمع الشامل الذي تلاه. بحسب فرانس برس.
لكن الرئيس التركي بدأ السنة الجديدة بنبرة تصالحية، وقام مطلع كانون الثاني/يناير بزيارة إلى باريس ثم إلى روما. من جانب آخر، أعلن المتحدث باسم المجلس الأوروبي أن قادة الاتحاد الأوروبي سيلتقون الرئيس أردوغان في 26 آذار/مارس في فارنا ببلغاريا، لمناقشة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. وخلال زيارته إلى باريس، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أردوغان "شراكة" مع الاتحاد الأوروبي "إذا لم يحصل انضمام".
من جانب اخر أخبر الاتحاد الأوروبي تركيا إنه لن يخفف شروط السفر لمواطنيها ما لم تخفف أنقرة قوانين مكافحة الإرهاب التي يراها الاتحاد مبالغا فيها. ويستاء الاتحاد الأوروبي بسبب حملة أمنية أطلقها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعد محاولة انقلاب. وأدى هذا لتوتر العلاقات بين الاتحاد وأنقرة العضو في حلف شمال الأطلسي والتي يحتاجها الاتحاد لوقف تدفق المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط على أوروبا.
وكانت تركيا تسعى لإصلاح العلاقات وأخبرت التكتل أنها استوفت جميع الشروط التي حددها للسفر بدون تأشيرة. لكن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز قال إن أنقرة ينبغي أن تخفف أولا قوانين مكافحة الإرهاب وهو ما ترفضه تركيا منذ وقت طويل.. وقال ريندرز على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد حضره عمر جليك وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا ”إذا تمكننا من موائمة التشريع مع قيم الاتحاد الأوروبي سيكون من الممكن تحقيق بعض التقدم“.
قضية الانضمام
الى جانب ذلك اصر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على خيار "الانضمام" الى الاتحاد الاوروبي رافضا الاقتراح الفرنسي باقامة "شراكة" بين الجانبين، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة لا ستامبا. وقال اردوغان في روما ان على الاتحاد الاوروبي "ان يفي بالوعود التي قطعها" لتركيا. واضاف ان "الاتحاد الاوروبي يعرقل المفاوضات ويلمح الى اننا مسؤولون عن عدم التقدم في المفاوضات. هذا ظالم. وينطبق هذا الامر ايضا على اقتراح بعض دول الاتحاد الاوروبي لنا خيارات اخرى غير الانضمام".
وبداية كانون الثاني/يناير، اقترح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على نظيره التركي اثناء استقباله في باريس "شراكة" مع الاتحاد الاوروبي بدل الانضمام. ورد اردوغان "نرغب في انضمام كامل الى اوروبا. اي خيارات اخرى لن ترضينا". وذكر بالدور الرئيسي الذي ادته بلاده في قضية الهجرة. وقال "نحن مهمون لوقف المهاجرين الذين يتجهون من الشرق الى اوروبا، وايضا لضمان الاستقرار والامن في اوروبا"، مؤكدا "اننا نبذل جهودا كبيرة في مكافحة المنظمات الارهابية مثل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم داعش". بحسب فرانس برس.
وبدأ الجيش التركي وحلفاؤه في المعارضة السورية في 20 كانون الثاني/يناير عملية عسكرية تهدف الى طرد وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة عفرين في ظل اتهام انقرة لها بانها منظمة "ارهابية" تشكل امتدادا لحزب العمال الكردستاني. وشدد اردوغان على ان "القوات المسلحة التركية ليست في عفرين لقتال مجموعات كردية مسلحة. ليس لدينا مشاكل مع الاكراد السوريين. نقاتل فقط الارهابيين ومن حقنا القيام بذلك"، مكررا ان تركيا لا تسعى الى احتلال اراض في سوريا.
وعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تركيا "شراكة مع الاتحاد الأوروبي" كبديل عن مساعي انضمامها للاتحاد. وقال ماكرون في مؤتمر صحفي جمعه والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد لقائهما في باريس، إنه يجب إعادة التفكير في العلاقة مع تركيا في إطار تعاون وشراكة وليس عملية انضمام.
اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تركيا، "شراكة مع الاتحاد الأوروبي" كبديل عن مساعيها للانضمام إلى الاتحاد، بهدف الحفاظ على "ارتباط" هذا البلد بأوروبا، على حد قوله. وقال ماكرون "يجب أن ننظر فيما إذا بالإمكان إعادة التفكير في هذه العلاقة، ليس في إطار عملية انضمام بل ربما في إطار تعاون وشراكة مع هدف (..) الحفاظ على ارتباط تركيا والشعب التركي بأوروبا، والعمل على جعل مستقبله مبنيا على التطلع إلى أوروبا ومع أوروبا". وأضاف "أرغب في أن نفعل المزيد معا، وأن تبقى تركيا راسخة في أوروبا، لكنني أعتقد أن عملية (الانضمام) كما تم البدء بها لن تؤدي إلى نتائج في السنوات المقبلة". واعتبر ماكرون أن "التطورات الأخيرة" في تركيا في مجال حقوق الإنسان تبعد تماما حصول أي "تقدم" في مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي.
ودعا الرئيس الفرنسي نظيره التركي إلى "احترام دولة القانون" بشأن اعتقال عدد من الصحافيين الأتراك في تركيا. وقال ماكرون إن "الديمقراطيات يجب أن تحترم بشكل كامل دولة القانون" مضيفا أنه بحث وأردوغان لائحة حالات فردية أثناء اجتماعهما". وقال الرئيس التركي رجب أردوغان إن تركيا "تعبت" من انتظار انضمام محتمل للاتحاد الأوروبي. وأضاف "لا يمكن أن نستجدي بشكل دائم الدخول للاتحاد الأوروبي" وذلك مع استمرار تجميد مفاوضات انضمام أنقرة للاتحاد.
اضف تعليق