خرج مئات الالاف من الإيرانيين في مسيرات احتجاجية بعددٍ من المدن الرئيسية؛ اعتراضاً على أداء حكومة بلادهم، ويبدو أنهم محتجون بصفة خاصةٍ على تدهور الأوضاع الاقتصادية وانحسار الحقوق والحريات، في حين يأخذ الجانب السياسية الخارجية نصيب مقارب من رفض التدخل في دول الخارج، مما ينعكس سلبا على استقرار المواطنين في الدخل، وتعد هذه الاحتجاجات الأكبر منذ تظاهرات 2009 التي اشتعل فتيلها صباح الخميس من مدينة مشهد - ثاني أكبر مدن إيران -، لتتوسع في اليوم التالي لتشمل عدة مدن رئيسية أخرى على رأسها طهران وقم وكرمنشاه وأصفهان، أثارت الكثير من التساؤلات عن دوافعها الحقيقية وما يمكن أن تساهم به في تحريك المياه الراكدة في المشهد السياسي الإيراني، إضافة إلى ما يثار بشأن ضلوع بعض القوى الإقليمية والدولية وراء تمددها بهذا الشكل.
هذا الحراك الجاري في إيران يتسع ويتمدد ويتخذ شكل مصادمات دامية بين المتظاهرين وبين عناصر الأمن والشرطة. وهناك من يقول إن هذا الحراك سيؤثر على دول عربية وإقليمية، خاصة المجاورة منها مع إيران، ومنها العراق، طرحت شبكة النبأ المعلوماتية سؤالين رئيسيا هما ما هي السيناريوهات المتوقعة من التظاهرات الإيرانية الراهنة؟، وكيف ستؤثر على مستقبل العراق؟، استطلعت به آراء وتحليلات مجموعة من الخبراء في مجال السياسية الدولية واعلامين مهتمين بالشأن الإقليمي والإيراني.
د. خالد عليوي العرداوي: مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة كربلاء ومدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية:
يرى ان ما يجري في إيران له دلالة عميقة على ضعف نظام الحكم هناك داخليا وعجزه عن تلبية طموحات شعبه وعدم القناعة التامة بسياساته الخارجية الإقليمية والدولية ويظهر أن الخطاب الديني للنظام لم يعد كافيا لمنحه شرعية البقاء مالم يحقق شرعية الإنجاز وبدون الشرعية الأخيرة سيجد النظام انه يعاني من ثقوب كثيرة تسمح لاعدائه بالنفاذ منها لزعزعة أمنه واستقراره.
وفيما يتعلق بالسيناربوهات المستقبلية المترتبة على هذه الاحتجاجات فهي: على مستوى السياسة الخارجية ستضطر الاحتجاجات النظام إلى مراجعة سياساته الخارجية بشكل يقلل تدخله في شؤون الدول الأخرى وتخفيض الدعم المقدم لوكلائه الاقليميين بشكل او آخر.
اما على المستوى الداخلي فقد كسرت المظاهرات حاجز الخوف لدى الإيرانيين وسيمتلك الحراك الداخلي جرأة أكبر في مواجهة النظام ولن تنفع الحلول الأمنية في إقناع الإيرانيين او ترهيبهم وستجد منظومة الحكم انها اما تعمل على تغيير شكل الحكم القائم على ولاية الفقيه باتجاه يكون أكثر ديمقراطية مع تزعم الاتجاه الإصلاحي لهذا الاتجاه، واما يبقى النظام على مساره الحالي بزعامة التيار المتشدد فيستمر باتساع الفجوة بينه وبين شعبه حتى يصل إلى درجة من القطيعة قد تنتهي مع وجود التدخل الخارجي إلى تهديد وجود النظام بالكامل وربما يهدد وحدة الأراضي الإيرانية فايران مقبلة على خيارات ستحدد وجودها وشكل الحكم فيها وبوصلة علاقاتها الإقليمية والدولية.
الصحفي علي الطالقاني، مدير مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام ومدير ملتقى النبأ للحوار
فيما يرى الطالقاني انه الى الان لم تتضح هوية القيادات التي تقود المظاهرات في ايران، فان ظهورها يتطلب الاستجابة لهذه الجماهير الغاضبة، كما لازالت إيران تحاول دفع عجلة الخطر نتيجة اندلاع ازمة الاحتجاجات، فهي الى الان لم تدخل حالة التأهب الكامل لانها تدرك ان التدخل العسكري بشكل مباشر يعقد الامر أكثر. لكن ذلك لم يمنع اجهزة الامن ان تراقب عن كثب مايجري لكنها بنفس الوقت تعمل مع اجهزة الدولة الباقية لمنع الاحتجاجات.
في حين صحيح ان سكان المحافظات الايرانية ينظر الى السلطة الدينية انها تشكل عصب الحياة في البلاد والنظرة المقدسة للولي الفقيه لازالت تحتفظ بمكانتها، لكن هذه النظرة بدت تنهار بسبب الفقر ونسبة البطالة والتقييد للحريات.
في الوقت نفسه، لازالت بعض محافظات ايران تنظر الى النظام بعين الغضب لكن الى الى الان لم يعي الشعب الايراني ماهو طبيعة النظام السياسي الذي يتمنون العيش تحته. فان حركة الاحتجاجات امتدت الى 12 محافظة ومدينة ومدعومة من قبل اطراف دولية كبيرة وكثيرة.
حيدر الحاج مرتضى، صحفي ومدير التدريب والتطوير في مؤسسة الفكر والابداع
من جهته يوضح الحاج: انه من الضروري التمييز بين (الحكومة) و (النظام) في إيران كما في أي دولة أخرى، وفي حالتنا هذه ، يميل يميل (النظام) وهي الفئة المتشددة في الدولة الايرانية إلى التعاطي بحزم مع هذه التظاهرات التي لا يُستبعد أنها مدفوعة خارجياً، وكلامي ليس تشكيك بنوايا المتظاهرين، ولكن أقول إن الاضطهاد !الاقتصادي والسياسي لفئة من الشعب - ولا أعلم كم هي هذه الفئة - قد وجد - ربما - من يستغله لتصعيد الوضع في إيران.
وفي مقابل هذه الفئة المضطهدة، هناك الفئة المستفيدة مادياً ومعنويا من الامتيازات التي يوفرها لهم (النظام)، وهذا هو السبب في المظاهرات المضادة لمظاهرات المتضررين.
في الجانب الاخر، نجد (الحكومة) التي تقع بين فكي كماشة، فأما التساهل مع المتظاهرين، الذي سيؤدي إلى تصاعد حدة التظاهرات.. أو التعامل الحازم ( وهي قادرة عليه )مع المتظاهرين، ولكن هذا سيقوض جهود الحكومة الاصلاحية في تحسين علاقاتها الخارجية وتحسين النظام الاقتصادي والمصرفي، الذي يعاني ليس بسبب تدهور الاقتصاد بذاته!
ولكن بسبب الانفاق الكبير للنظام في حروبه خارج الحدود، الذي يشكل عبئاً على الاقتصاد الايراني، الذي أعتبره جيد بالنسبة إلى أقتصادات الشرق الاوسط.
حسين الراشد محلل سياسي وخبير في الشؤون الإيرانية:
يعتقد الراشد: ما يحدث في إيران هزة شعبية عنيفة، حتماً ستكون لها ارتدادات مزعجة للسلطات. رد النظام الإيراني على الاحتجاجات لم يكن موفقاً، سواء عبر حث الآلاف من انصاره على النزول الى الشارع، ما تسبب بخلق فوضى هائلة، او من خلال التصريحات التي وصفت الاحتجاجات بـ "المؤامرة" وهو ما سيأجج المزيد من الغضب تجاه النظام الحالي.
قد لا تحدث هذه الاحتجاجات تغييراً سريعاً، لكنها حتماً ستساهم بتصدع النظام على المدى البعيد. نحن أمام انهيار بطيء لنظام لولاية الفقيه الذي حكم ايران لعقود.
د. حسين أحمد السرحان، باحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية:
على صعيد ذي صلة، يرى د. السرحان: انه مع بداية الالفية الثانية تشهد منطقة الشرق الاوسط نمط جديد من الصراع قائم على اركان مختلفة واولها الاساس الطائفي لذلك لفت المنطقة صراعات عدة تشهدها بعض دوله وفي الاصل هي صراعات نفوذ بين فاعلين اقليميين وهما السعودية العربية وايران. والتالي كل منهما يسعى الى فتح وتوسيع ساحة الصراع والمجال الحيوي الذي تتحرك فيه عبر وسائلها المتعددة ولذلك نشأت ماسمي بـ(الفواعل من غير الحكومات) وهو ما شهدته العراق وسوريا واليمن وحتى لبنان التي كانت قد شهدتها منذ اكثر من عقد.
وبالتأكيد فأن تحرك تلك الفواعل يحتاج الى قوة وتماسك مؤسساتي لاسيما على المستوى السياسي والمخابراتي لدى الفواعل الاقليميين. لذا يسعى كل منهما الى ترصين جبهته الداخلية واجهاض اي حركة احتجاج.
نظرا لما شهده العراق بعد 2003 من هشاهشة امنية اضعفته كثيرا واصبح ساحة للصراع الاقليمي وهو في اغلبه صراع نفوذ، ناهيك عن ان طبيعة عدم الاستقرار لم يعد بالامكان حصره في اطار حدود الدولة الذي ينطلق فيها، لذا فأن العراق اكيد يتأثر سلبا او ايجابا بما يجري في ايران التي تشترك معه باكثر من 1000 كم حدودية.
ولكن هذا التأثر يعتمد على طبيعة تطورات حركة الاحتجاجات وماهي اهدافها وطبيعة التدخلات الدولية والتفاعلات الاقليمية والدولية.
نعتقد ان الحالة التي تمر بها ايران بشكل عام منذ مايقارب اسبوع تؤثر سلبا على التراص الداخلي والتماسك المؤسساتي وتصبح مهتمة اكثر بالشأن الداخلي لذا ينحسر دورها الاقليمي لذا يمكن ان نتصور انحسار للنفوذ السياسي الايراني في العراق وسوريا واليمن وربما لبنان . اذ لايران دور كبير في طبيعة الاحداث في هذه الدول. ومن جانب اخر ان انحسار التأثير الايراني في العراق سيفسح المجال الى تزايد الدور الاميركي في العراق ويجعله اقرب الى الولايات المتحدة، ولكن تصعيد الاحتجاجات وتطورها الى مواجهات مسلحة تجعل ايران غير مستقرة وهو مايؤثر سلبا على العراق بسبب التقارب الجغرافي والامتدادات الدينية والمذهبية.
الباحث عدنان الصالحي، مدير مركز المستقبل للدراسات والبحوث:
يؤكد الصالحي: على انه أي اضطراب لأي دولة مجاورة للعراق سينعكس سلبا على الوضع في العراق أو على أقل تقدير يشكل عامل قلق كون الأجواء الهادفة دائما تعطي الحكومات المساحة الكافية لضبط حدودها وضبط أداءها السياسي، فالوجود في محيط قلق يقوض مساحات التحرك لاستقرار شرق اوسطي بشكل عام.
اما عن إمكانية استمرار التظاهرات في ايران يقو الصالحي: أعتقد أن التظاهرات ظاهرة طبيعية تجري في البلدان التي تحوي أكثر من راي ومن اتجاه، وقد يرتفع سقف مطالبها من الإصلاحات الى التغيير أو غير ذلك ولكن هي في وجهة نظري من حيث الواقع تبقى ضمن المستوى الطبيعي، قد يكون الوضع الاقتصادي مؤثر بشكل وآخر في هذه الاحتجاجات، ولكن اعتقد بأن الحكومة الإيرانية واجهت مثل هذه التظاهرات عام ٢٠٠٩ واستطاعت احتواء الموقف ووضع حلول معينة، وهنا اتصور بأن الأمر سيتكرر في إيجاد الحلول ولكن في اعتقادي أن الأمر يتطلب بعض الوقت قد يكون هو العنصر المختلف عن عام ٢٠٠٩ وايضا سيكون الحكومة الإيرانية حلول ومعالجات اكثر تركيزا عما عليه في السابق.
الكاتب والإعلامي عبد الأمير المجر، مراسل قناة فرانس 24 في بغداد:
يرى المجر: انه لا شك ان العراق يتأثر بالأوضاع في ايران لأكثر من سبب، لأن ايران بات لها نفوذا كبيرا في عراق ما بعد 2003أ من خلال بعض القوى السياسية الحليفة لطهران، او المتناغمة معها عقائديا، ومن هنا فان ما يحصل اليوم فير ايران يتابعه الجميع باهتمام بالغ، كونه سينعكس بشكل مباشر على الاوضاع في العراق، لاسيما ان الانتخابات النيابية على الابواب، ان لم تؤجل.
لكن لا احد يتكهن بالضبط كيف ستكون عليه الاوضاع في ايران، لان معادلة الدولة والسلطة في ايران يصعب انهيارها بسهولة، وان هناك مؤسسات وقوى شعبية لا يستهان بها داعمة للنظام، الامر الذي يجعل المهمة صعبة امام الراغبين في التغيير هناك، لكن من المتوقع ان تكون هناك تغييرات في سياسة ايران على المستويين الخارجي والداخلي، لان المشكلة التي كانت وراء هذه الاحتجاجات بنيوية وليست عابرة، اي انها تتصل بموضوعة الخبز والواقع الحياتي بشكل عام، والذي يرغب الجيل الجديد في تغييره وتحقيق قدر اكبر من الحريات العامة .. ولعل النظام يدرك هذه المطالب وسيسعى الى تنفيذ بعضها.
فيما سيبقى البعض الاخر رهن الظروف، لان تحقيق قفزة اقتصادية تستوعب هذه المطالب وبشكل سريع غير ممكن.. العراق سيبقى ينتظر تطورات الاوضاع، لان جميع القوى، سواء الحليفة لايران وغير الحليفة تدرك حجم الفراغ الذي سيخلفه غياب هذا الحليف، سواء بشكل مباشر او غير مباشر، لان صدى هذا الامر سيكون قويا وسياخذ ابعادا عدة يصعب حصرها.
د. علي شمخي، صحفي وأكاديمي في مجال الاعلام ومدير في وزارة الثقافة العراقية:
يقول د. شمخي: انه لا يختلف اثنان على أن العلاقات العراقية - الايرانية متفاعلة ومتناغمة منذ حصول التغيير في العراق ..واذا كانت هذه العلاقات تتحكم فيها اطر دينية عامة ومذهبية خاصة فإن سقوط نظام صدام نقل هذه العلاقات إلى مساحات أوسع تمثلت بالمصالح السياسية المشتركة التي ترتبط بها احزاب إسلامية نافذة في العراق تولت مقاليد السلطة طوال السنوات الماضية بالمرشد الأعلى وبأقطاب الحكم الايراني وبالتالي لا يمكن إبعاد تأثير ما يجري في ايران عن هذه الارتباطات. بالنسية لي ارى ان ما يجري في ايران لا يمكن تحديد معالم التوقعات فيه فكل الاحتمالات واردة، والتظاهرات تحمل تركيبة معقدة فثمة سخط وتذمر من الواقع الاقتصادي داخل ايران ..وثمة سخط لهذا الانغلاق الايراني والعزلة الدولية.
وثمة رفض للتدخل الايراني في شؤون دول الجوار. وهناك شرائح ايرانية واسعة ترى ان الأموال التي تنفقها ايران في العراق وسوريا ولبنان واليمن . الشعب الايراني أولى بها ..في المقابل تراهن الجمهورية الإسلامية الاسلامية الايرانية على رصيد شعبي واسع مؤدلج بثقافة الولاء للولي الفقيه ومستعد للدفاع عن مصالح الثورة الإسلامية في إيران مما يزيد الأوضاع تعقيدا وخطورة، ولربما يشكل الحرس الثوري الإيراني الرصيد الحقيقي والقوة الحقيقة المدافعة عن النظام في ايران وبالتالي فإن انفراج هذه الأزمة مناط بقرارات من المرشد الأعلى تتمثل بالاستجابة لمطالب المتظاهرين وإصدار قرارات سريعة لتحسين الوضع المعاشي لملايين الفقراء في ايران وتخفيف التدخل الايراني في دول الجوار، وإبداء مرونة أوسع تجاه الغرب والولايات المتحدة الأمريكية اما التشبث بالتشدد والانغلاق سيفاقم الأوضاع سوءا..ولايمكن إغفال الاستعداد السعودي الأمريكي والاسرائيلي في توجيه الدعم للمجموعات المناهضة داخل ايران من أجل التصعيد ..لذلك ان ايران اليوم أمام خياران اما المواجهة المباشرة مع المتظاهرين واستخدام العنف المفرط او الاحتواء والانفتاح واتخاذ قرارات تطمئن الشارع الايراني بحصول تغيير في الأيام القليلة المقبلة.
الكاتب والإعلامي غزوان المؤنس:
يرى المؤنس: انه من انعكاس تلك المظاهرات على مستقبل العراق نستطيع ان نضعها في نوافذ اولها النافذة السياسية، سياسيا سوف تأثر على العلاقات السياسية بين البلدين ولو نرجع قليلا الى الوراء لجدنا ان الرئيس الامريكي ترامب في خطاباته كان يلمح الى وجوب تغير الاوجه السياسية في ايران وهذا كانت بداياته من خلال تحسين العلاقات بين العراق ودول الجوار العربي بغية اخراج العراق من عزلته السياسية العربية والخروج من نفق التخندق للسياسة الايرانية المظلم الذي يعاني منه العراق بعد ٢٠٠٣ وهذا الشيء سبب بفتور العلاقات بين البلدين.
وإذا غيرت تلك الاحتجاجات نظام الحكم في إيران سوف يتخلص العراق من افة الصراع الايراني السعودي السياسي من اجل النفوذ في المنطقة ونصبح اكثر اسقرار سياسي. اما النافذة العسكرية فلاخوف على العراق كونه أصبح يمتلك قوات امنية قادرة على مقاتله اي جهه تحاول زعزعة الامن، يضاف الى ذلك النافذة الاقتصادية ايضا لاخوف على البلاد كونه اصبح يمتلك علاقات مع دول العالم ولاخوف على اقتصاده، واخيرا النافذة الدينية فسوف تكون هي الاخرى
يكشف الغطاء عن اضرار الكبت الديني وماذا سوف تكون نتائج ذلك الكبت المتطرف انسانيا ودينيا، وهذا سوف ينتج اضرار لدى مؤسساتهم واحزابهم في العراق اما اذا تغير نظام الحكم الديني في ايران فسوف يتخلص العراق من الاحتلال الفكري الديني الايراني على المجتمع.
اضف تعليق