باتت زيمبابوي عقب إعلان الرئيس روبرت موغابى استقالته من منصبه، بعد ضغوط داخلية كبيرة أشبه بقنبلة موقوتة بسبب المشكلات والازمات والتحديات المختلفة التي تعاني منها البلاد، والتي قد تتفاقم في الفترة المقبلة الامر الذي اثار قلق ومخاوف بعض الدول والحكومات، فالرئيس موجابى كان معروفاً بسياساته التي أضرت زيمبابوي التي تعاني من معدلات تضخم بالغة الارتفاع وشحٍ في العملة الصعبة وانتشار الجوع بين سكانها. وحاول موجابي القابع على سدة الحكم منذ عام 1980 وكما نقلت بعض المصادر، الاستمرار في الحكم قبل إعلان البرلمان في زيمبابوي استقالته، بعد رفض كل الدعوات التي تطالبه بالتنحي لإنقاذ البلاد من الأزمات الطاحنة التي عصفت بها خلال حكمه، وحولتها إلى بلد منكوب يعاني مواطنوه للحصول حتى على شربة الماء.
والأوضاع تفجرت مؤخرا، عندما أقدم موجابي على إقالة نائبه، إيمرسون نينجا جو، بعدما طرح اسمه خليفة محتمل وقوي لرئيس البالغ من العمر 93، والذي تنتظر الجماهير الزمبابوية ابتعاده عن المشهد السياسي بين عشية وضحاها بحكم سنه، وكونه أقدم حاكم على وجه الأرض! قرار الإقالة تسبب في اندلاع المظاهرات الغاضبة في الشوارع التي طالبت باستقالته فورا، كما أغضب قادة الجيش، الذين كانوا حتى ذلك الوقت يتخذون موقفا شبه محايد بشأن الخلافات السياسية في البلاد، خاصة تلك التي تنادي بتنحي موجابي، إلا أن الجيش تخلى عن حياده عندما رأى أن الرئيس يعد زوجته لخلافته في منصب الرئاسة! .
وأمام هذا الوضع، خرجت بعض قيادات الجيش الزمبابوي، وبعض قدامى المحاربين، لمطالبة موجابي بالتنحي إنقاذا للبلاد، فيما هدد زعيم قدامى محاربي حرب التحرير، كريس موتسفانجوا، بأنه سيلجأ إلى المحكمة للحصول على الشرعية للعمل العسكري الذي قد تقوم به بعض القوات ضد موجابي، داعيا إلى مزيد من الاحتجاجات. من جانبه، لم يجد الحزب الحاكم بدا، من الإسراع إلى إعلان إقالة موجابي من رئاسته، بعدما عقد اجتماعا طارئا لمناقشة تطورات الأوضاع في زمبابوي، كما طالبه بالاستقالة من رئاسة الدولة، فيما تم تعيين نائبه السابق، الذي كانت إقالته سببا في اندلاع الأحداث، منانجاجوا زعيما جديدا للحزب الحاكم.
ورغم السعادة الغامرة في الشوارع بعد احتشاد آلاف الناس ضد موجابي في الأيام السابقة إلا أن سقوطه لم يكن نتيجة انتفاضة شعبية بقدر ما هو صراع داخلي بين النخبة السياسية. وسيطر الجيش على السلطة. ومنذ انفجار الأزمة يلزم موجابي مقر إقامته المعروف باسم (البيت الأزرق) في العاصمة ويعتقد أن زوجته جريس برفقته أيضا.
وتولى موجابي السلطة بعد أن وضع تمرد مسلح نهاية لحكم الأقلية البيضاء في البلد الذي عرف في السابق باسم روديسيا. ودفع موجابي البلد، الذي كان غنيا، إلى هاوية الانهيار الاقتصادي وأحكم قبضته على السلطة من خلال قمع المعارضين رغم احتفاظه بإعجاب الكثير من الناس في أنحاء أفريقيا. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أبناء زيمبابوي إلى ”الحفاظ على الهدوء وضبط النفس“.
الشعب قال كلمته
وفي هذا الشأن أبلغ إمرسون منانجاجوا زعيم زيمبابوي الجديد حشدا من مؤيديه المبتهجين في هاراري أن البلاد تدخل مرحلة جديدة من الديمقراطية في أعقاب سقوط الرئيس روبرت موجابي الذي حكم زيمبابوي لحوالي أربعة عقود. وعاد منانجاجوا إلى البلاد في وقت سابق، بعد أن كان فر خوفا على سلامته عندما عزله الزعيم السابق البالغ من العمر 93 عاما من منصب نائب الرئيس قبل أسبوعين ليمهد الطريق أمام زوجته جريس، وهي أصغر منه سنا بكثير، لخلافته.
وأبلغ منانجاجوا آلافا من مؤيديه تجمعوا خارج مقر حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية الحاكم في العاصمة ”الشعب قال كلمته. صوت الشعب هو صوت الله“. وأضاف قائلا ”اليوم نشهد بداية ديمقراطية جديدة بازغة“. وزيمبابوي كانت يوما ما أحد أكثر الاقتصادات الواعدة في أفريقيا لكنها عانت عقودا من التراجع مع انتهاج موجابي سياسات شملت استيلاء عنيفا على مزارع تجارية مملوكة للبيض وإفراطا في طبع الأوراق النقدية أدى إلى تضخم جامح.
وما زال معظم سكانها البالغ عددهم 16 مليونا فقراء ويواجهون بطالة شديدة الارتفاع، وهو شيء وعد منانجاجوا بمعالجته. وأبلغ الزعيم الجديد الحشد ”نريد تنمية اقتصادنا، نريد السلام في بلدنا، نريد وظائف، وظائف، وظائف... إرادة الشعب ستنجح دوما“. ودفع عزل منانجاجوا الجيش وحلفاء سياسيين سابقين إلى التحرك ضد موجابي الذي حظي بالتبجيل كبطل للاستقلال عندما استقلت زيمبابوي عن بريطانيا القوة المحتلة السابقة في عام 1980 لكنه تحول لاحقا إلى حاكم مستبد يخشاه شعبه. واستقال موجابي من رئاسة البلاد عندما بدأ البرلمان إجراءات لعزله بعد أن قاوم ضغوطا على مدى أسبوع لأن يفعل هذا.
وقال رئيس البرلمان جاكوب موديندا إن منانجاجوا سيؤدي اليمين رئيسا للبلاد بعد أن رشحه الحزب الحاكم لشغل المنصب الذي خلا برحيل موجابي. ويضع رحيل موجابي زيمبابوي في موقف مختلف عن عدد من الدول الأفريقية الأخرى حيث أطيح بزعماء قدامى في انتفاضات شعبية أو عبر الانتخابات. ويبدو أن الجيش رتب لمسار خال من المتاعب لانتقال السلطة إلى منانجاجوا الذي كان على مدى عقود مخلصا لموجابي وعضوا بدائرته المقربة. وكان مسؤولا أيضا عن الأمن الداخلي عندما قالت جماعات حقوقية إن 20 ألف مدني قتلوا في الثمانينات.
وقال حارس الأمن إدجار مابورانجا الذي يجلس بجوار ماكينة صراف آلي خالية من النقود ”موجابي رحل لكني لا أرى أن منانجاجوا يختلف عن الرجل العجوز. ليس هذا التغيير الذي توقعته لكن دعنا نمنحه وقتا“. ويمثل استعادة ثروات البلد ومكانتها الدولية تحديا. ودعت مزاعم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وانتخابات معيبة الكثير من الدول الغربية لفرض عقوبات في مطلع القرن الحادي والعشرين أثرت على الاقتصاد بشكل كبير حتى رغم الاستثمار الصيني بالبلد.
ويعد تنظيم انتخابات نزيهة في العام القادم بوابة العبور لتدفق تمويلات جديدة. ورغم أن من شبه المؤكد أن يفوز منانجاجوا بأي انتخابات قال الممثل الخاص للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأفريقيا جونتر نوكه إنه سيكون نصرا ”للصفوة القديمة“ في زيمبابوي بمساعدة الصين. وقال نوكه لمحطة (اس.دبليو.ار 2) الألمانية ”سينجح في الانتخابات مستغلا الخوف أو خدعا كثيرة وحينها سننتقل من طاغية إلى آخر“. وقالت وزارة الخارجية الصينية إنها تحترم قرار موجابي بالاستقالة.
وفي لندن قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن بريطانيا تريد أن تعود زيمبابوي إلى المجتمع الدولي الآن بعد استقالة موجابي. والتقى منانجاجوا مع رئيس جنوب أفريقيا المجاورة جاكوب زوما قبل عودته. وموجابي هو آخر أبناء جيل من الزعماء الأفارقة قادوا بلادهم للاستقلال وبعدها تولوا الحكم. وكان من بينهم كوامي نكروما رئيس غانا وجومو كينياتا في كينيا وفيلكس هوفويت-بواني في ساحل العاج ونلسون مانديلا في جنوب أفريقيا. بحسب رويترز.
وقال الاتحاد الأفريقي إنه سيبقى في الذاكرة ”كمناضل أفريقي شجاع مدافع عن التحرر والأب لدولة زيمبابوي المستقلة“ وإن قراره بالتنحي سيدعم مسيرة عطائه. لكنه أيضا كبح الديمقراطية في طريقه للفوز بسلسلة من الانتخابات. وتتهم المعارضة وجماعات حقوق الإنسان حكومته باضطهاد وقتل معارضين. وعزز نزعه بالقوة لملكية نحو 2000 مزرعة من ملاكها ذوي البشرة البيضاء من شعبيته لكنه عرقل تدفقات النقد الأجنبي من قطاع الزراعة. ويثير سجل منانجاجوا في ملف حقوق الإنسان حفيظة الكثير من أبناء زيمبابوي. وقال بيرس بيجو المستشار الرفيع لشؤون جنوب القارة الأفريقية بمجموعة الأزمات الدولية ”الماضي المظلم لن يختفي. سيلاحقه مثل قطعة علكة ملتصقة بكعب حذائه“.
دعوات امريكية
الى جانب ذلك دعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى ”عودة سريعة للحكم المدني“ في زيمبابوي بعد سيطرة الجيش على السلطة في وقت سابق هذا الأسبوع. ووصف تيلرسون الأحداث في البلد الأفريقي بأنها تثير القلق. وقال تيلرسون لوزراء خارجية أفارقة قبل اجتماع في واشنطن ”الفرصة مواتية أمام زيمبابوي لكي تضع نفسها على مسار جديد.. مسار يجب أن يتضمن انتخابات ديمقراطية ويحترم حقوق الإنسان“.
من جانب اخر قال دونالد ياماموتو مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية بالإنابة إن الولايات المتحدة ترغب في أن تشهد زيمبابوي ”عهدا جديدا“ مما يعني ضمنيا مطالبة الرئيس روبرت موجابي الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة بالتنحي مع تصاعد أزمة سياسية. وتشير تصريحات ياماموتو على الأرجح إلى رفض فكرة بقاء موجابي الذي يحكم زيمبابوي منذ 37 عاما في دور انتقالي أو شرفي. وقال ياماموتو”إنه انتقال لعهد جديد لزيمبابوي. هذا ما ننشده حقا“. بحسب رويترز.
ووصف ياماموتو الوضع في زيمبابوي بأنه ”مائع للغاية“. وكان ياماموتو يتحدث على هامش اجتماع مع مسؤولين من الاتحاد الأفريقي في وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن. وقال إن الولايات المتحدة ستنظر في رفع العديد من العقوبات الأمريكية على زيمبابوي إذا بدأت في إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية. وأضاف في رسالة للزعماء السياسيين في زيمبابوي قائلا: ”كان موقفنا دائما أنه إذا أجريتم إصلاحات دستورية وإصلاحات اقتصادية وسياسية وتحركتم لحماية المجال السياسي وحقوق الإنسان فحينئذ يمكننا البدء في الحوار الخاص برفع العقوبات“. ولم تقدم الولايات المتحدة أي مساعدات لحكومة زيمبابوي منذ سنوات عدة لكنها تقدم مساعدات تنمية للمنظمات غير الحكومية خاصة العاملة في مجال الرعاية الصحية.
ماذا بعد
على صعيد متصل وبعد ساعات من إجبار رئيس زيمبابوي روبرت موجابي على التنحي بعد 37 عاما في السلطة كان رئيس أوغندا، وهو زعيم ميليشيا سابق آخر يجلس على كرسي السلطة منذ أكثر من ثلاثة عقود، يكتب تغريدات عن زيادة أجور الموظفين العموميين وآفاق مشرقة للطواقم التي تشغل الدبابات في الجيش. ويرفض أنصار الزعماء الأفارقة الذين يشغلون مناصبهم منذ فترات طويلة عقد مقارنات مع زيمبابوي حيث يوشك النائب السابق للرئيس، الذي أقيل في صراع على السلطة مع زوجة موجابي، أن يتولى السلطة بدعم من الجيش والشعب.
لكن تغريدات الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني البالغ من العمر 73 عاما، والتي جاءت في ظل تزايد الغضب من محاولاته إطالة أمد حكمه، توحي بأنه واحد من عدة زعماء أفارقة يتساءلون عن استقرار أوضاعهم. وكتب موسيفيني على تويتر ”في ظل تحسن الوضع الاقتصادي في أوغندا ستتمكن الحكومة من دراسة زيادة أجور الجنود والموظفين الحكوميين والعاملين بقطاع الصحة والمدرسين“ وكذلك التعامل مع مشاكل الإسكان.
ولم يتضح عن أي تحسن يتحدث. وينمو اقتصاد أوغندا المتعثر بوتيرة بطيئة للغاية لا تسمح له باستيعاب شعب يبلغ تعداده 37 مليون نسمة. وأفاد مكتب الإحصاءات في سبتمبر أيلول أن عدد المواطنين الذين ينفقون أقل من دولار في اليوم ارتفع إلى 27 في المئة من 20 في المئة قبل خمسة أعوام. ويشغل موسيفيني منصب الرئاسة منذ 1986 وهو واحد من أطول حكام أفريقيا بقاء في السلطة. ومن بين هؤلاء رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانج الذي يشغل منصبه منذ 38 عاما والرئيس الكاميروني بول بيا الذي يحكم بلاده منذ 35 عاما ورئيس الكونجو دينيس ساسو نجيسو الذي يحكم البلاد لفترتين مجموعهما 33 عاما.
وتحكم أسرة جناسينجبي إياديما توجو منذ نصف قرن كما تدير أسرة كابيلا جمهورية الكونجو الديمقراطية منذ أن وصل لوران كابيلا إلى السلطة في عام 1997. وخلفه ابنه جوزيف في 2001. وتسمح بعض الدول بفترتي رئاسة فقط لكن العديد منهم غير هذا التشريع. وفي الكاميرون ألغى بيا القيود على فترات الولاية وشن حملة ضد المعارضة. وفي الكونجو سجن نجيسو زعيما للمعارضة هذا العام لاحتجاجه على إزالة القيود عن فترات الرئاسة. لكن سقوط موجابي سبب قلقا في قارة شهدت بلدانها الشمالية إطاحة انتفاضات الربيع العربي بأنظمة قمعية رغم أن بعض الزعماء الجدد أثبتوا أنهم بنفس القدر من السوء.
وقال فرانك إيسي الأمين العام لحزب الشعب الكاميروني المعارض إن حركات المعارضة تراقب عن كثب الأحداث في زيمبابوي. وقال ”على الزعماء أن يطبقوا آليات لتحول ديمقراطي وسلمي يسمح بوجود قيادة جديدة. إذا لم يفعلوا ذلك فآجلا أم عاجلا سيستيقظ الناس الذين يشعرون بالاختناق“. وشهدت بعض الدول تغييرا بالفعل فقد أطيح برئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري في احتجاجات في 2014 بينما كان يحاول تغيير الدستور لتمديد حكمه المستمر منذ عقود. وفي يناير كانون الثاني هرب حاكم جامبيا يحيى جامع بعد الضغط عليه لإنهاء حكمه الذي استمر 22 عاما.
وتنحى رئيس أنجولا خوسيه إدواردو دوس سانتوس هذا العام بعد أربعة عقود في السلطة. وأبعد خليفته الذي اختاره بنفسه بعضا من أهم حلفاء دوس سانتوس. وبالنسبة لكثير من الدول فإن تحول ولاء القوات المسلحة على غرار ما حدث في زيمبابوي أو حدوث انشقاق في الدوائر القريبة يمثل واحدا من عدد قليل من السبل التي يمكن بها الإطاحة بالحكام من السلطة. ورغم المعارضة القوية في زيمبابوي فإن التغيير لم يحدث إلا عندما حدث انشقاق في دائرة موجابي القريبة بشأن خططه بشأن الخلافة الأمر الذي دفع الجيش لوضعه رهن الإقامة الجبرية.
وخرج مئات الآلاف في احتجاجات بتوجو هذا العام داعين إلى نهاية حكم أسرة إياديما المستمر منذ نصف قرن لكن الاحتجاجات لم تفض إلى شيء. وتقول بريجيت أدجاماجبو جونسون وهي مسؤولة كبيرة بالمعارضة في توجو إنهم كانوا يأملون في تغيير في السلطة على غرار زيمبابوي حيث ينحاز الجيش إلى جانبهم. وقالت ”كنا نود من جيش توجو أن يحارب بجانبنا. تأثرنا عندما شاهدنا جيش زيمبابوي وشعبها في الشوارع يرقصون. هذا ما نريده في توجو. سيكون هناك تغيير في زيمبابوي هذا العام وسيحدث في توجو كذلك“.
وأدى هبوط أسعار السلع الأولية إلى حرمان بعض الدول من الموارد التي كانت تستخدمها تقليديا لكسر الاحتجاجات وفي بعض الحالات تسبب الفساد في إفراغ خزانة الدولة. وفي وسط أفريقيا أرجأ كابيلا رئيس الكونجو الانتخابات مرارا بعد أن رفض التنحي في نهاية فترة ولايته العام الماضي الأمر الذي فجر احتجاجات مميتة. وكتب جان بيير كامبيلا نائب مدير مكتب كابيلا على تويتر يقول إن احتجاجات زيمبابوي هي خيال استعماري. وكتب قائلا ”مظاهرة مفبركة من وحي خيال من لا يقبلون تحرير أفريقيا. سيولد أكثر من موجابي. لا شيء يدعو للقلق“.
وأزالت أوغندا وهي حليف وثيق للغرب وتستعد لبدء تصدير احتياطياتها الكبيرة من النفط، القيود على فترات الولاية لتمديد حكم موسيفيني في 2005. ولم تشهد البلاد عنفا في عهد موسيفيني مثل ما شهدته في عهد الحاكمين المستبدين اللذين سبقاه. لكن التوترات تتفاقم حاليا مع تداعي الخدمات الاجتماعية ويحاول مشرعون إزالة الحد الأقصى للسن الذي يمنع موسيفيني من الترشح في الانتخابات المقبلة. واستخدمت الشرطة القوة المميتة ضد المحتجين واعتقلت زعيم المعارضة الرئيسية مرارا. وطردت قوات الأمن مشرعين يعارضون مشروع القانون خارج البرلمان. وداهمت الشرطة مقر صحيفة شهيرة واعتقلت ثمانية من موظفيها. بحسب رويترز.
ورفض أوكيلو أورييم وزير الدولة الأوغندي للشؤون الخارجية عقد أي مقارنات مع زيمبابوي قائلا إن الإطاحة بموجابي تمت نتيجة تدخل غربي. وقال”أجهزة المخابرات الغربية عملت ليلا ونهارا لإسقاط زيمبابوي... ضغط المواطنين في زيمبابوي لن يفلح إلا عندما يسمح به الجيش“. لكن زعيما آخر للمعارضة في أوغندا هو أسومان باساليروا حذر من أن زعماء الدول الذين يرفضون التنحي يجازفون بإسقاط بلدانهم في هوة الصراعات. وأضاف أن التدخل العسكري لإنهاء الديكتاتوريات لا يفضي في النهاية سوى لمزيد من القمع وهو أمر يخشى كثيرون أن يكون بانتظار زيمبابوي. وقال باساليروا ”حان الوقت لإرساء قواعد الديمقراطية في القارة. من لم يختبروا ما حدث في مصر وتونس وليبيا والآن زيمبابوي عليهم فقط انتظار دورهم لأن الدور حتما سيأتي عليهم“.
اضف تعليق