q

بعد عام على انتخابه وعشرة أشهر على تولي مهامه، مايزال الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي يعد الرئيس الأقل شعبية في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية، محط اهتمام واسع داخل وخارج امريكا، حيث اثارت تصرفات وقرارات ترامب الكثير من المخاوف والانتقادات، وشكل فوز ترامب صدمة للكثيرين، في خضم تحذيرات سابقة من أنه يمثل خطراً على السياسة الأمريكية، حيث اكدت بعض الشخصيات الامريكية، أن دونالد ترامب لا يصلح للرئاسة بسبب جهله وعدم كفاءته"، محذرين من أنه سيكون أخطر رئيس في التاريخ الأمريكي. وسيعرّض أمن بلادنا القومي وازدهارها للخطر"، فـ(ترامب) ليس لديه لا الشخصية ولا القيم ولا الخبرة لكي يكون رئيساً"، وهو "يظهر عن جهل مقلق لأبسط الوقائع" في السياسة الدولية. وأوضحوا أن ترامب ليس "جاهلاً" في الشؤون الدولية والأخطار بوجه الأمن القومي فحسب؛ بل إنه "لا يبدي أي رغبة في الاستعلام"، معربين عن أسفهم لأنه "يتصرف بنزق"، ولا يتمتع بضبط النفس، و"لا هو قادر على تقبل الانتقادات الشخصية".

كما أبدى أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي من جمهوريين وديموقراطيين، خشيتهم من استمرار نشر القوات العسكرية الأميركية حول العالم من دون الرجوع إلى الكونجرس ونيل موافقته، كما حدث في النيجر او ســوريا فيما تعتبر إدارة ترامب أن التفويض باستخدام القوة العسكرية موجود منذ العام 2001 وهو صالح حتى الآن. وأكثر ما يثير حفيظة أعضاء الكونغرس هو أن الرئيس دونالد ترمب يتوسّع في صلاحياته العسكرية ويهدد بحرب في كوريا الشمالية، ويريد المشرّعون وضع ضوابط لما يمكن أن يفعله الرئيس الأميركي.

ودعا العضوان الديمقراطيان في مجلس الشيوخ، إدوارد ماركي وكريستوفر ميرفي، إلى الحد من حق الرئيس دونالد ترامب في شن ضربة استباقية ضد كوريا الشمالية. وكان ماركي طرح في وقت سابق للمناقشة في مجلس الشيوخ مشروع قانون يمنع رئيس البلاد "بدء حرب أو توجيه الضربة الأولى" من دون موافقة الكونغرس. وقد أبدى عدد من زملاء صاحب مشروع القانون تأييدهم له، علاوة على ذلك، تم تسجيل مبادرة مشابهة في مجلس النواب.

وقال إدوارد ماركي، نحن متفقون على أنه لا يجوز السماح بأن يتجسد خطاب الرئيس ترامب غير المسؤول والمثير للتصعيد، الذي أعلن فيه الاستعداد لإطلاق عنان "النار والغضب" وتدمير كوريا الشمالية بشكل تام".

بدوره، شدد عضو مجلس الشيوخ كريستوفر ميرفي على أنه "ليس لدى الرئيس الحق في بدء الحرب من دون إذن من الكونغرس. الوقت حان كي نؤكد أنه لا يمكن أن تحدث أي ضربة وقائية ضد كوريا الشمالية من دون موافقة الكونغرس". وأكد ماركي وميرفي على ضرورة أن تبذل الولايات المتحدة جهودا دبلوماسية لحل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية.

اختبار شاق

وفي هذا الشأن عام انقضى منذ صدمة فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، لم يترك خلاله رجل الأعمال الثري الحديث العهد في السياسة أيا من القواعد التي تحكم سلوكيات البيت الأبيض إلا وخرقها. ويحصد أسلوب ترامب الثناء لدى قاعدته والتنديد بين معارضيه، فيما باقي العالم يتابع هذا الاختبار السياسي غير المسبوق، بين الفضول والحيرة والتخوف.

وتكشف تصريحات قطب العقارات البالغ من العمر 71 عاما وتصرفاته، سواء في البيت الأبيض أو في برجه "ترامب تاور" في نيويورك، أو على متن الطائرة الرئاسية، عن شعور بالإحباط في ممارسة مهامه الرئاسية. فبعد وصوله إلى السلطة على رأس أكبر قوة في العالم بناء على خطاب "معاد للنخب" ووعود باعادة عظمة الولايات المتحدة، يجد ترامب صعوبة في إنجاز الإصلاحات التي أعلن عنها، ولو أن البلاد تحقق في عهده مؤشرات اقتصادية جيدة للنمو والوظائف.

ويستغل الرئيس الـ45 في تاريخ الولايات المتحدة مقام منصبه الذي تبقى الأضواء مسلطة عليه وتتابعه أنظار العالم أجمع، لتسديد اللكمات في كل الاتجاهات بدون أي رادع، ويواظب على مشاهدة برامج شبكة "فوكس نيوز" المحافظة بشكل متواصل دون سواها، حتى أنه بات يخصها بكل مقابلاته الإعلامية. ويعطي دونالد ترامب الذي يشغل أول منصب منتخب في حياته، الانطباع في غالب الأحيان بأنه يتمسك بدور المرشح رافضا تبديله بدور الرئيس.

ويبدأ الرجل الذي أكد في الماضي أن بوسعه أن يكون "رئاسيا أكثر" من جميع أسلافه مع استثنائه أبراهام لينكولن منهم، يومه في كل صباح بحملة تغريدات على تويتر، غالبا ما تكون نبرتها غاضبة وأسلوبها لاذع. ويتساءل الجميع من خصوم وأنصار على السواء أي أهمية ينبغي إعطاؤها لهذه الرسائل الرئاسية. واكبر عقبة بوجه رئاسة ترامب حاليا هي التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في الحملة الإنتخابية، وهو تحقيق يسمم رئاسته ويولد أجواء من التوتر والقلق في البيت الأبيض.

يبرر أنصار ترامب كل ما يفعله الرئيس مؤكدين التزامه بوعده بإحداث تغيير في واشنطن ووضع شعار "أميركا أولا" في صلب عمله. ويقول الخبير الاستراتيجي الجمهوري إريك بيتش إنه "يقاوم وسائل الإعلام والبيروقراطيين الذين يتمادون كثيرا". لكن بعد عام على انتخابه وعشرة أشهر على تولي مهامه، يبقى ترامب الرئيس الأقل شعبية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث. وكشف آخر استطلاع للرأي أجراه معهد غالوب أن نسبة شعبيته تراجعت إلى 33%، اي أدنى مستوياتها منذ تولي مهامه، وهو مستوى أدنى من أسلافه الخمسة الديموقراطيين والجمهوريين في الفترة ذاتها من ولاياتهم.

ويحرص ترامب على تبني مواقف تتعارض بشكل منهجي مع خط الرئيس السابق باراك أوباما، ويبرر اسلوبه الهجومي الخشن بعيدا عن أي ضوابط بالقول انه يتواصل مع أميركا "المنسية" التي حملته إلى البيت الابيض، أميركا الريفيين البيض التائهين في دوامة العولمة وقد أحسن مخاطبة هواجسهم ومخاوفهم خلال الحملة الانتخابية. ويردد "ورثت فوضى عارمة"، حرصا منه على إثبات اختلافه عن الرؤساء السابقين الذين نادرا ما يذكرهم ولا يستعين بهم إطلاقا.

ومع مرور الأشهر الأولى من رئاسته، بات ترامب الذي يبدو ساذجا أحيانا ومراوغا أحيانا أخرى، يقر بانه يكتشف صعوبة مهامه الجديدة. ويجد الخبير في "فن الصفقات" بحسب اللقب الذي اتخذه لنفسه في كتابه الشائع، صعوبة في التوصل إلى توافق مع الكونغرس رغم سيطرة حزبه الجمهوري على مجلسيه. وفي تعاطيه الصاخب مع أعضاء الكونغرس، ضاعف ترامب الهفوات والأخطاء والوعيد وأطلق عليهم القابا ساخرة ودخل في مشاحنات محتدمة معهم، غير أن مشاريعه تبقى متعثرة في جميع المواضيع، من الهجرة إلى الضمان الصحي.

يقول السناتور الديموقراطي تشاك شومر ان "هذا الرئيس يبدل موقفه باستمرار، من المستحيل ممارسة الحكم" على هذا النحو. ويبقى دونالد ترامب على الدوام في موقع هجومي، سواء ضد رئيس الجمهوريين في مجلس الشيوخ أو قاض في هاواي أو وكالات الاستخبارات أو مسؤولة محلية في بورتو ريكو أو حتى وسائل الإعلام التي يتهمها ببث "اخبار كاذبة". وقال الاستاذ في جامعة برينستون جوليان زيليزر "إنه في حرب مع الجميع تقريبا (...) يعين للاميركيين عدوا جديدا كل أسبوع".

وتدافع المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره هاكابي ساندرز عن هذا الأسلوب الخارج عن المألوف قائلة إن "مواطني هذا البلد لم ينتخبوا شخصا ضعيفا. أرادوا شخصا قويا يحسن الرد حين يتعرض لهجوم". وبمعزل عن حصيلة ادائه الذي ما زال يتحتم عليه بناءه، ويقتصر حتى الآن على إلغاء قواعد تنظيمية بشكل متسرع وإطلاق وعود بتخفيضات ضريبية تساهم في ارتفاع البورصة، ترتفع أصوات عديدة مبدية مخاوف حيال الاتجاه الذي تتخذه الوظيفة الرئاسية. بحسب فرانس برس.

وحذر الرئيس السابق جورج دبليو بوش من ميل إلى الانطوائية والانعزالية وانتشار نظريات المؤامرة. وندد عضوان جمهوريان في مجلس الشيوخ برئيس يطلق "حقائق مضادة" ويشكل "خطرا على الديموقراطية". وراى جوليان زيليزر أن "افعال ترامب وأقواله قد تترك بصمة هائلة على واحد من أهم أسس ديموقراطيتنا. وربما الخطر الأكبر هو ألا يعود يصدمنا أي شيء".

تغريدات الرئيس

الى جانب ذلك دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي لا سيما موقع تويتر قائلا إنه ربما لم يكن ليصل إلى البيت الأبيض بدونه. وفي مقابلة تبث على شبكة فوكس بيزنس قال ترامب إن بإمكانه تجاوز ما يراها تغطية إعلامية غير عادلة من خلال التحدث بشكل مباشر. وقال ترامب بحسب نص المقابلة الذي نشرته الشبكة ”كتابة التغريدات مثل الآلة الكاتبة... عندما تكتبها تنشرها فورا“.

ووصف ترامب حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وانستجرام بأنها ”منصة هائلة“. وقال ترامب ”عندما يقول شخص ما شيئا ما عني استطيع أن أتحرك سريعا واعتني بالأمر... بخلاف ذلك لن استطيع التحدث أبدا“. وكثيرا ما حث الزعماء الجمهوريون ترامب على تجنب التغريدات أو تقليلها وأقر ترامب بأن بعض الأصدقاء اقترحوا عليه عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وعادة يشن ترامب هجمات على تويتر لا سيما على وسائل الإعلام والمعارضين السياسيين وعادة ما ينشر تغريداته في الصباح الباكر أو في وقت متأخر في المساء. بحسب رويترز.

وفي بعض الأحيان تحتوي تغريدات ترامب على أمور غير دقيقة وهجمات شخصية. فعلى سبيل المثال في مارس آذار أكد ترامب دون دليل أن الرئيس السابق باراك أوباما أمر بالتنصت على برج ترامب في نيويورك الأمر الذي نفاه أوباما. وفي سبتمبر أيلول قال مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل في وثائق قضائية إنهما ”لا يملكان تسجيلات متعلقة بعمليات التنصت التي وصفتها“ تغريدات ترامب.

على صعيد متصل صرح وزير الخارجية الاميركي السابق الديموقراطي جون كيري ان الرئيس دونالد ترامب سبب جوا مدمرا من "سياسات الفوضى" بتغريداته من اجل اعلانات سياسية وملاحظات حادة. وفي مقابلة مع قناة "ار تي اس" السويسرية في جنيف، انتقد كيري تغريدات ترامب المتكررة والمثيرة للجدل. وقال ان "مزيدا من الاميركيين يجدون ان ظاهرة التغريد منهكة ومدمرة وتقطع شكل الحوار الحقيقي". واضاف "اعتقد انها تسبب سياسات فوضى وليست جيدة".

وقال كيري "هذا غير مسبوق، هذا النوع من الرئاسة الفوضوية. لا اذكر شيئا كهذا في الازمنة الحديثة". وكيري الذي شغل منصب وزير الخارجية لاربع سنوات في عهد الرئيس باراك اوباما، وجه انتقادات حادة لتغريدات ترامب التي تهاجم وزير الخارجية الحالي ريكس تيلرسون. وكان ترامب اتهم تيلرسون بانه "يضيع الوقت" بالتفاوض مع كوريا الشمالية. وقال كيري ان "مثل هذه التغريدات لا تفيد اطلاقا بل تعطي نتائج عكسية". واضاف "اعتقد انه من الصعب جدا شغل منصب وزير الخارجية عندما يقوض الرئيس موقفنا علنا كما فعل".

انتقادات متواصلة

في السياق ذاته ندد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو. بوش بالتنمر والاضطهاد في كلمة ألقاها بنيويورك في انتقاد ضمني على ما يبدو للرئيس دونالد ترامب. واستخدم بوش (71 عاما) خطابا علنيا نادرا لمناقشة النزعة القومية والانقسامات العرقية وتدخل روسيا في انتخابات 2016 وكلها ملفات ساخنة خلال فترة حكم الجمهوري ترامب التي بدأت قبل تسعة أشهر. ولم يذكر بوش ترامب بالاسم.

وقال بوش في المنتدى الوطني للحريات والأسواق الحرة والأمن الذي أقامه معهد بوش ”التنمر والاضطهاد في حياتنا العامة يوجد نبرة قومية ويعطي إذنا للتعامل بقسوة وتعصب ويعرض التعليم الأخلاقي للأطفال للخطر. السبيل الوحيد لتوريث المبادئ المدنية هي أن نرتقي إليها أولا“. واستخدم ترامب أسماء مستعارة للحط من شأن معارضيه مثل وصفه المرشحة الديمقراطية المنافسة هيلاري كلينتون بأنها ”ملتوية“ كما سخر من السناتور الجمهوري بوب كوركر الذي تحداه.

من جانب اخر شنّ سناتوران جمهوريان هجوما حادا على الرئيس دونالد ترامب، معتبرين اياه "مصدر "خطر على الديموقراطية" وداعية "أكاذيب". وكان من المفترض ان يكون هذا اليوم يوم وحدة للحزب الجمهوري بعدما قصد الرئيس ترامب مبنى الكابيتول في زيارة نادرة للترويج لمشروعه الرامي الى خفض الضرائب بنسبة كبيرة.

ولكن ترامب راح على جاري عادته يتبادل الاهانات على موقع تويتر مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية السناتور بوب كوركر الذي تحوّل في الأسابيع الأخيرة الى أحد أبرز خصوم الرئيس في الحزب الجمهوري. ولم يكتف ترامب بهذا، إذ وكما لو أن الأغلبية الجمهورية لا تترنّح بما فيه الكفاية، فجّر السناتور جيف فليك قنبلة سياسية من العيار الثقيل بإعلانه انه لن يترشح لولاية جديدة في الانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، مبررا انسحابه بتردي مستوى السياسة في عهد ترامب .

ورفض السناتور فليك أن يكون "شريكا"، قائلا بلغة من في فمه ماء، لماذا الرئيس يشكل "خطرا على الديموقراطية". وقال فليك "يجب أن نتوقف عن التصرّف كما لو ان سلوك البعض في السلطة التنفيذية أمر طبيعي"، مؤكدا ان "الأمر ليس طبيعيا". واضاف "لن اكون متواطئا او صامتا".

أما على جبهة ترامب-كوركر فقد بادر الرئيس الى اطلاق نيران تغريداته على السناتور عن ولاية تينيسي، واصفا اياه بـ"وزن الريشة" و"غير الكفؤ"، ليرد الاخير من على موقع التواصل الاجتماعي نفسه بتغريدة من العيار الثقيل قال فيها "نفس الأكاذيب من رئيس ليس جديرا بالثقة". ولاحقا قال السناتور كوركر في تصريح لشبكة "سي ان ان" ان "الرئيس لدية صعوبات جمة مع الحقيقة، في العديد من المسائل"، مضيفا "عندما تنتهي ولايته، فإن إذلال بلادنا، والأكاذيب الدائمة، والإهانات (...) هذا هو ما سيبقى، وهذا مؤسف". بحسب فرانس برس.

ويتولى السناتور بوب كوركر رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، وهو احد الاعضاء الـ52 في أكثرية لطالما اعتبرت ان الغاية تبرر الوسيلة، ورأت بالتالي ان تبني اصلاحات محافظة يستحق ابقاء الود مع الرئيس الاميركي، رغم تجاوزاته. واطق السناتور البالغ 65 عاما العنان لآرائه بعدما قرر مؤخرا، على غرار فليك، عدم الترشح لانتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2018 التشريعية. وبالتالي لم يعد كوركر مضطرا الى مسايرة رئيس لا يحترمه، كان يراعيه لقدرته على تزويده اثناء الانتخابات التمهيدية بدفع في اوساط القاعدة الجمهورية المخلصة للثري الجمهوري.

عزل ترامب

الى جانب ذلك عرض مالك مجلة "هاسلر" الإباحية لاري فلينت 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات تقود إلى عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في إعلان نشر على صفحة كاملة بصحيفة "واشنطن بوست". وقال فلينت في الإعلان "لا أتوقع من أي من أصحاب المليارات المقربين من ترامب الوشاية به، ولكنني واثق من أن هناك كثيرون ممن لديهم معلومات ويعتبرون أن عشرة ملايين دولار مبلغا كبيرا".

وأشار مؤسس المجلة إلى أنه استخدم في الماضي جوائز بقيمة مليون دولار للحصول على معلومات ساهمت في تغيير المسيرة المهنية لسياسيين جمهوريين اثنين. وكتب "بالنسبة للأزمة الحالية، رفعت الحد إلى عشرة ملايين دولار،" مضيفا "تأكدوا أنني أنوي بشكل تام دفع المبلغ كله". ونشر الإعلان تحت عنوان "10 ملايين دولار لقاء أي معلومات تقود إلى عزل وإزاحة دونالد ترامب من منصبه". بحسب فرانس برس.

ويشكك الإعلان في مدى شرعية انتخاب ترامب ويعدد المخالفات التي تتراوح من تواطؤ ترامب المحتمل مع التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية إلى تخريبه اتفاقية باريس للمناخ. وكتب أن "ما يثير القلق أكثر من أي أمر آخر هو أنه، قبل أن تضرب كارثة التغير المناخي، قد يشعل ترامب حربا عالمية نووية". وأضاف "قد يكون العزل مسألة فوضوية وخلافية، ولكن البديل المتمثل بثلاثة أعوام إضافية من الخلل المقوض للاستقرار، هو (خيار) أسوأ". ويذكر الإعلان عنوانا للتواصل عبر البريد الالكتروني ورقما لخط ساخن.

من جانب اخر نشر موقع "باز فيد نيوز" الإخباري الأمريكي وثيقة قضائية تشير إلى أن فريق الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تسلم أمرا قضائيا بتسليم الوثائق التي يمتلكها حول الاتهامات التي وجهت لترامب بالتحرش الجنسي إبان انتخابات العام 2016 الرئاسية. وكان القضاء الأمريكي قد أصدر الأمر في آذار/مارس الماضي إلى فريق حملة ترامب الانتخابية في إطار شكوى بالتشهير تقدمت بها سامر زيرفوس المشتركة السابقة في برنامج "ذي أبرينتس" التلفزيوني الذي قدمه ترامب على مدى سنوات عندما كان لا يزال رجل أعمال ثريا.

وجاء في الشكوى أن الرئيس الأمريكي أصدر "عدة تصريحات كاذبة وتشهيرية" بحق زيرفوس بعد أن اتهمته بملامستها وبمحاولة تقبيلها بالقوة داخل فندق في لوس أنجلس في العام 2007. ويلزم الأمر القضائي فريق حملة ترامب الانتخابي بتسليم مجمل الوثائق التي بحوزته والمرتبطة بأي "اتهام" ضد المرشح الجمهوري خلال حملته في العام 2015 بأنه "أرغم" امراة على "اتصال جنسي بدون موافقتها و/أو سلوك جنسي غير لائق".

وتابع الأمر القضائي أن الأمر يشمل الوثائق المتعلقة بزيرفوس وبـ"أي امراة" وجهت اتهامات إلى ترامب. وجهت زيرفوس ونساء أخريات اتهامات مشابهة إلى ترامب بعد بث تسجيل فيديو في تشرين الأول/أكتوبر 2016 يعود إلى العام 2005 تباهى فيه ترامب بأنه قادر على الحصول على أي امرأة يرغب بها عبر "الإمساك بها من أعضائها الحميمة"، وأن النساء "لا يمانعن إذا كنت مشهورا".

وقلل ترامب من أهمية هذه التصريحات معتبرا أنها "أحاديث رجال"، واتهم النساء اللواتي تقدمن بشكاوى بالكذب. وجاء في الشكوى التي تقدمت بها زيرفوس أن ترامب "أصبح مهووسا بشكل كامل ووصف زيرفوس والنساء المتقدمات بشكاوى ضده بالكذب لأسباب لا يكشفن عنها". وأضافت الشكوى التي نشرها "باز فيد" أن "ترامب كاذب ويكره النساء" وأنه "شهر" بزيرفوس.

اضف تعليق