تعيش المانيا حالة من الترقب للانتخابات البرلمانية القادمة.. والتي سيترتب عليها وبحسب بعض المصادر، تشكيل حكومة جديدة ومن ثم انتخاب مستشارٍ جديدٍ للبلاد ووسط تحديات إقليمية وعالمية وتغيرات سياسية كبرى، حيث أكدت بعض التوقعات عودة المستشارة أنغيلا ميركل، ما لم تحدث مفاجأة غير منظورة. خصوصا وان أرقام استطلاعات الرأي تؤكد حتى الآن فرص نجاح حزب ميركل ، الديمقراطي المسيحي، في الانتخابات والتي بناء على نتائجها يتم تشكيل حكومة جديدة وتعيين مستشار جديد للدولة.
وإذا كانت استطلاعات الرأي تضع معسكر ميركل في موقع متقدم بشكل كبير على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ومن المتوقع بالتالي أن تحصل المستشارة على ولاية رابعة، فإن احتمال الانتصار الكبير وكما نقلت بعض المصادر مستبعد، فقد سيطرت حالة من الخوف كما نقلت بعض المصادر، من صعود اليمين المتطرف ممثلاً في حزب البديل، الذي كشف آخر استطلاعات الرأي العام عن تقدمه إلى المركز الثالث في المنافسة بعد حزبي التحالف المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي، وهو ما أكده محرر غرفة الأخبار الرئيسية بالقناة الثانية الألمانية فرانك بوخفالد قائلاً إن هناك اختلافات سياسية واضحة فى المشهد الانتخابي، والجو السياسي مشحون بسبب تقدم حزب البديل، خاصة منذ قدوم موجات اللاجئين لألمانيا، بالإضافة إلى وجود أزمة ثقة تجاه الحكومة. واستبعد بوخفالد حدوث مفاجآت في نتائج الانتخابات، مؤكداً أن إعادة انتخاب ميركل أصبحت أمراً محسوماً.
يضاف الى ذلك إلى الخوف من اتجاه عدد كبير من الناخبين إلى مقاطعة الانتخابات، وحدوث تصويت عقابي ضد حزب أنجيلا ميركل مما يصب في صالح أحزاب أخرى أبرزها اليمين المتطرف، كما يوجد خوف من الأزمات المترتبة على وجود اللاجئين في ألمانيا والتي تعانى من شد وجذب بين المؤيدين لها باعتبارها أمرا ديمقراطيا ورافضيها المؤيدين لفكرة الدولة القومية. كما شهدت التحركات الانتخابية لـ«ميركل» حضورا واضحا ومتكررا للاجئين من جنسيات مختلفة والراغبين في استمرار المستشارة الحالية خوفا من قادم قد يهدد أحلامهم في البقاء في ألمانيا.
ولاية رابعة
في هذا الشان وقبل أيام من الانتخابات التشريعية الألمانية بات فوز المستشارة أنغيلا ميركل بولاية جديدة شبه مؤكد، لكن الشكوك تلف ائتلافها الحكومي الذي سيحدد وجهة السياسة الألمانية في السنوات المقبلة. ورأت مجلة "دير شبيغل" أن لا بد للمستشارة المحافظة التي تتصدر استطلاعات الرأي بفارق كبير منذ أسابيع، أن ترتكب "خطأ سياسيا هائلا" قبل موعد الانتخابات في 24 أيلول/سبتمبر حتى لا تفوز بولاية رابعة . غير أن ارتكاب الأخطاء ليس من عاداتها.
ويتوقع معهد "فورسا" في استطلاعه الأخير للرأي أن يفوز المحافظون (الاتحاد المسيحي الديموقراطي بزعامة ميركل وحليفه البافاري الاتحاد المسيحي الاجتماعي) بـ37 بالمئة من نوايا الأصوات. وإن كانت هذه النسبة أسوأ نتيجة مقدرة منذ أربعة أشهر، إلا أنها تفوق باشواط التوقعات للاشتراكيين الديموقراطيين بزعامة مارتن شولتز (23 بالمئة). و بعدما كان لفترة وجيزة في مطلع العام المفضل لدى الالمان، يجد الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي صعوبة في تعبئة الناخبين حول موضوع التفاوت الاجتماعي الذي جعل منه محور حملته، في وقت يسجل الاقتصاد الأول في أوروبا نموا قويا مدعوما بنسبة بطالة في أدنى مستوياتها منذ إعادة توحيد ألمانيا.
في المقابل، تبقى ميركل التي تقود البلاد منذ 12 عاما، وفية لخطها، فتطرح نفسها في موقع الضامنة للاستقرار في عالم تعصف به أزمات كثيرة، متفادية القيام بأي مجازفات. وقال الخبير السياسي في جامعة برلين الحرة أوسكار نيدرماير "إن تشكيلة الحكومة ستكون برايي أكثر تشويقا من الاقتراع بحد ذاته، لأن هناك الكثير من الاحتمالات" وكلها "معقدة". فمن غير المتوقع أن يحصل المحافظون على الغالبية المطلقة، ما يحتم عليهم البحث عن شريك أو شركاء في الحكم.
ورفضت ميركل (62 عاما) اي تحالف مع شريك متطرف، سواء حزب البديل لألمانيا اليميني الشعبوي الذي سيدخل إلى البرلمان، أو "دي ليكي" اليساري الراديكالي. وستحسم المرتبة الثالثة في الاقتراع ما بين هذين الحزبين اللذين تتوقع استطلاعات الرأي حصول كل منهما على حوالى 10 بالمئة من الأصوات.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد إينسا لحساب صحيفة بيلد أنه بعد ثماني سنوات من "الائتلاف الكبير" ("غروكو" بالألمانية) بين المحافظين والحزب الاشتراكي الديموقراطي في 2005-2009 ثم في 2013-2017، يتطلع الألمان إلى غالبية تقوم على تحالف "أسود أصفر" نسبة إلى لوني المحافظين والحزب الليبرالي الديموقراطي، لكنهم يعتبرون هذا الاحتمال غير واقعي. فالحزب الصغير الذي خرج من البرلمان قبل أربع سنوات، لا يجمع سوى 8 بالمئة من نوايا الأصوات. وممارسة الحكم مع زعيمه كريستيان ليندر (38 عاما) قد تكون خلافية. فهو يدعو إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا بعد ضمها القرم ويرفض بصورة قاطعة الاقتراحات الفرنسية لإصلاح منطقة اليورو، ولا سيما الاقتراح القاضي بإنشاء ميزانية أوروبية، باعتبارها محاولة مبيتة لتقاسم الديون في المنطقة.
ولم تستبعد ميركل كذلك التحالف مع الخضر لتشكيل اتحاد ثلاثي غير مسبوق على المستوى الوطني، يشار إليه بتسمية تحالف "جامايكا" بسبب الوان الأحزاب الثلاثة. ورأى تيمو لوشوكي من صندوق "جيرمان مارشال فاند" أنه "من الصعب للغاية التكهن" بالائتلاف المقبل، لا سيما وأن "25 بالمئة من الناخبين الألمان لم يحسموا بعد خيارهم للمرشح الذي سيصوتون له. ويبقى تشكيل "غروكو" جديد الخيار الأبسط، كما أنه سيضمن الاستمرارية في السياسة الألمانية سواء في الداخل أو على المستوى الدولي. غير أن هذا الاحتمال لن يكون لصالح الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يشهد أزمة وجودية حادة. بحسب فرانس برس.
ولفتت صحيفة "دي تسايت" إلى أن أقدم أحزاب ألمانيا يخرج منهكا من تحالفه مع ميركل التي خدم مصالحها أكثر مما خدم مصالحه الخاصة، بترويجه لطروحات تجني المستشارة حاليا فوائدها، مثل الحد الأدنى للأجور. وحذرت الأسبوعية من مخاطر "تمدد ما ينمو بالأساس بسرعة كبيرة: البديل لألمانيا"، مستفيدا من الأصوات الاحتجاجية في البلد حيث العديد من الألمان لا يجنون فوائد النمو، بل شهدوا تدهور ظروفهم الحياتية. ومع وصول الحزب المعادي للإسلام ولأوروبا إلى صفوف النواب، تبدي وسائل الإعلام خشيتها من دخول نبرة قومية إلى النقاش في المجلس، وذلك لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقال وزير العدل الاشتراكي الديموقراطي هايكو ماس "إنه جزئ من واقعنا السياسي والاجتماعي، علينا قبول الأمر".
وزارة المالية
الى جانب ذلك قال عضو في اللجنة التنفيذية للحزب الديمقراطي الحر بألمانيا إن الحزب يريد الحصول على وزارة المالية مقابل الانضمام للمستشارة أنجيلا ميركل في الحكومة الائتلافية المقبلة بالبلاد. واستبعد الحزب أيضا الشراكة مع التيار المحافظ بزعامة ميركل إذا أيد خطط فرنسا لزيادة التكامل المالي في منطقة اليورو محددا شروطه قبل أيام من الانتخابات الاتحادية التي من شبه المؤكد أن تفوز فيها ميركل دون تحقيق أغلبية مطلقة.
وكان الحزب الديمقراطي الحر الذي غالبا ما يعد شريكا طبيعيا لميركل جزءا من حكومتها الثانية في الفترة من 2009 إلى 2013. وخرج الحزب ذو التوجهات الليبرالية الاشتراكية من البرلمان ذلك العام ولكنه يأمل بدخوله من جديد يوم الأحد كأكبر ثالث حزب. ويشغل وزير المالية الحالي فولفجانج شيوبله عضو الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه ميركل هذا المنصب منذ 2009. ولكن الكسندر هان وهو عضو في اللجنة التنفيذ بالحزب الديمقراطي الحر قال إنه يجب ذهاب وزارة المالية إلى شخص من حزبه. بحسب رويترز.
وقال كريستيان ليندنر زعيم الحزب الديمقراطي الحر إن تحديد الأجندة بالنسبة لأوروبا تعد أهم قضية بالنسبة للحزب في أي محادثات للمشاركة في ائتلاف مع التيار المحافظ بعد انتخابات 24 سبتمبر أيلول. وقال ليندنر لصحيفة فيلت ام زونتاج “أخشى أن تكون السيدة ميركل قد اتفقت بالفعل على آليات التمويل الجديد (للاتحاد الأوروبي) مع (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون. ”أي شيء يذهب في اتجاه التحول المالي على المستوى الأوروبي سواء كانت ميزانية لمنطقة اليورو أو اتحاد مصرفي يعد خطا أحمر بالنسبة لنا“.
البديل لألمانيا
على صعيد متصل يكثف اليمين القومي الألماني حملته ضد الهجرة والإسلام مع ارتفاع شعبيته في استطلاعات الراي ما يؤدي الى ضغوط على حزب المستشارة أنغيلا ميركل. ويعقد الثنائي الذي يدير حملة حزب "البديل لألمانيا" ألكسندر غولاند وأليس ويدل مؤتمرا صحافيا بعنوان "الهجرة الإسلامية والجريمة" وهو الموضوع المفضل لدى هذا الحزب الذي يكتسب زخما كبيرا منذ اتخاذ ميركل قرار فتح الحدود أمام نحو مليون من طالبي اللجوء عام 2015.
وتبيّن استطلاعات الرأي في المرحلة الأخيرة قبل الانتخابات المقررة في 24 أيلول/سبتمبر أن حزب "البديل لألمانيا" يحقق تقدما طفيفا مع نسبة تأييد تتراوح بين 10-12% مقابل 8-10%. وتتخلل حملته الانتخابية شعارات مثيرة للجدل، بدءا من الملصقات التي تظهر نساء على شاطئ البحر وكُتب عليها "البرقع؟ نفضلّ البيكيني"، وصولا إلى صورة لمركب يحمل مهاجرين مع كلمات "منكوبون؟ بل موجة الإجرام القادمة". ويستهدف الحزب أيضا ميركل، المتهمة بالخيانة وبتعريض البلاد للخطر كما يتبين، بالنسبة الى الحزب، من اعتداء برلين في كانون الأول/ديسمبر 2016 حين دهس طالب لجوء متطرف بواسطة شاحنة حشدا من الناس في سوق مزدحم لعيد الميلاد.
ويدفع الحزب مناصريه بطريقة شبه منتظمة إلى اطلاق الهتافات والصفير ضدها خلال اجتماعات تعقدها. وتظهر الاحصاءات أن نسبة تأييد معسكر ميركل استقرّت عند 36%، بحيث أنها لامست النسبة الأدنى المسجلة عام 1998 (35%)، عند وصول الاشتراكي الديموقراطي غيرهارد شرودر إلى المستشارية. وتحاول الأحزاب الكبيرة تشويه صورة "البديل لألمانيا" للحدّ من تقدمه، معتبرين أن بلاد النازية يجب أن تمنع وصول اليمين المتطرف الى البرلمان.
ووصف المرشح الاشتراكي الديموقراطي لمنصب المستشارية مارتن شولتز "البديل لألمانيا" ب"اليمين المتطرف" وهي تسمية تطلق على النازيين الجدد كما اعتبر ان هذا الحزب "عار للأمة". ولم تتوقف ميركل عن التنديد بمن "لا يعرفون إلا الصراخ واطلاق الصفير". لكن حتى الآن، لم يتمكن الجدل حول حزب "البديل لألمانيا" من وضع حدّ لارتفاع نسبة تأييده، حتى عندما أشاد غولاند بجيش الرايخ الثالث وهو أمر لا يمكن تخيله خلال الفترة الأخيرة في بلد ترتكز هويته في مرحلة ما بعد الحرب بشكل كبير على الندم والتوبة.
و"البديل لألمانيا"، الذي سيكون دخوله الى مجلس النواب سابقة تاريخية منذ عام 1945 بالنسبة الى حزب من هذا النوع، يرى نفسه في المرتبة الثالثة في الانتخابات التشريعية، قبل الحزب الليبرالي الديموقراطي والحزب اليسار المتطرف والخضر. وقالت لصحيفة "فرانكفورتر روندشاو" ان "هدف أي حزب سياسي بالتأكيد ليس المعارضة (...) اذ ان جميع نوابنا يجب أن يكتسبوا قدرات مهنية بسرعة كي نصبح قادرين على الحكم اعتبارا من عام 2021". ويبدو أن "البديل لألمانيا" نجح في حشد جزء كبير من المستائين من السنوات ال12 لحكم ميركل سواء كانوا من الذين تجاوزهم النمو الاقتصادي او محافظين من النواة الصلبة الغاصبين من سياستها الوسطية.
وأشار نيكو سبغل، رئيس معهد استطلاعات الرأي "انفراتيست ديماب"، الى أن "البديل لألمانيا" ليس لديه ناخبين منظمين". وتابع ان "مؤيديه هم من الرجال أكثر من النساء وفي الشرق أكثر من الغرب. اما بالنسبة لدخلهم، فلا يمكن تحديد ما اذا كانوا من الأكثر غنى أم من الاكثر فقرا". بحسب فرانس برس.
وأضاف "اذا أردنا معرفة من أين هم، يمكن القول من الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي على حد سواء والحزب اليساري المتطرف والخضر ومن الليبراليين أيضا". وتلخص ويدل التنوع والتناقضات داخل الحزب. فهي موظفة سابقة لدى مصرف غولدمان ساكس ومثلية الجنس تعيش مع امراة سريلانكية، وتترأس حملة مناهضة للنخب كما انها تقليدية على المستوى المجتمع وتعارض المهاجرين بشدة.
اول نائب أسود
الى جانب ذلك يخوض كارامبا ديابي أول نائب أسود في تاريخ ألمانيا حملته الانتخابية استعدادا لاستحقاق 24 ايلول/سبتمبر ساعيا الى اعادة انتخابه، لكنه يواجه سيلا من التعليقات العنصرية في منطقته حيث يتزايد العداء للأجانب. وفي رد على تعليقات نشطاء من النازيين الجدد كتب ديابي المولود في السنغال قبل 55 عاما "أقول لكل العنصريين: أنا لست عبدا".
ويندد هذا المرشح الاشتراكي الديموقراطي عن مدينة هاله بمن يستخدمون أوصافا مهينة بحقّه، مثل "القرد الأسود"، وقد تقدّم بدعوى قضائية ضد حزب النازيين الجدد الذي يقف وراء هذه الحملة. ويقول ديابي، وهو حاصل على درجة دكتوراه في الكيمياء "أصبحت التعليقات عدائية جدا" على مواقع التواصل. كان أول أسود يدخل البرلمان الألماني، إلى جانب زميل له من أصل سنغالي، وذلك قبل أربع سنوات. وتلقى كارامبا ديابي في السابق مئات الرسائل الالكترونية المهينة وتهديدات بالموت. لكنه يرى أن مواجهة ذلك "من مسؤولية المجتمع كله"، لأنه "لا يمكن الحديث عن حرية الرأي إن كان الرأي شتيمة".
ويقول "الحفاظ على كرامة الأشخاص ينصّ عليه الدستور"، و"لن أترك أيا كان يرهبني". ويتمنى لو أن الحديث عن لون بشرته يتوقّف، ويضيف "اذا كان تقدّم شخص يعيش هنا منذ أكثر من 31 عاما ودرس هنا وعائلته هنا، إلى الانتخابات حدثا فريدا من نوعه، فهذا أمر مؤسف". لكن الحال يبدو كذلك فعلا في المناطق التي كانت تشكل ألمانيا الشرقية سابقا، والتي ما زالت متأخرة عن غيرها من المناطق، وصارت تنمو فيها الأفكار العنصرية.
ويعيش في هاله 230 ألف نسمة، وتبلغ نسبة الأجانب فيها 7 %، وهي تستضيف أربعة آلاف لاجئ، لكنها اليوم صارت تعد من معاقل النازيين الجدد. وفي الساحة الرئيسية في هاله تبدو الصورة مختلفة عن جو الكراهية المنتشر على الانترنت، فكارامبا ديابي يحيي الناس بحرارة، وهم يبادلونه التحية. وحصل كارامبا ديابي على الجنسية الألمانية في العام 2001، ويقول "دائما أقول للأجانب إن المرء حين يكون في ألمانيا عليه أن يعتبرها بلده".
رغم كل الأصوات العنصرية وحملات الكراهية، يرى ديابي أن ألمانيا ما زالت "بلدا مفتوحا" تغيّر كثيرا منذ وصل إلى ألمانيا الشرقية الشيوعية في العام 1985 مستفيدا من منحة تعليمية حصل عليها بفضل نشاطاته الطلابية اليسارية. وكان سكان ألمانيا الشرقية يعيشون في عزلة عن الآخرين، ولم يكن ممكنا للأفارقة ومعظمهم طلاب آتون من دول اشتراكية أن ينخرطوا في المجتمع. بحسب فرانس برس.
وحين سقط جدار برلين في العام 1989، ازدادت العنصرية في ألمانيا الشرقية. وفي إحدى ليالي العام 1991 تعرض ديابي لاعتداء جسدي، ولا يحب أن يتحدث كثيرا عن هذا الحادث. وتزوج ديابي من ألمانية، وظل يعيش في هذا البلد، ثم انضم إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي، ويركز الآن على شؤون التعليم التي يرى أنها تشكل أكبر تحديات البلاد.
اضف تعليق