قضية عزل محمد بن نايف من ولاية العهد وصعود محمد بن سلمان الابن المدلل للملك السعودي، ماتزال مح اهتمام واسع داخل وخارج المملكة، حيث تزايدت الشائعات والأحاديث الجانبية وكما نقلت بعض المصادر، بخصوص الصراع حول السلطة، والتقلبات والمؤامرات التي تتم حياكتها داخل أسوار العائلة المالكة السعودية. التي ستصبح في المستقبل القريب تحت سيطرة الأمير الشاب (الملك المرتقب)، فمنذ تولى الملك سلمان قيادة البلاد في 2015، تجاهل بشكل كامل هيئة البيعة، التي أنشأها الملك الراحل عبد الله من أجل تنظيم عملية انتقال السلطة ولتحقيق رغبته في أن يحترم سلمان نظام ولاية العهد، الذي وضعه هو قبل وفاته.
فقد هجر الحكام السعوديون دورهم التقليدي في عدم الانخراط المباشر في أي قتال أو حرب وتحولت سياستهم إلى التدخل العسكري المباشر عبر إعلانهم الحرب الشاملة على اليمن في 25 مارس عام 2015، ودعم القمع المستمر في البحرين.
يكشف الدور السعودي في تمويل وتدريب ودعم الإرهابيين والمرتزقة في العراق وسوريا، علاوة على عدد آخر من العوامل والأنشطة، إلى أي مدى تراجعت السلطة الملكية السعودية، الأزمة الشاملة في البلاد تزداد عمقا على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والإقليمية. يركل التنين ويرفس عندما يشعر بأن مخالبة يمكن أن تفقد قوتها، في نهاية المطاف، سيأتي الانهيار من داخل بيت آل سعود نفسه.
ولكن في ظل نظام ملكي مطلق لا توجد فيه تحديدات قانونية، قام سلمان بإعادة خلط الأوراق داخل القصر دون أن يجد أي اعتراض، وهو ما مكن من الصعود محمد بن سلمان البالغ من العمر 33 سنة، الذي يعكف الآن على تعزيز نفوذه خصوصا وانه سعى في الفترة الأخيرة بدعم والده ومن خلال بعض القوانين والقرارات الملكية، الى التخلص من عدد من كبار السن داخل العائلة المالكة، على غرار أحمد، الأخ الشقيق للملك، وطلال ومقرن. هؤلاء كلهم أصبحوا الآن جزء من الماضي وليس الحاضر أو المستقبل.
كما نجح الملك في إبعاد بعض رجال الدين البارزين، الذين كان يتم الأخذ بمشورتهم في الماضي، خاصة في خضم الخلافات بين الأمراء، مثل الصراع الذي نشب في بداية الستينات على السلطة بين الملك سعود وولي العهد فيصل. وتحت حكم سلمان تم الزج بمعارضين ونشطاء بالمجتمع المدني في السجن، واجتثاث كل منظمات حقوق الإنسان الناشئة، عبر موجات متتالية من القمع والاحتجاز.
ومخطط تسليم مقاليد الحكم في السعودية للأمير الشاب محمد بن سلمان جرى وبحسب مصادر اخرى، إعداده منذ وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2014م. فالملك عبدالله بدوره كان يسعى لتنصيب نجله الأمير متعب بن عبد الله ملكاً على السعودية حيث إستحدث منصب ولي ولي العهد وعيّن أخيه الموالي له الأمير مقرن بن عبد العزيز في هذا المنصب ليكون جسراً لصعود الأمير متعب للمنصب الأرفع في السعودية، قُصر أجل الملك عبد الله لم يمكنه من تنفيذ مخططه، ليعتلي الملك سلمان بن عبد العزيز كرسي السلطة ويُرفِّع الأمير مقرن بن عبد العزيز لمنصب ولي العهد ويعين الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، مبعداً بذلك الأمير متعب بن عبد الله من المناصب الحساسة والمهمة، كما تمّ إلغاء ديوان ولي العهد والإكتفاء بالديوان الملكي لإصدار كافة الفرمانات الملكية، في خطوة كانت تستهدف تقليص صلاحيات ولي العهد وجعله منصباً صورياً، وبعد مدة قصيرة تمّ إجبار الأمير مقرن بن عبد العزيز على الإستقالة من منصب ولي العهد والإنزواء من صورة الحكم، مفسحاً بذلك المجال لصعود الأمير محمد بن نايف لمنصب ولي العهد، وحينها لم يفاجئ الملك سلمان معظم المتابعين للشأن السعودي بتعيين نجله الشاب ولياً لولي العهد.
بعد مزاولة المحمدين “بن نايف” و”بن سلمان” لمهام منصبيهما، بدأت المنافسة بينهما على خلافة الملك سلمان تدريجياً حيث زار كلّ واحد منهما الولايات المتحدة الأمريكية سعياً منهما لكسب ودها ورضاها ومساعدته في تحقيق مبتغاه، وفي خطوة ماكرة تهدف لتقليص صلاحيات منصب وزير الداخلية الذي كان يشغله الأمير محمد بن نايف قام الملك سلمان بإصدار أمر ملكي بتكوين مجلس أمني برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الحالي وولي ولي العهد السابق، حتى صدرت الاوامر الملكية الأخيرة محطمة أحلام “بن نايف” لإعتلاء العرش السعودي ومعبدة الطريق للأمير الشاب محمد بن سلمان لتحقيق حلمه والذي تتبقى أمامه خطوة واحدة وهي إعلان الملك سلمان تنحيه عن منصبه وتنازله لنجله.
وكثير من المحللين اكدو حدوث نزاعات بين أفراد الأسرة الحاكمة عقب وفاة الملك سلمان والذي تسربت تقارير طبية من مستشفيات أمريكية تؤكد إصابته بأمراض خبيثة، منذ أمد بعيد أبدى عدد من كبار الأمراء تذمرهم من تعيين الأمير بن نايف ولياً لولي العهد حيث غرد الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود أبايع والدي الملك سلمان وأبايع والدي الأمير مقرن وأهنئ أخي الامير محمد بن نايف والفرق بين أبايع وأهنئ واضح وجلي، كلّ المعطيات تشير الى بروز الخلافات بين أفراد الأسرة الحاكمة للعيان ولا نستبعد تكوين تحالف مناوئ لصعود الأمير محمد بن سلمان على قمة هرم السلطة في السعودية.
تفاصيل الانقلاب
في يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من يونيو حزيران تلقى الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السعودي والشخصية القوية في جهاز الأمن بالمملكة على مدى العقدين الماضيين، اتصالا للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز في الطابق الرابع من القصر الملكي في مكة. وذكر مصدر مقرب من الأمير محمد بن نايف أن الملك أمره في الاجتماع بالتنحي لصالح ابنه الأثير الأمير محمد بن سلمان لأن إدمانه العقاقير المسكنة يؤثر على حكم ولي العهد على الأمور وتقديره لها.
وقال المصدر "الملك جاء للقاء محمد بن نايف وكانا وحدهما في الغرفة وقال له: أريدك أن تتنحى، لأنك لم تستمع للنصيحة بأن تتلقى العلاج من إدمانك الذي يؤثر بصورة خطيرة على قراراتك". وتساعد التفاصيل الجديدة بشأن الاجتماع الاستثنائي بين الملك وولي عهده والذي كان بمثابة انقلاب قصر فعلي في توضيح الأحداث التي تعيد تشكيل القيادة في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
ولم يتسن التأكد من مسألة إدمان محمد بن نايف ورفض مسؤولو القصر الرد على الأسئلة المفصلة بشأن ملابسات إزاحته. وقال مسؤول سعودي كبير إن الرواية بأكملها "لا أساس لها وغير صحيحة فضلا عن كونها هراء". وأضاف المسؤول في بيان "القصة الواردة هنا محض خيال ترقى إلى قصص أفلام هوليوود". وتابع المسؤول السعودي أن محمد بن نايف أُعفي من منصبه لاعتبارات المصلحة الوطنية ولم يتعرض لأي "ضغط أو عدم احترام". وأضاف المسؤول أن أسباب الإعفاء "سرية". لكن مصادر مطلعة أفادت بأن الملك كان عازما على تصعيد ابنه لولاية العرش واستغل مشكلة محمد بن نايف مع الإدمان للإطاحة به.
وأبلغ ثلاثة أشخاص مطلعين على ما يدور في البلاط الملكي وأربعة مسؤولين عرب على صلة بأسرة آل سعود الحاكمة ودبلوماسيون في المنطقة أن محمد بن نايف فوجئ بتلقيه أمرا بالتنحي. وقال مصدر سياسي سعودي مقرب منه "كانت صدمة لمحمد بن نايف. كان انقلابا. لم يكن مستعدا". وذكرت المصادر أن محمد بن نايف لم يتوقع أن يفقد منصبه لمصلحة محمد بن سلمان الذي يرى بن نايف أنه ارتكب عددا من الأخطاء السياسية مثل تعامله مع الصراع في اليمن وإلغائه المزايا المالية للموظفين الحكوميين.
ووضع هذا التغيير الذي ينطوي على مخاطر كبيرة سلطات واسعة في يد محمد بن سلمان الذي لم يتجاوز من العمر 32 عاما ويستهدف فيما يبدو الإسراع بوصوله إلى العرش. وعندما يصبح ملكا فسوف يقود الأمير الشاب مملكة تواجه أوقاتا صعبة تشهد تراجعا في أسعار النفط وصراعا في اليمن وتنافسا مع إيران الخصم اللدود وأزمة دبلوماسية كبرى في الخليج. وسلم المصدر المقرب من محمد بن نايف بأن لديه مشكلات صحية زادت بعد محاولة مهاجم من تنظيم القاعدة تفجير نفسه أمامه في قصره عام 2009.
وأكدت ثلاثة مصادر أخرى في السعودية والمسؤولون العرب الأربعة الذين لهم علاقة بالأسرة الحاكمة هذه المشكلات الصحية. وقدم مصدر عربي له علاقات بالسعودية رواية مماثلة عن الاجتماع الذي طالب فيه الملك سلمان الأمير محمد بن نايف بالتنحي بسبب إدمانه المزعوم للعقاقير المسكنة. وقالت المصادر إن هناك شظية مستقرة في جسد محمد بن نايف لم يتسن إخراجها وإنه يعتمد على عقاقير مثل المورفين لتخفيف الألم. وأضاف مصدر أن بن نايف عولج في مستشفيات في سويسرا ثلاث مرات في السنوات القليلة الماضية.
وتحرك العاهل السعودي قبل اجتماع لمجلس الشؤون السياسية والأمنية كان مقررا أن يبدأ في الحادية عشرة مساء. لكن قبل ذلك بساعات قليلة تلقى بن نايف ما اعتبره اتصالا هاتفيا عاديا من محمد بن سلمان. وأفاد المصدر المقرب من بن نايف بأن بن سلمان أبلغه بأن الملك يريد لقاءه. وفي الساعات التي تلت الاجتماع الذي شهد عزل محمد بن نايف جرى إطلاع مجلس البيعة، الذي يتألف من كبار أعضاء أسرة آل سعود، على رسالة ممهورة بتوقيع الملك.
وجاء في الرسالة التي صاغها مستشارو محمد بن سلمان أن بن نايف يعاني من مشكلة صحية وهي إدمان العقاقير وأنه جرت محاولات منذ أكثر من عامين لإقناعه بالتماس العلاج لكن دون جدوى. ونقل المصدر المقرب من محمد بن نايف مقتبسات من الرسالة تقول إنه نظرا لهذا الوضع الصحي الخطير تعين إعفاؤه من منصبه وتعيين محمد بن سلمان مكانه. وتليت الرسالة عبر الهاتف على أعضاء هيئة البيعة بينما ظل محمد بن نايف معزولا في غرفة طوال الليل وتم سحب هاتفه المحمول وقطع الاتصال بينه وبين مساعديه واستبدال حراسه من وحدات القوات الخاصة في وزارة الداخلية.
وأرسل القصر مبعوثين إلى أعضاء هيئة البيعة للحصول على توقيعاتهم. ووقع جميع الأعضاء وعددهم 34 باستثناء ثلاثة ونجحت الخطة. وسجلت مكالمات أعضاء هيئة البيعة المؤيدين لعزل الأمير محمد بن نايف وأذاعها عليه مستشار للديوان الملكي لإظهار شدة القوى المؤيدة لتنحيته وإثناء ولي العهد البالغ من العمر 57 عاما عن أي رغبة في المقاومة. ووفقا لما ذكره مصدران سعوديان على صلة بالأسرة الحاكمة فإن ثلاثة أعضاء فقط بهيئة البيعة عارضوا الإطاحة به هم أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية سابقا وعبد العزيز بن عبد الله ممثل أسرة العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله والأمير محمد بن سعد النائب السابق لأمير الرياض. ولم يتسن الوصول للثلاثة للتعليق.
وبحلول الفجر كان الأمير محمد بن نايف قد استسلم وأبلغ مستشارا للديوان الملكي بأنه مستعد لمقابلة الملك. كان الاجتماع مقتضبا ووافق بن نايف على التنحي وتوقيع وثيقة تفيد بذلك. وقال المستشار إنه حين غادر محمد بن نايف مقر إقامة الملك فوجئ بالأمير محمد بن سلمان في انتظاره. واحتضن الأمير محمد بن سلمان الأمير محمد بن نايف وقبله بينما سجلت كاميرات التلفزيون المشهد. وبعد قليل صدر بيان معد مسبقا يعلن قرار الملك سلمان تعيين ابنه وليا للعهد. كان هذا هو المقطع الذي أذاعته وسائل الإعلام السعودية والخليجية في الساعات والأيام التالية.
وقال المصدر إن الأمير محمد بن نايف لا يزال قيد الإقامة الجبرية ليظل معزولا بعد الإطاحة به ولا يسمح له باستقبال زوار باستثناء أفراد أسرته. وأضاف أنه لا يتلقى اتصالات هاتفية. وفي الأسبوع الأخير لم يسمح له إلا بزيارة والدته المسنة بصحبة الحراس الجدد الذين كلفوا بمرافقته مؤخرا. لكن المسؤول السعودي قال إنه استقبل ضيوفا من بينهم الملك وولي العهد الجديد. وذكر المصدر أن الأمير محمد بن نايف يود أن يصطحب أسرته إلى سويسرا أو لندن لكن الملك سلمان وابنه الأمير محمد قررا أنه يجب أن يبقى. وأضاف المصدر "لم يكن أمامه أي خيار".
وامتنع البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) عن التعليق. وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن واشنطن كانت تعلم أن الأمير محمد بن سلمان هو المفضل لدى الملك لكن ما هو أكثر من هذا "يلفه غموض شديد". وتكهن بعض المسؤولين السعوديين والغربيين بتصعيد محمد بن سلمان لكنها جاءت أسرع كثيرا من المتوقع بإخراج محمد بن نايف من المشهد على عجل.
ومنذ تولي الملك سلمان الحكم كانت هناك مؤشرات واضحة على أن محمد بن سلمان مفضل على محمد بن نايف وهو ما هيأ الأجواء ليغطي الأمير الشاب على ولي العهد السابق. ومنح العاهل السعودي (81 عاما) سلطة لم يسبق لها مثيل لابنه الأمير محمد بن سلمان استخدمها في تغيير من يشغلون أرفع المناصب في قطاعات السياسة والنفط والأمن والمخابرات ويقول دبلوماسيون ومصادر سياسية وأمنية سعودية إنه فعل ذلك في كثير من الأحيان دون علم الأمير محمد بن نايف.
ومنذ تولى الملك سلمان قيادة المملكة قبل أكثر من عامين بقليل عين الأمير محمد بن سلمان رجاله في مناصب مهمة. وكان الأمير محمد بن سلمان يتدخل في عمل وزارة الداخلية تحت قيادة محمد بن نايف فعين ضباطا ورقى آخرين وعزل غيرهم دون إبلاغه. وذكرت المصادر أن مسألة الخلافة بدأت عام 2015 عندما تم حل ديوان الأمير محمد بن نايف ودمجه مع الديوان الملكي مما حال دون أن يحشد الأمير دعما مستقلا. وتبع هذا عزل سعد الجابري المستشار الأمني للأمير محمد بن نايف.
وحين دخل الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض نجح الأمير محمد بن سلمان في إقامة اتصالات مع واشنطن لمعادلة الدعم القوي الذي كان يتمتع به محمد بن نايف في المؤسسة الأمنية والمخابراتية الأمريكية نتيجة نجاحه في التغلب على تنظيم القاعدة بالمملكة. وقال المصدر القريب من محمد بن نايف لرويترز إن عملية التغيير مضت قدما بعد أن أقام محمد بن سلمان علاقة قوية مع صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر. ورفض مسؤول في البيت الأبيض التعليق عندما سئل عن علاقة كوشنر بمحمد بن سلمان. بحسب رويترز.
وقال المسؤول في إشارة إلى إعفاء محمد بن نايف من ولاية العهد وتعيين محمد بن سلمان بدلا منه "حرصت حكومة الولايات المتحدة أيضا على عدم التدخل أو أن ينظر إليها على أنها تتدخل في مثل هذا الشأن الداخلي الحساس. نكن احتراما كبيرا للملك وللأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان وأكدنا دوما رغبتنا في مواصلة التعاون مع المملكة العربية السعودية وقيادتها. تم توصيل هذه الرسالة على جميع مستويات الحكومة". ومع صعود محمد بن سلمان المفاجئ تسري تكهنات الآن بين دبلوماسيين ومسؤولين سعوديين وعرب بأن الملك سلمان يستعد للتنازل عن العرش لابنه. وقال مصدر سعودي نقلا عن شاهد بالقصر الملكي إن الملك سلمان سجل هذا الشهر بيانا يعلن فيه التنازل عن العرش لابنه. وقد يذاع هذا الإعلان في أي وقت.. ربما في سبتمبر أيلول.
تحديد إقامة بن نايف
الى جانب ذلك قال مسؤول سعودي إن تقرير صحيفة نيويورك تايمز، عن تحديد إقامة ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف داخل قصره ومنعه من السفر إلى الخارج بعد أن حل محله ابن عمه الأمير محمد بن سلمان، لا أساس له من الصحة. وقال المسؤول إن بن نايف يستقبل ضيوفه وإنه لم تفرض أي قيود على تحركاته أو تحركات أسرته.
وأعفي بن نايف من منصبه. وكانت واشنطن عبرت عن إعجابها بأدائه بعد نجاحه في سحق تنظيم القاعدة داخل السعودية في الفترة بين عامي 2003 و2006. وشغل بن نايف فيما سبق منصب وزير الداخلية. واختار الملك سلمان نجله وزير الدفاع، الذي يقود خطة إصلاح طموحة تهدف لإنهاء اعتماد المملكة على النفط، ليحل محل بن نايف.
ووضع تعيين الأمير محمد وليا للعهد نهاية لتكهنات استمرت عامين عن وجود منافسة، وراء الكواليس، على النفوذ لكن محللين قالوا إنه مازال عليه كسب تأييد ذوي النفوذ من أفراد الأسرة الحاكمة ورجال الدين والقبائل. ونقلت نيويورك تايمز عن أربعة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين وسعوديين مقربين من العائلة الحاكمة قولهم إن بن نايف "منع من مغادرة المملكة وحددت إقامته داخل قصره" في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر.
لكن مسؤولا سعوديا كبيرا عبر عن صدمته من التقرير واصفا إياه بأنه قصة ملفقة. وتوقع المسؤول أن بن نايف ربما يسعى لاتخاذ إجراء قانوني ضد الصحيفة. وردا على سؤال بشأن التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز قال المسؤول "هذا ليس صحيحا، 100 في المئة". وقال المسؤول إن بن نايف وعائلته يتحركون بحرية ويستقبلون ضيوفهم دون أي قيود مضيفا أنه لم يتغير شيء بالنسبة للأمير سوى ترك منصبه. بحسب رويترز.
وأكد المسؤول أن بن نايف يغادر كذلك منزله يوميا منذ انتقال ولاية العهد إلى الأمير محمد بن سلمان ولا توجد أي قيود على حركته سواء داخل أو خارج المملكة. وعلى الرغم من أنه تسري توقعات منذ وقت طويل، بين من يتابعون شؤون الأسرة الحاكمة عن قرب، بتعيين بن سلمان وليا للعهد فإن توقيت التعيين كان مفاجئا. ومرت الترقية بسلاسة وحضر الأمراء وكبار المسؤولين ورجال الدين مراسم مبايعة الأمير محمد وليا للعهد في مكة. وتكرر وسائل الإعلام الرسمية السعودية، الحريصة على إظهار أن التغيير يتم بسلاسة، بث لقطات يظهر فيها الأمير محمد وهو يقبل يد ابن عمه الأكبر بن نايف أثناء تهنئته.
قرارات وتحركات
الى جانب ذلك أصدر الملك السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مرسوما بإنشاء جهاز أمني جديد يتبع رئاسة مجلس الوزراء للتعامل مع عدد من القضايا منها مكافحة الإرهاب فيما يمثل تغييرا كبيرا بقطاع الأمن بعد الإطاحة بولي العهد الذي كان يتولى أيضا منصب وزير الداخلية. وشملت الأوامر الملكية التي صدرت تغييرا لعدد من الشخصيات في مناصب كبيرة منها قائد الحرس الملكي بينما تمت ترقية رئيس جهاز رئاسة أمن الدولة عبد العزيز بن محمد الهويريني ونائبه إلى درجة وزير.
وبهذه التغييرات تتركز سلطة الشؤون الأمنية في يد الملك وولده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وجاء في الأوامر الملكية التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية أن التغييرات جرت من أجل "مواجهة كافة التحديات الأمنية بقدر عال من المرونة والجاهزية والقدرة على التحرك السريع لمواجهة أي طارئ". وتجرد هذه الخطوة وزارة الداخلية من سلطات مهمة. وكان الأمير محمد بن نايف يدير الوزارة حين أعفي من كل مناصبه وعين الملك الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد بدلا منه.
من جانب اخر قالت الشرطة السعودية إنه تم إلقاء القبض على أمير سعودي فيما يتصل بمقطع فيديو يظهر فيه على ما يبدو وهو يضرب رجلا ملطخا بالدماء مما أذكى غضبا على الإنترنت فيما يمثل تعبيرا نادرا عن غضب شعبي من أحد أفراد الأسرة الحاكمة. ويظهر في المقطع الذي صوره المعتدي على ما يبدو سائق يمني يتعرض للتوبيخ بعد أن أوقف سيارته أمام منزل الرجل الذي جذبه من ياقته وكال له السباب بينما تقطر الدماء من فمه.
وقالت الشرطة السعودية إن الملك سلمان أمر بالقبض على الأمير سعود بن مساعد بسبب الاعتداء وإن الأمر الملكي جاء "ردعا لأي تجاوز أو انتهاك من أي شخص مهما كانت صفته أو وضعه أو مكانته. وأعلنت قناة الإخبارية الرسمية الخبر على صفحتها على موقع تويتر واستخدمت الوسم (أمير يعتدي على مواطنين) وهو الوسم نفسه الذي استخدمه المواطنون للتعبير عن غضبهم. بحسب رويترز.
ومنذ عام 2012 انتهت موجات الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية بشأن سياسات الحكومة أو أفعال كبار المسؤولين بإقالتهم في خمس مناسبات على الأقل. لكن الحملات على الإنترنت نادرا ما تستهدف الأسرة الحاكمة المؤلفة من آلاف الأعضاء. وأعدم أمير سعودي العام الماضي بعد إدانته بقتل مواطن سعودي بالرصاص فيما مثل حدثا نادرا. كما اتهم بضعة أعضاء بالأسرة الحاكمة بمخالفة القانون خارج البلاد. واتهم أمير شاب بارتكاب اعتداء جنسي في لوس أنجليس عام 2015 وأدين أمير آخر بقتل خادمه في فندق فخم في لندن عام 2010.
اضف تعليق