q

انطلقت في مدينة هامبورغ الألمانية أعمال قمة زعماء الدول العشرين، والتي يحاول من خلالها بحسب بعض المصادر، زعماء أكبر الاقتصادات في العالم مد الجسور مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تغير المناخ والتجارة في ظل أجواء متوترة و متغيرات مهمة على الساحة السياسية العالمية، إذ أدت سياسات ترامب القائمة على شعار (أمريكا أولا) الى تغير العديد من القضايا والامور والاتفاقات السابقة، وفي ظل هذه الصراعات العويصة تواجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تستضيف بلادها القمة، مهمة جسيمة لقيادة الزعماء باتجاه توافق بشأن التجارة والمناخ والهجرة وجميعها قضايا ازدادت صعوبة منذ دخل ترامب البيت الأبيض مطلع العام.

وعقدت ميركل التي تخوض الانتخابات في غضون شهرين اجتماعا مع ترامب استغرق ساعة بفندق في هامبورج سعيا لتجاوز خلافات فشل مبعوثون في تسويتها خلال أسابيع من المحادثات المكثفة والتي تضمنت زيارة كبير مستشاري ميركل الاقتصاديين لواشنطن. وقال مسؤول ألماني كبير يشارك في المحادثات إنه يتوقع أن يعمل المفاوضون دون انقطاع في محاولة كسر الجمود.

ومجموعة العشرين منتدى دولي يجمع بين عشرين اقتصاداً صناعياً وناشئاً في العالم تمثل 85 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وثلثي السكان. ومنذ التأسيس عَقدت مجموعة العشرين، 20 اجتماعاً بين وزراء المالية وحكام البنوك المركزية و11 قمة لرؤساء الدول - ليكون اجتماع هامبورغ هو الثاني عشر. وتعود بدايات مجموعة العشرين إلى سبتمبر 1999 خلال اجتماع لوزراء مالية مجموعة السبع التي ضمت كندا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا بجانب بريطانيا وإيطاليا واليابان استجابة لضرورة التعاون بين الدول المتقدمة والناشئة بعد الأزمة الأسيوية آنذاك.

وقد عقد الاجتماع التأسيسي في برلين في ديسمبر 1999 برئاسة وزير المالية الكندي. أما حضور اجتماعات مجموعة العشرين فكان بداية يقتصر على وزراء المالية وحكام المصارف المركزية للأعضاء. لكن بعد الأزمة المالية الأخيرة دعا الرئيس الأميركي آنذاك، جورج بوش، قادة دول مجموعة العشرين إلى واشنطن لتنسيق الاستجابة العالمية للأزمة، خاصة بعد تعثر "ليمان بروذرز"، ما خلق أول قمة لقادة مجموعة العشرين في نوفمبر 2008 لتصبح بعدها قمة سنوية. ويأتي اجتماع قمة مجموعة العشرين في هامبورغ كأول اجتماع تستضيفه ألمانيا لرؤساء دول المجموعة، رغم أنها استضافة اجتماعات وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في 1999 و2004 وهي ترأس المجموعة منذ ديسمبر 2016.

اشتباكات ومتظاهرات

وفي هذا الشأن بدا وسط مدينة هامبورغ حيث تناثرت السيارات المحروقة وتعالت سحب الدخان وشهدت الشوارع تظاهرات عديدة وتوزع انحاءها عناصر الشرطة، في حالة حصار، وقال بنجامين لاوب (53 عاما) ان الحي الذي يسكنه مشابه لمنطقة تعيش "حالة طوارىء" منذ بضعة ايام. واضاف بنبرة احتجاج "منذ اسبوع نسمع باستمرار هدير المروحيات، وقد توقفت الحافلات عن العمل، ويترك الناس سياراتهم متوقفة امام منازلهم، وللمرة الاولى في المانيا، آخذ جواز سفري معي عندما اغادر منزلي"، تحسبا لعمليات تدقيق يقوم بها عناصر الشرطة.

وفي يوم افتتاح قمة زعماء اكبر عشرين اقتصادا في العالم خرج الاف المتظاهرين من جديد الى الشوارع هذه المرة لمنع الوفود الرسمية من الوصول الى قاعة الاجتماعات. وتمكنوا من ابطاء المواكب التي تحاول شق طريق وسط الهياج والصخب، وعرقلة بداية محادثات مجموعة العشرين بعض الوقت. وذكرت قوى الامن ان عجلات سيارات الموكب الكندي، قد ثقبت.

وأحرق عدد كبير من السيارات التي تستخدم الشرطة بعضا منها، وغطت سحب من الدخان الاسود قسما من وسط هامبورغ وحي ألتونا المجاور في مستهل الفترة الصباحية. وفي ألتونا، أوحى بعض المشاهد بحرب شوارع من خلال السيارات المتفحمة وبقايا الحواجز. وقال متظاهر لم يكشف عن هويته لفرانس برس، "أثبتنا، وعددنا حوالى مئتي شخص، لملايين الاشخاص الآخرين ان من الممكن نقل الاحتجاج الى الشارع، وان علينا ألا نقبل كل ما يملى علينا".

وفي المناطق المحيطة، يتواصل تحليق مروحيات الشرطة. وقال لوب "بدأنا نشعر كيف يمكن ان تكون الحياة في منطقة حرب حقيقية". وأطلق متظاهرون ايضا قنابل مضيئة على المروحيات. وفي عدد من انحاء المدينة، وفي التقاطعات الاستراتيجية المؤدية الى مركز المؤتمر حيث تعقد قمة مجموعة العشرين، نظمت تظاهرات واعتصامات وسلاسل بشرية. بحسب رويترز.

والسيناريو إياه في كل مرة: فخراطيم المياه لا تتأخر في الوصول لتفريق المتظاهرين. وتستخدم الشرطة التي ترمى بالطلاء الأسود، الغاز المسيل للدموع. وفي مكان يبعد قليلا من وسط المدينة، لا يتزحزح متظاهرون يحملون مظلات ملونة للاحتماء بها، من اماكنهم رغم رميهم بالماء من شاحنات الشرطة.

صعوبات وخلافات

من جانبها وصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وكما نقلت بعض الوكالات، المحادثات حول صيغة البيان الختامي لقمة العشرين، بأنها "صعبة للغاية"، على ضوء بقاء خلافات حول قضايا عدة، أبرزها حرية التجارة وتغير المناخ. وأشارت ميركل في بيان إلى أنه لا يزال أمام المفاوضين الرسميين في القمة الكثير من العمل للتوصل إلى اتفاق حول البيان الختامي لمجموعة العشرين قبل انتهاء الاجتماعات.

وناقشت القمة خلال يومها الأول مجموعة واسعة من الموضوعات بما فيها مكافحة الإرهاب، والتجارة الحرة والعادلة، والتنمية في إفريقيا، والمناخ والطاقة، فضلا عن الوضع في كوريا الشمالية. ويبدو أن هناك توافقا واسعا بشأن مكافحة الإرهاب ودعم التنمية في إفريقيا، إلا أن موضوع المناخ، إضافة إلى التجارة – لا يزالان إلى حد ما، متعثرين بسبب الموقف الأمريكي. وكشفت ميركل أنه لم يظهر خلال جولات المحادثات الأولى، حل بشأن الصياغة التي ستخرج عن القمة بخصوص سياسة المناخ. وأوضحت أن الغالبية العظمى من قادة العشرين أعلنوا التزامهم باتفاقية باريس، وأن خروج الولايات المتحدة من الاتفاقية يدعو للأسف.

وتابعت ميركل، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان موجودا، قبل أول لقاء رسمي يعقده مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في الجلسة الخاصة بموضوع المناخ وألقى كلمة، لكن من الصعب التنبؤ بكيفية تسوية الخلافات القائمة والتوصل إلى نوع من التفاهم. وبحسب تسريبات إعلامية، كانت دول المجموعة (عدا الولايات المتحدة)، عازمة على تضمين البيان الختامي للقمة إشارة بشأن "تنفيذ عاجل" لاتفاقية باريس للمناخ "التي لا رجعة عنها".

كما كان من المنتظر، حسب المسودة، أن ينص البيان الختامي على أن الدول الأخرى في المجموعة قد "أحيطت علما" بتراجع الولايات المتحدة عن الاتفاقية. وذكرت مصادر أنه من غير المعروف ما إذا كانت مسودة البيان الختامي ستظل بهذا الشكل، إذ أن الصين ترفض أن يصدر البيان دون الولايات المتحدة، وقال مهو جوانجياو نائب وزير المالية الصيني إنه "لا ينبغي استبعاد أحد"، مشيرا إلى أنه من الممكن للمحادثات أن تتضمن انتقادات لكن البيان يجب تبنيه بالإجماع. في الوقت نفسه، نصت المسودة على أن "الولايات المتحدة أكدت التزامها القوي باتباع نهج عالمي يقلص غازات الاحتباس الحراري، ويدعم النمو الاقتصادي ويفي بحاجات أمن الطاقة".

وفيما يتعلق بموضوع التجارة، مثلت النزعات الحمائية للرئيس ترامب تحديا صعبا لمجموعة العشرين، التي تأسست أصلا بهدف تحسين التنسيق العالمي بعد الأزمة المالية العالمية عام 2007. وقالت ميركل في هذا السياق، إن "الكل تقريبا يؤمن بضرورة حرية التجارة ونزاهتها أيضا، لكن أتوقع أنه فيما يخص التجارة في البيان الختامي فإن أمام المسؤولين (عن إعداد البيان) الكثير من العمل الليلة". وكانت ميركل صرحت بأن هذه "القمة تعقد في ظل تحديات صعبة وعالم يعيش اضطرابا"، ما يجعل من شعار القمة، وهو "ضمان الاستقرار، وتحسين الاستدامة، وتحمل المسؤولية"، أمرا صعب المنال، محذرة من المبالغة في توقع النتائج.

مكافحة الإرهاب

من جانب اخر أكدت مجموعة العشرين التزامها مكافحة تمويل الإرهاب والدعاية له، الأمر الذي اعتبر إحدى النقاط النادرة التي يوجد إجماع عليها بين المشاركين في القمة، ويشدد الإعلان على دعم "مجموعة العمل المالية" وهي هيئة تم إنشاؤها عام 1989 وتصدر توصيات بشكل منتظم لأعضائها ال37 حول سبل مكافحة الإجرام المالي وتمويل الإرهاب.

وأضاف الإعلان "ندعم العملية الجارية لتعزيز عمل مجموعة العمل المالية. نحن نرحب بسعي هذه المجموعة للتزود بغطاء قانوني". وتابع الإعلان "ندعو جميع الدول الأعضاء إلى ضمان حصول مجموعة العمل المالية على الموارد اللازمة لاتمام مهمتها". واعتبر الإعلان أنه "بالنسبة إلى تمويل الإرهاب من الضروري ألا يكون هناك أي مكان آمن في العالم". بحسب فرانس برس.

كما دعا الإعلان إلى اليقظة لكشف وجود أي رابط بين الإرهاب "وأشكال أخرى من الجرائم المنظمة" من تجارة السلاح إلى سرقة الآثار إلى الإتجار بالمخدرات والبشر. وتدعو مجموعة العشرين أيضا إلى "العمل مع القطاع الخاص خصوصا مزودي خدمات الاتصالات" لتحسين سبل مكافحة الدعاية المتشددة عبر الإنترنت. وأصدرت دول مجموعة العشرين إعلانا مشتركا تضمن 21 نقطة تندد ب"آفة الارهاب".

بوتين وترامب

من جانب اخر أعلن مسؤول أمريكي عن التوصل لوقف لإطلاق النار جنوبي سوريا في ختام لقاء الزعيمين الروسي والامريكي الذي استمر نحو ساعتين، على هامش قمة العشرين في مدينة هامبورغ الالمانية. وقال المسوؤل إن وزير الخارجية الامريكي ريكس تليرسون سيكشف عن تفاصيل الاتفاق في وقت لاحق. وتشهد محافظتا درعا والقنيطرة جنوبي سوريا اشتباكات مستمرة منذ عدة اسابيع بين القوات الحكومة المدعومة بمليشيات اجنبية وعناصر من حزب الله اللبناني من جهة والمعارضة السورية المسلحة.

وقبيل لقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لأول مرة أنه "يشرفه اللقاء به ويأمل ان تشهد علاقات البلدين تطورات ايجابية". وصرح ترامب للصحفيين بينما كان بوتين يجلس بجواره انه وبوتين ناقشا قضايا متعددة والامور تسير بشكل ممتاز، مضيفا "أجرينا مباحثات ممتازة ". من جانبه قال بوتين أنه سبق وتحدث مع ترامب عبر الهاتف لكن ذلك لا يكفي، ويسعده اللقاء بترامب وجها لوجه. بي بي سي.

وكان الاثنان قد أعربا عن رغبتهما في إصلاح العلاقات الثنائية التي تضررت من جراء أزمتي سوريا وأوكرانيا، إضافة إلى الى ما يقال عن تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية السنة الماضية. ومن المقرر أن تسيطر قضية التغيير المناخي والتجارة الدولية على أعمال القمة التي أثارت احتجاجات واسعة.

على صعيد متصل كشف وزير روسي يحضر اجتماعات قمة العشرين في هامبروغ، عن أول اختلاف في مواقف الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، وقع خلال مشاركتهما في اجتماع عام للقادة. وأوضح ماكسيم أوريشكين، وزير التنمية الاقتصادية الروسي أن هذا الاختلاف برز خلال كلمة للرئيس الروسي، في أول اجتماع رسمي عام للقمة، إذ ذكر بوتين بأن الرئيس ترامب تحدث لتو عن العدالة في التجارة العالمية، لكن من غير الواضح أين توجد هذه العدالة في ظروف القيود المالية والتجارية، في إشارة إلى العقوبات الأحادية التي بادرت واشنطن إلى فرضها على عدد من الدول، بما في ذلك ضد موسكو.

وتابع أوريشكين أن كلمة ترامب خلال الجلسة كانت مختلفة جذريا عن تصريحات الزعماء الآخرين. وأوضح أن معظم قادة دول العشرين تحدثوا انطلاقا من موقف موحد مفاده التأكيد على ضرورة تطوير التجارة العالمية، وأهمية ضمان العدالة لدى توزيع عائدات هذه التجارة على مختلف الدول. أما ترامب، فركز على قضايا الاقتصاد الأمريكي فقط. ونقل الوزير الروسي عن ترامب لدى حديثه عن العدالة في التجارة العالمية، إن العجز في الميزان التجاري بالولايات المتحدة يبلغ قرابة 800 مليار دولار سنويا. واعتبر الرئيس الأمريكي في هذا السياق أن الدول الأخرى التي يجلس ممثلوها معه وراء الطاولة نفسها، تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن حصول هذا الوضع.

اتفاق تجاري

الى جانب ذلك يأمل الاتحاد الأوروبي واليابان خلال قمة في بروكسل الاعلان عن "اتفاق سياسي" حول المعاهدة التجارية التي يجري التفاوض بينهما بشأنها منذ أربع سنوات، وقدمت على أنها رد على النزعة الحمائية في الولايات المتحدة. ويشارك في القمة رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. وأوضح المجلس في بيان أن "القادة سيعلنون عن اتفاق سياسي حول معاهدة التبادل الحر الأوروبية اليابانية".

ويسعى الأوروبيون واليابانيون للإسراع في التوصل إلى هذا الاتفاق السياسي. والإعلان عن مثل هذا الاتفاق سيسمح لهم بتوجيه "إشارة قوية" من أجل التبادل الحر إلى باقي العالم ولا سيما الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيحضر إلى هامبورغ. وأعلن الرئيس الأميركي منذ وصوله إلى السلطة في 20 كانون الثاني/يناير سحب بلاده من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ الموقعة مع 11 دولة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ من بينها اليابان، القوة الاقتصادية الثالثة في العالم.

وعلى الإثر، أعاد اليابانيون تركيز جهودهم على المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي التي جعلوا منها أولويتهم الجديدة. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي "من المهم للغاية أن يدافع اليابان والاتحاد الأوروبي عن التبادل الحر (...) في وقت يواجه العالم ميولا حمائية". غير أن هذا الاتفاق سيكون مجرد اتفاق إطار حصل على موافقة سياسية، على أن يتم إقرار الاتفاق النهائي الفعلي بين بروكسل وطوكيو بحلول نهاية السنة.

ويتناول الاتفاق دخول منتجات كل من الطرفين إلى أسواق الطرف الآخر، فيما يعتزم الاتحاد الأوروبي واليابان أخذ المزيد من الوقت بعد العطلة الصيفية لبحث بعض المسائل التقنية مثل حماية الاستثمارات وتسوية الخلافات. وتعثرت المفاوضات في الأيام الأخيرة عند بعض المسائل مثل الرسوم الجمركية المرتفعة التي تفرضها اليابان على الأجبان المستوردة من الاتحاد الأوروبي من جهة، والرسوم الجمركية المفروضة في أوروبا على السيارات القادمة من اليابان من جهة أخرى.

وتصف بروكسل اتفاق التبادل الحر بين اليابان والاتحاد الأوروبي "جيفتا" الجاري التفاوض بشأنه منذ آذار/مارس 2013 بدون أن يثير الكثير من الاهتمام، بأنه بحجم وطموح الاتفاق الموقع بعد مفاوضات عسيرة مع كندا. غير أنه قد يكون له وزن اقتصادي أكبر لكون الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الثالث لليابان، واليابان الشريك التجاري السادس لأوروبا. بحسب فرانس برس.

وبدأت أصوات ترتفع بعد تكثيف المفاوضات، فنددت منظمة غرينبيس التي نشرت مئات الصفحات من مسودة الاتفاق، بمفاوضات تجري "خلف أبواب موصدة". ولفتت إلى أن "جيفتا سيؤثر على الحياة اليومية لأكثر من 630 مليون مواطن أوروبي وياباني"، محذرة من "خطر على حقوقنا الديموقراطية وصحتنا والبيئة".

اضف تعليق