كغيرها من دول العالم الاخرى تعاني العديد من دول اوروبا، من ازمات ومشكلات اقتصادية وسياسية واخلاقية مختلفة، قد ترتبط بشكل مباشر ببعض الرؤساء و المسؤولين والشخصيات القيادية المهمة، وهو ما اثر سلباً على تلك وحدة تلك الدول، فمع تأزم الوضع المالي وتفاقم الصراعات السياسية في أوروبا وكما نقلت بعض المصادر، كُشف النقاب عن فضائح للفساد طالت شخصيات سياسية واقتصادية، وزادت فجوة انعدام الثقة بين المواطنين الأوروبيين ونخبهم السياسية، حيث هزت دول اوروبا في الفترة الاخيرة العديد من قضايا فضائح الفساد المالي والاخلاقي. وفيما يخص هذا الملف فقد اعلنت محكمة بالما دي مايوركا في جزر الباليار الاسبانية ان كريستينا دي بوربون شقيقة الملك فيليبي السادس احيلت امام القضاء بتهم فساد مما يشكل سابقة في تاريخ الاسرة الملكية الاسبانية. وتلاحق كريستينا دي بوربون (49 عاما) مع زوجها اينكاي ارودانغارين بعد اربع سنوات على فتح التحقيق في قضية اختلاس اموال لشركة "نوس" الخيرية التي يتراسها ارودانغارين. وسيمثل ما مجمله 17 شخصا امام القضاء في هذا الملف.
واعلنت المحكمة العليا للقضاء في جزر الباليار في بيان ان "قاضي التحقيق الثالث في بالما امر اليوم ببدء محاكمة شفهية في قضية بالما ارينا. وفي قراره احال 17 شخصا على القضاء وخصوصا الانفانتي كريستينا". ويرى القاضي خويه كاسترو ان كريستينا الابنة الثانية للملك السابق خوان كارلوس وزوجته صوفي، تعاونت مع زوجها في جنحتين ماليتين على الاقل. ولم يمثل اي من اعضاء الاسرة الملكية امام القضاء من قبل. وكريستينا وهي ام لاربعة اولاد هي السادسة في تسلسل وراثة العرش وهو حق لم تقبل بالتخلي عنه. واستأنفت النيابة قرارات كاسترو عدة مرات معتبرة انه لا يمكن ان يلاحق شقيقة الملك، لكن من دون جدوى.
ابن غير شرعي
الى جانب ذلك كشف هرافن فورسني السياسي الشاب البالغ من العمر 25 عاما للمرة الاولى انه الابن غير الشرعي لفرنسوا ميتران من علاقة قديمة لرئيس الجمهورية الفرنسية الراحل مع صحافية. وقال فورسني لصحيفة كونغسباكا بوستن المحلية "اريد ان ينظر الي لما اكون شخصيا وليس لمن هو والدي. لكن حسنا هذا هو الامر، فرنسوا ميتران كان ابي".
وكشف السياسي الشاب هذه المعلومات قبل الانتخابات التشريعية والبلدية المرتقبة في 14 ايلول/سبتمبر المقبل والتي يترشح اليها عن حزب المعتدلين بزعامة رئيس الوزراء فريدريك راينفيلت. وروت والدته كريستينا فورسني (66 عاما) سابقا عن علاقتها بالرئيس الاشتراكي في تلك الاونة بين 1980 و1995، عندما كانت مراسلة في باريس لصحيفة افتونبلاديت والتلفزيون السويدي العام. لكنها رفضت دائما الاجابة عن اسئلة عن هوية والد ابنها المولود في تشرين الثاني/نوفمبر 1988.
وقال هرافن فورسني انه لا يرغب في الاجابة على الاسئلة المتعلقة بنسبه. وقال بالفرنسية "اتحدث عن ذلك فقط مع وسائل الاعلام المحلية لانه امر هام بالنسبة لهم وبالنسبة لمواطني، وللناخبين، معرفة مرشحهم، لكن ليس الامر كذلك بالنسبة لوسائل الاعلام الدولية". واستطرد فورسني المقيم في كولافيك بجنوب غرب السويد وهو متخصص في مسائل تربوية، انه لا يسعى الى الشهرة في فرنسا. وقال "انني سياسي سويدي والسياسة السويدية هي كل ما يهمني".
لكنه اقر في الوقت نفسه بانه يتابع الاخبار الفرنسية عبر الاذاعة على الانترنت. وقال "احاول الاستماع كثيرا ل ار تيه ال واوروبا 1 واكتشفت هنا برامج عن مسائل حساسة (برنامج لاذاعة فرانس انتر) وغران جوري (ار تيه ال ال سي اي لوفيغارو) واحبها كثيرا". وقال لصحيفة كونغسباكا بوستن انه لم ير والده المزعوم سوى "خمس او ست مرات". وان كان فرنسوا ميتران فعلا والده، يكون ابنه قد ولد له وهو في سن الثانية والسبعين. وكان لاول رئيس اشتراكي للجمهورية الفرنسية الخامسة ثلاثة ابناء من زوجته دانيال، ثم انجب ابنة تدعى مازارين بينجو مولودة في 1974 من علاقة خارج الزواج.
وكشفت كريستينا فورسني في 2012 لافتونبلاديت انها عاشت قصة حب كبيرة مع ميتران الذي التقته في 1979 لمناسبة انعقاد مؤتمر للدولية الاشتراكية في برومرسفيك قرب ستوكهولم. وروت انها عندما كانت تطرح عليه اسئلة في لقاء انفرادي يقاطعها بقوله "الا تتحدثين سوى عن السياسة انسة؟ الا تحبين الحياة؟"، وكان عمره انذاك 62 عاما وهي في الحادية والثلاثين. وبدأت علاقتهما عندما وصلت الى باريس فيما لم يكن ميتران بعد رئيسا. وفي صباح اليوم الذي انتخب فيه في العاشر من ايار/مايو 1981 اتصل بها هاتفيا. وروت "كان في سريره وانا في سريري في مكانين مختلفين. تحدثنا حوالى عشرين دقيقة ومازحني قائلا هذا المساء اتقاعد". بحسب فرانس برس.
لكن بدلا من ذلك كما تابعت باسف، باتت اللقاءات اقل بكثير مما كانا يرغبان بسبب انشغالات سيد قصر الاليزيه. وكانت كما قالت تدخل احيانا خلسة من احدى بوابات حدائق القصر تترك مفتوحة. واضافت كريستينا فورسني "كنا ننسل الى الخارج عندما يكون الحرس غير منتبهين، ونهرب الى المدينة. كنا نحلم ان نتمكن من العيش كسائر الناس". وعلى حد قولها، كانت دانيال ميتران على علم بالعلاقة كما كان زملاء عديدون للصحافية يشكون في ذلك كثيرا. وكريستينا فورسني كتبت سيرة عن فرنسوا ميتران بعنوان "الا تحبين الحياة؟" (1997) تقول فيه انها كانت صديقة مقربة جدا منه. كما الفت رواية بعنوان "رجلنا في العالم" (2012) تروي قصة علاقة بين رئيس فرنسي يدعى "ليو" مع صحافية سويدية.
عرش بريطانيا
الى جانب ذلك قال الأمير هاري إن ما من أحد من العائلة المالكة يريد أن يجلس على عرش بريطانيا وانتقد قرار إجباره على السير في الموكب الجنائزي خلف نعش أمه الأميرة ديانا في 1997 وهو لا يزال طفلا. وقال هاري (32 عاما) الذي يقع ترتيبه الخامس في ولاية عرش بريطانيا في مقابلة مع مجلة نيوزويك الأمريكية "نحن لا نفعل ذلك من أجل أنفسنا لكن من أجل الصالح العام... هل هناك أحد من العائلة المالكة يريد أن يصبح ملكا أو ملكة؟" وأضاف "لا أعتقد ذلك، لكننا سنتحمل مسؤولياتنا في الوقت المناسب".
وتجلس الملكة إليزابيث (91 عاما) على العرش منذ 1952 وهي حاليا أكبر ملوك العالم سنا وأطولهم بقاء على العرش. وقال هاري إن عائلتها أرادت أن تخفف عنها أعباءها إلا أنها لن تحاول "أن تأخذ مكانها". وقال "الملكية قوة من أجل الخير". وأضاف "نحن لا نريد تخفيف السحر... الشعب البريطاني والعالم أجمع بحاجة إلى مؤسسات مثلها".
وأصبح هاري، إلى جانب شقيقه الأكبر وليام وزوجته كيت، من المدافعين البارزين عن قضايا الصحة العقلية. وهو يستشهد بمحنته وصراعه النفسي عقب وفاة أمه في حادث سيارة في باريس قبل 20 عاما وكشف عن سعيه لمشورة نفسية لمساعدته في التغلب على الأمر. وتحدث هاري في المقابلة عن وطأة قرار إشراكه في السير في الموكب الجنائزي خلف نعش والدته والذي جاب ببطء شوارع لندن المكتظة ومدى تأثير ذلك عليه بينما كان عمره 12 عاما فقط. بحسب رويترز.
وقال "كانت أمي قد توفيت توا، وتعين علي السير طويلا خلف نعشها محاطا بآلاف البشر الذين كانوا يشاهدونني بينما يتابعني ملايين غيرهم عبر التلفزيون". وأضاف "أعتقد أنه يجب عدم طلب ذلك من طفل تحت أي ظرف. لا أعتقد أن هذا الأمر كان ليحدث اليوم". وفي العام الماضي انتقد الأمير، الذي يواعد الممثلة الأمريكية ميجان ماركل، وسائل الإعلام لتدخلها في حياتها الشخصية وقال في حديثه لمجلة نيوزويك إنه يحاول أن يحيا "حياة عادية" رغم الاهتمام العالمي الكبير الذي يحيطه. وقال إنه سيظل يشتري أشياءه بنفسه حتى لو كان ملكا. وأضاف "أشعر أحيانا أني أعيش في حوض سمك، لكني أتعامل الآن مع الأمر بشكل أفضل".
وفاة هلموت كول
في السياق ذاته أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي أن المستشار الألماني الأسبق هلموت كول مهندس إعادة توحيد ألمانيا والأب الروحي للمستشارة الحالية أنجيلا ميركل توفي عن عمر يناهز 87 عاما. وقالت صحيفة بيلد واسعة الانتشار إن كول توفي على فراشه بمنزله في لودفيجسهافن بغرب ألمانيا إلى جوار زوجته الثانية مايكه كول ريختر.
وقالت ميركل التي نشأت في ألمانيا الشرقية الاشتراكية قبل أن يعينها كول في أول منصب وزاري لها إن المستشار الراحل "غير مسار حياتي تماما" بإعادة توحيد ألمانيا. وقالت ميركل وهي تتشح بالسواد "عندما بدأت روح جديدة تنشط في شرق أوروبا في الثمانينيات... وعندما بدأ أناس شجعان في لايبزج وشرق برلين وغيرها في شرق ألمانيا ثورة سلمية كان هيلموت كول الرجل المناسب في الوقت المناسب".
وأضافت في خطاب نقله التلفزيون من روما "لقد نهض سريعا من أجل حلم وهدف ألمانيا موحدة حتى في وقت شعر فيه آخرون بالتردد". وشغل كول منصب المستشارية من عام 1982 وحتى عام 1998 وكان القوة الدافعة وراء دخول عملة اليورو وإقناع الألمان المتشككين بأن يتخلوا عن عملتهم المارك التي كانوا يعتزون بها وكانت رمزا "للمعجزة الاقتصادية" في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
وكان كول شخصية نافذة أقام علاقات وثيقة مع الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران سعيا للتكامل الأوروبي. وفي عام 2008 سقط على الأرض وأصيب إصابة بالغة أقعدته على كرسي متحرك. وبالتزامه بربط ألمانيا بأوروبا تحت عملة مشتركة تغلب على مقاومة من ميتران والزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف ورئيسة وزراء بريطانيا مارجرت تاتشر ضد إعادة التوحيد.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر وهو يعرض صورة لكول مع ميتران عند نصب تذكاري لإحدى معارك الحرب العالمية الأولى "إنه صانع ألمانيا الموحدة والصداقة الفرنسية الألمانية وبوفاة هلموت كول نخسر أوروبيا عظميا". وبعد فترة قصيرة من مغادرة كول منصبه تلوثت سمعته بسبب فضيحة فساد في حزبه الذي ينتمي لتيار يمين الوسط والذي تقوده الآن ميركل. وحتى وفاته رفض كول تحديد أسماء أشخاص مرتبطين بالفضيحة وقال إنه وعدهم بذلك. بحسب رويترز.
وقال الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب إنه وزوجته باربرا يشعران بالحزن "على رحيل صديق حميم للحرية والرجل الذي اعتبره أحد أعظم الزعماء في أوروبا بعد الحرب". وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث ببرقية عزاء إلى الرئيس الألماني والمستشارة الألمانية ونقل عن الرئيس قوله إن روسيا ستظل تتذكر "كول باعتباره داعما قويا للعلاقات الودية بين بلدينا".
جنازة وارث سياسي
الى جانب ذلك انتقد الابن الاكبر لهلموت كول المستشار الالماني السابق مراسم الجنازة التي تقرر اقامتها لوالده معتبرا انها "لا تليق" بمن يعتبر مهندس توحيد المانيا، في تصعيد للخلاف العائلي مع زوجة والده. وقال فالتر كول (53 عاما) "ارى ان التطورات الاخيرة لا تليق بوالدي ولا بالمانيا واوروبا". ولفالتر شقيق يدعى بيتر وهما من زواج اول لكول.
وفي مقابلة نشرها الموقع الالكتروني لاسبوعية "دي تسايت"، انتقد فالتر كول عدم اقامة جنازة رسمية للمستشار السابق بناء على طلب زوجة والده مايكي كول-ريختر. كذلك انتقد خيار دفن والده في مقبرة في سباير في جنوب غرب المانيا وليس في مدافن العائلة في مدينة لودفيغسهافن حيث توفي المستشار السابق في 16 حزيران/يونيو عن 87 عاما. وهي خيارات اتخذتها كول-ريختر زوجة المستشار السباق والتي تصغره باربع وثلاثين عاما، وتزوج بها قبل تسع سنوات.
ومن المقرر ان يقام للمستشار السابق احتفال تأبيني اوروبي في ستراسبورغ. ومن المقرر ان يتحدث في هذه المراسم كل من المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس الاميركي السباق بيل كلينتون. وسينقل جثمان كول بعدها الى مقبرة سباير لمراسم دفن سيغيب عنها نجله. وكان فالتر كول يريد ان ينقل نعش والده الى العاصمة الالمانية من اجل "تكريم وطني واقامة قداس وحفل وداع عسكري" بالقرب من بوابة براندنبورغ حيث شهد المستشار السابق سقوط جدار برلين في 1989. بحسب فرانس برس.
وبسبب خلاف عائلي طويل الامد مع كول-ريختر، لم يتمكن فالتر كول من التواصل مع والده لسنوات وهو علم بخبر وفاته عبر الراديو. ويصف فالتر كول في كتاب حقق رواجا كبيرا المعاناة التي عاشها في طفولته في ظل سياسي عملاق كان بالنسبة اليه ابا دائم الغياب.
اضف تعليق