الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ أشهر في العديد من المدن المغربية، ربما ستسهم في زعزعة الامن والاستقرار خصوصا وأنها اليوم وعلى الرغم من الاجراءات المتشددة التي اتخذتها السلطات قد اتسعت بشكل كبير، وهو ما اثار قلق الكثير من المغاربة حيث أكد البعض منهم إن تدخل الملك بات هو الحل الوحيد لنزع فتيل هذه الازمة. ويخرج المحتجون كما نقلت بعض المصادر، منذ أشهر إلى الشوارع في منطقة الريف حول مدينة الحسيمة الشمالية للتعبير عن خيبة أملهم بما يتعلق بالمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المملكة التي تروّج لنفسها على أنها منارة الاستقرار في منطقة مضطربة.
وردت السلطات باعتقال نحو مئة من قيادات وأعضاء الحراك الشعبي منذ نهاية أيار (مايو). وخرج عشرات الألوف إلى شوارع العاصمة الرباط، في أكبر عدد يشارك في تظاهرة منذ موجة احتجاجات انطلقت عام 2011 سمح على أثرها الملك ببعض الإصلاحات الديموقراطية. وكان الحراك الشعبي بدأ بعد مقتل بائع السمك فكري في الحسيمة المطلة على البحر المتوسط في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وصادرت الشرطة المحلية السمك الذي قالت إنه اشتراه في شكل غير مشروع وألقت به في شاحنة لسحق القمامة، فقفز فكري داخل الشاحنة في مسعى يائس لاستعادة سمكه فمات سحقاً.
ويطالب المتظاهرون بإطلاق سراح عشرات المحتجزين بتهم تشمل تهديد الأمن الوطني و تلقي أموال من الخارج، وانتقدت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، أبرزها منظمة العفو الدولية وقائع الاعتقال في منطقة الريف واستشهدت بتقارير عن تعذيب وضرب وعدم إتاحة الاستشارات القانونية الفورية. ويقول المسؤولون إن الاتهامات توجَّه للمعتقلين عقب اتباع الإجراءات القانونية السليمة. ولم تتراجع الاحتجاجات خلال شهر رمضان في منطقة الريف التي أعلنت نفسها في الماضي، جمهوريةً، في تحد لحكم الاستعمار الإسباني في عشرينيات القرن الماضي.
تزايد الاحتجاجات
وفي هذا الشأن بدأ المغاربة لتوهم أكبر احتجاجات سياسية تشهدها البلاد منذ "الربيع العربي" تحت راية حركة الحراك الشعبي ويقول البعض الآن إن تدخل الملك هو وحده الذي يمكنه نزع فتيل أزمة آخذة في الاشتداد. وفي بلد تندر فيه الاحتجاجات السياسية ويظل القصر هو صاحب السلطة المطلقة يصب المتظاهرون جام غضبهم على الحكومة وحاشية الملك، وهو ما يشار إليه عادة بالمخزن، بدلا من الملك نفسه.
وردد المتظاهرون هتافات "محسن مات مقتول والمخزن هو المسؤول" في إشارة إلى محسن فكري بائع السمك الذي مات سحقا داخل شاحنة نفايات و "الشعب يريد إطلاق سراح المعتقلين" "وكلنا الزفزافي" في إشارة إلى ناصر الزفزافي قائد الحراك الشعبي الذي اعتقتله السلطات في الآونة الأخيرة. لكن البعض يعتقد أن على الملك أن يتحرك بسرعة. وقال أحمد الزفزافي والد ناصر "ليس لدي ما أقوله للحكومة. أرفع مظالمي لأعلى سلطة في البلاد". وأضاف في منزل أسرته بعد أيام من اقتحام الشرطة له "باتصال هاتفي واحد يمكن حل كل ذلك". وحتى الآن يلتزم القصر الصمت رغم مطالبات النشطاء بتدخل الملك.
ورفض المتحدث باسم الحكومة التعليق على الأمر مكتفيا بالقول "هنالك الآن حرص وإرادة بتعليمات ملكية على مستوى احترام كافة الضمانات القانونية بخصوص المتابعات الجارية (المتعلقة بالاحتجاجات)". وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحفيين في الرباط بعد اجتماع مع العاهل المغربي إن الملك محمد السادس حريص على "تهدئة الوضع في منطقة الريف بالاستجابة لمطالب هذه الحركة". وبدأ الحراك الشعبي بعد مقتل بائع السمك فكري في الحسيمة المطلة على البحر المتوسط في أكتوبر تشرين الأول. وصادرت الشرطة المحلية السمك الذي قالت إنه اشتراه بشكل غير مشروع وألقت به في شاحنة لسحق القمامة، فقفز فكري داخل الشاحنة في مسعى يائس لاستعادة سمكه فمات سحقا.
وقالت سيليا زياني وهي من زعماء الحراك قبيل اعتقالها "لم نر أحدا يموت بهذه الطريقة من قبل". وأضافت "حتى هوليوود لم تتصور موتا بهذه الطريقة". وتعتقد سيليا كذلك أن الملك هو صاحب السلطة الوحيدة القادرة على تهدئة التوتر إذ أن التنمية الاقتصادية ضرورية لتوفير فرص عمل والحد من الفقر. وقالت "نسمع أن الملك يستثمر في مشروعات ضخمة بالخارج. ماذا عنا؟". وأصبحت وفاة فكرى رمزا "للحكرة" وهو تعبير بالعامية المغربية يعني إهدار الكرامة نتيجة لاستغلال السلطة والفساد والظلم.
وتذكر الاحتجاجات، التي شملت مسيرة في العاصمة قادتها إلى حد بعيد جماعة العدل والإحسان الإسلامية المحظورة، بالمظاهرات التي نظمتها حركة 20 فبراير في 2011. وعلى غرار انتفاضتي تونس ومصر في ذلك العام نظمت الحركة احتجاجات بسبب البطالة والدعوة إلى إصلاح السلطة القضائية والمطالبة بالحريات وانضم آلاف إلى المظاهرات في مختلف أنحاء البلاد بقيادة نشطاء ويساريين وإسلاميين.
ونقل العاهل المغربي بعض السلطات إلى البرلمان وسيطر على الاحتجاجات من خلال إصلاحات دستورية محدودة وإجراءات أمنية مشددة وإنفاق عام ضخم. ويطالب المتظاهرون بإطلاق سراح عشرات المحتجزين بتهم تشمل "تهديد الأمن الوطني" و"تلقي أموال من الخارج". لكن "الحكرة" هي الدافع الرئيسي إذ لا يزال موت فكري يثير غضب الكثيرين. بحسب رويترز.
وتأتي الاضطرابات في وقت حساس إذ تستعد المملكة لمزيد من الإصلاحات الاقتصادية بما في ذلك تعويم العملة المحلية. ويعتمد كثير من المغاربة على الأموال التي يرسلها الأقارب من الخارج وتحاول المملكة جذب المستثمرين من خلال تقديم نفسها كملاذ آمن في منطقة تعصف بها الاضطرابات. وقال الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي "لدينا نموذج اقتصادي للتنمية يعتمد بدرجة كبيرة على السياحة والتحويلات المالية والاستثمار الأجنبي المباشر... إذا لم تحدث انفراجة من خلال إطلاق سراح السجناء ومبادرات حقيقية ومعقولة تعالج المظالم فحينها سيتدهور الوضع على الأرجح".
مواجهات ومحاكمات
الى جانب ذلك سجلت مواجهات بين مئة متظاهر وقوات الامن في مدينة الحسيمة المغربية حيث يستمر الاحتجاج بعد اعتقالات واحكام قضائية قاسية، بحسب ما افادت مصادر متطابقة. وقال شاهد عيان "نزل مئة متظاهر الى شارع في المدينة للتظاهر. تدخلت قوات الامن بعنف، ضربوا الناس وتفرق الشبان وبدأوا يرشقون الحجارة في حين استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع". واضاف "تم تعنيف نساء واصيب متظاهرون بجروح (..) وجرت عمليات مطاردة في الشوارع". وقال موقع "لو ديسك" الاخباري ان هذه المواجهة الليلية التقليدية تحولت الى شغب و"تحول الحراك الذي ظل سلميا اجمالا حتى الان الى معارك محتدمة مع الشرطة. وتشهد الحسيمة منذ سبعة أشهر حركة احتجاجية تطالب بتنمية الريف الذي يعتبر المحتجون انه "مهمش".
كما قضت محكمة في الحسيمة في شمال المغرب بسجن 25 متهما لمدة 18 شهرا مع النفاذ على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها شمال المملكة منذ أشهر، بحسب ما أعلن محامي الدفاع عن المتهمين. وأوضح المحامي محمد زيان أن 32 متهما تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما مثلوا أمام المحكمة الابتدائية في الحسيمة، مشيرا إلى أن الحكم صدر عصر الأربعاء. وقال "الحكم صدر عصر اليوم، لقد حكم على 25 منهم بالسجن لمدة 18 شهرا حبسا نافذا". وأضاف زيان أن المتهمين السبعة الباقين الذين مثلوا أمام المحكمة طلقاء صدرت بحقهم أحكام بالسجن مع وقف التنفيذ وغرامات مالية.
وأوضح المحامي أن المتهمين أدينوا بتهم "الإخلال بالنظام العام والعصيان والمشاركة في تجمهر غير مرخص ومسلح"، مشيرا إلى أن العقوبة القصوى لهذه التهم هي السجن لمدة عامين. الحكم بمثابة "رفض واضح لأي حوار مع المحتجين" وقال زيان إن "هذا الحكم هو بمثابة رفض واضح لأي حوار مع المحتجين. هذا القرار المحزن سيؤدي على الأرجح إلى تأجيج الاحتجاجات وهذه ليست بتاتا الطريقة الفضلى للخروج من هذا الوضع". بحسب فرانس برس.
وأكد المحامي أن "الحكم قوبل باستياء كبير في قاعة المحكمة"، مشيرا إلى أن أهالي المتهمين الذين حضروا جلسة النطق بالحكم أطلقوا على الإثر هتافات تنتقد السلطة من مثل "كانت أمامكم فرصة للمصالحة مع الريف ولكنكم لم تعرفوا كيفية اغتنامها". وكان هؤلاء المدانون أوقفوا خلال صدامات دارت بين محتجين وقوات الأمن أثناء محاولتها اعتقال زعيم هذه التحركات الاحتجاجية ناصر الزفزافي الذي اعتقل في النهاية في 29 أيار/مايو. وتشهد الحسيمة منذ سبعة أشهر حركة احتجاجية تطالب بتنمية الريف الذي يعتبر المحتجون أنه "مهمش".
امزورن مدينة اخرى
على صعيد متصل ومع ان مئات ان لم يكن آلاف السكان يتظاهرون فيها يوميا، نادرا ما تتحدث الصحف عن مدينة امزورن التي تقع على بعد نحو 15 كيلومترا عن الحسيمة، وتشكل معقلا آخر للحركة الاحتجاجية التي تهز منذ اشهر منطقة الريف بشمال المغرب. وامزورن المجاورة لمطار الحسيمة، مجمع من الابنية المكعبة الموزعة بين صخور على سفوح جبال. وتستقبل باحة تحيط بها مقاه ذات شرفات خالية، الزائر امام اعين شبان فقراء. وقد اغلق الكثير منها بينما تنتظر الشقق عودة مالكيها المهاجرين الى اوروبا ولا سيما الى هولندا، في الصيف.
وتبدو المدينة الصغيرة بسكانها البالغ عددهم اربعين الف نسمة، غافية، في تناقض واضح مع الصور التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر فيها متظاهرون في حشود يدينون رافعين قبضاتهم "تهميش" الريف من قبل دولة مغربية "فاسدة". فوجه امزورن يتغير عند حلول الليل. في هذه المدينة احرق عدد من المحتجين في نهاية آذار/مارس مقرا لاقامة الشرطة اضطر سكانه للقفز من على سطحه لينجوا من النيران. وقام عشرات الشبان تحت جنح الظلام في ضاحية للمدينة وقد غطوا وجوههم، برشق قوات مكافحة الشغب التي تطوق المدينة، بالحجارة. واستمرت الصدامات لساعتين.
والريف منطقة متمردة تاريخيا ما زالت تحمل جروح ماض مضطرب، من تمرد وقمع وتهميش من قبل الملك الراحل الحسن الثاني. في 2004 ضرب زلزال عنيف امزورن واسفر عن مقتل اكثر من 600 شخص وتشريد 15 الفا آخرين. وقد اعطى للمدينة شكلها كضاحية شيدت على عجل. وقال نبيل وهو ناشط من امزورن في الثلاثين من العمر "هنا نرفض الاهانة". واضاف بعربية ضعيفة في المدينة التي يتحدث سكانها بشكل واسع اللغة الامازيغية. وتابع ان "دم مولاي موحند ما زال يجري في عرقونا". ويشير الرجل بذلك الى عبد الكريم الخطابي القائد العسكري الذي قام بحركة تمرد هزمت الغزاة الاسبان في عشرينات القرن الماضي وما زالت اعماله مصدر فخر للسكان المحليين.
ومثله، ينتمي الكثير من سكان امزورن الى قبيلة بني ورياغل التي "لا تقهر ولا يمكن تطويعها"، كما قال عالم الانتروبولوجيا اتيليو غاوديو. ويوضح ناشط في المجتمع المدني المحلي ان "امزورن وقرية تماسنت المجاورة هما معقل بني ورياغل. كل قادة الريف الكبار خرجوا من هذه القبيلة المعروفة خصوصا بصلابتها وبانها لا تخشى شيئا". وقال احد المحتجين "بعد سبعة اشهر من التظاهرات السلمية اصبحت الشرطة تميل الى القمع. نحن لا نخاف لانه ليس لدينا شيء نخسره"، مطالبا بالافراج الفوري عن الموقوفين بعد موجة اعتقالات طالت عددا من قادة المعارضة. بحسب فرانس برس.
وقال عدد من الشهود ان السكان هنا متفقون على انهم "لا يصدقون" السياسيين او اعضاء المجالس المنتخبين. وكانت نسبة المشاركة في الانتخابت التشريعية التي جرت في تشرين الاول/اكتوبر ضئيلة جدا والنتائج تم الاعتراض عليها بشدة. وقال ناشط في المجتمع المدني "في الاجواء الحالية اي وساطة تبدو مستحيلة"، مع انه يشارك في محاولات وساطة مع المحتجين. وعبر عن قلقه من "عودة اهل الريف المغتربين -- الاكثر تشددا ضد المخزن (السلطة) في اغلب الاحيان --"، معتبرا ان ذلك يمكن ان يؤدي الى "تفاقم التوتر". وتابع ان "الجميع باتوا بانتظار الكلمة الفصل للملك في امزورن كما في الحسيمة".
الرباط تتضامن
من جانب اخر تظاهر آلاف المغاربة للتضامن مع ما بات يعرف باسم "حراك الريف" وجاب آلاف وسط العاصمة الرباط قادمين من مختلف المدن المغربية حاملين الأعلام الأمازيغية والمغربية وأعلام حركة 20 فبراير التي قادت النسخة المغربية من احتجاجات الربيع العربي في 2011 كما حملوا صور المعتقلين على خلفية احتجاجات حراك الريف وطالبوا بالإفراج عنهم. ورددوا شعارات مثل "عاش الشعب عاش مغاربة مش أوباش" في إشارة إلى نعت العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني لسكان منطقة الريف بالأوباش في احتجاجات اجتماعية عام 1984.
كما رددوا شعارات تنادي بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد مثل "هي كلمة واحدة هاد الدولة فاسدة" و"الموت ولا المذلة". وقال الحسين بوزيان وهو يحمل صور ابنيه المعتقلين عثمان وإبراهيم "يجب أن نحارب الظلم. ماذا فعل ابناي؟ اعتقلا من منزلهما في السادسة صباحا... عندما نرى مظاهرة بهذا الحجم لمساندتنا ننسى معاناتنا وترتاح نفسيتنا... كلنا مغاربة".
كما قال كريم امسيرو الذي جاء من الحسيمة "قطعت أكثر من 500 كيلومتر وبدون نوم وصائم وكل ذلك يهون في سبيل قضيتنا قضية الكرامة والحرية والمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين بدون قيد أو شرط". وشارك في المظاهرة التي دعا إليها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي لجان دعم حراك الريف وجماعة العدل والإحسان الإسلامية غير المرخصة وكان حضورها كبيرا ولافتا كما انضمت إلى المظاهرة أيضا جمعيات المجتمع المدني وجمعيات حقوقية على رأسها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وبعض النقابات.
وقال محمد الحمداوي القيادي بجماعة العدل والإحسان إن هذه المظاهرة تأتي "تضامنا مع ضحايا القمع الذين طالبوا بحقوقهم المشروعة... نطالب بترسيخ عدالة اجتماعية واقتسام ثروات هذا الشعب التي تتعرض للنهب والاستحواذ من فئة قليلة". وأشارت تقديرات الشرطة إلى أن عدد المشاركين في المظاهرة تجاوز عشرة آلاف لكن جماعة العدل والإحسان الإسلامية قالت إن الأعداد أكبر كثيرا. بحسب رويترز.
وقال أحمد الهايج رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المستقلة "تظاهرة اليوم كانت في حجم القضية التي خرجت من أجلها". وأضاف "كان لا بد للقوى الحية في المجتمع المغربي أن تعبر عن موقفها مما يجري في الريف خصوصا بعد 18 مايو الماضي حيث لمدة ستة أشهر منذ مقتل محسن فكري (بائع السمك) والمظاهرات في الريف تجري بطريقة سلمية إلا أنه بعد هذا التاريخ تبنت الدولة المقاربة الأمنية وعمدت إلى سياسة الاعتقالات والمحاكمات الملفقة بدل الاستجابة إلى مطالب الساكنة". وتشير إحصائيات رسمية إلى أن عدد المعتقلين تجاوز المئة. وقال الهايج إنهم يطالبون "بإسقاط كافة المتابعات وإطلاق سراح المعتقلين".
اضف تعليق